لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

تشير المصادر التاريخية للتواجد العماني في البحرين في فترتين :
الاحتلال الأول (1717-1718م) :
الفترة الاولى في بداية القرن الثامن عشر ، فبعد طرد العتوب الذين حاولوا الاستيلاء على البحرين عام 1700 على يد الهولة ، جاء دور العمانيين بقيادة سلطان بن سيف الثاني الذي استطاع الاستيلاء على البحرين بعد هزيمة الفرس . وفي أول سنة وردوا لأخذها رجعوا بالخيبة ولم يتمكنوا منها ، وداهية دهما ، لما وقع من عظم القتل والسلب والنهب وسفك الدماء ، ويلاحظ من خلال ألفاظ هذا النص مدى القسوة والعنف التي تعامل بها العمانيون أثناء عملية الاستيلاء على البحرين ، الا أن مؤلف كتاب (عمان عبر التاريخ) ينظر بمنظار اخر لهذا الاحتلال ، تحركوا للبحرين ، ولما رأى الامام (سلطان بن سيف الثاني) العجم يرومون أن يحلوا محل البرتغال في بلاد العرب ، ودارت رحى الحرب بين الفريقين فاندقت العصا الفارسية بالصخر العماني فكسرها ، وفر العجم من البحرين ، "
وقد ورد ذكر هذه الحادثة في كتاب (عمان في التاريخ) لمجموعة من الباحثين (1995م) :" من أجل الأعمال التي قام بها الامام سلطان بن سيف الثاني تحرير البحرين من الفرس الذين كانوا قد احتلوها . وقد مهد الامام لتحقيق هذا الانجاز بتقوية قبضته على بعض الجزر التي تقع في مدخل الخليج مثل جزيرة لاركا والقسم وهرمز ، وكذلك على بعض المدن الفارسية الهامة مثل لنجة وبندر عباس ثم جهز جيشا بقيادة الشيخ حمير بن سيف بن ماجد وزحف هذا الجيش على البحرين ودارت معركة كبيرة بين الفريقين كان النصر فيها للجيش العماني مما أدى الى خروج الفرس من البحرين وتقلص نفوذهم في الخليج . أما عن تأريخ استيلاء العمانيين على البحرين فيقول وندل فيليبس(1989م) :"وقد هاجم هذا القائد (سلطان بن سيف الثاني) البحرين في عام 1717م واستولى عليها من الفرس ". ولكن الفرس عادوا لمهاجمة البحرين في العام التالي 1718م لتخليصها من سيطرة العمانيين فوقع القتال بين الطرفين وكان ضحيته شعب البحرين الذي لم تسلم دياره من الدمار فاضطر للهجرة للقطيف وغيرها من المناطق المجاورة . ويكشف الشيخ يوسف البحراني المتوفى (1772م) عن هذه الحادثة بقوله :"عسكر العجم مع جملة من الأعراب جاؤا لاستخلاص البحرين من أيدي الخوارج (حكام مسقط) في ضمن تلك الأيام ، فصرنا نرقب ما يصير من أمر ذلك وما ينتهي الحال من هذه المهالك حتى صارت الدائرة على العجم فقتلوا جميعا وحرقت البلاد ، وفي نفس العام 1718 "أخذت البحرين من أيدي العمانيين صلحا بعد دفع مبلغ خطير لامام الخوارج لعجز ملك العجم وضعفه وادبار دولته بسوء تدبيره . "(البحراني المتوفى 1772م)
"
فقد توجه سلطان بن أحمد للبحرين متذرعا بأن ال خليفة لم يدفعوا رسوم سفنهم القادمة من الهند والمارة في مسقط . لكن هدفه في الحقيقة هو احتلال البحرين(الزياني 1973م) ، ولكن هذا الأمر أزعج ال خليفة السنة خصوصا وأن سلطان قد أخذ من أعيان البلد 25 شخصا أو عائلة كرهائن الى مسقط ، وطرد ال خليفة للزبارة ، فاستنجدوا بالوهابيين الذين استطاعوا التغلب على العمانيين وطردهم من البحرين . او في عام 1809 . يقول السيابي (1986م) :" قبض شيوخ البحرين بلادهم ووضعوا رئاستهم عليها ، وهجم الزعماء على البحارنة -أي الشيعة- بعد منصرف سالم بن سلطان وأصحابه منها، وقتلوا الكثير منهم وأذلوا الأكثر ، وعذبوا الباقين منهم بها عذابا أليما ونكلوا بهم فوق الحد بدعوى دخول سلطان البحرين، لأنهم يدعون ان دخوله كان بسببهم ، وأنهم هم الذين حركوه على البحرين واختلاف المذاهب بين الطرفين يؤيد المقصد ، ورأى الشيعة البحارنة من أهل البحرين ما ساءهم فوق الحد . "
البحرين والاحتلال الوهابي :
والتمسوا حماية (حاكم) الوهابيين الذي شجعهم على الاستقرار في ذلك المكان ليستخدمهم ضد البحرين ، وحين أمر الوهابيون ال خلفية بالهجوم على مسقط أو القرين عام 1809 رفضوا ذلك مما أدى الى تنصيب عبد الله بن عفيصان وكيلا عن الوهابيين في البحرين عام 1810 حيث كان يأخذ الزكاة من ال خليفة . وحين شعر ال خليفة برغبة حكام مسقط في السيطرة على البحرين استنجدوا عام 1816 بالوهابيين مرة اخرى . "نخلص من ذلك أنه لم تكن هناك سياسة ثابتة لشيوخ ال خليفة بالنسبة لعلاقتهم بكل من فارس ومسقط والسعوديين والقواسم وانما كانت سياستهم تتحدد طبقا للظروف أو الأخطار التي يواجهونها فحينما استولى سلطان ابن أحمد على البحرين استعان ال خليفة بالسعوديين وحين سيطر السعوديون على البحرين استعان ال خليفة بألد أعدائهم وهو سلطان مسقط وحين ضغط السعودون على البحرين في عام 1817 أرسل ال خليفة رسالة يستنجدون بها بالفرس وأنهم يتطلعون الى الشاه في مساعدتهم ضد (خطر الوهابيين) . علاقة
الشيخ الجبري بالشيخ الهولي
وأنه تولى حكم البحرين في فترة الشاه عباس الصفوي الثاني، وبيَّن من أوصافه أنه اشتهر بحب النساء؛ بعد مقتل زوجها، وشرعت في التدبير للأخذ بثأره، فأمرت صائغًا بصنع صحن من فضة يحمل في وسطه نخلاً من ذهب، فانقرضت دولتهم من الأحساء سنة (999) كما بيناه في تاريخ الأحساء». إلى أن قال: «ويقال إن سبب انقراض دولة الشيخ الجبري من البحرين هو أنه كان مغرما بالنساء لم توصف له امرأة جميلة إلا سعى في طلبها». ومن خلال استعراض تفاصيل هذا الخبر، بينما تذكر مصادر التاريخ أن «بني جبر» انتهت إمارتهم في البحرين سنة 928هـ - 1521م، ولم يتبق في أيديهم سوى الأحساء، وهذه انتزعها بعدئذٍ، راشد بن مغامس، من آخر أمرائهم غصيب بن زامل، وكان قد استنجد به في نزاع وقع بينه وبين أخوته[116]. وهذا يعني أن الفترة التي وضعها لحكم الشيخ الجبري هي بين 1111 - 1113، هـ، وهذه الفترة بعيدة جدَّا عن فترة الشاه عباس الصفوي الثاني، وهذا ما سنثبته فيما يلي. وصفاته بالصورة التالية:
أولاً: الانتماء إلى قبيلة بني جبر والنسبة إليها (جبري):
