لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (39%)

وعرفوا بوأد البنات لما يرونه من لحوق الخزي والعار ، فغير هذه النفوس وهداها إلى ربها ، وجل تفكيرهم كيف يسود هذا الدين الإسلامي مشارق الأرض ومغاربها ، مما جعل الأمم المجاورة تسعى وتتشوف إلى ما في أيدي الأمة العربية والإسلامية محاولة منهم لتقليدهم والتأثر بهم ، فهرعوا مسرعين إلى دراسة علوم الأمة الإسلامية ما يسمى بعلوم الشرق ( فحاولوا الاستفادة منها ، ليحدثوا فجوة كبيرة بين المسلمين وبين ما يؤمنون به ويعتقدون فيسهل انحرافهم وغزوهم ، فكانت الحاجة ماسة المعرفة الاستشراق والمستشرقون وكيف ظهروا ودواعي ذلك الظهور ، للوقوف في وجه هذه الموجه لتحجيمها ، وقاية النفس من أهواء وضلالات المستشرقين. -٤ ما يقوم به المستشرقون من السعي لتشويه رسالة الإسلام والتشكيك في نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قررت اختيار هذا الموضوع لأساهم في مواجهة هذه الموجة بهذا الجهد، ذلك الدين السمح المتكامل، -۲ تبيين دوافع الاستشراق وكيفية التصدي لها. -٤ التحذير من آثار الاستشراق على المجتمع المسلم. التبشير وهو الدعوة إلى النصرانية وهو تبشير يعتمد على هدم القيم الدينية ونشر الرذائل والقول بطبيعة العلاقات الجنسية الحرة وإشاعة الأفكار الهدامة بين المسلمين ومن ثم جعلهم لبنة هشة تقبل التشكيل الذي يلائم هذه الفرقة (٢). التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة، والمسلمين بخاصة بالأسلوب الغربي، الاستعمار هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية -٤ وهي بالتالي نهب وسلب منظم لثروات البلاد المستعمرة، وفرض ثقافة الاستعمار على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقل البلاد المستعمرة إلى مرحلة الحضارة (٤). الهندوسية وهي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند، وليس في الهندوسية دعوة -٥ إلى التوحيد، بل إنهم يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إله يعبد، البوذية وهي الديانة التي ظهرت في الهند بعد (الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد، ويعتقد -٦ البوذيون أن بوذا هو ابن الإله عندهم وأنه مخلص البشرية من مآسيها (١). النصرانية هي الدين الذي انحرف عن الرسالة التي أنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام مكملة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم موجهة إلى بني إسرائيل، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح، اليهودية هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام والمعروفين -۸ بالأسباط من بني إسرائيل الذي أرسل الله إليهم موسى عليه السلام مؤيدا بالتوراة ليكون لهم نبيا واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب. وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب وعممت على الشعب على سبيل التغليب (۳). إنكارهم أن يكون الإسلام دينا من عند الله وإنما هو ملفق من الديانتين -٤ اليهودية والنصرانية. التشكيك بقيمة الفقه الإسلامي الذاتية ذلك التشريع الهائل الذي لم يجتمع مثله الجميع الأمم في جميع العصور. -٥ التشكيك في قدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي. فالأهداف العلمية هذه التي سعى لها المستشرقون هي بمثابة الاستعمار الفكري والأدبي الذي يسعون بكل ما أوتوا للوصول إليه ليتمكنوا من النيل من هذا الدين الرباني السماوي الذي تكفل الله جل جلاله بحفظه. ففي هذا هدفان ديني واستعماري. وبث روح الشك في كل ما بين أيديهم من قيم وعقيدة ومثل عليا. -۲ منهج الأثر والتأثير: ويعنون بذلك أن الإسلام ما هو إلا دين ملفق من اليهودية والنصرانية، وقد حرص أكثر المستشرقون أمثال جولد تسيهر وشاخت على أن الإسلام مستمد من اليهودية وتأثيرها فيها (۳). إثبات الصور المرسومة والمفاهيم العالقة في أذهانهم حتى وإن استحال وقوعها وينفون الحقائق الواقعة التي لا تتصورها أذهانهم (1). طغیان روح الانتقام لدى علماء الغرب بعد الحروب الصليبية والفتوحات العثمانية التي كان المحرك الأساسي لمواجهتها دينيا صرفا. ولهذا فإن الدافع الديني يعد أهم الدوافع وأولها على الإطلاق، ولكن لأنه بعيد عن الطلاسم والتعقيدات النصرانية، فالباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر كان لعرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ثم تطور هذا الباعث من طور العرقلة إلى طور تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم وذلك بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبناءه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية من ناحية أخرى (۳). فالدوافع الدينية هي السبب الرئيس الذي دعا الأوربيين إلى الاستشراق، فالاستشراق اصطلاحا: هو اتجاه فكري يعنى بدراسة الإسلام والمسلمين ويشمل ذلك كل ما يصدر عن الغربيين من دراسات تتناول قضايا الإسلام والمسلمين في العقيدة والسنة والشريعة والتاريخ، معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما (٢). ولا سيما الفلسفة والطب والرياضيات، وأخذت الأديرة والمدارس الغربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلى اللاتينية، وهي لغة العلم في جميع بلاد أوروبا يومئذ، والاستيلاء علي أراضيه، فإذا بعدد من علماء الغرب ينبغون في الاستشراق ويصدرون محلات متخصصة، فيشترونها من أصحابها أو يسرقونها من المكتبات العامة التي كانت في غاية الفوضى والإهمال، وقد بلغت في أوائل القرن التاسع عشر مئتين وخمسين ألف مجلد، وما زال هذا العدد يتزايد حتى اليوم ، وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام ۱۸۷۳م وتوالى عقد المؤتمرات التي تعني بالدراسات عن الشرق وأديانه وحضارته وما زالت تعقد حتى اليوم (1). عام ۱۷٧٩م، والذي يظهر - والله أعلم - أنه من الصعب تحديد بداية الاستشراق فكما هو ملاحظ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى الدولة الإسلامية في الأندلس، ومنهم من يعودون به إلى أيام الصليبين، لكن الأهم من ذلك أن حركة الاستشراق لم تظهر اعتباطا لا هدف لها ولا غاية، بل إن انطلاقتها كان من باعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيله، الخواء الروحي الذي عرفته الأوساط الأوربية بعد فساد الحضارة الحديثة في العصر -٤ الحاضر. طغیان روح الانتقام لدى علماء الغرب بعد الحروب الصليبية والفتوحات العثمانية التي كان المحرك الأساسي لمواجهتها دينيا صرفا. وكان هذا الإقبال على الإسلام لا لسماحته فحسب، فالباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر كان لعرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ثم تطور هذا الباعث من طور العرقلة إلى طور تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم وذلك بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبناءه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية من ناحية أخرى (۳). والقدح في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ورد للسنة النبوية، لما انتهت الحروب الصليبية بهزيمة الصليبين كانت في ظاهرها حروب دينية لكنها كانت في حقيقتها حروب استعمارية لم ييأس الغربيون من احتلال العرب وبلاد المسلمين فسعوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها، فنفقد ثقتنا في أنفسنا، وأهدافهم، فلما كان المساس بهذه الأصول والمقومات من الأمور السهلة، فقد شهد خلال هذه المرحلة عديدا من المراكز والمدارس والجامعات التي كانت بمثابة منارات فكرية وعلمية ومعرفية شامخة، بينما كانت