خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
لا يزال مفهوم العولمة غامضاً بالنسبة للكثيرين على الرغم مما كتب عنه، لكنه واضح كل الوضوح بالنسبة لتلك القوى التي تمارس من خلالها عولمة المجتمعات الأرضية (1) ومن الطبيعي أن يختلف الناس في فهمه وتحليل أبعاده، باختلاف رؤاهم من جهة، وبمدى إطلاعهم على خفايا الظاهرة ووقائعها من جهة أخرى، تحرك خيوطها في مجالات عديدق أيادي خفية يتجاوز نفوذها نفوذ الدولي والمنظمات الدولية الرسمية ) وكي ندرك ما ستفاجئنا به العولمة غداً فلا مناص من الوقوف قليلاً عند الفهوم، كما ينظر له المبشرون به في عقر داره معتبرينه حتمية تاريخية ولكن أحدث الدراسات تثبت أنه من صنع قوى عالمية ذات نظرة مستقبلية عرفت كيف تستغل ظروفاً دولية معينة لتفرض نظرتها إلى مستقبل "معولم". ومن يتأخر عن الولوج إلى بوابته الكبرى المحكمة الحراسة من طرف سلطة كونية جديدة تملي شروطها على جميع الأصقاع عبر قنوات المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية يهمش، إن عدم قدرة البشر اليوم على التحكم في القرارات والمعلومات بعد أن تنساب في شبكات الاتصال الإلكترونية جعل الظاهرة تبدو فيما تفرزه يومياً من نتائج إيجابية وسلبية، فلا مناص - إذن من التعامل مع الظاهرة باعتبارها تدشن مرحلة جديدة في تاريخ البشرية، ولا يوجد أي خيار آخر أمام الشعوب بعد أن المهارت السدود، ومن يقف مترددا أمام بوابة العولمة يلفظ لفظ النواة. وأبادر هنا إلى التأكيد بأن العولمة ظاهرة إيجابية لأنها واقع فرض نفسه بكفاءة، وهي خطوة نوعية جديدة في تقدم المجتمع البشري رغم جوانبها السلبية التي تبدو في ثنايا هذا الكتاب الذي أضعه أمام القارئ العربي حتى لا تبقى الأمور معلقة في الهواء. فأنا أدرك بأن الشعوب المستضعفة تعاني الآن وسوف تعاني مستقبلاً من تبعات العولمة. ومن يستنكف فإنه يعيش على هامش الأحداث وينتهي به المطاف إلى مزبلة التاريخ. يخطئ بعض الناس حين يحصرون العولمة في مجالات الاقتصاد والإعلام. وليدة ظاهرة منطقية متسقة تتكامل فيها الجوانب المختلفة. ولكن إمعان النظر فيما تفرزه من قضايا متنوعة ومعقدة، فإلى جانب دينامية الانصهار والتكامل والاتحاد وسقوط الجدران وانهيار الحدود قربت المسافات والتحمت الشعوب على اختلاف ألوانها ولغاتها وثقافاتها وساعدت وسائل الاتصال الحديثة على التعريف بحضارة أسم كانت مجهولة، فأسهم كل ذلك في القضاء على أيديولوجية التفوق الفاشستي الشوفيني لعنصر على آخر، وهي الأيديولوجية التي بررت بها الرأسمالية الكلاسيكية في مرحلتها الإمبريالية سياسة استعمار الشعوب تحت شعار "رسالة التمدين". ومع تصاعد قوى اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية ومع انتشار العنف والإرهاب الدولي وعصابات للمافيا العابرة للحدود والقارات، التي تحتل بمفردها المرتبة السابعة في قائمة القوى الاقتصادية العالمية – بلغ الإنفاق اعد صاء على السجون ما يساوي المجموع الكلي لميزانية التعليم، وهناك ٢٨ مليون الله حركة ليبرالية وأيديولوجية توسعية ذكية. مواطن أمريكي، أي ما يزيد على عشر السكان، قد حصنوا أنفسهم في أبنية وأحياء سكنية