ثانياً: في عرضه فترة حكم الشيخ جبارة الهولي أشار إلى أنها «في أواخر دولة السلاطين الصفوية»، كذلك ربطها بقيام نادر شاه، ولا شك أن الفترة بين عام 1111 - 1113هـ، هي أقرب إلى نهاية الدولة الصفوية. ثالثاً: حب الشيخ الجبري الشديد للنساء. رابعاً: ارتباط أسباب سقوط حكم الشيخ الجبري لجزيرة البحرين بقصة امرأة كانت المحرك لقوات الشاه ضد الشيخ الجبري والبحرين. ومن خلال التمعن والنظر جيدا في هذه الصفات التي ذكرها النبهاني أثناء الحديث عن الشيخ الجبري يتضح لنا بما لا يدعو مجالا للشك بان الشيخ الجبري هو نفسه الشيخ جبارة الهولي، فقد ورد في وصف الشيخ جبارة التالي:
أولاً: اتصال النسب بقبيلة بني جبر (الجبور):
وهم فخذ من الجبور هاجروا من موضع شمال القطيف يسمى «اليعيمية» والمقصود هنا بلدة الجعيمة ويستند المؤلف في ذلك القول على رسالة أرسلها الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة نجل حاكم البحرين في تلك الفترة إلى الشيخ جبارة النصوري حفيد الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين تؤكد خبر انتساب قبيلة النصوريين إلى بني خالد، في حين نجد ما يدعم هذا النسب ورود الإشارة إلى تحالف الشيخ جبارة الهولي مع بني خالد لصد الهجوم الفارسي علي جزيرة البحرين عام 1148هـ في الوثائق الهولندية، وهذا - وبلا أدنى شك - يقوي صحة انتساب الشيخ جبارة الهولي إلى فرع الجبور من بني خالد[121]. ثانيا: فترة حكم الشيخ الجبري لجزيرة البحرين:
وأما بخصوص تطابق الفترة الزمنية التي ظهر فيها الشيخ الجبري حسب وصف النبهاني له بأنه ظهر عام 1111 - 1113، آخر فترة الحكم الصفوي فهذا التاريخ وهذا الوصف يقرب مما جاء في المصادر الهولندية والانجليزية والتي تذكر بأن الشيخ جبارة الهولي تولى حكم جزيرة البحرين بمعاونة الشاه أشرف قائد القوات الأفغانية وذلك مكافأة له لمعاونة القوات الأفغانية التي اجتاحت إيران عام 1131هـ واحتلال بندر عباس، وجزيرة هرمز، والذي عزله نادر شاه في هذه الفترة ونصب نفسه شاه على إيران[122]. ثالثاً: الشيخ الجبري و تهمة حب النساء:
تذكر المؤرخة البحرينية المعاصرة مي محمد آل خليفة في كتابها “محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي في الصفحة (107)، وأنه خصص لهذا الغرض عددًا من الجنود مهمتهم الدفاع عن البحرين وجلب النساء الجميلات له للاستمتاع بهن[123]. رابعاً: قصة المرأة التي كانت سببا في سقوط حكم الشيخ الجبري:
تذكر الرواية التي دونها النبهاني في كتابه أن الشيخ الجبري رغب في زوجة وزيره ولكن زوجة الوزير تمكنت من الهرب إلى جزيرة دارين وطلبت عون الشاه عباس الصفوي فحرك سفنه إلى جزيرة البحرين فاحتلها. هذه القصة وردت في المصادر الهولندية بشيء من التفصيل والدقه فهذه المرأة في الحقيقة لم تكن زوجة وزير الشيخ جبارة الهولي أو الجبري وإنما كانت زوجة حليفه الشيخ راشد المرزوقي حاكم جزيرة قشم والذي توفي عام 1147هـ في فترة نهاية الدولة الصفوية زمن الشاه عباس الصغير الذي عزله نادر شاه، وليس دارين وعندما علم الشيخ جبارة الهولي بذلك تقدم وطلب الزواج من هذه الأرملة مما تسبب في ثورة ضد سفن نادر شاه بالقرب من جزيرة القشم فتطورت الأحداث إلى إرسال سفن إلى جزيرة البحرين واحتلالها وإسقاط الشيخ جبارة[124]. وبمطابقة الوصف الوارد في كتاب النبهاني للشيخ الجبري بما ورد في مختلف المصادر سواء الأوربية أو الفارسية بخصوص الشيخ جبارة الهولي نستطيع التحقق والاطمئنان إلى القول بان الشيخ الجبري هو الشيخ جبارة الهولي. الخطأ الثالث: خبر غزو العمانيين للبحرين عام 1151هـ
تحدث الشيخ النبهاني في “تحفته” عن أخبار الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين، وشرح لنا تفاصيل الطريقة التي سقط بها حكمه زمن نادر شاه أفشار وكيف سيطر الفرس العجم على جزيرة البحرين، وذلك بعد أن استطاع إيقاع الهزيمة بقوات نادر شاه بعد سنتين فقط من سقوط حكم الشيخ جبارة، وكيف استطاع الإمام العماني من إتمام عملية تحرير جزيرة البحرين من سيطرة الفرس بنجاح عام 1152هـ، وهذا الخطأ، وهذا الأسلوب في الطرح من شأنه إيقاع القارئ في ظلمة الوهم بجعله يتصور أن الإمام العماني قام بعمل انتقامي ضد الفرس نتيجة إسقاط الفرس لحكم الشيخ جبارة، ونشره في كتابه «عقد اللآل في تاريخ أوال» وزاد عليه تعليقات منها ذكر الاعتداء والمجازر التي ارتكبها الخوارج العمانيون في حق شيعة البحرين، ثم في السنة الثانية وهي سنة (1152هـ) صدر أمر نادر شاه إلى عامليه محمد تقي خان وكلب علي خان بأن يوجها همتها إلى قتل حاكم مسقط بأي وجه كان. » انتهى كلامه. مما أدى إلى تدخل نادر شاه في شؤون عمان الداخلية كما وانه استطاع أيضا احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي العمانية بحجة مناصرة الإمام سيف بن سلطان ضد «أبو العرب»، وعليه فإنه لم يرد أو يثبت في أي مصدر معتبر صحة خبر استيلاء العمانيين على البحرين في الفترة (1151 - 1153هـ)، التي ذكرها الشيخ النبهاني في كتابه، والصحيحة أن نادر شاه استطاع انتزاع جزيرة البحرين من يد الشيخ جبارة الهولي عام 1149هـ، وبقيت البحرين تحت سيطرته إلى أن قتل عام 1159هـ، وبالتالي تم تنصيب الشيخ محمد بن ماجد الحرمي حاكما على الجزيرة، وبذلك يكون كل ما أورده النبهاني بخصوص استيلاء إمام عمان على جزيرة البحرين، واستيلاء الدولة الصفوية على جزيرة البحرين، ولم تكن زمن دولة أفشار، وتفاصيل هذه الأحداث مثبتة وموثقة بشكل جيد في جل مصادر التاريخ العماني التي تذكر أن العمانيبن استولوا على جزيرة البحرين قرابة العام 1127هـ زمن الإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي توفي في 5 جمادي الآخر سنة 1131هـ، كما توجد تفاصيل الأحداث التي كانت بعد وفاة الإمام الذي ورثه في العرش ولدان أحدهما اسمه سيف، وكان يافعا صغيرا، وأما الآخر فاسمه مهنا، وكان بالغا رشيدا، فانقسم الناس في أمر الخلافة، ونتج عن هذا الاختلاف فتنة عظيمة كانت السبب في سقوط دولة اليعاربة، وسيف بن سلطان الذي ذكره النبهاني كان في الأصل حليفا لنادر شاه عام 1151هـ، ولم يرد في أي من مصادر التاريخ بأنه استولى على جزيرة البحرين[125].


