لخّصلي

مقدمة:
جُمعت منهجيات العلاج المعرفي و العلاج السلوكي تحت مظلة المصطلح العام العلاج
السلوكي المعرفي في فترة السبعينيات، و لاحقا تطورت "موجة ثالثة" من العلاج المعرفي
السلوكي تضمنت العلاج بالقبول والالتزام والعلاج السلوكي الجدلي، كما تطورت
أساليب الإرشاد النفسي، بما في ذلك العلاج المرتكز علي الحل والتدريب المنهجي. تمتنع
علاجات ما بعد الحداثة مثل العلاج بالرواية والعلاج بالتماسك عن فرض تعريفات للصحة
النفسية والمرض النفسي، و ترى العلاج على أنه عملية بِناء تتم بواسطة المفحوص و
المعالج في سياق اجتماعي. و تطور أيضا العلاج المنهجي الذي يركز على دينامية الأسرة
أو المجموعة، و كذلك علم نفس ما وراء الشخصي، و الذي يركز على الجانب الروحي في
معاناة الإنسان، كما تطور عددا من التوجهات في العقود الثلاثة الماضية مثل العلاج
المختصر و العلاج النفسي الحديث متعدد الاوجه، علم النفس الجسدي، العلاج التعبيري و
علم النفس الإيجابي
المحاضرة 1 : العلاج السلوكي.
تمهيد:
العلاج السلوكي هو أسلوب علاجي يطبق خلالها نظريات التعلم الاجتماعي و مبادئ
السلوك في عملية العلاج النفسي بهدف تعديل، ضبط السلوك المرضي، تحويره أو توجيه هُ
توجيها إيجابيا صحيحا يوافق مبادئ السلوك السوي، إذن هي محاولة نفسية مبرمجة لأحداث
تغيير في سلوك الفرد المرضى إلى سلوك سوي إيجابي .
1 تعريف العلاج السلوكي: -
4
يتضمن العلاج السلوكي تعديل أو إزالة السلوك غير سوي للتخلص منه، يتم من خلال
جهود الأخصائي النفساني، التي تسُهم في إحداث التغيير المطلوب، فيركز العلاج السلوكي
على السلوك القابل للملاحظة وللقياس، ويركز على ضرورة فهم العلاقة السلوكية بين البيئة
و السلوك، مع استخدم المناهج العلمية في تحليل السلوك اعتمادا على الرصد و التسجيل
كشف عن البيانات من خلال أسلوب تجريبي، ينظر العلاج السلوكي إلى نمو السلوك و
ارتقائه نظرة شمولية، و يهتم بالأعراض الحالية لذا يسمى أسلوب لا تأريخي .
2 الاصول النظرية التاريخية للعلاج السلوكي: -
بدايات ظهور هذه التقنية العلاجية كأسلوب العلاجي في بدايات القرن العشرين، كرد
للانتقادات التي وجهت الى بعض المدارس و الاتجاهات القائمة على التحليل النفسي، و التي
كانت قابلة على تحليل و تفسير السلوك الخارجي للفرد، الإشارات البدائية في هذه التقنية
ظهرت و تجلت في رؤى كل من العالم "جون واطسون" 1958 - 1875 مؤسس المدرسة السلوكية، و العالم "فرانكس" في شكل مجموعة من التطبيقات المبكرة التي تضمنت استخدام الاشتراط المنفر و ذلك في علاج الإدمان و كانت مؤسسة على نظريات العالم النفسي الشهير"بافلوف" مؤسس نظرية "التعلم الاشتراطي"، و التي تعتبر أحد الأركان الرئيسية للعلاج السلوكي، و في خمسينيات القرن الماضي قام العالم "سكينر" قام بوضع الأسس الفنيةالعلمية، و كذلك كتاب العلاج النفسي بطريقة الكف التبادلي ل" ولبي"، كما أنل"إيزنك" إسهامات لا غنى عنها من خلال تأليفه لكتاب:" العلاج السلوكيوالعصابي"،
الذي اشتمل على العديد من المبادئ التي أسهمت بتطوير العلاج السلوكي.
