لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

حقيقة الموشّح: الموشّح نوع من الشعر قاد إليه الغناء، كما قادت إليه طبيعة الحياة والأحوال
وفي تركيبه وقالب التقفية فيه، المطلع - القفل - الخرجة: في الموشّح مطلع، الدور: يتألَف الدور ممّا يلي المطلع ويقع بين الأقفال. الغصنِ - السّمط: الجزء في المطلع والقفل والخرجة يُسمَّى ((غُصناً)) والجزء في الدور يُسمّى
من القيود الشعريّة التقليديّة، وكان في أوزانه وقوافيه شديد التنّوع. ٣نشأة فنّ التوشيح وأطواره:
وقد نشأ
الموشَّح نشوءاً طبيعياً على ألحان الأناشيد الشعبية التي كانت شائعة في البلاد. ثم أخذ يتعقّد حتى تكامل
نظامه مع عبادة بن ماء السماء. أشهر الوشاحين: عبادة بن ماء السماء - محمد بن عبادة القزّاز - الأعمى التُّطَيّلي- ابن بقيّ -
الحفيد بن زهر - ابن زمرك. تضاربَتِ الآراء في شأن الموشَّح، وتباينت الأقوال في حقيقته تبايناً شديداً فذهب
ابن سناء الملك (١١٥٥ - ١٢١١) الى أنه ((كلامٌ منظوم على وزنٍ مخصوص١)، الشعر المسمّط٣. والذي يُرسل رائد النظر في هذه الأقوال جميعاً يجد أن أصحابها لم
فكم من موشَّح
للغناء وليست من الموشَّحات في شيء، أضف الى ذلك أنّ التَّسْميط نوع من الزخرفة
الغناء، العروض، وإنه ليُخيَّل إلينا أنه زَجلٌ راقٍ
ظهرت فيه اللغة الفُصحى وتركت فيه العَاميّة بعض آثارها. أما اسمه فمأخوذ من وشاح المرأة وهو قلادة من نسيج عريض مرصّع بالجوهر تشدّه
المرأة بين عاتِقَيْها وكَشْحَيها؛ والأندلسيّون شديدو الشغف بمثل هذه التسمية- ولاسما
من أشدّ الشعر زخرفَةً
مناحيه وفنونه، يكثرون من أعاريضها المختلفة ويسمُّون
ويلتزمون عند قوافي تلك الأغصان وأوزانها مُتتالياً فيما بعد الى
آخر القطعة ، وأكثر ما تنتهي عندهم الى سبعة أبيات، ويشتمل كلّ بيت على أغصان
عددها بحسب الأغراض والمذاهب؛ وهو
كلام شديد الإجمال، وخلاصة ما تقدّم أنّ الموشّح شعر
وفي صیاغته
وتعدُّد أجزائه. ما ظهر بالأندلس في عهد الدولة المروانيّة في القرن التاسع الميلاديّ، وبخروجه أحياناً على الأعاريض
وباستعماله اللغة الدَّارجة والعَجَميَّة
في بعض أجزائه، ٢ - تركيبُ الموشّح:
فإن وُجد سُمي الموشّح تامًاً، وإن خلا سُمي أقرع. والقوافي في
وهي في أكثر الموشّحات خمسة°. والقُفْلُ الأخير
والخرجة تكون عادةً من ألفاظ العامّة ويرى ابن سناء الملك أنها قد تكون معربةً
واذا كانت بَيْتَ شِعْر
عَلِّمُوني كَيْفَ أَسْلُو وَإلَّا فَاَحْجُّبُوا عَنْ مُقْلَتَيَّ الْمِلَاحَا
ورماديّاً زُطِيّاً) . والمشروع بل المفروض في الخَرْجة أن يُجعَلَ
الصامت، أو
أو غنَّى، قال ابن
وهي العاقبة
)
ويقع بين الأقفال؛ وهو يتألّف من أجزاء أقلُّها ثلاثة فصاعداً الى خمسة، والقوافي، وليس اختلاف القوافي شرطاً من شروط الموشّح. لا يجوز فيها التغيير، أما الأدوار فيجوز
والدّور مع القفل الذي يليه يُسمّى بَيْتا١ً. قال
مصطفى عوض الكريم: ((وأقلّ عدد لأغصان المطلع اثنان من نفس القافية كقول
لسان الدين بن الخطيب :
لَا تَحْسَبِ الْقَلْبَ عَنْ هَوَاكَ سَلَا وإنَّما حاسِدِي الّذي نَقَلا حَرَّفْ . لَكِنَّهُ يُبْرِئُّ الْعَلِيلْ
ورَوْضُهَا زَاهِرٌ بَلِيلُ
ورَشْفُهُ يَنْقِعُ الغَليْلْ . الحدّ حتى أغرب . المشرق فاستحقوا ما وصمهم به ابن خلدون من التكلُّف٢)، ٤- تقْفية الموشّحات وَوَزْنها: مما لا شكّ فيه أنّ الموشّحات شعر عربيّ، وأنّ هذا
وأنه
بتأثير الغناء والبيئة راح يتحرّر من القيود التقليديّة التي وضعها الخليل وسائر العروضيّين
من بعده، وراح يفجّر من القافية قوافي ومن الوزن أوزاناً، في تنوّع عجيب لا عهد للغة
والتربيع والتخميس وما الى ذلك من ألوان وأفانين. والوزن شديد التوسع في الموشّحات، وهذا التوسّع غير ما نجده عند العروضيّين من
استعمال البحر تاماً أو مجزوءاً أو منهوكاً أو ما الى ذلك، على التّفعيلات، وخلاصة القول أن الموشحات تنقسم من حيث الوزن الى خمسة أقسام: القسم