محروسة. وقد مهدت لوصول الفاشية في إيطاليا والنازية في المانيا، وينطلق هذا التنبؤ من . تحليل معطيات الواقع الحاضر في المجتمعات الأوروبية بصفة خاصة، أو خارج الحدود بنشر الخوف من خطر وهمي، حيث يصبون جام حقدهم الأسود على المسلمين والعرب الذين يعملون في البلدان الأوروبية. . ورفضه والمناداة بعزله في أحياء المنبوذين والمهمشين، أي أنهم قد ولدوا فوق الأرض الأوروبية، واستوعبوا حضارتهم وعاداتهم، لكن مشكلتهم أن بشرتهم لم تتغير، وتذكر بشعوب أهل الجنوب الذين لا يمكن أن ينصهروا البتة في مجتمعات أهل الشمال حسب أيديولوجية "التفوق العرقي" التي تتبناها قوى اليمين المتطرف واضعة أفكار ادولف هتلر وبنيتو موسوليني فوق أي اعتبار. وما إجراءات إغلاق حدود دول الاتحاد الأوروبي في وجه القادمين من الجنوب إلا ) مظهر من مظاهر التعبير عن هذا الشعور. لتغذي الصورة السلبية عن العرب والمسلمين، فحصل الخلط والليس. وما يلفت النظر في ظاهرة العولمة تزامن التنظير للسوق الكونية الموحدة، ولعصر الصورة الخارقة الجدران والعابرة الحدود مع التنظير لضرورة استعداد الغرب لنوع جديد من الصراع ضده الإسلام وأهله خاصة وأن العدو السابق المعسكر الشيوعي" النهار تماما في عام ١٩٩٠ بعد عملية "الغلاسنوست" التي قام بها غورباتشوف في روسيا. وقد بدأ هذا الموقف واضحاً في سياسة حلف الأطلسي في البوسنة . والهرسك وفي كوسوفو وكذلك في مقدونيا، وضغط باتجاه عقد اتفاقيات "سلام" انتهت بشعار "لا" غالب ولا مغلوب" وخرج المسلمون من هذه الملاحم بلا نتيجة . من المعروف أن حلف الأطلسي بدأ يتساءل عن دوره الجديد غداة سقوط المعسكر الاشتراكي الشرقي، وقد زعزعتها الأزمة الاقتصادية، واشتعلت فيها نيران القوميات الشوفينية والحروب الاثنية والخطر القادم من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، هذا الخطر الذي تلمحه القيادة الاستراتيجية للحلف في شطط نسبة النمو الديموغرافي، وفي وضع اقتصادي متأزم قد يفجر هزات اجتماعية مفاجئة وتلمحه بالخصوص فيما يسمى "ظاهرة الإسلام السياسي المتطرف". (۳) فلا غرابة – إذن – أن يشمل الحوار الأوروبي – المتوسطي الجوانب الأمنية الاستراتيجية، وبخاصة التعاون مع الحلف الأطلسي، فقد تعددت أوجه العدو، فهو اليوم المخدرات والجريمة المنظمة ويبقى – دون ريب – الوجه البارز للعدو الجديد. Kaplan) يقول : " وبما أن 95% من الزيادة السكانية تتركز في أفقر مناطق المعمورة، لذا لم يعد السؤال يدور حول ما إذا كانت ستندلع حروب أم لا، ) وهذا في وقت يتوقع فيه المرء أن يتضاعف حجم السكان في بعض هذه الدول في العشرين سنة القادمة. (4) وهكذا يسود الغرب منذ نهايات القرن العشرين أن المعركة الكبرى ستكون حتماً مع الإسلام وأهله، وسوف تكون معركة فاصلة في التاريخ في إطار "صدام الحضارات". (1) 11 إذن لا يمكن القول أن العولمة تعني تتعلق عالم بلا حروب، بل هي حرب لم تتوقف لحظة واحدة، فالواضح أن أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة تجيب عليه الحكومة الأمريكية بإطلاق الصواريخ وإطلاق كلاب الحرب من عقالها. فمن يحاول حماية ثروته القومية يعاقب بقسوة حتى يرتدع