3 أهداف العلاج السلوكي: -

• تحديد المشكلات في مصطلحات سلوكية.


• مساعده العملاء على إدراك دور الأحداث و تأثيرها على السلوك.


• العمل علي تقييم التغيرات السلوكية و المعرفية
  4 خطوات العلاج السلوكي: -
  1 تحديد السلوك المحوري المراد علاجه أو تعديله و يطلق عليه خط الأساس من العناصر -
  الآتية : تجميع المعلومات عن العميل من المصادر البشرية و غير البشرية، و تطبيق
  المقاييس العلمية لتحديد مظاهر السلوك المُشكل، و الملاحظة المسجلة حول مظاهر السلوك .
  2 الاتفاق مع العميل أو ولي الأمر - .
  3 تحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب من خلال تحليل المعلومات التي تم -
  جمعها من خلال جمع
  البيانات الكمية لمقدار شيوع أو معدل السلوك المضطرب، التوقيت الذي تحدث فيها، مع
  تحديد الظروف التي ترتبط بزيادة أو نقص حدوثه، ثم تعطى فرصة لمتابعة التطورات
  العلاجية لهذا السلوك بكل دقة .
  4 تحديد العوامل المسؤولة عن استمرار السلوك المضطرب و يتضمن ذلك - :
  -1 نوع السلوك "ضرب، سب، عدوان، كذب، سرقة.. الخ" .
  2 تاريخ حدوث السلوك - .
  3 - الوقت الذي يستغرق هُ، بمعنى مدة حدوث الاضطراب .
  4 - مع من حدث .
  5 كم مرة يحدث في اليوم، تحديد تكرار السلوك - .
  6 - ما لذي حدث قبل ظهور السلوك .
  7 - كيفية استجابة الأخرين . الاستجابة العادية عند بقية الافراد و تفسير تعارضها معه.
  8 - المكاسب التي حصل عليها من إجراء السلوك الخاطئة، أي المكاسب الثانوية .
  9 اية ملاحظات ترتبط بظهور المشكلة مثل: "صراع الابوين، ممارسة العادة السرية، -
  تناول مخدرات أوأدوية..الخ"
  10 تحديد و اختيار الظروف التي يمكن أن تعدل أو تغير من عملية العلاج - .
  6 تحديد الظروف السابقة للسلوك المضطرب و يتضمن ذلك تعديل العلاقات بين -
  الاستجابات و بين المواقف التي تحدث فيها .
  7 تعديل الظروف البدنية و فيها توجه الجهود نحو تقليل احتمال حدوث السلوك، لأنه غير -
  مرغوب أو غير متوافق ويكون التركيز على تعديل الاستجابات و تتابعها بهدف زيادة
  احتمال حدوث السلوك غير المرغوب في الظروف التي لا يتكرر فيها من خلال:" الاسرة،
  المدرسة تشجيع الاتجاه الإيجابي لدى الطالب و ابتكار و ممارسة نموذج سلوكي معارض
  للسلوك اللاتوافقي .
  8 إنهاء العلاج حين يصل الفرد الى السلوك المرغوب المعدل و تعميم هذا السلوك في -
  المواقف ذات الصلة.
  9 تحديد مظاهر التحسن من خلال - :
  1 القياس البُعدي - .
  2 إعادة تطبيق الملاحظة - .
  3 طرح التساؤل على الأفراد المحيطين بالظاهرة السلوكية - .
  10 تتبع الحالة من خلال أسلوب يتم الاتفاق عليه مع العميل أو ولي
  خلاصة:
  إن المعالج السلوكي بعد تشخيصه لحالة المفحوص، و تحديد أهم التقنيات الملائمة
  لمواجهة صعوباته، و للتخفيف من معاناته كتحديد أي أسلوب يعالج الاضطراب سواء كان
  خوف أو قلق...الخ ، فعلى المعالج في هذه الحالة أن يقوم بشرح بسيط للمراحل المختلفة، و

التي يمر بها العلاج، و بعد ذلك يبدأ المعالج في تعريف المفحوص للأسلوب الذي يستخدمه
في العلاج .
