Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (18%)

كالابتسام للحياة. ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، أو منصب كبير، فما المال مع العبوس؟ وما المنصب مع انقباض النفس؟ وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب؟ وما جمال الزوجة إذا عَبست، وتفكير باسمٍ، ولا يرى الحقيقةَ مَنْ تدَنَّس قلبه؛ والفكر نظيفاً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، وتسبّ، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، والحبّ في حياته من أن يَجِدَّ في تكديس المال في جيبه. وإنّما يفتحونها للدرهم والدينار، ليس يعبس النفس والوجه شيءٌ كاليأس؛ والتّشدّق بالحديث عن سيئات العالم لا غير. إنّه يرى في كلّ طريق أسداً رابضاً، إنّ الصّعاب في الحياة أمور نسبية؛ فكلّ شيء صعب جداً عند النفس الصّغيرة جداً، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة، وانكمش في جلده منك. الثّقة بالنّفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتّان بينها وبين الغرور الذي يُعدّ رذيلة، وعلى الكبرِ الزائفِ، والثقةَ بالنفس اعتمادُها على مقدرتها على تحمّل المسؤولية، ولا يُنتظر منها خير كبير، والإيمان بقوّتها؛ ففشل فيه. وَتَفرّسْ في الوجوه، فما السّرّ في هذا كلّه؟
وأكثر الثّروة قد ضاعت من أيديهم. فلنتغلب على هذه الصعوبات جميعاً،


