لخّصلي

يلخص هذا الفصل بدايات ظهور مفهوم رأس المال الفكري، بدءاً من الاهتمام بالقابليات البشرية في القرن السابع عشر (مثل أعمال Petty وSmith وMarshall وFisher)، مرورًا بتطور نظرية رأس المال البشري (Schultz & Mincer، Becker، Blang)، وصولاً إلى ظهور مفهوم رأس المال الفكري في الثمانينيات والتسعينيات. شهدت هذه الفترة جهودًا من Hiroyuki وSveiby وTeece وSullivan، ثم تبنّي Stayer للمصطلح عام 1990 وتعيين أول مدير لرأس المال الفكري عام 1991. تطورت الأبحاث لاحقاً، مع اجتماع عام 1995 حول إدارة رأس المال الفكري (ICM)، وندوة آرثر أندرسون عام 1995، ومؤتمرات لاحقة. ناقش الفصل أيضًا نظرية رأس المال الفكري، بما في ذلك تعريفها، افتراضاتها، مبادئها، ومصطلحاتها المُشتقة مثل رأس المال الفكري الاستراتيجي ورأس مال المعرفة. أشار الفصل أخيراً إلى أهمية الدراسات العراقية الرائدة في هذا المجال.

تمهيد
يتناول هذا الفصل موضوعاً في غاية الأهمية، فهو من جانب يدخل في تحديد بدايات ظهور رأس المال الفكري (Intellectual Capital)، من حيث الخوض في هل كانت البداية مباشرة نحو المصطلح، أم هناك حقبة زمنية سبقت ظهوره، وكان هو امتدادا طبيعياً لها؟ وهل حدثت تطورات على هذا المصطلح والى أين أوصلته؟ وهل جرت محاولات اجترار لهذا المصطلح لتكون امتدادات جديدة و ما هي؟ واما الجانب الآخر، فأنه يتعامل مع تحديد مفهوم رأس المال الفكري، واهميته لمنظمة الاعمال فضلاً عن التوصل ان كانت له ادوار معينة يؤديها، وتفرضه تلك المنظمة عليه، والتعرف على مداخل دراسته في ضوء فلسفات الباحثين والمفكرين.
أولاً: بدايات ظهور رأس المال الفكري ومؤشرات تطوره يمكن تحديد مراحل ثلاثة مهدت لظهور رأس المال الفكري، وساهمت في تطويره وبناء استخداماته وهي على النحو الآتي:
المرحلة الأولى اضاءات البداية وتوجهات الاهتمام بالقابليات
جمع
البشرية
قال (2002 ,Mckinglay) في اثناء عملي في مشروع تطوير معمق للموارد البشرية لأحدى الشركات الضخمة قبل بضع سنوات، طلب مني منظور تاريخي عن حركة الموارد البشرية وكان ما وجدته مدهش لي، واذ عملت كمتخصص في الموارد البشرية لسنوات عدة، ولكن كان لدى القليل من الوعي بتطور هذا الحقل، وعدّ هذا درساً قيماً لي، فمع تقدیر افضل الماضينا نكون مهيئين أفضل لبناء الموارد البشرية للمستقبل أو مثـ ـل هـ ــذا الط ـــرح ه ذي حفزنا لتقصي بدايات الاهتمام بالقابليات البشرية، والتي كانت اضاءاتها تحديدا في القرن السابع عشر على يد الاقتصاديين. اذ قال (2001 ,Nerdurm & Eribson) في هذا الصدد انه في القرن السابع عشر أكد الاقتصادي (William Petty) فكرة اختلاف نوعية العمالة، وطرح موضوع قيمة العاملين (Value of Workers) في حساب الثروة بطريقة احصائية، وشكل هذا الجهد مبادئ ماعرف لاحقاً بـ رأس المال البشري (Human Capital واستمرت جهود الاقتصاديين بهذا الاتجاه، حيث في عام (1776) اشار Adam Smith في كتابه الموسوم «ثروة الأمم» الى
تأثير مهارات العاملين في العملية الانتاجية وجودة المخرجات، وطالب بأن تحدد الاجور، على وفق ما يبذله من وقت وجهد وكلفة لكسب
المهارات المطلوبة في ادائهم لمهاتهم 176 : 2000 Petty & Guthrie). وأكد الاقتصادي المعروف (Alfred Marshall) في عام (1890) علي الاستثمار في البشر بقوله ان أثمن ضروب رأس المال، هو ما يستثمر في البشر» (الحبيب، 1981 (36) وذلك لأن رأس المال البشري يتميز بسمة لا تتوافر في غيره من رؤوس الأموال، هي ان منحنی انتاجيته تتصاعد بنفس اتجاه منحنى خبراته ومهاراته وان عمره المعنوي يتحدد تغيرات العصر. ولن يندثر الا بتوقف عمره الزمني، ومعنى ذلك انه لا يخضع لقانون المنفعة المتناقصة، وجاء عام (1906) ليشهد ظهور الاساس الفعلي لنظرية رأس المال البشري المعاصرة على يد الاقتصادي (Irving Fisher) عندما ادخل رأس المال البشري في مفهوم رأس المال العام. مع
