لخّصلي

باختالف الباحثني حول تعريف موحد للبيئة، أدى هذا إىل نش وء تقسيمات للبيئة إذ أصبحنا منيز بني نوعني من البيئة، داخلية،
وخارجية :
أما بالنسبة للبيئة الداخلية فمن املستحيل عرض كل اجملاالت الوظيفية للمؤسسة اليت متثل أحد عناصر البيئة الداخلية ألهنا ختتلف
باختالف املؤسسات، إال أن حتليل البيئة الداخلية يعترب أحد الدعائم الرئيسية يف حتديد واختيار البدائل االسرتاتيجية واختاذ
القرارات، مع االستعانة بنتائج حتليل البيئة اخلارجية واليت متثل يف بعض جوانبها بتعقيداهتا وخماطرها القاسم املشرتك بني املؤسسات سواء على املستوى احمللي أو العاملي .
هذه اخلصائص البيئية اليت تتأثر هبا كل املؤسسات تكون كمحصلة لتداخل جمموعة من العوامـل اليت تقع خارج حدود نطاق رقابة
إدارهتا، منها: عوامل سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية... ال .
ومن بني أهم هذه اخلصائص:
•التعقد : نعين به التعدد وتنوع االختالف يف مكونات العوامل اليت تؤثر على املؤسسة، واليت تستو جب طاقة كبرية من
التكنولوجيا من أجل السيطرة والتكيف مع هذه العوامل مهما كان عددها ودرجة اختالفها وعليه ميكننا القول أن املؤسسة تقع
بني البساطة والتعقد يف البيئة.
•الديناميكية : ويقصد هبا معدل التغري يف عوامل البيئة، إذ ميكن للمؤسسة االنتقال من بيئة مستقرة ساكنة إىل بيئة غري مستقرة
ديناميكية، وهذا حسب ارتفاع أو اخنفاض درجة النمو .
•عدم التأكد : وهي من أهم اخلصائص ا على حتديد احتمال وقع احلدث، وهذا
ً
نفسه يف هذه احلالة عاجز
ر
حيث جيد املسري
رة على التحكم يف تأثري املتغريات البيئية مستقبالً راجع لقلة املعلومات عن العوامل واملتغريات احمليطة به، وبالتايل عدم القد ، وعلى
كل مؤسسة احلرص على توفري متطلبات استقرارها، وهذا عن طريق قدراهتا وكفاءهتا يف التعامل مع املتغريات يف بيئتها .
وجيب أن تتوفر لكل مؤسسة مقومات التأثري والسيطرة على البيئة الداخلية واليت تتطلب حتليل النظا م الداخلي هلا، ليتمكن املقرر
مقارنة األداء احملقق باألهداف احملددة على مدى فرتات زمنية معينة .
ومع تزايد درجة التغيري والتعقيد نتيجة لتنوع املتغريات املوجودة يف البيئة اخلارجية وعدم استقرارها، تسعى املؤسسة إىل التفاعل
والتكيف مع خصائص هذه البيئة مبا حيقق أهدافها.
وميكننا تلخيصها فيما يلي :
–تعدد العوامل البيئية اليت تؤثر على أعمال املؤسسة اليت جيب التنبؤ هبا وحتليل آثارها
–تدخل تلك العوامل فيما بينها من جهة، ويف تأثريها على املؤسسة من جهة أخرى
–سرعة تغري ظروف وعوامل البيئة، حيث تتميز بنوع من التعقيد متجلية يف قيود وفرص، إذ يسمح التحليل بالكشف عن درجة
احلرية واخلطر الذي يعيق أي ختطيط اسرتاتيجي والذي يسمح بدوره للمؤسسة بأن حتقق هدفني من احتكاكها باحمليط مها :
–االستفادة القصوى من الفرص اليت مينحها احمليط : حيث تكون املؤسسة يف وضعية استقرار، يسهل هلا التنبؤ أو حىت وضع
موازنات تقديرية تساعدها يف مواجهة األوضاع االستثنائية الطارئة ذات التأثري البسيط .
–أن تتكيف أوضاعها مع متغريات بيئتها اخلارجية مبا يتناسب مع أهدافها واسرتاتيجيتها
حيث أن مؤسسة القرن 21 تعمل يف عامل مضطرب غامض، فال ميكن التنبؤ بشيء اليوم، فعلى سبيل املثال ال احلصر، معدالت
الصرف األجنيب تتغري من يوم إىل يوم، فإذا كانت أسعار العمالت الرئيسية يف السابق ثابتة لفرتة طويلة وكانت التغريات يف حدود
%1 ،فقد أصبح اآلن التغيري يف حدود %5 يف األسبوع ورمبا %50 يف السنة... وخري دليل ما حدث لعمالت شرق آسيا يف
أواخر عام 1997 .وتعيش املؤسسات احلديثة يف خماطر ناجتة من تقلبات العائد ...
ومن أهم هذه املخاطر جند :
•املخاطر االئتمانية : هذا النوع من املخاطر يتأتى من غياب الوفاء بااللتزامات من األطراف املتعامل معها نتيجة لعدم القدرة أو
عدم الرغبة بالوفاء .
•خماطر أسعار الصرف : تنشأ نتيجة التحركات غري املواتية يف أسعار الصرف.
•خماطر أسعار الطاقة وأسعار املواد األولية : نتيجة للتغريات احلاصلة يف أسعار الطاقة واملواد األولية، مل يعد باإلمكان معرفة
مستوى األسعار ألي مادة أولية على وجه مطمئن .
•خماطر التسعري : هذه املخاطر برزت كنتيجة حتمية للمتغريات احلاصلة يف أسعار األصول أو بشكل خاص حمفظة االستثمارات
املالية وذلك راجع إما خلصوصيات تتعلق باملؤسسة أو للظروف االقتصادية.
•خماطر السيولة : وكنتيجة لعدة عوامل، تظهر خماطر السيولة وميكننا حصرها يف عدم قدرة املؤسسة على توظيف األموال بشكل
مناسب، أو باألحرى عدم قدرة املؤسسة على الوفاء بالتزاماهتا يف األجل القصري مع عدم مراعاة عدم حتمل خسائر معتربة .
•خماطر قانونية : وتعين حدوث التزام غري متوقع أو فقد جانب من قيمة األصول نتيجة عدم توافر رأي قانوين سليم أو عدم
كفاية املستندات .
•خماطر االلتزام : هي تعرض املؤسسة لعقوبات سواء يف شكل جزاءات مالية أو احلرمان من ممارسة نشاط معني نتيجة الرتكاهبا
خمالفات.
•خماطر اسرتاتيجية : وهي تنشأ نتيجة لغياب اسرتاتيجية مناسبة للمؤسسة ويقصد باالسرتاتيجية املسار الرئيسي الذي تتخذه
ا على حتليل
ً
املؤسسة لنفسها لتحقيق أهدافها يف األجلني الطويل والقصري يف ضوء الظروف البيئية العامة وظروف املنافسني واعتماد
القوة الذاتية .
•خماطر الغموض : كما أننا ال نعرف على وجه اليقني هل األفضل للمؤسسة أن تندمج مع أخرى أم ال تندمج؟ أم تفصل أجزاء
منها لتصبح مؤسسات مستقلة، ومل نعد نعرف من هم املنافسون القادمون على املستوى احمللي أو املستوى العاملي! ومل نعد نعرف
هل األفضل احلصول على األموال بالفائدة الثابتة أم باملشاركة من خالل رأس املال املخاطر أو من البنوك اإلسالمية.