لخّصلي

عندما اقتربنا من الخليج الجنوبي كان المد عالياً جداً، كان حماسي للعمل قد جعلني أقل حذراً من هاندس. أو شاهدت ظلا متحركاً من طرف عيني فنظرت إلى الخلف وشاهدت هاندس مسرعاً نحوي، أو شاهدت ظلا متحركاً من طرف عيني فنظرت إلى الخلف وشاهدت هاندس مسرعاً نحوي، وكان علي الجري في السفينة كي لا أقع بين يديه. وبسرعة بي فقفزتُ إلى الشراع وبدأت أتسلق السارية يدا فوق يد. لقد سنحت لي الفرصة بعد ذلك لأحشو كلا مسدسي ببارود جاف. بدأ يتسلق الساري خلفي ببطء وألم حاملا سكينه بين أسنانه. قلتُ له: ((خطوة أخرى سيد هاندس وأطلق النار!)) وأخيراً تكلم وقد أخرج السكين من فمه. وليس سهلا أن يستسلم بحار عجوز لصبي سفينة مثلك، وهكذا أصبحت معلقاً من كتفي. بل فقد معهما هاندس سيطرته بصرخة واهنة وسقط في الماء ورأسه إلى الأسفل . ثم توجهت إلى أسفل السفينة وضمدت جرحي. أصبحت الآن وحيداً على السفينة. أنزلت الأشرعة إلى الأسفل ورتبت كل شيء على السفينة، كل ما أردته هو الوصول إلى الحصن لإخبارهم بما فعلت. ووقعت إلى الخلف في أحضان آخر أمسكني وتبتني بقوة. لقد استولى القراصنة على المنزل الخشبي والمؤن ولم يكن هناك أي دليل على وجود أسرى. قال: ((لاحظت أنك صبي ذكي عندما قابلتك أول مرة، أقتلني إن شئت أو دعني أعيش. إنه لك! أنقذه ليقول كلمة بحقك أمام المحكمة وسوف ينقذ عنقك. وإنني أعلم أنك وضعت السفينة في مكان آمن، وعندما ظهرت علامات الاندهاش على وجهي، قال أحدهم: ((إنه ديك. ومعنا الكنز)) لقد أنهيت كلامي . ويحاول أن يقيم سلاماً مع أصدقائي لينقذ حياته. كان الطبيب في هذا الوقت قد عبر الحصن وعندما اقترب من سيلفر استطعت ملاحظة تغير ملامح صوته، قال سيلفر: ((جيم بذاته. توقف الطبيب ولم يتكلم. ) ولم أكن أتصور أنه يستطيع السيطرة على غضبهم، ) وهل تظن أننا سنسمح بأن تفقد حياتك؟)) يا سيدي،

عندما اقتربنا من الخليج الجنوبي كان المد عالياً جداً، لذلك جلسنا في صمت لنأكل وجبة أخرى. كان يريدني أن انزل وأتركه وحيداً ليفعل شيئاً ما - كان هذا واضحاً - لكنني لم أكن أدري ما يريدٍ حقاً. حتى الطفل يستطيع أن يفهم أنه يحاول الإيقاع بي. خلعت حذائي وأسرعت حافياً إلى الدرج الآخر ورفعت رأسي لأراقبه. تناول سكيناً طويلاً مغطى حتى قبضته باليم الجاف، ثم أسرع يخبئها في معطفه، وعاد إلى مكانه . كان هذا كل ما أريد معرفته، لذا أسرعت إلى غرفة القيادة، ارتديت حذائي ، وجلبت زجاجة نبيذ، وأسرعت إلى الأعلى. لم يبق أمامنا إلا ميلين، لكن الطريق كان صعبا. استدارت الإسبانيولا حالاً واتجهت إلى الشاطىء الغابي المنحدر. كان حماسي للعمل قد جعلني أقل حذراً من هاندس. ربما سمعتُ حركة، أو شاهدت ظلا متحركاً من طرف عيني فنظرت إلى الخلف وشاهدت هاندس مسرعاً نحوي،
حاملا سكينه بيده اليمنى . ربما سمعتُ حركة، أو شاهدت ظلا متحركاً من طرف عيني فنظرت إلى الخلف وشاهدت هاندس مسرعاً نحوي، حاملا سكينه بيده اليمنى. رمى نفسه علي. قفزت متنحياً، فسقط على الأرض. وكان علي الجري في السفينة كي لا أقع بين يديه. توقفت، سحبت مسدسي من حزامه وصوبته بدقة. لكن البارود كان رطباً فلم يطلق المسدس النار. توقفتُ عن الركض، توقف هو أيضاً، فبدأت أستعيد شجاعتي، وفجأة اصطدمت الإسبانيولا بالرمال وانحرفت جانباً. وهذه الصدمة ألقتنا أرضاً، فتدحرجنا معاً إلى الجانب، وبسرعة بي فقفزتُ إلى الشراع وبدأت أتسلق السارية يدا فوق يد. لقد سنحت لي الفرصة بعد ذلك لأحشو كلا مسدسي ببارود جاف. وهذا العمل كان مفاجئاً لهاندس. بدأ يتسلق الساري خلفي ببطء وألم حاملا سكينه بين أسنانه.
قلتُ له: ((خطوة أخرى سيد هاندس وأطلق النار!))
وأخيراً تكلم وقد أخرج السكين من فمه.
قال: ((أرى أن علي أن أستسلم، وليس سهلا أن يستسلم بحار عجوز لصبي سفينة مثلك، جيم . ))
وصفّر شيء كالسهم في الهواء؛ فأحسست بألم رهيب، وسمعت السكين تنغرس في الخشب خلفي، وهكذا أصبحت معلقاً من كتفي. أطلقت النار من المسدسين، فسقطا من يديّ . ولم يسقطا وحيدين، بل فقد معهما هاندس سيطرته بصرخة واهنة وسقط في الماء ورأسه إلى الأسفل .

