لخّصلي

إن التفكير من الصفات المميزة التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات الإلهية، والله سبحانه وتعالى يطلب من كل عبد أن يفكر ويتدبر في محتويات كونه، فهو سبحانه وتعالى لا يكلفه بالتفكير والتدبر في الكون. والمعلمون هم حملة رسالة تربوية عظيمة، وعليهم أن يتحلوا بالعديد من مهارات التفكير بأنواعها ويمارسونها بشكل دائم. ويُعد التفكير التأملي من أهم أنماط التفكير التي لها أثر إيجابي على أداء المعلم في المدرسة والصف الدراسي (الخزام، 2020)، والتفكير وخاصة التفكير التأملي مهم جدًا للمعلم وكذلك الطالب, يعتبر التفكير الانعكاسي أداة قوية لزيادة استقلالية المعلمين وثقتهم بأنفسهم، ولذلك اعتُبر معيارًا يجب على المعلمين والطلاب تحقيقه في المؤسسات التعليمية والمدارس التفكير الانعكاسي هو "التساؤل والتعلم من خلال الدروس الشخصية التي مر بها الأفراد في الماضي والحاضر وما يجب القيام به لتحسين الحاضر".
ويُعد التفكير التأملي أحد أدوات التطوير المستدام للمعلم، حيث يمكّن المعلمين من الانخراط بوعي في الممارسة المهنية واكتساب أعلى مستوى من التبصر في أدائهم وسلوكهم، وبالتالي الانخراط في التطوير والتحسين المستمر. وبما أن الكفاءة الانعكاسية هي إحدى سمات المعلم، ينبغي ممارسة التفكير التأملي في عملية التعلم والتطوير والحكم المهني، مما يسهم في النمو المهني المستمر للمعلمين. يؤكد التربويون على أن التفكير التأملي هو أفضل وسيلة للمعلمين للنمو والتطور المهني.
يؤكد الزهراني (2020) على أن التفكير التأملي يوفر للمعلمين العديد من الفرص لتطبيق استراتيجيات تفكير جديدة في مواقف غير مألوفة كما أنه ينمي المرونة في تفكير المعلمين، وتوضح حماه (2021) أن التفكير التأملي يساعد المعلمين على التفكير بعمق أكثر وبعض الأفكار حول موقف ما ويوضح أنه يساعدهم على التفكير في الموقف.

على الجانب الشخصي، يعد التفكير التأملي مهمًا بشكل خاص للمعلمين. وبما أن المعلمين على اتصال مستمر مع طلابهم، يجب أن يكونوا قادرين على التحكم في مهاراتهم وتنظيمها ومراقبتها ذهنيًا. كما يساعد التفكير الانعكاسي المعلمين على التعود على الاستقصاء والدقة ورفض الحلول المطلقة، وأن يصبحوا أكثر استقلالية في التفكير والعمل، وزيادة الطرق الأكثر فاعلية لحل المشكلات (الزهراني، 2020).

مساعدة المعلمين على تطوير أساليب وتقنيات التدريس
أكد الزهراني (2020) أن التفكير الانعكاسي يحفز المعلمين ويساعدهم على تطوير استراتيجيات التدريس المختلفة، مما يمكنهم من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الميدان التربوي والقيام بدورهم على أكمل وجه كما وجد حمة (2021) أن التفكير الانعكاسي يساعد المعلمين على اكتشاف آليات تعليمية جديدة وتحسين أساليب تدريسهم ومساعدتهم على الوفاء بمسؤولياتهم المهنية، كما أكدت على ذلك خطوات تطبيق التفكير التأملي
أحد أبسط النماذج التي تساعد المعلمين على ممارسة التفكير التأملي هو نموذج جيبس (جيبس، 1988). ويتألف نموذج جيبس من ستة مستويات تشكل دورة تكاملية وتدريجية، تبدأ بوصف الموقف أو التجربة التي هي موضوع التفكير التأملي وتنتهي باقتراح حل تطويري للمستقبل، ما لم يمر التفكير بكل هذه المستويات, لا يعتبر انعكاسًا.

وكما يوضح عيسى وطوباسي (2018)، فإن الخطوة الأولى في التفكير التأملي هي وصف الموقف المراد التفكير فيه بعبارات وصفية بسيطة مع تجنب التفاصيل السطحية التي لا معنى لها، ثم التعبير عن المشاعر والأحاسيس المرتبطة بهذا الموقف، ثم تقييم الموقف، إلى ومناقشة ردود الفعل الشخصية وردود فعل الآخرين على الموقف، ثم تحليل الموقف وضرورة ربط هذه التجربة بتجارب أخرى مشابهة أو مختلفة، حيث يمكن الاستعانة بمجموعة متنوعة من المراجع ومصادر المعلومات. يلي ذلك وصف الموقف، حيث يمكن مناقشة الأسباب التي أدت إلى الفشل أو النتيجة غير المرضية للتجربة وما تعلمه الشخص من هذه التجربة. أخيرًا، يتم تدوين جميع النتائج التي من شأنها تحسين عملية التطبيق والممارسة في المستقبل، بالإضافة إلى كل ما تم تعلمه وما يرغب الشخص في تعلمه في المستقبل. الخاتمة.

لقد ناقشنا في البداية ماهية التفكير التأملي وكيف يساعد التفكير التأملي المعلمين على تطوير نموهم المهني، ويحفزهم وينمي لديهم العديد من مهارات التفكير ومهارات حل المشكلات واكتشاف آليات التدريس، ويساعد المعلمين على تطوير أساليب وتقنيات التدريس لديهم، وقد تمت مناقشة أهمية التفكير التأملي. وأخيرًا، تم استعراض اقتراحات لمساعدة المعلمين على ممارسة التفكير التأملي بمساعدة نموذج جيبس للتفكير التأملي.