لخّصلي

مفهوم الشورى:الشورى عند العلماء القدامى والمعاصرين، ابن العربي الذي أجمل مفهوم الشورى في تفسيره أحكام القرآن بقوله: (هيَف تعري ال بالمعنى االصطالحي وإنما بالمعنى اللغوي فهي من أساسيات التوجهات اإلسالمية في كافة مجاالت الحياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية وحتى الفردية، ناهيك عن أهميتها في نظام الحكم اإلسالمي ربما يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن الشورى إنما هي من النظم المستحدثة على أيدي به -بشكل أو بآخر- B المعمو B االغرب، نقتصر من ذلك على م B اوقد ذكر القرآن الكريم عدد: َنَو دُه شْتٰى َتِح 2 امرَأ ةَعٍط مري، ما كنت قاَأ وني فيَت فَأ ألَم ا الُه يَأ قالت يا. سالماَّل ى في اِر نظام الشو في المجتمع السبئي ونظامه الحاكم B اشائع B اوسلوك B امتبع B اال أن الشورى كانت نظامًث ويظهر من هذا الم. عندما فاجأه موسى وأخوه هارون عليهما السالم بالدعوة إلى التوحيد ِه َجِرَأ قالواَن َو أمرْت اْذ اَم فُه رْح سَبَم ُك ضِرَأَن مَم ُكَج يخرَن َأ * يريدَم يَل ر عِح ا لساِذ هَن ِإِه ولِح ألَمَل لَل قاَم به ولو بشكل صوري B الفي ذلك العهد، معمو B اومعروف B اواضح على أن مفهوم الشورى كان موجود. وقد قبل فرعون ما أشار به عليه المأل في أمر موسى وأخيه هارون لسببين: لهواه، من هذا الحكم، بل هم المستأثرون بالنفوذ والجاه، *** ال وفق هوى فرعونًث في هذا الم B الاني: ألن رأي هؤالء المأل - للسبب الموضح - أتى فعًث والسبب ال ليكون مخرج. وخاصة قرارات الحرب ومن هذه القرارات المواق وأهم هذه المواق واختاروا من جميع قبائلهم وبطونهم مائة شاب ليرسي نظام يشمل المجتمع بأسره، من أصغر نواة فيه وهو B اعما عداه من النظم، القد أراد اإلسالم أن يرتفع بالشورى عن مصاف الوضع القانوني الجامد، لتصبح سلوك وعرف B اأخالقي يشارك فيه جميع أفراد األمة. ني_ل_ ~ك [و[ ت] م\لا ˆ ب _ ح]ي [ ُهَّللا^ ^ ن_إ _ ُهَّللا^ ى[ل[ ع \ ل^ ك [و[ ت[ ف [ ت\م [ ز[ع ا[ذِإ_ ف _ ر \م[ ألي ا_ ف \ م] ه \ ر_وا[ ش [و \ م]ه[ل \ ر_ ف\غ[ ت\ سا [و(. ماذا نفهم من اآلية؟ 1- إن األمر المطلوب التشاور فيه عام مطلق يشمل كل أمور األمة إال ما أخرجه الدليل من هذا العموم واإلطالق، ألنها ليست مح B الل هذه األحكام ليست محًث سنة، فم اجتهاد فيما ورد فيه النص، وحالل محمد صلى هللا عليه وسلم حالل إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) . لها B الواالقتصاد وما إلى ذلك، وهي تمًث إن مشاورة النبي ألصحابه، وتوحيد لصفهم واستخراج لمواهبهم وطاقاتهم، وذلك رحمة من هللا والنبي بهم، كيما يقوى إيمانهم ويزداد كما أنها من جهة ثانية تعويد لهم على من أركان B امهم B االتشاور فيما بينهم بعد النبي(صلى هللا عليه وسلم) باعتبار الشورى - كما قدمنا- ركن 3- B اوال شرع B العلى أن الشورى غير ملزمة للنبي عق. : فألن نص آية الشورى يقول للنبيB اأما شرعذا عزمت فتوكل على هللا)ِإ (ف . ورغم اختالف المفكرين حول هذا النص، فاألظهر أنها العزيمة المبنية على ما يعمله النبي سواء وافق لديك من العلم خالف الشورى - فأمضه وتوكل على هللا. معضلة، فتطيب بطاعة بكل هذه الصفات، وثة في آيات القرآن الكريمًث يرة مبًث ك. ان هذه اآلية إنما تشير إلى نظام الشورى بين المسلمين بعد عهد رسول هللا (صلى هللا

مفهوم الشورى:الشورى عند العلماء القدامى والمعاصرين، وقد اخترتَف تعددت تعاري
ابن العربي الذي أجمل مفهوم الشورى في تفسيره أحكام القرآن بقوله: (هيَف تعري
االجتماع على األمر، ليستشير كل واحد منهم صاحبه ويستخرج ما عنده).
