لخّصلي

أول وقف في الإسلام يعدّ مسجد قباء الذي قام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ببنائه أول وقف في الإسلام، ثمّ من بعده المسجد النبوي الشريف، وأول وقف خيري من المستغلّات عُرف في الإسلام هو وقف سبعة بساتين نخيل وقفها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ٢] ثم وقف عمر بن الخطاب، وتصدقت بها قال: فتصدق بها عمر، والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متمول قال: فحدثت به ابن سيرين، ٣] ثم استمرّ الوقف في شتى وجوه الخير منذ صدر الإسلام إلى زماننا الحالي. ٢] حكم الوقف يعدّ الوقف من الأعمال المستحبّة التي يمتدّ أثرها ونفعها إلى ما بعد الممات، وهو من أعظم الصدقات التي يتقرب به العبد إلى الله، ٤][٥] وتعددت الأقوال في حكمه عند المذاهب على النحو الآتي:[٦] مُباح: وهو قول الحنفية. والقول بالإباحة يختلف عن الاستحباب، أمّا إن كانت النّيّة والقصد منه القيام بعمل خير يتقرب به صاحبه من الله فهو مستحب. وقول نُسب إلى أبي حنيفة. لا يصحّ إلا في الكراع والسلاح: وهو قول علي بن أبي طالب، شروط الوقف يُشترط لصحة الوقف مجموعة شروط، وهي:[٧] تحديد العين الموقوفة، أن يكون الوقف على جهة معيّنة ومعلومة، أن يكون الواقف ممن يصح تصرّفه فيما وقفه. أما القول كقول الواقف: حبست أو وقفت أو سبّلت وغير ذلك من المعاني التي تفيد معنى الوقف، ٧] أنواع الوقف للوقف أنواع متعددة تنقسم بحسب اعتبارات كثيرة، وينقسم الوقف باعتبار غرضه إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي:[٨] الوقف الذرّي أو الأهلي هو ما يكون الواقف قد وقفه على ذريته من الأسرة، فإن لم يتبقَّ من الأسرة أحد صار وقفاً خيرياً. الوقف العام هو ما يكون منذ بدايته قائمٌ على تقديم المنفعة العامة؛ ويُقسم الوقف باعتبار المحلّ الموقوف إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي:[٩] وقف العقار وقد اتفق العلماء القائلون بمشروعية الوقف على جواز وقف العقار، وأنّه مما يتقرب به العبد من الله، الوقف المنقول وينقسم إلى منقول لا يمكن الانتفاع به إلّا بتلف عينه؛ فقد نُقل عن الجمهور أنّه وقف غير جائز، وإلى منقول يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه؛ وقف الدراهم والدنانير ورجّع العديد من أهل العلم أنّه وقف جائز حتى لو لم تبقَ عينها إن كانت قد ذهبت لغاية شرعية. أفضل أنواع الوقف لا يقتصر الوقف على وقف شيءٍ معين، ولا تكون الأفضلية فيه لوقف شيء دون آخر، والأفضلية فيه تقوم على ما يكون فيه منفعة لعامة المسلمين في كل مكان وزمان، وإن كانت القرية بلا مدرسة فأفضل الوقف بناء المدارس، وإن كان الوقت قد نودي للجهاد فيه فأفضل الوقف السلاح وأدوات الحرب، وإن كانت المدينة لا يوجد بها مكان لعلاج المرضى فأفضل الوقف بناء المستشفيات، ١٠] حكمة مشروعية الوقف شرع الله لعباده الأغنياء إن أرادوا مزيدًا من القربات التي تقربهم من الله، الإنفاق فى سبيل الله بطرق عدة منها الوقف، ١١] ولا تتوقف هذه المنفعة بموت صاحبها، بل تستمر إلى ما بعد موته، فالوقف يحفظها من أن تؤول إلى مثل هذا المصير. ١١] وبالوقف تتحقق المنفعة للواقف بعظيم الأجر والثواب من الله، حين يقدم ماله في سبيل الله ابتغاء ما عند الله من الأجر والثواب