خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
مقدمة مما لاشك فيه أن مفهوم التربية لا يتوقف عند اكتساب المعارف والمعلومات بل يتعداها الي تنمية المتعلم بوصفه فردا متكاملا من النواحي الجسمية و العقلية والروحية والوجدانية والاجتماعية والمهارية, بحيث تعده كمواطن صالح في مجتمعه و بيئته و يسعي الي تطويرها نحو الأفضل و الأحسن. و في رحلة التربية الطويلة في المجتمعات تعرضت التربية الي رؤي و وجهات نظر فلسفية متعددة, أشتملت علي مجموعة من الثنائيات التي التي أثرت علي مجال التربية لسنوات طويلة و ما زالت تؤثر علي التربية حتي وقتنا هذا . و في هذا الفصل سوف نعرض لك أيها الطالب الكريم بعضا من من هذه الثنائيات لنوضح لك كيف اثرت هذه الثنائيات و لا زالت تؤثر في معتقدات كثير من المعلمين أولياء الأمور والمهتمين بالتربية, ونوضح لك كيف عملت هذه الثنائيات و ما ترتب عليها من المعتقدات علي وجود مشكلات تربوية و ثقافية في المجتمع و التي نتمني أن نتخلص منها و نغيرها و نحسن من معتقدتنا و التربوية ونظمنا التعليمية كما نهدف أيضا من هذا العرض أن نوضح لك أهمية الأخذ بمفهوم التربية التكاملية في عملك كمعلم في المستقبل و القضية هي أنه في تطور الرؤي الفلسفية في ميدان التربية ظهرت بعض الثنائيات بسبب تركيز بعض الفلسفات علي جوانب معينة تصورت أنها أكثر أهمية في تفسير الظواهر التربوية من جوانب أخري رأتها أقل أهمية فافتقدت الرؤية الشاملة وتسببت في حدوث تلك الثنائيات الفلسفة التكاملية : نتيجة التعقيد و التشابك المتزايد في مشكلات وقضايا العصر الحديث حيث لا يمكن للانسان المعاصر أن يواجه الحياة أو أن يحل المشكلات المعاصرة باستخدام فرع علمي واحد حيث تتشابك عناصر و مسببات المشكلات و طرق حلها و مواجهتها, مما تتطلب الأخذ بالنظرة التكاملية للكون والحياة و من ثم التربية انتشرت الفلسفة التكاملية بشكل واسع في العالم الغربي و يقصد بالفلسفة التكاملية أنها نظرة تهدف الى توحيد كافة المعارف الأنسانية في مختلف المجالات سواء كانت علمية أو فلسفية أو روحية . و لذلك يقال علي الفلسفة التكاملية فلسفة " كل شي " و تنصب فلسفة التكاملية علي ايجاد تقاطعات بين قطاعات معرفية عديدة كانت الي عهد قريب تبدو كما لو أنها متباعدة عن بعضها . وتهدف الفلسفة التكاملية الى تقديم خريطة معرفية تمكننا من فهم أفضل للوضع البشري و القضايا الأنسانية و السؤال الاساسي الذي تطرحة الفلسفة التكاملية كما يري الفيلسوف الأمريكي "كين ويلبر " ( 2000 ) هو : أيجاد البراديم العام أي الأطار الذي فيه يتجمع كافة الحقائق التي تم التوصل اليها حتي الآن في مختلف التخصصات و الثقافات كيما تشكل كلا واحدا منسجما, أو بطريقة أخري كيف سنتمكن من تنظيم هذة القطه المتناثرة لي نصنع منها لوحة واحدة معبرة عن الأنسان ووعيه و مكانته في الكون ؟ وهنا نحب أن نشير الي نقطة هامه ألا و هي أن المقصود هنا بالتكاملية هو البحث عن الترابطات و التقاطعات الممكنة بين قطاعات المعرفة و ليس الغائها بحيث من خلال هذه التقاطعات يمكن الوصول الي صورة شاملة لما نبحث عنه و توضيح الحقائق بصورة أفضل، بحيث ما نعجز عن فهمه من خلال قطاع معين من قطاعات المعرفة يكون أكثر وضوحا بفهم قطاع آخر علي خلاف ما ذهب اليه " "هيجل " في فكرة النسق الكلي المغلق ( الكل في واحد ) و التي تعرضت للانتقاد لما أسماه " كيركيجارد ( المطلق الهيجلي ( لانها تعرض فكرة الأنسجام بين العناصر ضمن وحدة مغلقة على