خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
تتناول هذه الدراسة العلاقة بين الإعلام والمجموعات الاقتصادية، مُسلّطة الضوء على ظاهرة المجموعات الإعلامية الاحتكارية. في الماضي، غُيّبت الدراسة الاقتصادية للإعلام لصالح الجوانب القانونية والسياسية والاجتماعية، بسبب نقص البيانات الإحصائية وطبيعة المنتجات الإعلامية اللامادية، بالإضافة إلى تصور الإعلام كأداة بث ثقافي أو دعاية سياسية. لكن مع تطور وسائل الإعلام، خاصة في أوروبا خلال منتصف القرن الماضي، وترسيخ قيم الرأسمالية، تحولت وسائل الإعلام إلى مؤسسات اقتصادية ربحية تسعى لتحقيق الأرباح دون الالتزام بمبادئ الخدمة العامة. نتيجة لذلك، ظهرت المجموعات الاحتكارية التي تسيطر على المشهد الإعلامي الأوروبي، متجاوزة سيطرة الحكومات لتقع تحت سيطرة أصحاب رؤوس الأموال، غالباً دون التزام بأخلاقيات العمل الإعلامي.
يُعرّف البحث المجموعات الاحتكارية بأنها شركات متعددة الجنسيات تتميز بتمركزها الشديد في وسائل الإعلام والاتصال، مستثمرة في إنتاج الخبر، وتدعيم الوسائل التكنولوجية (أقمار صناعية، كابلات، ألياف بصرية، تلفزة رقمية)، ووسائل البث والتوزيع (قنوات سمعية بصرية، خدمات اتصالية، وكالات إعلان). ويرجع ظهور هذه الشركات إلى العولمة الإعلامية، التي تُعرّف بأنها امتداد وسائل الإعلام إلى مناطق جغرافية واسعة بتقديم مضمون متشابه، مُساهمةً في نشر النمط الرأسمالي عالمياً، ولتحقيق مكاسب لشركات الإعلام العملاقة على حساب دور الدولة. تتميز العولمة الإعلامية بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على مختلف مكونات صناعة الإعلام، من مواد وتجهيزات إلى تدفق المعلومات ومصادرها.
يُشير البحث إلى أن المجموعات الاحتكارية ناتجة عن العولمة الإعلامية، حيث استثمرت مؤسسات اقتصادية محدودة في مختلف الأنشطة الإعلامية والاتصالية، مُشكّلة تكتلات ضخمة تُسيطر على وسائل الإعلام محلياً ودولياً. يُحذّر البحث من سلبيات هذه الظاهرة، مُشيراً إلى انخفاض التنوع الإعلامي وزيادة تأثير المعلنين، وتشكيل الجمهور وفق نمط خاص يدمن أسلوب حياة قائم على حاجات مصطنعة. مع ذلك، يُسلّم البحث بوجود جوانب إيجابية، كالارتفاع بالذوق العام نتيجة المنافسة بين هذه المجموعات، وظهور الصناعات الثقافية والإبداعية.
يُقدّم البحث نماذج عن المجموعات الاحتكارية الكبرى، كـ"تايم وارنر" و"برتلسمان" و"فياكوم" و"ديزني" و"نيوز كوربورايشن"، مُبيّناً أنشطتها المتنوعة وحضورها الدولي الواسع. كما يُناقش البحث واقع المجموعات الاحتكارية وتعاظم أدوارها، مُشيراً إلى سيطرتها على مختلف مراحل صنع المعلومة، من المنبع إلى المستهلك. تُبرز الدراسة تقسيم العالم إلى مركز (الدول الصناعية) وهامش (الدول النامية)، مع سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على صناعة وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة. يُؤكّد البحث على دور العولمة الاقتصادية وتكنولوجيا المعلومات في ظهور هذه المجموعات.
يُلخّص البحث تأثيرات المجموعات الاحتكارية على القطاع الإعلامي، كجعل قطاع الاتصال والمعلومات قطاعاً أساسياً، والنمو الهائل في اقتصاديات الإعلام، وتوسيع الخيارات الإعلامية المتاحة للجمهور، وتعظيم دور المجموعات الاحتكارية. يُختتم البحث بجدلية مستقبل حرية الإعلام في ظل المجموعات الاحتكارية، مُشيراً إلى مخاوف من تحول وسائل الإعلام إلى أبواق دعائية لهذه الشركات، وطرح إشكالية العلاقة بين سطوة الإعلان وحرية الإعلام. يُؤكّد البحث على الترابط القوي بين الإعلام والاقتصاد، حيث أصبح الاقتصاد جزءاً من صناعة الإعلام والعكس صحيح، مُشيراً إلى أن المجموعات الإعلامية الاحتكارية أصبحت قوة اقتصادية وسياسية مُؤثّرة عالمياً.
المجموعات الاعلامية الاحتكارية
د ا رسة في العلاقة بين الاعلام و المجموعات الاقتصادية
تمهيد :
إن الد ا رسة الاقتصادية المعمقة لوسائل الاعلام حديثة نسبيا ففي الماضي انصب الاهتمام
بالجوانب القانونية ، السياسية ، الاجتماعية و التاريخية ، و قد تعددت أسباب هذا الاهمال التي تعود الى
عدم توفر المعطيات الاحصائية الشاملة حيث كان يتم الاكتفاء بالتقويمات الجزئية ، يضاف الى ذلك
الخصائص اللامادية نسبيا للمنتجات أو الخدمات المقدمة ( صورة ، صوت ،الخ..) ، كما أن الكثيرين
يعتقدون بأ ن وسائ ل الاعلا م ه ي أولا و قب ل ك ل شي ء أجهزة بث ثقاف ي أ و في أسوأ الحالات أدوات
دعاية سياسية .
