لخّصلي

الفصل الثالث والعشرون نماذج من التفاعل الحضري وضح من التحليلات سابقة الذكر ، أن المدينة الأكبر حجماً ووظائف تكون نظرياً أكثر جذباً إليها من المدن في المراكز الأصغر منها والأقل رتبة . ولكل مدينة إقليمها التابع أو منطقتها الرافدة ومجال نفوذها وقد نشط الجغرافيون في دراسة كيفية قياس التفاعل المتباين للمدن بينها وبين إقليمها من جانب، وبينها وبين بعضها من جانب آخر . (1) نموذج ريالي : ويعد نموذج ريالي Reilly Model أحد النماذج التي تحاول رسم الحدود بين إقليمي مدينتين والتي يمكن استنتاجها حسب ما سبق الحديث عنه في قانون جاذبية وتجارة التجزئة والذي يطبق حين لا تتوفر بيانات كافية عن المناطق التجارية الحضرية ، وهو تعديل القانون ريلي عن الجاذبية الذي يعود لبداية ثلاثينيات القرن العشرين الذي يحدد منطقة القطع التي عندها يرغب المتسوقون في الذهاب إلى إحدى المدينتين المتنافستين بدلاً من الأخرى والذي هو بلاشك نوع من التفاعل الحضري . (۲) الهجرة بين المدن : ومن أمثلة التفاعل بين المدن ، الهجرة من مدينة لأخرى ، مما أوجد ما يسمى بأماكن الهجرة أو حقل الهجرة Migration Field خاص بكل مدينة عادة ما يحتوى على مدن أصغر من المدينة المهاجر إليها . وفى دراسة لأكبر مائة مدينة في USA في خلال خمس سنوات ، اتضح أن المسافة عامل حاكم في عملية الهجرة ، وأن المدينة الكبيرة تستقطب معظم مهاجريها من المدن الأقرب إليها، فبعض المدن العملاقة مثل سان فرانسسكو تجلب مهاجريها من أماكن بعيدة للغاية . ووجد أن إقليم المدينة الأخيرة يمتد شمالاً حتى سيتيل» وشرقاً حتى دنفر ويتداخل مع إقليم لوس أنجلس للمهاجرين من الجنوب من سان دييجو & King وكمثال آخر فإن حقل الهجرة لمدينة نيويورك يشمل مدن نيوجرسي و ميامي ونيوارك وباترسون، وحقل الهجرة لمدينة شيكاغو يشمل مدن دافن بورت و جاری وانديانا بوليس وممفيس وميلوكي وبيوريا وسانت لويس وحقل الهجرة المدينة كليفلند يشمل مدن أكرون وتشارلستون و سينسيناتي كولومبس ودايتون وإيرى وجونزتون ويتسبرج وتوليدو ويانجستون . ويؤثر في حركة الهجرة عوامل الجذب والطرد Push-Pull Factors وقد سبق الحديث عن هذه العوامل المعروفة في ظاهرة الهجرة ، وتوفر الخدمات في المدن الأكبر . (۳) أنماط النقل الجوي : ومن أوجه التفاعل بين المدن نمط النقل الجوى والذي تهيمن فيه المراكز الأكبر حجماً على الأصغر ، وللدلالة على ذلك ، وجد أن أهمية مطارات بعض مدن USA من حيث عدد المغادرين وجملة عدد المسافرين تتجاوز أهمية حجمها السكاني كثيراً . فالحجم السكاني هو مؤشر للأهمية والتفاعل الحضري. وفي دراسة أجريت في أوائل السبعينات وجد أن أكبر ثلاثة مدن في الولايات المتحدة وهي نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلس في عدد السكان هي أيضاً المدن الثلاثة المهمة في أهمية النقل الجوى . أما المدن التي تتجاوز أهميتها في النقل الجوى أهمية حجم سكانها فأهمها أتلانتا ودالاس فورت وورث ، وميامي. ووجد نوع من هيمنة المراكز الأكبر على الأصغر بالنسبة للسفر الجوى للمسافرين أخذاً في الاعتبار عدد خطوط الطيران التي تربط بين المدن . وهذا يخلق نوعاً من الهيراركية لمراكز السفر الجوى ، ففي إحدى الدراسات عن ذلك ، وجد أن شيكاغو تحرز المرتبة الأولى في السفر الجوى (الداخلي) وتأتى على رأس قائمة التراتب ، بينما تأتى بتسبرج في المرتبة العاشرة وسيتل في المرتبة العشرين ولاس فيجاس في المرتبة الخامسة والعشرين . وشكل (٥٠) يوضح كثافة خطوط الطيران وعلاقتها بالمدن المهمة . (٤) الاتصالات الهاتفية : تعد من أهم أوجه قياس التفاعل بين المدن وقياس حجم هذه الاتصالات مؤشراً على أهمية المدينة وهيمنتها Dominance على غيرها . وليس صحيحاً دائماً أن مدينتين بنفس الحجم السكاني تكون لكل منها نفس الدرجة من المركزية . لذا فإن مفهوم المركزية Centrality درس في جغرافية المدن للتمييز بين حجم المدينة وبين أهميتها کمکان مرکزى . وأصبح حجم المكالمات الهاتفية مؤشرا على المركزية مع ملاحظة أن الوضع حين أجرى كريستار دراسته كان غيره اليوم ، فقد كان عدد الهواتف الخاصة جد محدود منذ نحو سبعين عاماً ، الأعمال التجارية مما أوحى له بأن ذلك يوضح مركزية المدينة, ومع انتشار الهواتف المحمولة، والصحف اليومية . وكما وضح من موضوع المركزية اعتماداً على عدد المكالمات ، فإن ذلك المعيار اليوم يصبح أقل أهمية من معيار التجارة . ومن أوجه التفاعل الحضرى الأخرى ما يتصل بانتشار المعلومات - Diffusion of Information وخاصة في العصر الذي نعيش فيه الآن وهو بحق عصر المعلومات ، وبعد توافر شبكة المعلومات الدولية وما إلى ذلك ربما يتاح الحصول على المعلومات بصورة تقلل من أهمية المدن الكبرى التي كانت تعد مهيمنة في ذلك . والآن يمكن لأي شخص في أصغر قرية ، الحصول على ما يريد وهو في مكانه الأزياء والأفكار التحررية أو التغييرات التكنولوجية وغير ذلك ، والتي عادة ما يكون توسعها من خلال عملية الانتشار الهيراركي ، أي من المدن الأكبر إلى الأقل حجماً ، ولكن هذا هو إحدى وسائل الانتشار وتبقى وسيلتان آخريتان ، الأولى من خلال ما يسمى عملية العدوى أما الثانية فتتم أفقياً بين مراكز العمران ذات المستوى الواحد في فترة واحدة زمنية ،1978 King) . Golledge) ويتضح من التحليل سابق الذكر ، وجود روابط قوية بين المدن يتحكم فيها الحجم والمسافة بين كل مدينتين من حيث الفرص الاقتصادية ومعدلات النمو المحلية والإقليمية ، وهذه الروابط تزيد من فهمنا للنظام الحضرى ، وفي هذا المجال ، لذا ، زاد الاهتمام حالياً بالجوانب السلوكية والنظرة الذاتية Subjective images والتي يمكن الحصول عليها من خلال دراسات مسحية ودراسات موسعة لمعرفة لماذا تتفاعل مدن بعينها بدرجة أكبر من غيرها . وهنا فقط يمكن معرفة كيف وإلى أى درجة تخدم النظم الحضرية السكان . (۵) قاعد المرتبة - الحجم : Rank - size rule قاعدة تعبر عن مدى الانتظام الإحصائي في أحجام المدن وتوزيعها في الأقاليم (1998 ,Knox & Marston) وقد لاحظ العلماء علاقة حجم المدينة بمرتبتها مبكراً كما يشير نورثام منذ سنة ١٩١٣ بواسطة Auerbach ، ولكن زيف Zipf هو الذي صاغ هذه العلاقة في دراسته عن السلوك الإنساني ومبدأ الجهد الأقل سنة ١٩٤٩ . حيث Pr سكان مدينة من المرتبة : ، Pi سكان المدينة الأكبر المدينة الأولى هي مرتبة مدينة معينة . وهكذا ترتب مدن الإقليم تنازلياً في الرتب من حيث الحجم