لخّصلي

تتناول هذه النصوص تاريخ أرض كنعان عبر عصور متعددة، بدءاً بهجرة إبراهيم عليه السلام إليها، مروراً بقيام مملكة العبرانيين التي انقسمت لاحقاً إلى مملكتين، قضى عليهما الأشوريون والكلدانيون على التوالي، مما أدى إلى زوال دولتهما وعودة الأرض إلى العرب. يُذكر تأثير سليمان عليه السلام ودولته الواسعة، وتشويه اليهود لصورته. بعد ذلك، يتحدث النص عن الفلسطينيين الذين هاجروا إلى كنعان واستقروا فيها قبل أن يُهزموا من قبل العبرانيين، ثم عن الفتوحات الفارسية واليونانية والرومانية، وظهور المسيحية في أرض كنعان وانحرافها عن التوحيد، وحروب اليهود ضد الرومان، وانتهاء وجودهم في فلسطين. أخيراً، يختتم النص بذكر أهمية القدس في الإسلام، وفتحها على يد المسلمين، وصدور العهدة العمرية التي نصت على عدم سكن اليهود في القدس، وبذلك أصبحت أرض كنعان جزءاً من البلاد العربية الإسلامية.

الغزوات العابرة لأرض كنعان : أولاً : العبرانيون : في بداية الألف الثانية قبل الميلاد انتقل إبراهيم عليه السلام من ) أور ( بالعراق فعبر نهر الفرات إلى حلب ومنها إلى أرض كنعان ثم هاجر إلى مصر ومعه زوجته ساره التي أهدى إليها فرعون مصر جارية تسمى هاجر فتزوجها تولى القضاة أمور العبرانيين بعد وفاة يوشع وفي عهدهم أختلط العبرانيون بالكنعانيين فتعلموا لغتهم وتعلموا الزراعة وسكنى المدن وعبدوا آلهتهم منحرفين عن التوحيد الذي جاء به موسى عليه السلام . ب سليمان عليه السلام ) 615 في سورة النمل وتعدت دولته إلى الإسلام حدود الشام فامتدت إلى اليمن وأوتي النبوة مع الملك وقد شوه اليهود صورته في كتبهم كعادتهم مع الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام . وبعد وفاة سليمان عليه السلام انقسمت مملكة العبرانيين إلى قسمين : - كانت علاقة المملكتين عدائية وتقلصت كل منهما إلى أن قضى على دولة الشمال الأشوريون بقيادة سرجون الثاني عام 044 ق . م وقضى على مملكة الجنوب نبوخذ نصر الكلداني عام071 ق . م وأحرق القدس وهدم هيكل سليمان وسبى العبرانيين وساقهم إلى بابل وبذلك زالت دولة العبرانيين من الوجود وعادت أرض كنعان عربية . وفي بابل وضع أحبار العبرانيين المنشا والجمارا لشرح التوراة فكانت أصول الديانة اليهودية التلمودية المحرفة المتعصبة البعيدة كل البعد عن شريعة موسى عليه السلام . إلا أنهم محتقرون ومبعدون عن مراكز الدولة الحساسة فالكنيست اليهودي مثلا يتكون من 145 نائبا لا ينال للسفارديم منه سوى 17 نائبا ولغة الاشكناز تسمى اليديش وهي لغة ألمانية الأصل مطعمة ببعض الكلمات العبرية وتكتب بالحروف العبرية وكانت العبرية قد بقيت إلى جانب اليديش لغة كتابة وليست لغة تخاطب بين يهود شرق أوروبا إلى أن وضع الحاخام ) بن يهوذا ( عام 1611 م لغة عبرية حديثة هي لغة اليهود اليوم وذلك بناء على قرار مؤتمر ) بازل ( الصهيوني الأول بإحياء اللغة العبرية . ثانيا : الفلسطينيون : تعرضت بلاد اليونان وجزر بحر إيجه لغارات البرابرة اليونان فهربت قبيلة ) بلست ( من جزيرة كريت وغزت أرض كنعان واستقرت في السهل الجنوبي الغربي من يافا إلى غزة وسمي هذا الجزء باسمهم : فلسطين وقامت بينهم وبين العبرانيين معارك طويلة انتهت بانتصار العبرانيين بعد أن قتل داوود جالوت كما ورد في القرآن الكريم وانتهى بذلك دور الفلسطينيين من التاريخ نهائيا ولكن بقى الاسم على جزء من أرض كنعان إلى شمالها كلها في العصور الحديثة . م احتلال بلاد الشام وضمها إلى – ثالثا : الفرس : أستطاع كورش الفارسي 007 دولته عام 007 ق . فسمح لمن يريد العودة من بني إسرائيل إلى أرض كنعان وانتهى الاحتلال الفارسي عام 004 ق . م أما غالبية السكان فقد احتفظوا بتراثهم وعاداتهم ولغتهم وبينما كانت اللغة اليونانية هي الرسمية ظلت السريانية هي لغة عامة الناس . خامسا : الرومان : استطاع القائد الروماني بومبي انهاء احتلال اليونان لبلاد الشام عام 10 ق . م وبقى الرومان يحكمونها إلى أن أنقذها الإسلام عام 101 م ويهمنا في زمن الرومان أمور منها : - 1 -ظهور المسيح عليه السلام في أرض كنعان زمن الامبراطور )أغسطس قيصر ( مهد – المسيحية وقلبها حيث تحولت فيما بعد إلى النصرانية بعد أن اعتنق قسطنطين النصرانية وأتخذها الدين الرسمي للرومان في مؤتمر نيقية عام 040 م حيث انحرفت من الوحدانية إلى التثليث عندما وضع بولس ) شاول ( أفكاره المتأثرة بالفلسفة اليونانية . 2-وقوف اليهود ضد المسيحية مع الوثنية الرومانية ثم حاولوا الثورة على الرومان عام –05 م فقاد القائد الروماني تيطس حملة دخلت القدس وأعمل فيها النهب والحرق والقتل وشرد اليهود في أجزاء الأرض . وحاول اليهود الانتفاضة مرة ثانية عام 100 م زمن الإمبراطور هادريان فقاد حملة بنفسه وقضى على الوجود اليهودي نهائيا في فلسطين ومنعهم من دخول القدس ودعاها ) إيليا كابيتولينا ( وتعتبر هذه السنة نهاية الوجود اليهودي في أرض كنعان ففهيها انتهت علاقة اليهود بفلسطين سياسيا وسكانيا وبقيت محرمة على اليهود حتى الفتح الإسلامي أي خمسة قرون . الفتح الإسلامي لفلسطين : ظهرت أهمية القدس في الإسلام عندما أسري بالرسول عليه - السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماء جسداً وروحا فأرتبطت هذه الأرض ارتباطا كاملاً بالكعبة المشرفة وبالمسجد النبوي . فكان غزوة دومة الجندل عام 0 ه وسرية مؤته عام 0 ه وغزوة تبوك عام 6 ه ثم بعث أسامة الذي أنفذه أبو بكر الصديق رضي الله عنه . وبعد القضاء على حركة الردة جهز أبو بكر الصديق رضي الله عنه الجيوش لفتحها وكان قائد جبهة فلسطين عمرو بن العاص وشهدت أرضها معارك حاسمة منها: أجنادين واليرموك ثم فتح بيت المقدس وتسليمها إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفسه من صفر و نيوس بطريرك القدس عام 11 ه وصدرت العهدة العمرية ونص فيها على أن لا يسكن إيليا أحد من اليهود فأصبحت بلاد الشام بما فيها أرض كنعان أرضا عربية إسلامية.