الشورى ركن مهم من أركان اإلسالم، ال بالمعنى االصطالحي وإنما بالمعنى اللغوي
لكلمة ركن، فهي من أساسيات التوجهات اإلسالمية في كافة مجاالت الحياة السياسية
واالجتماعية واالقتصادية وحتى الفردية، ناهيك عن أهميتها في نظام الحكم اإلسالمي
بحيث تعتبر البديل اإلسالمي الناجع عن الديمقراطية الغربية تختزل كل إيجابياتها وتتنزه
عن سلبياتها.
ربما يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن الشورى إنما هي من النظم المستحدثة على أيدي
به -بشكل أو بآخر- B المعمو B االغرب، لكن الواقع التاريخي يؤكد أن الشورى كانت نظام
منذ العصور القديمة الغابرة.
الينًث من مصاديقها، نقتصر من ذلك على م B اوقد ذكر القرآن الكريم عدد:
اال األول: ملكة سبأ إذ جاءها كتاب النبي سليمان (عليه السالم)ًث لم .
(َنَو دُه شْتٰى َتِح 2 امرَأ ةَعٍط مري، ما كنت قاَأ وني فيَت فَأ ألَم ا الُه يَأ قالت يا.)
سالماَّل ى في اِر نظام الشو
في المجتمع السبئي ونظامه الحاكم B اشائع B اوسلوك B امتبع B اال أن الشورى كانت نظامًث ويظهر من هذا الم.
اني:ًث ال الًث والمفرعون مصر، عندما فاجأه موسى وأخوه هارون عليهما السالم بالدعوة إلى التوحيد
وعبادة هللا الواحد.
(ِه َجِرَأ قالواَن َو أمرْت اْذ اَم فُه رْح سَبَم ُك ضِرَأَن مَم ُكَج يخرَن َأ * يريدَم يَل ر عِح ا لساِذ هَن ِإِه ولِح ألَمَل لَل قاَم
يَل عِر اْح! سِل ُكَبَك وْت * يأَن ريَش اِحَن دائَم في الَث َعَب اَوُه اْخَأَو ).
وليس من الواضح إن كانت هذه الشورى الصورية ملزمة للحاكم في نظام فرعون أم ال، ولكنها تدل بشكل
به ولو بشكل صوري B الفي ذلك العهد، معمو B اومعروف B اواضح على أن مفهوم الشورى كان موجود.
وقد قبل فرعون ما أشار به عليه المأل في أمر موسى وأخيه هارون لسببين:
*** السبب األول: ألن هؤالء المأل هم حاشية فرعون وأعوانه وأشياعه الذين كانوا ملتفين حوله، يعينونه
لهواه، وكانت شوراهم تصب في مجال رغباته وما يذهب إليه من رأي أو B افي حكمه، فكان هواهم تبع
من هذا الحكم، بل هم المستأثرون بالنفوذ والجاه، وتأمين المصالح B ار انتفاعًث تصرف؛ ألنهم الطبقة األك
وتحقيق المنافع.
*** ال وفق هوى فرعونًث في هذا الم B الاني: ألن رأي هؤالء المأل - للسبب الموضح - أتى فعًث والسبب ال
للبطش بموسى وهارون (عليهما السالم) بشكل مبرر أمام شعبه B اديمقراطي B اورغبته، ليكون مخرج.
وإذا تفحصنا حال العرب قبل اإلسالم، سنجد دون عناء وبال أدنى ريب، أن نظام
به لديهم، وخاصة في المجتمع المكي، وكان ألشراف قريش - B الالشورى كان معمو
حسب اصطالح ذلك العصر، وألصحاب النفوذ والجاه فيهم دار جامعة كانوا يسمونها
(دار الندوة) فكانوا يتشاورون فيها التخاذ القرارات الصعبة، وخاصة قرارات الحرب
التي اتخذوها من النبي (صلى هللا عليهَف وإقامة األحالف، ومن هذه القرارات المواق
تلك التي نجمت عن الشورى التي انتهت إلى االتفاقَف وسلم) ودعوته، وأهم هذه المواق
باالجماع على وأد الرسالة بقتل الرسول، واختاروا من جميع قبائلهم وبطونهم مائة شاب
بسيوفهم ضربة رجل B اليقوموا بتنفيذ هذه المهمة الخطيرة، وأمروهم أن يضربوه جميع
واحد ليتفرق دمه في القبائل.َف
للشورى، يختل B اوفشلت المؤامرة وظهر اإلسالم في الجزيرة العربية، ليرسي نظام
يشمل المجتمع بأسره، من أصغر نواة فيه وهو B اعما عداه من النظم، نظام B اجذري B ااختالف
إلى النواة األكبر وهي نظام الحكم B الباألسرة، وصو B االفرد، مرور.
