لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (30%)

الرحلة الثالثة: استغرقت الفترة الممتدة بين عامى ١٣٥٢ - ١٣٥٩م، تونس، ثالثاً : المرحلة الحديثة تمتد بين القرن السادس عشر ونهاية القرن التاسع عشر الميلاديين وشهدت هذه المرحلة - التي بدأت بعد بدء حركة الكشوف الجغرافية خلال القرن الخامس عشر - تتابع الرحلات الأوربية التي أدت إلى اكتشاف كل من مضيق ماجلان البحرى (۱۵۱۹) - (١٥٢٢) واستراليا ( عام ١٦٠٥) ونيوزيلندا (عام (۱٧٦٩ ولتبدأ بعد ذلك الرحلات القارية داخل الأقاليم المجهولة فيما عرف بقارات العالم الجديد، حيث غطت رحلات الأسبان معظم أقاليم أمريكا اللاتينية والأطراف الجنوبية لأمريكا الأنجلوسكسونية خلال الفترة الممتدة بين عامي ١٥١٣ ، واكتشف الروس مضيق برنج البحرى الذى يفصل بين أقصى شمال شرقى الدولة الروسية وقام السويدى أوتو نوردينشولد Otto Nordenshiold في أواخر القرن التاسع عشر برحلات كشفية في النطاق الجنوبي وفي مضيق ماجلان وقد انطلقت مثل هذه الرحلات من المراكز الساحلية التي شيدها كل من البريطانيين والفرنسيين والهولنديين والألمان والبرتغاليين كما تعددت الرحلات التي قام بها الأوربيون داخل كل من استراليا ونيوزيلندا خلال القرن التاسع عشر (۱) لتكتشف أقاليم وحقائق جديدة أثرت المعرفة الجغرافية وشكلت إضافات لعلم السياحة وآفاق تضاف لمجال النشاط مع الرغبة في الكشف والكسب وتزايد المعارف وإضافة ممتلكات جديدة للوطن كانت كلها دوافع للرحلات الأوربية خلال هذه المرحلة، والتي أدت إلى تراكم الثروات في ممالك أوربا التي شيدت العديد من القصور والكنائس والمباني والحدائق الفاخرة ودور العلم والثقافة والمتاحف والتي شكلت كلها مزارات سياحية جذبت أعداد كبيرة من الزوار من مختلف جهات القارة الأوربية. وذلك عام ١٦٧٢ م (٢) . والثورة الصناعية في ظهور ظاهرة جديدة في مجال السفر والسياحة تمثلت في قيام الأفراد برحلات خاصة تهدف إلى المتعة والترويح عن النفس ولا تسعى إلى الكسب المادى، مما أدى إلى ظهور تعبير السياحة Tourism بمعناها المعاصر وبالتالي بدئ في استخدام تعبير السائح Tourist للإشارة إلى الشخص الذي يقوم برحلة من أجل ويمكن حصر أهم السمات المتعلقة بالسفر والسياحة خلال هذه المرحلة الحضارية فيما يلى : لذا شهدت هذه المرحلة أول دليل سياحي دقيق في أو لأنها تتجه إلى عيون المياه المعدنية للاستفادة من خصائصها في العلاج من بعض الأمراض، وكانت الرحلات إلى الأماكن المشار إليها تتكلف الكثير من المال. تزايد حجم حركة السياحة بين الدول الأوربية رغم تعدد الأنظمة السياسية لدولها وفرض بعض القيود على السفر عبر الحدود السياسية وشيوع استخدام جوازات السفر، وهى من العوامل التي أسهمت في نشاط الرحلات السياحية وطول فتراتها الزمنية (1) فبعد الثورة الصناعية في أوربا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما تمخض عنها من تغيرات اقتصادية واجتماعية، وما صاحب الحياة الوظيفية من ضغوط مستمرة ظهرت الحاجة إلى ضرورة توفير عطلة سنوية طويلة تبعد العاملين عن روتين العمل ومسئولياته، وهو ما تحقق خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي شهد أيضاً تحسن مستوى الأجور وقد ساعد على ذلك أن معظم السياح خلال هذه المرحلة التاريخية كانوا من الموسرين القادرين على الإنفاق بسعة على رحلاتهم السياحية ، رابعاً : المرحلة المعاصرة حين استقرت الأوضاع السياسية وازدهرت الأحوال الاقتصادية وزاد الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والنفسية للبشر في العديد من أقاليم العالم التي سنت فيها التشريعات والقوانين التي تعين الإنسان على العطاء والاستمرار في حياة اتسمت بالسرعة، والتغير المستمر، وكثرة الأعمال والمسئوليات، ومحاولة إلى البحث عن الاستجمام والاسترخاء والمتعة بكافة الوسائل وباستغلال كل منح الطبيعة التي تحقق ذلك سواء كانت أقاليم ذات مناخات صحية منعشة تتوافر فيها مميزات الهواء النقى وأشعة الشمس، أو أقاليم تتنوع فيها أشكال كل من النبات الطبيعي الغابات الجميلة والمروج الطبيعية والمساحات الخضراء المكشوفة مثل المتنزهات القومية National parks كتلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية والحيوان الفطري الذي يتم المحافظة عليه فيما يعرف بالمحميات القومية كتلك المنتشرة في كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا والهند وتايلاند، وكلها أمور تسهم في الحفاظ على صحة الإنسان النفسية والبدنية وتجدد نشاطه وقدرته على العمل والإنتاج، وتشكل هذه الشريحة من السكان ذوى الدخل المحدود قطاعات عريضة من إجمالي سكان معظم دول العالم، من الراغبين فيها إذا ما توافرت باقى العوامل المشجعة لها . * انتشار فكرة المنتجعات السياحية Resorts في العديد من دول العالم، والتي تعتمد في نشاطها على ملامح بيئية خاصة (1) وتستمد مقومات استمرارها وازدهارها من زوارها من السياح على وجه الخصوص، أو سباقات للسيارات كما في مونت كارلو التي يقام بها سباق الرالي Rally سنوياً، أو سباقات لصيد الأسماك والغطس كما في القرى السياحية بالبحر الأحمر فى مصر وفي جزر البحر ولا يمكن إغفال دور البيوت المتنقلة القائمة على عجلات والتي تجرها السيارات Caravans في زيادة إسهام أصحاب الدخول المتوسطة في الحركة السياحية بالعالم خلال ظهور قرى الأجازات Holiday Villages أو ما تعرف في مصر بالقرى السياحية، إيطاليا، بالإضافة إلى العديد من الجزر التي تتمتع بخصائص طبيعية يصلح استغلالها سياحياً كجزر هاواى وجزر البحر الكاريبي وبعض تزايد الأفواج السياحية المتجهة إلى الأقاليم التي تزخر بالآثار والمباني التاريخية والقصور المتميزة والمتاحف وغيرها من المزارات الثقافية كنتيجة لانتشار التعليم وارتفاع المستوى الثقافى لسكان عدد كبير من دول العالم، نتج عن الخصائص السابق الإشارة إليها للسياحة في القرن العشرين ضخامة كل من عدد السائحين والدخل السياحي، ١٥٧ مليون نسمة خلال عامى ١٩٥٥ ، ١٩٦٥ على الترتيب، بلغ حوالى ۲۱٥ مليون سائح ( نحو %٥% من جملة سكان العالم عام ۱۹۷۳ ، ۱٪ من جملة سكان العالم عام ۱۹۹۳ . لذلك أطلق على القرن العشرين تعبير قرن السياحة يتبين من الدراسة السابقة أن مفهوم السياحة له أساسين، واستغرق بلورة هذا المفهوم وقتاً طويلاً وجهداً شاقاً استغرقته جهود الباحثين والمفكرين والعاملين في مجال السياحة منذ بداية القرن العشرين بصورة خاصة ومعنى ذلك أن صناعة السياحة تعنى دراسة الأشخاص المستهلكين للمال وللوقت من أجل السفر والمتواجدين بعيداً عن أوطانهم أو عن أماكن عملهم، وبدأت تتبلور الأفكار التي تحدد مفهوم ظاهرة السياحة وإطارها العام مع بداية القرن العشرين، فقد أشار الألماني جويير فرويلر Guier Freuler ( عام (۱۹۰۵ ) أن السياحة تمثل ظاهرة ناتجة عن حاجة الإنسان - المرهق من ضغوط الحياة الحديثة - إلى الراحة والمتعة والتغيير، وبذلك قصر هذا التعريف الهدف من السياحة على المتعة والإقامة بعيداً عن محل السكن دون فقد عرف شوليرن شرات نهوفن Schulern Schrutenhofen عام (۱۹۱۰) السياحة بأنها التفاعلات الأنشطة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن وصول زوار إلى إقليم أو دولة بعيداً عن موطنهم الأصلي، وبلورت الأبحاث والدراسات التي عالجت ظاهرة السياحة خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين أساسين لابد منهما لهذه الظاهرة هما: وشاركت عصبة الأمم خلال عقد الثلاثينيات في المحاولات الخاصة بتحديد مفهوم السياحة وذلك من خلال تحديد الفئات التي يمكن تسميتها بالسائحين وتحقق ذلك عام ۱۹۳۷ عندما حصرت لجنة السياحة التابعة لعصبة الأمم السائحين في الفئات التالية :

  • المسافرون في مهمات سياسية أو علمية أو رياضية أو دينية. وجدير بالذكر أن اللجنة التابعة لعصبة الأمم والسابق الإشارة إليها استبعدت الفئات د - بعض سكان أقاليم الحدود الذين يلتحقون بالعمل في دولة متاخمة. كرافت Kraft (عام ١٩٤٢) تعريف السياحة في إطار الظواهر والارتباطات الناتجة عن إقامة المسافرين وعرف كل من . Medlik, S السياحة بأنها ظاهرة تتصف بثلاث خصائص هي: ولكنها لا تتضمن استغلال كل أوقات الفراغ. ويعرف Douglas Pearce (عام (۱۹۸۱) السياحة بأنها ظاهرة يتبعها مجموعة علاقات قائمة على الرحلات والإقامة المؤقتة لمسافرين من أجل المتعة والترفيه، نمطيها الداخلي والدولي اعتمد أساساً على مدة البقاء (فترة إقامة السائح) ولم يتعرض لعامل طول الرحلة . Alidter Mathieson ويعرف كل من عن ما يأتي: ويعنى هذا التعريف أن دراسة السياحة هي دراسة لكل من أشخاص يعيشون يتضح مما سبق أن هيكل (إطار) السياحة يتألف من ثلاثة عناصر رئيسية هي : [ شكل رقم ١]. - العنصر المتغير. - العنصر الناتج . يتمثل في الحركة أو السفر لاختيار المكان أو الأماكن المقصودة. العنصر الثابت: وهى أى الإقامة تتوقف على مجموعتين من العوامل هما : البناء


النص الأصلي

الرحلة الثانية:


استغرقت الفترة الممتدة بين عامى ١٣٥٠ - ١٣٥١ م، وزار خلالها


الأندلس.


الرحلة الثالثة:


استغرقت الفترة الممتدة بين عامى ١٣٥٢ - ١٣٥٩م، وزار خلالها وسط


وغربي القارة الإفريقية .


واتسمت المعلومات التي جمعها بن بطوطة ورواها عن ملامح الأقاليم التي زارها بالدقة المتناهية والتفصيل العميق والإطار الواضح بصورة لا تختلف عما


يسجله أي زائر أو سائح في الوقت الحاضر.


وجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من المدن العربية والإسلامية ضمت العديد من المباني والتجهيزات الخاصة بإقامة النزلاء والزائرين وتوفير الراحة لهم وذلك خلال العصور الوسطى، مثال ذلك ما أشار إليه الرحالة والمؤرخين من كثرة


الفنادق والنزل والحانات والحمامات في مدن القاهرة، الإسكندرية، بغداد البصرة، دمشق، حمص، تونس، سمرقند، ومدن الأندلس بصورة خاصة.


