لخّصلي

تبدو جامعة الدول العربية خالية الوفاض فيما يتعلق بسجل إنجازاتها، وان بدأ السجل غير مكتظ بتراكمات مؤثرة عبر الزمن، فيما يتعلق بأهداف العرب الكبرى لتحقيق الوحدة السياسية أو حماية الأمن القومي أو انجاز التكامل، ومع ذلك فإن الإنصاف يقتضي التذكير بأن الجامعة في حد ذاتها ليست مسؤولة عن هذا التواضع في الانجاز، كونها منظمة لا تملك إرادة ملزمة فوق إرادات أعضاءها، ومن ثم فإن تواضع سجل انجازاتها لا يمكن أن يفسر إلا على ضوء تواضع التزام الدول الأعضاء بالعمل العربي المشترك وغاياته.
رغم التحديات التي تواجه جامعة الدول العربية، والتي تحول دون تحقيق التكامل في إطارها إلا أنها أدركت – ولو كان ذلك متأخرا – ضرورة التكامل العربي بمختلف مجالاته وذلك باعتبار أن الجامعة منظمة إقليمية تسعى إلى توثيق الصلات بين الدول الأعضاء والحفاظ على سيادتها الإقليمية، ومنع نشوب النزاعات الداخلية وترقية العلاقات العربية – العربية قصد تحقيق الوحدة العربية في ظل وجود قواسم مشتركة عديدة تجمع هذه الدول والتي من بينها: الدين، اللغة، التاريخ المشترك...
والجدير بالذكر أن التكامل في إطار جامعة الدول العربية مسألة هامة وأساسية تسعى فيه الجامعة العربية إلى تحقيقه في مختلف المجالات والميادين، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، خاصة في مسألة تعزيز التعاون بين هاته الدول، حيث سعت الجامعة إلى دعم مفهوم التكامل وعدم التجزئة بين أهدافه وغاياته وتحقيق التوازن بين مختلف الأبعاد (الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية...) في إطار التحديات الراهنة.
وعليه، من خلال فصول بحثنا المختلفة توصلنا إلى أن نقول أن "دور الجامعة العربية في إطار التكامل كانت تعاني من قصور وعجز في تفعيل مختلف مجالات التكامل"، من منطلق أن جميع المجالات سواء الاقتصادية منها أو الاجتماعية آو السياسية باءت بالفشل والانكماش في الوصول إلى تحقيق التكامل، إذ نرى أن جامعة الدول العربية تعاني من عدة مشاكل، لعل من أبرزها:

• عدم استقلالية القرار: إذ تتبع الجمع العربية للأطراف الأكثر سطوة ونفوذ فيها، حتى وان كان ذلك على حساب الأعضاء الصغار في المنظمة.


• عدم الفاعلية: إذ لا تملك الجامعة العربية جهازا تنفيذيا مستقلا يمكنه فرض قرارات الجامعة على كل أعضائها.


• عدم الصلة بالشعوب التي تدعي أنها تمثلها: إذ تفرض الجامعة العربية نفسها على الشعوب، مع ألا صلة لها وبها تماما، كما الحكام الذين يحكمونها.
  وعليه تم اختبار الفرضيات والتي على أساسها يمكن تقديم جملة من النتائج والتوصيات التي نعتقد أنها مفيدة لتحقيق عملية التكامل في الأقطار العربية:


• يعتبر التكامل الإطار المتميز في أعمال جامعة الدول العربية، من خلال مختلف مجالاته وأنشطته على صعيد الدول العربية المتكاملة، بحيث تتضاعف فرص العمل وإمكانيات النمو واندماج مختلف المصالح للدول الأعضاء، بما يحقق رفاهيتها دون أي تميز.


• مع إحراز مجموعة من الايجابيات لأعمال جامعة الدول العربية، هناك العديد من المعيقات الاقتصادية منها والسياسية والاجتماعية، التي كانت قائمة في بعض الدول العربية وغياب الإدارة السياسية في بعض الأحيان، أثر كبير في تعطيل مسيرتها أو توقفها نتيجة التحديات العالمية التي تواجهها.


• إخفاق جامعة الدول العربية في التحكم في مجال التكامل السياسي، الذي له أثر على الأمن الاجتماعي، ويشكل تهديدا على سلامة المجتمعات وتعرضها للخطر آو للإرهاب من قبل الأعداء.


• من خلال تقييم جامعة الدول العربية، من الملاحظ أنها أخفقت في التصدي للكثير من الأزمات والخلافات العربية، وعدم التمكن من مواجهة الصهيونيين في تمزيق الوحدة العربية.