النص الأصلي

تشير المصادر التاريخية للتواجد العماني في البحرين في فترتين :


الاحتلال الأول (1717-1718م) :


الفترة الاولى في بداية القرن الثامن عشر ، فبعد طرد العتوب الذين حاولوا الاستيلاء على البحرين عام 1700 على يد الهولة ، جاء دور العمانيين بقيادة سلطان بن سيف الثاني الذي استطاع الاستيلاء على البحرين بعد هزيمة الفرس . يقول الشيخ يوسف البحراني المتوفى (1772م) :" اتفق مجئ (العمانيين) الى أخذ بلاد البحرين فحصل العطال والزلزال ، بالتأهب لحرب أولئك الأنذال ، وفي أول سنة وردوا لأخذها رجعوا بالخيبة ولم يتمكنوا منها ، وكذلك في المرة الثانية بعد سنة مع معاضدة جميع الأعراب والنصاب لهم ، وفي الثالثة حصروا البلد لتسلطهم على البحر حيث أنها جزيرة ، حتى أضعفوا أهلها ، وفتحوها قهرا ، وكانت واقعة عظمى ، وداهية دهما ، لما وقع من عظم القتل والسلب والنهب وسفك الدماء ، وبعد أن أخذوها وأمنوا أهلها هربت الناس - سيما أكابر البلد - منها الى القطيف والى غيرها من الأقطار".