ثالثاً : المرحلة الحديثة


تمتد بين القرن السادس عشر ونهاية القرن التاسع عشر الميلاديين وشهدت هذه المرحلة - التي بدأت بعد بدء حركة الكشوف الجغرافية خلال القرن الخامس عشر - تتابع الرحلات الأوربية التي أدت إلى اكتشاف كل من مضيق ماجلان البحرى (۱۵۱۹) - (١٥٢٢) واستراليا ( عام ١٦٠٥) ونيوزيلندا (عام (۱٧٦٩ ولتبدأ بعد ذلك الرحلات القارية داخل الأقاليم المجهولة فيما عرف بقارات العالم الجديد، حيث غطت رحلات الأسبان معظم أقاليم أمريكا اللاتينية والأطراف الجنوبية لأمريكا الأنجلوسكسونية خلال الفترة الممتدة بين عامي ١٥١٣ ، ۱۷۸۳(۱) في حين تركزت الرحلات الكشفية البرتغالية في نطاق البرازيل الحالية خلال الفترة الممتدة بين عامي ١٥٠٤ ، ١٦٧٤م.


وبدأت الرحلات الفرنسية إلى عالم الأمريكتين وخاصة في نطاق كندا الحالية عام ١٥٢٤ رحلة الفرنسي فيرازانو Verrazano إلى سواحل نيوانجلند ونوفا سكوشيا وجزيرة نوفوندلاند وحتى عام ١٧٦٣ م حين قام كل من جوليه Joliet وماركوت Maraguette برحلات كشفية تهدف إلى الربط بين حوض


نهر السانت لورانس في الشمال وحوض نهر المسيسبي في الوسط والجنوب. وشارك الإنجليز في هذا النشاط الكشفي بمعدلات كثيفة بدأت عام ١٥٨٥ م حين قام البريطاني دافيد David برحلة تهدف إلى اكتشاف السواحل الجنوبية والغربية لجرينلاند والسواحل الشرقية لجزيرة بافن، وحتى عام ۱۸۰۸ حين قام فراسير Fraser بكشف النطاق الجنوبي من السواحل الغربية لكندا، واكتشف الروس مضيق برنج البحرى الذى يفصل بين أقصى شمال شرقى الدولة الروسية


وشمال غربي أمريكا الشمالية عام ١٧٤١م.


وقام الجغرافي الألماني الكسندر فون همبولت (١٧٦٩ - ١٨٥٩) برحلته الشهيرة إلى أمريكا اللاتينية والتي استغرقت نحو خمس سنوات (۱۷۹۹) - ۱٨٠٤) زار خلالها أجزاء القارة المحصورة بين سواحل شمالي فنزويلا وسواحل بيرو والتي تشمل سهول نهرى الأورينوكو وما جدلينا، والعديد من المنابع العليا لنهر الأمازون فى غربى قارة أمريكا الجنوبية، ومرتفعات الأنديز، بالإضافة إلى جزيرة كوبا في نطاق البحر الكاريبي. وقام السويدى أوتو نوردينشولد Otto Nordenshiold في أواخر القرن التاسع عشر برحلات كشفية في النطاق الجنوبي


للأنديز، وفي مضيق ماجلان


وشهدت هذه المرحلة تكثيف الرحلات الكشفية الأوربية صوب الأجزاء الداخلية من قارة إفريقيا، وقد انطلقت مثل هذه الرحلات من المراكز الساحلية التي شيدها كل من البريطانيين والفرنسيين والهولنديين والألمان والبرتغاليين
والأسبان، كما تعددت الرحلات التي قام بها الأوربيون داخل كل من استراليا ونيوزيلندا خلال القرن التاسع عشر (۱) لتكتشف أقاليم وحقائق جديدة أثرت المعرفة الجغرافية وشكلت إضافات لعلم السياحة وآفاق تضاف لمجال النشاط


السياحي.


يتضح من العرض السابق أن حب المغامرة والاستطلاع، مع الرغبة في الكشف والكسب وتزايد المعارف وإضافة ممتلكات جديدة للوطن كانت كلها دوافع للرحلات الأوربية خلال هذه المرحلة، والتي أدت إلى تراكم الثروات في ممالك أوربا التي شيدت العديد من القصور والكنائس والمباني والحدائق الفاخرة ودور العلم والثقافة والمتاحف والتي شكلت كلها مزارات سياحية جذبت أعداد


كبيرة من الزوار من مختلف جهات القارة الأوربية.


وتصدرت أسبانيا وفرنسا وإيطاليا دول أوربا الجاذبة للزوار من خارجها مما شجع أحد الفرنسيين ويدعى سان موريس على إصدار أول دليل سياحي في العالم وعنوانه الدليل الأمين للأجانب في الرحلة بفرنسا، وذلك عام ١٦٧٢ م (٢) .


وأسهم الرواج الاقتصادي والحضارى الذى شهدته أوربا خلال هذه المرحلة نتيجة لنشاطها الاستعماري الواسع، وتطور كل من العلوم والفنون، والثورة الصناعية في ظهور ظاهرة جديدة في مجال السفر والسياحة تمثلت في قيام الأفراد برحلات خاصة تهدف إلى المتعة والترويح عن النفس ولا تسعى إلى الكسب المادى، وربما ساعد على ذلك تعدد العطلات وطول فترة السنوية منها. مما أدى إلى ظهور تعبير السياحة Tourism بمعناها المعاصر وبالتالي بدئ في استخدام تعبير السائح Tourist للإشارة إلى الشخص الذي يقوم برحلة من أجل


المتعة والترويح أو لأسباب صحية أو دينية.
ويمكن حصر أهم السمات المتعلقة بالسفر والسياحة خلال هذه المرحلة


الحضارية فيما يلى :



  • تبلور فكرة السياحة Tourism بمفهومها الحديث، وهو السفر من أجل المتعة والراحة أو لأسباب دينية أو صحية، وصنفت فى أوريا خلال هذه المرحلة الرحلات السياحية إلى مستويين هما الرحلة أو السياحة الكبرى The Grand وهى تلك التي تقطع مسافات طويلة وتعبر الحدود Tour Le Grand Tour( السياسية الفاصلة بين الدول، والرحلة أو السياحة الصغير The Little Tour (Le Petit Tour وهي تلك التي تقطع مسافات قصيرة وتقتصر على أقاليم محدودة داخل الدولة ، لذا شهدت هذه المرحلة أول دليل سياحي دقيق في


العالم.


