لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (47%)

فكل عمل أريد به غير االله لم يكن الله وكل عمل لا يوافق شرع االله لم يكن الله بل لا يكون الله إلا ما جمع الوصفين :
أن يكون الله وأن يكون موافقا لمحبة االله ورسوله وهو الواجب والمستحب كما قال تعالى [ ١١٠ الكهف ] : {
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } .
فلا بد من العمل الصالح وهو الواجب والمستحب ولا بد أن يكون خالصا لوجه االله تعالى كما قال تعالى [ ١١٢
البقرة ] : { بلى من أسلم وجهه الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . وقال النبي
صلى االله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وقال صلى االله عليه وسلم : " إنما
الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى االله ورسوله فهجرته إلى االله ورسوله ومن كانت
هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
وهذا الأصل هو أصل الدين وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه أرسل االله الرسل وأنزل الكتب وإليه دعا
الرسول وعليه جاهد وبه أمر وفيه رغب وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاه .
آخر : قال أبو بكر : يا رسول االله كيف ننجو منه وهو أخفى من دبيب النمل ؟ فقال النبي صلى االله عليه وسلم :
" أعلمك كلمة إذا قلتها نجوت من دقه وجله قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا
أعلم " وكان عمر يقول في دعائه : ( اللهم
اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا ) .
وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها الله وعبوديتها له وإخلاص دينها له كما
قال شداد بن أوس : يا نعايا العرب يا نعايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية ، داود السجستاني : وما الشهوة الخفية ؟ قال : حب الرئاسة .
وعن كعب بن مالك عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال : " ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من
حرص المرء على المال والشرف لدينه " قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
فبين صلى االله عليه وسلم أن الحرص على المال والشرف في إفساد الدين لا ينقص عن إفساد الذئبين الجائعين لزريبة
الغنم وذلك بيّن فإن الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص وذلك أن القلب إذا ذاق حلاوة عبوديته الله ومحبته له لم
يكن شيء أحب إليه من ذلك حتى يقدمه عليه وبذلك يصرف عن أهل الإخلاص الله السوء والفحشاء كما قال
تعالى [ ٢٤ يوسف ] : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } . فإن المخلص الله ذاق من حلاوة عبوديته الله ما يمنعه عن عبوديته لغيره ومن حلاوة محبته الله ما يمنعه عن محبة غيره إذ
ليس عند القلب السليم أحلى ولا ألذ ولا أطيب ولا أسر ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته الله ومحبته له
وإخلاص الدين له وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى االله فيصير القلب منيبا إلى االله خائفا منه راغبا راهبا كما قال
تعالى [ ٣٣ ق ] : { من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب } إذ
المحب يخاف من زوال مطلوبه أو حصول مرغوبه فلا يكون عبد االله ومحبه إلا بين خوف ورجاء كما قال تعالى [
٥٧ الإسراء ] : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن
عذاب ربك كان محذورا } .
وإذا كان العبد مخلصا الله اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء
ويخاف من حصول ضد ذلك بخلاف القلب الذي لم يخلص الله فإن فيه طلبا وإرادة وحبا مطلقا فيهوى ما يسنح له
ويتشبث بما يهواه كالغصن أي نسيم مر به عطفه وأماله فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة فيبقى أسيرا عبدا
لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما .
وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل ويعادي من يذمه
ولو بالحق .
وتارة يستعبده الدرهم والدينار وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتخذ إلها هواه ويتبع
هواه بغير هدى من االله .
ومن لم يكن خالصا الله عبدا له قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له بحيث يكون االله أحب إليه من كل ما
سواه ويكون ذليلا له خاضعا وإلا استعبدته الكائنات
واستولت على قلبه الشياطين فكان من الغاوين إخوان الشياطين وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا االله
. وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه .
فالقلب إن لم يكن حنيفا مقبلا على االله معرضا عما سواه وإلا كان مشركا قال تعالى [ ٣٠-٣٢ الروم ] : { فأقم
وجهك للدين حنيفا فطرة االله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق االله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا
يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل
حزب بما لديهم فرحون } .
وقد جعل االله سبحانه إبراهيم وآل إبراهيم أئمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين أهل محبة االله وعبادته وإخلاص الدين له
كما جعل فرعون وآل فرعون أئمة المشركين المتبعين أهواءهم قال تعالى في إبراهيم [ ٧٢-٧٣ الأنبياء ] : {
ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين } وقال في فرعون وقومه [ ٤١-٤٢ القصص ] : { وجعلناهم أئمة
يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين } ولهذا يصير
أتباع فرعون أولا إلى ألا يميزوا بين ما
يحبه االله ويرضاه وبين ما قدر االله وقضاه بل ينظرون إلى المشيئة المطلقة الشاملة ثم في آخر الأمر لا يميزون بين الخالق
والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا .
ويقول محققوهم : الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية . وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين أنكروا الخالق وأنكروا تكليمه لعبده موسى وما أرسله به من الأمر والنهي
. وأما إبراهيم وآل إبراهيم الحنفاء من الأنبياء والمؤمنين بهم فهم يعلمون أنه لا بد من الفرق بين الخالق والمخلوق ولا
بد من الفرق بين الطاعة والمعصية وأن العبد كلما ازداد تحقيقا لهذا الفرق ازدادت محبته الله وعبوديته له وطاعته له
وإعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره .
وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين االله وبين خلقه والخليل يقول [ ٧٥-٧٧ الشعراء ] : { أفرأيتم ما كنتم
تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما
فعلت النصارى .
مثال ذلك : اسم ( الفناء ) فإن
الفناء ثلاثة أنواع
:
نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء .
ونوع للقاصدين من الأولياء والصالحين .
ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين .
فأما الأول : فهو الفناء عن إرادة ما سوى االله ، يحب إلا االله ولا يعبد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه ولا يطلب من غيره وهو المعنى الذي يجب أن يقصد بقول الشيخ
أبي يزيد حيث قال : ( أريد ألاّ أريد إلا ما يريد ) أي المراد المحبوب المرضي وهو المراد بالإرادة الدينية وكمال العبد
ألا يريد ولا يحب ولا يرضى إلا ما أراده االله ورضيه وأحبه وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب ولا يحب إلا ما
يحبه االله كالملائكة والأنبياء والصالحين وهذا معنى قولهم في قوله [ ٨٩ الشعراء ] : { إلا من أتى االله بقلب سليم }
قالوا : هو السليم مما سوى االله أو مما سوى عبادة االله أو مما سوى إرادة االله أو مما سوى محبة االله فالمعنى واحد وهذا