وعند نهاية الخمسينيات توسع Schultz & Mincer) بنظرية رأس المال البشري من خلال اعتباره فئة من رأس المال مستقلة عن رأس المال التقليدي، اخذين بنظرهما خصائصه الاقتصادية والانتاجية. وادوات قياسه، ومما وفر ذلك تفسيرية لظواهر الاقتصاد الكلي والجزئي (3 :2001,Nerdrm & Eribson) . وشهدت مرحلة الستينات الى نهاية السبعينات تطوراً سريعاً في نظرية رأس المال البشري أدت بشكل واضح الى فهم السلوك الانساني على المستويين الفردي والاجتماعي. فقد ميز (1964:11 ,Becker) بين رأس المال البشري العام الذي يزيد انتاجية ورأس المال الخاص الذي يزيد انتاجية المالك في وأما (827 :1976 ,Blang) فصنّف رأس المال الى ست فئات الرسمي، التدريب في اثناء العمل البحث عن الوظيفة، استرجاع المعلومات، الهجرة، التحسن بالصحة.
المالك، نشاط هي محدد التعليم
ومن كل ما تقدم يلاحظ ان الحقبة السابقة، التي امتدت من القرن السابع عشر الى نهاية سبعينات القرن العشرين وقد أكدت على القابليات البشرية عامة فكرياً وجسدياً وادائياً، والتي تتعامل معها مجتمعة في الشخص الواحد. والغرض الاساس من ذلك تصنيف فئة الشخص الى (ماهر، شبه ماهر، غیر ماهر ... الخ) ومن ثم تحديد مستوى الاجر الذي يستحقه في ضوء هذا التصنيف. ويتفق هذا التوجه مع تصنيف ( & Fleenor
وفي عام (1994) اتفق كل من Edvisson, Retrash & Sullivan) على ضرورة عقد اجتماع لممثلي الشركات الفاعلة في استخراج القيمة من موجوداتها غير الملموسة للكشف عن منظور تلك الشركات لمفهوم رأس المال الفكري، وكيفية ادارته وعلى هذا الاساس عقد في كانون الثاني من عام (1995) هذا الاجتماع، وأنضمت اليه ثماني شركات من أصل اثنتي عشر شركة (أي %67% من مجموع الشركات وعرف الاجتماع المذكور بـ «ادارة رأس المال الفكري ( Intellectual Capital Management) ويرمز اليه اختصاراً ،ICM ، وتضمن جدول الاعمال عدداً من المسائل أهمها الاتفاق على تعريف لمصطلح رأس المال الفكري وتحديد عناصره الاساسية، وطرائق استخراج القيمة منه. وخرج المؤتمر بجملة من التوصيات والموجهات التي سيشار اليها لاحقاً ضمن الدراسة الحالية.
Arthur
وفي عام (1995) اشرفت منظمة (آرثر اندرسون Anderson) لاستشارات الاعمال وبالتعاون مع المركز الأمريكي للانتاجية والجودة. (American Productivity & Quality Center) وهي منظمة بحثية غير هادفة للربح، على ندوة صيرورة للمعرفة أو الحاجة لها (Knowledge Imperative) شارك فيها (447) فرداً، والتي فيها (53) بحثاً عن المعرفة وتقييم ادارة المعرفة المسجلة تجارياً. وقدمت منظمة (Arthur) اداة لتقييم ادارة المعرفة تتكون من (24) سؤالاً تسعى الى اكتشاف مساهمة العاملين في رأس المال الفكري وتستغرق عملية الاكتشاف أسبوعين، ويستخدم لتطبيق الاداة المذكورة عدة وسائل منها: الورشة، المقالة مع أي فرد بدءاً من الإدارة العليا، وانتهاءاً بالعاملين التشغيليين (2-1) 1997 ,Jeffers). وشهد عام (1999) انعقاد الندوة الدولية لرأس المال الفكري في امستردام، وتركزت جهودها حول مناقشة اهداف رأس المال البشري، واتجاهاته وطرائق قياسه، ومستوياته، وأبعاده. وخرجت الندوة بعدد من المقترحات كان من اهمها وصف طرائق قياس رأس المال الفكري، ومزايا كل طريقة وعيوبها وآلية استعمالها. وفي كانون الثاني عام (2001) عقد في كندا المؤتمر الدولي الرابع لإدارة رأس المال الفكري، وفي المدة الممتدة بين 20) الى (30) حزيران عام 2000، وبين (4) الى 5 ايلول) عام 2003 عقد في نيويورك مؤتمرين حول رأس المال الفكري وادارته.
