لخّصلي

مجموعة من الجزر تقع في الخليج الكائن بين شبه جزيرة قطر وساحل المنطقة الشرقية (الأحساء) بالمملكة العربية السعودية، لا تزيد مساحتها جميعاً على ٥٧٥ كيلومتراً مربعاً. ويزيد عدد الجزر على إحدى عشرة جزيرة، أكبرها جزيرة البحرين التي أعطت اسمها للدولة كلها، والذي أخذته من اسم المنطقة كاملة ، وكانت من قبل تعرف باسم جزيرة .

سبق أن ذكرنا أن بني خليفة وهم من العتوب قد غادروا القرين (الكويت) مغاضبين أبناء عمومتهم آل الصباح لسبب من الأسباب، واتجهوا نحو الجنوب ورغبوا في الاستقرار في جزيرة البحرين، ولكن حكام الجزيرة من بني مذكور من قبيلة المطاريش لم يسمحوا لهم بذلك مما اضطرهم إلى متابعة السير إلى (الزبارة) في قطر فنزلوا فيها عام ١١٧٩ هـ ( ١٧٦٥م) بإمرة شيخهم محمد بن خليفة، وكانت المنطقة من ديار بني مسلم

. حصن آل خليفة الزبارة، وحصلوا على نوع من الاستقلال الذاتي، ولما طالبهم آل مسلم بدفع الزكاة لهم رفضوا ذلك، ولم يمض بعد على استقرارهم أكثر من عامين . عمل آل خليفة بصيد اللؤلؤ، ونمت تجارتهم، وأعفوا البضائع من الرسوم فتطورت مدينتهم وجذبت إليها عدداً من القبائل الأخرى منها عدد من العتوب من الكويت، مثل قبيلة الجلاهمة التي منها آل جابر أشهر قبائل العتوب في ركوب البحر ، وكان المهاجرون من الكويت

من الكثرة حتى اضطر أهل الزبارة إلى رفض بعضهم وطردهم وإعادتهم إلى

الكويت .

ضعفت دولة آل خالد في المنطقة وحصل كثير من أتباعهم على الاستقلال مثل آل الصباح في الكويت، وآل مسلم في قطر، وسار على

طريقهم آل خليفة في (الزبارة) (1) .

وقع خلاف بين آل خليفة وآل جابر، واعتزل آل جابر في منطقة (الرويس)، وعملوا في بناء أسطول خاص بهم، ثم تجدد الخلاف فقتل زعيم آل جابر، وأبيد أكثرهم ولم ينج منهم إلا القليل وأكثرهم من النساء والأطفال .

وحصل نزاع بين آل خليفة في (الزبارة) حكام (بوشهر) و(والدورق) و (بندر (رق) وهؤلاء لهم السيطرة على جزيرة البحرين، ونتيجة الصراع سيطر آل خليفة على جزيرة البحرين .

وبدأ الصدام بين السعوديين في الأحساء وآل خليفة في (الزبارة)،

وذلك عام ١٢١٠هـ (١٧٩٥م) ، ابتدأ السعوديون بالهجوم على الزبارة

بقيادة إبراهيم بن عفيصان وألقوا الحصار على المدينة، ولما اشتد الأمر على

سكانها قرروا إخلاءها وتخريبها وارتحلوا عنها بصورة جماعية إلى

البحرين، إلا أن قادتهم قد وقعوا أسارى بين ابن عفيصان الذي عين حاكماً

على البحرين من قبله .

