خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
راجعنا حتى الآن كتابات ويرنر في العديد من المجالات، لكن ويرنر ل تكمن في هذه المجالات أو الموضوعات. طبيعة النمو متعدد الخطوط (الإتجاهات) متعددة، Wemer)، السؤال. تسيطر علينا في الطفولة، وتبطلها تدريجيا وخلا النمو النظرة الهندسية والتقنية للإدراك التي نكتسبها من ثقافتنا، لكننا عموما نعتمد أكثر علي المنطق والصيغ العقلانية في التفكير، تسير في خط واحد، ومع ذلك فإن الإدراك بالفراسة هو الآخر ينمو، طالما إننا لا ننميه، أو غير أساسا عندما نقول Sensori-motor action نستطيع قياسه عبر بعد كمي واحد، p.153. هناك كمية كبيرة من البحوث في علم نفس النمو إفترضت أن التغير يمكن قياسه بهذا الأسلوب، سبق للبيولوجيين على وجه الخصوص أن تعرفوا فعليا على الكثير من التغيرات غير فالصيغ المبكرة تبزغ في صيغ جديدة مختلفة خاصة في أمثلة اليرقة، إذ لا معنى مثلا لأن تقيس سرعة اليرقة في الطيران لأن لها صيغتها الخاصة في الحركة لكن، Rousseau, 1762, p) لو أن هذا الموقف صحيح، فإن الإنسان لا يستطيع قياس الأطفال بنفس أدوات قياس الكبار دون أن يفقد ما هو الفريد لدى الطفل. وعندما أخذ ويرنر المنظور الأكثر إتساعا لاحظ أن كلا من التغيرات الكمية والكيفية النوع عن تفكير الطفل الإدراكي الحركي الوجداني. المقارنة بين الطفل والكبير مثل المقارنة بين العالم والفنان، يقترب من شكل ٣. Gardner, 1980, p.5 Andy, Andy. age D وأنشطته، رسومه مثلا تتجه نحو نوع خاص من فبداية من عمر الرابعة تقريبا يرسم الطفل ضفدعة صغيرة قد تخلو من التفاصيل الدقيقة لكنه يندر أن تحصل على رسم (لاحظ رسم الشخص مصحوبا وخلال السنتين أو الثلاثة التالية فإن رسوم الأطفال تكون طازجة وحية وجميلة بعد عمر Gardner, 1980, ٦-٧) وليس من الصعب علينا أن نتفهم لماذا يقول كثير من عظماء 1973, صغار الأطفال أيضا يشيرون بالتأكيد إلى بدايات المهارات العلمية، هذا التوجه لديهم، إلا أن النظرة المسيطرة عليهم تكون أقرب للطبيعة وأكثر ارتباطا ولذا فإنه يبدو خارجا عن الموضوع الإصرار على تقييمهم في ضوء معايير رغم أن ذلك هو ما يغلب على كثير من الباحثين. قد يكون هناك إعتراض على ما ذكرناه مرارا عن عدم الإتصال، الكبار يفكرون مثلما يفكر الصغار خصوصا في المراحل الأولى للتكوين بالتصغير، أليس ذلك إستمرارية بين الصغار والكبار، لكن التنظيمات الشكلية رفيعة الإعداد التي تتسم بها المراحل المتأخرة، تشير عملية عدم إن بزوغ الأخرى مثل التحول من الحبو إلى المشي، إن عدم الإتصال تعني فقط أن التغيرات أما فجائية التحولات فهذا أمر آخر (1957, Warner). الظواهر، فرد آخر) هو أن نتخلى عن أفكارنا المسبقة حوله، لا يمكن أن نفترض أن الأطفال يفكرون مثلما نفكر نحن، وقبل كل شئ، نحن في حاجة إلى إستكشاف ظواهر عالمهم وكيف تبدو بالنسبة لهم. معظم علماء النفس