السكاني ، فالمدينة الرابعة مثلاً يكون سكانها ربع حجم سكان المدينة الأولى . وكمثال فإن مدينة حجم سكانها ۱۰۰۰, فإن المدينة الثانية سيكون بها ۵۰۰۰۰۰ نسمة الحجم على المرتبة ۱۰۰۰۰۰۰ + ۲ – ٥۰۰۰۰۰) والثالثة ستؤوى ۳۳۳۳۳۰ نسمة وهكذا ، فالقاعدة لاتعين سوى مدينة واحدة لكل مرتبة ، وخاصة في المدن الكبرى . وبرى ، وويليام وجارسون سنة 1958 (101 :1975-103 ,Northam) وبتطبيق القاعدة على مدن USA والمكسيك نجد أن هناك فجوة كبيرة بين مدينة المكسيك العاصمة وثانى مدينة بها وهي جواد الاجاراء عند تطبيق الدراسة سنة ١٩٧٣ ، فبينما اقتربت المدينة العاصمة من سبعة ملايين نسمة آنذاك كانت المدينة الثانية لا تزيد عن المليون نسمة إلا قليلاً ، وهو ما يجعل تطبيق القاعدة في هذه الدول النامية ، وما شابهها في الظروف أمراً بعيداً عن الصدق ، بمعنى أن الهيمنة الحضرية urban dominance أكثر ظهوراً في البلاد النامية ، إذ أن هذه الفجوة في نفس الدراسة بين نيويورك كمدينة أولى والثانية وهي لوس أنجلس كانت أقل (۱۱ (۵) مليون مقابل 7 مليون (1978:42) (King & Golledge . كذلك لوحظ من ناحية أخرى أن الولايات المتحدة تحوى المزيد من المدن متوسطة الحجم أكثر مما يوجد في المكسيك ، وحسب زيف ، فإن المحلات العمرانية إذا طبقت هذه القاعدة عليها في إقليم معين ووقعت رتب وأحجام هذه المحلات على الورق باستخدام - Double Logarith mic Graph فإن العلاقة ستبدو خطية مستقيمة وينحدر الخط باستمرار نحو المحلات الأصغر رتبة ممثلاً خطاً ينحدر بمقدار ٤٥ . والقاعدة في الحقيقة تصف الهيراركية الحضرية في نظام حضرى يحوى قليلاً من المدن الكبرى وعدد كبير من المدن متوسط الحجم ، وعدد أكبر من المدن صغيرة الحجم . وإذا قال البعض بأن القاعدة أكثر انطباقاً على مدن الدول المتقدمة والمدينة المهيمنة Primate city أكثر انطباقاً على مدن الدول النامية ، فالقول فيه بعض الحقيقة فقط ، لأن قاعدة المرتبة - الحجم تنطبق أحياناً على دول متقدمة مثل USA وألمانيا وسويسرا وإيطاليا وبلجيكا . ولكنها تنطبق لحد كبير أيضاً على دول نامية مثل البرازيل والصين والسلفادور وجنوب أفريقيا . كما أن المدينة المهيمنة تنطبق في دول متقدمة مثل النمسا والدانمارك واليابان والسويد وهولندا وأيضاً على دول نامية مثل سيريلانكا والدومنيكان . والمكسيك وبيرو وتايلاند . أما المدن التي تأتي في نظامها الحضري في موقع وسط بين نموذج القاعدة - الحجم والمدينة المهيمنة كما في 274-1996273 ,De Souza استراليا وكندا وباكستان (1) قانون المدينة الأولي The law of primate city : في بعض الدول تحظى المدينة الأولى والتي غالباً ما تكون العاصمة ، ناهيك عن سكان الحضر . ويتضح ذلك الوضع في الدول النامية بصورة كبيرة. ففى مصر والأرجنتين والعراق وبيرو وشيلي وكوريا الجنوبية والمكسيك وفنزويلا ، فإن فرداً من كل خمسة أفراد تقريباً يقطنون المدينة الأولى. وعادة ما تستأثر المدينة الأولى بما نسبته ما بين ثلث ونصف سكان الحضر (1996 (45) De وعموماً ، فأحد تعريفات المدينة الأولى، أنها المدينة الأكبر حجماً في الدولة ، ليس هذا فحسب ولكنها الأقوى تأثيراً ، وعادة ما تكون أكبر من ضعف حجم المدينة