لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

جماليات الشكل والمضمون
أن العلاقة بين الشكل والمضمون علاقة تبادلية يمكن وصفها بالوطيدة دون انفصال بينهما ، أو بين الشكل والمحتوى كما تشير بعض الدراسات
ولعل ( أرسطو ( هو أول من أشار لهذا الموضوع ، ويرى بعضهم أن الشكل هو جوهر الدوافع وبهذا يحقق الكمال ، ذلك أن كل ما هو في هذا العالم مزيج من الشكل والمادة ، وكلما قل الشكل قل الانغماس في المادة ، ولعل أولئك المفكرون استنهضوا أفكارهم على أساس شكل المواد في الطبيعة كالماس واللؤلؤ أو البلورات بوصفها تتكون من ذرات تسعى لأن تصب في مجرى الكل لمتكامل ، وان الطبيعة تفرض هذه التغيرات بصورة تدريجية حتى انتظام شكلها النهائي ، وعلى وفق ما تقدم فهي ليست شيئا جديدا نهائيا تم صنعه ، كما هي بالذات ليست فكرة ، لكنها ليست من إبداع الفنان ، غير أنها ليست الجوهر أو الفكرة أو المضمون والمحتوى ، حتى وأن وصلت حد الكمال . وان لهذا المضمون لابد أن يكون له شكلا يؤطره ، فلو منحنا أثنين من الفنانين أو الشعراء موضوعا واحدا ، فسنحصل على تفسيرين يجعل عمل كل منهما مختلفا عن الأخر ، كما نحصل على شكلين مختلفين أيضا . فكل شيء هنا يتوقف على وجهة نظر الفنان أو الأديب وحده ، ومن هنا يمكن أن نحدد بأن لكل مضمون شكلا يحدده بوصفهما وحدة عضوية واحدة . فالشكل هو الإطار الخارجي للمضمون ، والمضمون أو المحتوى هو الفكرة أو الثيمة أو الموقف الإدراكي والحسي للفنان أو الأديب ، فالقصيدة لها شكل غير أن مضمونها شيء أخر ، واللوحة لها شكل يدل على مضمون أو فكرة، والتصميم له شكل يدل أو يرمز إلى مضمون أو ثيمة ، وكذلك المنظر المسرحي فهو شكل له وظيفة أشارية أو دلالية أو وضيفة علاماتية تدل على محتوى ومضمون الدراما نفسها ، وبهذا تصح المقولة الجمالية أن لكل محتوى أو مضمون شكلا يحدده كما أن لكل شكل مضمون يدل عليه. ربما يكون الشكل المطروح مصنوع من خامات متعددة لينه أو صلبة أو سائلة أيا كان هذا الشكل فهو شكل محدد بأبعاد وقياسات رياضية وله وزن وكتلة وإزاحة في الفضاء أو الوسوع التكعيبي على مستوى القياس ، وان هذه الكتل تتراص مع بعضها بعلاقات تصميمية مهمة لكي تكون تكوينا محددا ، وهي بكل هذه الصفات تلتزم بنظام قائم على الوحدة والإيقاع واللون والمساحة وتداخل الخطوط الأفقية والعمودية ضمن نظام قائم على الاتزان والمماثلة يبعث على الارتياح ويسر الناظر بانسجام وحداته ، كما انه في ذات الوقت ينطوي على محتوى أو مضمون ، ومن هنا صار للشكل أهمية بالغة في علم الجمال الفني على اعتبار أن معظم النتاجات الفنية التي تتصل بالجانب البصري تنطوي على هذه المعادلات الشكلية وتبلغ الأهمية التصميمية في أنجاز الشكل المطلوب ، فضلا عن أن الشكل على مستوى الانجاز يتطلب تداخل قنوات مهمة كالضوء والظل واللون والمساحة والحجم في تناسبها مع الفضاء ، إنما هي تعبير غني عن نظرة الفنان إلى العالم أو المجتمع ، فنقول شكل تعبيري أو رمزي أو واقعي أو طبيعي أو معاصر ، وقد تطورت الأشكال البسيطة صعودا نحو الأشكال التي تزداد تعقيدا . في محاولة لابتداع كم لا يحصى من الأشكال المعبرة ذات القيمة والفائدة ، أو أن لها غاية محددة تشير إليها أو ترمز لها ، وللسبب ذاته أصبح الشكل يستند على المادة أو الخامة فتنوعت بذلك الخامات واتخذت لنفسها أشكالا معبرة ، ومن هنا يمكن القول أن مرجعية الشكل هي الخبرة الإبداعية للفنان ذاته أما فنون ما بعد الحداثة فقد اتخذت لنفسها مسارا أخر في تعاملها مع الأشكال ، فتحول الشكل في بعض الأحيان إلى تنوع في توظيف الخامة من مواد و خامات شبه واهنة ربما من خيوط أو حبال أو مواد بلاستيكية تتصف بالشفافية أو المفردات البسيطة أو استخدام الشاشات والستائر الضوئية ، للمحافظة على وحدة التزامن قائمة طوال العرض ، وعلية فإن الأشكال ينبغي أن تتحطم حينما تكتمل بالكلية ، أما الطرف الأخر في هذه العلاقة فإنه يتمظهر في المضمون الذي حدده الشكل مسبقا ، إلا أن الشكل هو من يدل علية ، وبتفاعل الذات والموضوع يبدأ المتلقي بمتابعة خصائص الشكل وصولا للمضمون عن طريق التأمل والإحساسات المنبعثة من الشكل أو الرموز والدلالات التي حددها الشكل بوصفها كودات تؤدي إلى معنى ، فالشكل عياني ظاهر غير أن المضمون على الدوام مستتر مخفي تحت مساحة الشكل ، أو قد يكون المضمون فكرة اجتماعية تبحث عن محتوى اجتماعي لحل مشكله أو طرح بدائل ، وربما يتنامى هذا المحتوى إلى محتوى سحري أو طقسي أو ميتافيزيقي ، ذلك أن القيمة الفكرية أو المحتوى في العمل الفني لا تكفي وحدها لأن تكون عملا فنيا ما لم توضع أفكارها في قالب فني معين ، بوصفها شكل أو حدث أو موقف ، لذلك فأن المحتوى يقتضي وجود شكل يلملم شتات الفكرة ويجعلها تصب في بدوقة واحدة ، كون الفن لغة تخاطب عقول الناس ، وأيا كان الأمر فإن الأهمية تتأتى في الكيفية والقدرة على تجسيد الفكرة ضمن تشكلات الشكل طومن البديهي أن يكون أن يكون المحتوى صوتا أو لحنا أو لونا أو كلمات ، وكل أفكار متميزة تحت هذا القالب هو المحتوى أو المضمون . ومن هنا صار هناك اختلافا لكل مضمون بين فنان وأخر وأديب وأخر " فهناك فرق بين جمال التعبير وبين قوة التعبير - الجمال يسر الحواس في حين أن القوة تسري إلى ما هو أعمق من الحواس أنها تهز النفس " (٢) . كما أنها تهز الفكر وتنشط الذهن ، ذلك أن الفن يستخرج الصور الفنية من المادة التي يتعامل معها بوصفها شكل في الجانب السمعي قد لا يختلف الأمر فإن شكل الآلة الموسيقية أو نوعها هو الشكل لكن إصدار اللحن من هذه الآلة هو المضمون ، ولعل هذه الآلة رغم توحد شكلها إلا أن لكل فنان قدراته الإبداعية في أنتاج اللحن ، أن العازف هنا يستنطق الآلة لإخراج اللحن بحيث أنها تهز مشاعرنا وكذلك فإن القصيدة شكل لكن إلقاء الشاعر واستخدامه للمفردات اللغوية والصورة الشعرية بانتقائية عالية يثير فينا الإحساس بلذة لكونه يحرك مشاعرنا ،