النمائيين يمكن إعتبارهم ظاهرياتيين إلى درجة ما (راجع الفصل ١٧) حيث اعتقدوا أنه يجب الشك في كل ما نعرفه حول تفكير الطفل، ويرنر أيضا وصف التفكير من وجهة نظر خارجية (متصل أو منفصل) ومع ذلك كتب ويرنر بحماس (12. Werner, 1948, جاكوب فون يوكسكول، ومارتا موشاو. لقد كان يوكسكول تطوريا حاول بيان كيف وتبعت موشاو أبحاث يوكسكول لتبين كيف يختلف تفكير صغار الأطفال عن تفكير الكبار ولذا Wholwill)، كان الرصيف في قاع منزلق أو منحدر ولكي تصل إليه كان على وهذا ما كان يفعله الكبار، تجاهلوا الممر، يتدحرجون وينزلقون على الجزء العميق المغطى بالحشائش بجانبه، مفعمين بالحركة فقد بدا كما لو كانوا قد أدركوا الموقف ككل بشكل مختلف تماما عن الكبار، بالنسبة لهم كان السور هو الملمح الرئيسي بينما لم يكن عنصرا في الخلفية موقف آخر تمثل في فرع جديد لسوق مركزي إفتتح في المدنية، مابين ٦-٩ سنوات) بنفس أسلوب الكبار، مندفعين بدلا من ذلك إلى مساحات تتيح لهم فرصة الحركة واللعب، خاص نحو السلام والمصاعد والسقالات التي أحبوا أن يصعدوا ويهبطوا عليها في الإتجاه المخالف، مختلف تماما عن الكبار، وموشاو التي توفيت في عمر مبكر لم تنه بحثها، حيث فسرت كيف يرون المنظر ومع هذا فلقد بذلت جهد البداية لتمثل عالم الظاهراتية عند الطفل . ولم يكتب إلا القليل عن التطبيقات العملية الأطفال، فمثلا في علاج الشيزوفرينيا، كبيرة لمفاهيم ويرنر حيث وجد أنه لا يمكنه فهم معظم المرضى بالشيزوفرينيا دون فهم الطبيعة النوعية غير المتمايزه لخبراتهم، عن الأشياء غير الحية أو الأشخاص من حولهم، إنهم يشعرون أنهم بالفعل جزء من غرفة المعالج النفسي، وتعرف المعالج النفسي على ذلك له فائدة كبيرة في حد ذاته ، ويناقش سيرلز هذه النقطة بعرض عدة طرق محددة توجه فيها أما أعمال ويرنر الخاصة مع المرضى فقد كانت محدودة بالبحوث التشخيصية ما بين ١٩٣٧-١٩٤٥، قام ومعه الفرد ستراوس بعدد من الدراسات المقارنة في السلوك المعرفي لهؤلاء الأطفال مع سلوك الأطفال ووجدا أنه في حين تصرف الأطفال المتخلفين بطرق بسيطة، فإن المصابين مخيا وضح في سلوكهم نوع من عدم التنظيم، إنشغالهم بتفاصيل الخلفية، لقد كانوا حسب مصطلحات ويرنر مربوطين بالمثيرات ، كل Franklin، لكن تعليقاته المختصرة 112. 1948, p.100; Werner and Kaplan, 1963, p) أوضحت أنه إعتقد مثل روسو ومونتسوري وغيرهما من علماء نفس النمو أن التعليم ينبغي أن يكون مفصلا وبالنسبة لويرنر فإن ذلك يعني أن الأطفال يحتاجون يمكن أن يعتقد الإنسان أن ويرنر أحب إستخدام مونتسوري للحروف الرملية لأنها وأنه قد أحب أيضا مدخل ديوى في التعلم من خلال العمل حيث يدرس الأطفال موضوعات مثل التاريخ ليس من خلال الكتب لكن من خلال إعداد أدوات وأداء أنشطة الإنسان البدائي، وبالنسبة للقراءة فإن ويرنر لا بد أن يكون متفقا مع بتلهايم وزيلان وأهميتها لأنها توفر فرص