و لكن و مع مرور الوقت فرضت النظرة الاقتصادية نفسها في البلدان ذات الهياكل الليب ا رلية
و ال أ رسمالية ، ثم في البلدان الاشت ا ركية المصنعة و في بعض الدول النامية ، و قد أصبحت الد ا رسة
الاقتصادية ضرورية خاصة في البلدان التي حلت فيها المشاكل السياسية و الايديولوجية المتعلقة بعملية
الاتصال أو بعبارة أخرى فإنه تم تجاوز مستوى تكوين المحتوى ، لذلك فأصعب المشاكل تطرح على
مستوى الوعاء أي على صيغة تنظيم الانتاج ، الانتاجية ، التسيير ، التخطيط ...الخ.
و مع التطور السريع الذي عرفته وسائل الاعلام في أوروبا خلال منتصف القرن الماضي من
جهة و مع تعزيز قيم ال أ رسمالية التي كرست التنافس بين مختلف المؤسسات الاقتصادية و مالكي أ رس
المال من جهة أخرى ، تحولت وسائل الاعلام الى مؤسسات اقتصادية ربحية تسعى في المقام الأول الى
تحقيق الأرباح دون الأخذ في الاعتبار حق المواطن في الاعلام ، و دون الالت ا زم أيضا بمبادئ الخدمة
العمومية الذي تقره مجمل دفاتر شروط وسائل الاعلام .
التي احتكرت (trusts) و كنتيجة رئيسية ظهر ما سمي بعد ذلك بفترة بالمجموعات الاحتكارية
المشهد الاعلامي الأوروبي ، من خلال تحكم مجموعات اعلامية قليلة في أهم وسائل الاعلام داخل البلد
الواحد ، و هو ما جعل الباحثين يقرون بأن هذه الوسائل تخلصت من سيطرة الحكومات لتسقط في سيطرة
ملاك أ رس المال ، و هو الأمر الأخطر خاصة أن معظمها لم تلتزم تماما بأخلاقيات العمل الاعلامي
لأن أهم ما كان يهمها هو تحقيق الربح السريع ، و عليه و بناءا على ما سبق :
ما هو المقصود بالمجموعات الاحتكارية ؟ و كيف ظهرت و تطورت هذه المجموعات في
أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية ؟ و كيف يمكن لهذه الظاهرة أن تؤثر على القطاع الاعلامي ؟
-1 التعريف بالمجموعات الاحتكارية :
مع نهاية السبعينيات و مع التطور التكنولوجي لوسائل الاعلام و الاتصال ظهرت شركات متعددة
الجنسيات سارت على نمط الشركات الاقتصادية ، بحيث تمتاز بالتمركز الشديد لوسائل الاعلام
والاتصال ،و قد استثمرت هذه الشركات في وسائل انتاج الخبر أي المعلومة الاعلامية ، في تدعيم
الوسائل التكنولوجية ( الأقمار الصناعية ،الكابلات ، الألياف البصرية ،التلفزة الرقمية ) ،في وسائل البث
و التوزي ع ( قنوات سمعي ة بصري ة ، الخدمات الاتصالي ة ،وكالات الاشها ر ) ، و كنتيج ة لهذ ا الأمر
أصبحت الساحة الاعلامية الدولية خاصة تحتكرها بعض الشركات الضخمة على
.time warner غ ا رر
و قد عرفت هذه الشركات بالمجموعات الاحتكارية أو المجموعات الاعلامية الدولية أو ما أطلق عليه
أيضا بظاهرة تمركز وسائل الاعلام و الاتصال ، و لكن و قبل الخوض في مفهوم هذه الشركات
أو المجموعات لابد من تحديد مفه وم العولمة الاعلامية التي تعد السبب الرئيسي و المباشر في ظهور
هذه الشركات :
-1-1 مفهوم العولمة الاعلامية :
تعتبر عولمة الإعلام سمة رئيسية من سمات العصر المتسم بالعولمة و هي امتداد أو توسع في مناطق
جغ ا رفية مع تقديم مضمون متشابه و ذلك كمقدمة لنوع من التوسع الثقافي نتيجة ذلك التطور لوسائل
الإعلام والاتصال التي جعلت بالإمكان فصل المكان عن الهوية والقفز فوق الحدود الثقافية ، والسياسية
و التقليل من مشاعر الانتماء إلى مكان محدود ، و من الأوائل الذين تطرقوا إلى هذا الموضوع عالم
الاجتماع الكندي " مارشال ماكلوهان " حيث صاغ في نهاية الستينات ما يسمى بالقرية العالمية و تشير
عولمة الإعلام إلى تركيز وسائل الإعلام في عدد من التكتلات الرأ سمالية العابرة للقا ا رت لاستخدامها في
نشر و توسيع نطاق النمط ال أ رسمالي في كل أنحاء العالم من خلال ما يقدم من مضمون عبر وسائل
.( الإعلام( 1
إن عولمة الإعلام توصف بأنها تهدف إلى التعظيم المتسارع و المذهل في قد ا رت وسائل الإعلام
و المعلومات على تجاوز الحدود السياسية و الثقافية بين المجتمعات بفضل ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة
و التكامل و الاندماج بين هذه الوسائل بهدف دعم و توحيد و دمج أسواق العالم، و تحقيق مكاسب
لشركات الإعلام و الاتصال و المعلومات العملاقة ، و هذا على حساب دور الدولة في المجالات
المختلفة ، و عندما نتأمل عناصر و أشكال الاتصال في العالم الذي تملك فيه الولايات المتحدة عناصر
:( السيطرة نجد ما يلي ( 2
• المواد و التجهي ا زت التقليدية الخاصة بالاتصال و صناعة الاعلام الأمريكية .
• تدفق المعلومات عبر الفضائيات تحت السيطرة الأمريكية .
• مصادر المعلومات أمريكية الصنع .
• الطريق السريع للمعلومات تحتل فيه الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى .
كل هذه العوامل تجعل منها تمارس عولمة الاتصال من خلال أبرز آلياتها المتمثلة في القنوات الفضائية
و الانترنت ، و هذا التفوق على اوروبا و اليابان سواء في الانتاج أو الترويج للمنتوجات
الاعلامية ، مكنها من ان تصبح النموذج الذي تسعى الدول المتخلفة الى تقليده .
و من خلال عولمة الاعلام و مظاهرها يمكن القول أن من يملك الثالوث التكنولوجي ( وسائل الاعلام
المسموعة و المرئية ، شبكة المعلومات ، الطريق السريع للمعلومات ) يفرض سيطرته على صناعة
الاتصال و المعلومات المصدر الجديد في عصر العولمة لإنتاج و صناعة القيم و الرموز و الذوق في
المجتمعات ، و هنا تظهر الصورة كأهم آليات العولمة في المجال الاعلامي بعد الت ا رجع الكبير للثقافة
المكتوبة و ظهور ما أصطلح على تسميته بثقافة ما بعد المكتوب ( 3)، و يمكن القول أن وسائل الاعلام
:( و شبكات الاتصال تؤدي مجموعة من المهام في مسار العولمة ، يمكن احصاؤها كما يلي ( 4
• أنها تمثل آلية أساسية للعولمة الاقتصادية باعتبارها تيسر التبادل الفوري و اللحظي و التوزيع
على المستوى الكوني للمعلومات و لا يمكن تصور الاقتصاد العالمي اليوم دون اتصال.
• أنها تروج وسائل الإعلام الإيديولوجية الليب ا رلية الكونية انطلاقا من الدول الكبرى و المؤسسات
الاقتصادية العملاقة.
• أنها تساهم في خلق أشكال عديدة للتضامن و التعاون بين الأف ا رد عبر الشبكات ، و قد مكن
الإعلام و التطور التكنولوجي من ظهور الإعلام و المعلومات كسلطة و وسيلة تحول المجتمعات
و تغيرها.
-2-1 مفهوم المجموعات الاحتكارية :
بدأ التحول الضخم في اتجاه العولمة في مجال الإعلام بدءًا من الثمانينات و كانت البداية في المؤسسات
و موزعين لمنتجات إعلامية ، ثم تطورت الأمور مع التوسع الاقتصادي و النمو السكاني و الانفتاح
السياسي و الاقتصادي بين الدول و استطاعت مجموعة من المؤسسات الإعلامية أن تفهم حاجات
المجتمعات المختلفة للمواد الإعلامية ، مما ساعدها على تطوير أدوات إيصال لهذه المواد مستفيدة من
.( التطور التقني الواسع في ميدان الاتصالات ( 5
كذلك بدأت المؤسسات الإعلامية الأمريكية القوية في موطنها في تكوين شركات متعددة الجنسيات وش ا رء
أنشطة و مؤسسات إعلامية في البلدان الخارجية المختلفة، و قد واكب ذلك تحالفات است ا رتيجية مع
الجهات المحلية القوية مستفيدة بدرجة كبيرة من النفوذ الأمريكي السياسي في العالم ، و تهاوي أدوات
المنع أو الرقابة و وسائلها في البلدان المختلفة ،ثم تطورت الأمور اتجاه العولمة بسرعة بالتزا من مع
.( العولمة الاقتصادية حيث يمكن إد ا رج الإعلام كجزء من الأنشطة الاقتصادية ( 6
فقد وصل عدد المؤسسات الإعلامية الدولية إلى 40 مؤسسة نصفها تقريبا أمريكي و يتوقع الاستم ا رر
نحو هذا الاتجاه و زيادة التكتلات و المجموعات الإعلامية الدولية و ذلك في المدى القريب المتوسط.
:( في د ا رسة أنجزت عام 1996 حول الإعلام في 41 دولة كانت النتائج كما يلي ( 7
• أكثر الأفلام مشاهدة أمريكية و 9 أشرطة من كل 10 أشرطة فيديو أمريكية.
• هناك عشرون ألف 20000 مستهلك حول العالم .
%90 من الاعلام في ايطاليا يسيطر عليه الاعلام الأمريكي . •
%25 من سوق الكتب ( 8 بليون دولار اجمالي دخل الكتب في العالم ) تسيطر عليه 10 دور •
نشر و أكبرها بل أكثرها مملوكة لمؤسسات اعلامية دولية ( تايمز ورنر ، يكزمان ، فياكم ).
و بناءا على ما سبق يتضح لنا أن المجموعات الاحتكارية الاعلامية هي نتاج عولمة الاعلام و الاتصال
التي أفرزت مجموعة محدودة من المؤسسات الاقتصادية التي استثمرت في مختلف النشاطات الاعلامية
و الاتصالية و صنعت من نفسها تكتلات لا يمكن للمؤسسات الصغيرة منافستها و بالتالي أصبحت
تتحكم في معظم أهم وسائل الاعلام ليس على المستوى المحلي فقط و إنما أيضا على المستوى
الدولي ، و يرى تشومسكي أن هذه العولمة تبرز من خلال الزيادة الضخمة في الاعلان خاصة الاعلان
عن السلع الأجنبية و التركيز في ملكية وسائل الاعلام الدولية ، و بالتالي انخفاض التنوع و المعلومات
مقابل الزيادة في التوجه للمعلن ، كما أنها تجسد التوسع في التعدي على القوميات من خلال شركات
عملاقة شاملة و مستبدة يحركها الاهتمام بالربح و تشكيل الجمهور وفق نمط خاص ، حيث يدمن
الجمهور أسلوب حياة قائم على حاجات مصطنعة مع تجزئة الجمهور و فصل كل فرد عن الآخر حيث
. ( لا يدخل الجمهور الساحة السياسية و بزعج أو يهدد نظام القوى أو السيطرة في المجتمع( 8
و رغم أن ما سبق يحمل في مضمونه معاني تطغى عليه السلبية إلا أن هذا لا ينفي أن المجموعات
الاحتكارية أو التكتلات الاعلامية أو المجموعات الاعلامية الدولية ليس لها جوانب ايجابية أو أنها لم
تضف للميدان الاعلامي ، و لعل أهمها أن المنافسة بين مختلف الدعائم الاتصالية التابعة لهذه
المجموعات أدى الى الارتفاع بالذوق العام شكلا و مضمونا من حيث شكل عرض المضمون الاعلامي
و أيضا أدت المنافسة الى وجود ما أصبح يعرف حاليا بالصناعات الثقافية أو الابداعية .