حساب الواقع المتعدد الدينامي فحيث يركز هيجل علي ضم العلوم في نسق واحد ثابت نجد الفلسفة التكامليه عند " كين و يلبر " تعبر عن فكرة الشمولية ( الهولزم ) التي تعبر عنها الطبيعة بشكل أكثر أتساعاً حيث أن مكونات البيئة التي نعيش فيها لا تكون حلقات منفصلة لكنها حلقات متسلسلة تتسم بالتراتبية والأضرار بأي منها يكون له آثارا مدمرة للبيئة ككل. و مرة أخري نشير الي أن التكاملية تكز علي المساحات المشتركة بين المجالات المعرفية ونظرية العلوم المتكاملة أو النظم المتداخلة التكامل المعرفي : يستخدم مصطلح التكامل المعرفي في كثير من الأحيان ليعني : أن شخصا ما موسوعي في معرفته و ثقافته لأنه يلم بكثير من العلوم و أن كان المامه من باب الثقافة و ليس المعرفة التخصصية و من الجدير بالذكر أنه لا يمكن اختزال التكامل المعرفي فقط في الحقل المعرفي و أنما هو عملية نفسية تربوية تستهدف تحرير العقل وتربية الوجدان وتنمية الأبداع و هو من ضروريات العلم و مقتضياته المنهجية, فيقتضى التكامل الجمع بين العقل و النقل و بين العلم والأخلاق و بين النظر و الفعل بين العلم و العمل و القول والفعل وهكذا " فلا يمكن لألف رجل أصلاح رجل واحد بحسن القول دون حسن العمل و لكن يمكن لرجل واحد بحسن العمل أصلاح ألف رجل". أشار كين ويلبر في كتابه العيون الثلاثة للحقيقة (1978) الي أن هناك حتى الآن ثلاثة عيون للحقيقة في تاريخ الفكر البشري حتى الآن و هي كما يلي : 1- عين الجسد 2- عين العقل 3- عين التأمل . 1- عين الجسد : و يقصد بها العين الحسية التي تطمح الي أدراك الطبيعة بواسطة التجربة والاحتكاك المباشر بالأشياء 2- عين العقل : ويقصد بها العين الفلسفية التي لا تحتكم الي الحواس بل تحتكم الي العقل و 3- عين التأمل : هي العين الحدثية الروحية التي تتعالي علي الحس و علي العقل . و يري أن كل عين من هذه العيون لها منطقها المنهجي الذي يميزها عن غيرها فعين الجسد منهجها تجريبي، وعين القل منهجها تجريدي و عين التأمل منهجها حدثي روحي . : بعض مظاهر الثنائية في التربية أولا : ثنائية العقل والجسم : ظهرت ثنائية العقل و الجسم لدي فلاسفة الفلسفة المثالية و حيث يري أصحاب الفلسفة المثالية مثل أفلاطون أن العقل هو الوسيلة الصحيحة للحصول علي الحقائق و الافكار الموجودة في عالم المثل, و العقل عندهم أسمي من الجسم لأن الجسم يتصل بعالم الجواس أو عالم الواقع المتغير الزائل . 1- عين الجسد 2- عين العقل 3- عين التأمل . 1- عين الجسد : و يقصد بها العين الحسية التي تطمح الي أدراك الطبيعة بواسطة التجربة والاحتكاك المباشر بالأشياء 2- عين العقل : ويقصد بها العين الفلسفية التي لا تحتكم الي الحواس بل تحتكم الي العقل و المنطق. وعين القل : بعض مظاهر الثنائية في التربية و بعد هذا العرض السريع للتكاملية يجدر بنا أن نشير الي بعض الثنائيات التي ظهرت في التربية نذكر منها مايلي :
مقدمة
مما لاشك فيه أن مفهوم التربية لا يتوقف عند اكتساب المعارف والمعلومات بل يتعداها الي تنمية المتعلم بوصفه فردا متكاملا من النواحي الجسمية و العقلية والروحية والوجدانية والاجتماعية والمهارية, بحيث تعده كمواطن صالح في
مجتمعه و بيئته و يسعي الي تطويرها نحو الأفضل و الأحسن. و في رحلة التربية الطويلة في المجتمعات تعرضت التربية الي رؤي و وجهات نظر فلسفية متعددة, أشتملت علي مجموعة من الثنائيات التي التي أثرت علي مجال التربية لسنوات طويلة و ما زالت تؤثر علي التربية حتي وقتنا هذا .
