لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (31%)

مَعَانِي القُرْآنِ لِلْأَخْفَشِ
ومِنَ الكوفة: أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي (ت: (۱۸۳)، وقد وردت روايةٌ في ترجمة أبي الحسن الأخفش (ت: ٢١٥) تفيدُ أَنَّهُ أَلْفَ كتابه قبل الكسائي (ت: ۱۸۳) والفرَّاء (ت:۲۰۷)، ويبدو أنَّه أراد إظهار مذهبه النحوي أكثر من إرادته بيان معاني القرآنِ ولا يخفى على من يطلع على كتابه أدنى اطلاع انه كتاب نحْوِ وصَرْفِ، فلم تكن في كتابه كثيرةً، وقد وردت روايةٌ تدلُّ على أنه ألَّفَ في غريب القرآنِ، وأبدل منه شيئاً . وليس لمن أفسده. باسم غريب القرآنِ» ، وهذا يدلّ على أمرين :
القرآن تفسير ألفاظ وذكر شواهد لها وليس بينهما أدنى اتفاق، هذا، وسأذكرها ثَمَّ . أولاً: دَلالة الألفاظ:
ومن أمثلتها:
وأهل الحجاز يقولونَ: هَدَيتُهُ الطريق؛ وَكَذَلِكَ : هَدَيتُهُ البيت؛ وتفسيره : لا يُنْقِلُهُ». يقول : الطريق هداه؛ أي: هداه الطريق». أما استشهاده لتفسير الألفاظ فإنه كان قليلاً جداً، كأَنَّه قَالَ: نُسَبِّحُكَ بِسُبْحَانَكَ، وسبحانَ في التفسير : براءةٌ وتنزيه، أَقُولُ لَمَّا جَاءَنِي فَخْرُهُ يقول سُبْحَانَ مَنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِ
قال الشاعر:
لَا تَخْلِطَنَّ خَبِيثَاتِ بِطَيِّبَةٍ وَاخْلَعْ ثِيَابَكَ مِنْهَا وَانْجُ عُرْيَاناً
كُلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرَضَهُ حَسَناً أوْ سَيِّئاً أَوْ مَدِيناً مِثْلَ مَا دَانَا
ثانياً: تَوْجِيهُ القِرَاءَاتِ :
القراءاتُ في معاني القرآن للأخفش (ت : ٢١٥) كثيرة جداً، ثُمَّ التَّصريف، وكلّ صواب - والله أعلم - لأنَّ المعنى: أن يَخُونَ، أو يُخَانَ. ۲ - وقال: «. ثُمَّ استأنف، فقال: ﴿تَرْنِى بِشَرَرٍ كَالقَصرِ ﴾ ( المرسلات)
وهي :
۱ - التَّقْدِيمُ وَالتَّأْخِيرُ:
فجعل ﴿بِالْبَيِّنَتِ وَالزُّبُرِ ﴾ يتعلق بقوله: ﴿ نُوحِي إِلَيْهم﴾. - أَسْلُوبُ الحَذْفِ وَالاخْتِصَارِ:
ولم يَجِئ بلفظ القُرَى ، ولو فعل ذلك إن الأخفش لقال: جاء تميم، وهذا لا يحسن في نحو هذا؛ لأنَّه قد أراد غير تميم في إلى معنى الانتظار نحو هذا الموضع، كله، يعني: التاء من (جاءتْ) مع (بني) وتركَ الفعل على ما كان؛ وأسلوبَ إيقاع الفعل على المضاف إليه، وإرادة المضاف، أثر المعتقد على التفسير اللغوي:
وهو مذهب المعتزلة، قال تلميذه المازني (ت:٢٤٨): لوكان الأخفش أعلم الناس بالكلام، وأحذقهم بالجدل وكانَ عَلامَ أبي شِمْرٍ وعلى مذهبه. أي: أنتظرُ ما عندَ اللهِ، فقال: «وقوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَد نَاضِرَة إلى ربها ناظِرَةٌ﴾ [ القيامة۲۲، ۲۳]، ولو كان نَظَرَ البصر كما يقول بعضُ النَّاسِ، ألا ترى أنَّه قال: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَن بَاسِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٤، ولم يقل : ووجوه لا تنظر ولا تَرَى. وقوله: ﴿ على أن يعمل بها فافرة﴾ [القيامة: ١٢٥] يدلّ الظَّنُّ هاهنا على أنَّ النظر ثم الثقة بالله وحُسْنُ ، اليقين ولا يدلُّ على ما قالوا وكيف يكون ذلك والله يقولُ: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَرَ﴾ [الأنعام: ۱۰۳]. فقال : ومنْ قالَ: إنَّ معنى قوله : ﴿إلى ريها ناظرة ﴾ [القيامة: ٢٣] بمعنى: مُنتظرة، إنما تقولُ : نَظَرْتُ فلاناً ؛ ومنه قول الحطيئة:
فإذا قلت: نَظَرْتُ إِليه، وكذلكَ : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾[المائدة: ٤٦٣] ، وقال : ﴿ أولى الأبدى وَالْأَبْصَرِ﴾ أي: أولي النعم، وقد تكون اليد في وجوه، وليست للدار يدانِ». فترك دلالة ظاهر معنى اللفظ، وهذا ديدن أهل البدع في مثل هذه الألفاظ المجردة التي يكون لها أثر أكثر من مدلول، فيتركون ما يدل عليه السياق، فقال : « . وقوة. ولسنا بتفسيرها منك بأجهل، عَلِمَ كلُّ عالم بالكلامِ أنَّ يدَ فلان ليست بائنة منه موضوعةً عند المتكلم، وكذلك إذا قال : فلان لي يد،