النص الأصلي

جماليات الشكل والمضمون


أن العلاقة بين الشكل والمضمون علاقة تبادلية يمكن وصفها بالوطيدة دون انفصال بينهما ، ومن الصعوبة بمكان انفصال الشكل عن المضمون ، أو بين الشكل والمحتوى كما تشير بعض الدراسات


ولعل ( أرسطو ( هو أول من أشار لهذا الموضوع ، ولكن بتفسير غريب ربما ! وقد اخذ به الكثير من الفلاسفة والفنانين للتعبير عن رأيهم بأن " الشكل هو الجانب الجوهري في الفن " (1) . باعتباره الجانب الأعلى والروحي في الفن ، وأن المضمون شيء ثانوي ، ويرى بعضهم أن الشكل هو جوهر الدوافع وبهذا يحقق الكمال ، ذلك أن كل ما هو في هذا العالم مزيج من الشكل والمادة ، وكلما قل الشكل قل الانغماس في المادة ، ولعل أولئك المفكرون استنهضوا أفكارهم على أساس شكل المواد في الطبيعة كالماس واللؤلؤ أو البلورات بوصفها تتكون من ذرات تسعى لأن تصب في مجرى الكل لمتكامل ، ويحددها ذلك الشكل الفني من الخارج ، كما أن جوهرها يتصف بالشفافية والنقاء صحيح أن الذرات ليست عديمة الأهمية في البلورة أو تركيبها لكونها تحدد شكلها ، إنما هي في الحقيقة تركيب كيماوي من مواد عضوية أنتجتها الطبيعة ، وان الطبيعة تفرض هذه التغيرات بصورة تدريجية حتى انتظام شكلها النهائي ، كما يتحول الماء إلى جليد ، وعلى وفق ما تقدم فهي ليست شيئا جديدا نهائيا تم صنعه ، كما هي بالذات ليست فكرة ، وإنما هي نتيجة لتغيرات عابرة وإن ما تنقله الطبيعة من أشكال لا يمكن اعتماده في الفن ، كون الفن عملية أبداعية حسية تستدعي الخيال الخصب لتقيم وانجاز الشكل ( أي شكل ) وفقا الرؤية محددة مسبقا أملتها أدراكات الفنان في ابتداعه للشكل صحيح أن البيئة تتحفننا بأشكال قل نظيرها من المواد والأحجار والأشكال التي تبعث على الدهشة والإبهار فضلا عن اتصافها بالندرة ، لكنها ليست من إبداع الفنان ، بل هي من ابتداع الطبيعة وخلق الخالق سبحانه وتعالى ، ولما كانت الأشكال الفنية من نتاج الفنان المبدع فإن الطبيعة تبيح لنا رؤية أشكال من عالم النبات وسلسلة التغيرات في الأشكال تدلنا على عوالم أخرى كعالم الطيور وأشكالها وعالم الحيوان وسلسلة الأشكال المتنوعة فيها ، وأن الأشكال التي تتخذها الكائنات الحية ليست ثابتة ، كما أنها يمكن أن تورث وفقا للصفات المكتسبة ، غير أنها ليست الجوهر أو الفكرة أو المضمون والمحتوى ، حتى وأن وصلت حد الكمال .
ومن هنا صار لزاما علينا أن نفهم أهمية الشكل والمضمون من الناحية الفنية الصرفة كما تؤكده الدراسات الجمالية ، ويمكن أن نتساءل ابتدءا ما هو المضمون في الأدب والفن ، هل هو ما يقصده الأديب من فكرة ما داخل القصيدة أم ثيمة في الدراما أم رسالة يرغب بإيصالها إلى المتلقى ، أو هو معنى يختباً تحت السطور ؟ المضمون في الحقيقة هو كل ما قدمنا له ، وان لهذا المضمون لابد أن يكون له شكلا يؤطره ، وان الجوهر أو المعنى أو المضمون يخضع بالأساس لانعكاسات الذات المبدعة في المعالجة ، فلو منحنا أثنين من الفنانين أو الشعراء موضوعا واحدا ، فسنحصل على تفسيرين يجعل عمل كل منهما مختلفا عن الأخر ، كما نحصل على شكلين مختلفين أيضا .


فكل شيء هنا يتوقف على وجهة نظر الفنان أو الأديب وحده ، فالمضمون ليس ما يقدمه الفنان من خلال موقعه ، بل كيف يقدمه وفي أي سياق وبأي أسلوب ، ومن هنا يمكن أن نحدد بأن لكل مضمون شكلا يحدده بوصفهما وحدة عضوية واحدة .