سقط هاندس في الماء لأن السفينة كانت منحنية . وقف لمرة واحدة وسط بحيرة من الدماء، ثم غرق مجدداً إلى الأبد. بدأت أشعر بالغثيان والخوف، كانت السكين تثبتني في مكاني لانغرازها بقطعة رقيقة فقط من جلدي وحركتي المفاجئة هي التي قطعت هذا الجلد. نزلت من على السارية، ثم توجهت إلى أسفل السفينة وضمدت جرحي. أصبحت الآن وحيداً على السفينة. أنزلت الأشرعة إلى الأسفل ورتبت كل شيء على السفينة، كل ما أردته هو الوصول إلى الحصن لإخبارهم بما فعلت. ظهر القمر في السماء فأكملت طريقي وتمكنت من الاقتراب من الحصن، لكن لم أشاهد هناك أحداً يتحرك ولم أسمع أي صوت. زحفت حول الطرف الشرقي، متخفياً في الظلام، ولما اقتربت أكثر ، سمعت صوتاً أدخل البهجة إلى نفسي، إذ كان هذا شخيرهم العالي خلال نومهم . وصلتُ بعد ذلك إلى الباب ووقفت، فدخلت ويداي ممدودتان أمامي . ثم سمعت فجأة صوتاً قوياً في الظلام، لقد كان ببغاء سيلفر الأخضر، القبطان فلنت! فقد استيقظ النائمون عند سماع صوت الببغاء الحاد، وقفزوا، ثم سمعت صوت سيلفر يصرخ: ((من هناك؟) استدرت لأجري، فاصطدمت برجل، ووقعت إلى الخلف في أحضان آخر أمسكني وتبتني بقوة.

لقد استولى القراصنة على المنزل الخشبي والمؤن ولم يكن هناك أي دليل على وجود أسرى.
قال: ((لاحظت أنك صبي ذكي عندما قابلتك أول مرة، لكن هذه مفاجأة، لذا لا تستطيع أن تعود إلى أصدقائك . ويجب عليك أن تنضم إلى القبطان سيلفر.))
كنت مسروراً لمعرفة أن أصدقائي لا يزالون أحياء.
ثم قال لي بصوته اللطيف: ((البارحة صباحاً أتى إلي الطبيب ليفساي حاملا علماً أبيض. قال: ((السفينة قد اختفت)).
قال الطبيب: ((حسناً، فلْنُقِم معاهدة))، وتعاهدنا؛ أنا وإياه، وها نحن الآن - لدينا المؤونة، أما أصدقاؤك - فقد انطلقوا. لا أدري إلى أين.))
قلتُ: ((حسناً، لستُ غبياً - هذا ما توقعته، ولا أهتم . لقد شاهدت الكثيرين يموتون منذ أن التقيتك، وأنا لن أخافكم بعد الآن أكثر من خوفي من الذبابة . أقتلني إن شئت أو دعني أعيش.))
ولدهشتي لم يتحرك أحد منهم. بل لبثوا ينظرون إلي كالماشية.
قال مورغان شاتماً: ((إذن سوف نرى!))
وقفز ساحباً سكينه.
صرخ سيلفر: ((سوف ألقنك درساً! لم يعارضني أحد ثم نال أياماً سعيدة بعد ذلك، يا طوم مورغان. ))
لم يتحرك أحد ؛ ولم يتكلم أي رجل منهم. خيّم صمت طويل بعد ذلك. كان سيلفر يجلس بهدوء إلى الحائط.
وخرج بهدوء من الباب واختفى من المنزل. ثم بدأ الباقون بالخروج واحداً تلو الآخر. سحب الطباخ غليونه وقال بصوت هامس بالكاد يسمع : ((الآن انظر إلي ، جيم هوكينز. أنت في خطر عظيم.))
لقد كنتُ في قلق من ضياع الكنز ومن الشنق أيضاً. أنت أمله الوحيد وبحق السماء، جون، إنه لك! أنقذه ليقول كلمة بحقك أمام المحكمة وسوف ينقذ عنقك.
وقال: ((هل تفهمني، جيم. أنا لست أحمق، وإنني أعلم أنك وضعت السفينة في مكان آمن، ولكن أعتقد أن فتى شريفاً لا بد أن يساعد رجلا مثلي. ))
وسألني: ((لماذا أعطاني ذلك الطبيب تلك الخريطة، جيم؟))
وعندما ظهرت علامات الاندهاش على وجهي، أيقن أن لا جدوى من استجوابي أكثر من ذلك.