و في هذا الفصل سوف نعرض لك أيها الطالب الكريم بعضا من من هذه الثنائيات لنوضح لك كيف اثرت هذه الثنائيات و لا زالت تؤثر في معتقدات كثير من المعلمين أولياء الأمور والمهتمين بالتربية, ونوضح لك كيف عملت هذه الثنائيات و ما ترتب عليها من المعتقدات علي وجود مشكلات تربوية و ثقافية في المجتمع و التي نتمني أن نتخلص منها و نغيرها و نحسن من معتقدتنا و التربوية ونظمنا التعليمية كما نهدف أيضا من هذا العرض أن نوضح لك أهمية الأخذ بمفهوم التربية
التكاملية في عملك كمعلم في المستقبل
و القضية هي أنه في تطور الرؤي الفلسفية في ميدان التربية ظهرت بعض الثنائيات بسبب تركيز بعض الفلسفات علي جوانب معينة تصورت أنها أكثر أهمية في تفسير الظواهر التربوية من جوانب أخري رأتها أقل أهمية فافتقدت الرؤية
الشاملة وتسببت في حدوث تلك الثنائيات
الفلسفة التكاملية :
نتيجة التعقيد و التشابك المتزايد في مشكلات وقضايا العصر الحديث حيث لا يمكن للانسان المعاصر أن يواجه الحياة أو أن يحل المشكلات المعاصرة باستخدام فرع علمي واحد حيث تتشابك عناصر و مسببات المشكلات و طرق حلها و مواجهتها, مما تتطلب الأخذ بالنظرة التكاملية للكون والحياة و من ثم التربية انتشرت الفلسفة التكاملية بشكل واسع في العالم الغربي
و يقصد بالفلسفة التكاملية أنها نظرة تهدف الى توحيد كافة المعارف الأنسانية في مختلف المجالات سواء كانت علمية أو فلسفية أو روحية . و لذلك يقال علي الفلسفة التكاملية فلسفة " كل شي "
و تنصب فلسفة التكاملية علي ايجاد تقاطعات بين قطاعات معرفية عديدة كانت الي عهد قريب تبدو كما لو أنها متباعدة عن بعضها . وتهدف الفلسفة التكاملية الى تقديم خريطة معرفية تمكننا من فهم أفضل للوضع البشري و القضايا الأنسانية
و السؤال الاساسي الذي تطرحة الفلسفة التكاملية كما يري الفيلسوف الأمريكي "كين ويلبر " ( 2000 ) هو : أيجاد البراديم العام أي الأطار الذي فيه يتجمع كافة الحقائق التي تم التوصل اليها حتي الآن في مختلف التخصصات و الثقافات كيما تشكل كلا واحدا منسجما, أو بطريقة أخري كيف سنتمكن من تنظيم هذة القطه المتناثرة لي نصنع منها لوحة واحدة معبرة عن الأنسان ووعيه و مكانته في الكون ؟
وهنا نحب أن نشير الي نقطة هامه ألا و هي أن المقصود هنا بالتكاملية هو البحث عن الترابطات و التقاطعات الممكنة بين
قطاعات المعرفة و ليس الغائها بحيث من خلال هذه التقاطعات يمكن الوصول الي صورة شاملة لما نبحث عنه و توضيح
الحقائق بصورة أفضل، بحيث ما نعجز عن فهمه من خلال قطاع معين من قطاعات المعرفة يكون أكثر وضوحا بفهم
قطاع آخر علي خلاف ما ذهب اليه " "هيجل " في فكرة النسق الكلي المغلق ( الكل في واحد ) و التي تعرضت للانتقاد
لما أسماه " كيركيجارد ( المطلق الهيجلي ( لانها تعرض فكرة الأنسجام بين العناصر ضمن وحدة مغلقة على حساب الواقع
المتعدد الدينامي فحيث يركز هيجل علي ضم العلوم في نسق واحد ثابت نجد الفلسفة التكامليه عند " كين و يلبر "
تعبر عن فكرة الشمولية ( الهولزم ) التي تعبر عنها الطبيعة بشكل أكثر أتساعاً حيث أن مكونات البيئة التي نعيش فيها لا تكون حلقات منفصلة لكنها حلقات متسلسلة تتسم بالتراتبية والأضرار بأي منها يكون له آثارا مدمرة للبيئة ككل.