رجع سلمان بن خليفة عام ١٢١٤هـ (۱۷۹۹م) حاكماً على البحرين،ولكنه تعرض في العام التالي لهجوم سلطان مسقط عليه ، إلا أن هذا الهجوم قد فشل، غير أنه نجح في المرة الأخري بعد سنة، وفتحت مدينة المنامة أبوابها لسلطان مسقط الذي نقل بعض الرهائن من آل خليفة إلى مسقط على حين هرب بعضهم إلى (الزبارة)
ثم استطاع آل خليفة بعد عامين الرجوع إلى جزيرتهم، وكان النفوذ السعودي ينتشر في البحرين فاستعان آل خليفة بالسعوديين ضد العثمانيين، وتوطدت العلاقات بين آل سعود وآل خليفة، وخاصة عندما رجع سلمان بن خليفة إلى الحكم بمساعدة عبد العزيز بن محمد آل سعود عام ١٢٢٤هـ (۱۸۰۹م) ، بعد أن أجبر على تركه بسبب هجوم سلطان عمان
تمكن الجيش السعودي من طرد سلطان عمان، ولكنه أخذ بعض آل خليفة إلى نجد حيث احتجزهم الإمام سعود الكبير هناك، لكن آل خليفة استعانوا بأعدائهم السابقين العمانيين ضد السعوديين . أخرج السعوديون من البحرين بمساعدة الأمير عبد الله بن أحمد الذي ثار عليه بعد مدة أحد أبناء عمومته، وهو محمد بن خليفة بن سلمان، إلا أن محمداً هذا قد هزم في معركة (الناصفة) فالتجأ إلى عبد الله بن ثنيان من آل سعود، وكان وقتذاك في المنطقة الشرقية، ولكن ابن ثنيان لم يستفد من خلاف آل خليفة لأن حکمه قد انتهى بمجيء فيصل بن تركي، فذهب محمد بن خليفة يطلب النجدة من قطر فحصل عليها واستطاع الانتصار على ابن عمه عبد الله بن أحمد، وتسلم الحكم عام ١٢٥٨ هـ (١٨٤٢م) .
فر عبد الله بن أحمد إلى إيران، وطلب النجدة، ولكنه لم يوفق . من جهة أخرى تمكن الإمام فيصل بن تركي ال سعود من دخول مدينة الدمام

وانتزاعها من أيدي البحرانيين، وأراد السيطرة على البحرين كها . انتقل عبدالله بن أحمد إلى الدمام ولكنه لم يستفد شيئاً، وتوفي عام ١٢٦٥هـ (١٨٤٩م)، وصفا الجو لمحمد بن خليفة الذي استمر في الحكم حتى عام ١٢٨٦ هـ (١٨٦٩م) ، وكان قد عقد معاهدة مع بريطانيا عام

١٢٧٩هـ (١٨٦٢م) (١) .

انتقل الحكم إلى علي بن خليفة بعد وفاة محمد، غير أنه قتل بعد أشهر

عدة بيد أخيه ناصر، ولكن عيسى بن علي قد قبض على زمام الأمر ، وتسلم الحكم حتى عام ١٣٤١ هـ (١٩٢٦م) ، وعقد معاهدة عام ١٢٩٨هـ (۱۸۸۰م) مع بريطانيا وجددت عام ۱۳۱۰ هـ (۱۸۹۲م)، فحوى هذه المعاهدة : أنه لا يحق لأمير البحرين أن يتنازل عن أي جزء من أراضيه إلى أية جهة سوى بريطانيا ، ولا أن يعقد أية علاقة مع أية دولة دون علم

بريطانيا، وأن يقيم مستشاراً بريطانياً في المنامة بجانب الأمير (٢) .

توفي الأمير عيسى بن خليفة عام ١٣٤١ هـ (۱۹۲۳م) فتسلم الحكم بعده ابنه أحمد حتى عام ١٣٦١ هـ (١٩٤٢م) ، وفي عهده وجد النفط في البلاد بكميات تجارية، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية وقعت بريطانيا نيابة عن شيخ البحرين معاهدة تمنح الحكومة الأمريكية بموجبها حق اتخاذ البحرين مقراً لقيادة أسطولها في الشرق الأوسط
تسلم الحكم في البحرين بعد وفاة الأمير أحمد ابنه سلمان حتى عام ١٣٨١ هـ ( ١٩٦١م) ، وقد طرد سلمان المستشار البريطاني من البلاد عام ١٣٧٧ هـ (١٩٥٧م) وبدأت البلاد تسير نحو الاستقلال الذي تم في عهد عيسى بن سلمان الذي لا يزال أميراً على البلاد، إذ أجري استفتاء في البحرين من قبل الأمم المتحدة استقلت على إثره عام ١٣٩٠ هـ ( ١٩٧٠م)، وانضمت إلى الأمم المتحدة وإلى - جامعة الدول العربيةوخلفه ابنه حمد في عام ١٤٢٠هـ / ۱۹۹۹ م بعد وفاة والده عيسى إثر أزمة قلبية .