كان النشاط السياحي - خلال معظم فترات هذه المرحلة الزمنية - مركزاً في معظمه في طبقة الأغنياء من الأفراد ورجال الدين والحكوميين والإقطاعيين مما يدعو إلى إطلاق تعبير سياحة الأغنياء على النشاط السياحي في أوربا خلال هذه الفترة، وخاصة أن معظم الرحلات السياحية كانت تقطع مسافات طويلة إما لأنها تتجه إلى بيت المقدس في فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة، أو لأنها تتجه إلى زيارة الكنائس وأضرحة القديسين للحصول على البركة والغفران من رجال الكنيسة، أو لأنها تتجه إلى عيون المياه المعدنية للاستفادة من خصائصها في العلاج من بعض الأمراض، بل أن بعض هذه العيون كانت شبه مقدسة إذ شاع بين الأوربيين أن لمياهها خواصاً ذات قوة سحرية.


وكانت الرحلات إلى الأماكن المشار إليها تتكلف الكثير من المال.


تزايد حجم حركة السياحة بين الدول الأوربية رغم تعدد الأنظمة السياسية لدولها وفرض بعض القيود على السفر عبر الحدود السياسية وشيوع استخدام جوازات السفر، وللتدليل على الضخامة النسبية لحجم حركة السياحة في أوربا آنذاك نذكر أن البريطانيين الذين كانوا يعبرون القنال الإنجليزي للسياحة في القارة كان عددهم يتراوح بين ٢٠ ألف وأكثر من ٤٠ ألف شخص سنوياً خلال القرن الثامن عشر، وليس من شك في أن إندلاع الثورة الفرنسية وتعدد حروب نابليون قد أثرت في حجم السياحة الأوربية التي توقفت تماماً تقريباً


لفترة زمنية طويلة . شهدت هذه المرحلة طول فترة العطلة السنوية، وهى من العوامل التي أسهمت في نشاط الرحلات السياحية وطول فتراتها الزمنية (1) فبعد الثورة الصناعية في أوربا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وما تمخض عنها من تغيرات اقتصادية واجتماعية، وما تطلبته طبيعة الحياة العملية من جهد عضلي وتركيز ذهني طوال ساعات عمل مستمرة، بالإضافة إلى تعدد المسئوليات وتشعبها، وما صاحب الحياة الوظيفية من ضغوط مستمرة ظهرت الحاجة إلى ضرورة توفير عطلة سنوية طويلة تبعد العاملين عن روتين العمل ومسئولياته، وتستغل فى الترويح والتسلية لتجديد نشاطهم، وهو ما تحقق خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي شهد أيضاً تحسن مستوى الأجور


وتحديد ساعات العمل.


يعد اختراع آلة الاحتراق الداخلى بحجم مناسب عام ١٨٨٥ وتطور صناعة السيارات واستخدام الإطارات الهوائية التي تسير عليها السيارة عام ١٨٨٨ من العوامل التي أسهمت في تزايد نشاط حركة السياحة وتعدد محاورها وخاصة بعد تحسن خصائص الطرق واتساع شبكاتها ، فمالك السيارة - وهو من مرتفعى الدخل عادة - يكون أكثر رغبة في التنقل والسياحة خارج موطنه وخاصة خلال الأجازات والعطلات، وانخفضت نسبياً تكاليف النقل على المسافات القصيرة والمتوسطة بعد استخدام القاطرات الحديدية (٢) . مما أدى إلى مشاركة متوسطى الدخل في نشاط السياحة والرحلات وخاصة المتجه منها صوب المنتجعات القريبة من تجمعات السكان الرئيسية والمراكز الصناعية الكبيرة وذلك في قارتى أوربا وأمريكا الأنجلوسكسونية.
ظهور الفنادق الضخمة التي تتوافر فيها كل وسائل الراحة وخاصة في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد ساعد على ذلك أن معظم السياح خلال هذه المرحلة التاريخية كانوا من الموسرين القادرين على الإنفاق بسعة على رحلاتهم السياحية ، لذا اتسمت هذه المرحلة بارتفاع معدلات انفاق السائح .


رابعاً : المرحلة المعاصرة


تبدأ هذه المرحلة مع بداية القرن العشرين الذي تطورت خلاله السياحة بصورة لم تشهدها في أية فترة زمنية سابقة وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حين استقرت الأوضاع السياسية وازدهرت الأحوال الاقتصادية وزاد الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والنفسية للبشر في العديد من أقاليم العالم التي سنت فيها التشريعات والقوانين التي تعين الإنسان على العطاء والاستمرار في حياة اتسمت بالسرعة، والتغير المستمر، وكثرة الأعمال والمسئوليات، وتطبيق الأساليب الآلية في مختلف القطاعات ومنافستها للإنسان، بالإضافة إلى تعدد مصادر الضغوط النفسية والعصبية التي يتعرض لها الإنسان مما أدى إلى انتشار ما عرف بأمراض العصر الأمراض المتصلة بالجهاز العصبي والقلب واضطراب الدورة الدموية والخلايا السرطانية .... وهى جوانب في الحياة البشرية المعاصرة حتمت على الإنسان البعد ولو لفترة زمنية محدودة عن مشاكل الحياة، ومحاولة


تغيير المجال الذي يعيش فيه لبعض الوقت.


