خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
الجهاد والتحرير من قوات الاحتلال المسيحي الأوروبي بعد أن أقام الصليبيون ممالكهم الأربع الرها وإنطاكية وبيت المقدس وطرابلس استطاعوا الاستيلاء على مناطق واسعة من بلاد الشام والجزيرة الفراتية، وسرعان ما أصبحت هذه الممالك بعد توسعها وتوطدها، تشكل خطرا كبيرا على البلاد الإسلامية ثم أخذ هذا الخطر يتوسع يوما بعد آخر نتيجة لمواقف القوى الإسلامية غير الموحدة واستغل الصليبيون الظروف التي كانت تواجه العالم الإسلامي بتوسع نطاق نفوذهم والاستحواذ على مصادر الثروة والرخاء. هي تحديد وضع البلاد التي استحوذوا عليها وطريقة تنظيمها وكيفية بناء دولة غربية على أرض شرقية، ليلقى بها جميعا في صعيد واحد ولعل الصليبيين تمكنوا في نهاية الأمر من تذليل هذه الصعوبات بفضل المساعدات التي تلقوها من الدولة البيزنطية وبفضل كثرتهم وتفرق وحدة المسلمين من الناحيتين السياسية والعسكرية. كما تحقق للمدن الإيطالية التجارية التي بذلت مساعداتها للصليبيين، تبين لنا من قبل أن إمارة الرها كانت من أولى الإمارات التي أسسها بلدوين لي بور في جهات أعالي الجزيرة الفراتية 492هـ/ 1098م، كما أنها من أول الإمارات التي سقطت بيد الجيش الإسلامي عام 539هـ / 1144م. فقد تمكن ثوروس Thoros ابن هيثوم وهو زعيم ارمني من الوصول إلى حكم الرها عام 488هـ / 1095م وقد تنازل ثوروس إلى بلدوين لي بور البولوني بحكم الرها عام 492هـ / 1098م لكي لا يكتسحها المسلمون، وعندما تولى بلدوين حكم الرها، أحسن بضرورة القيام ببعض الأعمال التي تعلى من شأنه في نظر رعاياه الجدد من الأرمن وتضفي إلى حكمه في الرها قسطا من الشرعية والأهمية. لقد قامت سياسة بلدوين لي على أساس الربط بين العناصر المختلفة التي صارت تتألف منها الإمارة وخاصة الصليبيين والأرمن، فعاش هؤلاء بعيدا عن الاختلاط بالأرمن مما أساء كثيرا إلى شعورهم وكون الصليبيين في الرها طبقة أرستقراطية عسكرية تحكم شعبا من الأرمن يشتغل أفراده بالتجارة والزراعة وسرعان ما استولى الوافدون الجدد من الصليبيين على الضياع الزراعية التابعة للرها خارج أسوارها واضطر من عليها من الفلاحين الأرمن وقد ضرب بلدوين نفسه مثلا لهذا الترابط بزواجه من الأميرة أراد ARDA وهي ابنة أحد زعماء الأرمن إلى العمل في ظل قيود النظم الإقطاعية المعروفة في الغرب الأوروبي، ومن الجدير بالذكر إن بلدوين لي بور البولوني أصبح سيد الرها وحاكمها المطلق واستطاع أماله ووصل إلى أهدافه، بل إنه كان أول أمير من زعماء الحملة الصليبية الأولى، استطاع أن يمكن لنفسه في الشرق ويحقق أطماعه السياسية بتأسيس إمارة لنفسه بحكمها وتعتبر الرها إمارة حاجزة تحمي إنطاكية من المسلمين وهي أكبر منها حيث تمتد على جانبي نهر الفرات من رواندان وعينتاب إلى موضع غير معروف بالجزيرة من القرى المجاورة وهذه المنطقة مثل سروج، وتولى الجند جباية الضرائب والجزية من القرى المجاورة وهذه المنطقة بأكملها اعتبرت إقليم حدود واشتملت على أراضي خصبية ومدن زاهرة وكلفت الضرائب الحكومة الرها موردا