الثانية . ويرى بعض الباحثين أن المدينة الأولى عادة ما تقل حجماً وأهمية مع نمو الاقتصاد في الدولة ، لذا يناسب وضع المدينة الأولى مدن العالم الثالث. ويمكن القول أنه في فترة الاستعمار الأوروبي فإن الظروف آنذاك شجعت وعضدت مفهوم المدينة الأولى حين كانت المدينة الأولى عادة هي العاصمة والميناء في آن واحد في زمن الإمبراطوريات الاستعمارية الغاربة وقد صاغ مارك جيفرسون قانونه المسمى The law of Primate City وقال بأن المدينة الأولى ذات قدر كبير ليس فقط بمفهوم الحجم ولكن في تأثيرها القومي، الاقتصاد في الدولة ، كذلك مع زيادة حجمها السكاني ولاشك أن هناك عوامل تاريخية واقتصادية واجتماعية لعبت دورها في ظهور المدينة الأولى وهيمنتها ، والتي تهيمن عليها هذه المدينة الأولى لذا ، والمكسيك مع سيادة مجموعة كبيرة من المدن صغيرة الحجم ، وغياب المراكز الحضرية ذات الحجم المتوسط ، هذا الوضع كما سبقت الإشارة يرجع العوامل عديدة يضاف إليها حداثة التحضر في الدولة نوعاً ما . وهذا الوضع يختلف تماماً عما تبرزه قاعدة المرتبة - الحجم الأكثر انطباقاً على المدن في الدول المتقدمة . (۷) الهرم الحضري Urban Pyramid : ويعنى التعبير الشكل الذي يأخذه التراتب الحضرى إذا ما كان يمثل قاعدة المرتبة - الحجم أو ما إذا كان يمثل قانون المدينة الأولى . ولاشك أن الهرم الحضرى في الحالة الأولى سيكون أكثر تدرجاً وانقساماً دون فجوات واضحة عنه في الحالة الثانية (قانون المرتبة الأولى) إذ ، ستتضح الفجوة الواضحة بين المدينة الأولى وبين المدينة الثانية في التراتب . كذلك سيؤدى غياب المدن ذات المراتب المتوسطة في الحجم إلى عدم انتظام فى الهرم الحضرى ويزيد التعقيد في تمثيل الهرم الحضرى مع الزمن في الدول التي تنمو فيها بعض المدن ، بينما تضمحل بعضها الآخر كما في USA : Index of urban primacy) مؤشر الهيمنة الخضرية ) وهو مؤشر يمكن تطبيقه ببساطة في أية دولة أو منطقة جغرافية من خلال pl المعادلة التالية : مؤشر الهيمنة الحضرية . 2 حيث pl = سكان المدينة الأولى كبيرة الحجم . 2 - سكان المدينة الثانية في التراتب الحضري . ويعطي المؤشر دلالة على الهيمنة والأهمية كلما كان الناتج رقماً أكبر . ملايين نسمة ، وإذا كانت المدينة الثانية مليون فقط ، وخدمات أرقى . وعادة ما تكون وتيرة الهجرة الريفية - الحضرية في بلدان العالم النامي أكثر قوة وحجماً ، بينما تكون معتدلة في البلاد المتقدمة ، لوجود الخدمات بصورة متوازنة بين الريف والحضر من ناحية ،

الفصل الثالث والعشرون نماذج من التفاعل الحضري وضح من التحليلات سابقة الذكر ، ومن نظرية المكان المركزي ، أن المدينة الأكبر حجماً ووظائف تكون نظرياً أكثر جذباً إليها من المدن في المراكز الأصغر منها والأقل رتبة . ولكل مدينة إقليمها التابع أو منطقتها الرافدة ومجال نفوذها وقد نشط الجغرافيون في دراسة كيفية قياس التفاعل المتباين للمدن بينها وبين إقليمها من جانب، وبينها وبين بعضها من جانب آخر . (1) نموذج ريالي : ويعد نموذج ريالي Reilly Model أحد النماذج التي تحاول رسم الحدود بين إقليمي مدينتين والتي يمكن استنتاجها حسب ما سبق الحديث عنه في قانون جاذبية وتجارة التجزئة