رئيس صحيحاً إذن أن العولمة في 1 حقيقتها تقوم على كون الرأسمال لا وطن له". قد لا يكون وطناً من أرض وجبال وحدود، ولكنه في جميع الأحوال محدود بحدود المصالح القومية حتى لو كان الأمر يتعلق بـ "الشركات متعددة الجنسية". وبالتالي كمرجعية قومية. تعددت جنسية الشركات أم لم تتعدد. بفضل سرعة الاتصال وسهولته، لتعم كوكبنا الأرضي من أقصاه إلى أقصاه. وقد لا تكون المصالح القومية" اليوم "قومية" بالمعنى القـ القدم (الكلاسيكي) للكلمة، ولكنها في جميع الأحوال مصالح فئات والمانيا، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فالبحث عن الهوية والعمل على إحصائها مستمر، بل أيه أيضا على : صورة تأسيس الهوية وطلب الخصوصية من طرف دعاة العولمة أنفسهم. والنتيجة المالية التي تفرض نفسها هنا هي التالية: إن التعارض بين العولمة وسالة ا عامرة بعيشها الغرب نفسه، موطن العولمة ومصدرها، وبالتالي فمن الحالات الجسيم النظر إلى هذا التعارض على أنه فقط تعارض بين الغرب / "الشمال" بوصله مصدر العولمة للمستفيد منها، الهوية والخصوصية ضد ا اقتصادية و. وتثار بالنسبة إلى التجليات الاقتصادية للعولمة "مشكلة . الوطنية . وهناك تجليات سياسية للعولمة من أبرزها السقوط الشمولية والسلطوية والنزوع إلى الديموقراطية والتعددية . السياسية، وهناك أيضاً المحليات ثقافية للعولمة وتتجسد في الاتجاه لصياغة ثقافة عالمية، وهذا قد يتطلب التعرض للخصوصيات الثقافية بما يهدد هويات المجتمعات المعاصرة. وهناك أيضا تجليات اتصالية تتمثل في نشاطات الفضائيات وشبكات الإنترنت طبيعة العولمة ومضامينها الأساسية منه تعتبر العولمة من الناحية الموضوعية مرحلة متقدمة ومتميزة من مراحل تطور الرأسمالية على الصعيد العالمي، إذ أن لها امتداد في تاريخ الرأسمالية منذ نشوئها وتطورها والتحولات التي شهدتها في القرن التاسع عشر وبخاصة في النصف وأوائل القرن العشرين. وهي نتاج الثورات الصناعية المتالية الثاني والتحولات البنيوية العميقة التي كانت تجري في رحم الرأسمالية الإمبريالية،
العولمة معطيات وحقائق سياسية. لا يزال مفهوم العولمة غامضاً بالنسبة للكثيرين على الرغم مما كتب عنه،
لكنه واضح كل الوضوح بالنسبة لتلك القوى التي تمارس من خلالها عولمة المجتمعات الأرضية (1) ومن الطبيعي أن يختلف الناس في فهمه وتحليل أبعاده، باختلاف رؤاهم من جهة، وبمدى إطلاعهم على خفايا الظاهرة ووقائعها من جهة أخرى، ونحن نعلم أنها سريعة التطور، متعددة الجوانب، تحرك خيوطها في مجالات عديدق أيادي خفية يتجاوز نفوذها نفوذ الدولي والمنظمات الدولية الرسمية ) وكي ندرك ما ستفاجئنا به العولمة غداً فلا مناص من الوقوف قليلاً عند الفهوم، كما ينظر له المبشرون به في عقر داره معتبرينه حتمية تاريخية ولكن أحدث الدراسات تثبت أنه من صنع قوى عالمية ذات نظرة مستقبلية عرفت كيف تستغل ظروفاً دولية معينة لتفرض نظرتها إلى مستقبل "معولم". ومن يتأخر عن الولوج إلى بوابته الكبرى المحكمة الحراسة من طرف سلطة كونية جديدة تملي شروطها على جميع الأصقاع عبر قنوات المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية يهمش، ويتجاوزه القطار.