وأحدثت الأمور السابق الإشارة إليها تغييراً جذرياً في مفهوم السياحة وأهدافها التي تحولت من مجرد قضاء أوقات سعيدة وإشباع الفضول وحب الاستطلاع، إلى البحث عن الاستجمام والاسترخاء والمتعة بكافة الوسائل وباستغلال كل منح الطبيعة التي تحقق ذلك سواء كانت أقاليم ذات مناخات صحية منعشة تتوافر فيها مميزات الهواء النقى وأشعة الشمس، أو أقاليم تتنوع فيها أشكال كل من النبات الطبيعي الغابات الجميلة والمروج الطبيعية والمساحات الخضراء المكشوفة مثل المتنزهات القومية National parks كتلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية والحيوان الفطري الذي يتم المحافظة عليه فيما يعرف بالمحميات القومية كتلك المنتشرة في كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا والهند وتايلاند، إلى جانب تمتعها بميزتي الجمال الطبيعي وتنوع
الخصائص كالقمم الجبلية العالية، السفوح المغطاة بالجليد، السواحل البحرية والجزر التي تتنوع فيها الشواطئ والمنتجعات الساحلية التي تتعدد فيها الأنشطة وتتراوح بين الاستجمام والتنزه وممارسة الرياضات البحرية (السباحة، الغطس الصيد، التزلج على الماء، رياضات التجديف والشراع ، وكلها أمور تسهم في الحفاظ على صحة الإنسان النفسية والبدنية وتجدد نشاطه وقدرته على العمل والإنتاج، إلى جانب إشباعها لرغبة الإنسان وحبه للمعرفة . وشهدت المرحلة


المعاصرة ظواهر سياحية تفردت بها لعل أهمها ما يلي :


نشاط الرحلات السياحية الجماعية الرخيصة، فبعد أن كانت سياحة الأغنياء من الظواهر السياحية المميزة للمرحلة السابقة (الحديثة حيث كان نشاط الرحلات السياحية يستأثر بمعظمه الموسرين وهم بطبيعة الحال محدودين في أعدادهم، شهدت المرحلة المعاصرة وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية ما يمكن أن نطلق عليه تعبير السياحة الاجتماعية إذ نشطت الرحلات الجماعية التي تضم أصحاب الدخول المحدودة الذين يسعون إلى قضاء أجازاتهم أو جزءاً منها حسب إمكاناتهم خارج أوطانهم. وتشكل هذه الشريحة من السكان ذوى الدخل المحدود قطاعات عريضة من إجمالي سكان معظم دول العالم، مما يعنى أن السياحة الجماعية (الاجتماعية لها معين لا ينضب


من الراغبين فيها إذا ما توافرت باقى العوامل المشجعة لها .



  • انتشار فكرة المنتجعات السياحية Resorts في العديد من دول العالم، والتي


تطور وسائل النقل السريع وإنخفاض تكلفتها وخاصة النقل الجوى الذي يتميز بخصائص السرعة الفائقة والراحة التامة وقطع المسافات الطويلة وتخطى مناطق الصعوبة الطبيعية، وأمكن تجاوز إرتفاع تكاليف النقل الجوي في مجال السياحة الحديثة عن طريق استخدام الطائرات التي تقوم برحلات مؤجرة Charter خلال الأجازات والمواسم السياحية لحساب شركات السياحة، وبذلك تمكن السائح الأوربي أو الأمريكي من القيام برحلات سياحية إلى أي إقليم من أقاليم العالم مهما كان بعده المكانى بتكاليف معقولة ولكن بشرط توافر عوامل الجذب السياحي مما أسهم فى اتجاه موجات السائحين إلى دول مثل نيبال في نطاق مرتفعات الهملايا في آسيا، وجزر المحيط الهادي والبحر الكاريبي .



  • انتشار فكرة المنتجعات السياحية Resorts في العديد من دول العالم، والتي تعتمد في نشاطها على ملامح بيئية خاصة (1) وتستمد مقومات استمرارها وازدهارها من زوارها من السياح على وجه الخصوص، لذلك يتفنن العاملون في المنتجعات في استخدام أساليب عديدة لجذب الزوار لقضاء أجازاتهم فيها كإقامة معارض دورية للزهور كما في هولندا وفرنسا وإيطاليا، أو سباقات للسيارات كما في مونت كارلو التي يقام بها سباق الرالي Rally سنوياً، أو سباقات للخيول أو للزوارق البحرية كما في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أو بطولات للجولف، أو سباقات لصيد الأسماك والغطس كما في القرى السياحية بالبحر الأحمر فى مصر وفي جزر البحر


الكاريبي.


ظهور المخيمات السياحية منخفضة التكاليف في أوربا وأمريكا الشمالية بصورة خاصة والتي أدت إلى إقبال الطلاب والعمال وصغار الموظفين وأصحاب الدخول المحدودة على القيام بالرحلات السياحية، ولا يمكن إغفال دور البيوت المتنقلة القائمة على عجلات والتي تجرها السيارات Caravans في زيادة إسهام أصحاب الدخول المتوسطة في الحركة السياحية بالعالم خلال


القرن العشرين.


ظهور قرى الأجازات Holiday Villages أو ما تعرف في مصر بالقرى السياحية، وهي منتجعات تمتلكها أو تديرها أو تشارك في إدارتها وتشغيلها شركات سياحية عالمية تتولى شئون تسويقها سياحيا على مستوى العالم. وتوجد مثل هذه القرى في فرنسا، إيطاليا، اليونان، أسبانيا، مصر، كرواتيا المغرب، البرازيل، بالإضافة إلى العديد من الجزر التي تتمتع بخصائص
طبيعية يصلح استغلالها سياحياً كجزر هاواى وجزر البحر الكاريبي وبعض


جزر أندونيسيا وخاصة جزيرة بالي. تزايد الأفواج السياحية المتجهة إلى الأقاليم التي تزخر بالآثار والمباني التاريخية والقصور المتميزة والمتاحف وغيرها من المزارات الثقافية كنتيجة لانتشار التعليم وارتفاع المستوى الثقافى لسكان عدد كبير من دول العالم، وهذا يفسر تزايد أعداد السياح المتجهين إلى دول مثل مصر واليونان وإيطاليا وأسبانيا وتركيا والهند والصين خلال العقود الأخيرة.