والذي يطبق حين لا تتوفر بيانات كافية عن المناطق التجارية الحضرية ، وهو تعديل القانون ريلي عن الجاذبية الذي يعود لبداية ثلاثينيات القرن العشرين الذي يحدد منطقة القطع التي عندها يرغب المتسوقون في الذهاب إلى إحدى المدينتين المتنافستين بدلاً من الأخرى والذي هو بلاشك نوع من التفاعل الحضري . (۲) الهجرة بين المدن : ومن أمثلة التفاعل بين المدن ، الهجرة من مدينة لأخرى ، مما أوجد ما يسمى بأماكن الهجرة أو حقل الهجرة Migration Field خاص بكل مدينة عادة ما يحتوى على مدن أصغر من المدينة المهاجر إليها . وفى دراسة لأكبر مائة مدينة في USA في خلال خمس سنوات ، اتضح أن المسافة عامل حاكم في عملية الهجرة ، وأن المدينة الكبيرة تستقطب معظم مهاجريها من المدن الأقرب إليها، وليست هذه قاعدة عامة ، فبعض المدن العملاقة مثل سان فرانسسكو تجلب مهاجريها من أماكن بعيدة للغاية . ووجد أن إقليم المدينة الأخيرة يمتد شمالاً حتى سيتيل» وشرقاً حتى دنفر ويتداخل مع إقليم لوس أنجلس للمهاجرين من الجنوب من سان دييجو & King وكمثال آخر فإن حقل الهجرة لمدينة نيويورك يشمل مدن نيوجرسي و ميامي ونيوارك وباترسون، وحقل الهجرة لمدينة شيكاغو يشمل مدن دافن بورت و جاری وانديانا بوليس وممفيس وميلوكي وبيوريا وسانت لويس وحقل الهجرة المدينة كليفلند يشمل مدن أكرون وتشارلستون و سينسيناتي كولومبس ودايتون وإيرى وجونزتون ويتسبرج وتوليدو ويانجستون . ويؤثر في حركة الهجرة عوامل الجذب والطرد Push-Pull Factors وقد سبق الحديث عن هذه العوامل المعروفة في ظاهرة الهجرة ، وتوفر الخدمات في المدن الأكبر . (۳) أنماط النقل الجوي : ومن أوجه التفاعل بين المدن نمط النقل الجوى والذي تهيمن فيه المراكز الأكبر حجماً على الأصغر ، وللدلالة على ذلك ، وجد أن أهمية مطارات بعض مدن USA من حيث عدد المغادرين وجملة عدد المسافرين تتجاوز أهمية حجمها السكاني كثيراً . ومع ذلك ، فالحجم السكاني هو مؤشر للأهمية والتفاعل الحضري. وفي دراسة أجريت في أوائل السبعينات وجد أن أكبر ثلاثة مدن في الولايات المتحدة وهي نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلس في عدد السكان هي أيضاً المدن الثلاثة المهمة في أهمية النقل الجوى . أما المدن التي تتجاوز أهميتها في النقل الجوى أهمية حجم سكانها فأهمها أتلانتا ودالاس فورت وورث ، وميامي. ووجد نوع من هيمنة المراكز الأكبر على الأصغر بالنسبة للسفر الجوى للمسافرين أخذاً في الاعتبار عدد خطوط الطيران التي تربط بين المدن . وهذا يخلق نوعاً من الهيراركية لمراكز السفر الجوى ، ففي إحدى الدراسات عن ذلك ، وجد أن شيكاغو تحرز المرتبة الأولى في السفر الجوى (الداخلي) وتأتى على رأس قائمة التراتب ، بينما تأتى بتسبرج في المرتبة العاشرة وسيتل في المرتبة العشرين ولاس فيجاس في المرتبة الخامسة والعشرين . وشكل (٥٠) يوضح كثافة خطوط الطيران وعلاقتها بالمدن المهمة . (٤) الاتصالات الهاتفية : تعد من أهم أوجه قياس التفاعل بين المدن وقياس حجم هذه الاتصالات مؤشراً على أهمية المدينة وهيمنتها Dominance على غيرها . وليس صحيحاً دائماً أن مدينتين بنفس الحجم السكاني تكون لكل منها نفس الدرجة من المركزية . لذا