لخّصلي

يُعدّ علم النفس التربوي، شأنه شأن علم النفس العام، علماً ذا ماضٍ طويل وتاريخٍ قصير. فبينما يُعتبر علم النفس من أقدم فروع المعرفة لارتباطه بالفلسفة، إلا أنه من حيث المنهج حديث جداً. بدأ علم النفس بالاعتماد على التجريب في أواخر القرن التاسع عشر، مُتحرراً من سيطرة الفلسفة. ظهرت المدرسة الوظيفية عام 1900م، مُركزّة على دراسة العمليات العقلية (كيف ولماذا؟) بدلاً من التركيبية (ماذا ومم يتكون؟). سيطرت نظرية الملكات على بدايات علم النفس التربوي، لكنها واجهت انتقادات من هيربارت وآخرين، مؤكدين على أهمية الارتباط بين الأفكار في النمو العقلي. حلّت المدرسة الوظيفية محلّ سيكولوجية الملكات والتركيبية، مُركّزة على التكيف مع البيئة. ساهم رواد كـ هربارت سبنسر، وتوماس هكسلي، وفرنسيس جالتون (الذي اهتم بالفروق الفردية والوراثة) في تطوير هذا المجال. تطوّر القياس العقلي بجهود علماء كـ كريبلين، ومونستربرج، وأبينجهاوس، ثمّ بقياس بينيه للذكاء عام 1905م. في بداية القرن العشرين، أصبح علم النفس التربوي مادة أساسية في إعداد المعلمين، وساهم رواد كـ ثورنديك، وتشارلز جِيد، ولويس ترمان في تطويره. يُعنى علم النفس التربوي بنظريات التعلم (السلوكية، المعرفية، الاجتماعية)، وطرق التدريس المُتوافقة مع استراتيجيات التفكير، ومراعاة الفروق الفردية، وتقييم القدرات العقلية والوجدانية، و استخدام الاختبارات النفسية، و تطوير تكنولوجيا التعليم.

إن علم النفس التربوي شأنه شأن علم النفس العام له ماض طويل وتاريخ قصير فإذا كان علم النفس من حيث الموضوع قديم جدا بل من أقدم فروع المعرفة لارتباطه بالفلسفة فانه من حيث المنهج حديث جدا بل من أحدث العلوم جميعاً . وسوف نعرض نبذه عن تاريخ علم النفس التربوي :

حينما بدأ علم النفس يعتمد على التجريب في الربع الأخير من القرن التاسع عشر أخذ يتحرر من الفلسفة أي إن الاتجاه الفلسفي ظل مسيطرا على التفكير النفسي فقد كان فونت وتلاميذه يجرون تجاربهم الأولى على الحواس من حيث

علم النفس التربوي

علاقتها بالعمليات العقلية وفي نهاية القرن التاسع عشر نطاق التجريب ليشمل دراسة السلوك من جوانب متعددة وظهرت حركة علم النفس التطبيقي ودراسة سيكولوجية الطفل ونموه وبعد حوالي عشرين سنه فقط من بداية أول معمل علم نفس تجريبي الذي أنشأه فونت ظهرت المدرسة الوظيفية عام ١٩٠٠م التي اهتمت بدراسة العمليات العقلية بدلا من دراسة الخبرة الشعورية أو مضمون العقل.

ويتمثل الفرق بين المدرستين التركيبية والوظيفية إن الأولى تجيب عن السؤال ماذا أو مم يتركب ؟ بينما تحاول الثانية الإجابة عن السؤال كيف ؟ ولماذا ؟ وبعبارة أخرى فان أصحاب المدرسة الوظيفية ركزوا الاهتمام على عمليات التعلم ويعد "جون يدوى " هو أحد أنصار هذا الاتجاه .

وكان لنظرية الملكات السيطرة على بدايات علم النفس التربوي وهي النظرية التي ترى أن العقل الإنساني مكون من عدة ملكات مستقلة بعضها عن بعض وكل منها يقوم بنشاط عقلي معين ومن أهم الملكات ملكة التذكر والانتباه والاستدلال والإرادة ويتميز كل منها بالنمو المستقل خلال التدريب الشكلي أو التحكم الذاتي وقد وجهت مدرسة وهانز فردريك هربارت " (١٧٧٦-(١٨٤١) انتقادات حادة إلى سيكولوجيه الملكات حيث أكدت على أهمية الارتباط بين الأفكار في النمو العقلي واتضح من الدراسات التجريبية التي قام بها علماء الفسيولوجية إن المخ يعمل ككل ولا توجد أجزاء منفصلة بالمخ ، يعمل كل منها على حده كما تفترض الملكات وقد حلت المدرسة الوظيفية محل سيكولوجية الملكات ومحل التركيبية التي كانت تدرس الحالات العقلية الشعورية لتؤكد على

البحث في كيفية الخبرات للتكيف مع البيئة .

ويعد " هربارت سبينسر (۱۸۲۰ - ۱۹۰۳ " وتوماس هكسلي (١٨٢٥-٠ ۱۸۹۵) " وتشارلز البيوت " (۱۸۳٤ - ۱۹۲۶) رواد الدراسة لعلمية للتدريب الشكلي ، وبدأ " فرنسيس جالتون " ( ۱۹۱۲ - ۱۹۱۱) بدراسة الفروق الفردية في الخصائص النفسية والعقلية للفرد واعتمد على تاريخ حياة الفرد وأكد على أهمية الوراثة في انتقال الخصائص النفسية والعقلية من الإباء إلى الأبناء كما اهتم بدراسة التوائم .

