لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

أسباب زيادة الإيمان
لقد جعل الله سبحانه لكل مرغوب ومطلوب سببًا وطريقا يوصل إليه، وإنَّ أهم وأعظم المطالب وأعمها نفعا هو الإيمان، وقد جعل الله له مواد كثيرة تجلبه وتقويه، وأسباباً عديدة تزيده وتنميه، إذا فعلها العباد قوي يقينهم وزاد إيمانهم، بينها الله في كتابه
وبينها رسوله في سنته. ولعل أهم هذه الأسباب ما يلي:
أولاً - تعلم العلم النافع
الله وسنة رسوله (۱). وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولاً، (٢). وقال ابن حجر: «والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي يفيد ما يجب على المكلف من أمر دينه في عبادته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له من القيام بأمره، عن النقائص، ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه
لأنه وسيلة لأعظم الغايات وهي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والقيام بتوحيده على الوجه المطلوب. فالعلم ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لغيره وهو العمل، فكل علم شرعي فطلب الشرع له إنما يكون حيث هو وسيلة إلى التعبد به الله تعالى، لا من جهة أخرى، ويدل على ذلك أمور: أحدها: أن الشرع إنما جاء بالتعبد، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام، ۱) كقوله تعالى: يَتَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) (1). وقوله: الر كِتَبُ أُحْكِمَتْ وَايَنتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ : أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله ) (۲)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا
فَاعْبُدُونِ (۳). فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا تَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَنُوا) (٥). وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتُ وَآنَاءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَابِمَا تَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَاب (1). ثانيا - التأمل في آيات الله الكونية
فإنَّ التأمل فيها، والنظر في مخلوقات الله المتنوعة العجيبة، وشمس وقمر، وكواكب ونجوم، وجبال وأشجار، مخلوقات الله التي لا تعد ولا تحصى، لمن أعظم دواعي الإيمان، ولا علاقة فوقها، ثم تأمل
فلا صدع فيها ولا فطر ولا شق، ولا أمت ولا عوج. وأشدها موافقة للبصر وتقوية له. وتأمل خلق الأرض وكيف أبدعت تراها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقها سبحانه فراشا ومهادًا، وجعل فيها أرزاقهم، وأقواتهم ومعايشهم، وتصرفاتهم، ووسع أكنافها ودحاها، فمدها وبسطها وطحاها فوسعها من جوانبها، وجعلها كفانا للأحياء تضمهم على ظهرها ما داموا أحياء، وكفانا للأموات
تضمهم في بطنها إذا ماتوا، فظهرها وطن للأحياء وبطنها وطن للأموات. ثم انظر إليها وهي ميتة هامدة خاشعة فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت، فارتفعت واخضرت وأنبتت من كل زوج بهيج، فأخرجت عجائب النبات في المنظر
بهيج للناظرين كريم للمتناولين. ثم تأمل كيف أحكم جوانب الأرض بالجبال الراسيات الشوامخ الصم الصلاب
وكيف رفعها وجعلها أصلب أجزاء الأرض، لئلا تضمحل على تطاول السنين، وترادف الأمطار والرياح، بل أتقن صنعها وأحكم
ثم تأمل هذا الهواء اللطيف المحبوس بين السماء والأرض يدرك بحس اللمس
أسباب نقص الإيمان
أسباب نقصه، فكذلك له أسباب تنقصه وتضعفه، وكما أن المسلم مطالب بمعرفة أسباب زيادة الإيمان ليطبقها، فهو كذلك مطالب بمعرفة أسباب نقصه ليحذرها، من باب عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه
‏A
وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ). وقال ابن الجوزي: «فإن في تعريف الشر تحذيرا عن الوقوع فيه» (٢). فتعلم أسباب نقص الإيمان، ومعرفة عوامل ضعفه، وطرق الوقاية منها أمر مطلوب (۲) لا بد من العناية به، وقبل الشروع في ذكر أسباب نقص الإيمان وبيانها، أود أن أشير إلى أن عدم تعاهد أسباب زيادة الإيمان، وترك العناية بذلك، فإهمال الأمور التي سبقت الإشارة إليها فيما سبق، يضعف الإيمان وينقصه، فكما أن المحافظة عليها سبب في الزيادة، قال الشيخ محمد العثيمين: وأما نقص الإيمان فله أسباب. فذكر أمورًا منها: ترك الطاعة فإن الإيمان ينقص به، والنقص به على حسب تأكد الطاعة، وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة ، (۳)، يدل على ذلك قول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَنِهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّنَهَا ﴾ ، الثاني - معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
والتي تدل على كمال الله المطلق من كافة الوجوه، لمن أعظم أبواب العلم التي يحصل بها زيادة الإيمان، والاشتغال
بمعرفتها وفهمها والبحث التام عنها مشتمل على فوائد كثيرة وعظيمة، منها:
1- أن علم توحيد الأسماء والصفات أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، فالاشتغال بفهمه والبحث عنه اشتغال بأعلى المطالب، ٢ - أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له، فالاشتغال
بذلك اشتغال بما خلق له العبد، وتركه وتضييعه إهمال لما خلق له، وقبيح بعبد لم
تزل نعم الله عليه متواترة، وفضله عليه عظيم من كل وجه أن يكون جاهلا
بل أفضلها وأصلها الإيمان بالله، بل حقيقة الإيمان أن يعرف الذي يؤمن به ويبذل
بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله وعلى ما يشرعه من الأحكام، والحكمة، ولذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده
وحكمته وفضله وعدله، وأوامره ونواهيه عدل
الخامس - قراءة سيرة سلف هذه الأمة :
وليوث الصدام، وأهل المشاهد والمواقف العظام، أقوى الناسإيمانًا وأرسخهم علما وأبرهم قلوبًا وأزكاهم نفوسا، وخص منهم أصحاب النبي ﷺ
الذين شرفهم الله برؤية نبيه ﷺ ومتعهم بالنظر إلى طلعته، فأخذوا الدين منه غضاً طرياً، فاستحكمت به قلوبهم، ويكفي في بيان فضلهم أن الله خاطبهم بقوله: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) ، والمعنى: أنهم خير الأمم، وأنفع الناس للناس. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة الله قال : قال رسول الله ﷺ: «خير أمتي القرن
وقرأ سيرهم، وعرف محاسنهم، وتأمل ما كانوا عليه من خلق عظيم، وتأس بالرسول الكريم ،


