لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

على السقوف رسوم هندسية عتيقة. تتصدر القاعة منصّة تشبه خشبة المسرح. تتوسطها منضدة عالية مستطيلة الشكل. ومن أعمار مختلفة يملأ القاعة في مواجهة المنصة”. القاضي : بعد أن يسود الصمت، بمهمة محاكمة عدد من الإرهابيين قاموا بأعمال إجرامية فوق الأراضي الألمانية. نأمل مساعدتكم لنا في مهمتنا بالتزام الصمت واتبّاع النظام. ثم يتوجه ببصره وخطابه إلى من في القفص، نضال : (شاب أسمر. حاد النظرات صارم القسمات)
القاضي : قل لي كيف وصلت إلى ميونيخ أيها السيد؟
أو. القاضي : (متأففاً، عمري كله. نضال : أبداً. لو لم تكن سوى سلحفاة لوصلت في ربع هذه المدة. نضال : ما ذنبي إذن، القاضي : ما دمت حريصاً على قول الحقيقة. وليسوا عصابة. القاضي : (بسخرية) لعلهم ملائكة إذن. أعدادهم. حركات تنم عن الاستياء لدى هيئة المحكمة)
يا لك من ماكر. محامي الدفاع : (يستأذن للكلام)
ورفاقه. القاضي : (في حدّة) المحكمة تعرف جيداً حدود صلاحياتها. يا سيدي، نتشكلّ، نضال : لو كانت هناك عدالة على وجه هذه الأرض لكان ذلك هو الأجدر أن يحدث. نضال : (مقاطعاً وبسخرية) الموقرة. القاضي : يمكنك أن تتكلم الآن
نضال : هل تريدني حقاً أن أتكلم؟ وأن أقول ما أريد قوله؟
القاضي : (ينظر إلى الجمهور مستنجداً) أتسمعون. بلا شك، أولاً. وعاشراً. نضال : هي مأساة. القاضي : (يضحك في سخرية) أسمعتم. ! أليس عجيباً هذا حقاً. يا سيادة القاضي، !
بعد أن أصممتم آذانكم عن سماع أصواتنا. يصدر عنكم. القاضي : نحن نعرف هذه القصة القديمة على أية حال. نضال : بل أنتم تجهلونها تماماً. لم يكن عنها. نضال : أعني أن ما كتب عنها لم يكن عنها إطلاقاً. ثم تقفون منا هذه المواقف المتحيزة. هو الذي أوقعنا دائماً في حبائل الشر ومكائد الأشرار. نضال : لو لم نحسن الظن بكم -مثلاً- لما كنا وقعنا في هذا الموقف. كل شيء كان مرسوماً بإحكام من قبلكم للغدر بنا. وطوال الوقت الذي كنا نتحلى فيه بسوء الظن فيمن حولنا، كانت الأمور تسير على نحو جيد. ثم كان ما كان. أنت مجرم خطير. نضال : (ساخراً ومطلقاً قهقهة عالية) أليس مضحكاً هذا الإستنتاج يا سيدي؟
أنني لم أحرق إنساناً في فرن للغاز. أصحاب الشأن. على أية حال لم نكن نحن طرفاً في هذا. القاضي : ولكن ذلك حدث في العهد النازي. نضال : يسعدني أن المحكمة تعرف تاريخها جيّداً!
القاضي : ونحن ندين ذلك العهد. نضال : وما جدوى ذلك؟ نحن خير من يعرف جدوى الإدانة والشجب والإستنكار. فهذه جميعاً لم توقف الجاني يوماً عن مواصلة ممارساته الإجرامية. القاضي : هذا شأنكم أنتم. ومعنا أشقاؤنا. ثم ماذا. القاضي : لا تحسبنَّ العدالة تعفي الجناة، أو تغفر لهم ما صنعت أيديهم. نضال : ولكن ها هم يسرحون ويمرحون. ويقترفون المزيد من الخطايا والجرائم. فأين الحساب؟ بل أنت تشدون أزرهم. القاضي : إنك لقاتل. القاضي : ولم تُضعها أنت حينما سنحت لك. أن تلك الشعرة اهتزت أو لم تهتز. كثقتي بأنكم قتلتم الرياضيين عن عمد. أما نحن فلن ننسى كيف حدث التواطؤ لأننا نحن الذين ندفع الثمن. القاضي : ألا تجلس مكاني يا هذا؟ يبدو وكأنه هو الذي يحاكمنا. الفتاة : ولكنكم، وتكاد تحدث مشاجرة بين مؤيد للفتاة ومعارض)
