لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

ثم أمر الله بعد انتهاء هذا الطوفان الذي دام مائة وخمسين ليلة أو مثلها أن يتفجر من أعماق أحد البحار بركان هائل يفغر أفواهه لتسيل منها سوائله، ثم تهدأ نيرانه وتنطفئ أحجاره، ليصبح بعد مراحل طويلة وليس بطويلة، وأنبت فيها النجم والشجر وسخر الرياح اللواقح، موفرا بكل ذلك في ربوعها أسباب العيش لعباده ممن اختارهم لغاية في نفسه، قدر أن لن يطلعهم عليها حتى تكتمل إنسانيتهم المثلى ويتبوؤوا مقعد الصدق عنده. حتى أن قابيلهم لم يكن في أخلاقه ومن بواعث نفسه الطاهرة ما يدعوه لقتل أخيه، بل كان يرى في مرآة هابيل هذه الجزيرة صورته منعكسة وحقيقة مضاعفة على أديمها. لآثر أخاه على نفسه، وكيف يمكن أن يصبح في خصاصة بالنسبة لأخيه ولم يتسرب الحسد إلى قلبه؟ وإنما ضربنا هذا المثال لتقريب الأمر إلى الأفهام وتبسيطه إلى الأذهان. خلق الله في ستة أيام حول الجزيرة التي أنشأها في اليوم الأول جزرا ستا كانت الجزيرة الأم واسطة عقدها وبيتها العتيق، لم يكونوا يعرفون الاعتداء على النفس ولم يكن لهم ضحايا وقتلى إذ لم يرثوا ذلك عن آبائهم وأجدادهم الذين كان الله يتوفاهم في مواعيدهم الموقوتة. لا كيف يواري سوأته كما فعل صنوه المذكور في روايات الكتب المقدسة. لم يزرع الله في قلوبهم حب السيطرة والتملك، لم يقتلع أحد منهم غصنا من شجرة ليخطط به دائرة أو مربعا على الأرض، وقطعت يديه وسملت عينه». لم يشعل فيهم أحد يوما نارا على علم وقال: «هذا علمي وحدي أنا وليس لسواي»‎. وهذا أسطولي سأستحوذ به على بقية الجزر»، بل كانوا مفطورين على المحبة والوئام وعلى البساطة والقناعة وعلى العمل المنظم المقسم والإنتاج الجماعي والفيء المشترك. وكيف له أن يفضله وقد تساوت بينهم الإمكانيات والبنيات وانسجمت بذلك أسباب المعيشة والأرزاق.