تعيش أوربا ذلك الوقت في عصور الجهل والظلام (1). لأنهم لم يكونوا يتعمدوا الدس والتحريف، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق والصواب (۲) ولذا تجد أبحاثهم والنتائج المستخلصة منها موضوعية وتتسم بالأمانة العلمية (۳)، والباحثون عن العقيدة الدينية الصحيحة من هؤلاء هم أناس ساورتهم الشكوك في عقيدتهم التي ولدوا عليها، لذا نجدهم عند بحثهم ودراستهم انطلقوا من مبدأ معرفة الحق وهذا ما نلمسه من أكثرهم حيث ساقتهم أبحاثهم إلى الهداية والرجوع إلى الدين الحنيف (4). رغب الغرب في التعامل مع الشرق لترويج بضائعهم، ومن خلال ترويجهم لبضائعهم وشرائهم المواردنا قاموا بقتل صناعتنا المحلية التي كانت لها مصانع قائمة مزدهرة في مختلف بلاد العرب والمسلمين (۱). فتجدنا نستورد كل ما نحتاجه حتى أتفه الأشياء، ومراكز بحوث مختلفة، بينما لا زلت تلك الأهداف القديمة موجودة، وفي الوقت نفسه أثر الاستشراق أثرا سلبيا في العالم الإسلامي في المجالات العقدية، والفكرية والثقافية والاجتماعية، والسياسية والاقتصادية وسأكتب في هذا الفصل عن آثار الاستشراق. وقصروا مجال الدين في الشعائر التعبدية، وما يتعلق بالله والإنسان، بينما رسالة الإسلام ربطت كل مجالات الحياة بالإيمان بالله عز وجل، وبالتصور العام الذي جاء به الإسلام للخالق سبحانه وتعالى وللكون والإنسان، فيؤمن ببدعهم وخرافاتهم وضلالاتهم ظنا منه أنه في الاتجاه -۲
بل ببالغ الاستشراق في الدور الديني للفرق، وقد اتجه الاستعمار حديثا وبمساعدة التنصير والاستشراق إلى تكوين واستحداث فرق دينية جديدة في المجتمع الإسلامي بهدف زيادة عوامل الفرقة بين المسلمين والعمل على خلخلة التوازن في المجتمع الإسلامي، وخلق مكان جديد لها داخل الفكر الإسلامي، والعمل على تفتيت الوحدة الدينية والفكرية للمجتمع الإسلامي، والبوذية، واليهودية. ت أن التصوف عامل تقريب هام بين الإسلام والديانات الأخرى، لقد حقق المستشرقون نجاحاً كبيراً في التأثير في الحياة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي فبعد أن كان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتراث علماء هذه الأمة الذين فهموا هذين المصدرين فهماً جيداً، أم للفقه أم لعلوم الشريعة الأخرى، أو ما يتعلق بفهم منهجية هذه المصادر والتعامل معها، ثم سعوا جاهدين إلى طرح العديد من البدائل العلمانية والحلول الغربية بدعوى عجز الفكر الإسلامي عن إيجاد حلول للمشاكل الحديثة التي يتعرض لها المجتمع المسلم، وبدعوى ربط التخلف بالدين وبدعوى أن الغرب لم يتقدم علمياً إلا بعد أن هجر الدين وعزله، نشر القيم الغربية: سعى الاستشراق إلى نشر القيم الغربية في المجتمعات الإسلامية من خلال الدعوة إلى الاتجاهات الأدبية والفنية التي لا تلائم المجتمعات الإسلامية والتي تعكس قيماً غربية خالصة، بل اعتبروا ما تقدمه من نماذج الحياة منحرفة فاسدة على أنها من -۲
ثم إن بعض المستشرقون سعوا إلى نشر الاتجاهات الأدبية والفنية الغربية وبعضها يدعوا إلى الابتذال والانحلال والفساد باسم الأدب والفن ومعظم هذه الاتجاهات تعكس قيماً غربية خالصة تعبر عن مشاكل الغرب وأزماته، والحقيقة أنه مع الغزو الفكري للمجتمعات الإسلامية انتقلت هذه الاتجاهات وتلقفها الأدباء والفنانون المقلدون دون أن يفكروا في مناسبتها للمجتمع الإسلامي، تعتبر الآثار الاجتماعية من أخطر الآثار التي مازال الاستشراق حريصا على تحقيها في العالم الإسلامي، فاهتم المستشرقون بدراسة المجتمعات الإسلامية ومعرفتها حق المعرفة من عادت وقيم ومبادئ وأخلاقيات لكي يتمكنوا من التأثير فيها بنجاح، ولقد تركزت جهود المستشرقين في المجال الاجتماعي على عزل المسلم عن مجتمعه وعادته وتقاليده الحميدة فحاولوا جاهدين على التشكيك في المبادئ الأسرية الاجتماعية لدى المجتمع الإسلامي ومن ثم قدموا المجتمع الغربي بصورة مثالية، ومن ثم سعوا إلى تمجيد الغرب وإظهار محاسنه وتمجيد الحريات الغربية واعتبارها أساساً للتقدم في الغرب وكانوا يتعاملون مع ما يظهر في الغرب من مساوئ بسياسة التعتيم، فمما يشاهد ويلاحظ أن الغرب أثر تأثيراً سلباً في المجال الاجتماعي منها: تغريب المجتمع المسلم من خلال التأثير على قيم الأسرة المسلمة: -1 نظراً لأن الأسرة هي أساس المجتمع المسلم فقد عالجت الدراسات الاستشراقية الاجتماعية الأسرة وانتقدت القيم المتحكمة في العلاقات الأسرية، وهاجمت السلطة التي يتمتع بها الأب داخل الأسرة واعتبرتها من أسباب تخلف الأسرة المسلمة، والهدف الحقيقي لتلك الدراسات هو تغيير القيم الأسرية، الهجوم الإستشراقي على المرأة المسلمة: امتداداً للهجوم الإستشراقي على نظام الأسرة فقد ركز الاستشراقيين على دراسة وضع المرأة داخل الأسرة وخارجها فاتهموا المرأة بأنها أسيرة الرجل، واعتبروها عضو عاطل داخل المجتمع المسلم طالما أنها لا تتمتع بحقوق العمل والأنشطة المتاحة للمرأة في الغرب، ونشر المزاعم عن اضطهاد الإسلام للمرأة وما نراه اليوم من حملات إعلامية مهدفة ومركزة ومنضمة ومنضبطة للمطالبة بحقوق المرأة ومساواتها بالرجال ونشر الإختلاط خير شاهد و برهان. ولذلك فهم يسعون بكل ما أوتوا ليسود هذا النظام العالم أجمع بما فيه الدول الإسلامية، وحاولوا الافتراء على الخلفاء الراشدين، وقد تأثرت بعض الدول العربية التي خضعت للاستعمار الغربي بالفكر السياسي الغربي بأن قامت باستيراد النظام البرلماني دون أن يتم إعداد الشعوب العربية لمثل هذه الأنظمة فكانت كما قال . برنارد لويس - بأن العرب استوردوا برلمانات مغلفة دون ورق التعليمات (۱). أما في المجال الاقتصادي فإن الغرب سعى إلى نشر الفكر الاقتصادي الغربي الاشتراكي والرأسمالي وذلك من أجل محاربة النظام الاقتصادي ، وتبرز بعض تلك الآثار في دور الغرب في تدهور الاقتصاد الإسلامي حيث لعب الاستشراق دوراً كبيراً في هذا فقاموا بنقد النظام الاقتصادي الإسلامي وأنه عاجز عن حل المشكلات الاقتصادية، وفي حينها اهتم المستشرقون الغربيون بشرح النظرية الرأسمالية والمستشرقون الشيوعيون بشرح النظرية الاشتراكية والعمل على نشرها في البلاد الإسلامية التي وقعت تحت نفوذهم، وهذا التدهور الاقتصادي الإسلامي في الماضي لم يكن سببه خلل أو ضعف في النظام الاقتصادي الإسلامي لكنه يعود إلى الحرب الاقتصادية التي شنها الغرب على العالم الإسلامي، ونتج عن ذلك التدهور التبعية الكاملة للغرب في المجال الاقتصادي ونتج عنه أيضاً ما يلي : -1 ضياع الوحدة بين المسلمين. فما نراه اليوم من تأخر للأمة الإسلامية وجعلها في آخر الركب هو بعدها عن -٤ منهجها ومبادئها السامية فكانت النتيجة التبعية والارتهان للغرب. ومنهج الأثر والتأثير. أن الاستشراق أثر تأثيراً سلبياً في المجال العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي، -۲ صحيح مسلم. تحقيق: يوسف الشيخ محمد الناشر: المكتبة العصرية - الدار -٨ النموذجية، بيروت - صيدا، ١٤٢٠هـ / ١٩٩٩م. العين، تأليف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري، تحقيق: د مهدي المخزومي د إبراهيم السامرائي، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الناشر : دار صادر - بيروت الطبعة: الثالثة - ١٤١٤ هـ. ۱۰ تاج العروس من جواهر القاموس، أبو الفيض الملقب بمرتضى الزبيدي، ١٤ - الاستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه مقالة مذهب المستشرقين) المرجليوث أنموذجاً بقلم الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم دیوبند، ط الثانية. ١٩- الابتعاث ومخاطره، ۲۰- آثار الفكر الإستشراقي في المجتمعات الإسلامية، محمد خليفة حسن أحمد،


