لخّصلي

. المفاهيم الفلسفية حول التكامل

2.1 المفهوم الكامن وراء فكرة التكامل

المفهوم الفلسفي الذي تقوم عليه فكرة التكامل هو أن الطفل ذو الاحتياجات الخاصة له حقوق متساوية مع الطفل غير المعاق، وبالتالي فإن حقه الأساسي هو أن يتعلم مع أقرانه، في نفس المؤسسة التعليمية. على الرغم من أنه من الصحيح أن هناك أطفالًا استثنائيين يحتاجون إلى المزيد من التدريس والمزيد من الوقت للتعلم، إلا أن ذلك بطريقة ما

ومن حيث المبدأ، فإن الطفل الاستثنائي لا يحتاج إلى تعليمات تختلف في جوهرها عن التعليمات المقدمة للطفل العادي.

ومن النظرة الفلسفية التي ترى أن الفرد المحدود جزء لا يتجزأ من المجتمع، فقد ظهر نموذجان يكمل كل منهما الآخر، وهدفهما هو الوصول إلى التكامل العملي للفرد الاستثنائي في المجتمع: "النموذج

السلوكي"، و"النموذج الإنساني التربوي".

2.2 النموذج السلوكي – مبدأ "التطبيع".

يتم تعريف مصطلح "التطبيع" في الأدبيات على أنه "استخدام الوسائل الثقافية المعيارية (التقنيات والأجهزة والأساليب القيمة) لتمكين الناس من الحصول على ظروف معيشية (الدخل والسكن والخدمات الصحية) تكون على الأقل جيدة مثل تلك التي من متوسط السكان.

تطورت فكرة التطبيع بشكل كبير في الولايات المتحدة وتجلت في مجالين: الأول، التشريعات التي تهدف إلى المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص والعمل الإيجابي الذي من شأنه تمكين "الحياة الطبيعية" في المجتمع. والثاني، قبول الطلاب ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في نظام التعليم العام لإعدادهم لحياة طبيعية.

تركز انتقاد المفهوم السلوكي على الادعاء بأن هذا المفهوم يشبه نموذجًا طبيًا يجب بموجبه "شفاء" الشذوذ ويصبح "طبيعيًا". النموذج السلوكي يملي طرق عمل منهجية ومراحل واضحة للتشخيص وتحديد "المرض" وتنفيذ خطة التدخل التي تحدد الظروف البيئية والعلاج وبعد ذلك. ورغم أنه تبين أن الطريقة فعالة وتستخدم على نطاق واسع في المؤسسات التعليمية والتأهيلية، إلا أنها حظيت أثناء إنشائها بالثناء على الفرد. أبعدت هذه الطريقة المشغل عن رؤية تفرد كل التفاصيل. لقد تحقق هدف التطبيع ولكن الثمن كان عزل المتطرفين وشعورهم بالغربة داخل المجتمع.

3

2.3 النموذج الإنساني التربوي

وفي مقابل النموذج السلوكي تم اقتراح نموذج يركز على الفرد المحدود وحقوقه. ووفقا لهذا النموذج، فإن التكامل الحقيقي هو نشاط ذو اتجاهين بين الفرد والمجتمع، وليس نشاطا في اتجاه واحد لفهم الاستثناء ليكون مثل أي شخص آخر. معنى هذا النوع من التكامل هو تنمية قدرة الأشخاص غير الطبيعيين على عيش حياة كريمة ومعنى مع الإعاقة، جنبًا إلى جنب مع فهم المجتمع لقبول الأشخاص ذوي الإعاقة والإعاقات كأشخاص كاملين.

2.4 وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئات تعليمية مختلفة

يتم في هذا القسم عرض ثلاثة مفاهيم مركزية للتكامل: "التيار الرئيسي" للتكامل (الشمول) ومفهوم التكامل (التعميم)

(تعميم) أ. النموذج السائد للجمع

هذا المفهوم هو الأقدم بين الثلاثة ويعود أصله إلى قانون التعليم الخاص الأمريكي. السكان الذين يشير إليهم هذا النهج هم مجموعة الأطفال ذوي الإعاقات الخفيفة إلى المتوسطة. أحد المبادئ الأساسية لهذا المفهوم هو أن نقل الطالبة ذات الإعاقة الخفيفة إلى المتوسطة إلى صف خاص من التعليم الخاص لا يتم إلا إذا لم يتم العثور على حلول أخرى لبقاء الطالبة في منزلها الطبيعي ويجب على الدولة تزويد الطالب بالبدائل الممكنة التي تتوافق مع مبدأ "البيئة التعليمية الأقل تقييداً". ووفقا لهذا المبدأ، يخرج الطالب نهارا للحياكة إلى فصل تحضيري مفتوح ليحصل على المساعدة حسب احتياجاته المختلفة، على سبيل المثال التدريس الأولي والمساعدة الفردية وتنمية المهارات الحياتية وتطوير استراتيجيات التعلم.