توجه الرجال نحو الباب، ووقفوا سوية في الداخل، تقدم القرصان بجرأة أكبر، وسلّم شيئاً إلى سيلفر، وعاد منسلا بسرعة إلى رفاقه. نظر الطباخ البحري إلى ما سلّمه ذلك الرجل.
وقال : ((البقعة السوداء!، من أين حصلتم على الورقة؟ أنا واثق أن هذا سيجرّ عليكم المصائب!))
ثم تابع سيلفر: ((أعتقد أنكم جميعا ستشنقون. أي غبي أحمق يملك هذا الكتاب؟))
قال أحدهم: ((إنه ديك. ))
لكن أطول القراصنة اعترض قائلًا: ((يجب أن تقلبها وفقاً للقانون، وترى ماذا كتب عليها. ثم تستطيع الكلام. ))
أجاب سيلفر ضاحكاً: ((ظننتُ أنكم تعرفون القوانين، حتى ذلك الوقت، فبقعتكم السوداء لا تساوي قرشاً. وبعدها سنرى. لقد كنتم جميعاً تعرفون ما أريد، ولو أطعتمونني لكنا الآن على متن الإسبانيولا، ومعنا الكنز))
وألقى على الأرض بورقة تبيّنتها بسرعة - إنها الخريطة على الورقة الصفراء تحمل الإشارات الحمراء الثلاث، لم يصدق القراصنة أعينهم، وكأنهم قد حصلوا على الذهب وكانوا الآن في عرض البحر بأمان.
قال الطباخ البحري: ((انتخبوا من تريدون ليكون قبطانكم؛ لقد أنهيت كلامي . ))
صرخوا جميعاً: ((سيلفر! باربكيو إلى الأبد! باربكيو هو قبطاننا! »
فصرخ الطباخ سيلفر: ((حسناً، هذا ما تريدونه، يا أصدقائي من حظكم أنني رجل مسامح.))
كان هذا آخر أعمال تلك الليلة. لقد كنت أفكر بأمور كثيرة. إنه يحافظ على علاقته مع القراصنة، ويحاول أن يقيم سلاماً مع أصدقائي لينقذ حياته. وهكذا استطاع أن ينام بسلام.

أوقظت على صوت ينادي من طرف الغابة .
كان يقول: ((يا من في المنزل الخشبي ، أهْويْ! أنا الطبيب. ))
صرخ سيلفر وقد استيقظ مسروراً: ((يا جورج، أسرع يا بني وساعد الطبيب ليفساي على الصعود.))
كان الطبيب في هذا الوقت قد عبر الحصن وعندما اقترب من سيلفر استطعت ملاحظة تغير ملامح صوته،
عندما قال: ((أليس هذا جيم؟))
قال سيلفر: ((جيم بذاته. ))
توقف الطبيب ولم يتكلم. ولبضع ثوان لم يستطع الحراك. ثم دخل إلى المنزل الخشبي، لم يكن يبدو عليه الخوف، وكان الرجال يتصرفون معه وكأن شيئاً لم يحدث، وأنه لا يزال طبيب السفينة وهم البحارة العاديون تحت إمرته.
قال الطبيب ليفساي بلطافة: (( فسأفعل ما بوسعي لإنقاذكم من أجل الملك جورج (ليحفظه اللّٰه) والجلاد.))
قال سيلفر: ((حسناً، أيها الطبيب، ستخرج من الحصن وعندما تصبح خارجاً، سأرسل لك جيم إلى هناك على أن يبقى في الداخل لتكلّمه من خلال شقوق السور. ))
ولم أكن أتصور أنه يستطيع السيطرة على غضبهم، ولكنه كان أذكى منهم. سرنا على الرمال إلى حيث كان الطبيب ينتظرنا في الجهة الأخرى للحصن. أصبح سيلفر رجلاً آخر عندما خرج وأدار ظهره لرفاقه. وكما قال، تراجع قليلاً حتى أصبح بعيداً عن مجال السمع، وهناك جلس على جذع شجرة وبدأ يصفر. امتلأت عيناي بالدموع وقلت: ((أيها الطبيب، سأخسر حياتي، وكنت سأخسرها فعلا لو لم يدافع سيلفر عني. أستطيع أن أموت لكنني أخشى أن يقتلوني ببطء.))
صرخ: ((إنني أعلم، أعلم ذلك. لكنني لن أدعك تبقى هنا.))
وعندما أنهيت قصتي قال: ((هناك بعض الأمل في ذلك. في كل مرة كنت أنت من أنقذ حياتنا، وهل تظن أننا سنسمح بأن تفقد حياتك؟))
قال سيلفر: ((لكن، يا سيدي، أستطيع إنقاذ حياتي وحياة الصبي فقط بالبحث عن ذلك الكنز.))
وصافحني الطبيب ليفساي من خلال السور، واحنى راسه لسيلفر وأسرع إلى الغابة.