نتج عن الخصائص السابق الإشارة إليها للسياحة في القرن العشرين ضخامة كل من عدد السائحين والدخل السياحي، فبعد أن كان عدد السائحين في العالم لا يتجاوز ٥١ ، ١٥٧ مليون نسمة خلال عامى ١٩٥٥ ، ١٩٦٥ على الترتيب، بلغ حوالى ۲۱٥ مليون سائح ( نحو %٥% من جملة سكان العالم عام ۱۹۷۳ ، واستمر في تزايده بعد ذلك حتى أصبح ٣٦٢ مليون سائح (حوالي ٧,٥% من جملة سكان العالم عام ۱۹۸۷ ، (٥٠٠) مليون سائح نحو ۹.۱٪ من جملة سكان العالم عام ۱۹۹۳ . وبلغ الدخل السياحي ۱۲۳٫۷ مليار دولار أمريكي عام ۱۹۸۵ بعد أن كان لا يتجاوز ۲۸ مليار دولار أمريكي عام ۱۹۷۳ ، واستمر الدخل السياحي في التزايد حتى تجاوز ٣٢٤ مليار دولار أمريكي عام ۱۹۹۳ . لذلك تعد السياحة من أكبر عناصر التجارة الدولية وأهم الصناعات العالمية التي تتألف من عنصر واحد غير مركب، وأسرع الصناعات نمواً، لذلك أطلق على القرن العشرين تعبير قرن السياحة


. Tourism Century


أبعاد ظاهرة السياحة


يتبين من الدراسة السابقة أن مفهوم السياحة له أساسين، يختص الأول منها بضرورة انتقال الإنسان من موطنه الأصلى أو من مقر عمله إلى دولة أخرى أو إقليم آخر لسبب معين يرتكز أساساً على الانتفاع بوقت الفراغ، أما الأساس الثاني فيتمثل في أن عملية الانتقال تكون مؤقتة وتتراوح بين أكثر من أربع وعشرين ساعة وحتى أقل من اثنى عشر شهراً، أي أن الانتقال في هذه الحالة لا يكون بهدف الهجرة أو الإقامة الطويلة من أجل العمل أو


الدراسة .


واستغرق بلورة هذا المفهوم وقتاً طويلاً وجهداً شاقاً استغرقته جهود الباحثين والمفكرين والعاملين في مجال السياحة منذ بداية القرن العشرين بصورة خاصة ومعنى ذلك أن صناعة السياحة تعنى دراسة الأشخاص المستهلكين للمال وللوقت من أجل السفر والمتواجدين بعيداً عن أوطانهم أو عن أماكن عملهم، ويتبعون أسلوباً مؤقتاً من أجل المتعة وشغل أوقات الفراغ، وهو أسلوب يختلف تماماً عن


أسلوب حياتهم التقليدي في أوطانهم.


وبدأت تتبلور الأفكار التي تحدد مفهوم ظاهرة السياحة وإطارها العام مع بداية القرن العشرين، وإن تباينت التعاريف، فقد أشار الألماني جويير فرويلر Guier Freuler ( عام (۱۹۰۵ ) أن السياحة تمثل ظاهرة ناتجة عن حاجة الإنسان - المرهق من ضغوط الحياة الحديثة - إلى الراحة والمتعة والتغيير، وبذلك قصر هذا التعريف الهدف من السياحة على المتعة والإقامة بعيداً عن محل السكن دون


تحديد لإطار الحركة وطول المسافة ومدة البقاء. ومال البعض إلى التعريف الاقتصادي للسياحة، فقد عرف شوليرن شرات نهوفن Schulern Schrutenhofen عام (۱۹۱۰) السياحة بأنها التفاعلات الأنشطة الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن وصول زوار إلى إقليم أو دولة بعيداً عن موطنهم الأصلي، والتي توفر الخدمات التي يحتاجون إليها وتشبع حاجياتهم المختلفة طوال فترة إقامتهم. هذا التعريف وإن كان اقتصادياً


بالدرجة الأولى إلى أنه ربط بين السياحة من ناحية والإقامة غير الدائمة وغير


المرتبطة بأى سعى للربح المادي.


وبلورت الأبحاث والدراسات التي عالجت ظاهرة السياحة خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين أساسين لابد منهما لهذه الظاهرة هما:




  • أساس خاص بالإقامة : أن تكون إقامة المسافرين (السياح) في الأقاليم أو الدول التي انتقلوا أو سافروا إليها إقامة مؤقتة ولفترة تقل عن العام.




  • أساس خاص بالإنفاق : أن يكون إنفاق المسافرين من أموال لم يكسبوها من الأقاليم أو الدول التي انتقلوا إليها بغرض السياحة. ومالت التعاريف التي عالجت مفهوم السياحة خلال هذه الفترة إلى قصر هذه الظاهرة على العابرين لخطوط الحدود السياسية، بمعنى أن لفظ السائح يقتصر على الفرد المتجه إلى دولة غير دولته لأى سبب عدا الإقامة والعمل وبشرط أن ينفق في الدولة المتجه إليها أموالاً جلبها معه من مقر إقامته أو محل عمله، وبذلك استبعدت صفة السياحة من الرحلات التي يقوم بها الأشخاص




داخل دولهم.


وشاركت عصبة الأمم خلال عقد الثلاثينيات في المحاولات الخاصة بتحديد مفهوم السياحة وذلك من خلال تحديد الفئات التي يمكن تسميتها بالسائحين وتحقق ذلك عام ۱۹۳۷ عندما حصرت لجنة السياحة التابعة لعصبة الأمم


السائحين في الفئات التالية :



  • المسافرون من أجل المتعة والاستجمام، أو لأسباب صحية أو لأسباب تتعلق


بالعمل وعقد الصفقات التجارية أو لأسباب خاصة . - المسافرون في مهمات سياسية أو علمية أو رياضية أو دينية.



  • المشتركون في رحلات بحرية حتى ولو أمضوا في الدولة التي تقصدها


السفينة التي يستقلونها فترة تقل عن ٢٤ ساعة .


وبذلك بدأت تظهر ولأول مرة عند تعريف السائح أهمية معيار مدة الإقامة وبحيث لا تقل عن ٢٤ ساعة باستثناء المشاركين في الرحلات البحرية. وجدير


بالذكر أن اللجنة التابعة لعصبة الأمم والسابق الإشارة إليها استبعدت الفئات


التالية من فئة السياح :


أ - الأفراد الراغبون في الإقامة الدائمة بالدولة التي يزورونها.