المحاضرة 2 : العلاج المعرفي.
تمهيد: إن "أرون بيك " من الباحثين المعاصرين الذين لديهم أبحاث عديدة في مجال
التشخيص و علاج حالات الاكتئاب، وكذلك بعض المقاييس المعرفية في مجال التشخيص و
قياس الاكتئاب، فقد وجد أن النموذج المعرفي يقدم تفسير أبسط و أقرب لمشكلات المرضى
عما تفعله نظرية التحليل النفسي و نظرية العلاج السلوكي و التي لا تقدم تفسيرا للأعصبة
النفسية أو تحسين المرضى
1 تعريف العلاج المعرفي: -
إلا أن بعض العلماء يرى أن العلاج المعرفي السلوكي ارتبط باسم "بيك، "Beck ، لأن
العلاج المعرفي ارتبط بصورة غالبة باسم" بيك " ، مع أنه وضع البنية الأولى لهذا الأسلوب
العلاجي، فقد كانت أفكار " كيلي Kelly" حول التصورات الشخصية مصدراً هاما في
العلاج المعرفي، فلقد كان "لكيلي " أثراً كبيراً على حركة العلاج المعرفي، لأنه ركز على
أهمية الطرق الذاتية التي ينظر و يفسر من خلالها الفرد ما يدور حوله من تغيير السلوك، أما
عالم النفس الشهير " إليس Ellis" فقد درس عدداً كبيراً من الأساليب العلاجية، ثم توصل
إلى ما أسماه بالعلاج العقلاني، و لكنه غير اسمه إلى العلاج العقلاني الانفعالي، فقد اعتمد
"إليس" في نظريته على دمج جوانب من العلاجات الإنسانية و السلوكية، وكان "إليس " قد
اقترح في بداية صياغته لنظريته العلاج العقلاني الانفعالي عدداً من الأفكار التي يعتقد أنها
المسئولة عن الاضطرابات العصابية

يرفض العلاج المعرفي ما تنادي به المدرسة التحليلية بأن اللاشعور هو مصدر
الاضطراب النفسي، و كذلك ما تنادي به المدرسة السلوكية بما أنها تعطي للسلوك من أهمية،
و كذلك ما تدعيه مدرسة الطب الأعصبة التقليدية من اختلالات الفيزيولوجية و الكيمائية
هي السبب في الاضطرابات الانفعالية.
ويقوم العلاج المعرفي على الفكرة القائلة بأنها :" يفكر فيه الناس و يقولونه حول أنفسهم،
و كذلك اتجاهاتهم وأراءهم، إنما هي أمور هامة و ذات صله وثيقة بسلوكهم الصحيح و
المرضى". فالمعالجين المعرفيين يستخدموا طرق لحل المشكلات التي يستخدمونها خلال
الفترات العادية من حياتهم ، يقول "أرون بيك":" أن وصفات العلاج ، يمكن أن توضع في
صورة بسيطة، فالمعالج يساعد على التعرف على التفكير الشخصي، و أن يتعلم طرق أكثر
واقعية لصياغة خبراته و هذه الطريقة تعطي معنى للمرض، لآنها تتح لهم استخدام معرفتهم
عن المفاهيم الخاطئ وتفسيرات خاطئة في وقت مبكر
ومع أن العلاج السلوكي محدود، لأنه يغفل تفكير المفحوصين المتعلق بأنفسهم و المتعلق
بالمعالج و بالعلاج، إلا ا أنه بسبب تأكيده على أهمية الحصول على المادة الموضوعية من
المفحوصين، و أهمية التخطيط المنسق لعملية العلاج وأهمية التحديد الكمي للتغير السلوكي،
أصبح ذا قيمة في نظر "بيك" شجعه على استخدامه في العلاج المعرفي، وبالتالي أصبح
العلاج معرفي سلوكي
2 أهداف العلاج المعرفي: -
يهدف العلاج المعرفي إلى تحقيق الأهداف التالية :
1 التعامل مع تحريف الفرد للواقع و الذي يُستنتج دون تمييز ، مثلاً عندما يرى أن -
الآخرين يريدون أن يؤذوه، ومثلاً قد يرى مريض الاكتئاب أنه لم يعد قادراً على أن يكتب
على الآلة الكاتبة، أو أن يقرأ أو يقود سيارة، ومع ذلك فحينما يطلب منه أداء هذه المهمة فإنه
يقوم بأدائها. وهناك تحريفات سهلة الكشف نسبي ا،ً من أمثلة ذلك )أني عبء على أسرتي(،
وهناك أحكام يتطلب التحقق منها جهداً أكبر. مثل " لا أحد يحبني "، و في مثل هذه الحالات
فإن الجلسات العلاجية، و بصفة خاصة عندما يصبح المريض مدربا على تسجيل أفكاره
الآلية، تزودنا بعمل جيد لكشف التحريفات.