Original text

ابتسم للحياة … الأستاذ أحمد أمين
لا شيء يُضيّع ملكات الشخص ومزاياه كتشاؤمه في الحياة، ولا شيء يبعث الأمل، ويقرّب من النجاح ويُنَمِّي الملكات، ويبعث على العمل النّافع لصاحبه وللناس، كالابتسام للحياة.
ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشّدائد، ومعالجة الصّعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس.
لو خُيَّرتُ بين مال كثير، أو منصب كبير، وبين نَفْسٍ راضية باسمة لاخترتُ الثانية؛ فما المال مع العبوس؟ وما المنصب مع انقباض النفس؟ وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب؟ وما جمال الزوجة إذا عَبست، وقلبت بيتها جحيماً؟ لَخَيْرٌ منها ألف مرةٍ زوجة لم تبلغ مبلغها في الجمال، وجعلت بيتها جنّة.
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثةً عن نفس باسمةٍ، وتفكير باسمٍ، وكل شيء في الطبيعة جميلٌ باسمٌ منسجمٌ، وإنما يأتي العبوس مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ؛ فالزهر باسم، والغابات باسمة، والبحار، والأنهار، والسماء، والنجوم، والطّيور كلها باسمة، وكان الإنسان بطبعه باسماً لولا ما يعرض له من طمع، وشر، وأنانية تجعله عابساً؛ فكان بذلك نشازاً في الطّبيعة المنسجمة.
ومن أجل هذا لا يرى الجمالَ مَنْ عَبَستْ نفسُه، ولا يرى الحقيقةَ مَنْ تدَنَّس قلبه؛ فكل إنسان يرى الدّنيا من خلال عمله، وفكره، وبواعثه؛ فإذا كان العمل طيباً، والفكر نظيفاً، والبواعث طاهرة كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقيّاً، فرأى الدّنيا جميلة كما خلقت، وإلا تغبَّش منظاره، واسْوَدَّ زجاجُه، فرأى كل شيء أسودَ مغبَّشاً.
هناك نفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء شقاءً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، هناك المرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ، فاليوم أسود؛ لأنَّ طبقاً كُسِرْ ولأنّ نوعاً من الطعام زاد الطّاهي في ملحه، أو أنّها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة، فتهيج، وتسبّ، ويتعدّى السِّباب إلى كلّ مَن في البيت، وإذا هو شُعلة من نار.
وهناك رجل ينغِّص على نفسه، وعلى مَنْ حوله مِنْ كلمة يسمعها، أو يؤولها تأويلاً سيئاً، أو من عمل تافهٍ حدث له، أو حدث منه، أو من ربح خسره، أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث، أو نحو ذلك، فإذا الدّنيا كلها سوداء في نظره، ثم هو يُسَوِّدها على من حوله.
هؤلاء عندهم قدرة المبالغة في الشّرّ؛ فيجعلون من الحبّة قُبّة، ومن البذرة شجرة، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً.
الحياة فنٌّ، وفنٌّ يُتَعَلَّم، ولَخيرٌ للإنسان أن يَجِدَّ في وضع الأزهار، والرّياحين،والحبّ في حياته من أن يَجِدَّ في تكديس المال في جيبه..ما الحياة إذا وجّهت كلّ الجهود فيها لجمع المال، ولم يوجّه أيّ جهد لترقية جانب الجمال، والرّحمة، والحبّ فيها؟
أكثر النّاس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة، وإنّما يفتحونها للدرهم والدينار، ليس يعبس النفس والوجه شيءٌ كاليأس؛ فإنْ أردتَ الابتسام فحارب اليأس. وإنّ الفرصة سانحة لك وللناس، والنجاحَ مفتوحٌ بابُه لك وللنّاس؛ فَعَوِّد عقلك تَفَتُّحَ الأمل، وتوقُّعَ الخير في المستقبل.
إنّما يصدّ النفس، ويعبِّسُها، ويجعلها في سجن مظلم اليأسُ، وفقدان الأمل، والعيشة السّيئة برؤية الشرور، والبحث عن معايب الناس، والتّشدّق بالحديث عن سيئات العالم لا غير.
النّفس الباسمة ترى الصّعاب فيسرّها التغلّب عليها، تنظرها فتبسم، وتعالجها فتبسم، وتتغلب عليها فتبسم، والنّفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلقها، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همّتها بجانبها، فهربت منها، وقبعت في جحرها تسبّ الدّهر والزّمان والمكان، وَتَعلَّلَتْ بلو، وإذا، وإن.
وما الدّهر الذي يلعنه إلا مزاجه وتربيته، إنّه يودّ النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه، إنّه يرى في كلّ طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهباً، أو تنشقّ الأرض عن كنز.
إنّ الصّعاب في الحياة أمور نسبية؛ فكلّ شيء صعب جداً عند النفس الصّغيرة جداً، ولا صعوبة عظيمة عند النفس العظيمة، وبينما النفس العظيمة تزداد عظمة بمغالبة الصّعاب إذا بالنفوس الهزيلة تزداد سقماً بالفرار منها، وإنّما الصعاب كالكلب العقور إذا رآك خفت منه، وجريت نبحك وعدا وراءك، وإذا رآك تهزأ به، ولا تُعِيرُه اهتماماً، وتبرق له عينك أفسح الطريق لك، وانكمش في جلده منك.
الثّقة بالنّفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتّان بينها وبين الغرور الذي يُعدّ رذيلة، والفرق بينهما أنّ الغرورَ اعتماد النفس على الخيالِ، وعلى الكبرِ الزائفِ، والثقةَ بالنفس اعتمادُها على مقدرتها على تحمّل المسؤولية، وعلى تقوية ملكاتها، وتحسين استعدادها.
ثم لا شيء أقتل للنفس من شعورها بِضِعَتِها، وصغر شأنها، وقِلّة قيمتها، وأنّها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم، ولا يُنتظر منها خير كبير، هذا الشعور بالضِعَة يُفقد الإنسان الثقة بنفسه، والإيمان بقوّتها؛ فإذا أقدم على عمل ارتابَ في مقدرته، وفي إمكان نجاحه، وعالجه بفتور؛ ففشل فيه.
وبَعْدُ: فاالنّاس في حاجةٍ كبرى إلى كميات كبيرة من الابتسامات الصّادقة الدّالة على النّفوس الراضية الآملة الطامحة.
سِرْ أنّى شئت في الشوارع، واغشَ المنتدياتِ والمجتمعات، وَتَفرّسْ في الوجوه،فقلّما ترى إلا وجوهاً مُقَطِّبة الجبين، ورؤوساً أثقلها الهمّ، فخفضها، وعيوناً ساهمةً قد فقدت بريق السّرور، ولمعان الحيوية.وتلمّس الضّحكات العالية في مجالي الّلهو، وأماكن التّنادر،فهل ترى إلا العبوس وما يشبه العبوس، واستبعد البسمات المزيفة المُتصنعة في المقابلات، والمجاملات،وانفذ منها إلى أعماق النفوس، فهل ترى إلا انقباضاً وانكماشاً؟
فما السّرّ في هذا كلّه؟
سِرُّهُ في تعاقبِ الظُّلم على بعض الشّعوب من زمن قديم حتى سلبها حريَّتَها، وهل تَبَسَّمُ النّفسُ إلا للحرية، وهل تَنقبضُ إلا من الاستبداد.!
وسرُّه في حاجة بعض أفراد الشعوب، فهم يحملون الهمّ المضني، كيف يأكلون ويعيشون، وكيف يسدّون حاجات أسرتهم ومَنْ تعلَّق في رقبتهم، والمنافذ ضيقة في وجوههم، وأكثر الثّروة قد ضاعت من أيديهم.
وسرُّه في ضعف التّربية التي لا تفتح النفس للحياة، وتكتفي بالعلم الجاف.
وسره في أن بعض الناس لم يتعلّم فنّ الحياة، ولم يسمع به.
فلنتغلب على هذه الصعوبات جميعاً، ولنبسم للحياة ولو تَكَلُّفاً ينقلب التّكلّف بعد حين تَطَبُّعاً.
ابتسم للطفل في مهده، وللصانع في عمله، وابتسمْ لأولادك وأنت تربيهم، وابتسمْ للتاجر وأنت تعامله، وابتسم للصعوبة تعترضك، وابتسم إذا نجحت، وابتسم إذا فشلت، وانثر البسمات يميناً وشمالاً على طول الطريق؛ فإنك قد لا تعود للسير فيه