وأما النوع الثاني : فهو الفناء عن شهود السوى ، وهذا يحصل لكثير من السالكين فإنهم لفرط انجذاب قلوبهم إلى
ذكر االله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن أن تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير االله بل
ولا يشعرون إلا به كما قيل في قوله تعالى [ ١٠ القصص ] : { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن
كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها } قالوا فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى . وهذا كثيرا ما يعرض لمن
دهمه أمر من الأمور : إما حب وإما خوف وإما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شيء إلا عما قد أحبه أو خافه أو
طلبه بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره .
فإذا قوي على صاحب الفناء هذا فإنه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره
وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات العبد فمن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد
فناؤها في شهود العبد وذكره وفناؤه عن أن يدركها أو يشهدها وإذا قوي هذا ضعف المحب حتى يضطرب في تمييزه
فقد يظن أنه هو محبوبه كما يذكر أن رجلا ألقى نفسه في اليم فألقى محبه نفسه خلفه فقال : أنا وقعت فما أوقعك
خلفي ؟ قال : غبت بك عني فظننت أنك أني .
وهذا الموضع زلت فيه أقوام وظنوا أنه اتحاد وأن المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما
وهذا غلط فإن الخالق لا يتحد به شيء أصلا بل لا يمكن يتحد شيء بشيء إلا إذا استحالا وفسدت حقيقة كل
منهما وحصل من اتحادهما أمر ثالث لا هو هذا
ولا هذا كما إذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ونحو ذلك ولكن يتحد المراد والمحبوب والمراد والمكروه ويتفقان في
نوع الإرادة والكراهة فيحب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا ويرضى ما يرضى ويسخط ما يسخط
ويكره ما يكره ويوالي من يوالي ويعادي من يعادي .
وهذا الفناء كله فيه نقص .
وأكابر الأولياء - كأبي بكر وعمر والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار - لم يقعوا في هذا الفناء فضلا عمن
هو فوقهم من الأنبياء وإنما وقع شيء من هذا بعد الصحابة .
وكذلك كل ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل وعدم التمييز لما يرد على القلب من أحوال الإيمان .
فإن الصحابة رضي االله عنهم كانوا أكمل وأقوى وأثبت في الأحوال الإيمانية من أن تغيب عقولهم أو يحصل لهم


النص الأصلي

فكل عمل أريد به غير االله لم يكن الله وكل عمل لا يوافق شرع االله لم يكن الله بل لا يكون الله إلا ما جمع الوصفين :
أن يكون الله وأن يكون موافقا لمحبة االله ورسوله وهو الواجب والمستحب كما قال تعالى [ ١١٠ الكهف ] : {


فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } .

فلا بد من العمل الصالح وهو الواجب والمستحب ولا بد أن يكون خالصا لوجه االله تعالى كما قال تعالى [ ١١٢


البقرة ] : { بلى من أسلم وجهه الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . وقال النبي
صلى االله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وقال صلى االله عليه وسلم : " إنما


الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى االله ورسوله فهجرته إلى االله ورسوله ومن كانت
هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .


وهذا الأصل هو أصل الدين وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه أرسل االله الرسل وأنزل الكتب وإليه دعا
الرسول وعليه جاهد وبه أمر وفيه رغب وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاه .


والشرك غالب على النفوس وهو كما جاء في الحديث : هو في هذه الأمة " أخفى من دبيب النمل " وفي حديث
آخر : قال أبو بكر : يا رسول االله كيف ننجو منه وهو أخفى من دبيب النمل ؟ فقال النبي صلى االله عليه وسلم :


" أعلمك كلمة إذا قلتها نجوت من دقه وجله قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا
أعلم " وكان عمر يقول في دعائه : ( اللهم


اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا ) .

وكثيرا ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها الله وعبوديتها له وإخلاص دينها له كما
قال شداد بن أوس : يا نعايا العرب يا نعايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية ، وقيل لأبي


داود السجستاني : وما الشهوة الخفية ؟ قال : حب الرئاسة .

وعن كعب بن مالك عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال : " ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من


حرص المرء على المال والشرف لدينه " قال الترمذي : حديث حسن صحيح .


فبين صلى االله عليه وسلم أن الحرص على المال والشرف في إفساد الدين لا ينقص عن إفساد الذئبين الجائعين لزريبة
الغنم وذلك بيّن فإن الدين السليم لا يكون فيه هذا الحرص وذلك أن القلب إذا ذاق حلاوة عبوديته الله ومحبته له لم


يكن شيء أحب إليه من ذلك حتى يقدمه عليه وبذلك يصرف عن أهل الإخلاص الله السوء والفحشاء كما قال
تعالى [ ٢٤ يوسف ] : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } .


فإن المخلص الله ذاق من حلاوة عبوديته الله ما يمنعه عن عبوديته لغيره ومن حلاوة محبته الله ما يمنعه عن محبة غيره إذ
ليس عند القلب السليم أحلى ولا ألذ ولا أطيب ولا أسر ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته الله ومحبته له


وإخلاص الدين له وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى االله فيصير القلب منيبا إلى االله خائفا منه راغبا راهبا كما قال
تعالى [ ٣٣ ق ] : { من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب } إذ


المحب يخاف من زوال مطلوبه أو حصول مرغوبه فلا يكون عبد االله ومحبه إلا بين خوف ورجاء كما قال تعالى [
٥٧ الإسراء ] : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن


عذاب ربك كان محذورا } .

وإذا كان العبد مخلصا الله اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء


ويخاف من حصول ضد ذلك بخلاف القلب الذي لم يخلص الله فإن فيه طلبا وإرادة وحبا مطلقا فيهوى ما يسنح له
ويتشبث بما يهواه كالغصن أي نسيم مر به عطفه وأماله فتارة تجتذبه الصور المحرمة وغير المحرمة فيبقى أسيرا عبدا


لمن لو اتخذه هو عبدا له لكان ذلك عيبا ونقصا وذما .

وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة فترضيه الكلمة وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل ويعادي من يذمه


ولو بالحق .

وتارة يستعبده الدرهم والدينار وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوب والقلوب تهواها فيتخذ إلها هواه ويتبع


هواه بغير هدى من االله .

ومن لم يكن خالصا الله عبدا له قد صار قلبه معبدا لربه وحده لا شريك له بحيث يكون االله أحب إليه من كل ما


سواه ويكون ذليلا له خاضعا وإلا استعبدته الكائنات


واستولت على قلبه الشياطين فكان من الغاوين إخوان الشياطين وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا االله
.


وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه .

فالقلب إن لم يكن حنيفا مقبلا على االله معرضا عما سواه وإلا كان مشركا قال تعالى [ ٣٠-٣٢ الروم ] : { فأقم


وجهك للدين حنيفا فطرة االله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق االله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا
يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل


حزب بما لديهم فرحون } .

وقد جعل االله سبحانه إبراهيم وآل إبراهيم أئمة لهؤلاء الحنفاء المخلصين أهل محبة االله وعبادته وإخلاص الدين له


كما جعل فرعون وآل فرعون أئمة المشركين المتبعين أهواءهم قال تعالى في إبراهيم [ ٧٢-٧٣ الأنبياء ] : {
ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات


وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين } وقال في فرعون وقومه [ ٤١-٤٢ القصص ] : { وجعلناهم أئمة
يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين } ولهذا يصير


أتباع فرعون أولا إلى ألا يميزوا بين ما


يحبه االله ويرضاه وبين ما قدر االله وقضاه بل ينظرون إلى المشيئة المطلقة الشاملة ثم في آخر الأمر لا يميزون بين الخالق
والمخلوق بل يجعلون وجود هذا وجود هذا .


ويقول محققوهم : الشريعة فيها طاعة ومعصية والحقيقة فيها معصية بلا طاعة والتحقيق ليس فيه طاعة ولا معصية .


وهذا تحقيق مذهب فرعون وقومه الذين أنكروا الخالق وأنكروا تكليمه لعبده موسى وما أرسله به من الأمر والنهي
.


وأما إبراهيم وآل إبراهيم الحنفاء من الأنبياء والمؤمنين بهم فهم يعلمون أنه لا بد من الفرق بين الخالق والمخلوق ولا
بد من الفرق بين الطاعة والمعصية وأن العبد كلما ازداد تحقيقا لهذا الفرق ازدادت محبته الله وعبوديته له وطاعته له


وإعراضه عن عبادة غيره ومحبة غيره وطاعة غيره .

وهؤلاء المشركون الضالون يسوون بين االله وبين خلقه والخليل يقول [ ٧٥-٧٧ الشعراء ] : { أفرأيتم ما كنتم
تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } ويتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما


فعلت النصارى .

مثال ذلك : اسم ( الفناء ) فإن


الفناء ثلاثة أنواع


:
نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء .


ونوع للقاصدين من الأولياء والصالحين .

ونوع للمنافقين الملحدين المشبهين .


فأما الأول : فهو الفناء عن إرادة ما سوى االله ، بحيث لا


يحب إلا االله ولا يعبد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه ولا يطلب من غيره وهو المعنى الذي يجب أن يقصد بقول الشيخ
أبي يزيد حيث قال : ( أريد ألاّ أريد إلا ما يريد ) أي المراد المحبوب المرضي وهو المراد بالإرادة الدينية وكمال العبد


ألا يريد ولا يحب ولا يرضى إلا ما أراده االله ورضيه وأحبه وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب ولا يحب إلا ما
يحبه االله كالملائكة والأنبياء والصالحين وهذا معنى قولهم في قوله [ ٨٩ الشعراء ] : { إلا من أتى االله بقلب سليم }
قالوا : هو السليم مما سوى االله أو مما سوى عبادة االله أو مما سوى إرادة االله أو مما سوى محبة االله فالمعنى واحد وهذا


المعنى إن سمي فناء أو لم يسم هو أول الإسلام وآخره وباطن الدين وظاهره .

وأما النوع الثاني : فهو الفناء عن شهود السوى ، وهذا يحصل لكثير من السالكين فإنهم لفرط انجذاب قلوبهم إلى
ذكر االله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن أن تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير االله بل


ولا يشعرون إلا به كما قيل في قوله تعالى [ ١٠ القصص ] : { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن


كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها } قالوا فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى . وهذا كثيرا ما يعرض لمن
دهمه أمر من الأمور : إما حب وإما خوف وإما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شيء إلا عما قد أحبه أو خافه أو


طلبه بحيث يكون عند استغراقه في ذلك لا يشعر بغيره .