الأول ما كان على وزن شعريّ تقليدي ، والرابع ما له وزن من غير الأوزان
الخلیلیة یدرکه السمع عند قراءته، والخامس ما ليس له وزن يدركه السمع عند قراءته
ولا يوزن إلا بالتلحين وذلك بمد حرف وقصر آخر، ابن خاتمة١، وابن بسّام٢، والذين
وخطّأوا العلماء والمؤرّخين في غير خَفَر، ثم
جاءت الأبحاث العلميّة تُبدّد الأوهام، مقدّمةً الحجج والبراهين، معتمدةً أوثق المصادر٦. وتاريخ ظهور الموشّحات في
الأندلس غارق في عالمٍ من الغموض، الضّرير. طريقتها - فيما بلغني محمد بن حمود القبّري الضرير . وقيل إن ابن عبد ربّه صاحب
(وحكى الكاتب أبو الحسن علي بن سعيد العنسيّ في كتابه ((المقتطف من أزاهير
الطُرف)) أن الحجازيّ ذكر في كتابه ((المسهب في غرائب المغرب)) أن المخترع لها بجزيرة
الأندلس المقدّم بن معافى القبريّ من شعراء الأمير عبدالله المروانيّ وأخذه عنه أبو عمر
أحمد بن عبد ربه صاحب ((العقد))، ثم غلبهما عليه المتأخّرون، ) ونحن أمام روايات الرّواة وأقوال
وابن عبد
والقزّاز من النابغين الذين خطّوا طريقِ النجاح في ذلك الفنّ. القرن الثالث للهجرة (التاسع للميلاد). (تطوير للشعر المسمط الذي عرفه المشارقة من قبل))، وفرايتاغ ، ثم بعض أدباء العرب كشوقي ضيف وغيره؛ قال مصطفى عوّض الكريم: ((إن كثيراً من الأسئلة
لشعر غنائيّ عجميّ، وهي النظريَّة التي جاء بها المستشرقان الاسبانيّان خوليان ريبيرا
ومنديث بيدال، فالموشّح يختلف عن الشعر المسمّط وغيره من فنون النظم المشرقية بأنه إنما صُنع من أجل
وأوزانه المستحدثة التي لم يعهدها العرب في المشرق تدلّ دلالة قوية على أنّ هذه
ووجود الخرجة الأعجميّة هو الحلقة بين الموشّح وذلك
الشعر الغنائي العجميّ. وظهور الموشّح في الأندلس دون المشرق، وفشَل المشارقة في
الشعر الغنائيّ العجميّ، استطاع أن يأتي بموشّحة خالية من التكلّف هو ابن سناء المُلك الذي أدرك أن إحكام
الموشّحة - على حدّ قول ابن بسّام - في أول نشأتها تُنظم أشعاراً على الأعاريض
ثم جاء يوسف بن هارون الرماديّ
ثم جاء عبادة بن ماء السماء (١٠٣٠؟) فتكامل معه نظام
((وهو الذي أعطاها شكلها التام في بناء الأقفال والأدوار، وائتلاف
وتداخلها بعضها في بعض، حتى تنهي الى الخرجة التي يتشوّق إليها السّامعون وينتظرونها في شوق ولطفة٢)). حافلاً بالروعة . وهكذا كان التوشيح نبتة أندلسيّة قامت على أصول أعجميّة٣، وكان ((عمل أوائل
الوشّاحين مزدوجاً، فقد كانوا يعرّبون الأغاني العجمية، العجمية مع التقيّد بالأوزان العربية لاسيّما ما كان منها مهملاً غير مستعمل - كما يقول
ابن بسّام٦ - فجاء عملهم هذا متكلّفاً قاصراً على إرضاء ذوق العوامّ الذين لا يطلبون
إلّا مجاراة الشعر للتلحين، فإذا قارنًا موشحاتهم بموشحات من جاء بعدهم وجدنا أنّ
٤- أشهر الوشّاحين:
واشتهر فيه عدد كبير من
و((كان في ذلك العصر شيخ الصناعة، سلك الى الشعر مسلكاً سهلاً
فقالت غرائبه مرحباً وأهلاًا))، ثم محمّد بن عُبادة القزَّز الذي اتَّصل ببني صمادح
أصحاب المرية، وبرع في فنّ التوشيح حتى قيل: ((كلّ الوشّاحين عيال على عبادة
وهنالك الأعمى الُعلَيْلي٣ّ (١١٢٦) وابن بَقِيّ (١١٤٥) («وموشحاته في
غاية الروعة تجمع بين الرقّة والمتانة، وقد ارتفعت بهذين الرجلين (الأعمى وابن بقي)
مكانة الموشّحة وسمت الى منافسة القصيدة التقليدية، وابتدأ العصر الذهبيّ للموشّحات
بالأندلس، قاصرة على الغزل والحمر والمدح٤)). وهنالك الحسن بن يِزار، ثمّ الحفيد بن زهر
١١٩٨) أشهر الوشّاحين في عهد الموحّدين. ولعلّ آخر وشّاح مشهور أنجبته الأندلس
هو ابن زَمْرك (١٣٩٣). هذا الفنّ معالجة واسعة النطاق إلا في القرن التالي، ابن جعفر بن سناء الملك الشاعر المصريّ . ولد بالقاهرة سنة ١١٥٥ وتوفي سنة ١٢١١، والتّعبير عن خوالج
الوجدان، وامتدادةَ الأمل
وتحنانَ النّشوة الذّاهلة؛ كالمدح والرثاء والهجاء والزهد١ والتصوُّف وكانت موشّحات المدح تجري على الطريقة
وكذلك


النص الأصلي

حقيقة الموشّح: الموشّح نوع من الشعر قاد إليه الغناء، كما قادت إليه طبيعة الحياة والأحوال
الاجتماعية: إنه شعر جديد في تسميته، وفي تركيبه وقالب التقفية فيه، وفي اتّساع دائرة وزنه، وفي
صیاغته وتعدّد أجزائه.


تركيبه
المطلع - القفل - الخرجة: في الموشّح مطلع، وأقفال، وخرجة؛ والمطلع يُسمَّى مذهباً. إن وُجد المطلع سمّي الموشّح تامًاً، وإلَّا فُيُسمَّى أقرع.
الدور: يتألَف الدور ممّا يلي المطلع ويقع بين الأقفال.
الغصنِ - السّمط: الجزء في المطلع والقفل والخرجة يُسمَّى ((غُصناً)) والجزء في الدور يُسمّى


تقفية الموشّحات ووزنها: تحرّر الموشّح، بتأثير الغناء والبيئة، من القيود الشعريّة التقليديّة،
وكان في أوزانه وقوافيه شديد التنّوع.
٣نشأة فنّ التوشيح وأطواره:
١ - نشأته: كانت نشأته في الأندلس ويُعزى اختراعه الى محمّد بن حمّود القبريّ الضرير؛ وقد نشأ
الموشَّح نشوءاً طبيعياً على ألحان الأناشيد الشعبية التي كانت شائعة في البلاد.
٢ - تطوره: كان في أول أمره أشعاراً خالية من التضمين والأغصان، ثم أخذ يتعقّد حتى تكامل
نظامه مع عبادة بن ماء السماء.


أشهر الوشاحين: عبادة بن ماء السماء - محمد بن عبادة القزّاز - الأعمى التُّطَيّلي- ابن بقيّ -
الحفيد بن زهر - ابن زمرك.


ه - أغراض الموشَّحات: كانت الموشَّحات في بده أمرها ذات أغراض وجدانية، ثم سُخّرت لجميع
الأغراض الشعرية التقليديّة.
أ - حقيقةُ الموشَّح:
تضاربَتِ الآراء في شأن الموشَّح، وتباينت الأقوال في حقيقته تبايناً شديداً فذهب
ابن سناء الملك (١١٥٥ - ١٢١١) الى أنه ((كلامٌ منظوم على وزنٍ مخصوص١)،
وذهب محمّد بن أبي شّنَب الى أنه ((قصيدة منظومة للغناء٢)) وجعله غيرهما نوعاً من
الشعر المسمّط٣. والذي يُرسل رائد النظر في هذه الأقوال جميعاً يجد أن أصحابها لم
يبينوا حقيقة الموشَّح تبيناً تاماً ولم يوفّوه حقّه من التعريف والتحديد. فكم من موشَّح
نُظمَ على وزن القصائد التقليديَّة ولم يكن على وزنٍ مخصوص، وكم من قصيدة نَظمَت
للغناء وليست من الموشَّحات في شيء، أضف الى ذلك أنّ التَّسْميط نوع من الزخرفة
والتنميق وليس فنّاً شعرياً خاصّا٤ً. والموشّحِ شعر، بل نوع خاص من الشعر، قاد إليه
الغناء، كما قادت إليه طبيعة الحياة والأحوال الاجتماعية لا تنطبق عليه قواعد
العروض، وإن نُظم بعضُه على بعضِ أوزانِ العُرُوض. وإنه ليُخيَّل إلينا أنه زَجلٌ راقٍ
ظهرت فيه اللغة الفُصحى وتركت فيه العَاميّة بعض آثارها.
أما اسمه فمأخوذ من وشاح المرأة وهو قلادة من نسيج عريض مرصّع بالجوهر تشدّه
المرأة بين عاتِقَيْها وكَشْحَيها؛ والأندلسيّون شديدو الشغف بمثل هذه التسمية- ولاسما
وانها تشير الى الزَّخرفة والتنميقِ، والموشَّح، كما لا يخفى، من أشدّ الشعر زخرفَةً
وتنميقاً، قال ابن خلدون: ((وأما أهل الأندلس فلما كثُر الشعر في قطرهم، وتهذّبت
مناحيه وفنونه، وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخرون منهم فناً سمّوه بالموشّح؟
ينظمونه أسماطاً أسماطاً، وأغصاناً أغصاناً، يكثرون من أعاريضها المختلفة ويسمُّون
المتعدِّد منها بيتاً واحداً، ويلتزمون عند قوافي تلك الأغصان وأوزانها مُتتالياً فيما بعد الى
آخر القطعة ، وأكثر ما تنتهي عندهم الى سبعة أبيات، ويشتمل كلّ بيت على أغصان
عددها بحسب الأغراض والمذاهب؛ ويَنْسبون فيها ويمدحون كما يُفعل في القصائد١)).
وبمثل هذا القول أراد صاحب المقدّمة أن يبيّن حقيقة الموشَّح وطريقة تركيبه، وهو
كلام شديد الإجمال، يحتاج الى تفصيل وإيضاح. وخلاصة ما تقدّم أنّ الموشّح شعر
جدید في تسمیته، وفي ترکیبه وقالب القفية فیه، وفي اتساع دائرة وزنه، وفي صیاغته
وتعدُّد أجزائه. قال مصطفى عوض الكريم: ((التوشيح لون من ألوان النّظم ظهر أول
ما ظهر بالأندلس في عهد الدولة المروانيّة في القرن التاسع الميلاديّ، ويختلف عن غيره
من ألوان النّظم بالتزامه قواعد معيَّنة من حيث التقفية، وبخروجه أحياناً على الأعاريض
الخليليّة، وبخلوه أحياناً أخرى من الوزن الشعريّ، وباستعماله اللغة الدَّارجة والعَجَميَّة
في بعض أجزائه، وباتّصاله الوثيق بالغناء٢)).


٢ - تركيبُ الموشّح:
١- المَطْلَع - القُفْل- الخرْجة: يتألّف الموشّح من مطلع يُسمّى مذهباً، وهذا
المطلع هو المجموعة الأولى من الأجزاء٣ وأقلَّها اثنان فصاعداً الى ثمانية أجزاء٣؛ وليس
بضروريّ الوجود؛ فإن وُجد سُمي الموشّح تامًاً، وإن خلا سُمي أقرع. والقوافي في
الأجزاء قد تكون متّفقة وقد تكون مختلفة. والمطلع يتردّد في الموشّح على نظام معيّن،
تردُّداً يحتفظ بعدد القوافي ونظامها دون المعاني والألفاظ، ويُسمّى كلّ مطلع متردِّدٍ
قُفْلاً. وليس للأقفال عددُ محدود، وهي في أكثر الموشّحات خمسة°. والقُفْلُ الأخير
في الموشّح يُسمّى خَرجة.
والخرجة تكون عادةً من ألفاظ العامّة ويرى ابن سناء الملك أنها قد تكون معربةً
أيضاً إذا كانت مستعارةً من خرجةٍ مشهورة لوشَاح آخر١، واذا كانت بَيْتَ شِعْر
مُضَمَّناً كما فَعل ابن بَقيّ في بيت ابن المعترّ:
عَلِّمُوني كَيْفَ أَسْلُو وَإلَّا فَاَحْجُّبُوا عَنْ مُقْلَتَيَّ الْمِلَاحَا
وقد تكون الخرجة باللفظ الأعجميّ ((بشرط أن يكون لفظها أيضاً في العجميّ
سفسافاً نَفْطِيَا٣، ورماديّاً زُطِيّاً) ... والمشروع بل المفروض في الخَرْجة أن يُجعَلَ
الخروج إليها وثباً واستطراداً، وقولاً مستعاراً على بعض الألسنة إما ألسنة الناطق أو
الصامت، أو على الأغراض المختلفة الأجناس. وأكثر ما تُجعَل على ألسنة الصببان
والنسوان والسكرى والسكران. ولا بُدّ في البيت الذي قبله الخرجة من: قال، أو
قُلت، أو قالَت، أو غنَّى، أو غنّيْت، أو غَنَّتْ)).


