لخّصلي

"ستعيش الأجيال القادمة في عالم يختلف تماماً عن ذاك الذي اعتدنا عليه، لذا فمن الضروري أن نعدّ أنفسنا وأولادنا لذاك العالم الجديد" – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

احتفالاً بالذكرى المئوية لميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، القائد المؤسس لدولة الإمارات، تمت تسمية عام 2018 "عام زايد"، حيث تم الاحتفاء بهذه المناسبة التاريخية عبر العديد من الفعاليات والمبادرات، تخليداً لإرثه وتدعيماً للمبادئ والقيم التي جسّدها.

لعب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دوراً محورياً في اتحاد الإمارات السبع وتم اختياره ليكون الرئيس الأول للدولة، والتي شهدت خلال فترة حكمه تحولاً هائلاً - من بدايات متواضعة إلى تبوأ مكانة عالمية رائدة كإحدى الدول الأكثر تأثيراً على مستوى العالم.

لقد كان الشيخ زايد رحمه الله قائداً فذاً، جسّد خصالاً طيبة مثل الوحدة والانفتاح في منطقة تحيطها الصراعات، وكان رمزاً للكرامة والسلام والرؤية الثاقبة، تاركاً وراءه إرثاً من المعاني السامية المتمثلة في التسامح والمساواة والإحسان والعطاء، والتي كان لها أثر طيب على الإمارات وساكنيها.

إنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
تأسيس الاتحاد

قام الشيخ زايد بتأسيس اتحاد الإمارات، وذلك بفضل رؤيته المتطلعة إلى المستقبل، وإدراكه لأهمية تعاون أبوظبي مع الإمارات الأخرى من أجل تحقيق الرخاء. وعليه، فقد التقى بالشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، ومن ثم عقد العديد من اللقاءات وجلسات التشاور المتعاقبة مع حُكام الإمارات كافة. وفي يوم 2 ديسمبر 1971 تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة وكانت تضم ست إمارات هي أبوظبي وعجمان ودبي والفجيرة والشارقة وأم القيوين، وانضمت لها رأس الخيمة رسمياً في 11 فبراير 1972.

مشاريع الإنماء والبناء

تم تنفيذ العديد من المشاريع الإنمائية والخدمية تحت قيادة الشيخ زايد، أدت جميعهاً إلى إحداث تحول جذري في الإمارات. ففي أبوظبي، على سبيل المثال، تم تخصيص أكثر من 162 مليار درهم لإنجاز تلك المشاريع بين عامي 1968 و 2002. تضمنت الأعمال إنجاز المشاريع السكنية ومشاريع البنية التحتية للرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى إنشاء الشوارع والجسور وشبكات النقل والاتصالات ومرافق الكهرباء والماء. وقد كانت تلك المبادرات أساسية في تحقيق رؤية الشيخ زايد لبناء وطن حديث معاصر ولتوفير حياة كريمة لساكني دولة الإمارات.

العمل الإنساني

شارك الشيخ زايد في العديد من الأعمال الخيرية والإنسانية داخل الإمارات وخارجها، وقد قام بتخصيص ما يزيد عن 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000 لتقديم المنح والقروض والمساعدات المالية. وخلال فترة حكمه، أصبحت دولة الإمارات في صدارة الدول المانحة للمساعدات الخارجية، إلى جانب اهتمامها الكبير بتحقيق الرفاه لمواطنيها.

تمكين المرأة الإماراتية

كما يُعد تمكين المرأة الإماراتية – اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا وثقافياً – من أهم إسهامات الشيخ زايد رحمه الله، لا سيما لإدراكه واعتزازه بإنجازات المرأة الإماراتية في شتى المجالات والقطاعات. كما التزم أيضاً بتوفير فرص متكافئة وتقديم الدعم اللازم لتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، وتحسين قدراتها، وصقل مهاراتها في مختلف الميادين، وتعزيز دورها في المجتمع، بما ينعكس إيجاباً على نماء وتطور الإمارات.

الاستثمار في البشر

كان الشيخ زايد رحمه الله يؤمن بأن الثروة الحقيقية يُمكن تحقيقها ليس فقط مادياً، ولكن بالاستثمار في مواهب وقدرات الإماراتيين. وقد تعهد بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وإثراء أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي، تمكينهم من بناء مستقبل عظيم للإمارات. وقد استعان الشيخ زايد بكافة الموارد المتحصلة من عائدات البترول لتنفيذ كبرى المشاريع الإنمائية ولإطلاق العديد من المبادرات التي أسهمت في تحسين حياة الكثيرين وفي بناء دولة عظيمة.

مبادرات عام الشيخ زايد

أطلقت وزارة الاقتصاد مختلف المبادرات ولعبت دوراً محورياً في تنفيذ الأنشطة التي تحتفي بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد المؤسس لدولة الإمارات. تمثّل ذلك في تنظيم "يوم زايد للعمل الإنساني"، تعبيراً عن الامتنان والعرفان لإسهاماته العظيمة، حيث سلّطت الفاعلية الضوء على إنجازات الشيخ زايد رحمه الله التي أوصلت الإمارات إلى المكانة العالمية التي تتمتع بها اليوم.

كما قامت الوزارة أيضاً بتوزيع نسخ من كتاب "والد الأمة – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" على موظفيها، بالتزامن مع "عام الخير"، والذي يرصد أبرز الأقوال والكلمات المأثورة لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه.