لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

- وظائف اللسان:
كلّ إنسانٍ يرى نفسه مُحاطاً بكمية لا حصر لها مِن أنظمة التواصل، ففي حياتنا آلاف مِن الوحدات المنطمة وغير المنظمة التي لا نعيرها أهمية رغم الدور الذي تقوم به في تنظيم رؤيتنا للعالم وللأخرين، - سيارة صديقي = تُعلن موعد الإطلاق بالرحلة. - رجلٌ واقف وبيده خيزرانة = رئيس مركز التفتيش على الحدود (أبو يوسف). - دخلنا المكتب صاح أبو يوسف يطلب لنا القهوة = الضيافة والترحيب. - والدتك أسما كما أظنّ = الإرتياب من السؤال وما وراءه. - طلب مِن أحد العناصر القيام بالإجراءات = تعاظم الأمور. مِن خلال أنظمة التواصل هذه تلقينا إشارات وتوجيهات وأوامر نقلت إلينا مراسلات مختلفة، وقد فُهم معناها. فالتراسل يقوم في كلّ مرةٍ بين قطبين: المرسِل الذي يقوم ببث المرسلة والمرسَل إليه المتلقي لها. وهذه المراسلات (شعرية كانت أم نثرية) لا تُفهم عند التحليل إلا مِن خلال مخطط التواصل أو ما يعرف بوظائف اللسان تلك الوظائف اللغوية التي تأتي مِن طبيعة العلاقة بين المرسِل والمرسَل إليه، وبين العالم المحيط به (البيئة / الآخرين). فالمرسِل (المُرمِّز) هو مصدر المُرسلة، أي المكان الذي تنعقد فيه خيوط المُرسلة وتكتمل. والمرسَل إليه (المُستقبل) هو الذي يقوم بفكّ الرموز وفهم النص. والمُرسلة هي المخزون اللغوي الذي يختار منه المرسِل ما يحتاج إليه للتعبير ثمّ ينظمه في مقولة يبثّها إلى المرسَل إليه. المرجع (الموضوع)
قلتُ، نزلتُ، سألتُه، رآنا، دخولنا، نسمعُ، دخلنا، بنا، وتدلّ عليه ضمائر المخاطب: "أريتَ، أنتَ، لكَ، عيناكَ، حضرتكَ، بكَ، اسمكَ، فهي تحدّد العلاقات بين المرسلة والغرض الذي ترجِعُ إليه، وتدلّ عليها ضمائر الغائب المفرد التي تشعبت بين طرفين (الصديق وأبي يوسف). ننظارته، قال، استطرد، ضحك، قهقهته، وجهه، غادرَ دون أن ينظرَ، كما ظهر ضمير الغائب المثنى الذي يظهر العلاقة بين طرفي الحوار(الصديق وأبي يوسف) : "تبادلا، بينكما. " وهنا دلالة عميقة على المعرفة المُسبقة بينهما والتي وصف الكاتب بالمُسايرة وبوس اللحى. مِن هنا كان تشابك الوظائف اللغوية واللسانية وتماسكها في عملية الكلام، كما أنّ سهولة فهم المقولة يعتمد على مدى أحترام (الباث) قواعد اللغة وبقائه ضمن إطارها المألوف والمُستعمل ليسهل على المُتلقي فكّ رموز المرسلة. 1- سمات التواصل اللساني:
يُحتِّـمُ التواصلُ اللساني استعمال اللغة المُتمفصلة، وهي نظام إشارات مباشرة ولفظية وشفهيّة وصوتية، وهي بناء رموزي من الإشارات البديلة للغة المنطوقة. يفترض البناء الرموزي وجود وحداتٍ رموزية خطّية هي (الكتابة) التي تعطي الأشكال اللفظيّة وحدات لسانية تعادلها صُوريّاً وتنسجم انسجاماً أكثر مع حاجات حفظ المراسيل. ولا يوجد في مقابل هذا البناء الرموزي أيّ بناء آخر سوى اللسان وحسب، "وهو انتظام من نوع خاص لمعطيات التجربة". لا تسبق وحداته وجوده "لأن اللسان ليس بطاقات تلصق على حقائق مُعطاة لمرّة واحدة إلى الأبد أو تتساوى عند جماعات مختلفة" (أ. مرتينه 1972، ويتألف مِرسال اللسان الطبيعي مِن مقاطع صغرى على نوعين:
- التمفصل الأول للغة: هو التمفصل الذي يبني المقول مِن وحدات دلالية صغرى أو مستفردات متعاقبة. * المستفرد: هو أصغر وحدة تملك في آنٍ معاً مبنى (الدال) ومعنى (المدلول). وفي ما جرى مِن تراسل في الرواية كان البناء الرموزي الآتي الذي إنطلق مِن مرسال مُعدّ سلفاً وصولاً إلى مرسال آخر يعبّر عنه برموز مختلفة. وقد يصلح اللسان للإخبار بشكل مباشر عن الحقيقة الخارجة عن اللسان:
* ترجّلَ الصديقُ وترجلتُ بعدهُ تأدباً. * تبادلا القُبلَ والكلماتِ المُعتادة. * مدّ أبو يوسف يدهُ مُرحِّباً فمددتُ يدي مُسلِّماً ومعرفاً بنفسي. * لمعَتْ عينا أبي يوسف بإشراق عجيب وهو يُصرُّ على دخولنا مكتبه لتناول القهوة. مِن خلال التركيز على المرسال الذي يبعثه المُرسل للمتلقي نجد العناصر الأساس للتواصل النُطقي بين أطراف المُرسلة:
* ترجّل الصديقُ: ثلاثة مستفردات. ترجلتُ بعده تأدباً: خمسة مستفردات. * تبادلا القبل (الصديق وأبو يوسف): أربعة مستفردات + والكلمات: ثلاث مستفرات + المُعتادة: مستفردتان = تسعة مستفردات. فمددتُ يدي مُسلِّماً: ستة مستفردات + ومُعرفاً بنفسي: خمسة مستفردات = أحد عشر مستفرد. * لمعَتْ عينا أبي يوسف بإشراق عجيب: تسعة مستفردات وهو يُصرُّ على دخولنا مكتبه لتناول القهوة: ثلاثة عشر مستفرد. هذا يظهر أنّ كلاً مِن أطراف التواصل إستخدم عدداً مِن المستفردات بحسب طاقته الكلامية عِبر مقول يبنى مِن وحدات دلالية:
الصديق الكاتب أبو يوسف
المستفردات المتعاقبة ترجّل الصديقُ: ثلاثة مستفردات. تبادلا القبل والكلمات المُعتادة (الصديق وأبو يوسف): تسعة مستفردات. تبادلا القبل والكلمات المُعتادة (الصديق وأبو يوسف): تسعة مستفردات. فمددتُ يدي مُسلِّماً ومُعرفاً بنفسي: أحد عشر مستفرد. مدّ أبو يوسف يدهُ مُرحِّباً: ستة مستفردات. لمعَتْ عينا أبي يوسف بإشراق عجيب: تسعة مستفردات.
وهو يُصرُّ على دخولنا مكتبه لتناول القهوة: ثلاثة عشر مستفرد. المجموع: 3+9 = 12 مستفرد 5+11 = 16 مستفرد 9+6+ 9+ 13= 37 مستفرد
- التمفصل الثاني للغة: هو التمفصل الذي يبني الوحدة الدلالية عينها بواسطة تمييزية متعاقبة هي اللوافظ. * اللافظ: هو أصغر وحدة في السلسلة الكلامية تملك قيمة تضادية مؤدية. * خيزرانة: khayzarana : عشرة لوافظ. - الخيزرانة دال على شخصية الرجل الذي هو رئيس المركز/ المُحقق/ أبو يوسف. * وجاهة: Wajaha : ستة لوافظ. - القهوة دال على حُسن الضيافة التي تليق بوجاهة الشخصيتين (الصديق والكاتب). * أسلوب: ousloub : سبعة لوافظ. * أرتاب: Artab : خمسة لوافظ. - السجن دال على المصير الذي سيلقاه الكاتب المطلوب للتوقيف رغم مظلمته. - تمفصل على صعيد التعبير فقط. (أ. مرتينه 1972، دو سوسور) في رسم التواصل اللساني الإعتماد على الأمور التالية (نفسية / فيزيولوجية/ فيزيائية)، وتفسيره هذا يُلمِّح إلى إنتشار موجاتٍ صوتية، وأما ما تبقى مِن تواصل فيعود إلى تحليل فيزيولوجي وفق نظرية التداعي وهي نظرية تبسيطية للتوزيع الدماغي. ويقترح (جاكوبسون) تحليلاً للعناصر المكونة لكلّ عملية لسانية في أي تواصل كلامي، معتمداً في ذلك على تحليل الفعل السيميائي في دراسة اللغة بجميع وظائفها اللغوية.
2- نظرية المعلومات والتواصل اللساني:
إهتمّ اللغويون بنظرية المعلومات لأنها تُبرز أهمية بعض الوقائع التي تهتم في دراسة العلاقات بين المعلومة والتردّد والكلفة. فلفظة (قوي) يؤثر تردّدها على إستعمالها في سياقاتٍ مختلفة وعليه يختلف معناها. وفي مقارنة بين المعلومة والمعنى، نقول:
* أنزل به جزاءً قويّاً. = قوي أي عادل. * إنه قوي في التحقيق. = قوي أي ماهر. * هو قوي كالغوريلا. = قوي أي شجاع. نرى مِن خلال ما ورد أنّ قيمة الكلمة مرتبة بعدد الكلمات التي تتضاد معها أو تفترق عنها. ولنقارن أيضاً بين معنى (خفيف) و(ثقيل) في قولنا:
* هذا الشراب ( الزهورات) غير قوي. = غير قوي أي خفيف. كذلك يتميّز المرسال ذو المعنى بكمية معتدلة مِن المعلومات، فعندما نقول عن مرسال إنه مِن دون معنى نفقد التواصل بين المتراسلين.