فالشكل هو الإطار الخارجي للمضمون ، فهو يؤطره ويدل علية أو يشير إليه أو يرمز إليه ، المهم أن هناك علاقة وظيفية وطيدة للشكل تصل بنا نحو المضمون ، والمضمون أو المحتوى هو الفكرة أو الثيمة أو الموقف الإدراكي والحسي للفنان أو الأديب ، فالقصيدة لها شكل غير أن مضمونها شيء أخر ، واللوحة لها شكل يدل على مضمون أو فكرة، والتصميم له شكل يدل أو يرمز إلى مضمون أو ثيمة ، وكذلك المنظر المسرحي فهو شكل له وظيفة أشارية أو دلالية أو وضيفة علاماتية تدل على محتوى ومضمون الدراما نفسها ، وبهذا تصح المقولة الجمالية أن لكل محتوى أو مضمون شكلا يحدده كما أن لكل شكل مضمون يدل عليه.


ربما يكون الشكل المطروح مصنوع من خامات متعددة لينه أو صلبة أو سائلة أيا كان هذا الشكل فهو شكل محدد بأبعاد وقياسات رياضية وله وزن وكتلة وإزاحة في الفضاء أو الوسوع التكعيبي على مستوى القياس ، فهو أحيانا يتكون من كتلة واحدة أو مجموعة كتل متراصة توصف بالكلية ، وان هذه الكتل تتراص مع بعضها بعلاقات تصميمية مهمة لكي تكون تكوينا محددا ، وهي بكل هذه الصفات تلتزم بنظام قائم على الوحدة والإيقاع واللون والمساحة وتداخل الخطوط الأفقية والعمودية ضمن نظام قائم على الاتزان والمماثلة يبعث على الارتياح ويسر الناظر بانسجام وحداته ، كما انه في ذات الوقت ينطوي على محتوى أو مضمون ، ومن هنا صار للشكل أهمية بالغة في علم الجمال الفني على اعتبار أن معظم النتاجات الفنية التي تتصل بالجانب البصري تنطوي على هذه المعادلات الشكلية وتبلغ الأهمية التصميمية في أنجاز الشكل المطلوب ، فضلا عن أن الشكل على مستوى الانجاز يتطلب تداخل قنوات مهمة كالضوء والظل واللون والمساحة والحجم في تناسبها مع الفضاء ، وان هذه الأشكال ليست أشكال نابعة من الوعي الفردي يحددها البصر ، إنما هي تعبير غني عن نظرة الفنان إلى العالم أو المجتمع ، فقد تحمل خصائص شعبية أو أسطورية أو تاريخية أو فنطازية أو كرنفالية أو غرائبية ، وعليه فإن بعض الأشكال قد ترتبط بالمدارس أو المذاهب الفنية ، فنقول شكل تعبيري أو رمزي أو واقعي أو طبيعي أو معاصر ، وربما يرتفع الشكل نحو الاتجاه الميتافيزيقي أو السريالي ، وهو ما يجعل للشكل أهمية بالغة في الفن مما أدى إلى ظهور نظرية الأشكال ، نتيجة تطور القدرات الفردية والاعتبارية والإبداعية ، وقد تطورت الأشكال البسيطة صعودا نحو الأشكال التي تزداد تعقيدا .


وترى بعض الآراء أن تاريخ الفن لا ينبغي أن يصبح مجرد تاريخ للأشكال . فبناء الأشكال ما هو ألا وسيلة للمحافظة على الخبرة البشرية كما هو في الوقت ذاته سيطرة الفرد على المادة وتطويعها لفنه ، في محاولة لابتداع كم لا يحصى من الأشكال المعبرة ذات القيمة والفائدة ، أو أن لها غاية محددة تشير إليها أو ترمز لها ، وللسبب ذاته أصبح الشكل يستند على المادة أو الخامة فتنوعت بذلك الخامات واتخذت لنفسها أشكالا معبرة ، ومن هنا يمكن القول أن مرجعية الشكل هي الخبرة الإبداعية للفنان ذاته أما فنون ما بعد الحداثة فقد اتخذت لنفسها مسارا أخر في تعاملها مع الأشكال ، فتحول الشكل في بعض الأحيان إلى تنوع في توظيف الخامة من مواد و خامات شبه واهنة ربما من خيوط أو حبال أو مواد بلاستيكية تتصف بالشفافية أو المفردات البسيطة أو استخدام الشاشات والستائر الضوئية ، وعمدت هذه التوجهات أن لا تبقي هذه الأشكال ثابتة على مفهوم الصدفة والمصادفة والتزامن ، إذ أنها سعت إلى تحطيم الشكل بعد انجازه مباشرة ، ذلك أن الفكرة الكامنة خلف الشكل هي الأخرى ستقصى ليعاد بناء شكل أخر جديد وفكرة جديدة ، للمحافظة على وحدة التزامن قائمة طوال العرض ، ذلك أن الزمن سيال متجدد لا يقف أبدا وان اللحظة الحالية ستزول ضمن الزمن الماضي للتقدم عليها لحظة أخرى من الزمن الحاضر ، وعلية فإن الأشكال ينبغي أن تتحطم حينما تكتمل بالكلية ، حيث أن الأزمان تتداخل في لحضة واحدة .