فإذا قوي على صاحب الفناء هذا فإنه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره


وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهي المخلوقات العبد فمن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد
فناؤها في شهود العبد وذكره وفناؤه عن أن يدركها أو يشهدها وإذا قوي هذا ضعف المحب حتى يضطرب في تمييزه


فقد يظن أنه هو محبوبه كما يذكر أن رجلا ألقى نفسه في اليم فألقى محبه نفسه خلفه فقال : أنا وقعت فما أوقعك


خلفي ؟ قال : غبت بك عني فظننت أنك أني .

وهذا الموضع زلت فيه أقوام وظنوا أنه اتحاد وأن المحب يتحد بالمحبوب حتى لا يكون بينهما فرق في نفس وجودهما


وهذا غلط فإن الخالق لا يتحد به شيء أصلا بل لا يمكن يتحد شيء بشيء إلا إذا استحالا وفسدت حقيقة كل
منهما وحصل من اتحادهما أمر ثالث لا هو هذا


ولا هذا كما إذا اتحد الماء واللبن والماء والخمر ونحو ذلك ولكن يتحد المراد والمحبوب والمراد والمكروه ويتفقان في
نوع الإرادة والكراهة فيحب هذا ما يحب هذا ويبغض هذا ما يبغض هذا ويرضى ما يرضى ويسخط ما يسخط


ويكره ما يكره ويوالي من يوالي ويعادي من يعادي .

وهذا الفناء كله فيه نقص .


وأكابر الأولياء - كأبي بكر وعمر والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار - لم يقعوا في هذا الفناء فضلا عمن
هو فوقهم من الأنبياء وإنما وقع شيء من هذا بعد الصحابة .


وكذلك كل ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل وعدم التمييز لما يرد على القلب من أحوال الإيمان .

فإن الصحابة رضي االله عنهم كانوا أكمل وأقوى وأثبت في الأحوال الإيمانية من أن تغيب عقولهم أو يحصل لهم


غشي أو صعق أو سكر أو فناء أو وله أو جنون .

وإنما كان مبادئ هذه الأمور في التابعين من عباد البصرة فإنه كان فيهم من يغشى عليه إذا سمع القرآن ومنهم من


يموت كأبي جهير الضرير


وزرارة بن أوفى قاضي البصرة .

وكذلك صار في شيوخ الصوفية من يعرض له من الفناء والسكر ما يضعف معه تمييزه حتى يقول في تلك الحال من


الأقوال ما إذا صحا عرف أنه غالط فيه كما يحكى نحو ذلك عن مثل أبي يزيد وأبي الحسين النوري وأبي بكر الشبلي
وأمثالهم بخلاف أبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والفضيل بن


عياض بل وبخلاف الجنيد وأمثاله ممن كانت عقولهم وتمييزهم يصحبهم في أحوالهم فلا يقعون في مثل هذا الفناء
والسكر ونحوه بل الكمل تكون قلوبهم ليس فيها سوى محبة االله وإرادته وعبادته وعندهم من سعة العلم والتمييز ما
يشهدون [ به ] الأمور على ما هي عليه بل يشهدون المخلوقات قائمة بأمر االله مدبرة بمشيئته بل مستجيبة له قانتة
له فيكون لهم فيها تبصرة وذكرى ويكون ما يشهدونه من ذلك مؤيدا وممدا لما في قلوبهم من إخلاص الدين وتجريد


التوحيد له والعبادة له وحده لا شريك له .

وهذه هي الحقيقة التي دعا إليها القرآن وقام بها أهل تحقيق الإيمان والكمل من أهل العرفان ونبينا صلى االله عليه
وسلم إمام هؤلاء وأكملهم ولهذا لما عرج به إلى السماوات وعاين ما هناك من الآيات وأوحي إليه ما أوحي من


أنواع المناجاة أصبح فيهم وهو لم يتغير حاله ولا ظهر عليه ذلك بخلاف


ما كان يظهر على موسى من التغشي صلى االله عليهم وسلم أجمعين .

وأما النوع الثالث مما قد يسمى فناء : فهو أن يشهد أن لا موجود إلا االله وأن وجود الخالق هو وجود المخلوق فلا
فرق بين الرب والعبد فهذا فناء أهل الضلال والإلحاد الواقعين في الحلول والاتحاد وهذا يبرأ منه المشايخ ، إذا قال
أحدهم : ما أرى غير االله أو لا أنظر إلى غير االله ونحو ذلك ، فمرادهم بذلك ما أرى ربا غيره ولا خالقا ولا مدبرا


غيره ولا إلها لي غيره ولا أنظر إلى غيره محبة له أو خوفا منه أو رجاء له ؛ فإن العين تنظر إلى ما يتعلق به القلب فمن
أحب شيئا أو رجاه أو خافه التفت إليه وإذا لم يكن في القلب محبة له ولا رجاء له ولا خوف منه ولا بغض له ولا


غير ذلك من تعلق القلب له لم يقصد القلب أن يلتفت إليه ولا أن ينظر إليه ولا أن يراه وإن رآه اتفاقا رؤية مجردة
كان كمن لو رأى حائطا ونحوه مما ليس في قلبه تعلق به .


والمشايخ الصالحون رضي االله عنهم يذكرون شيئا من تجريد التوحيد وتحقيق إخلاص الدين كله بحيث لا يكون العبد
ملتفتا إلى غير االله ولا ناظرا إلى ما سواه لا حبا له ولا خوفا منه ولا رجاء له بل يكون القلب فارغا من المخلوقات


خاليا منها لا ينظر إليها إلا بنور االله ، فبالحق يسمع وبالحق


وبالحق يبصر ، وبالحق يبطش وبالحق يمشي فيحب منها ما يحبه االله ويبغض منها ما يبغضه االله ويوالي منها ما والاه
االله ويعادي منها ما عاداه االله ويخاف االله فيها ولا يخافها في االله ويرجو االله فيها ولا يرجوها في االله فهذا هو القلب


السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن المحقق العارف بمعرفة الأنبياء والمرسلين وتحقيقهم وتوحيدهم .