النص الأصلي


  • وظائف اللسان:
    كلّ إنسانٍ يرى نفسه مُحاطاً بكمية لا حصر لها مِن أنظمة التواصل، ففي حياتنا آلاف مِن الوحدات المنطمة وغير المنظمة التي لا نعيرها أهمية رغم الدور الذي تقوم به في تنظيم رؤيتنا للعالم وللأخرين، ولنأخذ مثالاً مِن المشهد الأول مِن الرواية الرحلة الميمُونة والعثرات على سلوك الشخصيات:

  • سيارة صديقي = تُعلن موعد الإطلاق بالرحلة.

  • رجلٌ واقف وبيده خيزرانة = رئيس مركز التفتيش على الحدود (أبو يوسف).

  • ترجّل الصديق وترجلتُ بعده تأدباً = التعارف بين الشخصيات والوجاهة تفرض نفسها.

  • دخلنا المكتب صاح أبو يوسف يطلب لنا القهوة = الضيافة والترحيب.

  • والدتك أسما كما أظنّ = الإرتياب من السؤال وما وراءه.

  • أنت مطلوب إلى السجن = التوقيف القسري.

  • طلب مِن أحد العناصر القيام بالإجراءات = تعاظم الأمور.

  • غادر دون أن ينظر إليّ وصديقي: الأمر جدّي للغاية ويتتطلب الصبر والعقلانية.
    مِن خلال أنظمة التواصل هذه تلقينا إشارات وتوجيهات وأوامر نقلت إلينا مراسلات مختلفة، وقد فُهم معناها. فالتراسل يقوم في كلّ مرةٍ بين قطبين: المرسِل الذي يقوم ببث المرسلة والمرسَل إليه المتلقي لها. وهذه المراسلات (شعرية كانت أم نثرية) لا تُفهم عند التحليل إلا مِن خلال مخطط التواصل أو ما يعرف بوظائف اللسان تلك الوظائف اللغوية التي تأتي مِن طبيعة العلاقة بين المرسِل والمرسَل إليه، وبين العالم المحيط به (البيئة / الآخرين).
    فالمرسِل (المُرمِّز) هو مصدر المُرسلة، أي المكان الذي تنعقد فيه خيوط المُرسلة وتكتمل. والمرسَل إليه (المُستقبل) هو الذي يقوم بفكّ الرموز وفهم النص. والمُرسلة هي المخزون اللغوي الذي يختار منه المرسِل ما يحتاج إليه للتعبير ثمّ ينظمه في مقولة يبثّها إلى المرسَل إليه.
    ولا بُدّ من وجود قناة إتصال بين الطرفين (المُرسِل) و(المُرسَل إليه) لإقامة التواصل وهذا ما يعرف بعناصر التواصل كما حدّدها اللغوي جاكوبسون (jakobson) مِمّا يتيح الحصول على فئات دلالية متنوعة هي الوظائف اللغوية أو اللسانية:
    المرجع (الموضوع)
    المُرسِل المُرسلة المُرسَل إليه