إن عدم قدرة البشر اليوم على التحكم في القرارات والمعلومات بعد أن تنساب في شبكات الاتصال الإلكترونية جعل الظاهرة تبدو فيما تفرزه يومياً من نتائج إيجابية وسلبية، وكأنها قضاء وقدر، فلا مناص - إذن من التعامل مع الظاهرة باعتبارها تدشن مرحلة جديدة في تاريخ البشرية، ولا يوجد أي خيار آخر أمام الشعوب بعد أن المهارت السدود، واختفت الحدود، ومن يقف مترددا أمام بوابة العولمة يلفظ لفظ النواة. وأبادر هنا إلى التأكيد بأن العولمة ظاهرة إيجابية لأنها واقع فرض نفسه بكفاءة، وهي خطوة نوعية جديدة في تقدم المجتمع البشري رغم جوانبها السلبية التي تبدو في ثنايا هذا الكتاب الذي أضعه أمام القارئ العربي حتى لا تبقى الأمور معلقة في الهواء. فأنا أدرك بأن الشعوب المستضعفة تعاني الآن وسوف تعاني مستقبلاً من تبعات العولمة. وكتابي هذا يمهد الطريق أمام الأجيال لكي تدخل في "اللعبة" وتبقى في "السباق"، ومن يستنكف فإنه يعيش على هامش الأحداث وينتهي به المطاف إلى مزبلة التاريخ.
يخطئ بعض الناس حين يحصرون العولمة في مجالات الاقتصاد والإعلام... إنها ظاهرة أشد تعقيداً مما يتصور هذا البعض. فالعولمة وليدة الحداثة ... وليدة ظاهرة منطقية متسقة تتكامل فيها الجوانب المختلفة. ولكن إمعان النظر فيما تفرزه من قضايا متنوعة ومعقدة، يجعلنا نلمس التناقضات الحادة، فإلى جانب دينامية الانصهار والتكامل والاتحاد وسقوط الجدران وانهيار الحدود قربت المسافات والتحمت الشعوب على اختلاف ألوانها ولغاتها وثقافاتها وساعدت وسائل الاتصال الحديثة على التعريف بحضارة أسم كانت مجهولة، أو تكاد، فأسهم كل ذلك في القضاء على أيديولوجية التفوق الفاشستي الشوفيني لعنصر على آخر، وهي الأيديولوجية التي بررت بها الرأسمالية الكلاسيكية في مرحلتها الإمبريالية سياسة استعمار الشعوب تحت شعار "رسالة التمدين". (4) ويجد الملاحظ جوانب أخرى تتزامن مع هذه السمة الأساسية الإيجابية من سمات القرية الكونية الجديدة، وأعني بروز ظاهرة التفكك والتشظي والحروب الأهلية. ذات الطابع العرقي أو الطائفي، ومع تصاعد قوى اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية ومع انتشار العنف والإرهاب الدولي وعصابات للمافيا العابرة للحدود والقارات، يكفي أن نذكر هنا الرقم المخيف التالي: ففي ولاية كاليفورنيا .. التي تحتل بمفردها المرتبة السابعة في قائمة القوى الاقتصادية العالمية – بلغ الإنفاق اعد صاء على السجون ما يساوي المجموع الكلي لميزانية التعليم، وهناك ٢٨ مليون الله
حركة ليبرالية وأيديولوجية توسعية ذكية. وقد يبدو لأول وهلة أن العولمة 7