2 التعرف على التفكير غير المنطقي مشوش و إنما يكون التفكير نفسه قائما على أساس -
افتراضات أواستنتاجات خاطئة عن المشاهد و الاحداث، التعامل مع عملية التحريف الواقع
و التي تبدأ لدى مرضى البارنويا في صورة الهذاءات و كذلك في بعض الامراض الاخرى.
3 الهدف من العلاج المعرفي هو تصحيح نمط التفكير لدى المريض، بحيث تصحح -
صورة عن الواقع في نظره ويصبح التفكير منطقيا، كما يركز العلاج المعرفي على حل
المشكلات.
2 - التعامل مع التفكير غير المنطقي فقد لا يكون هناك تشويش للواقع، و إنما يكون التفكير
نفسه قائما على أساس افتراضات خاطئة، و مشتملاً على استنتاجات خاطئة أو الوصول إلى
استنتاجات خاطئة من المشاهدات، أوحدوث زيادة في التعميمات. فمثلاً مريض الاكتئاب
يلاحظ أن هناك تسربا بأحد صنابير الماء، أو أن إحدى درجات السلم مكسورة، فيستنتج أن
المنزل برمته في تدهور و أنه تالف، و في الحقيقة أن المنزل بحالة ممتازة ماعدا المشكلات
الصغيرة، فنجد أنه أجرى زيادة تعميم كبيرة. و بنفس النهج فإن المرضى الذين يعانون من
مصاعب ناجمة عن سلوكهم الظاهر، كثيراً ما يبدؤون بمقدمات خاطئة، و على المعالج أن
يتناول هذه الأفكار الخاطئة ومناقشتها وإثبات عدم منطقيتها في الجلسات العلاجية.
3 المبدأ الأساسي لتطبيق العلاج المعرفي: -
تعتمد النظرية المعرفية في تناول الأمراض النفسية على تفسير الكيفية التي تتم من
خلالها معالجة المعلومات، وتفترض هذه النظرية أن الاضطرابات لدى الفرد ناتج وجود
أخطاء في معالجة المعلومات لديه، مما يترتب عليها وجود أبنية معرفية "مخططات" كامنة
عاجزة عن التكيف تسيطر على المريض، بناء على ما ينتج عنها من أفكار تلقائية تصاحب
الاضطراب و تساعد على استمراره .
8
و نظراً للتطورات السريعة التي تحدث في العلوم المعرفية بصورة عامة، و في نظرية
العلاج المعرفي بصورة خاصة، فقد تم تحديد مبادئ خاصة بالعلاج المعرفي السلوكي الذي
يمارس ضمن حدود مسلمات النظرية المعرفية .
4 خطوات العلاج المعرفي: -
1 - التعرف على الأفكار المرتبطة بسوء التكيف و تعطل قدرة الفرد على التعامل مع مواجهة
خبرات الحياة.