فهذا النوع الثالث الذي هو الفناء في الوجود هو تحقيق آل فرعون ومعرفتهم وتوحيدهم كالقرامطة وأمثالهم .

وأما النوع الذي عليه أتباع الأنبياء فهو الفناء المحمود الذي يكون صاحبه به ممن أثنى االله عليهم من أوليائه المتقين


وحزبه المفلحين وجنده الغالبين .

وليس مراد المشايخ والصالحين بهذا القول أن الذي أراه بعيني من المخلوقات هو رب الأرض والسماوات فإن هذا


لا يقوله إلا من هو في غاية الضلال والفساد إما فساد العقل وإما فساد الاعتقاد فهو متردد بين الجنون والإلحاد .

وكل المشايخ الذين يقتدى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها من أن الخالق سبحانه مباين


للمخلوقات وليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته وأنه يجب إفراد القديم عن الحادث وتمييز
الخالق عن المخلوق وهذا في كلامهم أكثر من أن يمكن ذكره هنا .


وهم قد تكلموا على ما يعرض للقلوب من الأمراض والشبهات فإن بعض الناس قد يشهد وجود المخلوقات فيظنه
خالق الأرض والسماوات لعدم التمييز والفرقان في قلبه بمنزلة من رأى شعاع الشمس فظن أن ذلك هو الشمس


التي في السماء .

وهم قد يتكلمون في الفرق والجمع ويدخل في ذلك من العبارات المختلفة نظير ما دخل في الفناء .


فإن العبد إذا شهد التفرقة والكثرة في المخلوقات يبقى قلبه متعلقا بها مشتتا ناظرا إليها وتعلقه بها إما محبة وإما خوفا
وإما رجاء فإذا انتقل إلى الجمع اجتمع قلبه على توحيد االله وعبادته وحده لا شريك له فالتفت قلبه إلى االله بعد


التفاته إلى المخلوقين فصارت محبته إلى ربه وخوفه من ربه ورجاؤه لربه واستعانته بربه وهو في هذا الحال قد لا يسع
قلبه النظر إلى المخلوق ليفرق بين الخالق والمخلوق فقد يكون مجتمعا على الحق معرضا عن الخلق نظرا وقصدا وهو


نظير النوع الثاني من الفناء .

ولكن بعد ذلك الفرق الثاني وهو أن يشهد أن المخلوقات


قائمة باالله مدبره بأمره ويشهد كثرتها معدومة بوحدانية االله سبحانه وتعالى وأنه سبحانه رب المصنوعات وإلهها
وخالقها ومالكها فيكون - مع اجتماع قلبه على االله إخلاصا ومحبة وخوفا ورجاء واستعانة وتوكلا على االله
وموالاة فيه ومعاداة فيه وأمثال ذلك - ناظرا إلى الفرق بين الخالق والمخلوق مميزا بين هذا وهذا يشهد تفرق


المخلوقات وكثرتها مع شهادته أن االله رب كل شيء ومليكه وخالقه وأنه هو االله لا إله إلا هو .

وهذا هو الشهود الصحيح المستقيم وذلك واجب في علم القلب وشهادته وذكره ومعرفته وفي حال القلب وعبادته


وقصده وإرادته ومحبته وموالاته وطاعته .

وذلك تحقيق شهادة أن لا إله إلا االله فإنها تنفي عن قلبه ألوهية ما سوى الحق وتثبت في قلبه ألوهية الحق .


فيكون نافيا لألوهية كل شيء من المخلوقات مثبتا لألوهية رب العالمين ورب الأرض والسماوات وذلك يتضمن
اجتماع القلب على االله وعلى مفارقة ما سواه فيكون مفرقا في علمه وقصده في شهادته وإرادته في معرفته ومحبته
بين الخالق والمخلوق بحيث يكون عالما باالله تعالى ذاكرا له عارفا به وهو مع ذلك عالم بمباينته لخلقه وانفراده عنهم


وتوحده دونهم ويكون محبا الله معظما له عابدا له راجيا له خائفا منه محبا فيه مواليا فيه معاديا فيه مستعينا به متوكلا
عليه ممتنعا عن عبادة غيره والتوكل عليه


والاستعانة به والخوف منه والرجاء له والموالاة فيه والمعاداة فيه والطاعة لأمره وأمثال ذلك مما هو من خصائص إلهية
االله سبحانه وتعالى .


وإقراره بإلوهية االله تعالى دون ما سواه يتضمن إقراره بربوبيته وهو أنه رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره
فحينئذ يكون موحدا الله .


ويبين ذلك أن


أفضل الذكر لا إله إلا االله


كما رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وغيرهما مرفوعا إلى النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الذكر لا إله إلا
االله وأفضل الدعاء الحمد االله " . وفي " الموطأ " وغيره عن طلحة بن عبيد االله بن كريز أن النبي صلى االله عليه


وسلم قال : " أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا االله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير " .


ومن زعم أن هذا ذكر العامة وأن ذكر الخاصة هو الاسم المفرد وذكر خاصة الخاصة هو الاسم المضمر فهم ضالون
غالطون واحتجاج بعضهم على ذلك بقوله [ ٩١ الأنعام ] : { قل االله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون } من أبين


غلط هؤلاء فإن الاسم [ االله ] مذكور في الأمر بجواب الاستفهام في الآية قبله وهو قوله [ ٩١ الأنعام ] : { قل
من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلّمتم ما لم تعلموا
أنتم ولا آباؤكم قل االله } أي : االله هو الذي أنزل الكتاب الذي جاء به موسى فالاسم [ االله ] مبتدأ وخبره قد دل


عليه الاستفهام كما في نظائر ذلك ؛ تقول : من جاره ؟ فيقول : زيد .