النص الأصلي

مَعَانِي القُرْآنِ لِلْأَخْفَشِ
أبو الحسن سعيدُ بنُ مَسْعَدَةَ (ت: ٢١٥)، نحوي بصري، أخذ النحو عن (ت: ٢١٥) کتاب، علماء البصرة، وقرأه على سيبويه (ت: ۱۸۲)، وقد ألَّفَ الأخفش (ت: ٢١٥) (معاني القرآن)، كما ألف، في ذلك معاصروه، من البصرة: محمد بن المستنير (ت: ٢٠٦) المعروف بــــ (قطرب)، ومِنَ الكوفة: أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي (ت: (۱۸۳)، أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت : ۲۰۷)، وغيرهم.
وقد وردت روايةٌ في ترجمة أبي الحسن الأخفش (ت: ٢١٥) تفيدُ أَنَّهُ أَلْفَ كتابه قبل الكسائي (ت: ۱۸۳) والفرَّاء (ت:۲۰۷)، قال الأخفش (ت: ٢١٥): فلما اتصلت الأيام بالاجتماع، سألني ليعني: الكسائي أن أؤلف كتاباً في معاني القرآن، فألفت كتابي في المعاني، فجعله إماماً، وعَمِلَ عليه كتاباً المعاني، وعمل الفرَّاءُ كتابه في المعاني عليهما ».
ويُشْعرُ هذا النَّص أنَّ الأخفش (ت : ٢١٥) قدِ اطَّلَعَ على كتابي الكسائي (ت:۱۸۳) والفراء (ت:۲۰۷)، فظهرت له هذه الموازَنَةُ التي ذكرها.
وكتابُ الأخفش (ت:٢١٥) كتابُ نَحْو، ويبدو أنَّه أراد إظهار مذهبه النحوي أكثر من إرادته بيان معاني القرآنِ ولا يخفى على من يطلع على كتابه أدنى اطلاع انه كتاب نحْوِ وصَرْفِ، ولذا تجده نَصَّ على بعض الأبواب النَّحويَّةِ عند حديثه عن بعض الآيات؛ كباب الفاء)، وباب الإضافة ) ، وباب الواو ، وبابِ اسم الفاعل، وباب إضافة أسماء الزمانِ
أما المعاني، فلم تكن في كتابه كثيرةً، بل كانت قليلة جداً بالنسبةِ للكتاب، وقد يُصَدِّقُ هذا ما ورد عن تلميذه أبي حاتم السجستاني (ت:٢٥٥) وغيرهِ مِنْ أنَّ الأخفش (ت: ٢١٥) كانَ عَالِمَ نَحْوِ ولم يكنْ عَالِمَ لُغَةِ.
وقد وردت روايةٌ تدلُّ على أنه ألَّفَ في غريب القرآنِ، قال تلميذه أبو السجستاني (ت: ٢٢٥): كانَ الأخفش قد أخذ كتاب أبي عبيدة في القرآن)، فأسقط منه شيئاً، وزاد شيئاً، وأبدل منه شيئاً .
قال أبو حاتم: فقلتُ له: أيُّ شيءٍ هذا الذي تصنعُ؟! من أعرفُ حاتم بالغريب، أنت أو أبو عبيدة؟
فقال: أبو عبيدة.
فقلت له: هذا الذي تصنع ليس بشيء.
فقال : الكتاب لمن أصلحه، وليس لمن أفسده.
قال أبو حاتم : فلم يلتفت إلى كتابه، وصارَ مُطَّرَحاً».
وقد وردت نسبته له في الكتب التي اعتمدها الثعلبيُّ (ت: ٤٢٧) مقدمة تفسيره، باسم غريب القرآنِ» ، وهذا يدلّ على أمرين :
الأول: أن الأخفش (ت : ٢١٥) له كتاب آخرُ غير كتاب معاني القرآن»
وهو في غريب القرآن».
والثاني : أنه اعتمد في كتابه غريب القرآن على كتاب «مجاز القرآن» لأبي عبيدة (ت: ٢١٠).
وبموازنة كتاب معاني القرآن بكتاب «مجاز القرآن»، تلحظ البون الشاسعَ بين منهجيهما: فكتابُ معاني القرآن نحو وتصريف ، وكتابُ . القرآن تفسير ألفاظ وذكر شواهد لها وليس بينهما أدنى اتفاق، وهذا يدل على أنَّ الكتاب الذي استفاد فيه الأخفش غيرُ كتابه المعاني.
هذا، وقد اجتهدتُ أنْ أُخرجَ صور التفسير اللغوي الموجودة في كتاب معاني القرآن»، فظهر لي منها مادةً قليلة جداً، وسأذكرها ثَمَّ .
أولاً: دَلالة الألفاظ:
سبقت الإشارة إلى أنَّ الأخفش (ت:٢١٥) لم يكن علمه باللُّغةِ كعليهِ بالنحو، وقد حصرتُ الألفاظ التي بين دلالاتها، فبلغت سباحين لفظاً تقريباً، ومن أمثلتها:
1- قال: وقوله :(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) [الفاتحة] فيقول: عرفنا ، وأهل الحجاز يقولونَ: هَدَيتُهُ الطريق؛ أي: عَرَّفْتُهُ، وَكَذَلِكَ : هَدَيتُهُ البيت؛ في لغتهم. وغيرهم يُلحِقُ فيه : إلى حالة.