صمتاً. أنتم مثلاً، تعتذرون بأرق عبارة إذا لمس أحدكم طرف رداء آخر عن غير قصد. ثم أنتم أنفسكم، ألا تذكرون. أبيدت المدينتان عن بكرة أبيهما وفي اللحظة ذاتها كان (ترومان) الآمر بقصفهما يتناول إفطاره (الحضاري) وبالطريقة الحضارية. أليست هذه حضارتكم. آ آ. نضال : (ضاحكاً) من يعرف الخوف لا يحظى بشرف الوقوف هنا. نضال : من وجهة نظر محددة. القاضي : (بتودد زائد) ليتفضل النائب العام. تفضل يا سيد جاكوب. النائب العام : هذا المتهم الماثل أمامكم ما فتئ يراوغ ويراوغ، في محاولة بارعة للسخرية من هيئة المحكمة الموقرة. وينبغي أن يسدل عليها ستار النسيان إذ هو يتحدث عن شعب لم يعد له وجود. وهو (ثانياً) يتكلم وكأنه ندّ للسادة أعضاء هيئة المحكمة. يحاورهم ويداورهم ليس كمتهم يقف أمامها ليقدم حساباً عن جريمته. رياضيون. أيها السادة. الألعاب الأولمبية. تصوروا الألعاب الأولمبية. لقد أقدم هذا وزمرته على فعلتهم النكراء، وإفساد لحظات المتعة والسعادة التي كانوا ينعمون بها أمام أجهزة التلفزيون في أسرَّتهم الوثيرة. جاءوا وكأنهم القدر الصاعق على غير انتظار، فقلبوا سعادة الملايين إلى كدر حقيقي. فيما لقي أبناؤنا حتفهم. بل وعدم السماح للمتهم بالكلام أصلاً، وليصدر الحكم العادل بحقه. ترمقه نظرات الجمهور بين مستحسن ومستهجن)
فهي التي عمدت، لا أساس لها من الصحة، ولا سند لها من الواقع والحقيقة. ولمن ينتمي هذا الكائن الواقف أمامكم ورفاقه؟ هل هبط علينا من كوكب المريخ أو عطارد. أم تراه جاء من العدم، خلافاً لنظرية (لافوازيه). وأن تكون هذه المحكمة والأسباب المنعقدة من أجلها قائمة. ؟ وأما (كدر) الملايين أيها السادة، وأما (السعادة) التي قطعت على أصحاب (السعادة) فتلك أمور لا شأن لهذه المحكمة ببحثها، فلنقل بأن (سعادة) تلك الملايين التي قطعت للحظات يقابلها (شقاء) متصل لملايين أخرى تعيش مأساة رهيبة منذ سنين عديدة. فكيف يتأتى لنا أن نطالب هذه الأخيرة بدورها، أن تأبه لسعادة غيرها. ؟ لماذا يجب أن يهمها ذلك؟ ألا ترون أنها معادلة صعبة؟ وإذا كنتم، لأنه أحد معالمها فذلك هو المؤرخ “تويبني” الذي يقول بأن على كل فرد غربي أن يكون مستعداً لدفع قطرات من دمه، تكفيراً عما لحق بالفلسطينين من غبن وأذى، لأنه -ذلك الغربي- ينتمي إلى الأمم التي أسهمت في صنع مأساتهم. وهو لم يصنع شيئاً ولو برفع صوته استنكاراً. إن أولئك الذين استهجنوا أن تقطع عليهم متعتهم للحظات، هم أنفسهم الذين تجاهلوا شقاء أولئك دهراً بطوله، ناهيكم عمن أسهم في صنعه من بينهم. والجمهور هنا (ملتفتاً نحو الجمهور مشيراً بيديه) أيضاً في مغزى طلبه منع موكلي من الكلام. مطالبين بحرية الكلام للجميع. ولكنهم قلة، مؤيدين مطلب النائب العام). القاضي : (يطالب بالصمت والتقيد بالنظام) أطالب السيد محامي الدفاع بالتزام الموضوعية، ثم موجهاً كلامه إلى نضال)
نضال : سأتكلم. أي عما سبق الأحداث الأخيرة. القاضي : (يزم ما بين حاجبيه. عمّ تتحدث. إذن لأقول بأن المقدمات تعطي نتائج من نوعها. منذ البدايات. القاضي : ليس وقتك أنت الذي يهمّ. هذا إذا كنتم تبحثون عنها. نضال : يا سيادة القاضي إننا نحن المتخلفون -كما تروننا على الأقل- لانعالج الأمور بمثل هذه السطحية.