وأما الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فليس بكلام تام ولا جملة مفيدة ولا يتعلق به إيمان ولا كفر ولا أمر ولا نهي .

ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة ولا شرع ذلك رسول االله صلى االله عليه وسلم ولا يعطي القلبَ بنفسه معرفة


مفيدة ولا حالا نافعا وإنما يعطيه تصورا مطلقا ولا يُحكم عليه بنفي ولا إثبات فإن لم يقترن به من معرفة القلب
وحاله ما يفيد


بنفسه وإلا لم يكن فيه فائدة والشريعة إنما تشرع من الأذكار ما يفيد بنفسه لا ما تكون الفائدة حاصلة بغيره .

وقد وقع بعض من واظب على هذا الذكر في فنون من الإلحاد وأنواع من الاتحاد كما قد بسط في غير هذا


الموضوع .

وما يذكر عن بعض الشيوخ من أنه قال : أخاف أن أموت بين النفي والإثبات ، حال لا يقتدى فيها بصاحبها فإن
في ذلك من الغلط ما لا خفاء به إذ لو مات العبد في هذه الحال لم يمت إلا على ما قصده ونواه إذ الأعمال بالنيات
وقد ثبت أن النبي صلى االله عليه وسلم أمر يتلقين الميت : " لا إله إلا االله " وقال : " من كان آخر كلامه : لا إله


إلا االله دخل الجنة " ولو كان ما ذكره محذورا لم يلقن الميت كلمة يخاف أن يموت في أثنائها موتا غير محمود بل كان
يلقن ما اختاره من ذكر الاسم المفرد .


والذكر بالاسم المضمر المفرد أبعد عن السنة وأدخل في البدعة وأقرب إلى ضلال الشيطان فإن من قال : يا هو يا


هو أو هو هو ونحو ذلك لم يكن الضمير عائدا إلا إلى ما يصوره قلبه والقلب قد يهتدي وقد يضل .

وقد صنف صاحب " الفصوص " كتابا سماه كتاب " الهو " وزعم بعضهم أن قوله [ ٧ آل عمران ] : { وما يعلم
تأويله إلا االله } معناه : وما يعلم تأويل هذا الاسم الذي هو الهو ، وإن كان هذا مما اتفق المسلمون بل العقلاء على
انه من أبين الباطل فقد يظن ذلك من يظنه من هؤلاء ، حتى قلت مرة لبعض من قال شيئا من ذلك : لو كان هذا


ما قلتَه لكُتبت الآية : وما يعلم تأويل ( هو ) منفصلة .

ثم كثيرا ما يذكر بعض الشيوخ أنه يحتج على قول القائل : ( االله ) بقوله [ ٩١ الأنعام ] : { قل االله ثم ذرهم }


ويظن أن االله أمر نبيه بأن يقول الاسم المفرد وهذا غلط باتفاق أهل العلم فإن قوله : { قل االله } معناه : االله الذي
أنزل الكتاب الذي جاء به موسى وهو جواب لقوله : { قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى


للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل االله } أي : االله الذي أنزل
الكتاب الذي جاء به موسى ، رد بذلك قول من قال : { ما أنزل االله على بشر من شيء } فقال : { من أنزل


الكتاب


الذي جاء به موسى } ثم قال : { قل االله } أنزله ثم ذر هؤلاء المكذبين { في خوضهم يلعبون } .

ومما يبين ما تقدم ما ذكره سيبويه وغيره من أئمة النحو : أن العرب يحكون بالقول ما كان كلاما لا يحكون به ما


كان قولا . فالقول لا يحكى به إلا كلام تام أو جملة اسمية أو جملة فعلية ولهذا يكسرون ( إن ) إذا جاءت بعد القول
، فالقول لا يحكى به اسم ؛ واالله تعالى لا يأمر أحدا بذكر اسم مفرد ولا شرع للمسلمين .


والاسم المجرد لا يفيد شيئا من الإيمان باتفاق أهل الإسلام ولا يؤمر به في شيء من العبادات ولا في شيء من
المخاطبات .


َل االله ) ونظير من اقتصر على الاسم المفرد ما يذكر : أن بعض الأعراب مر بمؤذن يقول : ( أشهد أن محمدا رسو
بالنصب فقال : ماذا يقول هذا ؟ هذا الاسم ، فأين الخبر عنه الذي يتم به الكلام ؟


وما في القرآن من قوله [ ٨ المزمل ] : { واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا } وقوله [ ١ الأعلى ] : { سبح اسم
ربك الأعلى } وقوله [ ١٤-١٥ الأعلى ] : { قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى } وقوله [ ٧٤ الواقعة


] : { فسبح باسم ربك العظيم } ونحو ذلك لا يقتضى ذكره مفردا .


بل في " السنن " أنه لما نزل قوله : { فسبح باسم ربك العظيم } قال : " اجعلوها في ركوعكم " ولما نزل قوله : {
سبح اسم ربك الأعلى } قال : " اجعلوها في سجودكم " . فشرع لهم أن يقولوا في الركوع : ( سبحان ربي


العظيم ) وفي السجود ( سبحان ربي الأعلى ) . وفي " الصحيح " أنه كان يقول في ركوعه : " سبحان ربي العظيم "
وفي سجوده " سبحان ربي الأعلى " وهذا هو معنى قوله : " اجعلوها في ركوعكم وسجودكم " باتفاق المسلمين .