وهكذا ترى أنّ الخرجة من أهمَ عناصر الموشّح، بل أهمّها على الإطلاق. قال ابن
سناء الملك: ((والخرجة هي أبزار الموشّح وملحه وسكّره ومسكه وعنبره، وهي العاقبة
وينبغي أن تكون حميدة، والخاتمة بل السابقة وإن كانت الأخيرة١.))
٢- الدور: ويتألّف الموشّح أيضاً من الدّور وهو ما يعقب المطلع في الموشّح،
ويقع بين الأقفال؛ وهو يتألّف من أجزاء أقلُّها ثلاثة فصاعداً الى خمسة، ولا يتجاوز
الخمسة إلا نادراً. وجميع الأدوار متماثلة في عدد الأجزاء دون المعاني والألفاظ
والقوافي، وليس اختلاف القوافي شرطاً من شروط الموشّح. وهكذا فالأقفال فيالموشّحة الواحدة على وزن واحد وقافية واحدة ، لا يجوز فيها التغيير، أما الأدوار فيجوز
تغيير الرّويّ فيها. والدّور مع القفل الذي يليه يُسمّى بَيْتا١ً.
٣- الغصن - السّمط: والجزء في المطلع والقفل والخرجة يُسمّى ((غُصناً)). قال
مصطفى عوض الكريم: ((وأقلّ عدد لأغصان المطلع اثنان من نفس القافية كقول
لسان الدين بن الخطيب :
رُبَّ لَيْلٍ ظَفِرْتُ بالْبُدْرِ وَنُجُومُ السَّماء لَمْ تَدْرٍ ...
وقد يكونان من قافيتين مختلفتين كقول ابن بَقيّ :
عَبِثَ الشّوْقُ بِقَلْبِي فَاشْتَكَى أَلَمّ الُوَجْدِ فَلْبتْ أدْمُعِي ...
وقد تكون أغصان المطلع ثلاثة كقول الصّلاح الصّفدي :
لَا تَحْسَبِ الْقَلْبَ عَنْ هَوَاكَ سَلَا وإنَّما حاسِدِي الّذي نَقَلا حَرَّفْ ...
وقد تكون أربعة كقول ابن زَمرك:
نَسِيمُ غَرْنَاطَةٍ عَلِيلُ
لَكِنَّهُ يُبْرِئُّ الْعَلِيلْ
ورَوْضُهَا زَاهِرٌ بَلِيلُ
ورَشْفُهُ يَنْقِعُ الغَليْلْ ...


وهذا العدد من الأغصان هو الأكثر انتشاراً عند الوشّاحين، ولكن منهم من تجاوز
الحدّ حتى أغرب ... والمبالغة في الزيادة ضربٌ من التكلّف عمد إليه نفرٌ من وشّاحي
المشرق فاستحقوا ما وصمهم به ابن خلدون من التكلُّف٢)،
والجزء من الدّور يُسمّى ((سمطا)). وقد يكون السّمط مفرداً أو مركّباً من فقرتين أو
أكثر،


٤- تقْفية الموشّحات وَوَزْنها: مما لا شكّ فيه أنّ الموشّحات شعر عربيّ، وأنّ هذا
الشَّعر قام في الأساس على قاعدة القافية والوزن التي قام عليها سائر الشعر العربيّ ، وأنه
بتأثير الغناء والبيئة راح يتحرّر من القيود التقليديّة التي وضعها الخليل وسائر العروضيّين
من بعده، وراح يفجّر من القافية قوافي ومن الوزن أوزاناً، في تنوّع عجيب لا عهد للغة
العربيّة به، ولا صلة له بما ظهر في الشعر العربي من ضروب الازهواج والتثليث
والتربيع والتخميس وما الى ذلك من ألوان وأفانين.