۲ - وقال: ﴿وَلَا يَكُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ (البقرة:٢٢٥٥]؛ لأنه من آدهُ يَؤُودُهُ أَوْداً، وتفسيره : لا يُنْقِلُهُ».
3- وقال: قال: ﴿ثُمَّ السَبِيلَ يَسَرَمُ﴾ [عبس: ٢٠] ، يقول : الطريق هداه؛ أي: هداه الطريق».
ويلاحظ هاهنا أنه لم يتعدَّ المدلولَ اللُّغوي إلى المدلول السياقي، فلم يُبَيِّن الطَّريق المراد بالآية.
أما استشهاده لتفسير الألفاظ فإنه كان قليلاً جداً، ومن ذلك:
۱ - قال : ﴿سُبْحَنَكَ لَا عِلْمَ لَنَا ﴾ [البقرة : ٣٢]، فنصبَ سُبْحَنَكَ ؛ لأنه أرادَ نُسَبِّحُكَ، جعلَه بدلاً منَ اللفظ بالفعل، كأَنَّه قَالَ: نُسَبِّحُكَ بِسُبْحَانَكَ، ولكن سبحانَ مصدرٌ لا ينصرفُ.
وسبحانَ في التفسير : براءةٌ وتنزيه، قالَ الشَّاعرُ:
أَقُولُ لَمَّا جَاءَنِي فَخْرُهُ يقول سُبْحَانَ مَنْ عَلْقَمَةَ الفَاخِرِ
يقول: براءة منه»
۲ - وقال : وليس قوله: ﴿يُقْرِضُ الله ﴾ [البقرة: ٢٤٥] لحاجة بالله ولكن هذا كقول العرب : لكَ عندي قرضُ صدقٍ وقرضُ سوء الأمر تأتي فيه مسرته أو مساءته، قال الشاعر:
لَا تَخْلِطَنَّ خَبِيثَاتِ بِطَيِّبَةٍ وَاخْلَعْ ثِيَابَكَ مِنْهَا وَانْجُ عُرْيَاناً
كُلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرَضَهُ حَسَناً أوْ سَيِّئاً أَوْ مَدِيناً مِثْلَ مَا دَانَا
فالقرضُ: ما سلف من صالح أو من سيئ)).
ثانياً: تَوْجِيهُ القِرَاءَاتِ :
القراءاتُ في معاني القرآن للأخفش (ت : ٢١٥) كثيرة جداً، غير أنَّ غالبها يتعلَّق بالخلافِ النَّحْوِيِّ، ثُمَّ التَّصريف، وكان ما يتعلق منها بالمعاني قليلاً، وسأذكر من توجيهه لهذه القراءات أمثلة :
۱- قال : وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَى أَن يَقُل﴾ [آل عمران: ١٦١]، وقال بعضُهم : (يُغَلَّ ) ، وكلّ صواب - والله أعلم - لأنَّ المعنى: أن يَخُونَ، أو يُخَانَ.
۲ - وقال: «... ثُمَّ استأنف، فقال: ﴿تَرْنِى بِشَرَرٍ كَالقَصرِ ﴾ ( المرسلات)
أي : كالقصور وقال بعضُهم : «كَالْقَصَرِ »؛ أي: كأعناق الإبل.
ثالثا: الأَسْلُوبُ العَرَبِيُّ في الخِطَاب القُرْآني:
لقد كانتِ الأساليب العربيَّةُ في الخطاب القرآني في كتاب (معاني القرآن قليلة، كغيرها مما يتعلق بمعاني القرآن، وسأذكر بعض الأمثلة التي أوردها في كتابه، وهي :
۱ - التَّقْدِيمُ وَالتَّأْخِيرُ:
الأصل في تفسير الكلام أن يُفسَّر على ترتيبه في النظم، غير أنَّ هذا الأصل قد يتجاوزُ، فيقدَّمُ ما حقَّهُ التأخير في ترتيب النظم، ثُمَّ إِنَّهُ قَدْ يَكونُ لهذا التقديم والتأخيرِ أثر في اختلافِ المعنى، ومن الأمثلة التي ذكرها في التقديم والتأخير ولها أثر في المعنى ما ورد في قوله تعالى: ﴿وَمَا قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِيَ إِلَيْهِمْ فَسْتَلُوا أَهْلَ الذِكرِ إِن كُنتُمْ لَا أَرْسَلْنَا مِن قامون الله بِالْبَيِّنَتِ والزبر) [النحل: ٤٣، ٤٤] ، حيث قال: «... والمعنى - والله أعلم -: وما أرسلنا من قبلِكَ إلَّا رجالاً يُوحَى(۳) إليهم بالبينات والزبر فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».
فجعل ﴿بِالْبَيِّنَتِ وَالزُّبُرِ ﴾ يتعلق بقوله: ﴿ نُوحِي إِلَيْهم﴾. ولو كان الكلام على ترتيبه في النظم ، لكان قوله: ﴿ بِالْبَيِّنَتِ وَالزُّبُرِ﴾ متعلقاً بـ ﴿لَا تَعْلَمُونَ﴾
ويكون المعنى: إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر التي نزلت على رسولي فاسألوا أهلَ الذكرِ يخبروكم عنْ صِحَتِهَا ، وواضح هاهنا أن بينَ المعنيين فرقاً، والله أعلم.