مواطن أمريكي، أي ما يزيد على عشر السكان، قد حصنوا أنفسهم في أبنية وأحياء سكنية محروسة. ومن هنا فليس بالأمر الغريب أن ينفق المواطنون الأمريكيون على حراسهم للمسلحين ضعف ما تنفق الدولة على الشرطة". (1) إن هذه البوادر قد جعلت بعض الدارسين يتوقعون عودة الصراعات السياسية والاجتماعية التي عرفتها أوروبا في العشرينات، وقد مهدت لوصول الفاشية في إيطاليا والنازية في المانيا، وأدت في نهاية المطاف . إلى كارثة الحرب العالمية الثانية. وينطلق هذا التنبؤ من . تحليل معطيات الواقع الحاضر في المجتمعات الأوروبية بصفة خاصة، فقد نسف الوضع الاقتصادي للمتأزم – وبخاصة تفاقم البطالة وتدهور المستوى المعيشي للطبقة الوسطى، وتمزق النسيج الاجتماعي – أس هذا دولة الرفاه، وعوامل التوحد والانصهار.
يمثل هذا الوضع تربة خصبة لتنامي قوى اليمين المتطرف، باحثاً عن كبش فداء يحمله نتائج يضمور الطبقة الوسطى إما داخل الحدود بتوجيه أصابع الاتمام إلى الجاليات الأجنبية المنحدرة من أصول أسيوية وإفريقية، وفي طليعتها بطبيعة الحال الجاليات الإسلامية، أو خارج الحدود بنشر الخوف من خطر وهمي، وهذا ما يفعله النازيون الجدد في النمسا وألمانيا وفرنسا، حيث يصبون جام حقدهم الأسود على المسلمين والعرب الذين يعملون في البلدان الأوروبية. .
يُعد هذا الوضع الجديد من أبرز مفارقات العولمة، فقد أزالت الحدود وطوت المسافات ونشرت عبر وسائل الاتصال قيماً إنسانية جديدة مثل التسامح والذود عن حقوق الإنسان أينما كان والاعتراف بهوية الآخر وثقافته من جهة، وأحيت من جهة أخرى كره الآخر، ورفضه والمناداة بعزله في أحياء المنبوذين والمهمشين، أو طرده، وإن كان من أبناء الجيل الثاني أو الثالث، أي أنهم قد ولدوا فوق الأرض الأوروبية، وحذقوا لغة القوم، واستوعبوا حضارتهم وعاداتهم، وأصبحت لا تربطهم بالمنحدر الأصلي إلا مظاهر باهتة، لكن مشكلتهم أن بشرتهم لم تتغير، وتذكر بشعوب أهل الجنوب الذين لا يمكن أن ينصهروا البتة في مجتمعات أهل الشمال حسب أيديولوجية "التفوق العرقي" التي تتبناها قوى اليمين المتطرف واضعة أفكار ادولف هتلر وبنيتو موسوليني فوق أي اعتبار. وهكذا تحول الشعور بالعزلة داخل الدار، والعجز عن التأقلم مع الأوضاع المعولمة إلى عداء نحو الآخر" والمطالبة بعزله وإبقائه بعيداً. وما إجراءات إغلاق حدود دول الاتحاد الأوروبي في وجه القادمين من الجنوب إلا ) مظهر من مظاهر التعبير عن هذا الشعور. وأود الإشارة في هذا الصدد إلى أن الدراسات الجديدة عن صورة الإسلام في الغرب اليوم قد أكدت أن هذه الصورة متأثرة إلى حد بعيد بصورة الإسلام لدى المسيحيين في العصر الوسيط وبعقلية الحروب الصليبية، وجاءت المشاهد المرعبة التي تنقلها البرامج التلفزيونية الأوروبية والأمريكية أو تفبركها بطريقة خبيثة حول ما يجري في العالم الإسلامي، لتغذي الصورة السلبية عن العرب والمسلمين، وتطلق المارد من قمقمه، فحصل الخلط والليس. وما يلفت النظر في ظاهرة العولمة تزامن التنظير للسوق الكونية الموحدة، ولأهمية رأس المال، ولعصر الصورة الخارقة الجدران والعابرة الحدود مع التنظير لضرورة استعداد الغرب لنوع جديد من الصراع ضده الإسلام وأهله خاصة وأن العدو السابق المعسكر الشيوعي" النهار تماما في عام ١٩٩٠ بعد عملية "الغلاسنوست" التي قام بها غورباتشوف في روسيا.
