لخّصلي

بالاستعانة بعلم النفس العام و علم الاجتماع وغيرها من وأصبح علم النفس كونه أساسا للعمل التربوي ضمن فروع مختلفة منها ما يحتوي على د ا رسة الطفولة والفرع الثالث يحتوي على د ا رسة علم نفس التربوي، تتركز غايته أساسا في د ا رسة الشروط النفسية، والاصداء النفسية للعمل التربوي. حيث اكشف جميعا علم أصول تقدم التربية الحديثة في علم النفس التجريبي . علما انه يحتوي على العلمية التي تجعل من الممكن اختيار واستخدام الطرق و الأساليب والتقنيات التربوية بطريقة أكثر ملائمة في تجريب مثلا : د ا رسة كيفية تخدير الفأر أو الضفدعة من أجل معرفة الأعضاء الداخلية أو أي سلوك والعمل في تدخله التعليمي لمساعدة كل متعلم ، فانه يغطي كل من العمل التربوي و التعليمي أثناء أداء تبين من الناحية التربوية ، 24 ما دام حدود علم التربوي هي السلوك الإنساني و المواقف التربوية، وثيقة بكل من علم النفس العام من جهة، ويركز بالدرجة و تجميع 2 الكشف عن العوامل التي تؤدي إلى تحسين القدرة التعلم و حل المشكلات . نظ ا ر لكونها حسب - إن علم النفس التربوي هو الد ا رسة العلمية المنظمة للسلوك الإنساني وعملياته العقلية و الانفعالية به و ذلك بالدرجة الأولى عن طريق تدريبه بانتظام على التعلم لمختلف الأنشطة التربوية والتعليمية . أبوجادو، لقد اكتشاف الخصائص الشخصية و المعرفية للمتعلم ذات العلاقة بالتعلم و اكتساب المعرفة ، المبادئ الأساسية لعمليتي التعليم و التعلم ، بتطبيق علم النفس والطرق التربوية الجديدة داخل م ا رجعين و إعادتهم الاعتبار للقيمة والمكانة الإنسانية لنمو الطفل المتعلم في مختلف جوانبه العقلي المعرفي و الجسمي والانفعالي و الاجتماعي .

لمحة تاريخية لبؤر تطور التربية و التعليمية : -1
اكتفت التربية البيداغوجية ، خلال زمن طويل ، بالاستعانة بعلم النفس العام و علم الاجتماع وغيرها من
العلوم . وتكون خلال نصف القرن الماضي علم خاص ، هو علم نفس الطفل ، ذلك العلم الذي * باسم
البيدولوجيا * أي الطفل* وذلك عام 1893 . (o .Christman) أطلق عليه ،
موضوع البيدولوجيا ، في نظره أن نجمع و نوحد في كل واحد منسق ، كل ما يمس طبيعة الطفل ونموه
و استجاباته المختلفة عن ال ا رشد في مجال التربية و التعليم . وطور كلاباريد تلك الد ا رسة ، حيث أحدث
تغيي ا ر في التربية ، وأدمجها ضمن فروع عديدة تحت اسم: pedotechnie فن التربية " البيدوتيكني "
التي أطلقها أفيد دوكرولي عام 1906 وتكتب بالفرنسية و من بين هذه الفروع المدمجة كعلم طب
الأطفال ، و التربية التجريبية ، الخ ..
وأصبح علم النفس كونه أساسا للعمل التربوي ضمن فروع مختلفة منها ما يحتوي على د ا رسة الطفولة
والم ا رهقة ، و فرع الثاني خاص بد ا رسة الطباع ، والفرع الثالث يحتوي على د ا رسة علم نفس التربوي،
تتركز غايته أساسا في د ا رسة الشروط النفسية، والاصداء النفسية للعمل التربوي. رونيه .أ.ع.ع الدائم
1979 .
وبفضل ظهور الثورة التربوية أي التغيي ا رت الجذرية في الطرق والمناهج التربوية ، و الجهود العلمية
3
والتجارب النفسية و التعلمية و التعليمية ، التي بذلها معظم المربين ، فإن علم النفس التربوي أصبح يهتم
بسلوك الطفل في المواقف التربوية و المواقف التعليمية و التعلمية المختلفة .