النص الأصلي

أسباب زيادة الإيمان


لقد جعل الله سبحانه لكل مرغوب ومطلوب سببًا وطريقا يوصل إليه، وإنَّ أهم وأعظم المطالب وأعمها نفعا هو الإيمان، وقد جعل الله له مواد كثيرة تجلبه وتقويه، وأسباباً عديدة تزيده وتنميه، إذا فعلها العباد قوي يقينهم وزاد إيمانهم، بينها الله في كتابه


وبينها رسوله في سنته. ولعل أهم هذه الأسباب ما يلي:


أولاً - تعلم العلم النافع


إنَّ أهم وأنفع أسباب زيادة الإيمان تعلم العلم النافع علم الشريعة المستمد من كتاب


الله وسنة رسوله (۱).


يقول ابن رجب معرفاً بهذا العلم: فالعلم النافع هو ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف، وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولاً، ثم الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيا، وفي ذلك كفاية لمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع عني (۲) واشتغل ... (٢).


وقال ابن حجر: «والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي يفيد ما يجب على المكلف من أمر دينه في عبادته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له من القيام بأمره، وتنزيهه


عن النقائص، ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه
وإنما نال العلم هذه المكانة العظيمة، لأنه وسيلة لأعظم الغايات وهي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والقيام بتوحيده على الوجه المطلوب. فالعلم ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لغيره وهو العمل، فكل علم شرعي فطلب الشرع له إنما يكون حيث هو وسيلة إلى التعبد به الله تعالى، لا من جهة أخرى، ويدل على ذلك أمور: أحدها: أن الشرع إنما جاء بالتعبد، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام،


(۱) كقوله تعالى: يَتَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ) (1).


وقوله: الر كِتَبُ أُحْكِمَتْ وَايَنتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ : أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله ) (۲)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا


فَاعْبُدُونِ (۳). وقوله: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (3) أَلَا لِلَّهِ


الدِّينُ الْخَالِصُ ) (٤)


وما أشبه ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصى إلا بكلفة كلها دالة على أن المقصود من العلم هو التعبد الله عز وجل، وصرف جميع أنواع العبادات والطاعات له.