ويلاحظ من خلال ألفاظ هذا النص مدى القسوة والعنف التي تعامل بها العمانيون أثناء عملية الاستيلاء على البحرين ، الا أن مؤلف كتاب (عمان عبر التاريخ) ينظر بمنظار اخر لهذا الاحتلال ، فيرى أن العمانيين خلصوا البحرين من الفرس ، وحافظوا على بلاد العرب ، يقول سالم السيابي (1986م):" لما رأى العجم تقلص ظل البرتغال من الخليج ، تحركوا للبحرين ، فاحتلوها ، ولما رأى الامام (سلطان بن سيف الثاني) العجم يرومون أن يحلوا محل البرتغال في بلاد العرب ، وهم لهم بعمان سوابق شر ، جهز لهم الامام جيشا بقيادة الشيخ حمير بن سيف بن ماجد ، وعضده برجال من أهل عمان الذين تعودوا الحروب ، فزحف الجيش على البحرين ، ودارت رحى الحرب بين الفريقين فاندقت العصا الفارسية بالصخر العماني فكسرها ، وفر العجم من البحرين ، وتوالت عليها الولاة العمانيون الى ان كان اخرهم سيف بن ناصر بن محمد الغافري الذي بنى حصن العينين من خراج البحرين."


وقد ورد ذكر هذه الحادثة في كتاب (عمان في التاريخ) لمجموعة من الباحثين (1995م) :" من أجل الأعمال التي قام بها الامام سلطان بن سيف الثاني تحرير البحرين من الفرس الذين كانوا قد احتلوها . وقد مهد الامام لتحقيق هذا الانجاز بتقوية قبضته على بعض الجزر التي تقع في مدخل الخليج مثل جزيرة لاركا والقسم وهرمز ، وكذلك على بعض المدن الفارسية الهامة مثل لنجة وبندر عباس ثم جهز جيشا بقيادة الشيخ حمير بن سيف بن ماجد وزحف هذا الجيش على البحرين ودارت معركة كبيرة بين الفريقين كان النصر فيها للجيش العماني مما أدى الى خروج الفرس من البحرين وتقلص نفوذهم في الخليج . ومن أشهر الأعمال التي قام بها الامام لتدعيم نفوذه في البحرين بناء قلعتها المشهورة والتي تسمى قلعة عراد".


أما عن تأريخ استيلاء العمانيين على البحرين فيقول وندل فيليبس(1989م) :"وقد هاجم هذا القائد (سلطان بن سيف الثاني) البحرين في عام 1717م واستولى عليها من الفرس ". ولكن الفرس عادوا لمهاجمة البحرين في العام التالي 1718م لتخليصها من سيطرة العمانيين فوقع القتال بين الطرفين وكان ضحيته شعب البحرين الذي لم تسلم دياره من الدمار فاضطر للهجرة للقطيف وغيرها من المناطق المجاورة .


ويكشف الشيخ يوسف البحراني المتوفى (1772م) عن هذه الحادثة بقوله :"عسكر العجم مع جملة من الأعراب جاؤا لاستخلاص البحرين من أيدي الخوارج (حكام مسقط) في ضمن تلك الأيام ، فصرنا نرقب ما يصير من أمر ذلك وما ينتهي الحال من هذه المهالك حتى صارت الدائرة على العجم فقتلوا جميعا وحرقت البلاد ، وكان من جملة ما حرق بالنار بيتنا."


وبعد الهزيمة المنكرة للفرس بقيت البحرين تحت سيطرة العمانيين ، وفي نفس العام 1718 "أخذت البحرين من أيدي العمانيين صلحا بعد دفع مبلغ خطير لامام الخوارج لعجز ملك العجم وضعفه وادبار دولته بسوء تدبيره ."(البحراني المتوفى 1772م)


يقول بوشهري (1987م) :"احتل سلطان مسقط البحرين وفتك بأهلها . والغريب ان سلطان مسقط لم يبق في البحرين طويلا ويبدو أنه فوجئ بالجفاف وقلة الخيرات التي كانت مطمع القوى الغازية في ذلك الحين بدليل أنه وقبل مضي العام وافق على الانسحاب من البحرين مقابل الحصول على 8 الاف كضريبة دفعها له الفرس . "


‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎الاحتلال العماني الثاني للبحرين :


وكان ذلك مع بداية القرن التاسع عشر (1800)، فقد توجه سلطان بن أحمد للبحرين متذرعا بأن ال خليفة لم يدفعوا رسوم سفنهم القادمة من الهند والمارة في مسقط . لكن هدفه في الحقيقة هو احتلال البحرين(الزياني 1973م) ، فاحتلها ونصب ابنه (سالم) عليها.


ولما كان سالم صغيرا فقد نصب من يعاضده وهو الشيخ محمد بن خلف العصفور (الشيعي مراعاة لمذهب سكان البحرين)، ولكن هذا الأمر أزعج ال خليفة السنة خصوصا وأن سلطان قد أخذ من أعيان البلد 25 شخصا أو عائلة كرهائن الى مسقط ، وطرد ال خليفة للزبارة ، فاستنجدوا بالوهابيين الذين استطاعوا التغلب على العمانيين وطردهم من البحرين .


أما عن تأريخ السيطرة العمانية على البحرين فقد اختلف حولها الباحثون بين(1800-1801-1802 ) وكذلك اختلفوا في العام الذي طرد فيه العمانيون من البحرين بين من قال أنه في العام التالي للاحتلال ، او في عام 1807 ، او في عام 1809 .