-2 نماذج عن المجموعات الاحتكارية :
هناك ست مجموعات رئيسية كبرى تعمل في الأنشطة الاعلامية على مستوى العالم و لها حضور دولي
كبير متفاوت من مؤسسات لأخرى ، أربع منها أمريكية و واحدة أوروبية و أخرى أست ا رلية
أمريكية ، و هذا عرض لأبرز أنشطة هذه المجموعات :
: (Time warner) -1-2 تايم وارنر
و هي أكبر مؤسسة اعلامية في العالم ، إذ تفوق مبيعاتها السنوية 50 بليون دولار ، ثلثها من أمريكا
و الباقي من العالم و يتوقع ارتفاع دخلها من خارج أمريكا الى 50 % و تملك العديد من الأنشطة
الاعلامية المتنوعة منها :
24 مجلة منها تايم . •
• ثاني أكبر دار نشر في أمريكا .
• شبكة تلفزيونية ضخمة و استوديوهات ب ا رمج و أفلام و دور عرض السينما ( أكثر من
1000 شاشة) و أكبر شبكة كابل تلفزيوني مدفوع في العالم .
• شركات أفلام في أوروبا و العديد من محلات البيع بالتجزئة .
• مكتبة ضخمة من الأفلام ( 6000 فيلم ) و الب ا رمج التلفزيونية ( 25000 برنامج ) .
.HBO, TNT, CNN • بعض القنوات التلفزيونية الدولية مثل
• مساهمة رئيسية في القنوات و شبكات تلفزيونية أو مرئية .
: BERTELSMAN -2-2 مجموعة برتلسمان
أكبر مجموعة اعلامية في أوروبا و ثالث أكبر مجموعة في العالم ، دخلها السنوي يتجاوز 15 بليون
دولار و تتميز بأن لها تحالفات و تعاونات مع العديد من المجموعات الاعلامية الدولية في أوروبا
:( و اليابان ، و لها العديد من الأنشطة الاعلامية و منها ( 9
• قنوات تلفزيونية في ألمانيا و فرنسا و بريطانيا ، إضافة الى استوديوهات سينمائية متعددة .
• مجموعة من الاذاعات الأوروبية .
45 شركة نشر للكتب بلغات أوروبا المختلفة . •
• أكثر من 100 مجلة في أوروبا و أمريكا .
كما أنها Und juhr، Gruner يعرف على هذه المجموعة الألمانية ملكيتها لعديد المجلات مثل
في فرنسا ) ، أما مجموعة M الممثلة بقناة 6 ) RTL حاضرة بقوة في ملكية المجموعات الأوروبية
فهو فرع المؤسسة في مجال النشر و الكتب و تسيير نوادي الكتب ، أما في Bertelsman Buch
.(10) Arvato مجال الطبع و التصنيع فهي حاضرة من خلال فرع
: VIACOM -3-2 مجموعة فياكوم
مجموعة اعلامية قوية في أمريكا و ربع دخلها السنوي 13 بليون دولار ( من خارج أمريكا ) و لها نشاط
محموم للتوسع الدولي ، حيث أنفقت بليون دولار في السنوات الأخيرة للتوسع في أوروبا ، و لها تحالفات
مع العديد من المجموعات الاعلامية و نشاطها متنوع و منها 13 محطة تلفزيون في أمريكا إضافة الى
شبكات بث فضائي دولي ( شوتايم ، نكلدون ) ، شركات انتاج تلفزيوني و سينمائي و فيديو
و موسيقى ، و شركة نشر الكتب .
: Disney -4-2 ديزني
و هي أكبر متحد ل "تايم وارنر" في اطار المجموعات الاعلامية ، لها دخل يفوق 24 بليون دولار و لها
حضور قوي في مجال الاطفال ، بل تعتبر أكبر منتج لمواد الأطفال في العالم و تتواجد من أقصى
الشرق ( الصين ) الى أوروبا و الشرق الأوسط و حتى أمريكا اللاتينية و لها أنشطة متنوعة و منها :
التلفزيونية الضخمة في أمريكا ABC • استوديوهات أفلام و فيديو و ب ا رمج تلفزيونية و شبكة
و محطات تلفزيون و ا رديو متعددة .
و ديزني الرياضية. ESPN • قنوات تلفزيونية دولية متعددة بالأقمار الصناعية و الكابل مثل ديزني
• محلات تجارية باسم ديزني و م ا ركز ألعاب و ترفيه حول العالم .
• دور نشر الكتب .
• صحف يومية و 3 شركات لإنتاج المجلات .
: corporation -5-2 نيوز كوربو ا ريشن
هي خامس أكبر مجموعة اعلامية م ن حيث الدخل ( 10 بليون دولار) لكنها أكبر فاعل في مجال
الاعلام حول العالم ، أسس المجموعة "روبرت مردوخ" و يملك حاليا ثلثها و لها وجود في جميع أنحاء
العالم من خلال أنشطتها الاعلامية منها :
132 صحيفة و 25 مجلة في است ا رليا و بريطانيا و أمريكا تعتبر واحدة من أكبر ثلاث •
مجموعات صحفية حول العالم .