النص الأصلي

كان العرب في الجاهلية ، وقبل ظهور الإسلام ، ومجيء النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعيشون حياة الوحوش في الغابات ، القوي منهم يأكل الضعيف ، وعرفوا بوأد البنات لما يرونه من لحوق الخزي والعار ، وكانت الأمم المجاورة ، تنظر إلى أنهم مجرد أناس لا هدف لهم ولا هم سوى جمع الدرهم والدينار حتى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ، فغير هذه النفوس وهداها إلى ربها ، وبين لهم الحق والصواب وحثهم عليه ، وكشف لهم طريق الزيغ والضلال وحذرهم منه ، ثم سمت أنفسهم وأصبحت أهدافهم وهممهم عالية ، وجل تفكيرهم كيف يسود هذا الدين الإسلامي مشارق الأرض ومغاربها ، ثم نهضت الدولة الإسلامية وظهرت في أبهى حللها ، وعاش الناس في ظل الدولة الإسلامية حياة عدل ، ورخاء ، وأمن ، وأمان ، مما جعل الأمم المجاورة تسعى وتتشوف إلى ما في أيدي الأمة العربية والإسلامية محاولة منهم لتقليدهم والتأثر بهم ، ومواكبتهم ، فهرعوا مسرعين إلى دراسة علوم الأمة الإسلامية ما يسمى بعلوم الشرق ( فحاولوا الاستفادة منها ، ومن ثم حاول هؤلاء النيل من الإسلام وذلك بتشكيك الناس في دينهم ومعتقداتهم ، والقدح في الكتاب والسنة مصادر التشريع ، والقدح في الصحابة رضوان الله عليهم نقلة وحملة هذا الدين ، وتشويه علماء الأمة الإسلامية حفظة هذا الدين وورثة الأنبياء عليهم السلام ، ليحدثوا فجوة كبيرة بين المسلمين وبين ما يؤمنون به ويعتقدون فيسهل انحرافهم وغزوهم ، فكانت الحاجة ماسة المعرفة الاستشراق والمستشرقون وكيف ظهروا ودواعي ذلك الظهور ، ودوافعه ، للوقوف في وجه هذه الموجه لتحجيمها ، وتفنيد شبههم ، والرد عليها ، حتى نبقى في مأمن من كيد الكائدين ، ومكر الماكرين.


معرفة المستشرقين وأهدافهم، وزمن ظهورهم، وشبههم. -1 -۲ الوقوف على دوافع الاستشراق ومن ثم ندافعها. وقاية النفس من أهواء وضلالات المستشرقين. -٤ ما يقوم به المستشرقون من السعي لتشويه رسالة الإسلام والتشكيك في نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وزعزعة معتقدات المسلمين، ثم قررت اختيار هذا الموضوع لأساهم في مواجهة هذه الموجة بهذا الجهد، قاصدا من وراء ذلك خدمة ديني، ذلك الدين السمح المتكامل، سائلا من الله العون والتوفيق والتسديد إلى فعل الخير والرشاد. أهداف الموضوع: -1 تحلية مفهوم الاستشراق وبيان خطورته. -۲ تبيين دوافع الاستشراق وكيفية التصدي لها. توضیح آثار الاستشراق على الجانب العقدي والفكري .... الخ. -٤ التحذير من آثار الاستشراق على المجتمع المسلم. منهج الموضوع: -1 اتبعت المنهج العلمي المعتمد في جامعة الإمام للبحوث العلمية حيث نهجت -۲ الطريق الاستقرائية في تجميع النصوص واستنباطها. عزوت الأحاديث والآيات إلى مصادرها حيث أبين رقم الآية والسورة ورقم الحديث والحكم عليه إذا ذكر في غير البخاري ومسلم. جعلت حجم الخط بنط ۱۸ في صلب البحث وبنط ١٤ في الحاشية. - قسمت الموضوع إلى فصول ومباحث ومقدمة وخاتمة حسب الطريقة العلمية المعتمدة.


التنصير : وهو الدعوة إلى النصرانية ويسميه النصارى (التبشير) (1) . التبشير وهو الدعوة إلى النصرانية وهو تبشير يعتمد على هدم القيم الدينية ونشر الرذائل والقول بطبيعة العلاقات الجنسية الحرة وإشاعة الأفكار الهدامة بين المسلمين ومن ثم جعلهم لبنة هشة تقبل التشكيل الذي يلائم هذه الفرقة (٢). التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة، والمسلمين بخاصة بالأسلوب الغربي، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة -1 -۲ للحضارة الغربية (۳). الاستعمار هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية -٤ وهي بالتالي نهب وسلب منظم لثروات البلاد المستعمرة، فضلاً عن تحطيم كرامة شعوب تلك البلاد وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة الاستعمار على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقل البلاد المستعمرة إلى مرحلة الحضارة (٤). الهندوسية وهي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند، وليس في الهندوسية دعوة -٥ إلى التوحيد، بل إنهم يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إله يعبد، ثم قالوا بوجود آلهة ثلاثة من عبد أحدها فقد عبدها جميعا وهي براهما وفشنو وسيفا (٥).