ب . نموذج التكامل

كان التوجه الرئيسي لحركة الدمج هو تعليم الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة بالقرب من أقرانهم من نفس العمر الذين يدرسون في التعليم العام، لتمكينهم من تكوين صداقات مع أقرانهم من نفس العمر الذين يدرسون في التعليم العام.

الطلاب غير المعاقين.

يدرس الطلاب ذوو الإعاقات الشديدة، في معظم الأحيان، في فصول خاصة موجودة في المدارس العامة العادية، حيث تكون الإقامة المشتركة مع الطلاب الآخرين في المدرسة عادة خلال ساعات العمل

الغداء والاستراحات والمناسبات الخاصة.

يوجد في الولايات المتحدة عدة أنواع من المنازل الخاصة:

فصل علاجي فئوي، يدرس فيه الطلاب من نفس مجموعة الإعاقة، مثل الطلاب الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم. يشمل الفصل العلاجي متعدد الفئات الطلاب ذوي الإعاقات المختلفة، الذين هم على مستوى مماثل من حيث الأداء الوظيفي أو التحصيل التعليمي، وما إلى ذلك، وهو منزل علاجي مبني على المهارات التي تركز على التدريس العلاجي في مجال دراسي محدد إشكالي.

أ نموذج الشمول

ويتعلق مفهوم الدمج بالشراكة الكاملة واتحاد الطلاب المعاقين مع أقرانهم (المجموعة

متساوون) على جميع المستويات. يتضمن مصطلح التضمين ستة جوانب رئيسية:

و. سيحصل جميع الطلاب على التعليم في المدرسة التي يريدونها، وهو التعليم الذي كانوا سيحصلون عليه لولا زوجي

الإعاقات.

. يجب أن يكون في كل مدرسة أطفال ذوو إعاقة وفقاً لانتشارهم النسبي بين السكان.

ب ج.

لا يمكن رفض الأطفال ذوي الإعاقة بناء على نوع الإعاقة أو مداها.

رابع. يجب أن يكون التعليم العام مناسباً من حيث العمر والمسكن للطلبة المعاقين، حتى لا يكون لهم وجود

الوحدات المستقلة لفصول التربية الخاصة.

ال. طرق التدريس المفضلة في نموذج الدمج هي التعلم التعاوني وتعليم الأقران (التدريس الذي يتم

أثناء التعامل مع الطلاب). و. يتم تقديم الدعم لطلاب التعليم الخاص داخل الفصول الدراسية العامة وفي البيئات المشتركة الأخرى

3. سياسة التكامل في أوروبا والولايات المتحدة

يعرض هذا الفصل سياسات الاندماج في أوروبا والولايات المتحدة، ويبحث في تنفيذها من خلال التركيز على عدة مؤشرات: قانون الاندماج، تعريف الإعاقات، تشخيص الأطفال ذوي الإعاقة، الأطر الممكنة

للأطفال ذوي الإعاقة وسياسة الميزانية.

3.1 التشريعات المتعلقة بالتكامل

وفقاً للمفهوم الفلسفي والأخلاقي للاستثنائي في كل دولة، فقد تم سن قوانين في مختلف البلدان تشير إلى حقوق الاستثنائي في الاندماج في الأطر التربوية النظامية. وتتراوح المفاهيم الفلسفية التي تقوم عليها القوانين بين رؤية عالمية ترى أن الفرد الاستثنائي يتمتع بحقوق متساوية في المجتمع، ومفهوم يرى أن الاستثنائي هو فرد مختلف عن الآخرين، وبسبب احتياجاته الخاصة يجب أن يكون ضمنه.

مناسبة له. وتتحرك كل دولة وفق معاييرها التي تتجاوز هذا النطاق. يوجد في بعض البلدان فهم كامل لحاجة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الالتحاق بالمدارس العادية، وفي بلدان أخرى هذا الاعتراف

يبدأ في الظهور وتحدث تغيرات تدريجية في المنطقة.