التعبير الجسمي والوجداني، أن التربية لا ينبغي أن تقتصر على عقل الطفل بل ينبغي أن تستجيب للطفل كعضو معبر، له إحاسيسه الخاصة به. وطالما أن ويرنر نفسه لم يكتب إلا هذا القليل عن التربية، أحد المفاهيم القليلة التي أصبحت مرتبطة مباشرة بتعليم الكبار وهو مفهوم مرونة التكوين المصغر، ويرنر - حسبما نتذكر- أقترح أن معظم التفكير البدائي لا يتوقف على التحليلات العقلانية المتقدمة، لكنه يبدأ بالإستخدام الشامل للعمليات القبل مفاهيمية حيث إذا عليهم أن يسعوا لتوسيع مدى التفكير الذي يغذونه وينشطونه عند تلاميذهم. حيث تبذل جهود متزايدة لتعليمهم أسلوب ومهارات حل المشكلات عقلانيا بالتزام شديد، وحيث يتم تشجيع صغار الأطباء ليعملوا تقييما تشخيصيا بطريقة منطقية خالصة، نظرية الكمبيوتر في المعرفة، الأطباء عليهم أن يقوموا بإصدار أحكام إكلينيكية أدق، بأن يبدأوا من مستويات ما قبل المفاهيم بانطباعاتها وإحساساتها ومشاعرها التي يستثيرها المريض لديهم. لمقولات ويرنر ، الكتاب (1987 , الكفاءة في كتابة أفكارهم وإنطباعاتهم أثناء فحصهم لأطفال مصابين بالحمى وتم نقلهم لغرفة الطوارئ في إحدى المستشفيات الكبرى، وقد كشفت تحاليل شريط خالصة خلال الفحص، وعلى العكس فإن الأطباء الأكثر خبرة وتقديرا إنشغلوا بداية مع
ضايا نظرية
راجعنا حتى الآن كتابات ويرنر في العديد من المجالات، ربما في ذلك المفاهيم
البدائية للزمان والمكان، والإدراك بالفراسة، إكتساب اللغة (النمو اللغوي)، لكن ويرنر ل
يكن مهتما فقط في هذه المجالات بل إنه كان مهتما كذلك بالقضايا النظرية الأكبر التي
تكمن في هذه المجالات أو الموضوعات. طبيعة النمو متعدد الخطوط (الإتجاهات)
أحد الإهتمامات النظرية تمثل فيما إذا كان النمو له خط موحد عام أم خطوط
متعددة، ما إذا كان يتقدم عبر خط مفرد أم خطوط منفصلة كثيرة (1959,Wemer)،
وإعتبر ويرنر أن مفهوم الادراك بالفراسة هو الذي ساعده في الإجابة على هذا
السؤال.
يتناغم الإدراك بالفراسة وينسجم مع الخصائص الديناميكية والتعبيرية للأشياء،
إنه صيغة مبكرة جداً للإدراك، تسيطر علينا في الطفولة، وتبطلها تدريجيا وخلا النمو
النظرة الهندسية والتقنية للإدراك التي نكتسبها من ثقافتنا، وقد نعود مرات إلى صيغ
الإدراك بالفراسة مثلما يحدث في لحظات النكوص الإبداعي، لكننا عموما نعتمد أكثر
علي المنطق والصيغ العقلانية في التفكير، ولوكان الأمر كذلك لقلنا أن النمو عملية
تسير في خط واحد، حيث تتشكل أحد الصيغ المعرفية العقلية تتلوها الأخرى، ومع ذلك
فإن الإدراك بالفراسة هو الآخر ينمو، وقد يكون نموه محدودا بالتأكيد لدى البعض منا
طالما إننا لا ننميه، لكنه لدى الفنانين يصبح أكثر تقدما وتطورا وهكذا علينا أن نقتنع
بالنمو كعملية ذات خطوط متعددة
متفرعة، بخطوط منفصلة يتبع كل منها
طريقه الخاص (الشكل ٥-٥) الذي
Conceptual thought
يحاول رسم هذا المفهوم النمائي.