فتسبيح اسم ربه الأعلى وذكر اسم ربه ونحو ذلك هو بالكلام التام المفيد كما في " الصحيح " عنه صلى االله عليه
وسلم : أنه قال : " أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهن من القرآن : سبحان االله والحمد الله ولا إله إلا االله واالله


أكبر " . وفي " الصحيح "


عنه صلى االله عليه وسلم أنه قال : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان
االله وبحمده سبحان االله العظيم " .


وفي " الصحيحين " عنه صلى االله عليه وسلم أنه قال : " من قال في يومه مائة مرة : لا إله إلا االله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، كتب االله له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد


بأفضل مما جاء به إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد عليه " . و " من قال في يومه مائة مرة : سبحان االله وبحمده
سبحان االله العظيم ، حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر " . وفي " الموطأ " وغيره عن النبي صلى االله عليه


وسلم أنه قال : " أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا االله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير "


وفي " سنن ابن ماجه " وغيره عنه صلى االله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الذكر لا إله إلا االله وأفضل الدعاء الحمد
الله " .


ومثل هذه الأحاديث كثيرة في أنواع ما يقال من الذكر والدعاء .

وكذلك ما في القرآن من قوله تعالى [ ١٢١ الأنعام ] : { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم االله عليه } وقوله [ ٤ المائدة
] : { فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم االله عليه } إنما هو قول : بسم االله ، وهذه جملة تامة ، إما اسمية على
أظهر قولي النحاة ، أو فعلية والتقدير : ذبحي بسم االله أو أذبح بسم االله . وكذلك قول القارئ : بسم االله الرحمن


الرحيم ، فتقديره قراءتي بسم االله أو اقرأ باسم االله . ومن الناس من يضمر في مثل هذا : ابتدائي بسم االله أو ابتدأت
بسم االله ، والأول أحسن ؛ لأن الفعل كله مفعول باسم االله ليس مجرد ابتدائه ، كما أظهر المضمر في قوله [ ١


العلق ] :


{ اقرأ باسم ربك الذي خلق } وفي قوله [ ٤١ هود ] : { بسم االله مجريها ومرساها } وفي قول النبي صلى االله
عليه وسلم : " من كان ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم االله " . ومن هذا


الباب قول النبي صلى االله عليه وسلم في الحديث الصحيح لربيبه عمر بن أبى سلمة : " يا غلام سم االله وكل
بيمينك وكل مما يليك " فالمراد أن يقول : باسم االله ، ليس المراد أن يذكر الاسم مجردا وكذلك قوله في الحديث


الصحيح لعدي بن حاتم : " إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم االله فكل " وكذلك قوله صلى االله عليه وسلم :
" إذا دخل الرجل منزله فذكر اسم االله عند دخوله وعند خروجه وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا


عشاء " وأمثال ذلك كثير .


وكذلك ما شرع للمسلمين في صلاتهم وأذانهم وحجهم وأعيادهم من ذكر االله تعالى إنما هو بالجملة التامة كقول
المؤذن : ( االله أكبر االله أكبر أشهد أن لا إله إلا االله أشهد أن محمدا رسول االله ) وقول المصلي : ( االله أكبر سبحان


ربي


العظيم سبحان ربي الأعلى سمع االله لمن حمده ربنا ولك الحمد التحيات الله ) وقول الملبي : ( لبيك اللهم لبيك )
وأمثال ذلك.


فجميع ما شرعه االله من الذكر إنما هو كلام تام لا اسم مفرد ولا مظهر ولا مضمر .

وهذا هو الذي يسمى في اللغة ( كلمة ) كقوله : " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى


الرحمن : سبحان االله وبحمده سبحان االله العظيم " وقوله : " أفضل كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما
خلا االله باطل " ومنه قوله تعالى [ ٥ الكهف ] : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } الآية وقوله [ ١١٥ الأنعام ]


: { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا } .

وأمثال ذلك مما استعمل فيه لفظ ( الكلمة ) من الكتاب والسنة بل وسائر كلام العرب فإنما يراد به الجملة التامة


كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون : هذا حرف غريب أي لفظ الاسم غريب .

وقسم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل ، وكل من هذه الأقسام يسمى حرفا


لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل .

وسمى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء .


ولفظ الحرف يتناول هذه الأسماء وغيرها كما قال النبي صلى االله عليه وسلم : " من قرأ القرآن فأعربه فله بكل
حرف عشر حسنات أما إني لا أقول { ألم } حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " وقد سأل الخليل
بن أحمد أصحابه عن النطق بحرف الزاي من زيد ؟ فقالوا : ( زاي ) فقال : جئتم بالاسم وإنما الحرف ( زَ ) .


ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمى في اللغة


بالحرف يسمى كلمة وأن لفظ الحرف يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها.

وأما ألفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف ولما غلب هذا
الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده أنه هكذا في لغة العرب ومنم من يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا بين


الاسم مثلا وبين الجملة ولا يعرف في صريح اللغة من لفظ ( الكلمة ) إلا الجملة التامة .

والمقصود هنا أن المشروع في ذكر االله سبحانه هو ذكره بجملة تامة وهو المسمى بالكلام والواحد منه بالكلمة وهو


الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والأجر ويجذب القلوب إلى االله ومعرفته ومحبته وخشيته وغير ذلك من
المطالب العالية والمقاصد السامية .


وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا فلا أصل له فضلا عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين .

بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل


الاتحاد .

كما قد بسط الكلام عليه في غير هذا الموضع .


فصل

وجماع الدين أصلان : ألا نعبد إلا االله ولا نعبده إلا بما شرع لا نعبده بالبدع .


كما قال تعالى [ ١١٠ الكهف ] : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } .

وذلك تحقيق الشهادتين : شهادة أن لا إله إلا االله وشهادة أن محمد رسول االله .


ففي الأولى : ألا نعبد إلا إياه .

وفي الثانية : أن محمدا هو رسوله المبلغ عنه فعلينا أن نصدق خبره ونطيع أمره .