و مرة أخري نشير الي أن التكاملية تكز علي المساحات المشتركة بين المجالات المعرفية ونظرية العلوم المتكاملة أو النظم المتداخلة
التكامل المعرفي :
يستخدم مصطلح التكامل المعرفي في كثير من الأحيان ليعني : أن شخصا ما موسوعي في معرفته و ثقافته لأنه يلم بكثير من العلوم و أن كان المامه من باب الثقافة و ليس المعرفة
التخصصية
و من الجدير بالذكر أنه لا يمكن اختزال التكامل المعرفي فقط في الحقل المعرفي
و أنما هو عملية نفسية تربوية تستهدف تحرير العقل وتربية الوجدان وتنمية الأبداع و هو من ضروريات العلم و مقتضياته
المنهجية, فيقتضى التكامل الجمع بين العقل و النقل و بين العلم والأخلاق و بين النظر و الفعل بين العلم و العمل و
القول والفعل وهكذا
" فلا يمكن لألف رجل أصلاح رجل واحد بحسن القول دون حسن العمل و لكن يمكن لرجل واحد بحسن العمل أصلاح ألف
رجل".
العيون الثلاثة للحقيقة
أشار كين ويلبر في كتابه العيون الثلاثة للحقيقة (1978) الي أن هناك حتى الآن ثلاثة عيون للحقيقة في تاريخ الفكر
البشري حتى الآن و هي كما يلي :
1- عين الجسد
2- عين العقل
3- عين التأمل .
1- عين الجسد : و يقصد بها العين الحسية التي تطمح الي أدراك الطبيعة بواسطة التجربة والاحتكاك المباشر بالأشياء
2- عين العقل : ويقصد بها العين الفلسفية التي لا تحتكم الي الحواس بل تحتكم الي العقل و
المنطق.
3- عين التأمل : هي العين الحدثية الروحية التي تتعالي علي الحس و علي العقل .
و يري أن كل عين من هذه العيون لها منطقها المنهجي الذي يميزها عن غيرها فعين الجسد منهجها تجريبي، وعين القل
منهجها تجريدي و عين التأمل منهجها حدثي روحي .
: بعض مظاهر الثنائية في التربية
و بعد هذا العرض السريع للتكاملية يجدر بنا أن نشير الي بعض الثنائيات التي
ظهرت في التربية نذكر منها مايلي :
أولا : ثنائية العقل والجسم :
ظهرت ثنائية العقل و الجسم لدي فلاسفة الفلسفة المثالية و حيث يري أصحاب الفلسفة المثالية مثل أفلاطون أن العقل هو
الوسيلة الصحيحة للحصول علي الحقائق و الافكار الموجودة في عالم المثل, و العقل عندهم أسمي من الجسم لأن الجسم
يتصل بعالم الجواس أو عالم الواقع المتغير الزائل .
1- عين الجسد
2- عين العقل
3- عين التأمل .
1- عين الجسد : و يقصد بها العين الحسية التي تطمح الي أدراك الطبيعة بواسطة التجربة والاحتكاك المباشر بالأشياء
2- عين العقل : ويقصد بها العين الفلسفية التي لا تحتكم الي الحواس بل تحتكم الي العقل و
المنطق.
3- عين التأمل : هي العين الحدثية الروحية التي تتعالي علي الحس و علي العقل .
و يري أن كل عين من هذه العيون لها منطقها المنهجي الذي يميزها عن غيرها فعين الجسد منهجها تجريبي، وعين القل
منهجها تجريدي و عين التأمل منهجها حدثي روحي .