• شركة فوكس للإنتاج التلفزيوني و السينمائي و شبكة فوكس للإنتاج التلفزيوني ، إضافة الى
22 محطة تلفزيون .
• شبكة ستار للبث الفضائي حول العالم و شبكة سكاي ( بريطانيا خصوصا ) .
• دور نشر للكتب .
و للمجموعة تحالفات مع مجموعات اعلامية حول العالم و قاعدتها ست دول رئيسية تنطلق منها أنشطتها
المتنوعة و بالأخص أست ا رليا ، بريطانيا و أمريكا ،و تعتبر هذه المجموعة من أكثر المجموعات الاعلامية
تعقيدا و اتساعا ، و لها نفوذ ق وي في الصين و الهند فضلا عن أوروبا و أمريكا ،و أسلوبها الناجح هو
الش ا ركة مع جهات نافذة محلية مع عدم مصادمة التوجهات السياسية المحلية لهذه البلدان .
نفسها مثلا FOX و من أهم خصائص هذه المجموعة أنها تبث بلغات البلدان المختلفة فمجموعة فوكس
تبث بالإسبانية في أم ريكا اللاتينية و اسبانيا إضافة الى الانجليزية بوصفها لغة دولية ، و تتميز هذه
المجموعة أيضا بقدرتها على اخت ا رق الدول النامية و توطيد أقدامها فيها ، كما أن لها مصدرها الخاص
.( بالأخبار و الب ا رمج ممثلة في شركات تابعة أو شريكة إضافة الى قنوات البث الخاصة بها ( 11
و فرنسا من الدول التي يوجد بها أيضا عديد المجموعات الاحتكارية لعل أهمها مجموعة .
و فيما يلي عرض لأهم المجموعات في فرنسا : ، (HACHETTE)" "هاشيت
: (le groupe Lagardére) -6-2 مجموعة لاغاردير
تأسست في البداية عام 1829 كمكتبة تمكنت عام 1947 من أن تتحول الى مسير أساسي لمؤسسة
بامتلاكها 49 % من أ رس مالها كما أصبحت مساهمة في عديد (NMPP ) توزيع الصحافة الباريسية
و بدءا من ،"jean-Luk Lagardère" المجلات ،و بدءا من عام 1981 تحولت الى مجموعة يديرها
عام 2006 أصبح رقم أعمالها يقدر ب 13.999 مليار أورو ، و بالنسبة لاغاردير للإعلام فيقدر أ رس
مالها ب 8.092 مليار أورور و توظف حوالي 32000 عامل ، 60 % منهم خارج فرنسا، أما لاغاردير
للنشر فيقدر أ رس مالها ب 1.975 مليار منها 37 % في فرنسا ، 24 % في بريطانيا العظمى ، 14 % في
الولايات المتحدة الأمريكية ، 10 % في اسبانيا و 15 % في أماكن أخرى .
و عدة ، RFM ، تتبع لهذه المجموعة عدة مؤسسات اعلامية منها اذاعة أوروبا 1 ، اذاعة أوروبا 2
محطات في أوروبا الشرقية ( منها روسيا) ، و بالنسبة للتلفزيون تملك 20 % من أسهم القناة الشهيرة
للأطفال ) ، أوروبا 2، فيما مجموعه 10 )TNT GULLI ،MCM، و فروعها canal j ، canal+
VERSION قنوات موضوعاتية ، بالإضافة الى تركيزها على المجلات في مجال الصحافة مثل
LE JOURNAL DE ،PARIS-MATCH، و فروعه ا ELLE،TV hebdo،FEMINA
.( الخ ( 12 .. DIMANCHE
: groupe robert hersant -7-2 مجموعة روبرت هرسون
بدءا من أكتوبر 2006 ظهرت هذه المجموعة تحت مسمى مجموعة روبرت هرسون للإعلام و أ رس
l’union de ،le Havre libre ،Paris normadie مالها قدر ب 683 مليون ، تملك صحف الضواحي
كما أنها تنشر حوالي 280 صحيفة مجانية للإعلانات ، واشترت في صيف ، l’ardennais،reins
.(13) Corse Matin،Nice-Matin ،var-Matin ،la Provence 2007 يوميات
: Dassault-socpresse -8-2 داسو سوك برس
هذه المجموعة متفرعة عن المجموعة الأولى التي كان قد أسسها روبرت هرسون في السبعينيات من القرن
Dassault الماض ي و ق د أدمج ت هذ ه المجموع ة العناوين التي كانت تابعة لمجموعة
valmonde منها بعض الأسبوعيات المحلية الباريسية و أيضا التابعة لمجموعة communication
يت ا روح رقم أعمال هذه المجموعة في ، le journal de la finance و valeurs actuelles مثل
.( 1.2 مليار أورو ( 14 serge Dassault حدود 1.5 مليار أورو و بلغ نصيب استثمار
-3 واقع المجموعات الاحتكا رية و تعاظم أدوارها :
مع بداية تسعينيات القرن الماضي كانت 17 شركة اعلام ضخمة تحصل على نصف اجمالي العائدات
من كل وسائل الاعلام ، بما في ذلك التسجيلات الصوتية و الكابل و الفيديو كاسيت ، و أدى هذا
التجمع الى تقليص الشركات من 46 عام 1981 الى 23 عام 1991 و تهدف هذه الشركات الى فرض
سيطرتها على كل خطوة من خطوات صنع المعلومة من المنبع حتى وصولها الى المستهلك ، فالأرباح
المغرية التي يؤمنها قطاع الاتصال و تكنولوجيا المعلومات قد جذب العديد من الشركات العملاقة متعددة
الجنسيات الى توجيه استثما ا رتها الى هذا القطاع ، كما شجعت تكنولوجيا البث الفضائي عبر الأقمار
الصناعية الكثير من هذه الشركات للعمل عبر الحدود و تنويع أنشطتها ، فضلا عن الاندماج و تكوين
كيانات اقتصادية كبرى .