إن علم النفس البيداغوجي أو علم النفس التربوي ظهرت مع الطبيب ، و المعلم كلاباريد ، حيث اكشف
عام 1906 دو ا ر وسيطا بين علم التربية ، و علوم التعليم . فبالنسبة له ، فانه يتوافق مع التربية التي
تأخذ بعين الاعتبار ، العوامل النفسية ، في العمل التعليمي . و هذه الطريقة قد أدمجت ودونت و
صممت في علم النفس الطفل و التدريس التربوي .و في نفس المنظور ، انه يتبع ما يدعى بتيار "
التربية التربوية ، تم استنباطها من البحث التجريبي في علم التربية ، بقيادة المشرفين النفسانيين
والتربويين ، من بينهم الفريد بينيت ، و هنري سيمون ، و غاستون ميالاريت و غيرهم ، الذين يصرون
جميعا علم أصول تقدم التربية الحديثة في علم النفس التجريبي . بحيث تم إدخال تصميم على أساس
التربية الجديدة ، استنادا بتطبيق الملاحظة و التجريب في نوعية البحث العلمي ضمن العلوم الإنسانية
والاجتماعية . ومن هنا يعتمد علم النفس التربوي بالدرجة الأولى على علم النفس العام باعتباره يتحكم
في تطبيق الانضباط العلمي، و يمكن للمعلم أن يلاحظ ويحلل ويسعى إلى شرح جميع الجوانب النفسية
لوضعيات التعليمية . فإنه يسلط الضوء على العلاقات التي تشكل هذه الحالات. علما انه يحتوي على
مجال د ا رسته واسع جدا و التي تتعلق بجميع جوانب التعليم، سواء كان ذلك يتعلق بالمشاكل الناجمة عن
دخول المدارس أو تلك التي يثيرها التعليم المستمر للبالغين. ويركز أيضا على مسألة المحتويات و الطرق
أو الأساليب، و مشاكل تقييم التلاميذ و الطلاب. و هو يتيح للمعلمين من جميع المستويات النتائج
العلمية التي تجعل من الممكن اختيار واستخدام الطرق و الأساليب والتقنيات التربوية بطريقة أكثر ملائمة
من أجل الترويج لنهج تربوي للنجاح و الحد من إخفاقات المتعلمين في اكتسابهم مهارة المواد التربوية ،
وإخفاق المعلمين في تنويع الطرق و التقنيات البيداغوجية خاصة عندما لا يستعملون الوسائل التربوية ،
كما هو الحال في وحدة الرياضيات و التاريخ و الجغ ا رفيا و العلوم الطبيعية و البيولوجيا . و هاتين
الوحدتين تجرس في المخابر اللتين تهدف إلى استفادة التلاميذ و الطلبة تعلم الفهم و التطبيق الذاتي ،
في تجريب مثلا : د ا رسة كيفية تخدير الفأر أو الضفدعة من أجل معرفة الأعضاء الداخلية أو أي سلوك
يمكن د ا رسته في الحصة . لقد بين مجموعة من الباحثين الآخرين ، مثل : مارك برو، أن تحديد النظام
البيداغوجي يكون مركز:
أولا ، تكوين المتعلمين في جو حيوي ، من خلال ممارسة التعليم ، و أداء المعلم الفعال في تلقين طرق
التعلم ، والعمل في تدخله التعليمي لمساعدة كل متعلم ، على الحوار و التفاعل اللفظي والتفاعل الصفي.
ودلت الأبحاث في العلوم التربوية ان د ا رسة و شرح موضوع الدرس كمادة الرياضيات ، فان المعلم من
خلال ممارسة التدريس أو تلقين التعلم للتلاميذ ، فانه يغطي كل من العمل التربوي و التعليمي أثناء أداء
عمله، و بنفس الوقت فهو يؤدي وظيفته التعليمية ،من الوساطة بين المعرفة والتلميذ أو الطالب ، إودارة
4
الصف ، ووظيفة التعلم في إدارة التعلم في نظام ديناميكي لفعالية الطريقة الحوارية و تواصل المتعلم مع
معلمه .
ALTET, MARGUERIT,1994,P15
إن كلمة الوساطة ، تبين من الناحية التربوية ، تحليل الوساطة للفرد الذي يتصف بصفات خاصة
بالمواقف الصفية مثل: العلاقات و الإج ا رءات و التفاعلات التربوية و العمليات التفاعلية و العمليات
المعرفية و فعالية العمليات اللفظية و غير اللفظية و تحديد الجهات الفاعلة و تحديد متغي ا رت العمل ، من
أجل تنظيم عملية اكتساب المتعلم للمعرفة ، وترجمة هذا التكوين التربوي والتعلم الوظيفي في الاختبا ا رت
والحياة المهنية .