    قناة الإتصال (الوسيلة)
    الرمز (لغة الإتصال)
    1- إنفعالية / تعبيرية:
    وهي تحدِّد العلاقة بين المرسِل والمُرسلة وموقفه منها، وما تحمله من أفكارٍ تكشف حالته الإنفعالية وتعبّر عن مشاعره الذاتية، وتدلّ عليه ضماثر المُتكلم المفرد في تعبيره عن ذاته: "صديقي، جعلني أتمّتمُ، عليَّ إحتجاجي، ترجلتُ، مددتُ يدي، إليَّ، قراتُ، نظرتُ، اسمي، وجاهتي، سألني، بنظرتي، قلتُ، بدأتُ، والدتي، أصبحتُ، رجوتُ، أصدقائي، كي أقولَ، ذكرني، أنا، ضحكتُ، فصاحتي، أقولُ، إنني شعرتُ، توجّستُ، لكي أتأكدَ، حدسي، نهضتُ، قلتُ، سأنتظرُ، نزلتُ، سألتُه، أجبتُه، دخلتُ، منّي، جيوبي، لن أنسى، حييتُ، إليّ..." وهذه الضمائر عبّرت عن الكاتب نفسه في مشاركته لعملية التواصل، والتي جعلتُ منه منفعلاً، وغافلاً عمّا يجري معه في مثل هذه الموقف (رؤية مركز التفتيش) الذي تحوّل إلى (مركز للتحقيق) والذي ألزم الكاتب الإضطراب والحذر والخوف والريبة من مجريات الأمور.
    وضمائر المُتكلم الجمع في إنفعاله وتبيه موضوع الشراكة مع الآخرين: "شربنا، إنطلقنا، وصلنا، علينا أن نسلّمَ، رآنا، دخولنا، نسمعُ، دخلنا، بنا، لنا، انتهينا، أمامنا، نحن ننتظرُ، ضحكنا، أشبعنا..." وهذه الضمائر دلّت على مشاركة الطرفين (الكاتب والصديق) للأحداث بدأت مِن وقت الإطلاق بالرحلة إلى الوصول لمركز التفتيش، إلى رؤية أبي يوسف وإستضافته لهما، إلى الإستجواب الذي طال الكاتب وجعل مِن الصديق لبقاً في تصرفاته لكي لا تطاله التحقيقات، إلى اللجوء لأسلوب المسايرة والتملّق لينجو بنفسه ويقع صديقه الكاتب في براثن المحقق أبي يوسف.
    2- أمرية / إيعازية (ندائية):
    وتدخل الجمل الأمرية ضمن هذه الوظيفة التي ينادي بها المرسِل المرسَل إليه لإثارة انتباهه أو الطلب منه القيام بوظيفة ما، وتدلّ عليه ضمائر المخاطب: "أريتَ، أنتَ، لكَ، عيناكَ، حضرتكَ، بكَ، اسمكَ، والدتكَ، غيركَ، لمعلوماتكَ، سأنتظركَ ، تفضلْ، أنتَ، اتبعني..."
    وهنا عملية تبادل الطلب من خلال الإيعاز والجمل الأمرية حصلت بين طرفين هما (الكاتب وأبي يوسف) إثر التحقيق مع الكاتب وتبادل الحوار بينهما مابين إستغراب ودهشة مِمّا يجري من إتهامات موجهة للكاتب عبر ضمير المخاطب المباشر.
    3- ارجاعية / معرفية (تمثيلية):