2 - ملئ الفراغات يكون عندما يتحدث المريض عن لأحداث و ردود أفعاله عادة توجد فجوة
بين المثير والاستجابة و في نظرية :"إليس" العلاج العقلاني الانفعالي فإن هذه الفجوة في
الأفكار أو المعتقدات التي تقع على المعالج مهمة ملئ هذا الفراغ، و هذا يمكن أن يتم من
خلال تعليم المريض أن يركز على الافكار التي تحدث أثناء معايشة المثيرة والاستجابة.
3 - الابتعاد و التركيز التي تمتل حسب" بيك " العملية التي ينظر بها موضوعا إلى الافكار و الأبعاد و هي تشمل الاعتراف بأن الأفكار التلقائية ليست هي الواقع و لا يوثق بها، و هي
ضارة بالتكيف و خارجية عن اطار الفرد.
4 - تدقيق الاستجابات على الرغم مما تحاوله مع المريض ليصبح قادر على التمييز بين
العمليات العقلية الداخلية والمثيرات الخارجية ، إلا أنهم لا يزال بحاجة الى أن يتعلم أساليب
الحصول على معلومات دقيقة مثل الاستنتاجات وتمحيصها مع الواقع و استخدام قواعد
البرهان
5 - تغيير القواعد من خلال أن تحل محلها قواعد أكثر واقعية و أكثر تكيفا.
6 إحداث تغيير في البناء المعرفي. -
7 تحقيق التفاعل بين العوامل المعرفي هو العوامل الأخرى المرتبطة بالأداء الاجتماعي -
للعميل.
5 عيوب العلاج المعرفي: -
1 - الاساليب التي يستخدمها المعالج المعرفي تعتمد على التعامل مع الافكار فقطو تتجاهل
المشاعر والتصرفات أي السلوكات.
2 - اعتبار الافكار التي تولد الانفعالات و توجهها في حين أن بعض يؤكد على أن
الانفعالات أقوي من الافكار فليس من السهل أن تجعل شخص يحب شخص أخر بمجرد
اقناعه بذلك.
خلاصة:
العلاج النفسي المعرفي يركز على أهمية الطرق الذاتية التي ينظر و يفسر من خلالها
الفرد لما يدور حوله في تغيير السلوك، حيث يرى في نظريته، نظرية التصورات الشخصية
أن الشخص يقوم بصياغة تصورات )توقعات( حول ما يجري من حوله، ثم يتفحص هذه
التصورات، و بناء على النتائج التي يتوصل إليها يقوم بتصحيح أوتعديل هذه التصورات،
أي أنه يقوم بإعطاء معاني للظواهر لكي يستطيع فيما بعد توقع ما قد يحدث و يحاول التحكم
به.
المحاضرة 3: العلاج المعرفي السلوكي:
تمهيد:
العلاج السلوكي المعرفي هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من
الأمراض النفسية مثل الكآبة ، القلق، تعكر المزاج الثنائي القطب و حالات نفسية أخرى، و
يستند على مساعدة المريض في إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية، بهدف تغيرها إلى
أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية، و يستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع
الأدوية المستعملة لعلاج النفسي.
1 تعريف العلاج المعرفي السلوكي: -
هو أحد الأساليب العلاجية الحديثة التي تهتم بصفة أساسية بالمدخل المعرفي
للاضطرابات النفسية، و يهدف هذا الأسلوب إلى إزالة الألم النفسي و ما يشعر به الفرد من
ضيق و كرب، و ذلك من خلال التعرف على المفاهيم والإشارات الذاتية الخاطئة و تحديدها
و العمل على تصحيحها و من ثم تعديلها . و يتوقف تحقيق هذا الهدف على وجود علاقة
علاجية دافئة بين المعالج و المريض، الذي يجب أن يتصف بالقبول، التقبل، الود ، الدفء،
التعاون والمشاركة الوجدانية، و أن يقوم المعالج بتدريب المريض و تعليمه كيفية التعرف
على المشكلات وحلها، و على مكوناتها الأساسية و أسبابها و علاقتها بالاضطراب.
