لخّصلي

أوفيديوس
ولد بوبليوس أوفيديوس ناسو في سلومو عام
43
ق.م وتوفى عام
18
م،
وكان والده ينتمي إلى أسرة ثرية من طبقة الفرسان وكان يربي أوفيديوس
ويعده لشغل المناصب العامة في روما، درس في روما علي يد أشهر
معلمي البلاغة آنذاك مثل أريلليوس فوسكوس وبوركيوس لاترو بهدف
الحصول على أحد المناصب العامة.
أكمل أوفيديوس دراساته، كما هى عادة الأثرياء من الرومان، في بلاد
اليونان، وبعد عودته تقلد بعض الوظائف ا
لصغيرة كعضوية لجنة المائة،
ومع أن الطريق لعضويه مجلس الشيوخ الروماني إلا أنه سرعان ما هجر
العمل السياسي واعتزل المناصب السياسية خاصة بعد وفاة أخيه الوحيد
الذي يكبره بعام واحد، وقرر أن يكرس حياته لقرض الشعر، رغم معارضة
والده وأسرته. وقد تزوج اوفيديوس ثلاث م
رات، أخفق في زواجه الأول
والثاني ولكنه نجح زواجه الثالث وهو في سن الأربعين تقريبا.
وقد أظهر أوفيديوس ذكاء وتفوقا على أقرانه في مدارس الخطابة،
واكتسب شهرته عن طريق إليجياته التي قيل إنها تصور تجاربه الشخصية
الغزليات في الحب وأعطاها عنوان (
Amores
) وقد نظم
هذا الديوان في
خمس كتب، و النسخة الثانية منه في ثلاثة كتب، و عدد قصائده خمسون
إليجية، ويعبر من خلالها عن مشاعر المحب، واختلف في ذلك عمن سبقه
من كتاب إليجيات الحب، حيث أكد أنه لا يكتب عن مشاعره الخاصة،
ولكنه يصف مشاعر أي محب عاشق. لعل أهم تجديدات أوفيديوس في
123
الإليجية العاطفية أن قصائده تفتقر إلي الشخصية النسائية التي تدور
حولها تجاربة العاطفية والتي تعد محور أعمال الشاعر وحياته. فشخصية
ّا التي كان يناجيها من حين لآخر هي شخصية من نسج الخيال.
كور ين
ونظم أوفيديوس بعد ذلك ديوان
(فن الهوي
Ars Amatoria
)
والبطلات
و
الأعياد
وكذلك
التناسخات
وقصيدة بعنوان"
مساحيق وجه
المرأة
، وقصيدة
إبيس طائر أبو منجل
. الأسماك البحرية " وقصيدة عن
سببا لغضب الإمبر اطور؛ ويتكون هذا
وقد كان ديو ان "فن الهو ى"
الديو ان من ثلاثة كتب في الوز ن الإليجي: الكتابان الأول و الثاني مو جهان
إلى الرجل، والكتاب الثالث موجه إلى المرأة، ويتضمن الكتاب الأول
عبارات تتضمن النصح في كيفية إيجاد الفتاة وإغوائها، والكتاب ا
لثاني
يتضمن نصائح للاحتفاظ بهذه الفتاة، أما الكتاب الثالث فهو يقدم نصائح
للفتاة لتكسب قلب الر جل وتحتفظ به، يعتقد الدار سون أن سبب غضب
الإمبراطور من هذا الديوان لانه يتعارض مع تشريعاته التي تحث الشباب
على الزواج والحفاظ على الأسرة، وقد دافع أوفيديوس عن قصيدت
ه فى
إن قصيدته ليست مو جهه إلى النساء الرومانيات بصور ة عامة،
ً
المنفى قائلا
وإنما موجهه إلى العاهرات والمحررات. وأغلب الظن أن أوفيديوس لم يكن
يقصد بقصيدته معارضة تشريعات أوغسطس بل إن الشاعر الخفيف الظل
الذي يتمتع بروح المرح والسخرية كان يلهو كعادته بالعلاقات
العاطفية بين
الشباب والفتيات.