وبفضل هذه الطريقة التي ألهمتها إياهم حياتهم البسيطة تحقق في مجتمعهم الانسجام وعاشوا عيشة راضية عرفوا معها الرخاء والسعادة، وصياح الأطفال وضحكات العذارى في أسماعهم تسبيحا موسيقيا يسمو بأرواحهم إلى أجواء عليا يعرفون فيها النشوة وتسكرهم فيها الغبطة. ولو فرضنا مع هذا كله المستحيل فتصورنا أن أحدهم همّ بارتكاب ما من شأنه أن يفسد نظامهم العجيب في بساطته لأمسكوه وعالجوه كالمريض أو كمن أصابه مس من الجنون إلى أن يشفى من مرضه أو مسه ويعود إليه رشده أو صحته ليحتل مكانه في المجموعة من جديد. ويأكل وينام ويحب وينظر إلى ما حوله من الأشياء، وعمله وأكله ونومه وسعيه تحقيق لبشريته، وحبه سمو وطهارة وتتميم لإنسانيته، وهكذا يصبح للزمن مفهومه الذي ينبغي أن يكون له، ويصبح للقوة معناها الحقيقي باستعمالها في تمكين النفوس من الخير. والبشر في هذا المجتمع لا يعتبر الكرامة والحرية أخلاقا ومزايا يتخلق بها ويتحلى بجمالها، فكما لا يعقل أن البدن قد يعيش وتستمر فيه الحياة بدون الجوارح والأعضاء المكونة له، ليرى صاحبه ويسمع ويشم ويتنفس ويسعى ويلمس، فهذه الشمس تطلع عليهم كل صباح من مشرقها وتمسي آفلة في مغربها، وهذه الكواكب تجري في مدارها إلى مستقر لها، والأرض الكريمة تنبت أكلها في مواسم مرسومة لها، والسماء تمطر في فصولها،
وكل يسير بحسبان، والبشر في هذه الجزر آخذ مكانه المتواضع العظيم من بين كل هذه المخلوقات والأجرام في انسجام محكم معها، تصور هؤلاء الحكماء والشعراء والفنانون أن مجتمعهم لو لم يسر مع الكون المحيط به بنفس النسق على نفس الوتيرة، وبنفس النفس المتصاعد النازل لاختل نظامهم وفسد مما قد يعتوره من الاضطراب ويصيبه من الفوضى، وباختلال نظامهم يختل نظام الكون بأسره ويصيبه ما أصاب مجتمعهم حتى يحول الكل‏ لا محالة إلى الاضمحلال والفناء. وعلى قاعدة هذه الحكمة أرسوا السلم الموسيقي الذي بنوا عليه غناءهم وتركيب آلات الطرب التي أنشأوها. وعلى هذا القياس والمعيار أحكموا مزمارا من شجر القصب على الأنغام السبعة وضعوه في كعبتهم المشيدة بقلب الجزيرة الأم ليحج إليه كل أصحاب المزامير في الجزر السبعة ويسووا مزاميرهم على نغماته النموذجية حتى إذا نفخوا فيها فكأنهم نفخوا من مزمار واحد يرسل نغمات واحدة في نفس المقام وبنفس الواحدة الزمنية. وهكذا أصبحوا يعقدون كل عام مهرجانا قوميا حافلا ينتظم حول كعبتهم البيضاء يأتيه الناس من كل جهات الجزيرة الأم وبناتها الستة ليشهدوا هذا الموسم البهيج ويشاركوا فيه ونفس الفرح يغمر أفئدتهم، مصطحبين معهم زوجاتهم وأولادهم في حلل سندسية، مزينين جميعا بحلي من الفضة والذهب، وعقود من اللؤلؤ والمرجان والصدف وأكاليل وتيجان من الزهور الملونة العطرة التي أتحفتهم بها طبيعتهم المتدفقة الخيرات. ويتحفن ببعضها الآخر أولادهن وأزواجهن ونفوسهن، فيصمت الطير لحظة منصتا إلى المزامير والأصوات مقتبسا منها تغريده وغناءه، حفيفا يلتحق بالأنغام المرسلة من المزامير، المنتشرة في الأجواء حتى لكأن الشجر الذي صنعت من قصبه تلك المزامير يصغي إلى خلده ليستمع منه إلى مصدر النغمات قبل ميلادها، وحتى لتكاد الجماهير الصاغية تبتسم أرواح بعضها لبعض، وتخف أجسامها إلى أن تحسب أن ليس لها أبدانا، أو أن أبدانها أصبحت هي الأخرى روحا ثانية توأما لروحها. تلك وليمة الروح كانت عندهم وتربيتها كما للجسم وليمته وتربيته يرجع الفضل في تحقيقها إلى انسجام النفوس المؤهلة للانسجام وإلى سهر الساهرين ألا يتخلى عن الجوق أي مزمار، وأن يأتي كل نافخ بآلته إلى المزمار الذي سوي على هندسة نغمات الكون ليسوي آلته على مقياسه. كان القوم أخشى ما يخشونه أن يتخلف أحد الزامرين على الموعد المضروب للموسم الموسيقي أو لا يسوي مزماره على القياس المحكم من قبل،