يعتبر "دونالد هربربت" هو مؤسس العلاج المعرفي السلوكي الذي يعرفه" فريمان": "
بأنه أحد أنواع العلاج السلوكي الذي يهدف لتصحيح المفاهيم الخاصة بالسلوك
اللاسوي، فهناك اتجاهين أساسيين في علم النفس هما الاتجاه المعرفي و الاتجاه السلوكي، و
من خلالهما بدأت الأفكار المعرفية و السلوكية الأول يهتم بالجوانب المعرفية والأخر يركز
علي الجوانب السلوكية.
و يُعرَّفه" ستيفن وبيك" بأنه: " تلك المداخل التي تسعى إلى تعديل أو تخفيف
الاضطرابات النفسية القائمة عن طريق المفاهيم الذهنية الخاطئة أو العمليات المعرفية
فالعلاج المعرفي السلوكي يعتمد على تعديل، أو تغيير المكونات المعرفية الخاطئة أو
السلبية عن الذات أوالآخرين بأخرى صحيحة أو إيجابية
العلاج المعرفي السلوكي أسلوب علاجي يحاول تعديل السلوك و التحكم في الاضطرابات
النفسية من خلال تعديل أسلوب تفكير المريض وإدراكاته لنفسه وبيئته
كما عرف:" بأنه منهج علاجي يحاول تعديل السلوك الظاهر من خلال التأثير في عمليات
التفكير لدى العميل. و تتمثل أساليبه العديدة في التدريب على مهارات مواجهة التحكم في
القلق، التحصن ضد الضغوط أسلوب صورة الذات المثالية التدريب على التعليم الذاتي
وقف الأفكار".
تُعتبر المدرسة المعرفية السلوكية من المدارس الحديثة في مجال علم النفس بصفة عامة،
وفي مجال العلاج النفسي بصفة خاصة، حيث بدأ الاهتمام بالاتجاه المعرفي السلوكي مع
بداية النصف الأخير من القرن العشرين، ولم يكن ذلك الاهتمام وليد المصادفة، ولكنه كان
بمثابة تصديق لفكرة أن الناس لا يضطربون بسبب الأحداث، ولكن بسبب ما يرتبط بهذه
الأحداث من أفكار
ويُعرَّف "كندول Kendall العلاج المعرفي السلوكي بأنه محاولة دمج
الفنيات المستخدمة في العلاج السلوكي، التي ثبت نجاحها في التعامل مع السلوك ومع
الجوانب المعرفية لطالب المساعدة، بهدف إحداث تغييرات مطلوبة في سلوكه، بالإضافة إلى
ذلك يهتم العلاج المعرفي السلوكي بالجانب الوجداني للمريض، وبالسياق الاجتماعي من
حوله، من خلال استخدام استراتجيات معرفية ، سلوكية ، انفعالية، اجتماعية وبيئية، لإحداث التغيير المرغوب فيه
إذن العلاج المعرفي السلوكي قد يساعدك المفحوص على التحكم بأعراض هذه
الاضطرابات، و من غير المحتمل أن يكون لهذا العلاج تأثير سلبي على حياة الانسان، يبدأ
بعد معرفة الأسباب عملية استبدال تدريجي للمشاعر السلبية بأفكار إيجابية وواقعية.