124
تكشف قصيدة فن الهو ى عن الكثير من جو انب الحضار ة الرومانية في
العصر الأوغسطي حيث يصف أماكن لقاءات العشاق، والأماكن التي تردد
عليها الفتيات بالعاصمة مثل حفلات العشاء والمسارح وعروض السيرك
والمتنزهات والحمامات والأحتفالات الد
ينية والمهرجانات الرياضية.
إن الإطار الخار جي لقصيدة فن الهو ي تبدو أنها قصيدة تعليمية،
وتعتبر ماذجه بين أسلوب الأشعار عند الرومان وخاصة لوكريتوس
وفرجيليوس، وقد أقتبس منهما أوفيديوس بعض الصيغ والعبارات والأفكار.
اطير والتاريخ. وكان يتخللها بين الحين والآخر قصص من الأس
واعقبها
علاج الحب أوفيديوس بكتابه قصيدته التي تسمى "
Remedia Amores"
للر جال حتى يمكنهم نسيان عاطفتهم و علاقتهم الفاشلة،
ً
ويسوق فيها نصحا
جهت لهذه القصيدة
ُ
ودافع أوفيديوس في هذه القصيدة عن الاتهامات التي و
.أما مسرحيته التي تسمي ميديا وهى مسرحي
ة تراجيدية وعمله التحولات فقد
صاغهما في الوز ن السداسي.
ونظم أوفيديوس أيضا
ديوان رسائل من بونطوس
Epistulae ex
Ponto
وديوان رسائل "البطلات
Heroides
"،
ديوان الأعياد
Fasti
الذي
يتناول الأعياد والأحداث والاحتفالات الدينية المتعلقة بكل شهر من شهور
العام بال
ترتيب، وهو الاستثناء الوحيد من أعماله الإليجية التي نظمها قبل
ُفى وفي عام
نفيه و ابتعد فيها عن موضو عات الحب، ولكنه قبل ان يتمه ن
8
م بقرار من الإمبراطور إلي توميس علي شاطئ البحر الأسود وهناك نظم
نطوس والإيبيس وتوفى هناك عام كل من ديوان الأحزان ورسائل من بو
14
م
.
125
وقيل ان سبب نفيه هو ديو ان فن الهو ى، ففي هذا الوقت كان قد مر
على منح روما
ً
على حكم أو غسطس لروما أر بعون عاما، ظل يعمل جاهدا
صورة جديدة، حيث كان الترف يسود الطبقات العليا داخل الإمبراطورية،
ًا وكذلك الز نا،
وفسدت الأخلاق، وتفككت الأسر، فالطلاق أصبح يسير
ًا علي المجتمع
وفقدت العائلة الكثير من تر ابطها، وقد مثل ذلك خطر
الروماني، مماجعل أوغسطس يحاول إعادة العادات والفضائل القديمة
لروما، حيث العفه والصدق والحد من الإسراف. ولذلك سن عدة تشريعات
Lex Iulia de قانونية لتشجيع الزواج وإنجاب الأطفال وهو ما أطلق عليه
maritardis
18 عام
م ق.م، ووضع امتياز ات كثير ة للملتز مين بهذا القانون،
ًا
و هو ما كان غير شائع بين الطبقات العليا حينذاك في روما. ووضع قانون
آخر يحرم الزنا
Lex Iulia de adulteris
وبمقتضاه يحظر الزنا على
المرأة المتزوجة الحرة، كما حرم على الرجل إغواء امرأة روما
نية حرة متزوجة
أو غير متزوجة، سواء أكانت "عذراء أم أرملة". بالإضافة إلى هذه الأعمال
Nux التي كتبها في المنفى كتب أوفيديوس قصيدة بعنوان شجرة الجوز
ُلقى عليها.
وتتناول تصوير حز ن وبكاء أشجار الجوز بسبب الأحجار التي ت
وكتب أيضا قصيدة عن أسماك البحر الأسود