قضية عدم الإستمرار
Perception
Physiognomic perceptig
أحد القضايا الأكثر أساسية، ما إذا
كان النمو مستمرا (متصلا)، أو غير
مستمر (منفصلا)، أساسا عندما نقول
أننا نرى تغيرا مستمرا فنحن نزعم أننا
Sensori-motor action
نستطيع قياسه عبر بعد كمي واحد،
مثلما نقيس طول طفل بإستخدام شريط
القياس، يمكن أن نقيس كلمات الطفل، أو
فترات الإنتباه، أو سعة الذاكرة وغيرها
(شكل ٥-٥) خطوط النمو تعبر عنها فروع شجرة حسب
تصورورنر
من العديد من المتغيرات النفسية عبر
Langer,"Theories of Development" Holt, Rinehart &
Winston, 1969,p.153.
مدى كمي واحد. هناك كمية كبيرة من
البحوث في علم نفس النمو إفترضت أن التغير يمكن قياسه بهذا الأسلوب، وبالنسبة
للكثيرين فإن القياس الكمي والمستمر يبدو وكأنه روح العلم.
سبق للبيولوجيين على وجه الخصوص أن تعرفوا فعليا على الكثير من التغيرات غير
المستمرة والتي تتضمن تحولات كيفية، فالصيغ المبكرة تبزغ في صيغ جديدة مختلفة
عنها في النوع من حيث أن لها أنماطا مختلفة وصيغا وظيفية مختلفة، خاصة في أمثلة
درامية للتغيرات الكيفية التي تتمثل في الإنسلاخ مثلما يحدث عند خروج الفراشة من
اليرقة، في مثل هذه الحالات تصبح الكثير من المقارنات الكمية ليست ذات معنى، إذ لا
معنى مثلا لأن تقيس سرعة اليرقة في الطيران لأن لها صيغتها الخاصة في الحركة
غير الطيران.
ومنذ روسو أكد علماء النفس النمائيين مثلهم مثل البيولوجيين على التغيرات الكيفية،
إن التحول من الطفولة إلى المراهقة قد لا يكون دراميا مثل عملية الإنسلاخ، لكن، طبقا
لقول روسو، "للطفولة طريقتها الخاصة في التفكير، في الإحساس، في رؤية الأشياء"
(54.Rousseau,1762,p) لو أن هذا الموقف صحيح، فإن الإنسان لا يستطيع قياس الأطفال
بنفس أدوات قياس الكبار دون أن يفقد ما هو الفريد لدى الطفل.
وعندما أخذ ويرنر المنظور الأكثر إتساعا لاحظ أن كلا من التغيرات الكمية والكيفية
تحدث، واعتقد مثل روسو أن معظم التغيرات كيفية، تفكير الكبير المجرد مثلا يختلف في
النوع عن تفكير الطفل
الإدراكي الحركي الوجداني.
في كثير من المجالات، تبدو
المقارنة بين الطفل والكبير مثل
المقارنة بين العالم والفنان،
الطفل مثل الفنان، يقترب من
ويدخل إلى العالم خلال
أسلوبه القائم على الفراسه
وتداخل الحواس والصور
الحية، ويبدو ذلك صحيحا
(شكل ٣.٥ )رسم طفل في
الخامسة يكشف عن الإدراك
بالفراسة (الشمس تبتسم)
4444
(شكل ٥-٦) رسوم الأطفال تكون أكثر حرية وحيوية من رسوم الكبار التي تميل لأن تكون هندسية
Gardner,"Antful Scribbles" Basic Books, Newyork, 1980,p.5
(شكل ٥-٧) رسوم آندي تصور
التحول من الأسلوب المتحرر
للأسلوب الهندسي
على وجه الخصوص فيما بين الثانية وحتى السابعة،
ولذا فإن الطفل عندها يحب أن يرسم ويمثل ويغني
مبديا كثيرا من الحيوية والنشاط والخيال في أفعاله
Andy, age 8
Andy. age D
وأنشطته، رسومه مثلا تتجه نحو نوع خاص من
الإكتمال، فبداية من عمر الرابعة تقريبا يرسم
الطفل ضفدعة صغيرة قد تخلو من التفاصيل الدقيقة لكنه يندر أن تحصل على رسم
آخر يعبر عن روح الحياة بمثل خطوطه البسيطة، (لاحظ رسم الشخص مصحوبا
بالشمس المبتسمة في شكل ٥-٣).