فإن مفهوم المركزية Centrality درس في جغرافية المدن للتمييز بين حجم المدينة وبين أهميتها کمکان مرکزى . وأصبح حجم المكالمات الهاتفية مؤشرا على المركزية مع ملاحظة أن الوضع حين أجرى كريستار دراسته كان غيره اليوم ، فقد كان عدد الهواتف الخاصة جد محدود منذ نحو سبعين عاماً ، الأعمال التجارية مما أوحى له بأن ذلك يوضح مركزية المدينة, 106 : 1980) (Hartshom . واليوم، ومع انتشار الهواتف المحمولة، نماذج أخرى من التفاعل الحضري : هناك صور أخرى من التفاعل بين المدن منها حجم التجارة للجملة والتجزئة الخاصة بكل مدينة ، والصحف اليومية . وكما وضح من موضوع المركزية اعتماداً على عدد المكالمات ، فإن ذلك المعيار اليوم يصبح أقل أهمية من معيار التجارة . ومن أوجه التفاعل الحضرى الأخرى ما يتصل بانتشار المعلومات - Diffusion of Information وخاصة في العصر الذي نعيش فيه الآن وهو بحق عصر المعلومات ، وبعد توافر شبكة المعلومات الدولية وما إلى ذلك ربما يتاح الحصول على المعلومات بصورة تقلل من أهمية المدن الكبرى التي كانت تعد مهيمنة في ذلك . والآن يمكن لأي شخص في أصغر قرية ، الحصول على ما يريد وهو في مكانه الأزياء والأفكار التحررية أو التغييرات التكنولوجية وغير ذلك ، والتي عادة ما يكون توسعها من خلال عملية الانتشار الهيراركي ، أي من المدن الأكبر إلى الأقل حجماً ، ولكن هذا هو إحدى وسائل الانتشار وتبقى وسيلتان آخريتان ، الأولى من خلال ما يسمى عملية العدوى أما الثانية فتتم أفقياً بين مراكز العمران ذات المستوى الواحد في فترة واحدة زمنية ، ثم بعد ذلك من خلال الانتشار الهيراركي أو من خلال عملية العدوى أو الانتشار النقلي & 295-293 : 1,1978 King) . Golledge) ويتضح من التحليل سابق الذكر ، وجود روابط قوية بين المدن يتحكم فيها الحجم والمسافة بين كل مدينتين من حيث الفرص الاقتصادية ومعدلات النمو المحلية والإقليمية ، وهذه الروابط تزيد من فهمنا للنظام الحضرى ، وليس فقط معرفة أين ولماذا توجد المدن . وفي هذا المجال ، لا يجب إغفال الجانب البشرى والفردى لأن هذه العلاقات الحضرية وجدت لخدمة البشر أساساً ، لذا ، زاد الاهتمام حالياً بالجوانب السلوكية والنظرة الذاتية Subjective images والتي يمكن الحصول عليها من خلال دراسات مسحية ودراسات موسعة لمعرفة لماذا تتفاعل مدن بعينها بدرجة أكبر من غيرها . وهنا فقط يمكن معرفة كيف وإلى أى درجة تخدم النظم الحضرية السكان . (۵) قاعد المرتبة - الحجم : Rank - size rule قاعدة تعبر عن مدى الانتظام الإحصائي في أحجام المدن وتوزيعها في الأقاليم (1998 ,Knox & Marston) وقد لاحظ العلماء علاقة حجم المدينة بمرتبتها مبكراً كما يشير نورثام منذ سنة ١٩١٣ بواسطة Auerbach ، ولكن زيف Zipf هو الذي صاغ هذه العلاقة في دراسته عن السلوك الإنساني ومبدأ الجهد الأقل سنة ١٩٤٩ . حيث Pr سكان مدينة من المرتبة : ، Pi سكان المدينة الأكبر المدينة الأولى هي مرتبة مدينة معينة . وهكذا ترتب مدن الإقليم تنازلياً في الرتب من حيث الحجم السكاني ، فالمدينة الرابعة مثلاً يكون سكانها ربع حجم سكان المدينة الأولى . وكمثال فإن مدينة حجم سكانها ۱۰۰۰, فإن المدينة الثانية سيكون بها ۵۰۰۰۰۰ نسمة الحجم على المرتبة ۱۰۰۰۰۰۰ + ۲ – ٥۰۰۰۰۰) والثالثة ستؤوى ۳۳۳۳۳۰ نسمة وهكذا ، فالقاعدة لاتعين سوى مدينة واحدة لكل مرتبة ، وبطبيعة الحال فحتى من غير المعقول أن نجد مدينتين أو أكثر بكل منها نفس الحجم السكاني بالضبط ، وخاصة في المدن الكبرى . وقد حاول جغرافيون عديدون تطوير هذه القاعدة مثل بریان ، وبرى ، وويليام وجارسون سنة 1958 (101 :1975-103 ,Northam) وبتطبيق القاعدة على مدن USA والمكسيك نجد أن هناك فجوة كبيرة بين مدينة المكسيك العاصمة وثانى مدينة بها وهي جواد الاجاراء عند تطبيق الدراسة سنة ١٩٧٣ ، فبينما اقتربت المدينة العاصمة من سبعة ملايين نسمة آنذاك كانت المدينة الثانية لا تزيد عن المليون نسمة إلا قليلاً ، وهو ما يجعل تطبيق القاعدة في هذه الدول النامية ، وما شابهها في الظروف أمراً بعيداً عن الصدق ، بمعنى أن الهيمنة الحضرية urban dominance أكثر ظهوراً في البلاد النامية ، إذ أن هذه الفجوة في نفس الدراسة بين نيويورك كمدينة أولى والثانية وهي لوس أنجلس كانت أقل (۱۱ (۵) مليون مقابل 7 مليون (1978:42) (King & Golledge . كذلك لوحظ من ناحية أخرى أن الولايات المتحدة تحوى المزيد من المدن متوسطة الحجم أكثر مما يوجد في المكسيك ، ويدل ذلك على أن تطبيق القاعدة في الدول المتقدمة والتامية يعطى نتائج مختلفة . وحسب زيف ، فإن المحلات العمرانية إذا طبقت هذه القاعدة عليها في إقليم معين ووقعت رتب وأحجام هذه المحلات على الورق باستخدام - Double Logarith mic Graph فإن العلاقة ستبدو خطية مستقيمة وينحدر الخط باستمرار نحو المحلات الأصغر رتبة ممثلاً خطاً ينحدر بمقدار ٤٥ . والقاعدة في الحقيقة تصف الهيراركية الحضرية في نظام حضرى يحوى قليلاً من المدن الكبرى وعدد كبير من المدن متوسط الحجم ، وعدد أكبر من المدن صغيرة الحجم . وإذا قال البعض بأن القاعدة أكثر انطباقاً على مدن الدول المتقدمة والمدينة المهيمنة Primate city أكثر انطباقاً على مدن الدول النامية ، فالقول فيه بعض الحقيقة فقط ، لأن قاعدة المرتبة - الحجم تنطبق أحياناً على دول متقدمة مثل USA وألمانيا وسويسرا وإيطاليا وبلجيكا . ولكنها تنطبق لحد كبير أيضاً على دول نامية مثل البرازيل والصين والسلفادور وجنوب أفريقيا . كما أن المدينة المهيمنة تنطبق في دول متقدمة مثل النمسا والدانمارك واليابان والسويد وهولندا وأيضاً على دول نامية مثل سيريلانكا والدومنيكان . والمكسيك وبيرو وتايلاند . أما المدن التي تأتي في نظامها الحضري في موقع وسط بين نموذج القاعدة - الحجم والمدينة المهيمنة كما في 274-1996273 ,De Souza استراليا وكندا وباكستان (1) قانون المدينة الأولي The law of primate city : في بعض الدول تحظى المدينة الأولى والتي غالباً ما تكون العاصمة ، بنسبة كبيرة من سكان الدولة ، ناهيك عن سكان الحضر . ويتضح ذلك الوضع في الدول النامية بصورة كبيرة. ففى مصر والأرجنتين والعراق وبيرو وشيلي وكوريا الجنوبية والمكسيك وفنزويلا ، فإن فرداً من كل خمسة أفراد تقريباً يقطنون المدينة الأولى. وعادة ما تستأثر المدينة الأولى بما نسبته ما بين ثلث ونصف سكان الحضر (1996 (45) De وعموماً ، فأحد تعريفات المدينة الأولى، أنها