لخّصلي

1- طبیعة القرآن
نزل القرآن الكريم بمسائل متنوعة خلال ثلاث وعشرين سنة مشتملاً على لرموعة من الآيات الدرتبط بعضها مع البعض الآخر، أي أنّ
بعض الآيات تفسِّر وتوضِّح الآيات الأُخ رى بحيث لا يكون التفستَ كاملاً وصحيحاً ما لم تؤخذ الآيات والقرائن الأُخ رى بنظر الاعتبار،مثل الناسخ ا ولخاص ا ولدقيّد. 1 ومن ثَّ فإنّ فهم وتفستَ الآيات والكلمات القرآنية يقتضي مراجعة الآيات الأُخ رى شأن أي كتاب آخر يُراد فهمو ومن ىنا ظهر ىذا الدنهج في التفستَ ) تفستَ القرآن بالقرآن(. وقد استخدم الرسول )ص( وأىل البيت )ع( ىذه الطريقة في التفستَ وأرشدونا إلى استخدامها.
2- الأمر القرآني
لقد جاء في الذكر الحكيم أنّ الني الأكرم )ص( ىو الدبَتُِّ والدفسِّر للقرآن، 2 أي أنّ كلام وأفعال الني )ص( فيما يتعلق بالآيات يعتبر تفستَاً للقرآن وحجة على الناس، ويمكن أن يكون أساس اً لفهم الآيات والعمل بها. إنّ ىذا الأمر القرآني ىو السبب في نشوء الدنهج والطريقة الروائية في التفستَ، أي أنّ الدسلمتُ أخذوا يهتمّون كثتَاً بالروايات الصادرة عن الرسول )ص( وأىل البيت )ع( من بعده وجمعوىا في كتب الروايات التفستَية واستخدموىا في فهم وتفستَ القرآن.
3- اعتقادات وآراء المفسرين )نشوء المذاىب والمدارس(
ظهرت الفرق والدذاىب الدختلفة كالشيعة والسنة بعد وفاة الني )ص(، ومن بتُ أىل السنة ظهرت الدذاىب الفقهية التالية: )الحنفية،
الحنبلية، الدالكية، الشافعية(. ونشأت أيض اً الددارس الكلاميَّة الدشهورة كالدعتزلة والأشعريّة، إضافة إلى ظهور فرق أُخرى كالدتصوفة.
وقد امتد الاختلاف إلى ساحة القرآن وتفستَه بحيث سعت كل فرقة ومذىب إلى تفستَ آيات القرآن بما يُثبت صحّة عقائدىا وآراءىا،
وقامت بتأويل الآيات الدخالفة وإبعاد الطرف الآخر بنفس ىذه الطريقة. 3 ون رى ذلك جلي اً في تفستَ الآيات الدرتبطة ببحث الجبر والتفويض في مذىب الاشاعرة والدعتزلة، ومثال ذلك الدنهج الكلامي الذي اتُّبع في ) التفستَ الكبتَ( للفخر الرازي، وتفستَ ابن كثتَ،وتفستَر البيضاوي.
4- الاعتماد على الرأي والعقائد الشخصیَّة
اتّج و البعض إلى تفستَ القرآن طبقاً لآرائهم الشخصيَّة وأىوائهم النفسيَّة، أو من أَجل الدفاع عن مذىب معتُ دون الأخذ بنظر الاعتبار حيث اتّخذ طابعاً منهجياً بصورة تدرليَّة، وقد شدّدت » التفستَ بالرأي « القرائن النقلِّية والعقلِّية. وقد ّي ىذا النوع من التفستَ بالروايات على ذمّو والنهي عن الخوض فيو.
5- نفوذ افكار وعلوم غير المسلمين إلى الساحة الإسلامیة
بدأت حركة التًجمة لكتب اليونان وإيران في القرن الثاني الذجري وذلك في لرال العلوم العقليّة والتجريبيّة، لشا أدّى إلى تطوّر العلوم الطبيَّة ونشوء الفلسفة بتُ الدسلمتُ، 1 ومن ث امتدَّت جذور الاتجاه الفلسفي في تفستَ آيات القرآن، ويمكن أن لصد اذج من تأثتَ العلوم التجريبيَّة في كتب ابن سينا.