أما الطرف الأخر في هذه العلاقة فإنه يتمظهر في المضمون الذي حدده الشكل مسبقا ، ولعل المضمون لا يأتي فجأة أنما يتضح المضمون بالتراتب الزمني رويدا رويدا حتى النهاية ، ذلك أن المضمون عصي على الفهم في بداية الأمر ، إلا أن الشكل هو من يدل علية ، وبتفاعل الذات والموضوع يبدأ المتلقي بمتابعة خصائص الشكل وصولا للمضمون عن طريق التأمل والإحساسات المنبعثة من الشكل أو الرموز والدلالات التي حددها الشكل بوصفها كودات تؤدي إلى معنى ، فالشكل عياني ظاهر غير أن المضمون على الدوام مستتر مخفي تحت مساحة الشكل ، وهو المحتوى أو الفكرة أو الثيمة أو وجهة النظر التي يحددها الفنان العملة وانجازه الإبداعي وقد يكون المضمون فكرة فلسفية مثالية أو مادية أو وجودية أو عدمية ، أو قد يكون المضمون فكرة اجتماعية تبحث عن محتوى اجتماعي لحل مشكله أو طرح بدائل ، وربما يتنامى هذا المحتوى إلى محتوى سحري أو طقسي أو ميتافيزيقي ، وربما يتحول إلى مفهوم رمزي يحدد اقتفاء الأثر وأحيانا يكون المحتوى محاكاة لفعل نفسي تراجيدي أو كوميدي . ذلك أن القيمة الفكرية أو المحتوى في العمل الفني لا تكفي وحدها لأن تكون عملا فنيا ما لم توضع أفكارها في قالب فني معين ، كالقصيدة والمسرحية واللوحة و النصب النحتية .