المدينة الأكبر حجماً في الدولة ، ليس هذا فحسب ولكنها الأقوى تأثيراً ، وعادة ما تكون أكبر من ضعف حجم المدينة الثانية . ويرى بعض الباحثين أن المدينة الأولى عادة ما تقل حجماً وأهمية مع نمو الاقتصاد في الدولة ، لذا يناسب وضع المدينة الأولى مدن العالم الثالث. ويمكن القول أنه في فترة الاستعمار الأوروبي فإن الظروف آنذاك شجعت وعضدت مفهوم المدينة الأولى حين كانت المدينة الأولى عادة هي العاصمة والميناء في آن واحد في زمن الإمبراطوريات الاستعمارية الغاربة وقد صاغ مارك جيفرسون قانونه المسمى The law of Primate City وقال بأن المدينة الأولى ذات قدر كبير ليس فقط بمفهوم الحجم ولكن في تأثيرها القومي، وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية وغير ذلك, الاقتصاد في الدولة ، كذلك مع زيادة حجمها السكاني ولاشك أن هناك عوامل تاريخية واقتصادية واجتماعية لعبت دورها في ظهور المدينة الأولى وهيمنتها ، وأهم ما يحيط بمفهوم المدينة الأولى هو عدم التناسب الواضح - Dis proportionate بين المدينة الأولى وبقية المراكز الحضرية في الإقليم ، والتي تهيمن عليها هذه المدينة الأولى لذا ، والمكسيك مع سيادة مجموعة كبيرة من المدن صغيرة الحجم ، وغياب المراكز الحضرية ذات الحجم المتوسط ، هذا الوضع كما سبقت الإشارة يرجع العوامل عديدة يضاف إليها حداثة التحضر في الدولة نوعاً ما . وهذا الوضع يختلف تماماً عما تبرزه قاعدة المرتبة - الحجم الأكثر انطباقاً على المدن في الدول المتقدمة . (۷) الهرم الحضري Urban Pyramid : ويعنى التعبير الشكل الذي يأخذه التراتب الحضرى إذا ما كان يمثل قاعدة المرتبة - الحجم أو ما إذا كان يمثل قانون المدينة الأولى . ولاشك أن الهرم الحضرى في الحالة الأولى سيكون أكثر تدرجاً وانقساماً دون فجوات واضحة عنه في الحالة الثانية (قانون المرتبة الأولى) إذ ، ستتضح الفجوة الواضحة بين المدينة الأولى وبين المدينة الثانية في التراتب . كذلك سيؤدى غياب المدن ذات المراتب المتوسطة في الحجم إلى عدم انتظام فى الهرم الحضرى ويزيد التعقيد في تمثيل الهرم الحضرى مع الزمن في الدول التي تنمو فيها بعض المدن ، بينما تضمحل بعضها الآخر كما في USA : Index of urban primacy) مؤشر الهيمنة الخضرية ) وهو مؤشر يمكن تطبيقه ببساطة في أية دولة أو منطقة جغرافية من خلال pl المعادلة التالية : مؤشر الهيمنة الحضرية . 2 حيث pl = سكان المدينة الأولى كبيرة الحجم . 2 - سكان المدينة الثانية في التراتب الحضري . ويعطي المؤشر دلالة على الهيمنة والأهمية كلما كان الناتج رقماً أكبر . ففي حالة دولة يصل سكان مدينتها الأولى ، ١٠ ملايين نسمة ، وسكان المدينة الثانية . ملايين نسمة ، يكون مؤشر الأهمية الحضرية ۱۰ - ۵ - ۲ ، وإذا كانت المدينة الثانية مليون فقط ، يكون مؤشر الأهمية الحضرية - ه . أفضل ، وخدمات أرقى . وعادة ما تكون وتيرة الهجرة الريفية - الحضرية في بلدان العالم النامي أكثر قوة وحجماً ، بينما تكون معتدلة في البلاد المتقدمة ، لوجود الخدمات بصورة متوازنة بين الريف والحضر من ناحية ، ولحالة التشبع Saturation التي وصلتها معظم المدن في الدول المتقدمة ، ووصول درجة الحضرية المستويات عالية