البوذية وهي الديانة التي ظهرت في الهند بعد (الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد، وهي تدعو إلى التصوف والخشونة ونبذ الترف والمناداة بالتسامح، ويعتقد -٦ البوذيون أن بوذا هو ابن الإله عندهم وأنه مخلص البشرية من مآسيها (١). النصرانية هي الدين الذي انحرف عن الرسالة التي أنزلت على عيسى عليه الصلاة والسلام مكملة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم موجهة إلى بني إسرائيل، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح، ولكنها جابهت مقاومة واضطهادا شديدا، فسرعان ما فقدت أصولها، مما ساعد على امتداد يد التحريف إليها، فابتعدت كثيرا عن أصولها الأولى -۷ لامتزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية (٢). اليهودية هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام والمعروفين -۸ بالأسباط من بني إسرائيل الذي أرسل الله إليهم موسى عليه السلام مؤيدا بالتوراة ليكون لهم نبيا واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب. وهذه بدورها قد اختلف في أصلها، وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب وعممت على الشعب على سبيل التغليب (۳).


أهداف الاستشراق (1) تنقسم أهداف الاستشراق إلى ثلاثة أقسام: هدف علمي مشبوه ويهدف إلى : -أ التشكيك بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ومصدرها الإلهي -۲ وسماوية القرآن. إنكارهم أن يكون الإسلام دينا من عند الله وإنما هو ملفق من الديانتين -٤ اليهودية والنصرانية. التشكيك في صحة الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا المحققون. التشكيك بقيمة الفقه الإسلامي الذاتية ذلك التشريع الهائل الذي لم يجتمع مثله الجميع الأمم في جميع العصور. -٥ التشكيك في قدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي. فالأهداف العلمية هذه التي سعى لها المستشرقون هي بمثابة الاستعمار الفكري والأدبي الذي يسعون بكل ما أوتوا للوصول إليه ليتمكنوا من النيل من هذا الدين الرباني السماوي الذي تكفل الله جل جلاله بحفظه. ب هدف ديني سياسي وتتلخص فيما يلي: -1 تشكيك المسلمين بنبيهم وقرآنهم وشريعتهم وفقههم، ففي هذا هدفان ديني واستعماري. -۲ إضعاف ثقة المسلمين بتراثهم، وبث روح الشك في كل ما بين أيديهم من قيم وعقيدة ومثل عليا. تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، فيدعون أن الحضارة الإسلامية منقولة عن حضارة الرومان.


-٤ إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف أقطارهم عن طريق إحياء القوميات التي كانت لهم قبل الإسلام، وإثارة الخلافات والنعرات بين شعوبهم. ج أهداف علمية خالصة لا يقصد منها إلا البحث والتمحيص: وهذا الصنف قليل ونادر فالناظر والمتأمل في المستشرقون وأهدافهم يجد أنهم انطلقوا انطلاقة لتمييع الشرق ومحوا هويته وجعلوهم في الحضيض، بل إنهم عن طريق تلك الأهداف العدائية استطاعوا وللأسف في جعل المسلمين لا يهتمون بدينهم ولا يفكرون فيها، وجعلوا من شباب الإسلام - الذي يعول عليهم نصرة هذا الدين والنهوض بحضارتهم والاعتزاز بها - مجرد أتباع ومقلدين للغرب وهذا شأن كل متأخر وضعيف يحاول تقليد المتقدم والقوي.


مناهج الاستشراق كثيرة ومتعددة منها ما يلي: -۱ منهج المطابقة والمقابلة: وهو دراسة النصوص والتحقق منها (۱)، وقد برعوا في ذلك حيث كانوا يجمعون النصوص ويجمعونها ويقابلون بينها ويطابقونها ويرجعون إلى المخطوطات الأصلية مع ذلك لم تسلم من الأخطاء فإنهم كانت لديهم فرضيات وأحكام إلا أنها مسبقة، وكانوا يحاولون إثباتها بتطويع النصوص للبرهنة على صحتها (٢). -۲ منهج الأثر والتأثير: ويعنون بذلك أن الإسلام ما هو إلا دين ملفق من اليهودية والنصرانية، وقد حرص أكثر المستشرقون أمثال جولد تسيهر وشاخت على أن الإسلام مستمد من اليهودية وتأثيرها فيها (۳). المنهج التاريخي: وهو عبارة عن ترتيب وقائع تاريخية واجتماعية وترتيبها وتبويبها ثم الإخبار عنها، والتعريف بها باعتبارها الظاهرة الفكرية ذاتها (٤). -٤ المنهج الإسقاطي: يتمثل هذا المنهج في خضوع الباحث إلى هواه وعدم استطاعته التخلص من الانطباعات التي تركتها عليه بيئته الثقافية وعدم تجرده من الأحكام المسبقة المتعلقة بموضوع بحثه، وهو يعني تفسير التاريخ بإسقاط الواقع المعاصر المعاش على الوقائع التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ فيفسرونها في ضوء خبراتهم ومساعرهم الخاصة، وما يعرفونه من واقع حياتهم ومجتمعاتهم، وهم بذلك يحاولون


إثبات الصور المرسومة والمفاهيم العالقة في أذهانهم حتى وإن استحال وقوعها وينفون الحقائق الواقعة التي لا تتصورها أذهانهم (1).


فالدافع الديني هو أهم الدوافع للاستشراق وأولها وذلك لأمور عدة منها (1): -1 نشأة الاستشراق في أحضان الرهبان. -۲ العناية بتشويه الإسلام وما يتعلق به من حضارة وأدب وعلم وتراث. الخواء الروحي الذي عرفته الأوساط الأوربية بعد فساد الحضارة الحديثة في العصر -٤ الحاضر. طغیان روح الانتقام لدى علماء الغرب بعد الحروب الصليبية والفتوحات العثمانية التي كان المحرك الأساسي لمواجهتها دينيا صرفا. ولهذا فإن الدافع الديني يعد أهم الدوافع وأولها على الإطلاق، فإن النصارى وبخاصة رجال الدين لما رأوا أن الإسلام اكتسح المناطق التي تسيطر عليها التي كانت ديانتها السائدة النصرانية، وكان هذا الإقبال على الإسلام لا لسماحته فحسب، ولكن لأنه بعيد عن الطلاسم والتعقيدات النصرانية، فكان لابد أن يقفوا في وجه الإسلام لمنع انتشاره (۲). فالباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر كان لعرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ثم تطور هذا الباعث من طور العرقلة إلى طور تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم وذلك بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبناءه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية من ناحية أخرى (۳). فالدوافع الدينية هي السبب الرئيس الذي دعا الأوربيين إلى الاستشراق، كما أن الدوافع الدينية حملت في طياتها أهداف وغايات مختلفة، وعلى الرغم من ذلك ظل جانبها الرئيس عبر العصور واحدا، ألا وهو مواجهة الإسلام والهجوم عليه (٤).


فالاستشراق اصطلاحا: هو اتجاه فكري يعنى بدراسة الإسلام والمسلمين ويشمل ذلك كل ما يصدر عن الغربيين من دراسات تتناول قضايا الإسلام والمسلمين في العقيدة والسنة والشريعة والتاريخ، وغيرها من مجالات الدراسات الإسلامية الأخرى (1) ويقال إن المقصود به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته. ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم الإسلامي بصورة خاصة، معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما (٢). قال الدكتور جابر قميحة أن المراد بالاستشراق ما يقوم به الغربيون من دراسة لتاريخ الشرق وأممه وعلومه وعاداته ومعتقداته وأساطيره (۳). يتضح لي من خلال ما سبق أن الاستشراق : هو ذلك الفكر الذي اعتنى بدراسة علوم الشرق الإسلامي بشتى أنواعها المختلفة.