وتحكي بعض المصادر التاريخية ان ال خليفة قد نكلوا بالبحارنة بعد طرد العمانيين بحجة انهم ساعدوا العمانيين للتخلص من حكم آل خليفة. يقول السيابي (1986م) :" قبض شيوخ البحرين بلادهم ووضعوا رئاستهم عليها ، وهجم الزعماء على البحارنة -أي الشيعة- بعد منصرف سالم بن سلطان وأصحابه منها، وقتلوا الكثير منهم وأذلوا الأكثر ، وحازوا الأموال وتفرق جمع الشيعة في سائر البلدان ، وعذبوا الباقين منهم بها عذابا أليما ونكلوا بهم فوق الحد بدعوى دخول سلطان البحرين، لأنهم يدعون ان دخوله كان بسببهم ، وأنهم هم الذين حركوه على البحرين واختلاف المذاهب بين الطرفين يؤيد المقصد ، ورأى الشيعة البحارنة من أهل البحرين ما ساءهم فوق الحد ."


البحرين والاحتلال الوهابي :


لما استولى امام مسقط على البحرين غادر شيوخ العتوب الجزيرة وتوجهوا مع أتباعهم الى الزبارة ، والتمسوا حماية (حاكم) الوهابيين الذي شجعهم على الاستقرار في ذلك المكان ليستخدمهم ضد البحرين ، وقد قام بمساعدتهم لاستردادها في أوائل 1802 (ابو حاكمة 1970) . وأصبحت البحرين تحت سيطرة الوهابيين الذين كانوا يفرضون أوامرهم على آل خليفة . وحين أمر الوهابيون ال خلفية بالهجوم على مسقط أو القرين عام 1809 رفضوا ذلك مما أدى الى تنصيب عبد الله بن عفيصان وكيلا عن الوهابيين في البحرين عام 1810 حيث كان يأخذ الزكاة من ال خليفة .


حين زحفت قوات محمد علي باشا العثمانية على الجهة الغربية توجه الاهتمام الوهابي لصد هذا الهجوم فاستثمر ال خليفة هذه الفرصة حيث استنجدوا بحكام مسقط الذين هاجموا البحرين واستطاعوا طرد وكيل الوهابيين عبد الله بن عفيصان . وحين شعر ال خليفة برغبة حكام مسقط في السيطرة على البحرين استنجدوا عام 1816 بالوهابيين مرة اخرى .


"نخلص من ذلك أنه لم تكن هناك سياسة ثابتة لشيوخ ال خليفة بالنسبة لعلاقتهم بكل من فارس ومسقط والسعوديين والقواسم وانما كانت سياستهم تتحدد طبقا للظروف أو الأخطار التي يواجهونها فحينما استولى سلطان ابن أحمد على البحرين استعان ال خليفة بالسعوديين وحين سيطر السعوديون على البحرين استعان ال خليفة بألد أعدائهم وهو سلطان مسقط وحين ضغط السعودون على البحرين في عام 1817 أرسل ال خليفة رسالة يستنجدون بها بالفرس وأنهم يتطلعون الى الشاه في مساعدتهم ضد (خطر الوهابيين) ."(قاسم 1985) .
النصوص المنقودة


علاقة
الشيخ الجبري بالشيخ الهولي


تحدث الشيخ خليفة النبهاني عن رجل من بقايا الجبريين الذين كانوا يحكمون الأحساء، فانقرضت دولتهم من الأحساء سنة (999هـ)، لم يذكر اسمه وإنما اكتفى بنعته بالشيخ الجبري، وأنه تولى حكم البحرين في فترة الشاه عباس الصفوي الثاني، وبيَّن من أوصافه أنه اشتهر بحب النساء؛ فلا تذكر له امرأة ذات حسن وجمال إلا وسعى إليها، ثم شرح الطريقة التي سقط بها حكمه بأنه قتل وزيره، رغبة في الاستحواذ على زوجته، لكن زوجة الوزير فرَّت، بعد مقتل زوجها، إلى جزيرة دارين، وشرعت في التدبير للأخذ بثأره، فأمرت صائغًا بصنع صحن من فضة يحمل في وسطه نخلاً من ذهب، وثمره من الجواهر الفاخرة، وأهدته للشاه عباس الثاني الصفوي شاه إيران بقصد إغرائه بالاستيلاء على البحرين، فأرسل الجنود إلى البحرين، واحتلها، واسقط، بذلك، حكم الشيخ الجبري، وهذا نص ما قال:


«وفي سنة نيف عشر بعد المائة والألف استقل بالبحرين الشيخ الجبري، وهو من بقايا الجبريين الذين كانوا يحكمون الأحساء، فانقرضت دولتهم من الأحساء سنة (999) كما بيناه في تاريخ الأحساء»..... إلى أن قال: «ويقال إن سبب انقراض دولة الشيخ الجبري من البحرين هو أنه كان مغرما بالنساء لم توصف له امرأة جميلة إلا سعى في طلبها».


ومن خلال استعراض تفاصيل هذا الخبر، نلاحظ أن النبهاني وقع في أخطاء جسيمة عدة، منها اعتباره سنة (999هـ) نهاية لإمارة «بني جبر»، بينما تذكر مصادر التاريخ أن «بني جبر» انتهت إمارتهم في البحرين سنة 928هـ - 1521م، بمقتل زعيمهم «مقرن بن زامل الجبري» في حملة جرَّدها البرتغاليون على البحرين بقيادة القبطان (أنطونيو كوريا)[115]، ولم يتبق في أيديهم سوى الأحساء، وهذه انتزعها بعدئذٍ، راشد بن مغامس، حاكم البصرة، من آخر أمرائهم غصيب بن زامل، وكان قد استنجد به في نزاع وقع بينه وبين أخوته[116].


(النيف) مصطلح في الحساب يقصد به بين الواحد إلى الثلاثة، وهذا يعني أن الفترة التي وضعها لحكم الشيخ الجبري هي بين 1111 - 1113، هـ، وهذه الفترة بعيدة جدَّا عن فترة الشاه عباس الصفوي الثاني، فهذا كان قد تولى العرش بعد وفاة الشاه صفي سنة 1641م، 1051هـ[117].