ماليا وافرا وكان بلدوين لي بور من الثروة وهو كونت الرها ما يزيد على ثروته بعد أن أصبح ملك بيت المقدس. وأخذت الراوابط الإقطاعية لهذه الإمارة مع مملكة بيت المقدس بالوهن تدريجيا منذ أواخر حكم بلدوين الثاني، وفي عهد ابنة جوسلين الثاني استطاع المسلمون أن يحاصروا هذه الإمارة ويسقطوها فانهارت بذلك دعامة من دعائم المملكة اللاتينية، وأصبح وادي الفرات خالصا للمسلمين وعلى أية حال فأمارة الرها الصليبية لم تدم طويلا بسبب تذبذب الأرمن وموقفهم غير الواضح من الصليبيين والمسلمين على حد سواء، وكانن القوافل التجارية القادمة من حلب والجزيرة تجتاز أبواب إنطاكية في طريقها إلى البحر المتوسط. أنشأ هذه الإمارة بوهمند النرمندي الذي أطلق علي الصليبيون لقب (أمير إنطاكية اعترافا منهم بأن الفضل الأول في الاستيلاء على المدينة وانتزاعها من المسلمين إنما يرجع إليه وقد أسسها على الرغم من معارضة رفيقه القائد الصليبي ريموند كونت تولور. فاتفق فيروز مع بوهيمند على خطة معيبة للدخول إلى المدينة واحتلالها وبذلك استطاع أن يؤسس إمارة له. فضلا عن أنها المدينة التي أطلق فيها على إتباع المسيح لأول مرة اسم المسيحيين، وكان سقوط إنطاكية بيد الصليبيين قد أثار موجة من الذعر في البلدان الإسلامية كما كان له دوي هائل في العالم المسيحي لا يفوقه إلا أثر سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبين ولانها كانت مفتاح بلاد الشام على حد قول المؤرخين، أما علاقتها بمملكة بيت المقدس فكانت تدين لهذه الأخيرة بالتبعية ولكن من الناحية النظرية فقط، نظرا لما كان المملكة بيت المقدس من تأثيرات سياسية ودينية تتيح لها أن تفرض نفوذها على المماليك الصليبية وتعترف لها بالتبعية، كما أن لها الحق في أن تكون وصية عند شغور العروش لهذه المماليك، ومن واجبات ملك بيت المقدس، التوفيق بين إنطاكية والرها كلما وقع الخلاف أو القتال بينهما، فقد اتخذت النظام البيزنطي بما اتصف به موظفو المكاتب من كفاية وبما اشتهروا به من أساليب بارعة في جباية الضرائب فلكل من إنطاكية واللاذيقية وجبله، ولبيت المال عندهم جهازه الإداري ولا يعتمد في تحصيل الخراج على المحاكم المحلية مثلما كان سائدا في بيت المقدس. وقام أمراء إنطاكية بتوجيه سياستهم كيفما شاءوا دون أن يحفلوا بالمحكمة العليا في بيت المقدس فعقدوا معاهداتهم مع الدول الأجنبية وأتاح ذلك للتجار الجنوبيين أن يعقدوا اتفاقيات تجارية مع صليبي إنطاكية وقدم كثيرا من هؤلاء الجنوبيين بسفنهم وحرصوا على أن يكونون أول من يظفرون بتجارتهم فمنحهم أميرها عهدا يقضي بأن يكون لهم سوق وكنيسة وثلاثون بيتا ومنذئذ صار الجنوبيون يدافعون عن دعاوي أمير إنطاكية فأصبح في وسعه أن يرتكن إلى تأييدهم. ظهرت مملكة طرابلس على أثر استيلاء الصليبيين على مدينة طرابلس وانتزاعها من الجيش الإسلامي الذي حشدته الدولة الفاطمية للدفاع عنها واستهدف الصليبيون تكوم إمارة صليبية في طرابلس تدين بالتبعية لمملكة بين المقدس، مما جعلهم يكرسون كل قواتهم لإسقاط المدينة. وكانت هذه المدينة تحت حكم فخر الملك