لا يعرف بالضبط من هو أول غربي عُني بالدراسات الشرقية ولا في أي وقت كان ذلك؟ ولكن من المؤكد أن بعض الرهبان الغربيين قصدوا الأندلس» في إبان عظمتها ومجدها، وتثقفوا في مدارسها وجامعاتها، وترجموا معاني القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم، وتلمذوا العلماء المسلمين في مختلف العلوم، ولا سيما الفلسفة والطب والرياضيات، ثم بعد أن عاد هؤلاء الرهبان إلي بلادهم ونشروا ثقافة العرب ومؤلفات أشهر علمائهم، أسست المعاهد للدراسات العربية أمثال - مدرسة «بارودي العربية ، وأخذت الأديرة والمدارس الغربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلى اللاتينية، وهي لغة العلم في جميع بلاد أوروبا يومئذ، واستمرت الجامعات الغربية تعتمد علي كتب العرب، وتراها المراجع الأصلية للدراسة قرابة ستة قرون، ولم ينقطع منذ ذلك الحين وجود أفراد درسوا الإسلام واللغة العربية، وترجموا معاني القرآن الكريم، وبعض الكتب العربية العلمية والأدبية، حتى جاء القرن الثامن عشر وهو العصر الذي بدأ فيه الغرب في استغلال العالم الإسلامي، والاستيلاء علي أراضيه، فإذا بعدد من علماء الغرب ينبغون في الاستشراق ويصدرون محلات متخصصة، ويُغيرون على المخطوطات العربية في البلاد العربية والإسلامية، فيشترونها من أصحابها أو يسرقونها من المكتبات العامة التي كانت في غاية الفوضى والإهمال، وإذا بأعداد هائلة من نوادر المخطوطات العربية تنتقل إلى مكتبات أوروبا، وقد بلغت في أوائل القرن التاسع عشر مئتين وخمسين ألف مجلد، وما زال هذا العدد يتزايد حتى اليوم ، وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام ۱۸۷۳م وتوالى عقد المؤتمرات التي تعني بالدراسات عن الشرق وأديانه وحضارته وما زالت تعقد حتى اليوم (1). ويقال بأنه قد بدأ الاستشراق اللاهوتي بشكل رسمي حين صدور قرار مجمع فيينا الكنسي عام ۱٣١٢م وذلك بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية، ولم يظهر مفهوم الاستشراق في أوروبا إلا مع نهاية القرن الثامن عشر، فقد ظهر أولاً في إنجلترا


عام ۱۷٧٩م، وفي فرنسا عام ۱۷۹۹م كما أدرج في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام ۱۸۳۸م (۱). والذي يظهر - والله أعلم - أنه من الصعب تحديد بداية الاستشراق فكما هو ملاحظ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى الدولة الإسلامية في الأندلس، ومنهم من يرجعه إلى القرن الثاني الهجري، ومنهم من يعودون به إلى أيام الصليبين، لكن الأهم من ذلك أن حركة الاستشراق لم تظهر اعتباطا لا هدف لها ولا غاية، أو أن ظهورها كان ظهورا عفويا، بل إن انطلاقتها كان من باعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيله، إلى غير ذلك من الدوافع التي نرجي الكتابة عنها في بابها.


فالدافع الديني هو أهم الدوافع للاستشراق وأولها وذلك لأمور عدة منها (1): -1 نشأة الاستشراق في أحضان الرهبان. -۲ العناية بتشويه الإسلام وما يتعلق به من حضارة وأدب وعلم وتراث. الخواء الروحي الذي عرفته الأوساط الأوربية بعد فساد الحضارة الحديثة في العصر -٤ الحاضر. طغیان روح الانتقام لدى علماء الغرب بعد الحروب الصليبية والفتوحات العثمانية التي كان المحرك الأساسي لمواجهتها دينيا صرفا. ولهذا فإن الدافع الديني يعد أهم الدوافع وأولها على الإطلاق، فإن النصارى وبخاصة رجال الدين لما رأوا أن الإسلام اكتسح المناطق التي تسيطر عليها التي كانت ديانتها السائدة النصرانية، وكان هذا الإقبال على الإسلام لا لسماحته فحسب، ولكن لأنه بعيد عن الطلاسم والتعقيدات النصرانية، فكان لابد أن يقفوا في وجه الإسلام لمنع انتشاره (۲). فالباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر كان لعرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ثم تطور هذا الباعث من طور العرقلة إلى طور تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم وذلك بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبناءه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية من ناحية أخرى (۳). فالدوافع الدينية هي السبب الرئيس الذي دعا الأوربيين إلى الاستشراق، كما أن الدوافع الدينية حملت في طياتها أهداف وغايات مختلفة، وعلى الرغم من ذلك ظل جانبها الرئيس عبر العصور واحدا، ألا وهو مواجهة الإسلام والهجوم عليه (٤).


فما نراه اليوم في واقعنا المعاش من تشكيك الناس في معتقداتهم، والقدح في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ورد للسنة النبوية، والتقليل من حق العلماء ما هو إلا نتيجة لهذا الدافع الديني للاستشراق.


لما انتهت الحروب الصليبية بهزيمة الصليبين كانت في ظاهرها حروب دينية لكنها كانت في حقيقتها حروب استعمارية لم ييأس الغربيون من احتلال العرب وبلاد المسلمين فسعوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها، فتعرفوا على مواطن القوة وسعوا جاهدين لإضعافها، وتعرفوا على مواطن الضعف وسعوا لاستغلالها، فلما تمكنوا من السيطرة العسكرية والسياسية علينا كان من دوافع تشجيع الاستشراق إضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوسنا، فقاموا بتشكيكنا عن ما في أيدينا من تراث، وما عندنا من عقيدة، وقيم، فنفقد ثقتنا في أنفسنا، ونرتمي في أحضان الغرب (۱). فالعلاقة والصلة بين الاستشراق والاستعمار علاقة عميقة لها جذورها، ورابطة تاريخية ذات مصالح وأهداف مشتركة (٢). فالملاحظ أن الاستشراق سعى إلى تشكيك المسلمين في قيمهم، وأهدافهم، ومبادئهم ومعتقداتهم، فلما كان المساس بهذه الأصول والمقومات من الأمور السهلة، ولا تجد أدنى استنكار، كان من السهل والطبيعي أن تفتح أبواب البلاد الإسلامية على مصراعيها أمام الاستعمار وثقافته.


عاش الشرق الإسلامي مرحلة تاريخية بالعلم والمعرفة، فقد شهد خلال هذه المرحلة عديدا من المراكز والمدارس والجامعات التي كانت بمثابة منارات فكرية وعلمية ومعرفية شامخة، بينما كانت تعيش أوربا ذلك الوقت في عصور الجهل والظلام (1). فكانت تلك الحضارة التي مر بها الشرق الإسلامي دافعا للغرب لتعلم علوم الشرق ليلحقوا بتلك الحضارة الزاهية. ومن المستشرقين نفر قليل أقبلوا على الاستشراق بدافع من حب الاطلاع على حضارات الأمم وأديانها وثقافتها ولغاتها، وهم أقل من غيرهم خطأ في فهم الإسلام وتراثه، لأنهم لم يكونوا يتعمدوا الدس والتحريف، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق والصواب (۲) ولذا تجد أبحاثهم والنتائج المستخلصة منها موضوعية وتتسم بالأمانة العلمية (۳)، والباحثون عن العقيدة الدينية الصحيحة من هؤلاء هم أناس ساورتهم الشكوك في عقيدتهم التي ولدوا عليها، لذا نجدهم عند بحثهم ودراستهم انطلقوا من مبدأ معرفة الحق وهذا ما نلمسه من أكثرهم حيث ساقتهم أبحاثهم إلى الهداية والرجوع إلى الدين الحنيف (4).