ب - الدارسون في المؤسسات التعليمية المختلفة .


ج - العابرون للدولة ويتوقفون فيها بطريق الترانزيت في طريقهم إلى دولة أخرى.


د - بعض سكان أقاليم الحدود الذين يلتحقون بالعمل في دولة متاخمة. هـ - الوافدون إلى الدولة بقصد الحصول على عمل أو البحث عنه.
لذلك حصر الباحثان هو نزیكر Hunziker ، كرافت Kraft (عام ١٩٤٢) تعريف السياحة في إطار الظواهر والارتباطات الناتجة عن إقامة المسافرين


السياح) غير الدائمة وغير المرتبطة بأى عمل سواء كان دائماً أو مؤقتاً. وحدد مؤتمر السفر والسياحة الدولية الذى نظمته الأمم المتحدة في روما عام ١٩٦٣ تعريف جديد للسائح بأنه الشخص الذي يزور دولة غير دولته أو غير الدولة التي يقيم فيها إقامة دائمة لأى سبب غير العمل والكسب. وعرف كل من .Burkart, A., Medlik, S السياحة بأنها ظاهرة تتصف بثلاث


خصائص هي:



  • تعنى بعض السفر والحركة . - تستغل وقت الفراغ، ولكنها لا تتضمن استغلال كل أوقات الفراغ. - تمثل صورة من صور الاستجمام ولكنها لا تشتمل على كل صوره .


وبهذا التعريف تعنى السياحة السفر والحركة وشغل بعض أوقات الفراغ وهي بذلك تشكل صورة من صور الاستجمام (۱) .


ويعرف Douglas Pearce (عام (۱۹۸۱) السياحة بأنها ظاهرة يتبعها مجموعة علاقات قائمة على الرحلات والإقامة المؤقتة لمسافرين من أجل المتعة والترفيه، وقد تتباين مدة الإقامة حيث تتراوح إحصائياً بين الإقامة لمدة أربع ليال على الأقل بالنسبة للسياحة الداخلية، وأربع وعشرون ساعة على الأقل بالنسبة للسياحة الدولية (٢) . ومعنى ذلك أن هذا التعريف للسياحة والتمييز بين


نمطيها الداخلي والدولي اعتمد أساساً على مدة البقاء (فترة إقامة السائح) ولم يتعرض لعامل طول الرحلة .


السياحة بأنها عبارة Geoffrey Wall, Alidter Mathieson ويعرف كل من عن ما يأتي:


أ - الحركة الموقتة التي يقوم بها أشخاص بعيداً عن أماكن إقامتهم أو مقار أعمالهم .
ب - الأنشطة التي تمارس من أجل هؤلاء الأشخاص خلال فترة إقامتهم.


ج - الخدمات والتسهيلات التي توفر إحتياجاتهم (1) . ويعنى هذا التعريف أن دراسة السياحة هي دراسة لكل من أشخاص يعيشون


بعيداً عن أوطانهم، ومنشآت توفر إحتياجات هؤلاء المسافرين، بالإضافة إلى بحث النتائج الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأنشطة في الدولة المضيفة.


يتضح مما سبق أن هيكل (إطار) السياحة يتألف من ثلاثة عناصر رئيسية


هي : [ شكل رقم ١].




  • العنصر المتغير.




  • العنصر الثابت (المستقر) .




  • العنصر الناتج .




العنصر المتغير


يتمثل في الحركة أو السفر لاختيار المكان أو الأماكن المقصودة.


العنصر الثابت:


يقصد به الإقامة في المكان المقصود، وهى أى الإقامة تتوقف على


مجموعتين من العوامل هما :


أ



  • عوامل تتعلق بالسائح، وتشمل خصائصه الاقتصادية والاجتماعية والتي


تحدد بدورها مدة إقامته، ونمط نشاطه السياحي، ومستوى رغبته السياحية، ومدى أو مستوى استخدامه للإمكانات والخدمات القائمة.


ب - عوامل تتعلق بملامح المكان المقصود، وتضم الملامح البيئية الطبيعية


البناء الاقتصادي، التنظيم السياسي، مستوى التنمية السياحية، البناء


والتنظيم الاجتماعي.


العنصر الناتج


ويقصد به النتائج والآثار


المترتبة عن العنصرين السابقين في المجالات الاقتصادية والطبيعية والاجتماعية، والتي يتحدد عمقها بناء على معدلات
تمويل المشروعات السياحية وسياسة إدارتها ، وإطار المعلومات والبيانات الخاصة


بطاقة الاستيعاب، إلى جانب الضوابط الهندسية (1) .


وبناء على ما تقدم يمكن اعتبار السياحة ظاهرة مركبة تجسد تنوع المتغيرات


والعلاقات التي تؤلف عملية الرحلة السياحية.


ولفظ السياحة Tourist مشتق من لفظ Tour ويعنى فى الإنجليزية كما جاء في قاموس ويبستر (Webster (۲) رحلة يقوم بها الفرد ويعود إلى نفس النقطة التي بدأ منها، أي رحلة دائرية أو سيارة تم التخطيط لها لزيارة عدة أماكن من أجل العمل أو المتعة أو التعليم، كما عرف السياحة Tourism بأنها ممارسة السفر من


أجل الاستجمام.


وجاء في قاموس أوكسفورد Oxford () أن Tour (أصل لفظ السياحة) عبارة عن رحلة تبدأ من المنزل وتنتهى إليه، ويتم خلالها زيارة عدة أماكن أو عدة زيارات لأماكن يتم تنظيمها بمعرفة شركة محترفة، وعرف نفس القاموس


السائح بأنه الشخص المسافر من أجل المتعة.


وأشار قاموس لونجمان Longman (4) أن Tour - أصل Tourist - عبارة


عن رحلة يتم خلالها زيارة عدة أماكن تشكل محط اهتمام الزائر، وأن السياحة Tourism هي ممارسة السفر من أجل المتعة وخاصة خلال العطلات، وعلى


ذلك يعد السائح هو الشخص المسافر من أجل المتعة.