إن النبهاني - بعد انتهائه من سيرة من سماه (الشيخ الجبري)، وفترة حكمه لجزيرة البحرين عرض سيرة الشيخ «جبارة الهولي» وحكمه للجزيرة «البحرين»، وحقيقة الموضوع أن النبهاني توهم أن الشيخ الجبري هو شخص آخر مختلف عن الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين، وهذا ما سنثبته فيما يلي.


ذكر الشيخ النبهاني أربع صفات اتصف بها الشيخ الجبري الذي كثيرا ما تذكره الروايات البحرانية المحلية التي تتناقل قصة الشيخ الجبري الشهيرة، وصفاته بالصورة التالية:


أولاً: الانتماء إلى قبيلة بني جبر والنسبة إليها (جبري):


ثانياً: في عرضه فترة حكم الشيخ جبارة الهولي أشار إلى أنها «في أواخر دولة السلاطين الصفوية»، كذلك ربطها بقيام نادر شاه، ولا شك أن الفترة بين عام 1111 - 1113هـ، هي أقرب إلى نهاية الدولة الصفوية. حيث نهايتها كانت بإقدام نادر شاه على عزل الشاه طمهاسب الثاني، وتعيين ولده الطفل الصغير «عباس الثالث»[118]، ثم ما لبث أن عزله ونصب نفسه على العرش مكانه سنة 1736م، 1148هـ[119].


ثالثاً: حب الشيخ الجبري الشديد للنساء.


رابعاً: ارتباط أسباب سقوط حكم الشيخ الجبري لجزيرة البحرين بقصة امرأة كانت المحرك لقوات الشاه ضد الشيخ الجبري والبحرين.


ومن خلال التمعن والنظر جيدا في هذه الصفات التي ذكرها النبهاني أثناء الحديث عن الشيخ الجبري يتضح لنا بما لا يدعو مجالا للشك بان الشيخ الجبري هو نفسه الشيخ جبارة الهولي، وذلك لتطابق هذه الصفات المشار إليها مع الصفات المدونة في التقارير الفارسية والأوربية المعاصرة لفترة حكم الشيخ جبارة الهولي لجزيرة البحرين، فقد ورد في وصف الشيخ جبارة التالي:


أولاً: اتصال النسب بقبيلة بني جبر (الجبور):


يذكر مؤلف كتاب صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس[120]


عند حديثة عن قبيلة النصور التي ينتمي إليها الشيخ جبارة الهولي بأن عرب النصوريين هؤلاء فرع من بني خالد سكان الجزيرة العربية، وهم فخذ من الجبور هاجروا من موضع شمال القطيف يسمى «اليعيمية» والمقصود هنا بلدة الجعيمة ويستند المؤلف في ذلك القول على رسالة أرسلها الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة نجل حاكم البحرين في تلك الفترة إلى الشيخ جبارة النصوري حفيد الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين تؤكد خبر انتساب قبيلة النصوريين إلى بني خالد، في حين نجد ما يدعم هذا النسب ورود الإشارة إلى تحالف الشيخ جبارة الهولي مع بني خالد لصد الهجوم الفارسي علي جزيرة البحرين عام 1148هـ في الوثائق الهولندية، وهذا - وبلا أدنى شك - يقوي صحة انتساب الشيخ جبارة الهولي إلى فرع الجبور من بني خالد[121].


ثانيا: فترة حكم الشيخ الجبري لجزيرة البحرين:


وأما بخصوص تطابق الفترة الزمنية التي ظهر فيها الشيخ الجبري حسب وصف النبهاني له بأنه ظهر عام 1111 - 1113، آخر فترة الحكم الصفوي فهذا التاريخ وهذا الوصف يقرب مما جاء في المصادر الهولندية والانجليزية والتي تذكر بأن الشيخ جبارة الهولي تولى حكم جزيرة البحرين بمعاونة الشاه أشرف قائد القوات الأفغانية وذلك مكافأة له لمعاونة القوات الأفغانية التي اجتاحت إيران عام 1131هـ واحتلال بندر عباس، وجزيرة هرمز، زمن الشاه عباس الثالث أخر سلاطين الدولة الصفوية، والذي عزله نادر شاه في هذه الفترة ونصب نفسه شاه على إيران[122].


ثالثاً: الشيخ الجبري و تهمة حب النساء:


تذكر المؤرخة البحرينية المعاصرة مي محمد آل خليفة في كتابها “محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي في الصفحة (107)، نقلا عن المصادر الفارسية بأن الشيخ جبارة الهولي كان شغوفا بحب النساء الجميلات، وأنه خصص لهذا الغرض عددًا من الجنود مهمتهم الدفاع عن البحرين وجلب النساء الجميلات له للاستمتاع بهن[123].


رابعاً: قصة المرأة التي كانت سببا في سقوط حكم الشيخ الجبري:


تذكر الرواية التي دونها النبهاني في كتابه أن الشيخ الجبري رغب في زوجة وزيره ولكن زوجة الوزير تمكنت من الهرب إلى جزيرة دارين وطلبت عون الشاه عباس الصفوي فحرك سفنه إلى جزيرة البحرين فاحتلها. هذه القصة وردت في المصادر الهولندية بشيء من التفصيل والدقه فهذه المرأة في الحقيقة لم تكن زوجة وزير الشيخ جبارة الهولي أو الجبري وإنما كانت زوجة حليفه الشيخ راشد المرزوقي حاكم جزيرة قشم والذي توفي عام 1147هـ في فترة نهاية الدولة الصفوية زمن الشاه عباس الصغير الذي عزله نادر شاه، فقد ورد بهذا الخصوص بان قائد قوات أسطول نادر شاه رغب في مصادرة تركة أرملة الشيخ راشد حاكم بندر باسيدو التابع لجزيرة قشم وفرت زوجته إلى رأس الخيمة، وليس دارين وعندما علم الشيخ جبارة الهولي بذلك تقدم وطلب الزواج من هذه الأرملة مما تسبب في ثورة ضد سفن نادر شاه بالقرب من جزيرة القشم فتطورت الأحداث إلى إرسال سفن إلى جزيرة البحرين واحتلالها وإسقاط الشيخ جبارة[124].