فالدافع الاقتصادي من الدوافع التي كان لها أثرا في تنشيط الاستشراق، رغب الغرب في التعامل مع الشرق لترويج بضائعهم، وكانوا يشترون مواردنا الطبيعية الخامة بأبخس الأثمان، ومن خلال ترويجهم لبضائعهم وشرائهم المواردنا قاموا بقتل صناعتنا المحلية التي كانت لها مصانع قائمة مزدهرة في مختلف بلاد العرب والمسلمين (۱). لذا نجح المستشرقون نجاحا اقتصاديا، وجعلوا منا العرب - على وجه الخصوص – والمسلمون على وجه العموم - أمة مستهلكة لا منتجة، فتجدنا نستورد كل ما نحتاجه حتى أتفه الأشياء، وهذا ما جعلنا في آخر الركب.


لقد قدم الاستشراق للغرب النصراني خدمات كبيرة في تحقيق أهدافه ودوافعه التي من أجلها نشأ وقام، سواء كانت تلك الأهداف دينية، أو علمية أو استعمارية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو ثقافية، فلما أستغنى الغرب عن مصطلح الاستشراق أنشأ أقسام دراسات الشرق الأوسط، ومراكز بحوث مختلفة، بينما لا زلت تلك الأهداف القديمة موجودة، وفي الوقت نفسه أثر الاستشراق أثرا سلبيا في العالم الإسلامي في المجالات العقدية، والفكرية والثقافية والاجتماعية، والسياسية والاقتصادية وسأكتب في هذا الفصل عن آثار الاستشراق. المبحث الأول: آثار الاستشراق العقدية لقد أثر الاستشراق تأثيرا سلبيا في المجالات العقدية ومن أبرز هذه الآثار ما يأتي: ظهور تيار من المفكرين والعلماء والسياسيين والمثقفين وحتى عامة الناس العاديين ونادوا بفصل الدين عن الحياة، وقصروا مجال الدين في الشعائر التعبدية، وما يتعلق بالله والإنسان، أما شؤون الحياة الأخرى فلا علاقة للدين بها، بينما رسالة الإسلام ربطت كل مجالات الحياة بالإيمان بالله عز وجل، وبالتصور العام الذي جاء به الإسلام للخالق سبحانه وتعالى وللكون والإنسان، وقد أثر الاستشراق في هذا المجال عن طريق البعثات العلمية التي انطلقت من العالم الإسلامي إلى فرنسا، قال الشيخ محمد الصباغ : إن فساد الطلبة المبتعثين لم يكن ليتحقق في بلد من البلاد الأوربية كما كان يمكن أن يتحقق في فرنسا التي خرجت من الثورة الفرنسية وهي تسبح في بحور من الفوضى الخلقية والفكرية والاجتماعية ... - حتى قال من أجل ذلك كانت فرنسا محل البعثات (۱). الاهتمام المبالغ فيه من قبل المستشرقين بالصوفية، وبخاصة تلك التي ابتعدت عن الكتب والسنة، ويجذبون أبناء المسلمين لمثل هذه الاهتمامات، كما أن من اهتماماتهم التي تدعوا إلى الريبة اهتمامهم بالفرق المنحرفة كالإسماعيلية والرافضة وغيرها، فيعطونهم من وقتهم ومن دراساتهم ما تجعل الغريب عن الإسلام يظن أن هذا هو الإسلام، فيؤمن ببدعهم وخرافاتهم وضلالاتهم ظنا منه أنه في الاتجاه -۲


الصحيح، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد، بل ببالغ الاستشراق في الدور الديني للفرق، فيعتبرها مسئولة عما يسميه بتطور العقيدة في الإسلام وتطور الرؤى العقدية، مما يعتبره الاستشراق من باب إثراء الإسلام فكريا من خلال تعدد المذاهب والفرق، وقد اتجه الاستعمار حديثا وبمساعدة التنصير والاستشراق إلى تكوين واستحداث فرق دينية جديدة في المجتمع الإسلامي بهدف زيادة عوامل الفرقة بين المسلمين والعمل على خلخلة التوازن في المجتمع الإسلامي، كما أنه من المعروف أن الاستشراق لعب دورا في تشجيع الدراسات الخاصة ببعض الفرق القديمة مثل: الشيعة والمعتزلة والحماس الشديد الموجه لدراسة التصوف والهدف من هذا الحماس العلمي إحياء هذه الفرق القديمة، وخلق مكان جديد لها داخل الفكر الإسلامي، والعمل على تفتيت الوحدة الدينية والفكرية للمجتمع الإسلامي، وذلك من خلال تمزيقه إلى عدة مجتمعات داخلية تختلف في العقيدة والمذهب والفكر، ولزاما أن نتطرق إلى بعض أسباب الاهتمام الكبير الذي أولاه الاستشراق للدراسات الخاصة بالتصوف منها: -أ تشجيع المتصوفة والعمل على مساعدتهم في إحياء طرقهم الصوفية من أجل مزيد من التفتيت للمشاعر الدينية عند المسلمين وإظهار المجتمع الإسلامي في صورة المجتمع المفكك دينيا. ب أن التصوف عند المسلمين متأثر بأشكال التصوف المعروفة في عدد من الديانات الأخرى مثل: الهندوسية، والبوذية، والنصرانية، واليهودية. ت أن التصوف عامل تقريب هام بين الإسلام والديانات الأخرى، كما أن التصوف يعتبر من المنابع الهامة للتصوف عن المسلمين، فالمستشرقون يشجعون قيام الطرق الصوفية والعمل على انتشارها حتى ينتهي الأمر إلى تجزئة الإسلام دينيا (1).


لقد حقق المستشرقون نجاحاً كبيراً في التأثير في الحياة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي فبعد أن كان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتراث علماء هذه الأمة الذين فهموا هذين المصدرين فهماً جيداً، أصبحت المصادر الغربية تدخل في التكوين الفكري والثقافي لهذه الأمة سواء كان ذلك في نظرتها لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أم للفقه أم لعلوم الشريعة الأخرى، أو ما يتعلق بفهم منهجية هذه المصادر والتعامل معها، ويهدف الغزو -1 الفكري الإستشراقي للثقافة الإسلامية إلى تحقيق العديد من الأهداف منها: تشتيت الجهود الفكرية والثقافية للمسلمين حيث قاموا بنشر الآراء والنظريات الغربية الفاسدة التي لا تصلح للمجتمع المسلم وإشغال المفكرين المسلمين بالرد عليها، وقاموا بخلق حالة من الفوضى هدفها إبعاد علماء المسلمين عن التفكير في القضايا الإسلامية الأساسية التي يواجهها العالم الإسلامي وعلاج هذه القضايا على أساس المنهج الإسلامي، ثم سعوا جاهدين إلى طرح العديد من البدائل العلمانية والحلول الغربية بدعوى عجز الفكر الإسلامي عن إيجاد حلول للمشاكل الحديثة التي يتعرض لها المجتمع المسلم، وبدعوى ربط التخلف بالدين وبدعوى أن الغرب لم يتقدم علمياً إلا بعد أن هجر الدين وعزله، واعتبروا الدين أمراً شخصياً يتعلق بشخص الإنسان يجب أن لا يكون له دور في تنظيم وإدارة شئون المجتمعات، ثم قالوا على المجتمع المسلم إن أراد التقدم والتفوق العلمي ومواكبة الأحداث ومعالجة المشاكل الحديثة فعليه أن يسير على خطى وطرق الغرب (1) . نشر القيم الغربية: سعى الاستشراق إلى نشر القيم الغربية في المجتمعات الإسلامية من خلال الدعوة إلى الاتجاهات الأدبية والفنية التي لا تلائم المجتمعات الإسلامية والتي تعكس قيماً غربية خالصة، فقد بالغ المستشرقون في الاهتمام بذلك فقاموا بنشر وتحقيق نماذج من النصوص الأدبية السلبية في بعض المصادر الأدبية، بل اعتبروا ما تقدمه من نماذج الحياة منحرفة فاسدة على أنها من -۲