  • أَسْلُوبُ الحَذْفِ وَالاخْتِصَارِ:
    ومن ذلك أن تَحْذِفَ المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه، وتجعل الفعل وقد ذكر الأخفش (ت: ٢١٥) من ذلك قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أهْلكتهم لمَّا ظكرا﴾ [الكهف: ١٩]، قال: «يعني : أَهْلَها ؛ كما قال تعالى: ﴿وَسْثَلِ الْقَرْيَةِ﴾ [يوسف: ۱۸۲] . ولم يَجِئ بلفظ القُرَى ، ولكنْ أجرى اللفظ على القوم، وأجرى اللفظ في القرية عليها إلى قوله: ﴿الَّتِي كُنَّا فِيهَا ﴾ [يوسف: ۸۲].
    وقال: أَهْلَكْنَها، ولم يقل : أهلكناهم، حمله على القومِ؛ كما قال : وجاءت تميم، وجعل الفعل لبني تميم، ولم يجعله لتميم، ولو فعل ذلك إن الأخفش لقال: جاء تميم، وهذا لا يحسن في نحو هذا؛ لأنَّه قد أراد غير تميم في إلى معنى الانتظار نحو هذا الموضع، فجعله اسماً، ولم يحتمل إذا اعْتَلَّ أَنْ يحذف ما قبله في موضع آخر، كله، يعني: التاء من (جاءتْ) مع (بني) وتركَ الفعل على ما كان؛ ليدل أنه قد حذف شيئاً قبل تميم
    وهذا أنَّ العذاب نزل على القوم لا على مجرد المساكن، وأسلوبَ إيقاع الفعل على المضاف إليه، وإرادة المضاف، معروف في لغة العرب .
    أثر المعتقد على التفسير اللغوي:
    لقد كان الأخفش (ت : ٢١٥) ينسب إلى القول بالقَدَرِ، وهو مذهب المعتزلة، قال تلميذه المازني (ت:٢٤٨): لوكان الأخفش أعلم الناس بالكلام، وأحذقهم بالجدل وكانَ عَلامَ أبي شِمْرٍ وعلى مذهبه.
    وهذا المعتقدُ الذي نُسِبَ إليه كانَ ظاهراً في كتابه في عدة مواضع، وقد كان له أثر على التفسير اللغوي عنده .
    ومن الأمثلة التي ظهر فيها أثرُ الاعتزال عليه في دلالة اللفظ :
    ١ - في قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَذٍ نَاضِرَةُ إلى ربها ناظرة ﴾ [القيامة : ٢٢، ١٣]، قال: ((يعني - والله أعلم - بالنظر إلى الله : إلى ما يأتيهم مِنْ نِعَمِهِ ورزقه، وقد تقولُ : والله ما أنظر إلا إلى اللهِ وإليك؛ أي: أنتظرُ ما عندَ اللهِ، وما عندك)).
    إن الأخفش (ت : ٢١٥) حَرَّفَ في معنى (نظر إلى) التي لا تكون إلا بالعين إلى معنى الانتظار، وسبب ذلكَ اعتقاده بأنَّ الباري لا يُرَى، وقدْ صَرَّحَ بهذا في موضع آخر، فقال: «وقوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَد نَاضِرَة إلى ربها ناظِرَةٌ﴾ [ القيامة۲۲،۲۳]، يقول: تَنْظُرُ في رزقها وما يأتيها من الله ؛ كما يقول الرجل : ما أنظر إلا إليك.
    ولو كان نَظَرَ البصر كما يقول بعضُ النَّاسِ، بيان ذلك، ألا ترى أنَّه قال: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَن بَاسِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٤، ٢٥]، ولم يقل : ووجوه لا تنظر ولا تَرَى.