و الواقع أن تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات و سعيها المستمر نحو الاحتكار و التركيز أصبح من
معالم عولمة الاقتصاد ، حيث بلغ نصيب أ رس مال الشركات متعددة الجنسيات في الانتاج المحلي الخام
في العالم ( 30 % عام 1995 ) ، و تسيطر 200 شركة عملاقة بأنشطتها العالمية على الاستثما ا رت
الز ا رعية الكبرى و المنتجات المصنعة و الخدمات المالية و التجارية ، و كانت حركة التجمع و الاندماج
بين الشركات متعددة الجنسيات قد ازدادت لتصل الى 15 % سنويا في الفترة ما بين 1986
.(15) و 1996
وقد أدت هذه السيطرة الواسعة للشركات متعددة الجنسيات على الحقل الاتصالي الى تقسيم العالم الى
ج أ زين غير متكافئين هما ، المركز المسيطر و تمثله الدول الصناعية المتقدمة و هي قليلة ، و الهامش
الأقل تطو ا ر و المتخلف و الذي يمثل دور التابع في النم وذج و يتفاعل مع التبادل الاعلامي أ رسيا من
فوق ( الدول المتطورة ) الى أسفل ( الدول الأقل تطو ا ر و الدول النامية ) ، و تظهر خطورة هذا الاحتكار
الاعلامي من قبل الشركات متعددة الجنسيات بإحلال عصر التخطي المعلوماتي للحدود القومية حاملا
معه ظاهرة الثقافة عابرة القوميات و هي عملية أساسية يحل فيها بدرجات متفاوتة و في سياقات مختلفة
تنظيم الشعوب بعضها ببعض بأساليب الكترونية ، و ليس بالحوار الجغ ا رفي أو الثقافة الوطنية
أو القومية .
و تسيطر الشركات متعددة الجنسيات على صناعة وسائط الاتصال و أجهزة الارسال و الاستقبال
المختلفة و التقنيات الحديثة و أجهزة الحواسيب و ب ا رمجها ، و تهيمن 18 شركة أمريكية في مجال
الالكترونيات على 75 % من الانتاج الصناعي الالكتروني العالمي في مجال أجهزة الاتصال ، و تبين
الأرقام أن 97 % من أجهزة التلفزيون و 87 % من أجهزة ال ا رديو و 95 % من مصادر الأخبار في دول
العالم الثالث مستوردة من دول تتبنى سياسات الاقتصاد الحر ، و تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على
صناعة الدوائر الالكترونية و الاندماجية ، إذ أنها تنتج ما نسبته من 60 % الى 70 %من اجمالي الانتاج
ف ي هذ ا المجا ل ، و تسيط ر خم س شركا ت فق ط عل ى 80 % من الانتاج الامريكي في مجال
الدوائر الالكترونية .
و إذا ما أحصينا ما يقارب 300 شركة اعلامية هي الأولى في العالم وجدنا بينها 144 شركة أمريكية
و 80 أوروبية و 49 يابانية و من بين الشركات ال 75 الأولى في مجال نقل المعلومات الى الجمهور
هناك 39 شركة أمريكية و 25 أوروبية و 8 يابانية ( 16 )، و في قطاع الخدمات المعلوماتية و الاتصالات
بعيدة المدى و من بين الشركات ال 88 نجد 39 أمريكية و 19 أوروبية و 7 يابانية ، و في قطاع
التجهي ا زت و من بين 158 شركة هناك 75 شركة أمريكية و 36 شركة أوروبية غربية و 33 يابانية
و يوجد الباقي بأكمله تقريبا في شمال است ا رليا و كندا.
و قد وجد الاقتصاد ال أ رسمالي في تكنولوجيا المعلومات الوسيلة المثلى للتوسع الجغ ا رفي إذ سمحت هذه
التكنولوجيا لاستثما ا رته و معاملاته أن تطوي العالم طيا ، و لمنتجاته أن تنطلق من م ا ركز انتاجها الى
مصادر طلبها لترتد اليه بسرعة نفسها حاملة عوائد تسويقها ، و نقلت نظم المعلومات للاقتصاد ال أ رسمالي
نبض أسواقه و ميول مستهلكيه و أداء منافسيه ، و ما كان للمجموعات الاحتكارية أن تبرز بشكلها
الحالي لو لم تستخدم الشركات التجارية ثورة الاتصال ، و منها أقمار الاتصال و البث الفضائي في
.( عملية الترويج للتسويق و الاعلان ( 17
-4 التأثي ا رت الحاصلة في القطاع الاعلامي بفعل المجموعات الاحتكارية :
مما لا شك فيه أن تحول وسائل الاعلام و الاتصال من أداوت للاتصال الجماهيري الى وسائل لزيادة
أرباح مجمل المستثمرين فيها كان له آثاره الظاهرة على مختلف هذه الوسائل ، و يمكن اجمالها في
النقاط التالية :
-1-4 الأهمية التي أضحت تميز قطاع الاتصال و المعلومات :
فقد صار قطاعا أساسيا في المجتمع الدولي المعاصر الذي أصبح يطلق عليه مجتمع المعلومات تميي ا ز
له عن عصرين أو نمطين سابقين للحياة و التطور الانساني و هما نمطا الز ا رعة و الصناعة ، و ساعد
الانتاج العالمي للاتصال و المعلوماتية – عن طريق المجموعات الاحتكارية في مجال الاعلام
:( و الاتصال- على ظهور عمليتين مت ا ربطتين و هما ( 18
• عملية التخطي المعلوماتي للحدود الوطنية يحل فيها بدرجات متفاوتة و في سياقات مختلفة تنظيم
الشعوب في مجموعات أفقية عوضا عن تنظيمها أ رسيا في مجموعات وطنية بمعنى ارتباط
الشعوب بعضها ببعض بأساليب الكترونية و ليس بالجوار الجغ ا رفي .