الثاني: ما جاء من الأدلة الدالة على أن روح العلم هو العمل، وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به.


فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا تَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَنُوا) (٥).


وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتُ وَآنَاءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَابِمَا تَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَاب (1).
ثانيا - التأمل في آيات الله الكونية


فإنَّ التأمل فيها، والنظر في مخلوقات الله المتنوعة العجيبة، من سماء وأرض، وشمس وقمر، وكواكب ونجوم، وليل ونهار، وجبال وأشجار، وبحار وأنهار، وغير ذلك من


مخلوقات الله التي لا تعد ولا تحصى، لمن أعظم دواعي الإيمان، وأنفع أسباب تقويته. فتأمل خلق السماء وارجع البصر فيها كرة بعد كرة كيف تراها من أعظم الآيات في علوها وارتفاعها، وسعتها وقرارها بحيث لا تصعد علوا كالنار ولا تهبط نازلة كالأجسام الثقيلة، ولا عمد تحتها، ولا علاقة فوقها، بل هي ممسوكة بقدرة الله، ثم تأمل


استواءها واعتدالها، فلا صدع فيها ولا فطر ولا شق، ولا أمت ولا عوج. ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن الألوان، وأشدها موافقة للبصر وتقوية له.


وتأمل خلق الأرض وكيف أبدعت تراها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقها سبحانه فراشا ومهادًا، وذللها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم، وأقواتهم ومعايشهم، وجعل فيها السبل لينتقلوا فيها في حوائجهم، وتصرفاتهم، وأرساها بالجبال فجعلها أوتادا تحفظها لئلا تميد بهم، ووسع أكنافها ودحاها، فمدها وبسطها وطحاها فوسعها من جوانبها، وجعلها كفانا للأحياء تضمهم على ظهرها ما داموا أحياء، وكفانا للأموات


تضمهم في بطنها إذا ماتوا، فظهرها وطن للأحياء وبطنها وطن للأموات. ثم انظر إليها وهي ميتة هامدة خاشعة فإذا أنزل الله عليها الماء اهتزت وربت، فارتفعت واخضرت وأنبتت من كل زوج بهيج، فأخرجت عجائب النبات في المنظر


والمخبر، بهيج للناظرين كريم للمتناولين.


ثم تأمل كيف أحكم جوانب الأرض بالجبال الراسيات الشوامخ الصم الصلاب


وكيف نصبها فأحسن نصبها، وكيف رفعها وجعلها أصلب أجزاء الأرض، لئلا تضمحل على تطاول السنين، وترادف الأمطار والرياح، بل أتقن صنعها وأحكم


وضعها، وأودعها من المنافع والمعادن والعيون ما أودعها. ثم تأمل هذا الهواء اللطيف المحبوس بين السماء والأرض يدرك بحس اللمس


أسباب نقص الإيمان


كان الحديث فيما سبق عن أسباب زيادة الإيمان، أما الحديث هنا فسيكون عن


أسباب نقصه، إذ إن الإيمان كما أن له أسبابا تزيده وتنميه، فكذلك له أسباب تنقصه وتضعفه، وكما أن المسلم مطالب بمعرفة أسباب زيادة الإيمان ليطبقها، فهو كذلك مطالب بمعرفة أسباب نقصه ليحذرها، من باب عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه


‏A


وقد ثبت في الصحيحين عن حذيفة بن اليمان أنه قال: «كان الصحابة يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ).


وقال ابن الجوزي: «فإن في تعريف الشر تحذيرا عن الوقوع فيه» (٢). فتعلم أسباب نقص الإيمان، ومعرفة عوامل ضعفه، وطرق الوقاية منها أمر مطلوب (۲) لا بد من العناية به، بل إن تعلمها لا يقل أهمية عن تعلم أسباب زيادة الإيمان. وقبل الشروع في ذكر أسباب نقص الإيمان وبيانها، أود أن أشير إلى أن عدم تعاهد أسباب زيادة الإيمان، وإهمال تقويته، وترك العناية بذلك، يعد سبباً من أسباب نقص الإيمان، فإهمال الأمور التي سبقت الإشارة إليها فيما سبق، وعدم الاعتناء بها، يضعف الإيمان وينقصه، فكما أن المحافظة عليها سبب في الزيادة، فإهمالها سبب في النقص. قال الشيخ محمد العثيمين: وأما نقص الإيمان فله أسباب... فذكر أمورًا منها: ترك الطاعة فإن الإيمان ينقص به، والنقص به على حسب تأكد الطاعة، فكلما كانت الطاعة أوكد كان نقص الإيمان بتركها أعظم، وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة ، (۳)، يدل على ذلك قول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَنِهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّنَهَا ﴾ ،