إذن، ومن خلال العرض السابق، وبمطابقة الوصف الوارد في كتاب النبهاني للشيخ الجبري بما ورد في مختلف المصادر سواء الأوربية أو الفارسية بخصوص الشيخ جبارة الهولي نستطيع التحقق والاطمئنان إلى القول بان الشيخ الجبري هو الشيخ جبارة الهولي. لذا فإن هذه النقطة الثانية التي يجب الالتفات إليها وتصحيحها في كتاب التحفة النبهانية.


الخطأ الثالث: خبر غزو العمانيين للبحرين عام 1151هـ


تحدث الشيخ النبهاني في “تحفته” عن أخبار الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين، وشرح لنا تفاصيل الطريقة التي سقط بها حكمه زمن نادر شاه أفشار وكيف سيطر الفرس العجم على جزيرة البحرين، ثم نجد المؤلف (النبهاني) ينتقل رأساً إلى ذكر أخبار استيلاء سلطان عمان سيف بن سلطان اليعربي على جزيرة البحرين، وذلك بعد أن استطاع إيقاع الهزيمة بقوات نادر شاه بعد سنتين فقط من سقوط حكم الشيخ جبارة، وكيف استطاع الإمام العماني من إتمام عملية تحرير جزيرة البحرين من سيطرة الفرس بنجاح عام 1152هـ، وهذا الخطأ، وهذا الأسلوب في الطرح من شأنه إيقاع القارئ في ظلمة الوهم بجعله يتصور أن الإمام العماني قام بعمل انتقامي ضد الفرس نتيجة إسقاط الفرس لحكم الشيخ جبارة، في حين أن خطأ النبهاني هذا، وأسلوبه قاد الشيخ محمد علي التاجر المؤرخ البحراني المعروف إلى تصورات خاطئة أعمق بحيث انه نقل هذا الخبر عن الشيخ النبهاني، ونشره في كتابه «عقد اللآل في تاريخ أوال» وزاد عليه تعليقات منها ذكر الاعتداء والمجازر التي ارتكبها الخوارج العمانيون في حق شيعة البحرين، في حين أن شيء من ذلك لم يحدث أصلا كما سنبينه في وقته.


يقول الشيخ النبهاني في الصفحة (78) تفاصيل الأخبار عن مهاجمة الإمام سيف بن سلطان حاكم عمان لجزيرة البحرين والاستيلاء عليها عام 1151هـ، وفيما يلي نص الخبر نقلا عن النبهاني:


«وفي السنة الثانية جاء (سيف بن سلطان حاكم مسقط) إلى البحرين وهاجمها وقتل فيها قتلا عاما واستولى عليها سنة 1151هـ. ثم في السنة الثانية وهي سنة (1152هـ) صدر أمر نادر شاه إلى عامليه محمد تقي خان وكلب علي خان بأن يوجها همتها إلى قتل حاكم مسقط بأي وجه كان...» انتهى كلامه.


وهذا الخبر غير صحيح فقد كانت دولة اليعاربة العمانية في هذه الفترة التي حددها النبهاني بعام (1151 - 1153هـ) تعيش حالة من الوهن والضعف نتيجة وفاة الإمام سلطان بن سيف الذي تنازع أبناؤه من بعده على السلطة، مما أدى إلى تدخل نادر شاه في شؤون عمان الداخلية كما وانه استطاع أيضا احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي العمانية بحجة مناصرة الإمام سيف بن سلطان ضد «أبو العرب»، وعليه فإنه لم يرد أو يثبت في أي مصدر معتبر صحة خبر استيلاء العمانيين على البحرين في الفترة (1151 - 1153هـ)، التي ذكرها الشيخ النبهاني في كتابه، وإنما جاء في الأخبار المعتبرة، والصحيحة أن نادر شاه استطاع انتزاع جزيرة البحرين من يد الشيخ جبارة الهولي عام 1149هـ، وبقيت البحرين تحت سيطرته إلى أن قتل عام 1159هـ، فحدثت بعد مقتله اضطرابات واسعة في المملكة الفارسية، مما أدى إلى حدوث ثورة عربية في البحرين قادت إلى استيلاء قبيلة الحرم فرع من تحالف قبائل الهولة على جزيرة البحرين، وبالتالي تم تنصيب الشيخ محمد بن ماجد الحرمي حاكما على الجزيرة، وبذلك يكون كل ما أورده النبهاني بخصوص استيلاء إمام عمان على جزيرة البحرين، وقصة طرد القوات الفارسية عام 1153هـ خلط للأحداث التي حدثت زمن الإمام العماني سلطان بن سيف الذي استولى على جزيرة البحرين قرابة عام 1127هـ بعد طرد البرتغاليين من منطقة الخليج، واستيلاء الدولة الصفوية على جزيرة البحرين، وهذه الحادثة كانت زمن الدولة الصفوية، ولم تكن زمن دولة أفشار، وتفاصيل هذه الأحداث مثبتة وموثقة بشكل جيد في جل مصادر التاريخ العماني التي تذكر أن العمانيبن استولوا على جزيرة البحرين قرابة العام 1127هـ زمن الإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي توفي في 5 جمادي الآخر سنة 1131هـ، كما توجد تفاصيل الأحداث التي كانت بعد وفاة الإمام الذي ورثه في العرش ولدان أحدهما اسمه سيف، وكان يافعا صغيرا، وأما الآخر فاسمه مهنا، وكان بالغا رشيدا، فانقسم الناس في أمر الخلافة، ونتج عن هذا الاختلاف فتنة عظيمة كانت السبب في سقوط دولة اليعاربة، وقيام دولة آل بوسعيد، وسيف بن سلطان الذي ذكره النبهاني كان في الأصل حليفا لنادر شاه عام 1151هـ، ولم يرد في أي من مصادر التاريخ بأنه استولى على جزيرة البحرين[125].