• عملية التخطي التجاري للحدود الوطنية بفتح الحدود الوطنية أمام تدفق المعلومات و الب ا رمج
الاعلامية و الثقافية وفق قواعد التجارة العالمية الحرة التي قننتها المنظمة العالمية للتجارة في
الاتفاق العام الخاص بتجارة الخدمات ، بعد أن أقحمت قطاع المعلومات و الانتاج الثقافي
السمعي البصري ضمن تجارة الخدمات تحت ضغط الولايات المتحدة الأمريكية ، و رغم معارضة
فرنسا و مطالبتها باستثناء قطاع الانتاج الثقافي من قواعد التجارة الحرة.
و هكذا تظهر الأهمية الاقتصادية للقطاع الاعلامي و مختلف منتجاته .
-2-4 النمو الهائل في اقتصاديات الاعلام و الاتصال و المعلومات :
و قد أفضى هذا النمو الى مزيد من التداخل بين عولمة الاعلام و عولمة الاقتصاد فعولمة الاعلام ليست
مجرد تعظيم في قد ا رت الاعلام على الدعوة الى عولمة الاقتصاد أو الثقافة ، أ وما يعرف أحيانا بنشر
ايديولوجية العولمة ، أي أنه ليس مجرد أداة ايديولوجية بل أن عولمة الاعلام أصبحت جزءا أصيلا من
عولمة الاقتصاد ، و ذلك بالنظر الى الدور الكبير لقطاع الاتصالات و الاعلام و المعلومات في
اقتصاديات الدول الكبرى و الأسواق العالمية ، فالإعلام أصبح صناعة و قطاعا مؤث ا ر في الاقتصاد
العالمي و يمثل هذا القطاع 50 % من الانتاج الصناعي و يضم أكثر من 60 % من اليد العاملة في
العالم الصناعي .
و لابد من الاشارة الى أن اقتصاديات الاعلام كانت موضع اهتمام الباحثين منذ ستينات القرن الماضي
و لاسيما وجود الثقل الحاسم للمنطق ال أ رسمالي و العقلية و التقنية في نظام تصنيع المنتجات الثقافية التي
يتم تداولها و انتشارها بواسطة وسائل الاعلام و الاتصال أ وبواسطة بعض الصناعات المرتبطة بها مثل
الاعلان و السياحة ، من هنا فإن أبعاد العولمة الاعلامية هي زيادة الأرباح الطائلة للشركات متعددة
الجنسيات ( المجموعات الاحتكارية ) التي تعمل في مجال انتاج وسائل الاعلام و الاتصال و المعلومات
و انتاج المضامين الاعلامية المختلفة ، فضلا عن صناعات الاعلام و الترويج و بيع خدمات
الاعلام و المعلومات .
-3-4 توسيع الخيا ا رت و البدائل الاعلامية المتاحة أمام الجمهور :
فقد وفرت المجموعات الاحتكارية في مجال الاعلام و بصورة غير مسبوقة مئات القنوات التلفزيونية
و مئات المحطات الاذاعية و عش ا رت الصحف و المجلات المحلية و الدولية ، و تسعى مجمل هذه
الدعائم الى تطبيق آليات السوق من خلال التركيز على مدى اقبال الجمهور على مضامينها المطروحة
بغض النظر عن جنسيته أو ثقافته ، مع التأكيد على مبدأ المنافسة الذي يضمن الحصول على خدمات
اعلامية جيدة تلبي احتياجاته و بأسعار رخيصة .
إن المؤكد أن التعامل مع الاعلام و المنتجات الثقافية كسلع و في ظل الزيادة الهائلة في عدد الاذاعات
و القنوات الفضائية دفع الى ش ا رء مواد اعلامية و منتجات ثقافية ترفيهية رخيصة و رديئة أو استئجارها
لتغطية ساعات البث الطويلة ، و قد أفاد ذلك صناعة السينما و التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية
بحكم استحواذها على النصيب الأكبر من الانتاج العالمي و ربما تكفي الاشارة هنا الى أن صناعة
السينما الأمريكية حققت عام 1995 في الخارج نفس الأرباح المحققة في الداخل و المقدرة
. ( ب 2.5 بليون دولار( 19
-4-4 تعاظم دور المجموعات الاحتكارية ( الشركات المتعددة الجنسيات ) :
يوجد في العالم حوالي 40 ألف شركة متعددة الجنسيات تبلغ اي ا رداتها أكثر من نصف الناتج الاجمالي
العالمي و قيمة أصولها حوالي 94 ترليون دولار و تبلغ الشركات الكبرى المهيمنة 500 شركة يتركز منها
472 شركة في دول الشمال مقابل 28 شركة في الجنوب ، و بلغت اي ا رداتها في عام 1996 حوالي
11435 ترليون دولار ، أي أن اي ا ردات هذه الشركات الخمسمائة فقط يعادل 41 % من الناتج المحلي
العالمي و 64 % من الناتج الاجمالي الأمريكي .