وقد بين لنا ما نعبد االله به ونهانا عن محدثات الأمور وأخبر أنها ضلالة قال تعالى [ ١١٢ البقرة ] : { بلى من أسلم
وجهه الله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .


وكما أننا مأمورون ألا نخاف إلا االله ولا نتوكل إلا على االله ولا نرغب إلا إلى االله ولا نستعين إلا باالله وألا تكون
عبادتنا إلا الله فكذلك نحن مأمورون أن نتبع الرسول ونطيعه ونتأسى به فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه .


والدين ما شرعه قال االله تعالى [ ٥٩ التوبة ] : { ولو أنهم رضوا ما آتاهم االله ورسوله وقالوا حسبنا االله سيؤتينا
االله من فضله ورسوله إنا إلى االله راغبون } فجعل الإيتاء الله وللرسول كما قال [ ٧ الحشر ] : { وما آتاكم


الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } وجعل التوكل على االله وحده بقوله : { وقالوا حسبنا االله } ولم يقل :
ورسوله - كما قال في وصف الصحابة رضي االله عنهم في الآية الأخرى [ ١٧٣ آل عمران ] : { الذين قال لهم


الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا االله ونعم الوكيل } ومثله قوله [ ٦٤ الأنفال ]
: { يا أيها النبي حسبك االله ومن اتبعك من المؤمنين } أي حسبك وحسب المؤمنين كما قال [ ٣٦ الزمر ] : {


أليس االله بكاف عبده } - ثم قال : { سيؤتينا االله من فضله ورسوله } فجعل الإيتاء الله وللرسول وقدم ذكر
الفضل الله لأن { الفضل بيد االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيم } وله الفضل على رسوله وعلى المؤمنين


وقال : { إنا إلى االله راغبون } فجعل الرغبة إلى االله وحده كما في قوله [ ٧-٨ الشرح ] : { فإذا فرغت فانصب



  • وإلى ربك فارغب } .


وقال النبي صلى االله عليه وسلم لابن عباس : " إذا سألت فاسأل االله وإذا استعنت فاستعن باالله " والقرآن يدل على
مثل هذا في غير موضع .


فجعل العبادة والخشية والتقوى الله وجعل الطاعة والمحبة الله ورسوله كما في قول نوح عليه السلام [ ٣ نوح ] : {
أن اعبدوا االله واتقوه وأطيعون } وقوله [ ٥٢ النور ] : { ومن يطع االله ورسوله ويخش االله ويتقه فأولئك هم


الفائزون } وأمثال ذلك .

فالرسل أمروا بعبادته وحده والرغبة إليه والتوكل عليه وطاعته والطاعة لهم فأضل الشيطان النصارى وأشباههم


فأشركوا باالله وعصوا الرسول فـ { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون االله والمسيح ابن مريم } فجعلوا
يرغبون إليهم ويتوكلون عليهم يسألونهم مع معصيتهم لأمرهم ومخالفتهم لسنتهم .


وهدى االله المؤمنين المخلصين الله


أهل الصراط المستقيم


الذين عرفوا الحق واتبعوه فلم يكونوا من المغضوب عليهم ولا الضالين فأخلصوا دينهم الله وأسلموا وجوههم الله
وأنابوا إلى ربهم وأحبوه ورجوه وخافوه وسألوه ورغبوا إليه وفوضوا أمورهم إليه وتوكلوا عليه وأطاعوا رسله


وعزروهم ووقروهم وأحبوهم ووالوهم واتبعوهم واقتفوا آثارهم واهتدوا بمنارهم .


وذلك هو دين الإسلام الذي بعث االله به الأولين والآخرين من الرسل وهو الدين الذي لا يقبل االله من أحد دينا إلا
إياه وهو حقيقة العبادة لرب العالمين .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

من خلال تحليل ق...

من خلال تحليل قضية انتهاك حقوق العمالة المنزلية في الكويت، أجد أن الوضع يتطلب إصلاحات جذرية وفورية. ...

تعمل هذه الفصول...

تعمل هذه الفصول كمقدمة لبقية الكتاب من خالل وصف تصميم الشبكات بأسلوب متكامل وشامل. تشرح الجزء األول ...

الكفايات بأنها"...

الكفايات بأنها" الأشكال المختلفة للأداء التي تعتبر الحد الأدنـى المطلوب لتحقيق هدف معين، وفي المجال ...

الجمهورية اليمن...

الجمهورية اليمنية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة اب – كلية التربية قسم تكنولوجيا التعليم ...

In "To His Coy ...

In "To His Coy Mistress," the speaker passionately urges his lover to seize the moment and not waste...

A literature re...

A literature review on road accidents would typically cover factors contributing to accidents, such ...

المقابلة مع أبو...

المقابلة مع أبو سمير تقدم نظرة عميقة ومؤثرة عن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في القدس الشرقية، ل...

في نهاية عملنا ...

في نهاية عملنا هذا بعدما تم إستعراض واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و استنتجنا انها تلعب دور هام في ...

تحسين صورة العل...

تحسين صورة العلامة التجارية من خلال الألوان يعد اللون أداة قوية في العلامة التجارية ويمكن أن يكون له...

الكثيرات من الف...

الكثيرات من الفتيات المقبلات على الزواج لا يجدن الطهى بشكل محترف أو جيد، لذلك يشعرن بالقلق والتوتر ع...

When 27-year-ol...

When 27-year-old Aron Ralston set out to climb in the remote Blue John Canyon in Utah one Sunday in ...

عزيزي مصطفى تس...

عزيزي مصطفى تسَلَّمتُ رسالتَكَ الآن، وفيها تُخبرُني أنَّكَ أتْمَمْتَ لي كُلَّ ما أحتاجُ إليهِ لِيدع...