طبيعة الحياة الإسلامية، ثم إن بعض المستشرقون سعوا إلى نشر الاتجاهات الأدبية والفنية الغربية وبعضها يدعوا إلى الابتذال والانحلال والفساد باسم الأدب والفن ومعظم هذه الاتجاهات تعكس قيماً غربية خالصة تعبر عن مشاكل الغرب وأزماته، ولا تصلح أبداً للتعبير عن قضايا المجتمع الإسلامي المختلف عن المجتمع الغربي في طبيعته وأسسه، والحقيقة أنه مع الغزو الفكري للمجتمعات الإسلامية انتقلت هذه الاتجاهات وتلقفها الأدباء والفنانون المقلدون دون أن يفكروا في مناسبتها للمجتمع الإسلامي، أو فيما تحتويه من قيم فاسدة ومنحلة لا تصلح للإنسان المسلم ) .


تعتبر الآثار الاجتماعية من أخطر الآثار التي مازال الاستشراق حريصا على تحقيها في العالم الإسلامي، فاهتم المستشرقون بدراسة المجتمعات الإسلامية ومعرفتها حق المعرفة من عادت وقيم ومبادئ وأخلاقيات لكي يتمكنوا من التأثير فيها بنجاح، ولقد تركزت جهود المستشرقين في المجال الاجتماعي على عزل المسلم عن مجتمعه وعادته وتقاليده الحميدة فحاولوا جاهدين على التشكيك في المبادئ الأسرية الاجتماعية لدى المجتمع الإسلامي ومن ثم قدموا المجتمع الغربي بصورة مثالية، ثم ردوا التخلف الموجود في المجتمعات الإسلامية إلى قيم الإسلام الثابتة الجامدة التي لا تتغير وجعلوها السبب الرئيس في تخلف المجتمعات الإسلامية، ومن ثم سعوا إلى تمجيد الغرب وإظهار محاسنه وتمجيد الحريات الغربية واعتبارها أساساً للتقدم في الغرب وكانوا يتعاملون مع ما يظهر في الغرب من مساوئ بسياسة التعتيم، فمما يشاهد ويلاحظ أن الغرب أثر تأثيراً سلباً في المجال الاجتماعي منها: تغريب المجتمع المسلم من خلال التأثير على قيم الأسرة المسلمة: -1 نظراً لأن الأسرة هي أساس المجتمع المسلم فقد عالجت الدراسات الاستشراقية الاجتماعية الأسرة وانتقدت القيم المتحكمة في العلاقات الأسرية، وهاجمت السلطة التي يتمتع بها الأب داخل الأسرة واعتبرتها من أسباب تخلف الأسرة المسلمة، والهدف الحقيقي لتلك الدراسات هو تغيير القيم الأسرية، وتفكيك العلاقات الأسرية واتخاذ النموذج الغربي للحياة الاجتماعية داخل الأسرة، ومما يجب التنبيه إليه أن من مساوئ هذا النموذج الأسري الغربي الذي يراد تصديره إلى المجتمع الإسلامي ضياع قيمة الزواج الاجتماعية كعامل أساسي في بناء الأسرة السليمة اجتماعيا، ومن الواجب أيضاً الإشارة إلى أن بعض هذه القيم الغربية انتقلت إلى الأسرة المسلمة بتأثير من الفكر الإستشراقي (1). الهجوم الإستشراقي على المرأة المسلمة: امتداداً للهجوم الإستشراقي على نظام الأسرة فقد ركز الاستشراقيين على دراسة وضع المرأة داخل الأسرة وخارجها فاتهموا المرأة بأنها أسيرة الرجل، وأنها لا تتمتع -۲


بأي حقوق أو حريات، وأنها ليست لها شخصية مستقلة عن الرجل، واعتبروها عضو عاطل داخل المجتمع المسلم طالما أنها لا تتمتع بحقوق العمل والأنشطة المتاحة للمرأة في الغرب، ومن ثم ركز النقد الإستشراقي على ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة (1). لذا نلاحظ من المستشرقين الضرب وبقوة على تشويه مكانة المرأة في الإسلام وأنها مهضومة الحقوق وذلك من خلال التقليل من شأنها، ونشر المزاعم عن اضطهاد الإسلام للمرأة وما نراه اليوم من حملات إعلامية مهدفة ومركزة ومنضمة ومنضبطة للمطالبة بحقوق المرأة ومساواتها بالرجال ونشر الإختلاط خير شاهد و برهان.


يزعم الغربيون أن الديموقراطية هي أفضل نظام يتوصل إليه البشر حتى الآن، ولذلك فهم يسعون بكل ما أوتوا ليسود هذا النظام العالم أجمع بما فيه الدول الإسلامية، لذا نجدهم حاولهم انتقاد الخلافة الإسلامية، وحاولوا الافتراء على الخلفاء الراشدين، وقد تأثرت بعض الدول العربية التي خضعت للاستعمار الغربي بالفكر السياسي الغربي بأن قامت باستيراد النظام البرلماني دون أن يتم إعداد الشعوب العربية لمثل هذه الأنظمة فكانت كما قال . برنارد لويس - بأن العرب استوردوا برلمانات مغلفة دون ورق التعليمات (۱). أما في المجال الاقتصادي فإن الغرب سعى إلى نشر الفكر الاقتصادي الغربي الاشتراكي والرأسمالي وذلك من أجل محاربة النظام الاقتصادي ، بل لم يكتفوا بتقديم النظريتين فقط بل سلكوا طريق التأصيل الشرعي لها ويجعلونها لا تمثل الخروج على النظام الاقتصادي الإسلامي ، وتبرز بعض تلك الآثار في دور الغرب في تدهور الاقتصاد الإسلامي حيث لعب الاستشراق دوراً كبيراً في هذا فقاموا بنقد النظام الاقتصادي الإسلامي وأنه عاجز عن حل المشكلات الاقتصادية، وفي حينها اهتم المستشرقون الغربيون بشرح النظرية الرأسمالية والمستشرقون الشيوعيون بشرح النظرية الاشتراكية والعمل على نشرها في البلاد الإسلامية التي وقعت تحت نفوذهم، وهذا التدهور الاقتصادي الإسلامي في الماضي لم يكن سببه خلل أو ضعف في النظام الاقتصادي الإسلامي لكنه يعود إلى الحرب الاقتصادية التي شنها الغرب على العالم الإسلامي، ونتج عن ذلك التدهور التبعية الكاملة للغرب في المجال الاقتصادي ونتج عنه أيضاً ما يلي : -1 ضياع الوحدة بين المسلمين. تعطيل المؤسسات الاقتصادية الإسلامية. -۲ نقل القيم الاقتصادية الغربية والمبادئ المتحكمة في نظام السوق الغربي والقضاء على القيم الإسلامية التي تحكمت في الاقتصاد الإسلامي.


