خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
كالابتسام للحياة. ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، أو منصب كبير، فما المال مع العبوس؟ وما المنصب مع انقباض النفس؟ وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب؟ وما جمال الزوجة إذا عَبست، وتفكير باسمٍ، ولا يرى الحقيقةَ مَنْ تدَنَّس قلبه؛ والفكر نظيفاً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، وتسبّ، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، والحبّ في حياته من أن يَجِدَّ في تكديس المال في جيبه. وإنّما يفتحونها للدرهم والدينار، ليس يعبس النفس والوجه شيءٌ كاليأس؛ والتّشدّق بالحديث عن سيئات العالم لا غير. إنّه يرى في كلّ طريق أسداً رابضاً، إنّ الصّعاب في الحياة أمور نسبية؛ فكلّ شيء صعب جداً عند النفس الصّغيرة جداً، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة، وانكمش في جلده منك. الثّقة بالنّفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتّان بينها وبين الغرور الذي يُعدّ رذيلة، وعلى الكبرِ الزائفِ، والثقةَ بالنفس اعتمادُها على مقدرتها على تحمّل المسؤولية، ولا يُنتظر منها خير كبير، والإيمان بقوّتها؛ ففشل فيه. وَتَفرّسْ في الوجوه، فما السّرّ في هذا كلّه؟ وأكثر الثّروة قد ضاعت من أيديهم. فلنتغلب على هذه الصعوبات جميعاً،
ابتسم للحياة … الأستاذ أحمد أمين
لا شيء يُضيّع ملكات الشخص ومزاياه كتشاؤمه في الحياة، ولا شيء يبعث الأمل، ويقرّب من النجاح ويُنَمِّي الملكات، ويبعث على العمل النّافع لصاحبه وللناس، كالابتسام للحياة.
ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشّدائد، ومعالجة الصّعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس.
لو خُيَّرتُ بين مال كثير، أو منصب كبير، وبين نَفْسٍ راضية باسمة لاخترتُ الثانية؛ فما المال مع العبوس؟ وما المنصب مع انقباض النفس؟ وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب؟ وما جمال الزوجة إذا عَبست، وقلبت بيتها جحيماً؟ لَخَيْرٌ منها ألف مرةٍ زوجة لم تبلغ مبلغها في الجمال، وجعلت بيتها جنّة.
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثةً عن نفس باسمةٍ، وتفكير باسمٍ، وكل شيء في الطبيعة جميلٌ باسمٌ منسجمٌ، وإنما يأتي العبوس مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ؛ فالزهر باسم، والغابات باسمة، والبحار، والأنهار، والسماء، والنجوم، والطّيور كلها باسمة، وكان الإنسان بطبعه باسماً لولا ما يعرض له من طمع، وشر، وأنانية تجعله عابساً؛ فكان بذلك نشازاً في الطّبيعة المنسجمة.
ومن أجل هذا لا يرى الجمالَ مَنْ عَبَستْ نفسُه، ولا يرى الحقيقةَ مَنْ تدَنَّس قلبه؛ فكل إنسان يرى الدّنيا من خلال عمله، وفكره، وبواعثه؛ فإذا كان العمل طيباً، والفكر نظيفاً، والبواعث طاهرة كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقيّاً، فرأى الدّنيا جميلة كما خلقت، وإلا تغبَّش منظاره، واسْوَدَّ زجاجُه، فرأى كل شيء أسودَ مغبَّشاً.
هناك نفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء شقاءً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، هناك المرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ، فاليوم أسود؛ لأنَّ طبقاً كُسِرْ ولأنّ نوعاً من الطعام زاد الطّاهي في ملحه، أو أنّها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة، فتهيج، وتسبّ، ويتعدّى السِّباب إلى كلّ مَن في البيت، وإذا هو شُعلة من نار.
وهناك رجل ينغِّص على نفسه، وعلى مَنْ حوله مِنْ كلمة يسمعها، أو يؤولها تأويلاً سيئاً، أو من عمل تافهٍ حدث له، أو حدث منه، أو من ربح خسره، أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث، أو نحو ذلك، فإذا الدّنيا كلها سوداء في نظره، ثم هو يُسَوِّدها على من حوله.
هؤلاء عندهم قدرة المبالغة في الشّرّ؛ فيجعلون من الحبّة قُبّة، ومن البذرة شجرة، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً.
الحياة فنٌّ، وفنٌّ يُتَعَلَّم، ولَخيرٌ للإنسان أن يَجِدَّ في وضع الأزهار، والرّياحين،والحبّ في حياته من أن يَجِدَّ في تكديس المال في جيبه..ما الحياة إذا وجّهت كلّ الجهود فيها لجمع المال، ولم يوجّه أيّ جهد لترقية جانب الجمال، والرّحمة، والحبّ فيها؟
أكثر النّاس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة، وإنّما يفتحونها للدرهم والدينار، ليس يعبس النفس والوجه شيءٌ كاليأس؛ فإنْ أردتَ الابتسام فحارب اليأس. وإنّ الفرصة سانحة لك وللناس، والنجاحَ مفتوحٌ بابُه لك وللنّاس؛ فَعَوِّد عقلك تَفَتُّحَ الأمل، وتوقُّعَ الخير في المستقبل.
إنّما يصدّ النفس، ويعبِّسُها، ويجعلها في سجن مظلم اليأسُ، وفقدان الأمل، والعيشة السّيئة برؤية الشرور، والبحث عن معايب الناس، والتّشدّق بالحديث عن سيئات العالم لا غير.