    وقوله: ﴿ على أن يعمل بها فافرة﴾ [القيامة: ١٢٥] يدلّ الظَّنُّ هاهنا على أنَّ النظر ثم الثقة بالله وحُسْنُ ،اليقين ولا يدلُّ على ما قالوا وكيف يكون ذلك والله يقولُ: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَرَ﴾ [الأنعام: ۱۰۳].
    والمقصود هاهنا أن مذهبه الاعتزالي قدْ أثَرَ في تفسيره لمعنى النظر إلى الباري سبحانه، وجاءَ بما يخالف اللُّغةَ. وقد ردَّ الأزهريُّ (ت: ۳۷۰) ما فسر به الأخفش (ت: ٢١٥) ، فقال : ومنْ قالَ: إنَّ معنى قوله : ﴿إلى ريها ناظرة ﴾ [القيامة: ٢٣] بمعنى: مُنتظرة، فقد أخطأ؛ لأنَّ العرب لا تقولُ : نَظَرْتُ إلى الشيء؛ بمعنى: إذا قال الرجل انْتَظَرْتُهُ، إنما تقولُ : نَظَرْتُ فلاناً ؛ أَي انْتَظَرْتُهُ، ومنه قول الحطيئة:
    وَقَدْ نَظَرْتُكُمْ أَبْنَاءَ صَادِرَةٍ لِلْوِرْدِ طَالَ بِهَا حَوْزِي وَتَنْسَاسِي
    فإذا قلت: نَظَرْتُ إِليه، لَمْ يكنْ إلَّا بالعين. وإذا قلتَ : نَظَرْتُ في الأمر، احتمل أن يكونَ تَفَكَّراً وتَدَبُّراً بالقلب).
    ٢ - وقال الأخفش (ت: ٢١٥): ... وكذلكَ : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾[المائدة: ٤٦٣] ، كما تقولُ : إنّ لفلان عندي يدا ؛ أي: نِعْمَةً . وقال : ﴿ أولى الأبدى وَالْأَبْصَرِ﴾ أي: أولي النعم، وقد تكون اليد في وجوه، تقول: بين يدي الدارِ؛ يعني : قُدَّامَهَا ، وليست للدار يدانِ».
    إِنَّ الأَخفش(ت : ۲۱۵) صرف معلول اليَدِ في هذه الآية إلى أحد المحتملات اللغوية التي تناسب معتقده في نفي الصفة عن الله، ولم يراع السياق في تفسيره هذا، لأن السياق على تفسيره: بل نعمتاه مبسوطتان، والنعمة لا توصف بالغل كي يقال: إنها مبسوطة، وإنما دعاه إلى ذلك اعتزاليته في فهم الصفات، فترك دلالة ظاهر معنى اللفظ، ودلالة السياق التي تدل على المحتمل المراد بهذه اللفظة في هذا النص، وهذا ديدن أهل البدع في مثل هذه الألفاظ المجردة التي يكون لها أثر أكثر من مدلول، فيتركون ما يدل عليه السياق، ويذهبون باللفظ إلى ما يناسب معتقدهم، وقد أشار إلى ذلك سعيدُ بنُ عثمانَ الدَّار ميُّ (ت: ۲۸۲) كلام نفيس؛ فقال : « . . . فإذا ادَّعَيتَ أنَّ اليد قدْ عُرِفَتْ في كلام العرب أنها نعمة، وقوة. قلنا لك : أجل ، ولسنا بتفسيرها منك بأجهل، غير أن تفسير ذلك يستبين في سياقٍ كلامِ المتكلم حتى لا يُحتاجُ له من مثلك إلى تفسير.
    إذا قال الرجلُ : لفلان عندي يد أكافئه عليها ، عَلِمَ كلُّ عالم بالكلامِ أنَّ يدَ فلان ليست بائنة منه موضوعةً عند المتكلم، وإنما يراد بها النعمة التي يَشْكُرُ عليها . وكذلك إذا قال : فلان لي يد، أو عَضُد، أو ناصر، علمنا أنَّ فلاناً لا يمكنه أنْ يكونَ نَفْسَ يَدِهِ : عضوه، ولا عَضُدِهِ، فإنما عنى به النُّصْرَةَ والمعونة والتَّقْوِيَةَ.
    فإذا قال: ضربني فلان بيده، وأعطاني الشيء بيده، وكتب لي بيدِهِ استحال أن يقال: ضربني بنعمته، وعلم كل عالم بالكلام أنها اليد التي بها يضرب، وبها يكتب وبها يعطي، لا النعمة…).