وخلال السنتين أو الثلاثة التالية فإن رسوم الأطفال تكون طازجة وحية وجميلة
التكوين كنمط عام إنهم يعبرون عن الإبتهاج، اللعب، الإحساس القوي بالحياة. بعد عمر
الثامنة أو ماحولها تفقد رسومهم طعمها أو مذاقها وتصبح أكثر دقة وواقعية وهندسية
(Gardner,1980,ch6)، بحيث يبدو أن التفكير الهندسي - التقني قادم على الطريق
(انظر شكل ٥-٥,٦-٧) وليس من الصعب علينا أن نتفهم لماذا يقول كثير من عظماء
الفنانين أنهم يصارعون لإستعادة توجهاتهم الطفولية (20.Gardner,1973,p).
صغار الأطفال أيضا يشيرون بالتأكيد إلى بدايات المهارات العلمية، ورغم إستمرار
هذا التوجه لديهم، إلا أن النظرة المسيطرة عليهم تكون أقرب للطبيعة وأكثر ارتباطا
بالفنان، ولذا فإنه يبدو خارجا عن الموضوع الإصرار على تقييمهم في ضوء معايير
المنطق والمهارات العقلية للكبار، رغم أن ذلك هو ما يغلب على كثير من الباحثين.
قد يكون هناك إعتراض على ما ذكرناه مرارا عن عدم الإتصال، أليس صحيحا أن
الكبار يفكرون مثلما يفكر الصغار خصوصا في المراحل الأولى للتكوين بالتصغير، أليس
ذلك إستمرارية بين الصغار والكبار، ويمكن أن يكون ذلك صحيحا إلى حد ما، لكن
التكوين بالتصغير في حد ذاته يتضمن تغيرات كيفية، فالمراحل المبكرة تختلف كيفيا عن
التنظيمات الشكلية رفيعة الإعداد التي تتسم بها المراحل المتأخرة، تشير عملية عدم
الإستمرار إذن إلى التغيرات الكيفية، مثل هذه التغيرات لا تحدث فجأة، إن بزوغ
التفكير المجرد يحدث تدريجيا كما يحدث أيضا مع العديد من التغيرات الكيفية
الأخرى مثل التحول من الحبو إلى المشي، إن عدم الإتصال تعني فقط أن التغيرات
تتضمن تحولات كيفية، أما فجائية التحولات فهذا أمر آخر (1957,Warner).
علم الظواهر (الفينومينولوجيا)
أحد المدارس التي أثرت في ويرنر كانت المدرسة الفينومينولوجية أو مدرسة علم
الظواهر، يعتقد الفينومينولوجيون أن أول شئ ينبغي عمله عند دراسة الأطفال (أو أي
فرد آخر) هو أن نتخلى عن أفكارنا المسبقة حوله، لا يمكن أن نفترض أن الأطفال
يفكرون مثلما نفكر نحن، إننا في حاجة لأن نلقي نظرة جديدة على الأطفال أنفسهم،
وقبل كل شئ، نحن في حاجة إلى إستكشاف ظواهر عالمهم وكيف تبدو بالنسبة لهم.
معظم علماء النفس النمائيين يمكن إعتبارهم ظاهرياتيين إلى درجة ما (راجع الفصل
١٧) حيث اعتقدوا أنه يجب الشك في كل ما نعرفه حول تفكير الطفل، لكنهم بصفة
عامة قاموا بتحليل تفكير الطفل من الخارج بدلا من تحليله من خلال عيون الطفل
نفسه. ويرنر أيضا وصف التفكير من وجهة نظر خارجية (متصل أو منفصل) ومع ذلك
فقد أثبت بعض الرؤى في خبرات الطفل الذاتية مشيرا على سبيل المثال إلى أنهم
يدركون الأشياء بالفراسة إلى حد كبير.