    وهي اساس كلّ تواصل، فهي تحدّد العلاقات بين المرسلة والغرض الذي ترجِعُ إليه، وتدلّ عليها ضمائر الغائب المفرد التي تشعبت بين طرفين (الصديق وأبي يوسف). فما دلّ على الصديق الذي كان مسروراً بمرافقة صديقه الكاتب في رحلة من العُمر، إلى شاهد زور على تصرفات المحقق أبي يوسف، إلى مُساير لبقٍ وربما على حساب الصداقة المتينة: "توجّه، هو، يقول، ترجّلَ، بعدهُ، نظر، قوله، إليه، ضحكَ، يمشي، يقف، أخرجه..."
    وما أبان شخصية أبا يوسف رئيس المركز بصورته المتقلبة بين رجل بشوش الوجه ومضياف، إلى محقق بارع يوقع بطريدته بذكاءٍ ودبلوماسية: "بيده، هو، عينيه، شعرهُ، أشبعه، به، نحوه،عليه، مدّ، يده، رحّب، يُصرُّ، مكتبه، صاحَ، سأل، يزدادُ، ننظارته، يردّدُ، قال، استطرد، ضحك، قهقهته، وجدَ ضالته، خرجَ، وجهه، وراءه، دنا، قالَ، فأجاب، طلبَ، إنقلبَ، غادرَ دون أن ينظرَ، ومسكَ، أخرجَه معه..."
    كما ظهر ضمير الغائب المثنى الذي يظهر العلاقة بين طرفي الحوار(الصديق وأبي يوسف) : "تبادلا، بينكما..." وهنا دلالة عميقة على المعرفة المُسبقة بينهما والتي وصف الكاتب بالمُسايرة وبوس اللحى.
    مِن هنا كان تشابك الوظائف اللغوية واللسانية وتماسكها في عملية الكلام، إلا أنّ غلبة إحدى هذه الوظائف في مقولة معينة هو الذي يطبع هذه المقولة بطابع مُعيّن، كما أنّ سهولة فهم المقولة يعتمد على مدى أحترام (الباث) قواعد اللغة وبقائه ضمن إطارها المألوف والمُستعمل ليسهل على المُتلقي فكّ رموز المرسلة.
    • التواصل اللساني:
    1- سمات التواصل اللساني:
    يُحتِّـمُ التواصلُ اللساني استعمال اللغة المُتمفصلة، وهي نظام إشارات مباشرة ولفظية وشفهيّة وصوتية، أو استعمال اللغة المكتوبة، وهي بناء رموزي من الإشارات البديلة للغة المنطوقة.
    يفترض البناء الرموزي وجود وحداتٍ رموزية خطّية هي (الكتابة) التي تعطي الأشكال اللفظيّة وحدات لسانية تعادلها صُوريّاً وتنسجم انسجاماً أكثر مع حاجات حفظ المراسيل. ولا يوجد في مقابل هذا البناء الرموزي أيّ بناء آخر سوى اللسان وحسب، "وهو انتظام من نوع خاص لمعطيات التجربة". لا تسبق وحداته وجوده "لأن اللسان ليس بطاقات تلصق على حقائق مُعطاة لمرّة واحدة إلى الأبد أو تتساوى عند جماعات مختلفة" (أ. مرتينه 1972، ص 76). ويتألف مِرسال اللسان الطبيعي مِن مقاطع صغرى على نوعين:

  • التمفصل الأول للغة: هو التمفصل الذي يبني المقول مِن وحدات دلالية صغرى أو مستفردات متعاقبة.




  • المستفرد: هو أصغر وحدة تملك في آنٍ معاً مبنى (الدال) ومعنى (المدلول).
    وفي ما جرى مِن تراسل في الرواية كان البناء الرموزي الآتي الذي إنطلق مِن مرسال مُعدّ سلفاً وصولاً إلى مرسال آخر يعبّر عنه برموز مختلفة. وقد يصلح اللسان للإخبار بشكل مباشر عن الحقيقة الخارجة عن اللسان:




  • ترجّلَ الصديقُ وترجلتُ بعدهُ تأدباً.




  • تبادلا القُبلَ والكلماتِ المُعتادة.




  • مدّ أبو يوسف يدهُ مُرحِّباً فمددتُ يدي مُسلِّماً ومعرفاً بنفسي.




  • لمعَتْ عينا أبي يوسف بإشراق عجيب وهو يُصرُّ على دخولنا مكتبه لتناول القهوة.
    مِن خلال التركيز على المرسال الذي يبعثه المُرسل للمتلقي نجد العناصر الأساس للتواصل النُطقي بين أطراف المُرسلة:




  • ترجّل الصديقُ: ثلاثة مستفردات. ترجلتُ بعده تأدباً: خمسة مستفردات.




  • تبادلا القبل (الصديق وأبو يوسف): أربعة مستفردات + والكلمات: ثلاث مستفرات + المُعتادة: مستفردتان = تسعة مستفردات.




  • مدّ أبو يوسف يدهُ مُرحِّباً: ستة مستفردات. فمددتُ يدي مُسلِّماً: ستة مستفردات + ومُعرفاً بنفسي: خمسة مستفردات = أحد عشر مستفرد.




  • لمعَتْ عينا أبي يوسف بإشراق عجيب: تسعة مستفردات وهو يُصرُّ على دخولنا مكتبه لتناول القهوة: ثلاثة عشر مستفرد.
    هذا يظهر أنّ كلاً مِن أطراف التواصل إستخدم عدداً مِن المستفردات بحسب طاقته الكلامية عِبر مقول يبنى مِن وحدات دلالية:


    الصديق الكاتب أبو يوسف
    المستفردات المتعاقبة ترجّل الصديقُ: ثلاثة مستفردات. ترجلتُ بعده تأدباً: خمسة مستفردات.
    تبادلا القبل والكلمات المُعتادة (الصديق وأبو يوسف): تسعة مستفردات. تبادلا القبل والكلمات المُعتادة (الصديق وأبو يوسف): تسعة مستفردات.


         	فمددتُ يدي مُسلِّماً ومُعرفاً بنفسي: أحد عشر مستفرد.	مدّ أبو يوسف يدهُ مُرحِّباً: ستة مستفردات.
    لمعَتْ عينا أبي يوسف بإشراق عجيب: تسعة مستفردات.
    وهو يُصرُّ على دخولنا مكتبه لتناول القهوة: ثلاثة عشر مستفرد.



المجموع: 3+9 = 12 مستفرد 5+11 = 16 مستفرد 9+6+ 9+ 13= 37 مستفرد



  • التمفصل الثاني للغة: هو التمفصل الذي يبني الوحدة الدلالية عينها بواسطة تمييزية متعاقبة هي اللوافظ.



  • اللافظ: هو أصغر وحدة في السلسلة الكلامية تملك قيمة تضادية مؤدية. فاللافظ عنصر في الدال والمستفرد، ويملك شكلاً لفظياً دون المدلول.
    وفي هذه المشهد الذي بدأ برحلة وإنتهى بتوقيف سلسلة مِن المجموعة الكلامية يشكلها الدال والمدلول:

  • رجل: Rajol : خمسة لوافظ.

  • خيزرانة: khayzarana : عشرة لوافظ.



  • الخيزرانة دال على شخصية الرجل الذي هو رئيس المركز/ المُحقق/ أبو يوسف.



  • وجاهة: Wajaha : ستة لوافظ.

  • قهوة: Kahwa : خمسة لوافظ.



  • القهوة دال على حُسن الضيافة التي تليق بوجاهة الشخصيتين (الصديق والكاتب).



  • أسلوب: ousloub : سبعة لوافظ.

  • أرتاب: Artab : خمسة لوافظ.



  • الإرتياب دال على الخوف مِن أسلوب المُحقق الذي كان يسأل بطريقة إستخباراتية.



  • مطلوب: Matloub : سبعة لوافظ.

  • سجن: Sé́jén : خمسة لوافظ.



  • السجن دال على المصير الذي سيلقاه الكاتب المطلوب للتوقيف رغم مظلمته.



  • ترحيب: Tarhib : ستة لوافظ.

  • لؤم: loem : أربعة لوافظ.



  • اللؤم دال على حقيقة صاحبه الذي إعتمد الترحيب لا لكرمٍ وإنّما لمكيدة يدبرها.
    ويُمكن وصف اللغة البشرية بأنها مزدوجة التمفصل:

  • تمفصل على صعيد المضمون والتعبير.