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

في المدرسة نحن ...

في المدرسة نحن في اختصاص علمي ويوجد لدينا 5 وحدات تطبيقات بيوتكنولوجية يجب علينا ان نعمل بها تجربة ل...

الملخص: هدفت ا...

الملخص: هدفت الدراسة إلى التعرف على العوامل المؤدیة إلى التفكك الأسري وانحراف الأحداث في المجتمع ً...

Pour expliquer ...

Pour expliquer l'œuvre de Victor Hugo, il faut tenir compte de sa vie. Pour comprendre sa vie et son...

يؤدي التلوث، بأ...

يؤدي التلوث، بأشكاله المختلفة، مثل تلوث الهواء والماء والأرض، إلى إحداث خلل في التوازن الدقيق بين ال...

Rectal gel (Rit...

Rectal gel (Ritschel WA, Ritschel GB, et al. (1988) and suppositories has shown accurate results. St...

مادة أساليب الت...

مادة أساليب التشغيل والتجميع والتشطيب ول الفرقة الا اعداد أم د/ دعاء كمال عل مشرف 1 الأخشاب تنمسم ال...

Differences in ...

Differences in haematology nursing practice are observed according to the nursing roles and some cou...

Historicism/ Tr...

Historicism/ Traditional Grammar In the 18th century, the first use of the comparative method by Wi...

William Stallin...

William Stallings Computer Organization and Architecture 8th Edition Instruction Level Parallelism a...

الإيمان باليوم ...

الإيمان باليوم الآخر هو الرّكن الخامس من أركان الإيمان، وهو أن يؤمن العبد إيمانا جازما بأن هناك حياة...

لنمو السريع لكم...

لنمو السريع لكمية المعلومات الانقلاب الجدري الذي مس القطاع الصناعي والحرفي بأوربا خلال القرن التاسع ...

تعد اللغة من أه...

تعد اللغة من أهم العوامل التي تساعد في تنمية شتى مهارات الطفل، حيث تكسبه القدرة على التعبير عن حاجات...