1998 ,Callahan) لفئات الافراد والمبين في الشكل (1) - 5). وبذلك شدت هذه الحقبة الانتباه الى أهمية المورد البشري، وضرورة دراسته بوصفه عاملاً مكملاً لرأس المال المادي واخيراً يمكن القول بأن موضوع «رأس المال البشري» يمثل نقطة الارتكاز الاساس والمؤشر المنطقي لدراسة موضوع رأس المال الفكري، ومما يؤيد ذلك نتائج دراسات ( Quinn et 1995:7,Ulrich, 1998: 15) ،(al) ، اللتين أشرنا أن رأس المال الفكري يعد بعداً جديداً في تحليل رأس المال البشري. فضلاً عن ذلك ما توصلت اليه دراسة (العنزي ، 2006) من كون رأس المال الفكري يمثل حالة خاصة من رأس المال البشري، بدليل انه يتكون، اما نتيجة للتعليم الرسمي، او معلومات مستقاة من التدريب.
شكل 1 (5) مخطط Fleenor & Callahan)
لفئات الافراد
المصدر: (329 :1998,Fleenor & Callahan)
الافراد تحت التجربة.
النجوم
وهم الأفراد حديثوا التعيين أو الذين تمت و هم الأفراد مستوى أدائهم عال جداً ولديهم ترقيتهم الى وظائف جديدة ولم يصلوا الي قدرات وخيرات واسعة، ويتحركون بسرعة نحو مستوى اداء الطلاب، لأنهم ما زالوا في مرحلة قمة الهرم التنظيمي وتهتم المنظمات بوضع الاندماج والتكييف مع بيئة المنظمة وثقافتها. برامج لتطوير كفاياتهم والمحافظة عليهم.
العاملون الذين يعتمد وهم الأفراد الذين يشكلون الغالبية العظمي العاملين في المنظمة. ويعتمد عليهم في
الخشبة الميتة
تنفيذ وهو الافراد الذين ينضب أداؤهم ويكونوغير
معظم الاعمال فيها، ويكون مستوى أدائهم منتجين، ويشبهون اغصان الشجر الميتة.
اعتيادياً ومقبولاً.
المرحلة الثانية تلميحات المفهوم وتوجهات الاهتمام بالقابلية
الذهنية
في بواكير ثمانينات القرن العشرين، أصبح المديرون والاكاديميون والمستشارون في جميع انحاء العالم واعين ولو بشئ من البطء، الى ان
الموجودات غير الملموسة لاسيما رأس المال الفكري) التي تمتلكها الشركات كانت في الغالب المحدد الرئيس لارباحها، ففي عام (1980) لاحظ (Hiroyuki) وجود تباين في اداء الشركات اليابانية، وبعد شئ من الدراسة تمكن من تحديد سبب هذا التباين وعزاء الى اختلاف نسبة الموجودات غير الملموسة التي تمتلكها كل شركة من هذه الشركات، ومكنته هذه النتيجة من الخروج بأستنتاج مفاده: ان الموجودات غيـر الاساس في تحقيق عوائد الشركات، لأنها قابلة للاستخدام والمتزامن، وتعـ بفواد د متعـ ـددة ومتزامن
الملموسة
المتعــدد
هي
.(Harrison & Sullivan,2000)
ويعضد الرأي السابق (Ralph Stayer) مدير شركة (John Sonville) للاطعمة بقوله في السابق كانت المصادر الطبيعية، اهم مكونات الثروة القومية، واهم موجودات المنظمات والمجتمع. واما الان فقد حل محل المصادر الطبيعية والنقد والموجودات الثابتة، رأس المال الفكري الذي اهم مكونات الثروة القومية واعلى موجودات الشركات (5 :1997,Stewart) (العنزي، 2001)، وفي عام (1986) نشر (-Karl دير شركة نشـ
Sveiby
Eric) وهـ
وصغيرة كتاباً باللغة السويدية عنوانه «شركة معرفة- كيف»
(The Know- How Company أذ اوضح فيه ضرورة الاهتمام بالموجودات غير الملموسة وكيفية ادارتها، لأنها تمثل المصدر الحقيقي لبقاء الشركة ونموها 13 :1986,Sveiby).