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Emission or Ref...

Emission or Reflection of IR Radiation: IR sensors can detect IR radiation emitted by objects (infra...

المقطع األاول: ...

المقطع األاول: الشخص الطبيعي ىو االنساف و تبدأ الشخصية القانونية لو بوالدتو حيا و تنتهي مبوتو, فالوا...

At this point, ...

At this point, shortly after Hamlet tells her to lock herself away in a nunnery, Ophelia feels fully...

Joe Keller embo...

Joe Keller embodies the central character in Arthur Miller's novel All My Sons. The complexity of th...

المطلب الأول ال...

المطلب الأول الفرع الأول بداية ظهور نظرية سيادة الأمة وكيفية نشأتها كما نعرف أن في العصور السابقة ...

1 - الوضوح والي...

1 - الوضوح واليقين يعلن « ديكارت ( في مستهل مقالته في المنهج ، شمول الفطرة التسليمة ، أي العقل ، جم...

Introduction: ...

Introduction: Microsoft is a well-known American technology company founded in 1975 by Bill Gates ...

z نبذة عن مينار...

z نبذة عن مينارد ولد تشارلز جوزيف مينارد في ديجون ، فرنسا ، في 24 مارس 1781. درس ليصبح مهندسا في...

فبفضل العوامل ا...

فبفضل العوامل السابقة انتهى المشرع في غالبية الدول الأوروبية إلى اعتناق سياسة التدخل في شؤون الاقتصا...

لمحة عن الجزائر...

لمحة عن الجزائر الجزائر (دزاير بالأمازيغية) يطلق عليها رسميا الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشع...

تعريف النكاح لغ...

تعريف النكاح لغة: قال الأزهري: "أصل النكاح في كلام العرب الوطء. وقيل للتزويج: نكاح؛ لأنه سبب الوطء ا...

خامسا:ً ة مجالس...

خامسا:ً ة مجالس العمل التحكيمي أوجد المشرع محاكم خاصة، للنظر في الخالفات الناشئة بين أرباب العمل وال...