BRU .M. /ALTET .M./BLANCHARD.LAVIKKEL.CL.2004. , Nº 48-75-87-P.24
ما دام حدود علم التربوي هي السلوك الإنساني و المواقف التربوية، و من الواضح إذن أنه على علاقة
وثيقة بكل من علم النفس العام من جهة، و التربية من جهة أخرى . فإن طبيعة علم النفس التربوي يعتمد
على مجموعة من الحقائق و المعارف المشتقة من البحث العلمي في علم النفس ، ويركز بالدرجة
الأولى، على د ا رسة السلوك في مجالات العمل المدرسي ، و يتبنى منهجا للبحث العلمي , و تجميع
وتنظيم البيانات و المعارف ، و إج ا رء التجارب لمعرفة أفضل المناهج التعليمية و ذلك بالإستعانة
بالإختبا ا رت النفسية لقياس ذكاء التلاميذ.
كما يعتمد علم النفس التربوي ، على د ا رسة المبادئ والشروط الأساسية للتعلم . وإلى جانب ذلك فإن هذا
العلم يقوم بتعويد الأطفال على تعلم العادات و الاتجاهات السليمة ضمن إطار التدريب على تعلم
التكيف. إن موضوع التعلم هو المحور الرئيسي لكل العاملين في ميدان سيكولوجية التعلم . فعلماء التعلم
يركزون على عدة قضايا منها :
1 الكشف عن طبيعة التعلم والعوامل المؤثرة فيه، و كيفية اكتساب المعلومات و الحقائق و المفاهيم -
واحتفاظه باللأبنية المنظمة للمعرفة .
2 الكشف عن العوامل التي تؤدي إلى تحسين القدرة التعلم و حل المشكلات . -
محي الدين توق وأخرون 1984
3 تعويد الطفل تعلم العادات و الإتجاهات السليمة . -
4 إج ا رء التجارب التطبيقية، يقوم المعلم المطبق داخل، أو المفتش التعليمي،و ذلك لمعرفة أفضل -
المناهج التعليمية.
5 ينبغي على كل معلم أن يجلس بمقعد كل - 07 متعلم في اليوم ضمن مادة الخط العربي ، مع شرح
التمارين التي تصعب المتعلم إيجاد النتائج الأخيرة ،نظ ا ر مثلا ، فقدان جزء من بعض جداول الضرب ،
5
أو كيفية تطبيق قاعدة مساحة المستطيل، رغم أن بعض التلاميذ، يعرفونها بالطريقة النظرية .
6 تقويم التعلم عن طريق الطريقة الحوارية ، و الفروض المنزلية لتدريب التلاميذ على تعلم المواد -
الد ا رسية أولا ، حتى يتحقق المعلم بأن الاهداف التعلمية التعليمية أعطت ثمارها . و ثانيا عن الإختبا ا رت
بأنواعها المختلفة .
7 وقوف و اهتمام المعلم ضمن مختلف المواقف التعليمية، بم ا رحل نمو التلاميذ ،نظ ا ر لكونها حسب -
نظرية جان بياجيه أداة ضرورية لد ا رسة و تحليل العمليات الذهنية . غسان يعقوب 1982
إن علم النفس التربوي هو الد ا رسة العلمية المنظمة للسلوك الإنساني وعملياته العقلية و الانفعالية
والشعورية والأنشطة الجسمية ذات العلاقة ، في المواقف التربوية الهادفة لمساعدة الفرد على النمو السوي
المتكامل من النواحي العقلية و الجسمية و الاجتماعية ، ليصبح قاد ا ر على التكيف مع نفسه وما يحيط
به و ذلك بالدرجة الأولى عن طريق تدريبه بانتظام على التعلم لمختلف الأنشطة التربوية والتعليمية .
أبوجادو، 2005 .
والمهمة الجوهرية لعلم النفس التربوي هي تزويد المعلمين و غيرهم من العاملين في ميادين تغيير وتنويع
طرق التكيف على تعلم المواد الد ا رسية و تعديل السلوك الإنساني بالمبادئ النفسية الصحيحة التي تتناول
مشكلات التربية و مسائل التعلم المدرسي لكي يصبحوا أعمق فهما و أوسع إد ا ركا و أكثر مرونة في
المواقف التربوية .