النص الأصلي

في مدينة ميونيخ:
عالية الجدران. على السقوف رسوم هندسية عتيقة. تتصدر القاعة منصّة تشبه خشبة المسرح. تتوسطها منضدة عالية مستطيلة الشكل. وعن شمال النائب العام. من الجنسين، ومن أعمار مختلفة يملأ القاعة في مواجهة المنصة”. القاضي : بعد أن يسود الصمت، تقوم هذه المحكمة، أيها السيدات والسادة، بمهمة محاكمة عدد من الإرهابيين قاموا بأعمال إجرامية فوق الأراضي الألمانية. تجاه رياضيين أبرياء، نأمل مساعدتكم لنا في مهمتنا بالتزام الصمت واتبّاع النظام. يصمت قليلاً، ثم يتوجه ببصره وخطابه إلى من في القفص، من منكم هو نضال. نضال : (شاب أسمر. حاد النظرات صارم القسمات)
القاضي : قل لي كيف وصلت إلى ميونيخ أيها السيد؟
نضال : ليس مهماً كيف وصلت. هاه. كيف أتيت إلى ميونيخ؟ ومتى. فما أهمية كيف ومتى؟؟
أنا أم أنت؟
أو سيراً على الأقدام. أو. القاضي : (متأففاً، نضال : (يصمت برهة. تشرد نظراته بعيداً. استغرقت الرحلة، يا سادة، عمري كله. ينظر أعضاء هيئة المحكمة بعضهم إلى بعض في دهشة. ومعظم النظارة في القاعة)
القاضي : هل تسخر منّا أيها السيّد؟
نضال : أبداً. لو لم تكن سوى سلحفاة لوصلت في ربع هذه المدة. وابتهاج على وجه النائب العام)
نضال : ما ذنبي إذن، القاضي : ما دمت حريصاً على قول الحقيقة. قل لنا من هم بقية أفراد العصابة. وليسوا عصابة. القاضي : (بسخرية) لعلهم ملائكة إذن. هم أصحاب وطن يطالبون به ويعملون من أجل استعادته. القاضي : حسناً. أسماؤهم. أعدادهم. حركات تنم عن الاستياء لدى هيئة المحكمة)
القاضي : (يطرق على المنصة. ثم بنبرة غاضبة)
يا لك من ماكر. محامي الدفاع : (يستأذن للكلام)
لا أعتقد أنه من صلاحيات محكمتكم الموقرة محاكمة أحد سوى المتهم الواقف أمامها. ورفاقه. القاضي : (في حدّة) المحكمة تعرف جيداً حدود صلاحياتها. ثم موجّهاً كلامه إلى نضال) تكلم أنت. يا سيدي، القاضي : أنت الذي لا يريد أن يتكلم. يا سيادة القاضي؟
القاضي : وقتنا بالطبع. ولكن لا إنه لم يكن ضائعاً. نتشكلّ، نضال : لو كانت هناك عدالة على وجه هذه الأرض لكان ذلك هو الأجدر أن يحدث. نضال : (مقاطعاً وبسخرية) الموقرة. القاضي : يمكنك أن تتكلم الآن
نضال : هل تريدني حقاً أن أتكلم؟ وأن أقول ما أريد قوله؟
القاضي : (ينظر إلى الجمهور مستنجداً) أتسمعون. نضال : إذن عليك أن تسمعني. ببعض من التضحية من وقتك. وأن صبرنا سوف ينفد، بلا شك، قبل أن تفرغ من سرد حكايتك. نضال : هي ليست حكاية. أولاً. القاضي : (في حنق شديد) وثانياً. وثالثاً. ورابعاً. وعاشراً. القاضي : (مقاطعاً) ما هي إذن؟ قل ما هي أيها السيد؟
نضال : هي مأساة. القاضي : (يضحك في سخرية) أسمعتم. ؟ إنهم يعرفون التراجيديا وآداب الإغريق. ! أليس عجيباً هذا حقاً. القاضي : (يضرب كفاً بكف) ويعرف الأوديسا والالياذة. نضال : معذرة، يا سيادة القاضي، إذا كان ذلك تطفلاً على آدابكم. !
بعد أن أصممتم آذانكم عن سماع أصواتنا. ونحن عشنا زمناً وما زلنا نعيش أحداث القصة التي يضايقكم سماعها (مجرد سماعها) ولدقائق معدودة. إلى هذا الحد، يصدر عنكم. القاضي : نحن نعرف هذه القصة القديمة على أية حال. نضال : بل أنتم تجهلونها تماماً. القاضي : قرأنا عنها مجلدات. وملفات. وتقارير. لم يكن عنها. نضال : أعني أن ما كتب عنها لم يكن عنها إطلاقاً. نضال : ألا تقولون أن للعملة وجهين. المشوّه. أننا نعرفها. مثل ما تعرفونها أنتم. إن لم يكن أكثر. نضال : هذا أسوأ، على فرض صحته. إذ أنتم تعرفونها، ثم تقفون منا هذه المواقف المتحيزة. هو الذي أوقعنا دائماً في حبائل الشر ومكائد الأشرار. نضال : لو لم نحسن الظن بكم -مثلاً- لما كنا وقعنا في هذا الموقف. كل شيء كان مرسوماً بإحكام من قبلكم للغدر بنا. وطوال الوقت الذي كنا نتحلى فيه بسوء الظن فيمن حولنا، كانت الأمور تسير على نحو جيد. وللتو وقعنافيما وقعنا فيه من شراك غادرة لحظة أحسنَّا فيها ظننا. ثم كان ما كان. نضال : أعترف بماذا؟