وعليه فإنه ينبغي أن يكون لكل عمل فني وحدة عضوية شأنه شأن الكائن الحي ، الكل فيه ليس مجرد أجزاء أنما وجود جديد يجمع كل الأجزاء بوحدة واحدة ، وهو ما يطلق عليه وحدة الموضوع ، وان الصورة في الموجودات الطبيعية أو الصناعية مصممة من أجل وظيفة ، بوصفها شكل أو حدث أو موقف ، لذلك فأن المحتوى يقتضي وجود شكل يلملم شتات الفكرة ويجعلها تصب في بدوقة واحدة ، كون الفن لغة تخاطب عقول الناس ، وأيا كان الأمر فإن الأهمية تتأتى في الكيفية والقدرة على تجسيد الفكرة ضمن تشكلات الشكل طومن البديهي أن يكون أن يكون المحتوى صوتا أو لحنا أو لونا أو كلمات ، ولكنها بالمقابل تخاطب المشاعر " وما يعبر عنه العمل الفني هو ما أتفق على تسميته بالمضمون " (1) .
فالعمل الفني متى ما تم تجسيده في مادة أو قالب فني أصبح شكلا ، وكل أفكار متميزة تحت هذا القالب هو المحتوى أو المضمون . .. ومن هنا صار هناك اختلافا لكل مضمون بين فنان وأخر وأديب وأخر " فهناك فرق بين جمال التعبير وبين قوة التعبير - الجمال يسر الحواس في حين أن القوة تسري إلى ما هو أعمق من الحواس أنها تهز النفس " (٢) . كما أنها تهز الفكر وتنشط الذهن ، ذلك أن الفن يستخرج الصور الفنية من المادة التي يتعامل معها بوصفها شكل في الجانب السمعي قد لا يختلف الأمر فإن شكل الآلة الموسيقية أو نوعها هو الشكل لكن إصدار اللحن من هذه الآلة هو المضمون ، ولعل هذه الآلة رغم توحد شكلها إلا أن لكل فنان قدراته الإبداعية في أنتاج اللحن ، أن العازف هنا يستنطق الآلة لإخراج اللحن بحيث أنها تهز مشاعرنا وكذلك فإن القصيدة شكل لكن إلقاء الشاعر واستخدامه للمفردات اللغوية والصورة الشعرية بانتقائية عالية يثير فينا الإحساس بلذة لكونه يحرك مشاعرنا ، ولعل الموسيقى هنا ليس لها زمان ومكان لكنها بالمقابل تنقلنا ضمن مفهوم الإحالة إلى أزمنة أخرى
وأمكنة متنوعة بالحس والتأمل ، فهي تثير فينا إيقاعا خاصا نتسارع معه متى ما تسارع ونبطئ معه متى ما تباطأ ، بوصفها تعبر عن كافة المظاهر " أن هذا العنصر الذي يرتفع إلى مستوى الصوت المنظم ، أي إلى مستوى ( المحتوى ) الموسيقي ، هو التجربة التي يريد المؤلف الموسيقي أن ينقلها إلينا " (1)ومن هنا فإن الموسيقى شكل أخر ينحصر في ورقة النوتة الموسيقية أو في الآلة نفسها أو في تعدد الآلات في السيمفونية أو الأوبرا ، لكنها بالرغم من هذا الشكل فإنها تدلنا بالإحساس والشعور إلى توافر أشكال أخرى مجردة تفرضها علينا إدراكاتنا السابتة في الذهن البشري " لذا أصبح للشكل ثلاث وظائف جمالية ، أولا أنه يوجه انتباه المشاهد ويرشده في اتجاه معين ، وثانيا يرتب عناصر العمل في قيمتها وتعبيريتها وزيادتها ، وثالثا ينظم الكل لكي يؤدي إلى قيمة جمالية


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

[continues]: ه...

[continues]: ها قد علمت فالزم فقد احسن من انتهى الى ما سمع وخذ العبرة من قصة الرجل الذي قال لعبدالل...

كيف اعرف انه يح...

كيف اعرف انه يحبني ويتجاهل عدم حديثي معي؟ مع تقدم علم النفس ومعرفة رموز ودلالات لغة الجسد أصبح ذلك م...

ولكي يكون عمل ا...

ولكي يكون عمل المربية التربوي أكثر نجاحاً مع الأطفال الذين تظهر لديهم مؤشرات التفوق العقلي، نسوق الم...

Aliyah Boston R...

Aliyah Boston Reveals Truth About 'Added Pressure' From Caitlin Clark.Headlined by Indiana Fever sta...

هذه المرحلة يتع...

هذه المرحلة يتعامل الطفل مع البيئة بحواسه وحركاته وتكون افعاله غير منتظمة في البداية، ولكن حينما يكو...

بلغت التجارة ال...

بلغت التجارة السلعية الإجمالية العربية خلال عام 2022 ما قيمته 2346.3 مليار دولار أمريكي مقارنة بقيمة...

وصف دبلوماسي بر...

وصف دبلوماسي بريطاني سابق جماعة الحوثي بأنها "مجموعة خبيثة وشوفينية وعنيفة ، تتألّف من الطغاة واللصو...

مرسوم ميالنو: ي...

مرسوم ميالنو: يعد من أبرز نماذج التسامح والتعايش، وساهم فيه كل من قسطنطين العظيم وليسينيوس حيث كانت ...

Have you ever w...

Have you ever wondered why some people seem to excel incredibly in their lives, while others struggl...

1939 schlossen ...

1939 schlossen Deutschland und die Sowjetunion einen Nichtangriffspakt. Darin gab es eine geheime Ab...

The effect of n...

The effect of nanomaterials on the creep stiffness does not reveal any significant outcome as the cr...

حظيت الكائنات ا...

حظيت الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في البيئات القاسية باهتمام كبير في السنوات الأخيرة بسبب تنوعها ...