كتب ويرنر بحماس (12.Werner,1948,ch) عن البحوث الفينومينولوجية لزملائه
جاكوب فون يوكسكول، ومارتا موشاو. لقد كان يوكسكول تطوريا حاول بيان كيف
تختلف البيئات من وجهة نظر مختلف الأجناس بتحليل ردود الأفعال لدى بعض
الحيوانات موضحا كيف تختلف نظرتها إلى "غرفة" عن نظرتنا نحن إليها، وتبعت
موشاو أبحاث يوكسكول لتبين كيف يختلف تفكير صغار الأطفال عن تفكير الكبار ولذا
فقد لاحظت صغارا وكبارا في بعض مواقف الحياة اليومية وكان من بينها رصيف قناة
في هامبورج وإستدلت على أن هذه المواقف يمكن أن تبدو مختلفة لكل منها
(1984,Wholwill)، كان الرصيف في قاع منزلق أو منحدر ولكي تصل إليه كان على
الفرد أن يعبر ممرا ضيقا داخل سور، وهذا ما كان يفعله الكبار، أما الصغار فقد
تجاهلوا الممر، وبدلا من ذلك إنفقوا وقتهم في الصعود والدوران حول السور،
يتدحرجون وينزلقون على الجزء العميق المغطى بالحشائش بجانبه، ولأن الأطفال كانوا
مفعمين بالحركة فقد بدا كما لو كانوا قد أدركوا الموقف ككل بشكل مختلف تماما عن
الكبار، بالنسبة لهم كان السور هو الملمح الرئيسي بينما لم يكن عنصرا في الخلفية
بالنسبة للكبار .
موقف آخر تمثل في فرع جديد لسوق مركزي إفتتح في المدنية، لم يقترب الأطفال
(مابين ٦-٩ سنوات) بنفس أسلوب الكبار، حيث لم يعطوا إلا قليلا من الإنتباه للبضائع،
مندفعين بدلا من ذلك إلى مساحات تتيح لهم فرصة الحركة واللعب، كانوا منجذبين بشكل
خاص نحو السلام والمصاعد والسقالات التي أحبوا أن يصعدوا ويهبطوا عليها في الإتجاه
المخالف، وهنا للمرة الثانية إستدلت موشاو على أن صغار الأطفال خبروا الموقف بشكل
مختلف تماما عن الكبار، وموشاو التي توفيت في عمر مبكر لم تنه بحثها، حيث فسرت
إدراك الأطفال من خلال سلوكهم فقط وكنا نحب أن نقدم أدلة أخرى مثل رسومهم لتوضح
كيف يرون المنظر ومع هذا فلقد بذلت جهد البداية لتمثل عالم الظاهراتية عند الطفل .
التطبيقات العملية
كان ويرنر أولا وقبل كل شئ منظرا، ولم يكتب إلا القليل عن التطبيقات العملية
لأفكاره وقدم هذا القليل في شكل نصائح محدودة للغاية حول تنشئة وتربية وعلاج
الأطفال، ومع هذا فقد إستثمر بعض الممارسين المهتمين تفكيره في أعمالهم، فمثلا في
علاج الشيزوفرينيا، المحللون النفسيون مثل سيرلز (1965,Searles) كشف عن قيمة
كبيرة لمفاهيم ويرنر حيث وجد أنه لا يمكنه فهم معظم المرضى بالشيزوفرينيا دون فهم
الطبيعة النوعية غير المتمايزه لخبراتهم، هؤلاء المرضى لا يحسون إلا قليلا بانفصالهم
عن الأشياء غير الحية أو الأشخاص من حولهم، إنهم يشعرون أنهم بالفعل جزء من
غرفة المعالج النفسي، وتعرف المعالج النفسي على ذلك له فائدة كبيرة في حد ذاته ،
لأن أحد الأمور التي تساعد المريض هو إحساسه بأن هناك شخصا يتفهم كيف تبدو
الحياة بالنسبة له، ويناقش سيرلز هذه النقطة بعرض عدة طرق محددة توجه فيها
مفاهيم ويرنر تدخلاته العلاجية.