  • تمفصل على صعيد التعبير فقط. (أ. مرتينه 1972، ص 80).
    ويرى (ف. دو سوسور) في رسم التواصل اللساني الإعتماد على الأمور التالية (نفسية / فيزيولوجية/ فيزيائية)، وتفسيره هذا يُلمِّح إلى إنتشار موجاتٍ صوتية، وأما ما تبقى مِن تواصل فيعود إلى تحليل فيزيولوجي وفق نظرية التداعي وهي نظرية تبسيطية للتوزيع الدماغي. ويقترح (جاكوبسون) تحليلاً للعناصر المكونة لكلّ عملية لسانية في أي تواصل كلامي، معتمداً في ذلك على تحليل الفعل السيميائي في دراسة اللغة بجميع وظائفها اللغوية.


2- نظرية المعلومات والتواصل اللساني:
إهتمّ اللغويون بنظرية المعلومات لأنها تُبرز أهمية بعض الوقائع التي تهتم في دراسة العلاقات بين المعلومة والتردّد والكلفة. فلفظة (قوي) يؤثر تردّدها على إستعمالها في سياقاتٍ مختلفة وعليه يختلف معناها. وفي مقارنة بين المعلومة والمعنى، نقول:



  • أنزل به جزاءً قويّاً. = قوي أي عادل.

  • إنه قوي في التحقيق. = قوي أي ماهر.

  • هو قوي كالغوريلا. = قوي أي شجاع.
    نرى مِن خلال ما ورد أنّ قيمة الكلمة مرتبة بعدد الكلمات التي تتضاد معها أو تفترق عنها. ولنقارن أيضاً بين معنى (خفيف) و(ثقيل) في قولنا:

  • هذا الشراب (القهوة) قوي. = قوي أي ثقيل.

  • هذا الشراب ( الزهورات) غير قوي. = غير قوي أي خفيف.
    كذلك يتميّز المرسال ذو المعنى بكمية معتدلة مِن المعلومات، فعندما نقول عن مرسال إنه مِن دون معنى نفقد التواصل بين المتراسلين. أو إنّه يحمل معلومات أكثر مِمّا يجب (الصمت الداخلي لدى المُتلقي) لأنّ المعلومة غامضة والإجابة صعبة ومُحيّرة توقع صاحبها بردة فعلٍ تجعله يردّد كلماتٍ عشوائية.
    فحين رحّب المحقق أبو يوسف بالكاتب أردفه بكمية مِن المعلومات يعرفها هو عنه، وأسهب في تعداد مزايا عِبر الترحيب به: (أهلاً بالأستاذ هاني، نحن ننتظرُ اللقاء بكَ منذ مدّة طويلة وأظنُّ أن اسمك الرسمي محمد هاني لأنّ خير الأسماء ما حُمّد وعُبّد)، كان كافياً هذا المرسال ليفرض على الكاتب جوّاً مِن التواصل والتعبير عِبر نظام لغوي خاص به أنّه فهم القصدية (ترحاب وتودّد فياقيه الكاتب بالشكر والإرتياح) لكن عندما أعقبه المُحقق بمعلومة أخرى فقال: (والدتكَ أسما كما أظنّ؟) هنا نقول أنّ المرسال مِن دون معنى وفقد التواصل بين الطرفين بل أحدث عند الكاتب (المُرسل إليه) صمتاً داخلياً وريبة فردّ (نعم. وبدأتُ أرتابُ من الأسلوب وما وراءه!).
    ثمّ راح المحقق (المُرسل إليه) يتابع التواصل اللساني عبر معلومات يؤثر تردد كلماتها (غيرك) على استعمالها في سياقات إتهامية لا تعارفية وهنا ظهرت التضادية في المعلومة (ألا يوجد أحدٌ غيركَ بهذا الاسم في عائلتكم الكريمة؟) فأدرك الكاتب أنّ المرسال يحمل الإتهام لا التعارف فكانت كلماته مختارة عشوائياً ولو حملت شيئاً مِن الإشمئزاز: (لا أبداً، ولمعلوماتكَ أنّ والدتي لم تكن تسمحُ لأحدٍ بتسمية ولده باسمي إلى أن أصبحتُ شاباً فرجوتُ أحد أصدقائي عندما وُلد له ولدٌ ذكراً أن يُسميه باسمي كي أقولَ لمَن ينقل لي أنّ أحداً ذكرني بسوءٍ أنّ المقصود هو وليس أنا.)
    والنتيجة كانت أن المرسال تتطلب تصرفاً مُختلفاً مِن كلا الطرفين أو ما يعرف بالتماس أي الصلة النفسية بين المتكلم والمُستمع، ويسمح التماس بإقامة التواصل ومتابعته مِن خلال بناءٍ رموزي أي لساناً مشتركاً بين المُرسل والمتلقي وهذا عائد إلى المرسال إنّ كان مفهوماً بينهما فجاء الفعل السيميائي يوضح التبديل الحاصل في المواقف لدى الأطراف فكان الضحك سيد الأحكام ولكن بطرقٍ مختلفة تعبّر عن السيكو فيزيولوجي لديهم (ضحكنا جميعاً) كلّ بطريقتهٍ مختلفة عن الآخر:

  • أنا ضحكتُ ضحكةً صفراء باهتة. = الضحك دلّ على نفسية المُستمع الساخر.

  • صديقي ضحكَ مُجاملاً. = الضحك دلّ على نفسية صاحبها المُتملق.

  • بينما أبو يوسف ضحكَ بصوتٍ عالٍ والسعادة واضحة في قهقهته. = الضحك دلّ على نفسية المُحقق الإستخباراتي المُنتصر والمُتصنع الكرم، والمُنقلب إلى لؤم.
    مِن خلال هذه المواقف والمُتغيرات التي صورّها الكاتب وما تحويه مِن دلالاتٍ لغوية، فهي فاعلة تختـزل معنى ردة الفعل تجاه أي قوة خارجية ضاغطة، وهذا المعنى السامي ينسجم مع الواقع لأن الشعور نشأ كردّ فعل على التجارب والواقع. وهنا تكمن عناصر القوة في هذا التصوير الفني، فعناصر القوة في أيّ عمل أدبي هو الفرادة والإبداع وحسن استقطاب المُتلقي والتواصل معه عِبر دلالات وأساليب وطرائق فنيّةٍ.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يعتقد معظم المؤ...

يعتقد معظم المؤرخون أن بداية لعبة التنس الأرضي تعود إلى القرن الثاني عشر كما ذكرنا من قبل في فرنسا ب...

تعرف المشكلة با...

تعرف المشكلة بانها : موقف يؤدي بالفرد الى حالة من عدم التوازن المعرفي. موقف يتطلب من الفرد وضع خطة ل...

التدريس المصغر ...

التدريس المصغر Micro Teaching أسلوب تقني حديث لتدريب المعلمين، والمدربين التقنيين، وتزويدهم بالمعلو...

Instruction Cyc...

Instruction Cycle • Each phase decomposed into sequence of elementary micro-operations • E.g. fetch,...

فرانسوا لابلاتي...

فرانسوا لابلاتين يعتقد أن هناك نموذجين تفسيريين لأسباب المرض من وجهة نظر المرضى. النموذج الأول يركز ...

Research-method...

Research-methodology provides various techniques that support researcher to apply research pro-envir...

Ecosystems depe...

Ecosystems depend on sustainable energy inputs, and with the fossil fuel revolution, societies began...

How to Build a ...

How to Build a Successful AI Strategy for Your Business in 2024 Artificial intelligence has become a...

مقدمة: لفهم دين...

مقدمة: لفهم ديناميكيات السوق والمنافسة بعمق، من الضروري امتلاك معرفة دقيقة بالأنواع المختلفة لهياكل ...

قرائن الحذف ولا...

قرائن الحذف ولابد في الحذف من قرينة تدل على المحذوف وترشد إليه وتعينه، وإلا كان الحذف عبئًا وضربا من...

Definition of C...

Definition of Content: Curriculum content simply means the totality of what is to be taught in a.sch...

2 القانون الثان...

2 القانون الثاني: "عندما يصبح الإعلام السائد في مجتمع ما هو إعلام السلطة فلا بد أن يوجد في الوقت ذات...