النص الأصلي

يحكى أنه عندما قضت المشيئة الربانية بتوقيف السيول التي تهاطلت على الأرض في عصرها الأول، والزوابع التي هبت فوقها، أقلعت السماء وسكت الرعد وانقشع البرق، وبلعت الأرض ماءها، ثم أمر الله بعد انتهاء هذا الطوفان الذي دام مائة وخمسين ليلة أو مثلها أن يتفجر من أعماق أحد البحار بركان هائل يفغر أفواهه لتسيل منها سوائله، ثم تهدأ نيرانه وتنطفئ أحجاره، ليصبح بعد مراحل طويلة وليس بطويلة، وتحولات خطيرة وليست كذلك، جزيرة واسعة الأرجاء، جعل فيها الباري آدمها وحواها، بعد أن أرسى جبالها وفجر عيونها، وأنبت فيها النجم والشجر وسخر الرياح اللواقح، موفرا بكل ذلك في ربوعها أسباب العيش لعباده ممن اختارهم لغاية في نفسه، قدر أن لن يطلعهم عليها حتى تكتمل إنسانيتهم المثلى ويتبوؤوا مقعد الصدق عنده.
أنجبت حواء هذه الجزيرة التي صفت سماؤها وطاب ثراها أبناء بررة أرضعتهم من ثديها ألبان المحبة خالصة صافية، حتى أن قابيلهم لم يكن في أخلاقه ومن بواعث نفسه الطاهرة ما يدعوه لقتل أخيه، بل كان يرى في مرآة هابيل هذه الجزيرة صورته منعكسة وحقيقة مضاعفة على أديمها.
ولو تصورنا أن قابيل هذا أصبح في خصاصة، لآثر أخاه على نفسه، وكيف يمكن أن يصبح في خصاصة بالنسبة لأخيه ولم يتسرب الحسد إلى قلبه؟ وإنما ضربنا هذا المثال لتقريب الأمر إلى الأفهام وتبسيطه إلى الأذهان.
خلق الله في ستة أيام حول الجزيرة التي أنشأها في اليوم الأول جزرا ستا كانت الجزيرة الأم واسطة عقدها وبيتها العتيق، ومقياس عيشها الأمثل. فتناسل فيها الأبناء وانتشروا في ربوعها مجتمعيين في قرى ومداشر أقاموها، ومزارع ومستعمرات أخصبوها.
لم يكونوا يعرفون الاعتداء على النفس ولم يكن لهم ضحايا وقتلى إذ لم يرثوا ذلك عن آبائهم وأجدادهم الذين كان الله يتوفاهم في مواعيدهم الموقوتة. وقد بعث سبحانه من قبل لقابيلهم طائرا أبيض في السماء ليريه كيف يدفن جثة أخيه الذي لقي حتفه شيخا مسنا بعد أن قضى من الحياة مأربه، لا كيف يواري سوأته كما فعل صنوه المذكور في روايات الكتب المقدسة.
لم يزرع الله في قلوبهم حب السيطرة والتملك، وطهرهم من الضغينة والبغضاء والبغي والطغيان، لم يقتلع أحد منهم غصنا من شجرة ليخطط به دائرة أو مربعا على الأرض، ولم يصفف حجرا حول بقعة اختص بها ليقول: «هذا ملكي أنا، هذا مالي أنا، هذا في حوزتي أنا، ومن تعدى هذه الحدود ضربته بعصاي هذه، وشدخت رأسه بحجري هذا، وقطعت يديه وسملت عينه».
لم يشعل فيهم أحد يوما نارا على علم وقال: «هذا علمي وحدي أنا وليس لسواي»‎.
لم ينظم أحدهم حزبا ولم يكتسح به جزيرة ليقول: «هذه جزيرتي وحدي، وهؤلاء حرسي وخدمي، وهذا أسطولي سأستحوذ به على بقية الجزر»، إذ لم تكن ألفاظ هذه اللغة من لغتهم، ولا هذه الكلمات ضمن قاموسهم، ولا هذه المعاني والمفاهيم من معانيهم ومفاهيمهم، بل كانوا مفطورين على المحبة والوئام وعلى البساطة والقناعة وعلى العمل المنظم المقسم والإنتاج الجماعي والفيء المشترك. لا فضل لأحدهم على غيره، وكيف له أن يفضله وقد تساوت بينهم الإمكانيات والبنيات وانسجمت بذلك أسباب المعيشة والأرزاق.

كانوا لا يسلبون الطبيعة المحيطة بهم ما تذره من خيرات، وإنما يأخذون منها ما تستطيع أن تعوضه مضاعفاً لهم ولها.

