لخّصلي

(
Emergence of Digital
Library and its Development
يرجح بعض الباحثين أن أول من قام بإنشاء مكتبة رقمية هو مايكل هـارت
في عام١٩٧١م من خلال ما أطلق عليه اسم مشروع غوتنبرج Gutenberg(
(Project الذي سعى عن طريقه إلى إتاحة بواكير المعرفة الإنسانية التي سقطت
عنها قوانين حماية الملكية الفكرية إلى العامة دون مقابل.
وفي عام١٩٩٠م قامت مكتبة الكونجرس الأمريكية بإطلاق مشروع الذاكرة
الأمريكية (MemoryAmerican (الذي أخذ في عـام١٩٩٥م اسـم المكتبـة
الوطنية الرقمية (LibraryNationalDigital(، الذي تعمل مكتبة الكـونجرس من خلاله على إتاحة كتب التاريخ والحضارة الأمريكية على الإنترنت للاستخدام
العام. وكذلك في عام١٩٩٥م أطلقت مكتبة الإنترنت العامة التي بدأت كمشروع
لطلبة قسم المعلومات والمكتبات في مدرسة ميتشيجان للمعلومـات والدراسـات
المكتبية، وذلك لتدريبهم على إنشاء مكتبات رقمية، ثم اكتسى صبغة مكتبة عامة
(بومعرافي،٢٠٠٣م٥٥-٤٧:).
كذلك فإن هناك مشروعات خاصة لبحوث في مجال المكتبات الرقمية تمولها
مؤسسات حكومية وعلمية، ففي عام١٩٩٤م خصصت ثلاث مؤسسات علميـة
مبلغ (٢٤,٤) مليون دولار أمريكي لدعم مشروعات خاصة لإنـشاء مكتبـات
رقمية في ست جامعات فـي الولايـات المتحـدة الأمريكيـة223-383 :1995)
SafadiK).
ويرى بعضهم أن البدايات الحقيقية للمكتبة الرقمية تعود إلى العام١٩٩٤م
نفسه، حيث اجتمع ممثلون من جمعية المكتبـات البحثيـة ofAssociation(
(ARL \ LibrariesResearch ومكتبة الكونجرس، وعدد من الهيئات العاملـة
في مجال تقنية الحاسب الآلي، لوضع دراسة جدوى لمشروع المكتبة الرقمية
الوطنية (LibraryDigitNational) (الهوش،٢٠٠١م٣٢:)، من خلال تطبيـق
نظام الوثائق الإلكترونية التصويرية، بالإضـافة إلـى تخـزين النـصوص
واسترجاعها، وتقنيات أخرى على مواد مختارة مطبوعة وغير مطبوعة مـن
مجموعات المكتبة، حيث يتم تحويلها إلى أشكال مقروءة آلياً بواسطة أجهـزة خاصة وطرق فنية متعددة، وتصور الوثائق عن طريق المتصفح، والتصويرالرقمي، والتحويل الرقمي للمعلومات المرئية والمسموعة، وقد اقتصر التطبيق في بداية الأمر على مواد بحثية في الحقول العامة، لكي تتجنب المكتبة قضية حماية حقوق الطبع (العيد،١٤٢٨هـ ١٠-٩:).
وفي العام نفسه أطلقت مجموعة السبعة "7G "مشروع المكتبة العالمية Bibliotheca(
(Universals الذي تعمل عبره المكتبات الوطنية لدول المجموعة لإتاحة المـصادر
الرقمية دون مقابل، وبواسطة الشبكات الإلكترونية. وفي عام١٩٩٩م أصـبح عـدد
المكتبات الوطنية التي تعمل في هذا المشروع (١٦ ) مكتبة، سعياً لتحقيق التعاون بين
المكتبات على نطاق واسع، بإتاحة المصادر الثقافية والعلمية التي تمت رقمنتها من قبل
المكتبات المشاركة في المشروع إلى الجمهور العام دون مقابل (بـومعرافي،٢٠٠٣م :
.(٥٥-٤٧
وهكذا ظهرت نماذج كثيرة للمكتبات الرقمية في شتي أنحاء العالم، كما فـي
المملكة المتحدة، ومبادرة المكتبـة الرقميـة الأسـترالية، والمبـادرة الكنديـة
للمكتبات... وغيرها، وذلك تحت تأثير عدة عوامل ساعدت على ظهـور تلـك
المكتبات وتطورها، حيث أورد بعض الباحثين في هذا المجال مثل (عبـدالجواد،
٢٠٠٦ / ٢٠٠٧م٨٣-٨١:؛ العيد١٤٢٨،هــ / ٢٠٠٧م١٠:؛ العقـلا ،٢٠٠٨م-٨١:
١١١؛ بومعرافي،٢٠٠٣م: ٥٥-٤٧) مبررات وعوامل كثيرة (اقتـصادية وفنيـة
ومهنية ومكانية وزمنية) تستوجب إنشاء المكتبة الرقمية، ويمكن تلخيص أهمهـا
في التالي:
(١) ازدياد كلفة التعامل مع أوعية المعلومات التقليدية.

(٢) تطوير أساليب التعليم، وخصوصاً التعليم عن بعـد، ممـا اسـتوجب
تطوير الخدمات المعلوماتية.
(٣) النقص الحاد في ميزانيات المكتبـات المخصـصة لتـأمين أوعيـة
المعلومات وإدارتها.
(٤) توفير الوقت والجهود للعاملين في المكتبات.
(٥) إمكانية توفير الخدمة لأعداد كبيرة من المستفيدين بأقل تكلفة.
(٦) انتشار تقنيات المعلومات والاتصالات وتوافرها في المكتبات.
(٧) سهولة تداول المواد الإلكترونية(الرقمية).
(٨) حرص المكتبات على تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.
(٩) ازدياد كميات المعلومات بأشكالها الإلكترونية والرقمية.
(١٠) زيادة الوعي بالتقنيات والمعلومات من قبل العاملين في المكتبات.
(١١) عدم قدرة المكتبات التقليدية على خدمة المـستفيدين البعيـدين عـن
محيط المكتبة، وعجزها عن فتح أبوابها في جميع الأوقات لخدمـة
المستفيدين، لاسيما الملتحقين ببرامج التعليم عن بعد.
وبالرغم من التطور الهائل الذي يحدث في مجال المكتبات، الذي ينتج عنـه
مشروعات كثيرة لبناء مكتبات رقمية على مستويات مختلفة، إلا أن هناك مـن
يرى بأن "صورتها لم تكتمل بعد، أي أنها ما تـزال فـي مرحلـة التكـوين أو
التشكيل، والدليل على ذلك أنه لا يوجد حتى الآن مكتبة رقمية كاملة، وإنما هي
مشروعات وبرامج مكتبات رقمية قد تكون مستقلة، أو تكـون جـزءاً مـن أي
مكتبة، سواء جامعة متخصصة او عامة