لخّصلي

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
ژٿٿٹٹٹٹڤڤڤڤڦڦژ [آل عمران:102]. ژٱٻٻٻٻپپپپڀڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿٹ
ٹٹٹڤڤڤڤڦژ [النساء: 1]. ژۀہہہہھھھھےےۓۓڭ ڭڭڭ
ۇۇۆۆۈۈٷژ [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن خير الحديثكتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة
بدعةوكلبدعةضلالة،وكلضلالةفيالنار،وبعد:
أولا: مقدمات في علم العقيدة:
أولا: معنى العقيدة وأهميتها وخصائصها:
أ- معنى العقيدة لغة واصطلاحا: معنى العقيدة لغة: العقيدة على وزن فعيلة، بمعنى مفعولة، أي شيء معتقد، ومادة "عقد" تدور
بين عدة معان، منها: الربط والشد، والعهد، والملازمة، والتأكيد. 1- الربط والشد بقوة، يقال: َعَقَد الحب َل، يعِقده عقدا، إذا ربطه وشده بقوة. 2- العهد، يقال: بين هذه القبيلة وتلك عقد، أي: عهد، ومنه قوله تعالى: ژژژ
ڑڑکژ[المائدة: 1]؛ أي: أوفوا بالعهود التي أكدتموها. 3- الملازمة، يقال: عقد قلبَه على الشيء، أو عقد قلبُه الشيءَ إذا لزمه، ومنه ما جاء عن جرير
بن عبدالله قال: رأيت رسول الله  يلوي ناصية فرس بإصبعه، وهو يقول: «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم»(1)؛ أي: الخير ملازم لهاكأنه عُِقد عليها.
4- التأكيد، يقال: عقد البي َع، إذا أ َّكده، ومنه العقد المكتوب في البيع والإيجار وغيرهما، فإنه لم يكتب إلا بعد إيقاع البيع أو الإيجار أو الاستئجار وتأكيده.
معنى العقيدة اصطلاحا: الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه شك في المطالب الإلهية والنبوات وأمور
(1) أخرجه مسلم (ك: الإمارة، ح: 1872). 1

المعاد وغيرها مما يجب الإيمان به. والمراد بالمطالب الإلهية: الإيمان بالله في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته.
وكذلك يمكن تعريفها بلفظ: ما عقد الإنسان قلبه عليه من أمور الدين، ودان الله به.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في تعريف العقيدة اصطلاحا: (حكم الذهن الجازم؛ فإن
طابق الواقع فالعقيدة صحيحة، وإن خالف الواقع فالعقيدة فاسدة)(1). يلاحظ هنا: أن العقيدة تكون يقينية، ويكون محلها في القلب الذي ينعقد بها، وتكون متعلقة
بأمور الغيب، وتضم كل مسلمات الدين وأصوله وفرائضه وقطعياته، وتدخل فيه الفرائض وغيرها من جهة التسليم والاعتقاد بها، وليس من جهةكيفية العمل.
الرابط بين المعنى اللغوي والاصطلاحي: الارتباط بينهما ظاهر، لأن هذا الذي جزم بالشيء وصمم
عليه قد ألزمه قلبَه وشده بقوة بحيث لا يتفلت منه أبدا.
ب- أهمية العقيدة: الاعتقاد هو الأصل الذي ينبني عليه قبول الأعمال وصحتها، فأصول الدين: هي ما يقوم وينبي عليه الدين، والدين الإسلامي يقوم على التوحيد، ولذلك سمي علم التوحيد وعلم العقيدة بـ"علم أصول الدين". فلا مدخل إلى هذا الدين إلا من باب التوحيد، ومن يريد أن يدخله لا يجد له بابا ينفذ منه سوى باب التوحيد، فلو دخل أحد من غير هذا الباب فإنه ينفذ إلى دين آخر غير دين الإسلام، فهذا كله من حيث الجملة يدل على أهمية العقيدة، وفيما يلي بيان ذلك بشيء من
التفصيل، وهيكما يلي: 1- إن الله تعالى خلق هذا الكون من أجل تحقيق التوحيد بنوعيه: العلمي والعملي، قال
تعالى: ژڄڄڄڃڃڃڃچچچچڇڇڇڇڍڍڌڌڎڎڈ ڈژژ [الذاريات: ٥٦-٥8] فهذه الآيات تبين الجانب العملي المتعلق بالتوحيد، وهو إفراد الله وحده
بالعبادةكلها، وقال تعالى: ژئىئيبجبحبخبمبىبيتجتحتختمتى تيثجثم ثىثيجحجمحجحمخج خحخمژ [الطلاق: 12]، وهذه الآية فيها بيان للجانب
العلمي الاعتقادي المتعلق بالتوحيد، فهو سبحانه منفرد بأسمائه وصفاته وأفعاله كلها وليس له شريك في شيء من ذلك.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره: (ثم أخبر تعالى أنه خلق الخلق من السماوات السبع
ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن، وما بينهن، وأنزل الأمر، وهو الشرائع والأحكام الدينية التي أوحاها إلى رسله لتذكير العباد ووعظهم، وكذلك الأوامر الكونية والقدرية التي يدبر بها الخلق،كل ذلك
)1( شرح العقيدة السفارينية (ص: 7٥).
2
لأجل أن يعرفه العباد ويعلموا إحاطة قدرته بالأشياء كلها، وإحاطة علمه بجميع الأشياء، فإذا عرفوه بأوصافه المقدسة وأسمائه الحسنى وعبدوه وأحبوه وقاموا بحقه، فهذه هي الغاية المقصودة من الخلق والأمر: معرفة الله وعبادته).