والوزن شديد التوسع في الموشّحات، وهذا التوسّع غير ما نجده عند العروضيّين من
استعمال البحر تاماً أو مجزوءاً أو منهوكاً أو ما الى ذلك، ومن إدخال الزّحافات والعِلَل
على التّفعيلات، إنه توسُّع لا يقيّده قياس ولا يحدّه حدّ.
وخلاصة القول أن الموشحات تنقسم من حيث الوزن الى خمسة أقسام: القسم
الأول ما كان على وزن شعريّ تقليدي ، والثاني ما أخرجته عن الوزن الخليلي حركة أو
كلمة، والثالث ما اشترك فيه أكثر من وزن واحد، والرابع ما له وزن من غير الأوزان
الخلیلیة یدرکه السمع عند قراءته، والخامس ما ليس له وزن يدركه السمع عند قراءته
ولا يوزن إلا بالتلحين وذلك بمد حرف وقصر آخر، وإدغام حرف في حرف وغير ذلك
من فنون التلحين(١)). وهكذا ترى أن الموشّح نوع من الشعر جديد في الأدب العربيّ من
حيث التقفية والوزن لأنه يخرج خروجاً أساسياً عن القواعد العروضيّة.


٣َ - نشأة فنّ التوشيح وأطوارُه: بالأندلس، وأنّ ما قيل خلافاً لذلك إنما هو وَهم فاشل وزعمٌ باطل. فقد أثبت ذلك
ابن خاتمة١، وابن بسّام٢، وابن خلدون٣، والمقرّي٤، والمحبّبي' وغيرهم. والذين
أخذوا بغير هذا الرأي اعتمدوا على موشّح وجدوه في ديوان ابن المعترّ (٩٠٨)،
فانساقوا في أقوالهم على غير ثاقب نظر، وخطّأوا العلماء والمؤرّخين في غير خَفَر، ثم
جاءت الأبحاث العلميّة تُبدّد الأوهام، وتنسب ذلك الموشّح الى الحفيد بن زهر،
مقدّمةً الحجج والبراهين، معتمدةً أوثق المصادر٦. وتاريخ ظهور الموشّحات في
الأندلس غارق في عالمٍ من الغموض، ويُعزى اختراعها الى محمّد بن حمّود القبريّ
الضّرير. قال ابن بسام: ((وأوّل من صنع أوزان هذه الموشّحات بأفقنا وأخترع
طريقتها - فيما بلغني محمد بن حمود القبّري الضرير ... وقيل إن ابن عبد ربّه صاحب
كتاب العقد أوّل من سبق الى هذا النوع من الموشّحات عندنا٨)). وقال المقرّي:
((وحكى الكاتب أبو الحسن علي بن سعيد العنسيّ في كتابه ((المقتطف من أزاهير
الطُرف)) أن الحجازيّ ذكر في كتابه ((المسهب في غرائب المغرب)) أن المخترع لها بجزيرة
الأندلس المقدّم بن معافى القبريّ من شعراء الأمير عبدالله المروانيّ وأخذه عنه أبو عمر
أحمد بن عبد ربه صاحب ((العقد))، ثم غلبهما عليه المتأخّرون، وأول من برع فيه منهم
عُبادة بن القزّاز شاعر المعتصم صاحب المرِيَّة١.)) ونحن أمام روايات الرّواة وأقوال
المؤرخين لا يسعنا إلا الاعتقاد بأنّ الموشّحات نشأت نشوءاً طبيعيّاً على ألحان الأناشيد
الشعبية التي کانت شائعة في البلاد، وکان محمد القبريّ اول من عُرف بها ، وابن عبد
ربه أول من اشتهر، والقزّاز من النابغين الذين خطّوا طريقِ النجاح في ذلك الفنّ.
والتاريخ لم ينقل إلينا شيئاً من أخبار القبّريّ سوى أنه ((السابق)) و((المخترع))، وذلك في
القرن الثالث للهجرة (التاسع للميلاد).
وقد اختلف الباحثون اختلافاً شديداً في أصل نشأة الموشّحات، وفي هل هي
((تطوير للشعر المسمط الذي عرفه المشارقة من قبل))، أم هي تقليد للأغاني الشعبية
الاسبانية والبروفانسية. ومؤيدو الرأي الأول هم المستشرقون مارتن هارتمن ، وفرايتاغ ،
ونيكل ، ثم بعض أدباء العرب كشوقي ضيف وغيره؛ ومؤيّدو الرأي الثاني طائفة كبيرة
من العلماء الغربيين والشرقيين. قال مصطفى عوّض الكريم: ((إن كثيراً من الأسئلة
الحائرة لا تجد جواباً شافياً إلا إذا قبلنا النظريَّة القائلة بأنّ الموشّحات ما هي إلّا تقليد
لشعر غنائيّ عجميّ، وهي النظريَّة التي جاء بها المستشرقان الاسبانيّان خوليان ريبيرا