أما أعمال ويرنر الخاصة مع المرضى فقد كانت محدودة بالبحوث التشخيصية
للأطفال الذين يعانون من إصابات المخ، ما بين ١٩٣٧-١٩٤٥، قام ومعه الفرد ستراوس
بعدد من الدراسات المقارنة في السلوك المعرفي لهؤلاء الأطفال مع سلوك الأطفال
المتخلفين عقليا، ووجدا أنه في حين تصرف الأطفال المتخلفين بطرق بسيطة، غامضة،
كلية، فإن المصابين مخيا وضح في سلوكهم نوع من عدم التنظيم، عند نسخ التصميمات
على سبيل المثال لم يكونوا قادرين في الغالب على التركيز على الشكل الرئيسي بسبب
إنشغالهم بتفاصيل الخلفية، لقد كانوا حسب مصطلحات ويرنر مربوطين بالمثيرات ، كل
شئ يقفز في وجوههم، لا يستطيعون التمييز بين الرئيسي والتفصيلي Barten and)
(1978 ,Franklin، مثل هذه النتائج أثرت على كثير من العاملين في الميدان الذين وجدوا
أنه من المفيد الإحتفاظ بالغرف وخلفيات المواقف خالية دون التعرض للمقاطعة وذلك
لمساعدة الأطفال على التركيز على المهام التي بين أيديهم White and)
. watt,1973,p.257)
لم يتعرض ويرنر للتطبيقات التربوية للأطفال العاديين، لكن تعليقاته المختصرة
(112.Werner, 1948,p.100; Werner and Kaplan, 1963, p) أوضحت أنه إعتقد مثل
روسو ومونتسوري وغيرهما من علماء نفس النمو أن التعليم ينبغي أن يكون مفصلا
طبقا لأسلوب الطفل في التعلم، وبالنسبة لويرنر فإن ذلك يعني أن الأطفال يحتاجون
فرصا ليتعلموا خلال نشاطهم الحركي وخلال مهام ذات معنى وجداني بالنسبة لهم،
يمكن أن يعتقد الإنسان أن ويرنر أحب إستخدام مونتسوري للحروف الرملية لأنها
تسمح للأطفال بأن يألفوا الحروف حركيا وخلال عدد من الحواس في نفس الوقت،
وأنه قد أحب أيضا مدخل ديوى في التعلم من خلال العمل حيث يدرس الأطفال
موضوعات مثل التاريخ ليس من خلال الكتب لكن من خلال إعداد أدوات وأداء أنشطة
الإنسان البدائي، وبالنسبة للقراءة فإن ويرنر لا بد أن يكون متفقا مع بتلهايم وزيلان
(1981 ,Bettleheim and Zelan) الذين قالا بأن الأطفال في حاجة إلى مواد قراءة تستثير
وجدانهم وتحمل لهم معنى شخصي، كما تؤكد نظرية ويرنر على الأنشطة الفنية
وأهميتها لأنها توفر فرص التعبير الجسمي والوجداني، نظرية ويرنر باختصار تتضمن
أن التربية لا ينبغي أن تقتصر على عقل الطفل بل ينبغي أن تستجيب للطفل كعضو
نشيط، معبر، حيوي، له إحاسيسه الخاصة به.
وطالما أن ويرنر نفسه لم يكتب إلا هذا القليل عن التربية، فإنه لمن السخرية أنه قدم
أحد المفاهيم القليلة التي أصبحت مرتبطة مباشرة بتعليم الكبار وهو مفهوم مرونة التكوين
المصغر، ويرنر - حسبما نتذكر- أقترح أن معظم التفكير البدائي لا يتوقف على التحليلات
العقلانية المتقدمة، لكنه يبدأ بالإستخدام الشامل للعمليات القبل مفاهيمية حيث
الإنطباعات الكلية مختلطة مع الإحساسات الجسمية مع الحدس والتخمين وغيرها. إذا
كان ذلك صحيحا فإن المعلمين في ميادين عديدة منها الفنون والعلوم والطب والهندسة
عليهم أن يسعوا لتوسيع مدى التفكير الذي يغذونه وينشطونه عند تلاميذهم.