ثم تبدّل ىذا الأ سلوب إلى حركة واسعة 2 فظهرت تفاستَ جديدة اعتماداً على ذلك، مثل ) الجواىر في تفستَ القرآن الكريم( للطنطاوي.
6- اختلاف المصادر ووسائل التفسير
أحد العوامل الدؤثرة في نشوء وتطور طرق التفستَ ىو استخدام الدفسرين مصادر ووسائل لستلفة في تفستَ القرآن. فبعض الدفسرين اعتمد على العقل أكثر من غتَه فاتّج و إلى الدنهج العقلي والاجتهادي في تفستَ القرآن، في حتُ أكثر بعضهم من الروايات في التفستَ واتّجو إلى الدنهج والطريقة الروائية مثل تفس تَي ) نور الثقلتُ( و) الدر الدنثور(. بينما لصد ىناك من استخدم العلوم التجريبيِّة في تفستَ القرآن واتّجو إلى طريقة ومنهج التفستَ العلمي، مثل تفستَ ) الجواىر( للطنطاوي، وىناك من اختار الدنهج الإشاري والاتّجاه العرفاني والصوفي في التفستَ اعتماداً على الدكاشفات العرفانيّة في التفستَ، مثل تفستَ ) كشف الأسرار( للميبدي. إنّ استخدام ىذه الدصادر والوسائل في التفستَ لو نتائجو الخاصة، فقد أدّى إلى ظهور وتطور الدناىج والاتجاىات التفستَيَّة.
7- الاتجاىات العصرية للمفسرين
من العوامل الدؤثرة في نشوء الاتجاىات التفستَيّة ىي الرغبة والحاجة والضرورة الزمانية للمفسر. فمثلاً قد يعيأ أَحد الدفسرين في بلد تخيّم
عليو أجواء الحرب مع إسرائيل فيتخذ تفستَه طابعاً حماسياً وجهادياً، أو قد يعيأ في بلد تكون الحاجة فيو ضرورية للمسائل الدعنوية
والأَخلاقيَّة والتًبويَّة، وحينئذ تُضفي ىذه الدسائل على تفستَه صبغةً خاصّة . وقد يتجو الدفسِّر إلى الاتجاه الإجتماعي من أجل حل
الدشاكل الاجتماعيَّة والتًبويَّة، مثل تفستَ ) في ظلال القرآن( لسيد قطب وتفستَ ) الأمثل( لآية ع مكارم الشتَازي.
8- تخصُّص المف سر ورغبتوُ في علم من العلوم
أحد العوامل الدؤثرة في ميل الدفسر إلى أُسلوب من أساليب التفستَ ىو تخصّصو ورغبتوُ في علم من العلوم. فقد يؤلف أحد الدفسّرين تفستَاً أدبيَّاً بسبب تخصصو في العلوم الأَدبيَّة، مثل ) الكشّاف( للزلسشري. وربّما يكون تخصصو في الكلام فيتًك تفستَاً كلامي اً، مثل ) التفستَ الكبتَ( للفخر الرازي. وقد يكون الدفسّر مولعاً بالعلوم التجريبيّة فيكون تفستَهُ ذا طابع تجريي، مثل ) الجواىر( للطنطاوي.
9- أُسلوب الكتابة
قد يرغب بعض الدفسرين باختيار أُسلوب خاص في تفستَه، فتتعدد التفاستَ تبعاً لذلك؛ فهناك أساليب عديدة في التفستَ، منها: التًتيي،الدوضوعي، الدركّب، الدختصر، الدفصّل، الجامع، غتَ الجامع. فجميع هذه الطرق تتعلق بأ سلوب الكتابة وطبيعة ذوق المفسر.