: بعض مظاهر الثنائية في التربية
و بعد هذا العرض السريع للتكاملية يجدر بنا أن نشير الي بعض الثنائيات التي
ظهرت في التربية نذكر منها مايلي :
أولا : ثنائية العقل والجسم :
ظهرت ثنائية العقل و الجسم لدي فلاسفة الفلسفة المثالية و حيث يري أصحاب الفلسفة المثالية مثل أفلاطون أن العقل هو
الوسيلة الصحيحة للحصول علي الحقائق و الافكار الموجودة في عالم المثل, و العقل عندهم أسمي من الجسم لأن الجسم
يتصل بعالم الجواس أو عالم الواقع المتغير الزائل .
علي الحاق ابنائهم بالتعليم العام والبعد عن التعليم الفتي الصناعي والتجاري والزراعي وغيره بحيث ينظر الي التعليم العام هو الأفضل والأرقي علي الرغم من الحاجة الماسة لخرجية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع.
و قد حاولت الدول علي مستوي العالم ومن بينها مصر التغلب على هذه الثنائية بمحاولات عديدة بادخال نظم تعليمية تجمع بيت التعليم النظري و العمل كالمدرسة العاملة والمدرسة الشاملة و المدرسة البوليتكنيكية و التعليم الأساسي و كلها
محاولات لحل يتلك الثنائية بادخال خبرة العمل في التعليم النظري ( سعيد اسماعيل علي(1970)
وعلي الرغم من كل الجهود التي بذلت لم تنجح هذه الجهود وبقيت المشكلة وارتبطت باختياراتهم التعليمية و المكانة
الاجتماعية لهم في المجتمع في المستقبل والتركيب الطبقي في المجتمع.
وتسببت في اختلالات في وظيفة التعليم في تلبية متطلبات التنمية في المجتمع من العمالة الفنية
ثالثا : ثنائية العلوم الطبيعية والعلوم الانسانية والاجتماعية :
تعاني حياتنا الثقافية من ثنائية واضحة ترتبط بعملية بتر بين العلوم الطبيعية و العلوم الأنسانية و الجتماعية . فالدراسات الأنسانية عندنا تكاد تكون في عزلة تامة عن الدراسات الطبيعية و و ينتج عن ذلك بعد أصحاب العلوم الأنسانية عن
أصحاب العلوم الطبيعية و تقطع الروابط بيتهم.
و يرجع بعض المحللين هذه التفرقة الي ان الزيادة الكبيرة في المعرفة لم تكن متكافئة في كل الميادين فتقدمت العلوم الطبيعية تقدما كبيرا و تخلفت العلوم الأنسانية عن اللحاق بها, و كان السبب الرئيسي في تقدم العلوم الطبيعية هو استخدامها للمنهج العلمي في البحث حيث أن في رايهم أن الظواهر الطبيعية و هي موضوع العلوم الطبيعية هي ظواهر طيعة بالنسبة لتطبيق المنهج العلمي بينما تقابل العلوم الأنسانية و الاجتماعية صعوبات عديدة في تطبيق المنهج العلمي في دراسة ظواهرها و من هنا قطعت العلوم الطبيعية شوطا كبيرا في تقدمها بينما لم تحقق العلوم الأنسانية مثل هذا النجاح . )1970( احمد ابو زيد
وقد أدي ذلك في راي البعض الي أختلاف الباحثين في كلا الميدانين في طريقة التفكير و في طريقة معالجة المشكلات التي
يتعرضون لدراستها .
كما نجد أن سرعة التقدم العلمي والتكنولوجي والنتائج الباهرة التي توصلت اليها العلوم الطبيعية من جهة و تخلف العلوم الأنسانية و الاجتماعية من جهة أخري قد أدي الي التشكيك في فائدتها وفي قيمة النتائج التي التي تتوصل اليها .