فالعولمة هي أحد المسميات الجديدة التي أبرزتها الشركات متعددة الجنسيات بشعا ا رت جديدة لصالح
البلدان النامية حسب طروحات العولمة بينما في حقيقتها حالة استعمارية تدرجت في الظهور على أرض
. ( الواقع خطوة بخطوة ملازمة للشركات المتعددة الجنسيات أو المجموعات الاحتكارية منذ ظهورها ( 20
-5-4 جدلية مستقبل حرية الاعلام في ظل المجموعات الاحتكارية :
و هي النقطة الاهم على ما يبدو حيث تطرح حرية الاعلام نفسها كإشكالية ذات أوجه متعددة و يشير
الى هذا (Serge halimi) " و هو "سرج حليمي "le monde diplomatique" عضو هيئة تحرير
أنه في ظل الشركات الاحتكارية العملاقة و الملياردي ا رت من أمثال "بيل جيتس " » الأمر بقوله
و " روبرت مردوخ " و " جان لاغاردير " و غيرهم ممن يملكون الصحف و دور الطبع التي نكتب فيها
و لها ، كما يملكون الاذاعات و قنوات التلفزيون التي نتحدث و نظهر فيها ،و بتعبير آخر في مثل هذا
العالم الشمولي و هذا الكون الاجمالي ، هل ما ن ا زل نحن الصحفيون و المفكرون قادرين على أن نؤدي
.« دورنا المعارض للسلطة ، و أن نكون صوت من لا صوت لهم
و هو ما يعني وجود مخاوف و تحديات حديثة مرتبطة بالشركات الاعلامية العملاقة على أن تدافع عن
مصالح المواطن و هل ستتحول وسائل الاعلام و الاتصال الى أبواق دعائية للشركات الاحتكارية
المتعددة الجنسيات و التي يبلغ عددها 200 شركة و تسيطر على أكثر من 30 % من الانتاج المحلي
الخام في العالم ، و عليه فإن اشكالية العلاقة بين سطوة الاعلان و حرية الاعلام ستطرح نفسها بقوة
. ( أكبر خاصة مع التعاظم المت ا زيد للمجموعات الاحتكارية ( 21
الخاتمة :
إن العلاقة بين الإعلام و الاقتصاد قوية تتجاوز مفه وم الإعلام الاقتصادي لتشمل الإعلام
بمعناه العام، فلم يعُد هناك ما يُسمى الإعلام الاقتصادي بعد أن أصبح الاقتصاد جزءاً من صناعة
الإعلام ، و الإعلام جزء من صناعة الاقتصاد، وهو ت ا ربط تفرضه معطيات العصر الحديث
و منج ا زته ،فتطور وسائل الاعلام و الش ا رئح العريضة من المجتمع المتابعة له فرض عليها تنويع
و تكثيف شبكتها الب ا رمجية ، لكنها اصطدمت مع ضرورة ايجاد مصادر التمويل الضرورية للإنفاق على
متطلبات هذا الانتقال .
و مع الخوصصة التدريجية لمجمل وسائل الاعلام ، ظهرت المجموعات الاعلامية التي تكتلت
بهدف تقوية رؤوس أموالها و تعزيز نفوذها ، خاصة مع يتطلبه العمل الاعلامي من نفوذ وسط مختلف
مصادر الاعلام ، و هكذا و مع ولوج العالم الألفية الجديدة تعززت أكثر قوة هذه المجموعات و هيمنت
سيطرتها أكثر فأكثر بفعل التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الاتصال، و على اعتبار أن مجال الاعلام
مجال يوفر ربحية كبيرة للمستثمرين فيه ، أضحت المجموعة الاعلامية الواحدة تستثمر في المجالات
الاعلامية و الاتصالية على اختلافها ، فتجدها تملك كبريات العناوين الصحفية من يوميات و أسبوعيات
و مجلات ، و تسير أنجح المطابع و دور النشر و تسيطر على أهم القنوات الاذاعية و التلفزيونية .. .
و لأن استثما ا رت هذه المجموعات الاحتكارية في المجال الاعلامي لم تعترف بالحدود الجغ ا رفية فقد
كرست فلسفة الهيمنة على العالم ليس اعلاميا و اتصاليا فحسب بل اقتصاديا أيضا ، كيف لا وشهرة
ملاك هذه المجموعات تضاهي شهرة رؤساء كبرى الدول ، كما أن ربحيتها الاقتصادية تجاوزت ما تدره
كبرى المصانع و المتاجر ، و عليه أضحى الاقتصاد الناجح جزءا لا يتجزأ عن المنظومة الاعلامية
و الاتصالية ، كما أن وسائل الاعلام أصبحت مساهما رئيسيا في مداخيل اقتصاديات الدول ، فمداخيل
المجموعات الاحتكارية العريقة تعد بالترليونات لا بالملايير ، فكيف إذن يمكن الفصل بين الاعلام
و الاقتصاد ؟ أو كيف يمكن التمييز بين اقتصاديات وسائل الاعلام أو اقتصاديات الدول ؟ خاصة أن
هذه المجموعات و بالنظر الى ظروف و معطيات محددة أضحت رقما لا يستهان به في مجالي صناعة
ال أ ري العام و صناعة الق ا رر ، و يكفي في هذا السياق ذكر اسم " روبرت مردوخ " في الولايات المتحدة
الأمريكية أو " سلفيو برلسكوني " في ايطاليا .
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
حيث تم التركيز على أهمية الموازنة بين المساءلة وإعادة التأهيل. من المتوقع أن تسفر نتائج البحث عن فهم...
تُعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، حيث تحتل موقعًا جغراف...
This study explores university students' experiences and perceptions of using artificial intelligenc...
1 تجارب تهدف الى اكتشاف الظواهر الجديدة 2 تجارب التحقق تهدف لاثبات او دحض الفرضيات وتقدير دقتها 3 ال...
طالبت الولايات المتحدة الأميركية، يوم الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لدع...
تعاني المدرسة من مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب والطاقم التعليمي وتعوق العملية التعل...
يهدف إلى دراسة الأديان كظاهرة اجتماعية وثقافية وتاريخية، دون الانحياز إلى أي دين أو تبني وجهة نظر مع...
تعريف الرعاية التلطيفية وفقا للمجلس الوطني للصحة والرفاهية ، يتم تعريف الرعاية التلطيفية على النح...
Risky Settings Risky settings found in the Kiteworks Admin Console are identified by this alert symb...
الممهلات في التشريع الجزائري: بين التنظيم القانوني وفوضى الواقع يخضع وضع الممهلات (مخففات السرعة) عل...
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...