وفي عام (1986) كذلك قام الاستاذ (David Teece) من جامعة كالفورنيا بكتابة المقالة الموسومة الافادة من الابداع التكنولوجي» اذ حدد فيها الخطوات الضرورية لاستخراج القيمة من الابداع وتحليلها وتفسيرها بالاستناد الى نتائج وخبرات شركات غنية في هذا المجال (اي الابداع وكان من اهم الخطوات ضرورة تعلم المديرين اولاً. ومن ثم تعلیم افرادها تباعاً لآليات استخلاص العوائد من الابداع ( :1986,Teece 285). وفـ ام (1989) انشـ (Patrick Sullivan) و هو مستشار تجاري مشتقل متخصص في استخراج الارباح والفوائد من التكنولوجيا، ولأول مرة نشاطاً استشارياً قابل للتطبيق يتركز على نصح الزبائن في كيفية استخراج القيمة من الابداع من وجهة نظر تجارية 33 : 2000,Harrison & Sullvan).
وشهدت البدايات المبكرة لتسعينيات القرن العشرين تتويجاً لجهود هذه المرحلة تمثل بثلاث حوادث، اولها عام (1990) عندما اطلق (Ralph Stayer)، المشار اليه آنفاً في بداية المرحلة، ولأول مرة مصطلح «رأس المال الفكري (1997:35 ,Stewart)، وثانيها عندما نشر (1991 Stewart) مقالة بعنوان القوة الذهنية (Brain Power) وثالثها عام (1991) ايضاً وهو تعيين أول مدير في العالم لرأس المال الفكري من قبل شركة (Skandia) السويدية لخدمات التأمين والمالية وهو السيد (Leif Edvinsson) البالغ من العمر في حينه (48) عاماً والحاصل على
شهادة الماجستير (MBM) من جامعة كالفورنيا (4 :1994,Stewart). وهنا يلاحظ من خلال معطيات المرحلة الثانية، التي ابتدأت في الثمانينيات واستمرت حتى بدايات التسعينيات من القرن العشرين، بأنها تميزت بمجموعة من اراء ومقترحات ركزت على أهمية ودور الموجودات غير الملموسة في تحقيق بقاء الشركات ونموها. وزيادة عوائدها، والبحث كثيرا الى ولادة مفهوم جديد خرج عام (1991) وهو رأس المال الفكري الذي وجه الاهتمام بالقابليات الذهنية المتوافرة عند بعض الافراد في الشركة. ويتناغم الرأي السابق مع ما ذكره (44 : 1991,Stewart) عندما قال ان رأس المال الفكري- بمعنى آخر هو العاملون الذين – يمتلكون الكثير ليفعلونه لتحقيق الربحية أو النجاح للشركة.
المرحلة الثالثة: تكثيفات الجهوج البحثية وولادة النظرية قریب منتصف التعينيات من القرن العشرين بدأت الجهود البحثية تتكثف حول موضوع رأس المال الفكري في محاولة لايجاد فهم مشترك فيما بين الباحثين والشركات والاتفاق على مبادئ وممارسات هذا الموضوع، ففي عام (1993) اهتمت شركة (Dou Chemical) في تطوير الارباح والمنافع الجديدة من رأس المال الفكري، وبدأت في محاولة تحديد الافكار والابداعات التي أهملت سابقاً واختيار وتطوير الافكار التي تحقق الفوائد الاعلى وعينت لهذا الغرض السيد (Gordon Petrast) كمدير أقدم ــودات الكربـ
للموجـ
ــة
وفي عام (1994) اتفق كل من Edvisson, Retrash & Sullivan) على ضرورة عقد اجتماع لممثلي الشركات الفاعلة في استخراج القيمة من موجوداتها غير الملموسة للكشف عن منظور تلك الشركات لمفهوم رأس المال الفكري، وكيفية ادارته وعلى هذا الاساس عقد في كانون الثاني من عام (1995) هذا الاجتماع، وأنضمت اليه ثماني شركات من أصل اثنتي عشر شركة (أي %67% من مجموع الشركات وعرف الاجتماع المذكور بـ «ادارة رأس المال الفكري ( Intellectual Capital Management) ويرمز اليه اختصاراً ،ICM ، وتضمن جدول الاعمال عدداً من المسائل أهمها الاتفاق على تعريف لمصطلح رأس المال الفكري وتحديد عناصره الاساسية، وطرائق استخراج القيمة منه. وخرج المؤتمر بجملة من التوصيات والموجهات التي سيشار اليها لاحقاً ضمن الدراسة الحالية.