وبفضل هذه الطريقة التي ألهمتها إياهم حياتهم البسيطة تحقق في مجتمعهم الانسجام وعاشوا عيشة راضية عرفوا معها الرخاء والسعادة، وأصبحوا بفضلها يرون الأشياء بمنظار الحقيقة والحق، أي بمنظار الجمال الذي خلقه الله في نفوسهم وفيها.
وكان تغريد الطير، وحفيف الغصون، وهبوب النسيم، وسقوط المطر، وصياح الأطفال وضحكات العذارى في أسماعهم تسبيحا موسيقيا يسمو بأرواحهم إلى أجواء عليا يعرفون فيها النشوة وتسكرهم فيها الغبطة.
ولو فرضنا مع هذا كله المستحيل فتصورنا أن أحدهم همّ بارتكاب ما من شأنه أن يفسد نظامهم العجيب في بساطته لأمسكوه وعالجوه كالمريض أو كمن أصابه مس من الجنون إلى أن يشفى من مرضه أو مسه ويعود إليه رشده أو صحته ليحتل مكانه في المجموعة من جديد.
تصور كيف يمكن لمجتمع هذه صورته وأخلاقه أن يتحدث ويعمل ويسير، ويأكل وينام ويحب وينظر إلى ما حوله من الأشياء، فحديثه نغم ومشيه رقص، وعمله وأكله ونومه وسعيه تحقيق لبشريته، وحبه سمو وطهارة وتتميم لإنسانيته، ونظره إلى ما حوله من الأشياء والمخلوقات أتفهها أو أعظمها حجما حديث منه إليها وخطاب إليه منها. وهكذا يصبح للزمن مفهومه الذي ينبغي أن يكون له، أي زمن مليء لا مكان للفراغ فيه، ويصبح للقوة معناها الحقيقي باستعمالها في تمكين النفوس من الخير. والبشر في هذا المجتمع لا يعتبر الكرامة والحرية أخلاقا ومزايا يتخلق بها ويتحلى بجمالها، وإنما هي صفات لازمة من الصفات الضرورية المكونة لنفسه بمكانة الجوارح والأعضاء بالنسبة لبدنه.
فكما لا يعقل أن البدن قد يعيش وتستمر فيه الحياة بدون الجوارح والأعضاء المكونة له، ليرى صاحبه ويسمع ويشم ويتنفس ويسعى ويلمس، لا يعقل أن يعيش هذا المجتمع ويستمر بدون حرية وبدون كرامة ‎.
وقد أوحى تكوين مجتمعهم على هذا المنوال وتطوره هذا التطور الطبيعي السليم إلى شعرائهم وفنانيهم وحكمائهم _ حيث كان لهم شعراء وفنانون وحكماء _ أن هذا الكون على صورة مجتمعهم ومثاله أو أن مجتمعهم هذا على صورة ومثال الكون وأن أفراده يكونون جزءا منه لا يتجزأ يتممهم ويتممونه. فهذه الشمس تطلع عليهم كل صباح من مشرقها وتمسي آفلة في مغربها، وهذه الكواكب تجري في مدارها إلى مستقر لها، والقمر يسير بانتظام مقدر في منازله، والأرض الكريمة تنبت أكلها في مواسم مرسومة لها، والسماء تمطر في فصولها، والبحر يتأرجح بين مده وجزره في أوقاتهما المعلومات.