وفي الجانب المقابل, علي الرغم من الفوائد العظيمة التي حققتها العلم الطبيعي للبشرية ألا أنه أوجد وسائل الحرب و التدمير والتخريب و صاحب تطبيق العلم عديد من المشكلات لم تكن تعرفها البشرية من قبل . فمثلا أرتبط التقدم العلمي و التكنولوجي بتقدم الصناعة وزيادة الانتاج و لكن نتج عن ذلك تلوث البيئة في المدن و انشار أمراض و اوبئة مميته و هكذا . و نتيجة لذلك ظهرت موجات من السخط علي العلم نفسه باعتباره أصل كل ما يعانيه العالم الآن من أزمات وظهرت
دعوة غريبة تدعو الي الأنصراف عن العلم الطبيعي و تحويل الاهتمام الي العلوم الأنسانية و الاجتماعية أنقاذا للبشرية و
حماية للأنسان من شرور العلم . ( محمد كامل حسين, وحدة المعرفة (1972 ) .
وهكذا نجد المناصرين للعلوم الطبيعية و المشفقين منها, ونجد أيضا المناصرين للعلوم الأنسانية و الاجتماعية و المناهضين لها . و لكل وجهة نظرة, ناظرين الي المسألة علي أنها أما علوم طبيعية أو علوم أنسانية و اجتماعية . فكل
منهم يري الخير كل الخير في المجال الذي ينتمي اليه و يحاول التقليل من شأن المجال
الآخر.
ونجد أصحاب العلوم الأنسانية و الاجتماعية يوجهون انتقادات للعلوم الطبيعية كالتالي :-
أن العلوم الطبيعة التي تعتمد علي العقلانية تسلب من الأنسان أنسانيته و تؤدي الي تضييق دائرة الفكر و تحصر الانتباه في جانب المنفعه المادية و يؤدي ذلك الي جدب القيم الأنسانية و يصبح العلم عقيما و يفقد الانسان وحدته و تكامله ونعتقد أن هذه الدعوة دعوة سلبية وتعني التنكر للعلم و التخلي عن كل ما يذله للبشرية و لكنها في ذات الوقت تعبر عن عمقا الأزمة التي يمر بها العالم وبخاصة في موقفه من العلم
و ناتي الي وجهة نظر اصحاب العلوم الطبيعية في العلوم الأنسانية و الاجتماعية : و أصحاب العلوم الطبيعية يرون أن العلوم الأنسانية و الاجتماعية فيها الكثير من المنطق والمعقول و المحتمل الا أنها لا تصل الي الحقيقة اليقينية اللازمة لكشف طبيعة الأنسان و قوانين حياته انها علوم تأملية لا يتحقق لها قدر كاف من
الموضوعية و مانصل اليه من نتائج في الغالب تعبر عن أحكام ذاتية .
كما انه يصعب أخضاع ظواهرها للتجريب و لا تتوفر لها أدوات القياس الدقيقة ولا يوجد وحدات قياس متفق عليها و تصل في الغالب الي نتائج لفظية مقطوعة الصلة بالواقع . كما يصعب تعميم نتائجها أو استخدامها في التنبؤ بالمستقبل و بصفة عامة ينظر اليها على أنها نوع من الترف العقلي و ليست لها تطبيقات مفيدة في حياة الأنسان اليومية . (سعيد
اسماعيل علي, 1970).
و خلاصة القول ان هناك من الروابط بين العلوم الطبيعية و العلوم الأنسانية والاجتماعية ما يجعلها وحدة واحة هدفها النهائي هو الأنسان هذه تدرس البيئة وكيفية تسخيرها لمصلحة للأنسان وتلك تدرس موقع الأنسان من هذه البيئة و في حقيقة الأمر انه لا يوجد أنفصال بين طرفي المعرفة بل هناك صورا ومجالات للتكامل بينهما منها علي سبيل المثال أن هنا خطوط للتماس بينهما فعلم الجغرافيا مثلا يعتبر علما وسطا بينهما وعلم النفس يقوم علي علم البيولوجيا و الفلسفة و
المنطق مفيد في علم الرياضيات و في دراسة اللغات لا يمكن الفصل بين العلم الطبيعي و الأنساني .
وكما تقدمت العلوم الطبيعية في استخام المهج العلمي و أدوات القياس أستطاع المشتغلون بالعلوم الأنسانية و الاجتماعية تطبيق المنهج العلمي و استخدام أدواته وبناء مقاييس أكثر دقة و صار الفرق فقط في مقدار الخطأ المقبول في التجريب
و استخدام أدوات القياس .