أبى علي بن عمار الذي حاول عبثا الاحتفاظ بها عن طريق التقرب من الصليبيين، فأقام معسكرا في أرياض المدينة وشرع في تشييد قلعة على تل بمسافة ثلاثة أميال من المدينة، ولكنها ظلت صامدة لقوة استحكاماتها وسيطر ريموند على جميع الطرق المؤدية إليها ولا زال بنو عمار بفضل ثرواتهم الوافرة يسيرون أسطور تجاريا ضخما ويجلبون إلى مدينتهم المون والتجارات من الموانئ المصرية الواقعة إلى الجنوب منهم. ويبدو أن الصليبيين لم يكونوا قادرين على الاستيلاء على مدينة طرابلس لولا المساعدات التي تلقوها من الأساطيل الإيطالية الجنوبية كما مر ذكره من قبل وقد استطاع الصليبيون دخول طرابلس بالغدر والخيانة حيث تسلم بلدوين الأول ملك بيت المقدس المدينة بموجب معاهدة بينه وبين شرف الدولة والي المدينة الفاطمي وعندما دخلها الصليبيون أحرقوا معالم المدينة وكتبتها التي تعتبر من أروع مكتبات العالم حينذاك وحل الدمار بكل ما تحتويه وصار براتراند بن ريموند أميرا على طرابلس واتخذ لقب كونت وأكد تبعيته إلى مملكة بيت المقدس. تعد مملكة بيت المقدس من أهم المماليك والإمارات الصليبية في الشرق الإسلامي على الإطلاق، فقد ادعت هذه المملكة لنفسها السيادة على إمارات الصليبيين جميعها ورأى ملكها إن من حقه أن يطلب من أمراء الصليبيين إرسال العساكر للانحياز إليه في حملاته. إن المكانة الدينية التي تحتلها بيت المقدس بوصفها مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين فضلا عن كونها من أضخم المعاقل والحصون في عالم العصور الوسطى، لقد كان تأسيس مملكة بيت المقدس عام 494هـ / 1100م يمثل في الواقع أكبر تحد موجه للكنيسة في أوروبا وللعنصر النورماني في إنطاكية ففي الوقت الذي كان الاعتقاد السائد إن إنطاكية يجب أن تكون عاصمة المسيحية اللاتينية في الشرق نظرا لأهميتها، ولكن بدأت مملكة بيت المقدس تحتل مكانة خاصة، واجتذبت المدن الإيطالية مقابل الحصول على امتيارات بلغت من الضخامة أنها أضعفت موارد المملكة التي أسهمت هذه المدن في قيامها. فأكثرية مرافق البلاد أضحت رهن احتكارات مدن إيطاليا التجارية، كما أن الثروات التي تحصل عليها الدولة من أسلاب المدن المحتلة لم تكن تشكل موردا يعتمد عليه، أما الرسوم المالية على الوافدين من الصليبيين الجدد والقوافل التجارية البرية أكثرها رهن بالظروف فهي غير ثابتة ولا محددة في جميع الأحوال، فقد تزوج الملك بلدوين من الأميرة الأرمنية أرادا ARDA ثم أدليد ADLED أم الأمير روجر الثاني وهما موسرتان فابتلع ثرواتهن. الإشارة هنا إلى عامل جديد فيما يتعلق بالسياسات الشرقية بما جرى من تدخل المدن التجارية الإيطالية، حيث لم يتوافر أول الأمر لدى هذه المدن من الثقة ما يحملها على الاشتراك في الحملة الصليبية الأولى، إلا بعد أن أدرك أن الحرب ستكون لصالح الصليبيين، بعد أن بذلت وعودها بالمساعدة مقابل إقامة منشآت في كل مدينة أسهمت المدن الإيطالية باحتلالها، لأنها كانت تمد الصليبيين بالقوة البحرية التي لولاها لما استطاعوا أن يخضعوا المدن الإسلامية الساحلية خاصة، دل على أن حكومات الصليبيين