ومنديث بيدال، وحشدا لها من الأدلّة ما يجعل رفضها ضرباً من المكابرة والتعنّت.
فالموشّح يختلف عن الشعر المسمّط وغيره من فنون النظم المشرقية بأنه إنما صُنع من أجل
الغناء، وأوزانه المستحدثة التي لم يعهدها العرب في المشرق تدلّ دلالة قوية على أنّ هذه
الأوزان تقليد لأوزان أعجميّة، ووجود الخرجة الأعجميّة هو الحلقة بين الموشّح وذلك
الشعر الغنائي العجميّ. وظهور الموشّح في الأندلس دون المشرق، وفشَل المشارقة في
تقليد الأندلسيّين في فنّ التوشيح لا نفسّره إلا أنّ الأندلسيّين كانوا أحذق في تقليد ذلك
الشعر الغنائيّ العجميّ، وأن الشاعر المشرقي الوحيد - باعتراف ابن خلدون - الذي
استطاع أن يأتي بموشّحة خالية من التكلّف هو ابن سناء المُلك الذي أدرك أن إحكام
صناعة الموشّحات لا يتأتّى إلا لمن عاش في بيئة أندلسيّة١)).
٢ - تطوره: أمّا تطوّر فنّ التّوشيح فقد جرى وفاقاً لسنّة التطوّر الحياتيّ، فكانت
الموشّحة - على حدّ قول ابن بسّام - في أول نشأتها تُنظم أشعاراً على الأعاريض
المهملة غير المستعملة دون تضمين فيها ولا أغصان. ثم جاء يوسف بن هارون الرماديّ
(١٠١٢) ((فكان أوّل من أكثر من النَّضمين في المراكز، يُضمِّن كلّ موقف يقف عليه
في المركز خاصة .. ثم جاء عبادة بن ماء السماء (١٠٣٠؟) فتكامل معه نظام
الموشَّحات، ((وهو الذي أعطاها شكلها التام في بناء الأقفال والأدوار، وائتلاف
غصونها وسموطها، وتداخلها بعضها في بعض، بحيث لا نستطيع الوقوف على جزء
منها، حتى تنهي الى الخرجة التي يتشوّق إليها السّامعون وينتظرونها في شوق ولطفة٢)).
ثم كانت عصور ملوك الطوائف والمرابطين والموحّدين فازدهر فيها الموشح ازدهاراً كبيراً
حافلاً بالروعة .
وهكذا كان التوشيح نبتة أندلسيّة قامت على أصول أعجميّة٣، وكان ((عمل أوائل
الوشّاحين مزدوجاً، فقد كانوا يعرّبون الأغاني العجمية، ويضعون الكلمات للألحان
العجمية مع التقيّد بالأوزان العربية لاسيّما ما كان منها مهملاً غير مستعمل - كما يقول
ابن بسّام٦ - فجاء عملهم هذا متكلّفاً قاصراً على إرضاء ذوق العوامّ الذين لا يطلبون
إلّا مجاراة الشعر للتلحين، فإذا قارنًا موشحاتهم بموشحات من جاء بعدهم وجدنا أنّ
الأخيرة تتضمّن كثيراً من الأوزان غير العربية فكانت بذلك أقرب الى الأصل من
موشّحات سابقيهم°)).


٤- أشهر الوشّاحين:
انتشر فنّ التوشيح في الأندلس انتشاراً واسعاً جداً، واشتهر فيه عدد كبير من
الشعراء نذكر منهم عُبادة بنُ ماء السماء (١٠٣٠؟) الذي لمع نجمه في عهد العامريين،
و((كان في ذلك العصر شيخ الصناعة، وأحكم الجماعة، سلك الى الشعر مسلكاً سهلاً
فقالت غرائبه مرحباً وأهلاًا))، ثم محمّد بن عُبادة القزَّز الذي اتَّصل ببني صمادح
أصحاب المرية، وبرع في فنّ التوشيح حتى قيل: ((كلّ الوشّاحين عيال على عبادة
القزّاز٢)). وهنالك الأعمى الُعلَيْلي٣ّ (١١٢٦) وابن بَقِيّ (١١٤٥) («وموشحاته في
غاية الروعة تجمع بين الرقّة والمتانة، وقد ارتفعت بهذين الرجلين (الأعمى وابن بقي)
مكانة الموشّحة وسمت الى منافسة القصيدة التقليدية، وابتدأ العصر الذهبيّ للموشّحات
بالأندلس، وأخذت الموشحات تطرق كل الموضوعات بعد أن كانت في أول الأمر
قاصرة على الغزل والحمر والمدح٤)). وهنالك الحسن بن يِزار، ثمّ الحفيد بن زهر
(١١٩٨) أشهر الوشّاحين في عهد الموحّدين. ولعلّ آخر وشّاح مشهور أنجبته الأندلس
هو ابن زَمْرك (١٣٩٣).