من جهة أخري تستطيع العلوم الأنسانية أن توجه نتائج العلوم الطبيعية لخدمة مصالح الأنسان في ضوء ما تقدمه من قيم كما تقوم بمواجهة المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية والأخلاقية والتربوية التي تنتجعن التقدم العلمي و التكنولوجي .
و نحن نتطلع الي اليوم الذي تخل فيه المجموعتان من العلوم في جهد بشري واحد و لا يكون فيه عالما للطبيعة جاهلا بتاريخ الأنسانية وأهدافها, ولا يكون فيه عالما للأنسانيات جاهلا بالبيئة الطبيعية التي يسكنها ذلك الأنسان .
رابعا : ثلاثية الزمن :
تعبر ثلاثية الزمن عن أبعاد ثلاثة الماضي والحاضر و المستقبل و
التربية هي عملية نمو وبذلك هي بطبيعتها عملية مستقبلية و يعني ذلك انها تنظر الي المستقبل فنحن نعد ابنائنا شئنا أو لم نشأ لزمن غير زماننا زمن لم يأت بعد و لذا لابد من مراعاة ذلك في تربية الأبناء. وهذا الأمر يفرض علي التربية و المشتغلين بها توجيه الاهتمام بالدراسات المستقبلية, و بالفعل بدأ الاهتمام بذلك في السنوات الأخيرة و أصبح لدينا متخصصين في هذا الميدان واصبح لدينا كورسات و درجات علمية و مجلات علمية خاصة بمجال مستقبل التربية .
و تشير دراسات المستقبل الي أن المستقبل يبدأ من الآن ونحن نصنع المستقبل الذي نريده أو قل المستقبل المحتمل من الآن في حاضرنا. وتتوقف نوعية المستقبل علي قدر ما نبذله في في الحاضر من جهد و بقدر ما نعد له من امكانات وخطط تقوم علي تنبؤات و سيناريوهات و علي ذلك لا يوجد مستقبل واحد بنتظرنا و انما مستقبلات بديلة بقدر نستطيع من
رصد لامكانيات و وضع تصورات السيناريوهات دقيقة . ( احمد فؤاد الأهوائي، 1985).
أما عن الماضي, فالماضي لا يعني مجرد قائع و أحداث فهو يمثل ذاكرة المجتمع وأرثه الثقافي و خلاصة تجاربه وجذوره الفكرية التي ينطلق منها الي الحاضر والمستقبل و تشير الدراسات التاريخية أن الظاهرة التاريخية لها أمتداد في الحاضر فالماضي والحاضرة و المستقبل سلسلة متصلة لا أنفصام بينها . ( سعد مرسي أحمد, 1966 )
و تشير الدراسات التربوية الي ان التعليم في مصر وبلاد أخري كثيرة يجنح الي الي الماضي و تمجيده ويتعامل مع مشكلات الحاضر محاولا ايجاد حلول لها ورغم الجهود المبذولة ومشروعات التطوير, تقف أمامها عقبات زيادة الأعداد و قصور البنية التحتية وعدم كفاية الموارد و ضعف المردود التعليمي وغيرها و علي الرغم من بعض جهود الاهتمام بالمستقبل مازال الطريق في بدايته في هذا المجال ونأمل أن تسهم في وضع تصورات مستقبلية مفيدة لقطاع التعليم و حل
مشكلاتة
و بعد عرض الأمثلة السابقة من الثنائيات التي ظهرت في التعليم ليس فقط في مصر و لكن في أماكن أخري كثيرة من العالم نرجوا أن تكون أيها الطالب الكريم قد حققت فهما لأهمية ان تكون النظرة الى التربية نظرة شمولية في كل مجالاتها و أبعادها ومستوياتها, و لعلك توصلت الي الدور الهام للنظرة التكاملية ومواجهة المشكلات التربوية التي نتجت عن الثنائية والنظرة الجزئية لمفاهيم و قضايا التربية
لخص دي
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...
Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...
تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...
My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...
- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...
تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...
Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...
تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...
أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...
أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...
[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...