في الشرق الإسلامي فقدت جانبا كبيرا من مواردها القوية على أن صليبي بيت المقدس كانوا يبذلون كل جهودهم كما يحولون أكبر قدر من التجارة إلى ميناء يافا الصليبي ويشجعون المدن الإيطالية بكل ما استطاعوا على أن يمنعوا التجارة بين المدن الساحلية الإسلامية وبين مصر وعلى أن يجعلوا هذه المدن تعتمد في تجارتها على الصليبيين وذلك في إطار سياستهم الرامية لتحقيق عائدات عاجلة في الثروة والرخاء للمملكة الصليبية ولإظهار فلسطين وكأنها إقليم مندمج في وحدة اقتصادية شاملة بما صار لها من علاقات عبر البحر مع أوروبا. فلم تقم صناعة كبيرة بمدينة من المدن بل إن ملوك بيت المقدس في ذروة قوتهم لم يبلغوا من الثروة ما حازة کونت طرابلس أو أمير إنطاكيا. كما أن المتاجر القادمة من سورية إلى مصر سلكت طرق فلسطين. أما القوافل التي تجلب التوابل من جنوب بلاد الغرب فاجتازت في جميع العصور صحراء النقب إلى البحر المتوسط ولضمان الإبقاء على مصدر ثروتهم الأساسي وهو الرسوم لابد من إغلاق سائر المنافذ، بل كان لزاما عليهم أيضا أن تكون لهم السلطة على الطرف الممتد من جبال لبنان إلى نهر الفرات، وكانت شروط البنادقة تقضي بأن تطلق لهم حرية التجارة في سائر المملكة وأن يكون لهم بكل مدينة في الإمارة كنيسة وسوق وأن يكون لهم ثلث كل مدينة يسهمون في احتلالها وأن تكون لهم مدينة طرابلس التي سوف يؤدون عنها أتاوه للملك وفي مقابل ذلك يبذلون المساعدة للصليبيين، وتقرر أن تبدأ بالعمل الأول وهو الهجوم على المدن الإسلامية واحتلالها وتم الاتفاق على أن تبدأ بالعمل الأول وهو الهجوم على المدن الإسلامية واحتلالها وتم الاتفاق على أن تكون عكا هي الهدف الأساس ثم مهاجمة حيفا بعد ذلك ويمكن القول إن عكا كان الميناء الوحيد المأمون في فلسطين في جميع فصول السنة، ويذهب الأستاذ رنسيمان إلى أن المال والرجال هما أهم ما احتاجته مملكة بيت المقدس في الداخل، فلن يستطيع الملك إقامة مملكته ما لم يتوفر له من الثروة والقوة ما يكفي لضبط إتباعه، ربما يسهمون به من أموال وما يجرونه من أحباس على المنشآت الدينية في البلاد المقدسة. كانت الأحباس تجري لصالح الكنيسة والملك ولابد لهذا الأخير أن يكون سيدا على الكنيسة حتى يضمن استخدامها المصلحة المملكة. وعلى الرغم من ادعاء ملك بيت المقدس لنفسه السيادة على الإمارات الأخرى في الشرق الإسلامي، غير إن هذه السيادة لم تظهر إلا حينما كان الملك قويا يستطيع أن يفرض وجوده ولم يحقق ملوك بيت المقدس الأوائل إلا سيادة شخصية على طرابلس، وهناك مشكلة أخرى واجهتها مملكة بيت المقدس، تتعلق هذه المشكلة بموقف الطوائف الدينية العسكرية التي قامت في مملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية الأخرى. ويبدو أن هذه الطوائف سدت حاجة سياسية للأمارات الصليبية، ولكن مساوئ الطوائف الدينية العسكرية الخطيرة هي أنها لك يكن للملك عليها سلطان لأنهم لم يدينوا بالسيادة إلا للبابا وما جاوره من أراضي احتفظوا بها، وحرصت كل طائفة على أن تلتزم بما وضعته من خطة لدبوماسيتها دون أن تحفل بالسياسة الرسمية المملكة