وفي اللغة العربية تعنى السياحة التنقل من بلد إلى آخر طلباً للتنزه أو الاستطلاع والكشف، أما السائح فهو المتنقل في البلاد للتنزه أو للاستطلاع


والبحث والكشف ونحو ذلك (٥) .
السياحة وأنشطة الترويح


هناك خلط كبير بين مفهوم كل من السياحة Tourism والاستجمام أو الترويح Recreation لأنهما يشتركان فى أنهما يشغلان وقت الفراغ Leisure أو جزءاً منه، وهو أى وقت الفراغ يشكل مجالاً زمنياً اختيارياً Voluntary أو Discretionaty (۱) متروكاً لتقدير المرء يشغله وفقاً لما يراه مناسباً لظروفه


وإمكاناته .


وينظر إلى وقت الفراغ على أنه يشغل بالأنشطة التي تمارس في غير أوقات العمل، وهي أنشطة Activities تختلف عن العمل Work ، ومع ذلك تظهر بعض المشكلات عند تحديد مثل هذه المفاهيم بدقة، فالشخص الذي يمارس هواية المشي أو الجرى كل مساء بعد انتهاء ساعات عمله هو بالتأكيد يسعى إلى ممارسة نشاط يشغل جزءاً من وقت فراغه. ولكن هل تنطبق نفس الصفة على الرياضي المشارك في بطولة رياضية للجرى، وهو ما دفع عدد كبير من الباحثين إلى التأكيد على استحالة وضع تعريف موضوعي محدد لأنشطة وقت الفراغ طالما أن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على إدراك الممارس للنشاط، فالنشاط الذي يشكل شغلاً لوقت فراغ شخص ما يمكن أن لا يشكل شغلاً لوقت فراغ شخص آخر. مما يدفع إلى التأكيد على وجود فروق بينة في تحديد ماهية كل


من وقت الفراغ الترويح، الرياضة.


وعموماً يمكن اعتبار ممارسة الألعاب الرياضية شغلاً لأوقات فراغ، ولكن لا يقتصر شغل أوقات الفراغ على ممارسة الألعاب الرياضية، لذلك يعتبر البعض


الترويح Recreation لفظ مرادف لوقت الفراغ، في حين يعتبره البعض الآخر - أي الترويح - تحديد مطلق وشامل للفظ الرياضة Sport (1) .


ويتسم لفظ الترويح أو الاستجمام بالشمول، أى أنه مطلق إذ يتضمن جميع الممارسات التي تشغل وقت الفراغ ، فلفظ Recreation تعنى في الإنجليزية
استعادة أو تجديد الصحة، أو انعاش القوى العضلية والروحية - إنعاش العقل والجسد - بعد العمل، أو شغل وقت فراغ الإنسان بالمتعة بعد العمل.


ولفظ الترويح في اللغة العربية مشتق من أراح وتعنى تنفس أو استراح أو


وجد الراحة (1) ومعنى ذلك أن أنشطة الترويح التي تمارس خلال وقت الفراغ


يمكن أن تمارس على مستويين هما : ۱ - ترويح منزلى الترويح الداخلي Indoor Recreation ، ويشمل الأنشطة الترويحية التي تشغل عادة فترات زمنية محدودة لا تتجاوز عدة ساعات، أى أنها أنشطة تمارس في غير أوقات أو ساعات العمل اليومي مثل النوم، مشاهدة برامج التليفزيون، الاستماع إلى الإذاعة القراءة، ممارسة الهوايات الخفيفة بما في ذلك السباحة في أحواض السباحة الملحقة ببعض


المساكن .


۲ - ترويح في الهواء الطلق ( الترويح الخارجي) Outdoor Recreation ، ويشمل الأنشطة الترويحية التي تشغل فترات زمنية أطول نسبياً، ولكنها في كل الأحوال تقل عن ٢٤ ساعة، مما يعنى أنها تمارس خلال أيام العطلات مثل زراعة الحدائق الصغيرة حول المنازل ورعايتها ، صيد الأسماك، السباحة وغيرها من الألعاب البحرية، الذهاب إلى السينما أو المسرح أو زيارة الحدائق العامة أو الملاهي أو ما شابه ذلك، قيادة السيارات، ركوب الدراجات، التخييم، ركوب الخيل، القيام برحلات قصيرة، التريض والمشى، وبذلك تمارس أنشطة الترويح


الخارجي عادة على مسافات غير بعيدة عن مقار السكن.


يتبين من العرض السابق مبررات صعوبة التمييز أو التفريق بين ظاهرتي السياحة وأنشطة الترويح، فكملاهما يسعى إليشغل وقت الفراغ الذي يمكن


إستغلاله بأحد الصور التالية: استغلال أوقات الفراغ الطويلة الأجازات أو العطلات الطويلة بالسفر إلى أقاليم أخرى بعيداً عن محل الإقامة سواء داخل الدولة أو خارجها، وهو


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يتفق الباحثون ب...

يتفق الباحثون بشكل عام على أن تنمية مهارات إدارة المعرفة تتطلب التفاعل المشترك بين الأفراد واستخدام ...

بما أن الفلسفة ...

بما أن الفلسفة والعلم حقلان معرفيان مختلفان، ولكل منهما خصائص تختلف عن الآخر، فقد برزت الدعوة الى ا...

1-بذلت أنا والأ...

1-بذلت أنا والأم جهود لا تقدر بثمن لتلبية احتياجات أبنائنا الاثنين عبدالله واليازية وبالإضافة إلى ت...

With such sadne...

With such sadness occupying her thoughts,Erika, a poor single mother of two, struggles to sleep at n...

1. طوير برامج م...

1. طوير برامج متكاملة: ينبغي تصميم وتصميم برامج تأهيل متكاملة تشمل التعليم والتدريب المهني والفنون، ...

تُعتبر المملكة ...

تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...

This study expl...

This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...

1 تجارب تهدف ال...

1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...

علق رئيس الوزرا...

علق رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، على صورته المتداولة والتي أثارت الجدل برفقة نظيره الإثيوبي آبي...

تعاني المدرسة م...

تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...

يهدف إلى دراسة ...

يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...

‏تعريف الرعاية ...

‏تعريف الرعاية التلطيفية‏ ‏وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...