الثاني - معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى


فإن معرفة أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، والتي تدل على كمال الله المطلق من كافة الوجوه، لمن أعظم أبواب العلم التي يحصل بها زيادة الإيمان، والاشتغال


بمعرفتها وفهمها والبحث التام عنها مشتمل على فوائد كثيرة وعظيمة، منها:
1- أن علم توحيد الأسماء والصفات أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، فالاشتغال بفهمه والبحث عنه اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب.


٢ - أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له، وهذا


عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته والتفقه في


فهم معانيها .


أنَّ الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، وهذا هو الغاية المطلوبة منهم، فالاشتغال


بذلك اشتغال بما خلق له العبد، وتركه وتضييعه إهمال لما خلق له، وقبيح بعبد لم


تزل نعم الله عليه متواترة، وفضله عليه عظيم من كل وجه أن يكون جاهلا


بربه معرضًا عن معرفته.


٤- أن أحد أركان الإيمان، بل أفضلها وأصلها الإيمان بالله، وليس الإيمان مجرد قوله


آمنت بالله من غير معرفته بربه، بل حقيقة الإيمان أن يعرف الذي يؤمن به ويبذل


جهده في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين، وبحسب معرفته بربه


يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه، ازداد إيمانه وكلما نقص نقص، وأقرب


طريق يوصله إلى ذلك تدبر صفاته وأسمائه سبحانه وتعالى.


ه أن العلم به تعالى أصل الأشياء كلها، حتى إن العارف به حقيقة المعرفة، يستدل


بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله وعلى ما يشرعه من الأحكام، لأنه لا


يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته، فأفعاله دائرة بين العدل والفضل


والحكمة، ولذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده


وحكمته وفضله وعدله، فأخباره كلها حق وصدق، وأوامره ونواهيه عدل


الخامس - قراءة سيرة سلف هذه الأمة :


فإنَّ سلف هذه الأمة أصحاب النبي ﷺ وتابعيهم بإحسان، أهل الصدر الأول من الإسلام، هم خير القرون، وحماة الإسلام، وهداة الأنام، وليوث الصدام، وأهل المشاهد والمواقف العظام، وهم حملة هذا الدين ونقلته لمن جاء بعدهم من العالمين، أقوى الناسإيمانًا وأرسخهم علما وأبرهم قلوبًا وأزكاهم نفوسا، وخص منهم أصحاب النبي ﷺ


الذين شرفهم الله برؤية نبيه ﷺ ومتعهم بالنظر إلى طلعته، وأكرمهم بسماع صوته والأنس بحديثه، فأخذوا الدين منه غضاً طرياً، فاستحكمت به قلوبهم، واطمأنت به نفوسهم، وثبتوا عليه ثبوت الجبال.


ويكفي في بيان فضلهم أن الله خاطبهم بقوله: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) ،


والمعنى: أنهم خير الأمم، وأنفع الناس للناس. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة الله قال : قال رسول الله ﷺ: «خير أمتي القرن


الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم....


فمن تأمل حال هؤلاء الأخيار، وقرأ سيرهم، وعرف محاسنهم، وتأمل ما كانوا عليه من خلق عظيم، وتأس بالرسول الكريم ، وتعهد للإيمان، وخوف من الذنوب والمعاصي، وحذر من الرياء والنفاق، وإقبال على الطاعة، وتنافس في فعل الخير، وتبصر في حالهم وقوة إيمانهم، وشدة تعبدهم الله، وحرصهم على طاعته، وإعراضهم عن الدنيا الفانية، وإقبالهم على الآخرة الباقية، فإنه سيقف من خلال هذا التأمل والنظر على جمل من المحاسن وكثير من النعوت والخلال ما يدعوه إلى صدق التأسي بهم، ومحبة التحلي بنعوتهم،