Arthur
وفي عام (1995) اشرفت منظمة (آرثر اندرسون Anderson) لاستشارات الاعمال وبالتعاون مع المركز الأمريكي للانتاجية والجودة. (American Productivity & Quality Center) وهي منظمة بحثية غير هادفة للربح، على ندوة صيرورة للمعرفة أو الحاجة لها (Knowledge Imperative) شارك فيها (447) فرداً، والتي فيها (53) بحثاً عن المعرفة وتقييم ادارة المعرفة المسجلة تجارياً. وقدمت منظمة (Arthur) اداة لتقييم ادارة المعرفة تتكون من (24) سؤالاً تسعى الى اكتشاف مساهمة العاملين في رأس المال الفكري وتستغرق عملية الاكتشاف أسبوعين، ويستخدم لتطبيق الاداة المذكورة عدة وسائل منها: الورشة، المقالة مع أي فرد بدءاً من الإدارة العليا، وانتهاءاً بالعاملين التشغيليين (2-1) 1997 ,Jeffers). وشهد عام (1999) انعقاد الندوة الدولية لرأس المال الفكري في امستردام، وتركزت جهودها حول مناقشة اهداف رأس المال البشري، واتجاهاته وطرائق قياسه، ومستوياته، وأبعاده. وخرجت الندوة بعدد من المقترحات كان من اهمها وصف طرائق قياس رأس المال الفكري، ومزايا كل طريقة وعيوبها وآلية استعمالها. وفي كانون الثاني عام (2001) عقد في كندا المؤتمر الدولي الرابع لإدارة رأس المال الفكري، وفي المدة الممتدة بين 20) الى (30) حزيران عام 2000، وبين (4) الى 5 ايلول) عام 2003 عقد في نيويورك مؤتمرين حول رأس المال الفكري وادارته.
وفي العراق كانت أول دراسة نظرية تحليلية هي دراسة (العنزي، 2001)(1) الموسومة رأس المال الفكري الثروة الحقيقية لمنظمات أعمال القرن الحادي والعشرين والتي ركزت على بيان مفهوم رأس المال الفكري ومستلزمات تطويره ومتطلبات صناعته. وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات ابرزها ان تطبيق المنظمات للافكار التي جاءت بها، يعني حصولها على نتائج مرضية تتجلى في الافكار الجديدة، واتباع الاساليب الافضل والكفاءة الانتاجية الأعلى. وعلى أساس تلك الدراسة الرائدة، كتبت في العراق (9) رسائل ماجستير ودكتوراه (من 2001 الى 2006، أي بواقع (1.5) رسالة سنويا وهي نسبة مشجعة مقارنة بالانتاج المعرفي للكثير من البلدان في مجال الرسائل الجامعية في موضوع واحد، فضلاً عن ان اضعاف هذا العدد من الرسائل يكتب بها الان في العراق، والرسائل الست، هـي (عبيد، 2000)، (صالح، 2001)، (بني. ــدان ، 2002) ، (سلمان، 2005)، (النوري، 2005)، (المشهداني، 2005).

للمدة وتأسيساً عن ذلك فأن الجهود آنفة الذكر قد ركزت بالدرجة الاساس

على ايجاد نظرية لرأس المال الفكري، وقبل ان يدلي الباحثين بالأدلة الداعمة لذلك، لابد من تعريف النظرية (Theory) لتكون بمثابة مؤشر حكم وتقويم على الأدلة التي ستقدم فالنظرية تعني «مجموعة من الفروض التي يمكن عن طريقها استنباط مجموعة من القوانين أو المبادئ التجريبية». (41 :1995,Griffiths)

1 - اعتمـ
وفيما يأتي استعراض أدلة نظرية رأس المال الفكري، فأنها: طلح «نظرية رأس المال الفكـ (Intellectual Capital Theory) من قبل عدد من الكتاب المعروفين
امث
ــد مصـ

Copyright © 2011. dar al-yazori. All rights reserved. May not be reproduced in any form without permission from the publisher, except fair uses permitted under U.S. or applicable copyright law.