لقد اكتشاف الخصائص الشخصية و المعرفية للمتعلم ذات العلاقة بالتعلم و اكتساب المعرفة ، و كذلك
اكتشاف الجوانب الاجتماعية و العلاقات الشخصية المتبادلة في البيئة التعليمية التي تؤثر في نتائج تعلم
المادة الد ا رسية ، و اكتشاف عوامل دافعية التعلم و الطرق النموذجية لإستعاب هذه المادة .
ويهتم علم النفس التربوي، بد ا رسة الخصائص الأساسية لم ا رحل النمو المختلفة وكيفية تطبيقها في الميدان
التربوي و في إعداد المناهج الد ا رسية التي تناسب كل مرحلة عمرية معينة. ويهتم بكيفية تطبيق واستخدام
المبادئ الأساسية لعمليتي التعليم و التعلم ، كما أنه :
يعتمد على مجموعة من الحقائق والمعارف المشتقة من البحث العلمي في علم النفس .
يركز على د ا رسة السلوك الإجتماعي للطفل و طرق تعلمه في مجالات العمل المدرسي . ود ا رسة المبادئ
والشروط الأساسية للتعلم ، عن طريق تعويد الطفل على العادات و الإتجاهات الطيبة و السليمة ، مع
تدريب التلاميذ في البيت و المدرسة يوميا على الاختبا ا رت التربوية و النفسية لمعرفة مستوى ذكاء
التلاميذ و ماهي نتائج أهداف تعلمهم و تعليمهم لطرق المنظومة البيداغوجية التي نادى بها روبرت
جليزر .
إن غاية التربية على التعلم ، مرتبط بوقوف المعلم أولا ، في متابعته و تركيزه على الجانب التربية
النفسية للمتعلم ، خلال تفاعله مع مواقف المواد التعليمية . و ثانيا ،هو الإصلاح المنظم للعمل المدرسي
للمتعلم . لذى يتعلم المتعلم المعايير التربوية و القيم و الانفعالات ، عن طريق عملية الاتصال اللغوي
6
مع أف ا رد عائلة و بيئة مجتمعه . و بالرغم اهتمام الإنسان منذ القديم ، بملاحظة سلوك غيره ، و محاولة
تفسيره و التنبؤ به ، يعتبر علم النفس من العلوم الحديثة نسبيا ، فلم يظهر كعلم ، إلا منذ عام 1860 .
سيد خير الله 1981 ص 9 ، أي على اثر ظهور الثورة الصناعية ، و إحداث الثورة التربوية الكوبرنيكية ،
التي نادى بها كل من كانط وكلاباريد ، اللذين قاما ، بتطبيق علم النفس والطرق التربوية الجديدة داخل
الصف الد ا رسي ، م ا رجعين و إعادتهم الاعتبار للقيمة والمكانة الإنسانية لنمو الطفل المتعلم في مختلف
جوانبه العقلي المعرفي و الجسمي والانفعالي و الاجتماعي . تظهر تلك التغيي ا رت الجذرية من جانب
الطرق البيداغوجية للمعلم و اهتمامه بالنمو المتكامل لشخصية المتعلم ، كما بينه الأمركي جون ديوي
في كتابه ، قائلا " علينا إن ننطلق من الطفل ، و نتخذه هاديا و مرشدا .. فالطفل هو المنطلق و هو
محور و هو الغاية " . لقد قام جون ديوي بتثبيث علم التربية ذات علاقة وطيدة بعلم النفس ، خاصة أن
يكون الطفل حسب أرباب التربية الحديثة ، انهم يستهدفون من و ا رء جعل المدرسة سعيدة لأهداف تربوية
في المقام الأول . فالطفل في نظر المدرسة الحديثة ينبغي ان يشعر شعو ا ر حادا ، بان المعلمين يحاولون
ان يجعلوه سعيدا في مناخ يسوده الثقة وحرية التعلم و التعليم .
و نستنتج باختصار من خلال ما ذكرناه من معطيات، أن موضوع علم النفس التربوي هو التعلم
المدرسي ، يقدم علم النفس التربوي المساعدة الضرورية لحل المشكلات التربوية بصفة عامة ومشكلات
التعليم بصفة خاصة.. استخدامات