النّفس الباسمة ترى الصّعاب فيسرّها التغلّب عليها، تنظرها فتبسم، وتعالجها فتبسم، وتتغلب عليها فتبسم، والنّفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلقها، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همّتها بجانبها، فهربت منها، وقبعت في جحرها تسبّ الدّهر والزّمان والمكان، وَتَعلَّلَتْ بلو، وإذا، وإن.
وما الدّهر الذي يلعنه إلا مزاجه وتربيته، إنّه يودّ النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه، إنّه يرى في كلّ طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهباً، أو تنشقّ الأرض عن كنز.
إنّ الصّعاب في الحياة أمور نسبية؛ فكلّ شيء صعب جداً عند النفس الصّغيرة جداً، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة، وبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصّعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقماً بالفرار منها، وإنّما الصعاب كالكلب العقور إذا رآك خفت منه، وجريت نبحك وعدا وراءك، وإذا رآك تهزأ به، ولا تُعِيرُه اهتماماً، وتبرق له عينك أفسح الطريق لك، وانكمش في جلده منك.
الثّقة بالنّفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتّان بينها وبين الغرور الذي يُعدّ رذيلة، والفرق بينهما أنّ الغرورَ اعتماد النفس على الخيالِ، وعلى الكبرِ الزائفِ، والثقةَ بالنفس اعتمادُها على مقدرتها على تحمّل المسؤولية، وعلى تقوية ملكاتها، وتحسين استعدادها.
ثم لا شيء أقتل للنفس من شعورها بِضِعَتِها، وصغر شأنها، وقِلّة قيمتها، وأنّها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم، ولا يُنتظر منها خير كبير، هذا الشعور بالضِعَة يُفقد الإنسان الثقة بنفسه، والإيمان بقوّتها؛ فإذا أقدم على عمل ارتابَ في مقدرته، وفي إمكان نجاحه، وعالجه بفتور؛ ففشل فيه.
وبَعْدُ: فاالنّاس في حاجةٍ كبرى إلى كميات كبيرة من الابتسامات الصّادقة الدّالة على النّفوس الراضية الآملة الطامحة.
سِرْ أنّى شئت في الشوارع، واغشَ المنتدياتِ والمجتمعات، وَتَفرّسْ في الوجوه،فقلّما ترى إلا وجوهاً مُقَطِّبة الجبين، ورؤوساً أثقلها الهمّ، فخفضها، وعيوناً ساهمةً قد فقدت بريق السّرور، ولمعان الحيوية.وتلمّس الضّحكات العالية في مجالي الّلهو، وأماكن التّنادر،فهل ترى إلا العبوس وما يشبه العبوس، واستبعد البسمات المزيفة المُتصنعة في المقابلات، والمجاملات،وانفذ منها إلى أعماق النفوس، فهل ترى إلا انقباضاً وانكماشاً؟
فما السّرّ في هذا كلّه؟
سِرُّهُ في تعاقبِ الظُّلم على بعض الشّعوب من زمن قديم حتى سلبها حريَّتَها، وهل تَبَسَّمُ النّفسُ إلا للحرية، وهل تَنقبضُ إلا من الاستبداد.!
وسرُّه في حاجة بعض أفراد الشعوب، فهم يحملون الهمّ المضني، كيف يأكلون ويعيشون، وكيف يسدّون حاجات أسرتهم ومَنْ تعلَّق في رقبتهم، والمنافذ ضيقة في وجوههم، وأكثر الثّروة قد ضاعت من أيديهم.
وسرُّه في ضعف التّربية التي لا تفتح النفس للحياة، وتكتفي بالعلم الجاف.
وسره في أن بعض الناس لم يتعلّم فنّ الحياة، ولم يسمع به.
فلنتغلب على هذه الصعوبات جميعاً، ولنبسم للحياة ولو تَكَلُّفاً ينقلب التّكلّف بعد حين تَطَبُّعاً.
ابتسم للطفل في مهده، وللصانع في عمله، وابتسمْ لأولادك وأنت تربيهم، وابتسمْ للتاجر وأنت تعامله، وابتسم للصعوبة تعترضك، وابتسم إذا نجحت، وابتسم إذا فشلت، وانثر البسمات يميناً وشمالاً على طول الطريق؛ فإنك قد لا تعود للسير فيه
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
التكوين نشاط مستمر: إن التكوين حلقة حيوية من سلسلة الحلقات تبدأ من تحديد المواصفات الوظيفية وتعيين م...
مهما تباينت المنظمات وتنوعت هياكلها فهي تسعى جاهدة في إعداد نشاط إداري هائل، ورفع حجمها وفروعها لأنه...
Architectural Icon: The BEEAH Headquarters stands as a unique architectural identity for Sharjah, a...
الأخ / غازي المحترم بخصوص استفساركم ، نود أن نؤكد على ما تمت إفادتك به من قبلنا صباح اليوم بعد ...
Administrative contracts are distinct from privâtes law contracts due to sevra key characteristics t...
Freedom and resistance are fundamental concepts that are still linked to our world today. In the nov...
السعدي خلال القرن 16م الأوضاع الدينية لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية اجتماعية: نشر العلم والمع...
التاثيرات الدينية والأدبية : KRONTACT وكان نظام الفروسية في العصور الوسطى غير مسيحي في بداية الأمر...
تعتبر التضاريس الطبيعية أحد أهم العوامل التي تؤثر على البيئة والأنشطة البشرية في مختلف المناطق. في ه...
ا " روتسد 2591 : " بستكي " روتسد 2592 " ىروتسد ءانب لوأ هنوك نم عبنت ، ةصاخ ةيمهأ هررقت لم...
The respiratory center is a complex group of nuclei located within the pons and medulla oblongata. I...
The BEEAH Headquarters would be both symbolic and functional, blending the two in a way that serves ...