2 نشأة العلاج المعرفي السلوكي: -
ظهر مصطلح العلاج المعرفي السلوكي في بداية الثلث الأخير من هذا القرن، و يهتم
هذا النوع من العلاج النفسي بالجانب الوجداني للمريض، وبالسياق الاجتماعي من حوله من
خلال استخدام استراتيجيات معرفية وسلوكية وانفعالية واجتماعية وبيئية، لإحداث التغير
المرغوب فيه. فكلمة معرفي Cognitive مشتقه من مصطلح Cognition و لقد
استُخدِمت بعض المصطلحات العربية كترجمة لهذا المصطلح، منها على سبيل المثال لا
الحصر "استغراق ، تعرَّف ، ذهن"، إلا أن كلمة معرفي تُستخدم بكثرة في التراث النفسي و
الكلمات الثلاث الأولى: "استغراق أو تعَّرف أو ذهن" هي الترجمات المناسبة ل
(Cognition )
نشأ العلاج السلوكي المعرفي نتيجةً للجمع بين العلاج المعرفي و العلاج السلوكي
الانفعالي العقلاني، الذين استُمدا من علم النفس المعرفي و المدرسة السلوكية. و يعتمد العلاج
السلوكي المعرفي على النظرية التي توضح مدى ارتباط كل من أفكارنا )المعرفة( و
مشاعرنا )العاطفة( و سلوكياتنا )السلوك( ببعضها، و مدى تفاعلها معًا في صور معقدة. فمن
خلال هذا المنظور يتضح أن هناك أساليب محددة يكون فيها خلل أو اضطراب في تفسير
العالم أوتقييمه )ويبدو ذلك غالبًا من خلال الخطط أو المعتقدات السلبية الخاطئة التي يتبناها
الفرد( يمكن أن تؤدي إلى معاناة هذا الفرد من الضغوط و الاضطرابات النفسية أو المشكلات السلوكية. و يتمثل الهدف من معظم أساليب العلاج المعرفي السلوكي في اكتشاف
و تحديد اضطرابات التفاعل أو التواصل، و ذلك من خلال الطرق المنهجية المختلفة التي
يتبعها المعالج النفسي لمساعدة المريض في التغلب على هذه الاضطرابات النفسية و
تجاوزها و الحيلولة دون حدوثها ليعيش حياة سعيدة و آمنة يعد العلاج السلوكي أحد المجالات الغنية بالبحث، بحيث يعد من المجالات البحثية التي
لاقت إقبالاً كبيرًا من الباحثين النفسيين، كما أنه يحظى بقاعدة عريضة من الدراسات و
الأعمال البحثية، و ترجع أصوله إلى مفاهيم ومبادئ المدرسة السلوكية و وفقًا للعلاج
السلوكي، يمكن أن تنبئ الأحداث والظواهر البيئية عن الطريقة التي نفكر ونشعر بها. إن
سلوكنا يحدد شروط مدى تأثرنا بالظروف والبيئة المحيطة بنا والتي يتم تقييمنا وفقًا لها. وفي بعض الأحيان، يدفع هذا التقييم السلوك إلى زيادة تعزيز الذات، وفي أحيان أخرى يقلل
السلوك من العقاب.
وغالبًا ما يستدعي الأمر من إخصائيي العلاج السلوكي إجراء تحليل السلوك التطبيقي.
لقد قاموا بدراسة العديد من الجوانب بدءًا من عوامل تأخر النمو ووصولاً إلى الاكتئاب
واضطرابات القلق. وفيما يتعلق بمجال الصحة النفسية وحالات الإدمان، نُشِر مقال مؤخرًا
في القائمة التابعة لجمعية علم النفس الأمريكية يحتوي على عدد من الممارسات العملية
الواعدة والمنظمة جيدًا في هذا الصدد ووُجِد أن هناك عددًا هائلا منها يعتمد على مبادئ
الاشتراط الإجرائي والسلوك الاستجابي هذا، وقد ظهرت أساليب التقييم المتعددة من خلال هذا المنهج، ومن بينها التحليل الوظيفي )علم النفس(، مما أدى إلى وجود اهتمام بالغ بنظام التعليم المدرسي. وعلاوةً على ذلك، فهناك برامج التدخل العلاجي متعددة المحاور التي قد نشأت أيضًا نتيجة لهذا المنهج السلوكي المعرفي، ومن بينها طريقة تعزيز المجتمع لعلاج المشكلات المرتبطة بحالات الإدمان وعلاج التقبل والالتزام والعلاج النفسي التحليلي الوظيفي، بما في ذلك العلاج السلوكي الجدلي والتنشيط السلوكي. و بالإضافة إلى ذلك، فهناك أساليب علاجية حديثة محددة قد استندت في نشأتها إلى هذا المنهج، مثل التعامل مع حالات الطوارئ والعلاجبالتعرض للمخاوف النفسية.