أما في الشرق فقد شاعت الموشّحات منذ القرن الثاني عشر ولكنّ المشارقة لم يعالجوا
هذا الفنّ معالجة واسعة النطاق إلا في القرن التالي، وأشهر وشّاحيهم أبو القاسم هبة الله
ابن جعفر بن سناء الملك الشاعر المصريّ .. ولد بالقاهرة سنة ١١٥٥ وتوفي سنة ١٢١١،
وله ((دار الطّراز)) في عمل الموشّحات.


٥- أغراض الموشّحات:
وُضِعَت الموشّحات أول ما وُضعت للتغنّي بالعواطف القَلْيَّة، والتّعبير عن خوالج
الوجدان، فكانت تنفَّس النّفس العَاشِقَة، ولَهفة القلب الحالم، وامتدادةَ الأمل
الباسم، وتحنانَ النّشوة الذّاهلة؛ ثم راحت مع الأيام تتسيعُ لكلّ موضوعٍ وكلّ غرض
كالمدح والرثاء والهجاء والزهد١ والتصوُّف وكانت موشّحات المدح تجري على الطريقة
التقليدية من افتتاح بالغزل ومن تعظيم للممدوح واستحثاث له على العطاء. وكذلك
كانت الحال في سائر الأغراض، فقد درج الوشّاحون على طرائق أصحاب القصائد
التقليدية، وأخضعوا الموشّح لمعانيهم وأخيلتهم، وانحرفوا بذلك عن الهدف الرئيسي
الذي وجد له فنّ التوشيح وعن الاندفاقة الوجدانية الصافية التي رافقت ظهوره،
وراحوا يخضعونه لأطاعهم وزلفاهم، ويُحَمّلونه من معاني التكّسب وقوارص الهجاء
ورموز التصوّف ما لا يتفق وطبيعته.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ثانياً: موهبة ا...

ثانياً: موهبة التفكير المنتج يعد التفكير من الصفات التي تتضح على الإنسان وليس للإنسان غنى عنه ويحتا...

In Shakespeare'...

In Shakespeare's play "Macbeth", Claudius is not a character; however, in "Hamlet," Claudius is the ...

في الوقت الحاضر...

في الوقت الحاضر ، تتزايد أهمية إنشاء المناطق المحمية في السياسات العامة ، مع ضمان حق السكان المحليين...

3.1.3 Types of ...

3.1.3 Types of false ceilings Pvc and Fiber glass( كل وحده اربع او 5 اسطر بالكتير 1- PVC (Pol...

التعاون الاقتصا...

التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وجمهورية الهندية يعد محوراً هاماً في علاقاتهما الثنائية، حيث تشه...

عنوان الرسالة: ...

عنوان الرسالة: ظاهرة التضخم الوظيفي في ليبيا: دراسة متكاملة من سنة 1996 إلى سنة 2022 **المقدمة** ت...

### مقدمة رواي...

### مقدمة رواية "رب خرافة خير من ألف واقع" للكاتب يوسف جاسم رمضان هي رواية تتناول مواضيع فلسفية ونف...

In 2003, he dec...

In 2003, he decided to climb the remote Blue John Canyon in Utah. But little did he know that he wo...

كيف تفسر بان ا...

كيف تفسر بان الطلاب شاركوا في اللعبة دون معارضة واحيانا بتحمس ظاهر , פחד וחוסר ביטחון, וראו בתנועה...

أهم التعديلات ع...

أهم التعديلات على معيار 15 امتدت متطلبات الإفصاح عن الأطراف ذات العلاقة إلى التعهدات والارتباطات بي...

المطلب األول: ا...

المطلب األول: الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية عن أضرار السفن ذاتية القيادة يطرح موضوع تحديد المس...

‎تخدمك منصة قوى...

‎تخدمك منصة قوى بسوق العمل و بجميع معاملاتك وهو عبارة عن منصة خدمات اطلقتها وزارة الموارد البشرية وا...