وتعد إنجلترا، على سبيل المثال، مثالاً واضحاً على تبني وجهة النظر القائلة بأن الدولة يجب أن تفعل كل شيء من أجل دمج المعاقين في المدارس العادية. ينص القانون الإنجليزي على ضرورة أخذ وضع الطفل في التعليم بعين الاعتبار

34

الخاص، فقط بعد أن تبين أن المدرسة العادية غير مناسبة له. يتم تعريف الطفل ذو الاحتياجات الخاصة من حيث مدى تكيف النظام معه وليس العكس. أي أن الطفل ذو الاحتياجات الخاصة هو من لديه إعاقة تمنعه من الاستفادة من خدمات التعليم العادي المقدمة لأقرانه في منطقة إقامته.

ومن ناحية أخرى، يجري في ألمانيا الإعداد لعملية تدريجية للاعتراف بحقوق الاستثناء في المجتمع وتوسيع إمكانيات دمجه في نظام التعليم العادي، وهو ما يتم التعبير عنه في المزيد من أطر وبرامج الدمج. والدليل على ذلك القرار الذي اتخذته الحكومة في نهاية عام 1988 والذي أعلنت فيه زيادة مرونة نظام التعليم الخاص، مما يدل على تطور فهم جديد لحقوق المعاقين والاحتياجات التعليمية التي يحتاجونها. .

وإلى جانب الدول الأوروبية، تقف الولايات المتحدة وتحمل الشعلة في كل ما يتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكيفية دمجهم في المدارس. على مر السنين، يمكنك أن ترى كيف تغير الاتجاه في الولايات المتحدة من الوضع الذي ترسل فيه الولاية الأطفال إلى المدارس الخاصة من أجل "تطويرهم"، إلى الوضع الذي يفضلون فيه إرسال الأطفال في ولايات مختلفة في الولايات المتحدة. الطفل ذو الإعاقة إلى مدرسة عادية، بدلاً من مدرسة خاصة، وبذل أقصى الجهود من أجل أن يحصل هؤلاء الأطفال على كل الدعم حتى يتمكنوا من الدراسة مع بقية أقرانهم، ولا يشعرون بالاختلاف والانفصال .

3

3.2 تشخيص وإيداع الأطفال ذوي الإعاقة في بلدان مختلفة

يستعرض هذا الجزء كيفية تشخيص المعاقين وتصنيفهم ضمن أطر التعليم في الدول المختلفة. يتم تنفيذ عملية التشخيص بطريقتين: الأولى من قبل المدارس، والثانية من قبل السلطات

الصحة

ففي إنجلترا، على سبيل المثال، تم تطوير قانون علاجي في مجال التعليم الخاص. يتم التشخيص من قبل نظام التعليم ويتضمن خمس مراحل في عملية تشخيص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يُنظر إلى التشخيص على أنه عملية مستمرة ومرنة يتم من خلالها فحص الإطار المطلوب للطفل في كل فترة زمنية محددة.

في ألمانيا، تم تنفيذ نهج منذ عام 1994 يؤكد على الحاجة إلى اللجوء إلى تقسيم أقل صرامة للفئات التقليدية للطلاب ذوي الإعاقة. وبدلاً من الفئات التقليدية تم تطوير ثمانية أبعاد لتعكس حالة الطفل ذو الاحتياجات الخاصة وهي: التطور الحركي، والإدراك، والتطور المعرفي، والدافع (الدافع)، والتطور اللفظي، والنمو الاجتماعي، والنمو العاطفي، والإبداع. يتم التشخيص من قبل نظام التعليم ويتضمن وصفًا دقيقًا لاحتياجات الفرد الخاصة والقرار المتعلق بالعملية

المؤسسة التعليمية والمكان الذي سيحصل فيه الطفل على الدعم.

جانب آخر يتعلق بعملية التشخيص والفحص هو مشاركة الوالدين في القرار المتعلق بمستقبل الطفل.

في إنجلترا، على سبيل المثال، يقوم كل من أولياء الأمور والطلاب بدور نشط في عملية التشخيص واتخاذ القرار بشأن العلاج. في النمسا، منذ عام 1993، يمكن للوالدين اختيار إرسال طفلهم إلى مدرسة خاصة أو إلى مدرسة متكاملة. وفي الولايات المتحدة، يحق للوالدين أن يقررا منهجًا خاصًا لطفلهما أو علاجات خاصة من السلطة التعليمية التي يدرس فيها. بالإضافة إلى ذلك، يحق للوالدين أيضًا طلب التغييرات