أنت مجرم خطير. نضال : (ساخراً ومطلقاً قهقهة عالية) أليس مضحكاً هذا الإستنتاج يا سيدي؟
القاضي : إنه استنتاج في محله يا هذا. نضال : صدقني، يا سيدي، أنني لم أحرق إنساناً في فرن للغاز. القاضي : أتُعرَض بالمحكمة وبالشعب الألماني أيضاً؟
نضال : هم يقولون ذلك. أصحاب الشأن. على أية حال لم نكن نحن طرفاً في هذا. القاضي : ولكن ذلك حدث في العهد النازي. نضال : يسعدني أن المحكمة تعرف تاريخها جيّداً!
القاضي : ونحن ندين ذلك العهد. نضال : وما جدوى ذلك؟ نحن خير من يعرف جدوى الإدانة والشجب والإستنكار. فهذه جميعاً لم توقف الجاني يوماً عن مواصلة ممارساته الإجرامية. القاضي : هذا شأنكم أنتم. نضال : بلى والعالم معنا. لقد مكثنا ربع قرن. ومعنا أشقاؤنا. بل معنا أصدقاء كثيرون في هذا العالم يفعلون الشيء ذاته. ثم ماذا. القاضي : لا تحسبنَّ العدالة تعفي الجناة، أو تغفر لهم ما صنعت أيديهم. نضال : ولكن ها هم يسرحون ويمرحون. ويقترفون المزيد من الخطايا والجرائم. فأين الحساب؟ بل أنت تشدون أزرهم. القاضي : إنك لقاتل. القاضي : ولم تُضعها أنت حينما سنحت لك. نضال : لقد بكيت في أول مرة ذبحت فيها أرنباً. أن تلك الشعرة اهتزت أو لم تهتز. كثقتي بأنكم قتلتم الرياضيين عن عمد. أما نحن فلن ننسى كيف حدث التواطؤ لأننا نحن الذين ندفع الثمن. القاضي : ألا تجلس مكاني يا هذا؟ يبدو وكأنه هو الذي يحاكمنا. القاضي : (ناظراً إلى الجمهور في استهجان) هل شهد أحد منكم مثل هذه الوقاحة. الفتاة : ولكنكم، وتكاد تحدث مشاجرة بين مؤيد للفتاة ومعارض)
صمتاً. لنستأنف إجراءات المحكمة حسب القوانين المرعية. النائب العام : (يتكلم دون أن يُسأل) قلت يا سيدي للمتهم (إنها وقاحة. وهذا صحيح تماماً. ولكن الألم يتزايد في نبرات صوته)
هي وقاحة حقاً. ولكن حسب مفاهيمكم المغلوطة، ومدنيّتكم الزائفة. أنتم مثلاً، يا سيدي، تعتذرون بأرق عبارة إذا لمس أحدكم طرف رداء آخر عن غير قصد. ثم أنتم أنفسكم، لا لشيء إلا لأنه لا يملك قوة الرد. حضارتكم تسمح بإبادة مدينة بأسرها بما ومن فيها. ألا تذكرون. ؟ حدث ذلك. أبيدت المدينتان عن بكرة أبيهما وفي اللحظة ذاتها كان (ترومان) الآمر بقصفهما يتناول إفطاره (الحضاري) وبالطريقة الحضارية. بالشوكة والسكين. بل وهو يتحسس ربطة عنقه ليطمئن إلى أنها في مكانها الصحيح. وشكلها الملائم. أليست هذه حضارتكم. ؟ أليست. ولكن بجرأة غريبة تستحق عليها. آ آ. أليس كذلك؟
نضال : (ضاحكاً) من يعرف الخوف لا يحظى بشرف الوقوف هنا. في قفص الإتهام. نضال : من وجهة نظر محددة. نعم. القاضي : (بتودد زائد) ليتفضل النائب العام. تفضل يا سيد جاكوب. النائب العام : هذا المتهم الماثل أمامكم ما فتئ يراوغ ويراوغ، في محاولة بارعة للسخرية من هيئة المحكمة الموقرة. وينبغي أن يسدل عليها ستار النسيان إذ هو يتحدث عن شعب لم يعد له وجود. وهو (ثانياً) يتكلم وكأنه ندّ للسادة أعضاء هيئة المحكمة. يحاورهم ويداورهم ليس كمتهم يقف أمامها ليقدم حساباً عن جريمته. ثم هو (ثالثاً) يتحدث دون شعور بالمسؤولية أو إحساس بالذنب نحو الجريمة التي اقترفت يداه، مع عصابته الإرهابية بحق أبرياء لا ذنب لهم. رياضيون. أيها السادة. متابعاً بطريقة