كل شيء هنالك تناسق وجمال، وكل يسير بحسبان، والبشر في هذه الجزر آخذ مكانه المتواضع العظيم من بين كل هذه المخلوقات والأجرام في انسجام محكم معها، وارتباط متين وتجانس تام.
تصور هؤلاء الحكماء والشعراء والفنانون أن مجتمعهم لو لم يسر مع الكون المحيط به بنفس النسق على نفس الوتيرة، وبنفس النفس المتصاعد النازل لاختل نظامهم وفسد مما قد يعتوره من الاضطراب ويصيبه من الفوضى، وباختلال نظامهم يختل نظام الكون بأسره ويصيبه ما أصاب مجتمعهم حتى يحول الكل‏ لا محالة إلى الاضمحلال والفناء.
وعلى قاعدة هذه الحكمة أرسوا السلم الموسيقي الذي بنوا عليه غناءهم وتركيب آلات الطرب التي أنشأوها. وعلى هذا القياس والمعيار أحكموا مزمارا من شجر القصب على الأنغام السبعة وضعوه في كعبتهم المشيدة بقلب الجزيرة الأم ليحج إليه كل أصحاب المزامير في الجزر السبعة ويسووا مزاميرهم على نغماته النموذجية حتى إذا نفخوا فيها فكأنهم نفخوا من مزمار واحد يرسل نغمات واحدة في نفس المقام وبنفس الواحدة الزمنية.
وهكذا أصبحوا يعقدون كل عام مهرجانا قوميا حافلا ينتظم حول كعبتهم البيضاء يأتيه الناس من كل جهات الجزيرة الأم وبناتها الستة ليشهدوا هذا الموسم البهيج ويشاركوا فيه ونفس الفرح يغمر أفئدتهم، مرتدين لذلك أجمل لباس، مصطحبين معهم زوجاتهم وأولادهم في حلل سندسية، مزينين جميعا بحلي من الفضة والذهب، وعقود من اللؤلؤ والمرجان والصدف وأكاليل وتيجان من الزهور الملونة العطرة التي أتحفتهم بها طبيعتهم المتدفقة الخيرات.
يحمل النسوة في هذا المهرجان على رؤوسهن سلالا من الفواكه مما تخيرن ليقدمن بعضها إلى أجواق المطربين وجماعات المنشدين، ويتحفن ببعضها الآخر أولادهن وأزواجهن ونفوسهن، إذ لم يكن هناك لا وسطاء لا مشعوذون ولا شفعاء تسلطوا على المعبد ليتوسطوا بين الناس والله وهو قريب، مستحوذين بذلك على خيرات الناس وقرابينهم.
في هذا الجو الأخوي الباسم المطمئن تستهل الأجواق نفخها في المزامير وينشد المنشدون تسبيحة الحمد وتشيد الغبطة التي وضعها الله نجما منيرا على جباههم، فيصمت الطير لحظة منصتا إلى المزامير والأصوات مقتبسا منها تغريده وغناءه، وتتحول الرياح إلى نسيم ‏يلامس البشرات المستبشرة، ويحدث في الأغصان حفيفا شبيها برفرفة الأجنحة البيضاء، حفيفا يلتحق بالأنغام المرسلة من المزامير، المنتشرة في الأجواء حتى لكأن الشجر الذي صنعت من قصبه تلك المزامير يصغي إلى خلده ليستمع منه إلى مصدر النغمات قبل ميلادها، ويهزه الطرب فيهم بالتحليق، وحتى لتكاد الجماهير الصاغية تبتسم أرواح بعضها لبعض، وتخف أجسامها إلى أن تحسب أن ليس لها أبدانا، أو أن أبدانها أصبحت هي الأخرى روحا ثانية توأما لروحها.
تلك وليمة الروح كانت عندهم وتربيتها كما للجسم وليمته وتربيته يرجع الفضل في تحقيقها إلى انسجام النفوس المؤهلة للانسجام وإلى سهر الساهرين ألا يتخلى عن الجوق أي مزمار، وأن يأتي كل نافخ بآلته إلى المزمار الذي سوي على هندسة نغمات الكون ليسوي آلته على مقياسه.
كان القوم أخشى ما يخشونه أن يتخلف أحد الزامرين على الموعد المضروب للموسم الموسيقي أو لا يسوي مزماره على القياس المحكم من قبل، فترتبك النغمات ويختل الوزن ويسقط المقام وبذلك يختل نظام المجتمع كله وبالتالي نظام الكون إلى أقصى نهايته.
كان سيقع ذلك بالتأكيد لو قتل قابيل الجزيرة هابيلها، ولكنه وقف عند رأسه يتعهده إلى أن مات مبتسما بين ذراعيه.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...

خليج العقبة هو ...

خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...

فرضية كفاءة الس...

فرضية كفاءة السوق تعتبر فرضية السوق الكفء او فرضية كفاءة السوق بمثابة الدعامة او العمود الفقري للنظر...

‏@Moamen Azmy -...

‏@Moamen Azmy - مؤمن عزمي:موقع هيلخصلك اي مادة لينك تحويل الفيديو لنص https://notegpt.io/youtube-tra...

انا احبك جداً ت...

انا احبك جداً تناول البحث أهمية الإضاءة الطبيعية كأحد المفاهيم الجوهرية في التصميم المعماري، لما لها...

توفير منزل آمن ...

توفير منزل آمن ونظيف ويدعم الطفل عاطفيًا. التأكد من حصول الأطفال على الرعاية الطبية والتعليمية والن...

Le pêcheur et s...

Le pêcheur et sa femme Il y avait une fois un pêcheur et sa femme, qui habitaient ensemble une cahu...

في التاسع من ما...

في التاسع من مايو/أيار عام 1960، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام التجاري لأول أقر...

أهم نقاط الـ Br...

أهم نقاط الـ Breaker Block 🔹 ما هو الـ Breaker Block؟ • هو Order Block حقيقي يكون مع الاتجاه الرئي...

دوري كمدرب و مس...

دوري كمدرب و مسؤولة عن المجندات ، لا اكتفي باعطاء الأوامر، بل اعدني قدوة في الانضباط والالتزام .فالم...

سادساً: التنسيق...

سادساً: التنسيق مع الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية وفريق إدارة شؤون البيئة لنقل أشجار المشلع ب...

I tried to call...

I tried to call the hospital , it was too early in the morning because I knew I will be late for ...