وقد زاد الطين بلة قيام الباحث صاموئيل هانتينغتون بتأليف كتاب "صراع الحضارات" في عام ۱۹۹۳ حيث تنبأ بأن القرن الحادي والعشرين سيشهد صراعاً مريراً بين الغرب والإسلام للسيادة على الكرة الأرضية. وقد أدعى هانتينغتون أن تعايش الغرب مع الإسلام من سابع المستحيلات، كما أشار إلى // أن حلف الأطلسي بدأ يخطط لمواجهة التهديد القادم من جنوب أوروبا المحيط الإسلامي)، خاصة وأن سقوط الشيوعية يسهل علية التفرغ المقارعة الإسلام والمسلمين. وقد بدأ هذا الموقف واضحاً في سياسة حلف الأطلسي في البوسنة . والهرسك وفي كوسوفو وكذلك في مقدونيا، حين منع الحلف المحافل الإسلامية المنتصرة من إلحاق الهزيمة النكراء بالصرب الصليبيين، وضغط باتجاه عقد اتفاقيات "سلام" انتهت بشعار "لا" غالب ولا مغلوب" وخرج المسلمون من هذه الملاحم بلا نتيجة . (1) وشاهدنا حلف الأطلس يشن الحرب الإجرامية ضد دولة أفغانستان الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحجة تعاظم "الإرهاب الإسلامي"، وذلك في أكتوبر ۲۰۰۱ ميلادية. فهذه الحرب الظالمة جاءت بمثابة تجسيد لمبدأ العولمة الذي يمنع شعوب العالم من الخروج على الطاعة "للأونكل سام".
من المعروف أن حلف الأطلسي بدأ يتساءل عن دوره الجديد غداة سقوط المعسكر الاشتراكي الشرقي، وتصفية حلف وارسو، وبدأ التنظير لعدو جديد قد يطل برأسه من الجنوب. ثم جاءت أزمة كوسوفو لتؤكد الأبعاد الجديدة لذور الحلف، ولتسمح له بوضع استراتيجية تهدف أساساً إلى مواجهة خطرين: الخطر القادم من بلدان شرق أوروبا، وقد زعزعتها الأزمة الاقتصادية، واشتعلت فيها نيران القوميات الشوفينية والحروب الاثنية والخطر القادم من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، هذا الخطر الذي تلمحه القيادة الاستراتيجية للحلف في شطط نسبة النمو الديموغرافي، وفي وضع اقتصادي متأزم قد يفجر هزات اجتماعية مفاجئة وتلمحه بالخصوص فيما يسمى "ظاهرة الإسلام السياسي المتطرف". (۳) فلا غرابة – إذن – أن يشمل الحوار الأوروبي – المتوسطي الجوانب الأمنية الاستراتيجية، وبخاصة التعاون مع الحلف الأطلسي، وكأنه أصبح يمثل الوجه العسكري للعولمة، وهو بعد أصبح واضحاً بعد حرب الحلف رضد يوغوسلافيا منذ ۱۹۹۳ وحتى عام ۲۰۰۰. فقد تعددت أوجه العدو، ولم
يعد وجهاً واحداً تمثل أثناء الحرب الباردة في الخطر الشيوعي، فهو اليوم
الحروب المحلية، ومحاربة النظم الديكتاتورية ذات الأهداف التوسعية، وتجارة . المخدرات والجريمة المنظمة ويبقى – دون ريب – الوجه البارز للعدو الجديد.... "الحركات الأصولية المتطرفة في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط" في هذا السياق كتب الخبير الأمريكي في شؤون العالم الثالث روبرت كابلان (R.Kaplan) يقول : " وبما أن 95% من الزيادة السكانية تتركز في أفقر مناطق المعمورة، لذا لم يعد السؤال يدور حول ما إذا كانت ستندلع حروب أم لا، إنما صار يدور طول طبيعة هذه الحروب، وحول من سيحارب من؟ فمن بين الاثنتين والعشرين دولة عربية ينخفض الناتج القومي في سبع عشرة دولة منها، ) وهذا في وقت يتوقع فيه المرء أن يتضاعف حجم السكان في بعض هذه الدول في العشرين سنة القادمة... في هذا الجزء من العالم سيكون الإسلام بسبب تأييده المطلق للمقهورين والمظلومين أكثر جاذبية، فهذا الذين المطرد الانتشار على المستوى العالمي هو الديانة الوحيدة للمستعدة للمنازلة والنضال". (4) وهكذا يسود الغرب منذ نهايات القرن العشرين أن المعركة الكبرى ستكون حتماً مع الإسلام وأهله، وسوف تكون معركة فاصلة في التاريخ في إطار "صدام
الحضارات". (1)
(11
إذن لا يمكن القول أن العولمة تعني تتعلق عالم بلا حروب، فصدام الحضارات تعبير جميل عن الحرب القادمة، بل هي حرب لم تتوقف لحظة واحدة، فالواضح أن أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة تجيب عليه الحكومة الأمريكية بإطلاق الصواريخ وإطلاق كلاب الحرب من عقالها. فمن يحاول حماية ثروته القومية يعاقب بقسوة حتى يرتدع رئيس صحيحاً إذن أن العولمة في 1 حقيقتها تقوم على كون الرأسمال لا وطن له". ذلك أن الرأسمال له في جميع الأحوال "وطن". قد لا يكون وطناً من أرض وجبال وحدود، ولكنه في جميع الأحوال محدود بحدود المصالح القومية حتى لو كان الأمر يتعلق بـ "الشركات متعددة الجنسية". ذلك لأن هذه الشركات إذا كانت تنتشر في العالم على صعيد التسويق والإنتاج فهي تحتفظ بالوطن" الأصل كمركز للقرار، وبالتالي كمرجعية قومية. ومن هنا يمكن القول ليست هناك مصالح جماعية في خارج المصالح القومية، تعددت جنسية الشركات أم لم تتعدد. والمصالح القومية للدول الكبرى تتسع اليوم، بفضل سرعة الاتصال وسهولته، لتعم كوكبنا الأرضي من أقصاه إلى أقصاه. وقد لا تكون المصالح القومية" اليوم "قومية" بالمعنى القـ القدم (الكلاسيكي) للكلمة، ولكنها في جميع الأحوال مصالح فئات والمانيا، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فالبحث عن الهوية والعمل على إحصائها مستمر، ليس . على صورة رد فعل ضد العولمة وحسب، بل أيه أيضا على : صورة تأسيس الهوية وطلب الخصوصية من طرف دعاة العولمة أنفسهم. والنتيجة المالية التي تفرض نفسها هنا هي التالية: إن التعارض بين العولمة وسالة ا عامرة بعيشها الغرب نفسه، موطن العولمة ومصدرها، وبالتالي فمن الحالات الجسيم النظر إلى هذا التعارض على أنه فقط تعارض بين الغرب / "الشمال" بوصله مصدر العولمة للمستفيد منها، وبين بقية العالم / "الجنوب" بوصفه الدافع ضد العولمة واجتياحاتها . الهوية والخصوصية ضد ا
عن القومية مجالات (1) للعولمة وتحليات متعددة، اقتصادية و. يتم وسياسية وثقافية واتصالية. التجليات الاقتصادية تظهر أساس في : نمو وتعمق الاعتماد المتبادل بين الدول والاقتصادات والي الوحدة الأسواق المالية وفي تعمق المبادلات التجارية، وإنشاء منظمة التجارة العالمية. وتثار بالنسبة إلى التجليات الاقتصادية للعولمة "مشكلة . أزمة الدولة القومية الجيم وتأثير العولمة في مفهوم وتطبيقات "فكرة السيادة . الوطنية . وهناك تجليات سياسية للعولمة من أبرزها السقوط الشمولية والسلطوية والنزوع إلى الديموقراطية والتعددية . السياسية، واحترام حقوق الإنسان، وهناك أيضاً المحليات ثقافية للعولمة وتتجسد في الاتجاه لصياغة ثقافة عالمية، لها قيمها ومعاييرها، والغرض منها ضبط سلوك الدول والشعوب، وهذا قد يتطلب التعرض للخصوصيات الثقافية بما يهدد هويات المجتمعات المعاصرة. وهناك أيضا تجليات اتصالية تتمثل في نشاطات الفضائيات وشبكات الإنترنت طبيعة العولمة ومضامينها الأساسية