تمثيلية وكأنه يوشك على البكاء. وبصوت متهدّج) جاؤوا إلى هذا المكان من أرض الميعاد لكي يسهموا في مجهود حضاري (يشدد على هذه الكلمة حضاري) رفيع. الألعاب الأولمبية. تصوروا الألعاب الأولمبية. لقد أقدم هذا وزمرته على فعلتهم النكراء، وإفساد لحظات المتعة والسعادة التي كانوا ينعمون بها أمام أجهزة التلفزيون في أسرَّتهم الوثيرة. جاءوا وكأنهم القدر الصاعق على غير انتظار، فقلبوا سعادة الملايين إلى كدر حقيقي. فيما لقي أبناؤنا حتفهم. لذلك كله أرى أن تعمد المحكمة المبجلة إلى إسكات هذه المحاولات الطائشة. بل وعدم السماح للمتهم بالكلام أصلاً، وليصدر الحكم العادل بحقه. ترمقه نظرات الجمهور بين مستحسن ومستهجن)
محامي الدفاع : (يستأذن ليرد على النائب العام)؟
أرجو أن تلاحظ محكمتكم الموقرة أن النيابة العامة تحاول تضليلها. افتراء بفعله. فهي التي عمدت، في الواقع، إلى اتخاذ منبر المحكمة وسيلة لبث دعاية صهيونية مضللة. لا أساس لها من الصحة، ولا سند لها من الواقع والحقيقة. كقولها بأن موكلي يتحدث عن شعب لا وجود له. ولمن ينتمي هذا الكائن الواقف أمامكم ورفاقه؟ هل هبط علينا من كوكب المريخ أو عطارد. أم تراه جاء من العدم، خلافاً لنظرية (لافوازيه). وإذا لم يكن شعب فلسطين موجوداً، وأن تكون هذه المحكمة والأسباب المنعقدة من أجلها قائمة. ؟ وأما (كدر) الملايين أيها السادة، وأما (السعادة) التي قطعت على أصحاب (السعادة) فتلك أمور لا شأن لهذه المحكمة ببحثها، فلنقل بأن (سعادة) تلك الملايين التي قطعت للحظات يقابلها (شقاء) متصل لملايين أخرى تعيش مأساة رهيبة منذ سنين عديدة. وإذا كانت الملايين السعيدة لا تأبه لشقاء الملايين التعيسة، فكيف يتأتى لنا أن نطالب هذه الأخيرة بدورها، أن تأبه لسعادة غيرها. ؟ لماذا يجب أن يهمها ذلك؟ ألا ترون أنها معادلة صعبة؟ وإذا كنتم، لأنه أحد معالمها فذلك هو المؤرخ “تويبني” الذي يقول بأن على كل فرد غربي أن يكون مستعداً لدفع قطرات من دمه، تكفيراً عما لحق بالفلسطينين من غبن وأذى، لأنه -ذلك الغربي- ينتمي إلى الأمم التي أسهمت في صنع مأساتهم. وهو لم يصنع شيئاً ولو برفع صوته استنكاراً. إن أولئك الذين استهجنوا أن تقطع عليهم متعتهم للحظات، هم أنفسهم الذين تجاهلوا شقاء أولئك دهراً بطوله، ناهيكم عمن أسهم في صنعه من بينهم. والجمهور هنا (ملتفتاً نحو الجمهور مشيراً بيديه) أيضاً في مغزى طلبه منع موكلي من الكلام. فهذا مؤشر واضح على مدى تحقق الديمقراطية وشيوع الحرية في بلاد الحضارة الغربية. مطالبين بحرية الكلام للجميع. ولكنهم قلة، مؤيدين مطلب النائب العام). القاضي : (يطالب بالصمت والتقيد بالنظام) أطالب السيد محامي الدفاع بالتزام الموضوعية، كما لا بد أن أعلن أننا لا نوافق على ما ذهب إليه بشأن الحرية والديمقراطية والحضارة الغربية. ثم موجهاً كلامه إلى نضال)
نضال : سأتكلم. أي عما سبق الأحداث الأخيرة. فهذه الأحداث حصاد ذلك الزرع. القاضي : (يزم ما بين حاجبيه. عمّ تتحدث. نضال : (في شيء من التهكم) معذرة، إذن لأقول بأن المقدمات تعطي نتائج من نوعها. منذ البدايات. القاضي : لا تعنينا تلك البدايات الخاصة بك. القاضي : ليس وقتك أنت الذي يهمّ. هذا إذا كنتم تبحثون عنها. القاضي : الحقيقة البيّنة تقول /أنك وزملاءك هؤلاء أزهقتم أرواحاً بريئة. نضال : يا سيادة القاضي إننا نحن المتخلفون -كما تروننا على الأقل- لانعالج الأمور بمثل هذه السطحية. بل تقديسها. القاضي : سأتجاهل الكثير مما تهذي به. أسألك تحديداً: ألم تزهقوا تسعة أرواح بريئة عن عمد وسبق إصرار؟