"(Morling & Yakhelf, 1999: 19) (Nahapiet & Ghshal, 1999: 250)
2 :2001 ,Marti,2003 : 213) (Nerdurm & Erikson)، كما اعتمد عبارة ..... وكما هو الحال لظهور اغلب النظريات فـأن هناك العديد من التعاريف لرأس المال الفكري... As with most the theories, there
(1) قدمت هذه الدراسة للنشر في شهر مايس (2000) الا انها نشرت في عام (2001).
Roos,
are many definitions of intellectual capital... .(Bainbridge & Jacobson, 2001: 6
2- أتفقت الشركات المهتمة بأستخراج القيمة من موجوداتها غير الملموسة
والمشاركة في اجتماع ادارة رأس المال الفكري وخبرائها المعروفين أمثال (Edvinsson, Retrash & Sullivan)، على تحديد المفهوم الاساس لرأس المال الفكري والذي مفاده «المعرفة التي يمكن
ان تح
ـول ا
ح
(34 :2000,Harrison & Sullivan). ويعد هذا المفهوم مؤشر دلالة لاستنباط المفاهيم والتعريف الجديدة للمصطلح المذكور.
3- صيغت افتراضات النظرية على النحو الآتي:

آ- أن قيمة رأس المال الفكري كموجود غير ملموس يتجاوز قيمـة
الموجودات الملموسة بعدة مرات.
ب- أن رأس المال الفكري هو المادة الأم التي تتولد منها النتائج المالية. جـ- ان المقياس المالي لرأس المال الفكري يمثل الفرق بين القيمة الدفترية للشركة والقيمة السوقية لها.
د أن رأس المال الفكري يعد أداة تحليل استراتيجي.
هــ

• أن رأس المال الفكري هو دالة تحديات المعرفة المعولمة مع مظلة
  المعرفة.
  و - أن رأس المال الفكري اذا تراكم يزيد من انتاجية المنظمات. 4- حددت مبادئ النظرية بما يأتي:
  .(Masti,2003: 218-220) ،(Kakabadase, 2003: 78) ،(April, 2002: 448)
  آ- حركية المفهوم أن مفهوم رأس المال الفكري مفهوم غير ثابت، بل حركي متجدد، لأنه يمثل قوة فاعلة التكيف مع متغيرات البيئة.
  ب الاداء الواقعي تكشف نتاجات رأس المال الفكري من خلال الاداء
  الميداني في الواقع.
  جـ- الالتزام الحقيقي: الدور الجوهري لرأس المال الفكري، هو الالتزام
  العالي في الاداء والابداع والتجديد.
  د تكامل المقومات يعامل رأس المال الفكري وحدة واحدة متكاملة ذات تفاعل مستمر، ولا يجوز تجزئته الى مكوناته الاساسية، لأنها لا تعطي
  صورة واضحة عن الاداء الاجمالي. هــ الفائدة المتعددة يمكن الافادة من رأس المال الفكري في مراحل وعمليات مختلفة في الوقت نفسه.
  و - التقويم والقياس توليد القيمة للمنظمة وتعظيمها يعتمد على القياس والتقويم المستمر.

5- أجترت مصطلح رأس المال الفكري العديد من المصطلحات المعاصرة وجرى عليها عدد محدود من الدراسات التبشيرية والنقدية وكانت هذه المصطلحات أما تدور حول ذات المصطلح الأم (IC) او تتخذه اساس لمعالجة فكرة أو موضوع جديد. وعلى هذا الاساس تبدأ بالمناقشة والتحليل والتفسير والنقد. ومن هذه المصطلحات الآتي: آ رأس المال الفكري الستراتيجي Strategic Intellectual Capital)
ب
(Matrix Links, 2004)
-- رأس مال المعرفة Albrecht,2003) Knowledge Capitals) ج الادارة الشاملة لرأس المال الفكري Comprehensive Intellectual
.(Al-Ali,2003) Capital Management
د المجال المحدد لرأس المال الفكري Context-Specific Intellectual
(Singer, 2003) Capital
هــ تنقيب البيانات Data Mining
و - صنّاع المعرفة Awad & Ghaziri,2004) Knowledge Workers) ز - رأس المال الاجتماعي Social Capital (العنزي،2006). ح- ذكاء الاعمال Business Intelligence (العنزي، 2005).