B
القد أراد اإلسالم أن يرتفع بالشورى عن مصاف الوضع القانوني الجامد، لتصبح سلوك
له، B اشعبي B افي المجتمع، يعضد القانون ويكون سند B الفاع B اشائع B احيا، وعرف B اأخالقي
يشارك فيه جميع أفراد األمة.
) \ م] ه\ ن[ ع َف] \ عا[ ف [ ك_ل \و[ ح \ ن م واˆ ض[ فن[ ال _ ب\ل[ ق\لا [ ظي_ل[ غ B ا~ظ[ ف [ تن] ك \ و[ل [و \ م]ه[ل [ تن_ل _ ُهَّللا^ [ ن م ‰ ة[م \ ح [ ر ـا[ م ب[ ف
[
ني_ل ~ك [و[ ت] م\لا ˆ ب _ ح]ي [ ُهَّللا^ ^ ن_إ _ ُهَّللا^ ى[ل[ ع \ ل^ ك [و[ ت[ ف [ ت\م [ ز[ع ا[ذِإ_ ف _ ر \م[ ألي ا_ ف \ م] ه \ ر_وا[ ش [و \ م]ه[ل \ ر_ ف\غ[ ت\ سا [و(.
ومن المهم اإلشارة إلى أن هذه اآلية نزلت بعد أحداث معركة أحد بما خلفت من عبر ودروس.
ماذا نفهم من اآلية؟
1- إن األمر المطلوب التشاور فيه عام مطلق يشمل كل أمور األمة إال ما أخرجه الدليل
من هذا العموم واإلطالق، كاألحكام الشرعية المبرمة المبتوت بها بنص من قرآن أو
، إذ الB اللالجتهاد أص B الللشورى، ألنها ليست مح B الل هذه األحكام ليست محًث سنة، فم
اجتهاد فيما ورد فيه النص، وحالل محمد صلى هللا عليه وسلم حالل إلى يوم القيامة
وحرامه حرام إلى يوم القيامة(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) .
أما كل ما عدا ذلك مما هو محل لالجتهاد من شؤون الحرب والسالم والسياسة واالجتماع
لها B الواالقتصاد وما إلى ذلك، فانه من األمور التي تلزم فيه الشورى وتكون مح.
2- مة نفوسهم ~ زل عنصر جذب ألًث ابة جبر لخواطرهم، وهي تمًث إن مشاورة النبي ألصحابه، إنما كانت بم
وتوحيد لصفهم واستخراج لمواهبهم وطاقاتهم، وذلك رحمة من هللا والنبي بهم، كيما يقوى إيمانهم ويزداد
تعلقهم بالنبي وحبهم له وطاعتهم وانصياعهم لقيادته الحكيمة، كما أنها من جهة ثانية تعويد لهم على
من أركان B امهم B االتشاور فيما بينهم بعد النبي(صلى هللا عليه وسلم) باعتبار الشورى - كما قدمنا- ركن
الحكم اإلسالمي.
3- B اوال شرع B العلى أن الشورى غير ملزمة للنبي عق.
: فألن نص آية الشورى يقول للنبيB اأما شرعذا عزمت فتوكل على هللا)ِإ (ف .
ورغم اختالف المفكرين حول هذا النص، فاألظهر أنها العزيمة المبنية على ما يعمله النبي سواء وافق
ذا عزمت على أي من األمرين - ما دعت إليه الشورى أو ما كانِإ الشورى أم خالفها ويكون المعنى: ف
لديك من العلم خالف الشورى - فأمضه وتوكل على هللا.
: فألن النبي معصوم ال ينطق عن الهوى، وال يتكلم عن جهل، وال ينوبه عجز عن حل أيB الوأما عق
معضلة، وال ينقصه علم بأمر من األمور، وغيره من األصحاب الذين يستشيرهم ليسوا كذلك.
ولكن الحكمة والرحمة تقتضيان إمضاء الشورى ليكون لها أثر في نفوس المستشارين،فتطيب بطاعة
القيادة قلوبهم.
بكل هذه الصفات، وصفات أخرى غيرهاَف وواضح أنه ال قوام لمجتمع مسلم ما لم يتص
وثة في آيات القرآن الكريمًث يرة مبًث ك.
ان هذه اآلية إنما تشير إلى نظام الشورى بين المسلمين بعد عهد رسول هللا (صلى هللا
عليه وسلم)، في حال عدم االنصياع ألمر هللا ورسوله في استخالف الخلفاء والحكام.
فالشورى حسب هذه اآلية - ركن من أركان الحكم اإلسالمي.