منه تعتبر العولمة من الناحية الموضوعية مرحلة متقدمة ومتميزة من مراحل تطور الرأسمالية على الصعيد العالمي، إذ أن لها امتداد في تاريخ الرأسمالية منذ نشوئها وتطورها والتحولات التي شهدتها في القرن التاسع عشر وبخاصة في النصف وأوائل القرن العشرين. وهي نتاج الثورات الصناعية المتالية الثاني والتحولات البنيوية العميقة التي كانت تجري في رحم الرأسمالية الإمبريالية، منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى بداية العقد السابع من القرن العشرين، والتي اتخذت مساراً أكثر وضوحاً وتميزاً مع الميار نظام الحكم الاستعماري والبدء بممارسة أشكال جديدة للهيمنة والاستغلال الرأسماليين على اقتصاديات وشعوب بلدان القارات الثلاث، آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض أجزاء من أوروبا. ثم تسارعت هذه العملية في أعقاب انهيار بلدان "المنظومة الاشتراكية" وتفكك الاتحاد السوفياتي وغياب مجلس التعاضم الاقتصادي. وعملية العولمة مستمرة، إذ ما تزال في بدايات الطريق. وتشمل العولمة مراحل عملية إعادة الإنتاج أو العملية الاقتصادية بمجملها، كما أنها لصيقة بالمجتمعات الرأسمالية والمدنية المتقدمة، ولكن وقائع دورها وفعلها وتأثيرها ونتائجها أو عواقبها لا تقتصر على تلك المجتمعات فحسب، بل تمتد سلباً أو (۱) إيجابا، الجمع بقية بلدان وشعوب العالم مادة التمكين فيما يلي تشخيص عدد من
✓
الخصائص الأساسية الأساسية التي تميز هذه العملية المتون العولمة بثورة مستمرة في مستوى تطور القوى النتيجة في المخ و الأكريم تقدما من العالم الرأسمالي وبتعاظم من الطابع الاجتماعي للقوى المنتجة واستمرار امتلاك الرأسمالية القدرة على توفير
التناغم النبي المطلوب بينها وبين علاقات الإنتاج الرأسمالية. قوى رأسمالية. ويسمح لها هذا المنتجة وتغيير بنية الإنتاج والخدمات وإنتاجية العمل وعلى استخدامها الواسع للمنجزات الحديثة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية والإعلامية والبيئية
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...
في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...
أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...
تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...
تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...
كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...
--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...
أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...
ث- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...
Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...