وكان جالتون أول من إستعمل طريقة الإستفتاء ، وأدخل الوسائل الإحصائية في قياس القدرات العقلية ، وقد تبعة في هذا الإتجاة ( بيرسون ) و ( سبيرمان ) ، ثم تطورت حركة القياس العقلي علي يد العالم الألماني " كريبلين " حيث وضع في عام ۱۸۸۹ مجموعة من الإختبارات يغلب عليها الطابع العقلي ، وفي عام ۱۸۹۱ استخدم " منستر برج " مقياس الزمن في إختبارات السرعة .
وفي عام ۱۸۸۹ حاول " ابنجهاوس " مؤسس علم النفس التجريبي للتعلم والقياس دراسة التغلب عند أطفال المدرسة ، وصمم ثلاثة إختبارات هي :-إختبار الحساب - إختبار تكملة الجمل - إختبار مدي التذكر ، ويعد إختبار تكملة الجمل أكثر ارتباطا بالتفوق الدراسي كما اتضح فيما بعد .

وفي عام ۱۸۹۰ نشر العامل الأمريكي " ديمس ماكين كاتل " أول كتاب يحمل إسم " الإختبارات والمقاييس العقلية " وقد بدأ إهتمام علماء النفس يتجة وجهة جديدة بعد أن أعلن بينية في عام ۱۹۰٥ عن مقياسة الشهير للذكاء الذي نقل إلى معظم اللغات بعد إدخال التعديلات الملائمة علية ، وكان لهذا التطور في القياس العقلي أكبر الأثر في تقدم علم النفس وتحديد معالم علم النفس التربوي مع بروز أثر النظرية السلوكية في التعلم ، وكان في بدايتة يشير إلي تصميم المواقف التعليمية ، ووضع الأهداف السلوكية وطرق التدريس ، والتعلم المبرمج ، ثم إتسع المصطلح ليصبح أكثر إهتماما بالنظرية ، وتناول المتغيراات المعرفية ، كما إهتم بالدافعية والفروق الفردية في القدرات والسمات وأصبح علم النفس التربوي يهدف إلى تنمية الدوافع والأبنية المعرفية والاساليب المستخدمة في

التعلم وحل المشكلات وتنمية التفكير ، وسبل الارتقاء بالعملية التعليمية. وفي بداية القرن العشرين اعتبر علم النفس التربوي مادة أساسية ولازمة إعداد المعلم ، وأنشئتفي أمريكا ثلاث وظائف أستاذية شغلها ثلاثة من رواد علم النفس هم :-

• ۱۹۷۷ ) ثورنديك ( ١٨٧٤ - ١٩٤٩ ) ، وتشارلزجید ، و لویس ترمان ١٩٥٦ ) وانطلق هؤلاء الأقطاب وتلاميذهم الكثيرون يرتادون مختلف موضوعات علم النفس التربوي ، وتزايدت البحوث النفسية والمؤلفات والمجلات المتخصصة ، وأنشئت المعامل والمختبرات ، وأقيمت الهيئات العلمية والمؤتمرات ، مما أسهم في تحديد طبيعة هذا العلم .

مجالات الدراسة في علم النفس التربوي :-

لقد اهتم علم النفس التربوي بدراسة نظريات التعلم السلوكية والمعرفية والإجتماعية ، والإنسان ، التي تساعد على كيفية نقل المعلومات للطلاب بطريقة أفضل متمشية مع استراتيجيات التفكير وعملية تجهيز المعلومات داخل العقل الإنساني ، وهذا بالإضافة إلى مظاهر الذكاء ، وتقديم طرق جديدة للتدريس تتناسب مع التلاميذ ذوي الدرجات المرتفعة علي مقياس التفوق العقلي أو الإبتكارية، والإهتمام بالقدرات العقلية في شكلها الذي توجد به عند الأطفال

في مراحل نمهم المختلفة ودراسة المتخلفين عقليا وحالات التخلف الدراسي . وقد اهتم علم النفس التربوي بالإختبارات النفسية المتعددة لتحديد مستوي القدرات العقلية ، والأشكال المتعددة لتحديد مستوي القدرات القلية ، والأشكال

علم النفس التربوي

المتعددة التي تنظم بها عند التلاميذ ، وتطبيق الإختبارات الخاصة بالجوانب الوجدانية في الشخصية ، وأخذ النتائج في الإعتبار عند توجية التلاميذ لنوع من الدراسات ومراعاة الفروق الفردية بينهم .

دراسة العمليات العقلية التي يمارسها التلاميذ أثناء تلقيهم لمادة دراسية معينة كالحساب والفيزياء ، أو المطالعة السريعة بقصد إستيعاب أمبر قدر من المعلومات في أقصر وقت ممكن ، ومحاولة الإهتداء علي ضوء ما يكتشف من قوانين إلى أسباب تخلف بعض التلاميذ في أي من هذة المواد ، لزيادة كفائة الطالب الكفء ، والتقليل من أسباب العجز عند الطالب المتخلف دراسيا ، وهناك عشرات الامثلة من هذه البحوث تجري في اليابان و إنجلترا وفي مصر. الإهتمام بآلات التعلم فتكنولوجيا التعليم تثبيت لعنصر الدرس في عملية التعلم ، بدلا من تركة معرضا للتقلبات البشرية ما بين مدرس كفء ، ومدرس رديء ، ومدرس حاد المزاج وآخر هاديء ، وهي تقوم بإعطاء الفرص للطالب ليتقدم في التعلم بالسرعة التي تناسبة . ويستطيع أن يعيد أي خطوة للتثبيت منها ، وإعطاء الطالب الإجابة الصحيحة ، ومواجهتة أولا بأول خاصة أن بعض الآلات تقدم الإجابة الصحيحة في نهاية الإجابة حتي يستطيع أن يتعرف علي مدي تقدمة ، بالإضافة إلي أن آلات التعلم تساعد علي الذاتي ، والإستفادة من وجود المعلم في كل عملية التعلم ..