3 المبادئ الأساسية لتطبيق العلاج المعرفي السلوكي: -
نظر اً للتطورات السريعة التي تحدث في العلوم المعرفية بصورة عامة، و في نظرية
العلاج المعرفي بصورة خاصة، فقد تم تحديد خاصة بالعلاج المعرفي السلوكي الذي يمارس ضمن حدود مسلمات النظرية المعرفية .
يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على صياغة مشكلة المفحوص، و تنقيحها بصورة مستمرة
ضمن الإطار المعرفي، ويركز المعالج في صياغة مشكلة المفحوص على عوامل متعددة
مثل:"
1 - تحديد الأفكار الحالية للمفحوص التي تساهم في استمرار الوضع الانفعالي له،
والتعرف على السلوكيات غير المرغوب فيها. ثم التعرف على العوامل المؤثرة التي أثرت
على أفكاره عند ظهور الاضطراب
2 - كلذ دعبو التعرف على الأسلوب المعرفي الذي يفسر من خلاله المفحوص الحوادث التي
يتعرض لها، مثلا :" عزو النجاح للحظ ولوم النفس على الفشل".
3 ثم يقوم المعالج بصياغة - المشكلة في الجلسات الأولى، و لكنه يستمر في إجراء تعديلات
عليها كلما حصل على معلومات جديدة .
4 - يتطلب العلاج المعرفي السلوكي وجود علاقة علاجية جيدة بين المعالج و المفحوص
تجعل المريض يثق في المعالج ويتطلب ذلك قدرة المعالج على التعاطف و الاهتمام
بالمفحوص، و كذلك على الاحترام الصادق و حسن الاستماع . 5 - يشدد العلاج المعرفي السلوكي على أهمية التعاون و المشاركة النشطة. العمل كفريق يشترك في وضع جداول عمل للجلسات و في إعداد الواجبات المنزلية التي يقوم بها المريض
بين الجلسات .
6 يسعى المعالج إلى تحديد أهداف معينة، يسعى لتحقيقها و حل مشكلات محددة - .
7 يركز العلاج المعرفي السلوكي على الحاضر، حيث يتم التركيز على المشكلات - الحالية، و على مواقف معينة تثير القلق لدى المفحوص، و مع ذلك فقد يتطلب الأمر الرجوع إلى الماضي في حالة :
أ - رغبة المفحوص الشديدة في القيام بذلك
ب - عدم حدوث تغير يذكر في الجوانب المعرفية، السلوكية والانفعالية
ج - عندما يشعر المعالج بأن هناك حاجة لفهم الكيفية التي تطورت بها الأفكار غير الفعالة
لدى المفحوص. 8 - العلاج المعرفي السلوكي علاج تعليمي، يهدف إلى جعل المفحوص معالج اً لنفسه، كما أنه
يهتم كثيراً بتزويد المفحوص بالمهارات اللازمة لمنع عودة الاضطراب بعد التحسن
"الانتكاس . "
9 - العلاج المعرفي السلوكي علاج مكثف قصير المدى، يتم علاج معظم الحالات في مدة
تتراوح ما بين 4 - 12 جلسة، و قد يستمر إلى فترة أطول من ذلك .
10 - تتم الجلسات في العلاج المعرفي السلوكي، وفق جدول عمل محدد يحاول المعالج
تنفيذه، للتعرف على الوضع الانفعالي للمفحوص ، و يطلب من المفحوص تقديم ملخص لما
حدث خلال الأسبوع الماضي، إعداد جدول أعمال الجلسة "بالتعاون مع المفحوص"،
التعرف على رد فعل المريض حول الجلسة السابقة، مراجعة الواجبات المنزلية، تقديم
ملخصات لما تم في الجلسة بين الحين والآخر، ثم أخذ رأي المريض فيما تم في نهاية
الجلسة .
11 - يعلم العلاج المعرفي السلوكي المفحوص كيف يتعرف على الأفكار و الاعتقادات غير
الفعالة وكيف يق ا ومها ويستجيب لها .
12 يستخدم العلاج المعرفي السلوكي فنيات متعددة لإحداث تغييرات في - التفكير، المزاج،
و السلوك