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

FTIR Analysis W...

FTIR Analysis What is FTIR? Fourier Transform Infrared Spectroscopy, also known as FTIR Analysis or...

اهتصر هذا النص ...

اهتصر هذا النص قليلا : تتناول هذه الدراسة موضوعًا مهمًا حول التعرف على الطفل الموهوب وتنمية قدراته و...

عرف الأدب العرب...

عرف الأدب العربي رثاء المدن غرضًا أدبيافي شعره ونثره. وهو لون من التعبير يعكس طبيعة التقلبات السياسي...

عنترة بن شدّاد ...

عنترة بن شدّاد هو ابن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، وهو من أشهر الفرسان والشعراء العرب في العصر الج...

For centuries W...

For centuries Western education comprised the study of Greek and Latin and their surviving literary ...

Meristems The p...

Meristems The plant body that develops after germination depends on the activities of meristematic t...

Cats are famous...

Cats are famous for their elegant and self-reliant nature, which distinguishes them from other anima...

بليسي ضد فيرغسو...

بليسي ضد فيرغسون ، 163 الولايات المتحدة 537 (1896)بليسي ضد فيرغسون رقم 210 جادل في 18 أبريل 1896 تقر...

cylinders eithe...

cylinders either through direct mixing in the intake manifold with air or through injection directly...

Production/oper...

Production/operations management is the process, which combines and transforms various resources use...

LPG is a viable...

LPG is a viable alterna tive gaseous fuel (also known as ‘‘Auto gas’’) which is a gas product of pet...

وتتلخص مضمون هذ...

وتتلخص مضمون هذه النظرية في أن الشخص يجب أن يتحمل المسئولية في بعض الأحيان دون حاجة إلى إقامة الدليل...