الدولة عرقلة البرامج الاقتصادية الإسلامية والجهود التنموية للمجتمعات الإسلامية (1). فما نراه اليوم من تأخر للأمة الإسلامية وجعلها في آخر الركب هو بعدها عن -٤ منهجها ومبادئها السامية فكانت النتيجة التبعية والارتهان للغرب.


أولاً: أبرز النتائج: أن مناهج الاستشراق كثيرة ومتعددة منها المنهج التاريخي، والمنهج الإسقاطي -۲ ومنهج المطابقة والمقابلة، ومنهج الأثر والتأثير. أن المراد بالاستشراق ذلك الفكر الذي اعتنى بدراسة علوم الشرق الإسلامي بشتى أنواعها المختلفة. أن للاستشراق دوافع عديدة منها الدافع الديني والدافع الاستعماري، والدافع -٤ العلمي، والدافع الاقتصادي. أن الاستشراق أثر تأثيراً سلبياً في المجال العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي، والسياسي والاقتصادي. ثانياً: أهم التوصيات: -1 نوصي مراكز الأبحاث العلمية بالاهتمام بالدراسات التي تعري أعمال -۲ المستشرقين. نوصي الجامعات أن تقوم بتدريب طلاب الشريعة بطرق وسبل الرد على شبهات المستشرقين وتفنيدها. نوصي الجمعيات والحكومات المسلمة بتأهيل عدد كافي يعرف لغة المستشرقين ويترجم ما يغزونا به ويرد بالطريقة العلمية الرصينة. والله الموفق لسواء السبيل والحمد لله رب العالمين.


أولاً : فهرس المصادر والمراجع القرآن الكريم. -1 صحيح البخاري. -۲ صحيح مسلم. سنن أبي داوود. -٤ سنن الترمذي. -٥ سنن ابن ماجه. -٦ -۷ مختار الصحاح، تأليف: زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي، تحقيق: يوسف الشيخ محمد الناشر: المكتبة العصرية - الدار -٨ النموذجية، بيروت - صيدا، الطبعة الخامسة، ١٤٢٠هـ / ١٩٩٩م. العين، تأليف: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري، تحقيق: د مهدي المخزومي د إبراهيم السامرائي، الناشر: دار ومكتبة الهلال. -۹ لسان العرب تأليف محمد بن مكرم بن على أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الناشر : دار صادر - بيروت الطبعة: الثالثة - ١٤١٤ هـ. ۱۰ تاج العروس من جواهر القاموس، تأليف: محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، أبو الفيض الملقب بمرتضى الزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين الناشر: دار الهداية. ۱۱ - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، تأليف: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، إشراف وتخطيط ومراجعة د. مانع بن حماد الجهني، الناشر: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الرابعة، ١٤٢٠ هـ. ١٢- الأثر الإستشراقي في موقف محمد أركون من القرآن الكريم للدكتور محمد بن سعيد السرحاني.


۱۳- آثار التبشير والاستشراق على الشباب المسلم للدكتور جابر قميحة رابطة العالم الإسلامي، السنة العاشرة، العدد ۱۱٦ ، العام ١٤١٢ هـ . ١٩٩١م. ١٤ - الاستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه مقالة مذهب المستشرقين) المرجليوث أنموذجاً بقلم الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم دیوبند، محرم - صفر ١٤٣٣ هـ - ديسمبر ۲۰۱۱م، يناير ۲۰۱۲م، العدد: ١-٢، السنة: ٣٦. ١٥ - المستشرقون وتوجيه السياسة التعليمية في العالم العربي مع دراسة تطبيقية على دول الخليج دول مجلس التعاون" تأليف: نايف بن ثنيان بن محمد آل سعود، الناشر: دار أمية للنشر والتوزيع، ط الأولى ١٤١٤هـ حقوق الطبع محفوظة للمؤلف. ١٦- أضواء على الاستشراق تأليف: الدكتور محمد عبد الفتاح عليان، الناشر: دار البحوث العلمية، ط الأولى ١٤٠٠هـ - ١٩٨٠م. ۱۷ - الاستشراق والمستشرقون مالهم وما عليهم، تأليف: مصطفى السباعي، الناشر: المكتب الإسلامي، ط الثانية ١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م. ١٨- الظاهرة الإستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية، تأليف سامي الحاج، الناشر : مركز دراسات العالم الإسلامي، ط الثانية. ١٩- الابتعاث ومخاطره، تأليف: محمد الصياغ الناشر: المكتب الإسلامي دمشق ۱۳۹۸هـ ـ ۱۹۷۸م. ۲۰- آثار الفكر الإستشراقي في المجتمعات الإسلامية، تأليف: د. محمد خليفة حسن أحمد، الناشر : عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط: الأولى ۱۹۹۷م. ۲۱- دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية، تأليف: سعود بن عبد العزيز الخلف الناشر: مكتبة أضواء السلف بالرياض ط الرابعة ١٤٢٥هـ ـ ٢٠٠٤م. ٢٢ - التبشير والاستعمار في البلاد العربية، تأليف: د. مصطفى خالدية و د. عمر فروخ، الناشر : المكتبة العصرية ببيروت، ط: الثانية ١٩٨٣م.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

: إنَّ الحمدَ...

: إنَّ الحمدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ...

Description de ...

Description de la Villa Moderne La photo montre une vue en plan 3D d'une villa moderne, comprenant p...

حيث لا يمكن الف...

حيث لا يمكن الفصل بين النهضة الثقافية، النهضة الأخلاقية، النهضة الاقتصادية، النهضة العسكرية والاجتما...

يبحث المقال في ...

يبحث المقال في الاختلافات وإمكانيات الوصول والمساواة في التعليم في جهاز التربية والتعليم، المقال مقس...

تقع ماليزيا في ...

تقع ماليزيا في جنوب شرقي آسيا وتتكون من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية؛ حيث تبلغ مساحتها أكثر من 330...

تحليل أهداف الع...

تحليل أهداف العمل والقيود تعمل هذه الفصول كمقدمة لبقية الكتاب من خالل وصف تصميم الشبكات بأسلوب متكا...

الانسداد والتأخ...

الانسداد والتأخر في السداد نص الرسالة: بعد الانتهاء من الخدمة بأكملها تقريبًا الخاضعة للنفقات رقم ، ...

StepS (results)...

StepS (results): 1-Amniotic cavity expansion leads to primitive umbilical ring formation by ventral ...

With a degree i...

With a degree in Human Resources and specialized training from the Ministry of Human Resource and So...

رداً على هذا ال...

رداً على هذا السوال فيوجد عدة اسباب حيث تتكون مهام الهيئة من ستة مهام رئاسية وهم: اولاً: العمل على ب...

أثارت لحظات بكا...

أثارت لحظات بكاء أطفال يسمعون للمرة الأولى في حياتهم، مشاعر الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ...

Caitlin Clark b...

Caitlin Clark broke an Indiana Fever rookie record with half of the WNBA season still to go. The No...