الخطأ الرابع: نادر شاه يُنصب شيخ بوشهر حاكما على جزيرة البحرين


من الواضح أن الشيخ محمد بن خليفة النبهاني وقع في العديد من الأخطاء التاريخية عند حديثه عن تاريخ البحرين خلال فترة حكم نادر شاه لها، ومن جملة هذه الأخطاء نجده يذكر في صفحة (78) أن نادر شاه، بعد أن ظفر بسيف بن سلطان وقتله غيلة، تمكن من الاستيلاء على البحرين، وعين عليها من قبله آل مذكور، وهذا الخبر أيضا غير صحيح، وقد أورده النبهاني نصا كما يلي:


«ولما استتب الأمر لنادر شاه على البحرين جعل عليها من قِبَله الشيخ غيثا و أخاه ناصرا آل مذكور.... وبقي الحكم في البحرين لغيث و ناصر. إلى أن توفيا، فقام من بعدهما أخوهما الشيخ نصر آل مذكور. ثم استبد بالحكم وصارت البحرين في زمنه خاضعة لمملكة فارس اسما فقط إلى أواخر دولة (الزنديين) وأول دولة «القاجاريين»... ثم في سنة 1197هـ حصل اختلاف بين أهل الزبارة وسكان جزيرة البحرين، فاضطر الشيخ نصر آل مذكور لأن يزحف بجيشه على الزبارة» انتهى كلامه.


وهذا الخبر الذي أورده النبهاني غير صحيح حيث أن نادر شاه عزل الشيخ جبارة الهولي، وعين على جزيرة البحرين محمد علي بك[126] الذي تم تعينه بأمر من نادر شاه أفشار، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى الجزيرة بسهولة نتيجة حصار عرب الهولة وبني خالد للقلعة، والذي ربما انه استمر في حكم الجزيرة إلى أن عزل مباشرة بعد مقتل نادر شاه عام 1159هـ.


حيث أن المصادر الهولندية تذكر أن قبيلة الحرم حكمت الجزيرة مباشرة بعد مقتل نادر شاه، في حين لا توجد إشارة إلى أن جزيرة البحرين كانت تحت حكم الشيخ ناصر آل مذكور وأخيه غيث خلال هذه الفترة، ولكنه، ومن الثابت تمكن الشيخ ناصر المذكور من حكم الجزيرة عام 1162هـ في زمن حكم كريم خان زند أول حكام الدولة الزندية في فارس حيث استطاع الشيخ ناصر آل مذكور مهاجمة البحرين بمساعدة الشيخ ناصر بن حمد الزعابي حاكم بندر رق (ريق) واستولوا على الجزيرة لبضع سنوات ثم انفرد مير ناصر الزعابي بحكم الجزيرة لفترة قصيرة قبل أن تضطره الظروف السياسية إلى الانسحاب من البحرين نتيجة تعرض بندر ريق إلى هجوم من قبل حاكم بندر جنابة الشيخ كايد بن حيدر، وبذلك استطاع شيوخ قبيلة آل حرم والنصور من استعادة السيطرة على جزيرة البحرين إلى أن انتزعها منهم ناصر المذكور حاكم بوشهر بمساعدة عرب العتوب عام 1166هـ[127].


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

حاسة البصر من ا...

حاسة البصر من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، حيث إنه لا يستطيع أن يمارس حياته بصورة طبيعية مت...

رب الجماعة أسه...

رب الجماعة أسهل طريقة لاكتشاف فكرة متى الاجمالية ان نبدأ بالنهاية . فهو يلخص ، في الآيات الأخيرة من...

يبدأ الراوي عند...

يبدأ الراوي عندما كان في السادسة من عمره وقد رآى صورة أفعى البواء تلتهم وحشاً برياً في كتاب قصص حقيق...

في النهاية، يتط...

في النهاية، يتطلب مواجهة الإدمان على الإنترنت إجراءات وتداعيات ملتهبة للحد من انتشار هذه الظاهرة الم...

According to th...

According to this perspective, people make sense of what other people say not by ‘figuring it out’ l...

The Problem In ...

The Problem In 1993, they entered a short position in the forward contract to sell oil products such...

غادر صاحب الجلا...

غادر صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة البلاد أمس في ختام زيارة دولة قام بها إلى ...

أحدث الهاتف تغي...

أحدث الهاتف تغيرا كبيرا في العالم حيث سهل الحياة و جعلها تبدو كقرية صغيرة، لكن هل يمكننا العيش دون ه...

In simpler term...

In simpler terms, customers compare similar options when buying something, and they might remember o...

اذا كانت الصحيف...

اذا كانت الصحيفة الإليكترونية هي نتاج للتطور الهائل الذي شهدته تكنولوجيا الحاسب الآلي فإن الفضل في ظ...

Each country in...

Each country in the world has a different cousin. One of the best cousins in the world is my country...

Kütle, madde mi...

Kütle, madde miktarıyla doğru orantılı olan bir büyüklüktür. Herhangi bir cismin kütlesinin eşit kol...