2- العقيدة الصحيحة أساس الدين وأركان الإيمان: قال تعالى: ژچ چ چ ڇ ڇڇڇڍڍڌڌڎڎڈڈژژڑڑ کک ککگگگگ ڳڳژ[النساء: 13٦]، وقال النبي  في شرح الإيمان لما سأله
عنه جبريل  كما في حديث أبي هريرة  قال: كان رسول الله  يوما بارزا للناس، إذ أتاه رجل يمشي فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: »الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، ورسله، ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر...« الحديث(1). وفي حديث عمر بن الخطاب  أن رسول الله  قال: »...أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه،
ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت...«الحديث(2). 3- اتفاق الرسل على التوحيد والإيمان باليوم وغير ذلك من أبواب الاعتقاد: كان الرسل
يركزون دعوتهم على التوحيد، وكانوا يبدؤون دعوتهم بالتوحيد، قال تعالى: ژٱٻٻٻٻ پپپپڀڀڀ ڀٺٺژ[الأنبياء: 2٥]، وقال تعالى: ژڄڄڃڃڃ ڃچچچچڇژ [النحل: 3٦]، وكانوا يركزون على مسائل العقيدة من الإيمان باليوم الآخر وغيرها، قال تعالى لآدم وحواء عليهما السلام حين أنزلهما إلى الأرض: ژٺٺ ٺٺ ٿٿٿٿٹٹٹٹڤڤڤڤڦڦڦڦڄژ [الأعراف: 24 – 2٥] وقال نوح  وهو يجادل قومه ويبين نعم الله عليهم، كما أخبر الله عن ذلك فقال: ژچچڇڇڇڇڍڍڌڌڎ ژ [نوح: 17 - 18] وقال تعالى عن إبراهيم : ژئىئىیی ییئجئح ژ[الشعراء: 82] وقال تعالى عن شعيب : ژڻۀۀہہہہ ھھھھےےۓۓ ڭژ[العنكبوت: 3٦] وقال تعالى لموسى : ژٿٿٿٹٹٹٹ ڤڤ ڤژ[طه: 1٥] وقال تعالى عن عيسى : ژۀہہہہھھھھژ [مريم: 33 ] وقد أخبر الله عن خزنة جهنم بأنهم يحتجون يوم القيامة على الكفار بأن الرسل قد أنذرتهم اليوم الآخر فقال تعالى: ژڍڌڌڎڎڈڈژژڑڑککک
)1( أخرجه البخاري (ك: الإيمان، ح: ٥0، ك: التفسير، ح: 4777) وهذا لفظه؛ ومسلم (الإيمان، ح: 9).
)2( أخرجه مسلم (ك: الإيمان، ح: 8).
3
کگگگگڳڳڳڳڱڱڱڱںںڻڻڻ ڻۀۀہژ [الزمر: 71] وقال تعالى عن الكفار عموما: ژڀٺٺٺ ٺٿ ٿ ٿٿٹٹٹٹڤژ [الجاثية: 34].
4- الأحكام الشرعية مرتبطة بالتوحيد والعقيدة: قال تعالى: ژٱٻٻٻٻپ پپپ ڀڀڀڀٺٺٺٺٿٿٿٿٹٹٹٹڤ ڤڤڤڦڦڦڦڄڄڄ ڄڃڃڃڃچژ [المائدة: 3] ولا شك أن تحريم ما أهل لغير الله وما ذبح على النصب والنهي عن الاستقسام بالأزلام مرتبط بالتوحيد والعقيدة، وقال تعالى: ژ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑک ژ [البقرة: 228]؛ فالله
عز وجل نهى المطلقات عنكتمان ما في أرحامهن مقرونا ومشروطا بالإيمان باله واليوم الآخر. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «منكان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» (1). وعن أبي شريح العدوي قال: قال رسول الله  غداة فتح مكة: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة...» (2). وعن أم حبيبة قالت: إني سمعت رسول الله  يقول: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث
ليال، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا»(3). 5- العقيدة الصحيحة أساس قبول الأعمال، قال تعالى: ژےۓۓڭڭڭڭ
ۇۇۆۆۈۈٷژ [الزمر: ٦٥]، وقال تعالى: ژۋۋۅۅۉۉ ېېېېىىئائائەئەئوئوئۇئۇئۆئۆ ژ [التوبة: ٥4] وقد اعتبر الإسلام عمل الداخل من غير باب التوحيد شركا، فأبطله، قال تعالى: ژڦڦڦ ڄ ڄڄڄڃڃڃڃچچژ [آل عمران: 8٥]، ولو مات الفاعل مصرا على شركه لحرم الجنة، وصار إلى النار، قال تعالى: ژچچچچڇڇڇڇڍڍڌڌ
ڎڎڈڈژ [المائدة: 72]. 6- إن الله تعالى أمر بتعلم العقيدة في آياتكثيرة من القرآن الكريم: قال تعالى: ژبيتج
تح تختمتىتيثج ثمثىثيجحجمحجحمژ [محمد: 19]، وقال تعالى:
)1( أخرجه البخاري (ك: الرقاق ح: ٦47٥) ومسلم (ك: الإيمان ح: 47). )2( أخرجه البخاري (ك: العلم ح:104)، ومسلم (ك: الحج ح: 44٦:13٥4). )3( أخرجه البخاري (ك: الطلاق ح: ٥334) ومسلم (ك: الطلاق 148٦).
4
ژچچچڇڇڇڇڍڍڌڌڎڎڈڈژژڑڑککککگژ [العلق:
1 – ٥]، وقال تعالى:ژڳڳڱڱڱڱںژ[البقرة: 194]وقال تعالى: ژچچ
چڇڇڇڇڍژ [البقرة: 231]، وقال تعالى:ژ تجتحتختمتىتيثجثمژ
[البقرة: 233] وقال تعالى: ژ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ژ [المائدة: 98]