الحالة التي توضح هذه النقطة تتمثل في إعداد أو تعليم الأطباء، حيث تبذل جهود
متزايدة لتعليمهم أسلوب ومهارات حل المشكلات عقلانيا بالتزام شديد، وحيث يتم
تشجيع صغار الأطباء ليعملوا تقييما تشخيصيا بطريقة منطقية خالصة، خطوة بخطوة
مستخدمين في الأغلب الرسوم وأساليب إتخاذ القرار وغيرها من الطرق المأخوذة عن
نظرية الكمبيوتر في المعرفة، مفهوم ويرنر عن التكوين المصغر ومرونته يقترح أن
الأطباء عليهم أن يقوموا بإصدار أحكام إكلينيكية أدق، بأن يبدأوا من مستويات ما قبل
المفاهيم بانطباعاتها وإحساساتها ومشاعرها التي يستثيرها المريض لديهم. وتنفيذا
لمقولات ويرنر ، فلقد قامت زوجة مؤلف الكتاب وهي طبيبة أطفال ومعها مؤلف هذا
الكتاب (1987 ,Craine and Craine) بسؤال أطباء الأطفال في مستويات مختلفة عن
الكفاءة في كتابة أفكارهم وإنطباعاتهم أثناء فحصهم لأطفال مصابين بالحمى وتم
نقلهم لغرفة الطوارئ في إحدى المستشفيات الكبرى، وقد كشفت تحاليل شريط
التسجيل أن الأطباء المبتدئين حاولوا أن يفكروا في المريض بطريقة منطقية موضوعية
خالصة خلال الفحص، وعلى العكس فإن الأطباء الأكثر خبرة وتقديرا إنشغلوا بداية مع
الأطفال في تفاعلات غير رسمية، محاولين التوصل إلى إحساس عام بصحة الطفل
خلال ما يظهر عليه من إحساسات وأشار أسلوبهم إلى مرونة أكبر في التكوين المصغر،
فلقد إنشغلوا في البداية في المزيد من العمليات البدائية الحدسية قبل الإنتقال إلى
المدخل المفاهيمي، وهكذا فإن المعلمين الذين يؤكدون على مدخل عقلاني صرف لإتخاذ
القرارات الطبية قد يتجاوزون الأرضية القبل مفاهيمية الفنية والتي من خلالها تصدر
وتبزغ الأحكام الإكلينيكية الناضجة.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
"بشكل عام، تعلمت أن إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية يتطلب تخطيطًا دقيقًا وجهودًا مستمرة ومت...
شعر الشيخ بالدوار و الغثيان , بعد عمل شاق لاصطياد سمكة كبيرة . فك الشيخ حبل الرمح و أنفذه من خياشيم...
الحرب العالمية الثانية هي الصراع الذي حدث من عام 1939م إلى 1945م، وشارك فيه كل جزء من العالم تقريباً...
تمتلئ الأسابيع الثلاثة التي تلت حفلا وايت ساندرز بالاستعدادات لمغادرة آن. يأذن "ماثيو" بالدفع مقابل ...
في مساء يوم االثنين شعرت ماريال بالضيق ألنها لم ترى مشبك الجمشت وبحثت عنه في كل مكان ولكن لم تعثر عل...
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بد...
هو امر يتوجب على الجندي او الشرطي تنفيذه رغم عدم قانونيته ثم عليه ان يشتكي الذي اصدر الامر في هذه ال...
نظريه الشغل-الطاقه هي ان طاقه النظام تزداد الى بذل على النظام يعني اذا بذل شغل على نظام ما فان طاقته...
Like other dromedary camels, Saudi Arabian camels are herbivores with a diet consisting mainly of de...
المحور الأول: احترام المبادئ القانونية إن أول ما يطرح في هذا الشأن هو هل يمكن الذهاب إلى أبعد من ...
وهي ان يقوم المسؤول باستغلال صلاحياته من اجل مصلحة شخصية مثل تلقي رشوة او هدايا ممنوعة او خيانة الام...
بحث حول انتقال الالتزام المبحث الأول : حوالة الحق أدى الإبراز المتواصل لعنصر القيمة المالية في الإلت...