لخّصلي

تلخيص اقصوصة المكنة كانت ادارة المكنة مثل كسوف القمر ووهج البرق، ويحسبون ليوم الطحين ألف حساب، ويحمدون الله أن هيأ لهم مكنة قريبة من البلدة ولم يدري أحد متي بنيت أو كيف أحضرت عدتها مع أن شيخ البلدة العجوز أكد بأنه رأي بعينيه الونش الذي حملها ولكن الجيل الحديث لايطرق باله هذا الزُعم ولا يصدقه. ترسل دقاتها مثل القلب النابض بنغم منتظم رتيب، هؤلاء الصغار كانوا غير راغبين بالمجازفة بأعمارهم والإقتراب، والكل يعلم أن الأسطي محمد هناك وأنه الان في أتعس حالاته ولو وضع إنسان عود كبريت علي طاقة أنفه في هذا الوقت لاشتعل العود.
وقد تعمل مرة ويتصاعد صوتها الحبيب من المدخنة الحديدية ولكنه لا يلبث أن يتلاحق وقعها. ،وحين يتم قيامها كان الأسطي ينتظر قليلا لكي يطمئن أنها لن تفعلها معه وتقف.

تلخيص اقصوصة المكنة
كانت ادارة المكنة مثل كسوف القمر ووهج البرق، إحدي الطلاسم التي لا يفهمها أحد.
ومع هذا الناس كانوا ينتظرون إدارتها بفارغ الصبر. ويحسبون ليوم الطحين ألف حساب، ويحمدون الله أن هيأ لهم مكنة قريبة من البلدة ولم يدري أحد متي بنيت أو كيف أحضرت عدتها مع أن شيخ البلدة العجوز أكد بأنه رأي بعينيه الونش الذي حملها ولكن الجيل الحديث لايطرق باله هذا الزُعم ولا يصدقه.
ومن يومه وهو يراها هكذا ثابتة كالجميزة الطاعنة، ترسل دقاتها مثل القلب النابض بنغم منتظم رتيب، وكان الناس عندما يمرون فوق السكة الضيقة المؤدية إلي الطريق الزراعي ويرون باب الماكنة مفتوحا وشبح الأسطي محمد يروح ويجيء داخلها يدركون من فورهم أنها سرعان ما تدور ولا يجروء أحد علي الإقتراب حتي الأولاد الذي كان الطفل منهم مستعداً أن يتنازل عن الرغيف الذي في يده والجلباب الذي يرتديه علي أن يستطيع أن يري ما يدور في الغرفة المصممة المصنوعة من الصاج، هؤلاء الصغار كانوا غير راغبين بالمجازفة بأعمارهم والإقتراب، والكل يعلم أن الأسطي محمد هناك وأنه الان في أتعس حالاته ولو وضع إنسان عود كبريت علي طاقة أنفه في هذا الوقت لاشتعل العود.
والذي يري الأسطي محمد في غيبه وسخطه وحنقه يعجب حين يشاهده يدخل الماكينة في الصباح يربت علي العدة القديمة المتاكلة بيد ويطمئن علي سلامتها وإلي أن ذرات الدقيق الناعم لن تتسرب من حجرة الطحين، ويفرق وعاء الزيت ويعمر الوابر ثم يشعله ويضعه في مكانه من العدة حتي تسخن طاستها ولا يتوقف أثناء هذا عن دق أشياء بداخلها وقد تقود المكنة في ساعتها وقد لاتقوم ويسب لها الأخضرين. وقد تعمل مرة ويتصاعد صوتها الحبيب من المدخنة الحديدية ولكنه لا يلبث أن يتلاحق وقعها. ،وحين يتم قيامها كان الأسطي ينتظر قليلا لكي يطمئن أنها لن تفعلها معه وتقف. وأن العادم تمام والبوبينات شغالة بالمظبوط كان حينئذ ينفض يده منها ويمسح بقطعة ، وهو يقول بكل الحقد الرؤوف الذي في قلبه عليها "الله يلعنك" وكان وهو يستدير لا يستطيع إخفاء شبح ابتسامة راوية علي وجهه يداريها عن المكنة وهو يخرج وكان يغادر الباب المظلم وعليه غبرة زيت وشحم وهو يمسح الجاز والعرق علي ذراعيه ووحهه بقطعة القماش ثم يضعها بحرص بجوار الحائط الصاج.