فذكرهم يُذكر بالله، وتأمل أحوالهم يقوي الإيمان ويجلو الفؤاد، وما أحسن ما قيل: كرر علي حديثهم يا حادي فحديثهم يجلي الفؤاد الصادي


وموضع التأمل والبحث في سير وأخبار هؤلاء الأخيار: كتب التاريخ، والسير والزهد، والرقائق، والورع، وغيرها، والاستفادة مما صح منها، فهذا التأمل والنظر يورث صاحبه حسن التشبه بهؤلاء، وكما يقول شيخ الإسلام: ومن كان . بهم أشبه كان ذلك فيه
فهو الأسباب الخارجية أو المؤثرات الخارجية التي تؤثر في الإيمان بالنقص، وهي ما كان سببها عائداً إلى تأثير غيره عليه .


وهذه تتلخص في ثلاثة عوامل:


أولاً - الشيطان


فإنه يعد سببا قويا من الأسباب الخارجية التي تؤثر في الإيمان بالنقص، فالشيطان عدو لدود للمؤمنين، يتربص بهم الدوائر ، لا هم له ولا غاية إلا زعزعة الإيمان في قلوب المؤمنين وإضعافه وإفساده، فممن استسلم لوساوس الشيطان، وانقاد لخطراته، ولم يلجأ إلى الله منه ضعف إيمانه ونقص بل ربما ذهب كلية، بحسب استجابة المسلم لتلك


الوساوس والخطرات.


ولهذا فإنَّ الله تعالى حذرنا منه أشد التحذير وبين أخطاره، وعواقب اتباعه الوخيمة، وأنه عدو للمؤمنين، وأمرهم أن يتخذوه عدوا فيسلمون منه ومن وساوسه.


قال الله تعالى: ﴿يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ


(۱) فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ...).


وقال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السعير (٢) .


وقال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (۳).


وقال تعالى: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِبِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ


(٤) حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَسِرُونَ) ().


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يهدف قانون الاس...

يهدف قانون الاستثمار رقم (72) لعام 2017 إلى تعزيز جودة للاستثمار المحلي والأجنبي الذي يساهم في التنم...

نعيش في عصر تتس...

نعيش في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيرات الاقتصادية وتزداد التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا، مما يجعل قض...

تتعدد العوامل ا...

تتعدد العوامل المحددة لنجاح تسويق المنتجات في الأسواق الأجنبية، نذكر منها: الاقتصادية، التكنولوجية ا...

يوم في طيبة بع...

يوم في طيبة بعد أن مر أمامنا منظر إضراب العمال وعودتهم إلى عملهم ثانيا - واصلنا سيرنا إلى قلب المدي...

وقد كان للعرب م...

وقد كان للعرب موقف إيجابي من الترجمة خلال العصرين الأموي والعباسي, حيث بدأت الترجمة في زمن خالد بن ي...

اختصرلي هذا الن...

اختصرلي هذا النص في ٥ فقرات لخص لي هذا النص في ٥ فقرات دراسة تحليلية لأسرة خليل الرحمن إبراهيم ...

طارق عنده شركة ...

طارق عنده شركة عقارات مميزة وتقدم خدمات مش موجوده عن احد بس ماحد يعرفه ولا باع بيت ولاحتى شقه وكمان ...

التطور المستمر ...

التطور المستمر التقدم العلمي و العملي سعى الإنسان ليعلم ما في هذا الكون من موجودات، و يعلم نفسه ف...

أوقفوا الموكب !...

أوقفوا الموكب ! ولأن السائق لم يفهم على ما يبدو كرر زايد الأمر. رأيت في مرآة الخلفيات الموكب يتوقف و...

جاءت بيانات الت...

جاءت بيانات التضخم لمارس في الولايات المتحدة لتثير الشكوك مجددا حول قدرة الفيدرالي على الوصول إلى مس...

لخص النص خامسا...

لخص النص خامسا- تقنية االستبصار و التفسير قلب تدخل المحلل النفسي التفسوير يشومل تقوديم كول موا كوان...

إِنَّ أفضلَ الأ...

إِنَّ أفضلَ الأشياءِ أعاليها، وأعلى الرِّجالِ مُلوكُها، وأفضلَ الملوكِ أعَمُّها نفعًا، وخيرَ الأزمنة...