لخّصلي

فيذكر أجراما سماوية بـأسمائها مثل الشمس والقمر ومن ذلك قوله تعالى "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا" إلى جانب ذلك فإن القران يأتي إلينا بحقائق علمية تعتبر معجزات قرآنية ولا يمكن لأحد فهمها أو مجرد محاولة تفسيرها ما لم يكن لديه علم واسع وإطلاع على الفلك...
أين نحن من هذا الكون؟ ما هي تلك الأجسام التي نراها في السماء؟ كم يكبر هذا الكون ومما يتكون؟ كل هذه التساؤلات البسيطة التي تدور في عقولنا عند أول نظرة لنا إلى السماء كانت هي البداية في اكتشاف علم الفلك و أسراره، منذ أن وجد الانسان على هذا الأرض وهو يتساءل عن أصل الأشياء وأسباب تكوينها وكيفية تكونها، ومن التساؤلات المهمة والقديمة هو السؤال المتعلق بأصل الكون وماهية الأجسام المتواجدة في السماء، ومن هنا بدأت كل حضارة بتقديم العلوم والنظريات الخاصة بها في هذا العلم حيث كان هناك الكثير من الإنجازات للحضارات الأولى منها البابلية في العراق، والفرعونية في مصر، التي مهدت الطريق للحضارات التي تلتها لتكمل مسيرها في استكشاف علم الفلك بعد ما تركته من إنجازات في هذا العلم . لا يخفى على أي انسان مهما كان، ذلك التسارع المطرد في التطور العلمي والثورة التكنولوجية الهائلة , الامر الذي اقتضى مواكبة هذا التقدم والعمل على اللحاق دائما بركب التطور والتكنولوجيا ، لذلك كان العلم والتعليم والسعي الحثيث للتلقي والاستزادة والبحث والاستفادة مما حولنا هي أنجح الطرق وأفضلها، في محاولة منا لنجد لنا مكانا وسط الأمم بالعلم والمعرفة ،ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة لمراكز البحوث التي ترعى وتمنهج وترسم الطريق الصحيح المدروس لعمليات البحث العلمي السليم وتدعمها في محاولة للوصول لكل ما هو جديد، حيث يكمن دور هذه المراكز في رعاية أصحاب الإبداع في مختلف المجالات، وتوجيه طاقاتهم الإبداعية بطرق علمية ممنهجة وتسخيرها في خدمة العلم والمجتمع، الأمر الذي ينتج عنه رفع المستوى العلمي والثقافي وبالتالي الارتقاء بالأمة والمجتمع والوطن والمواطن، لقد أصبح لمراكز البحوث والدراسات دور ريادي في توجيه عالم اليوم ، واضحت هذه المراكز أداة فاعلة لانتاج العديد من المشاريع الاستراتيجية ، وخلايا تفكير عملية تعمل لانضاج المشاريع العلمية ,،وبلورة الإشكالات القائمة , ودراستها وفق تكامل علمي ومعرفي انسجامي ، مما يجعلها من الضرورات المجتمعية الملحة في الوقت الراهن.
ومن هنا جاءت الحاجة لدراسة إنشاء مدينة فلك وفضاء (ابن الهيثم) لتلبي الاحتياجات الترفيهية والتعليمية والثقافية.
وعلى الصعيد المعرفي تلعب مراكز البحوث أدوارا أساسية في نشر الوعي، وتنمية المعارف، واذكاء جذوة العقل، ولعل أهم الوظائف في مراكز البحث هي صياغة ثقافة الناس ووعيهم، طبعا في الاتجاه الإيجابي لما يخدم مصالحهم، غير أن المعرفة وفق هذا التحديث تستلزم من ضمن ما تستلزم ان تكون مستقلة بذاتها ، بمعنى أن يكون المنتجون للمعرفة قادرين على الاستقلال بتفكيرهم وبنشاطهم المعرفي عن أية جهة من جهات الضغط، والحال ان البلاد التي ازدهرت فيها المعرفة والعلم والاجتهاد هي تلك التي استطاع علماؤها منتجو معارفها المحافظة على استقلاليتهم .
وقد كان للعلماء العرب والمسلمين دور كبير في دراستهم لعلم الفلك فظهرت مؤلفات سجلوا فيها نتائج أرصادهم وملاحظاتهم الفلكية من مواقع للنجوم والكواكب وحركاتها، والتي كانت من أهم المراجع العلمية في عصرنا هذا، وبقدر ما نفتخر بتاريخنا الحافل بالإنجازات العلمية والفكرية والتي جاءت بها رسالة الاسلام العظيم، فهل سألنا أنفسنا أين نحن من كل هذا؟ هل بإمكاننا التخلص من هذه التبعية للغرب التي أفقدتنا الثقة بقدراتنا ونثبت بأننا الأجدر بالتغني ببطولات اجدادنا وتاريخنا السابق؟

لقد حان الوقت لنبرهن للعالم أننا أصحاب رسالة وأقدر على قيادة هذا العالم، ولن يأتي ذلك إلا بعدما نطور أنفسنا ونفتح لها آفاق واسعة. إن مع تطور العلم أصبح بإمكاننا استغلال الإمكانيات المادية والانجازات العلمية التي توصلنا إليها من أجهزة الاتصالات والاقمار الصناعية ووسائل النقل السريعة، فعصرنا هذا عصر السرعة، وعصر الانجازات العلمية، عصر الحاسوب والثورات الإلكترونية القوي فيه من يمتلك المعلومات والقدرات العقلية وهذا ليس بشيء من الصعب أن نقوم بفعله وأن نتحدى أنفسنا به، لذا كان هذا الدافع الأساسي لاختيارنا هذا المشروع المميز "مدينة ابن الهيثم لعلوم الفلك"