بيت المقدس، وأقامت لنفسها أساطيل بحرية صغيرة في الوقت الذي لم يكن للملكة قوة بحرية كافية نظرا لقلة الموانئ الصالحة وافتقارها إلى الأخشاب اللازمة لصناعة السفن وامتلاك كل من إنطاكية وطرابلس أسطولين صغيرين سخرتهما لخدمة أغراضها الدفاعية الخاصة بها. وهكذا كان لا بد المملكة بيت المقدس من التماس مساعدة دولة بحرية لتقف أمام قوة مصر الإسلامية التي كانت تمثل أكبر وأقوى دولة بحرية لتقف أمام قوة مصر الإسلامية التي كانت تمثل أكبر وأقوى دولة بحرية متحدية للوجود الصليبي في المنطقة والمعروف إن الإيطاليين وفرنسي الجنوب كانوا حلفاء للصليبيين في مجال القوة البحرية. استند الحكم في دولة بيت المقدس على الأسس الإقطاعية والقضائية التي احتواها دستورها Assize of Jerusalem الذي وضعت خطوطه الأساسية في عهد الملك كودفري، إذ قسمت البلاد إلى أربع إقطاعات كبرى وهي يافا والكرك والجليل وصيدا وإلى اثنتي عشرة أقطاعية صغرى وكونت كل من القدس وعكا وطبرية إقطاعات خاصة بالملك مباشرة ويمكن لرؤساء الإقطاع بتوعية الكبير والصغير إن يقطعوا أجزاء من أراضيهم تتألف أجهزة الحكم من المؤسسات التالية : أولا : المؤسسة الملكية وعلى رأسها الملك وهو القائد العام للجيوش. ثانيا : المؤسسات القضائية: وتتألف من: 2) المحاكم الصغرى وهي محاكم المدن يرأسها نائب الملك يساعده (12) محلفا يختارهم الرئيس من بين أتباعه اللاتين . (4) المحاكم التجارية الممتازة: خاصة بتجار المدن الإيطالية وتفصل في خصوماتهم حسب قوانين حكوماتهم. 1 - التعهدات الإقطاعية : ومن شروط التبعية العسكرية هي الخدمة العسكرية والاستعداد للقتال في الجيش المركزي لعدد من الأسابيع أو خدمة سنوية وكان أمراء المدن يجهزون عدد معين من الفرسان . 2 - الحرس الملكي الخاص : وهو يعتمد على الإقطاعات التابعة للتاج مباشرة مقابل رواتب نوعية أو نقدية . 3 - فرق الفرسان الدينية : أ - فرسان المعبد : Knihts of The Temple ب - فرسان القديس يوحنا الاسبتارية) وهم أصحاب المستشفيات ويشار لهم في كتب المسلمين بالداوية لاشتغالهم بالتطبيب وقد شكلوا في بادئ الأمر فرقة دينية خيرية ثم تحولت إلى مؤسسة عسكرية دينية ولعبت دورا مهما في الحروب الصليبية. ثم كونوا لهم فرقة عسكرية . ولكن على ما يبدو، إن بيت المال لم يكن إلا إدارة مفككة التنظيم نقلها الصليبيون عن العرب الذين كانوا قد منه أخذوها بدورهم عن البيزنطيين. الهدنة مع الاستعمار المسيحي وهي إما من هدن بفتح الدال ويهدن بكسرها هدونا إذا سكن، وهو جعله في صوان يصونه، ومعناها المحاكمة مفاعلة من القضاء بمعنى الفصل والحكم. 3 - المواصفة، سميت بذلك لأن الكاتب يصف ما وقع عليه الصلح من الجانبين. ولقد رتب الفقهاء رحمهم الله باب الهدنة في كتبهم مفصلة واضحة المعاني وهي في الشرع عقد أمام أو نائبه على ترك القتال مدة معلومة لازمة ولا يجور لغيرهما عقد المهادنة لأنه لو جاز ذلك للأحاد لزم تعطيل الجهاد، فعلى هذا لو هادنهم غير الأمام أو نائبه لم يصح، [التوبة]، وقوله تعالى: ﴿وَإِن جنحوا للسلم فَاجنَحْ لَهَا . ﴾ [الأنفال]. وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، شروط عقد الهدنة في الإسلام وهي الشروط الشرعية المعتبرة في صحة العقد بحيث لا يصح عقد الهدنة مع إهمال شيء منها وهي أربعة شروط : الأول: في العاقد ويختلف الحال فيه باختلاف المعقود، فإن كان المعقود عليه إقليم كالهند والروم ونحوهما أو مهادنة الكفار مطلقا فلا يصح العقد فيه إلا من الأمام الأعظم أو من نائبه العام المفوض إليه التحدث في جميع أمور الدولة الإسلامية، الثاني: أن يكون في ذلك مصلحة للمسلمين، فإن لم تكن مصلحة فلا يهادنون بل يقاتلون حتى يسلموا أو يقرروا الجزية إن كانوا من أهلها الثالث : إن لا يكون في العقد شرط يأباه الإسلام كما لو شرط أن يترك بأيديهم مال مسلم أو أن يرد عليهم أسير مسلم انفلت منهم أو شرط على المسلمين مال من غير خوف على المسلمين أو شرط رد مسلمة إليهم، وفيما دون وفوق أربعة أشهر قولان للإمام الشافعي رضي الله عنه أصحهما أنه لا يجوز، أما إذا كان في المسلمين ضعف وهناك خوف فإنه تجوز المهادنة إلى عشر سنين فقد هادن رسول الله ﷺ أهل مكة عشر سنين كما رواه أبو داود في سنته، ولا تجوز الزيادة عليها على الصحيح، وفي وجه تجوز الزيادة على ذلك للمصلحة، فلو أطلق المدة فالصحيح من مذهب الشافعي أنها فاسدة غير جائزة وقيل : إن كانت في حال ضعف المسلمين حملت على عشر سنين، وإن كانت في حال القدرة فقد قيل تحمل على الأقل وهو أربعة أشهر وقيل على الأكثر وهو ما يقارب السنة، ولو صرح بالزيادة على ما يجور عقد الهدنة عليه. فإن زاد على أربعة أشهر في حال قوة المسلمين أو على عشر سنين في حال ضعف المسلمين فإن عقد المهادنة يصح فقط في المدة المعتبرة ويبطل في الزائد، فإن احتاج المسلمون إلى زيادة المدة على عشر سنوات جاز لهم عقد عشر سنوات أخرى ثم عشر ثم عشر قبل أن تنقضي المدة الأولى وهذا عند الشافعية بينما ذهب أصحاب الإمام مالك إلى أن مدتها غير محدودة، والخلاصة لا بد من أن تكون المهادنة معلومة محدودة لأن تركها من غير تقدير يقضي إلى ترك الجهاد بالكلية . والمهادنات المذكورة لا تكون إلا في حالة ما يكون العدو في بلاده أو بأطراف البلاد الإسلامية على الحدود كما قلنا عن بلاد الإسلام وادعى ملكيته لهذا الجزء، ومن الدلائل على ذلك أيضا أن عقد الهدنة ينبغي أن يتضمن أمور هامة منها : 1 - أن يشترط المسلمين أو ولي على أمرهم على الطرف الآخر ما لا يحمله إليه في كل سنة أو أن يسلم إليه ما يختاره من حصون وقلاع وأطراف وسواحل مما وقع الاستيلاء عليه من بلاد المسلمين أو أحب انتزاعه أو استضافته من بلاد من يهادونه من ملوك الكفر وأن يبقى من بها من أهلها ويقررهم فيها نساؤهم وأولادهم ومواشيهم وازوادهم وسلاحهم والاتهم دون أن يلتمس عن ذلك أو عن شيء منه ما لا أو يطلب عنه بدلا وما ينخرط في هذا السلك . 2 - أن يشترط عليه عدم التعرض لتجار مملكته والمسافرين من رعيته برا وبحرا بنوع من أنواع الأذية والأضرار في أنفسهم ولا في أموالهم وللمجاورين للبحر عدم ركوب المراكب الحربية التي لا يعتاد التجار ركوب مثلها . 6 - أن يشترط ما لا يحمله إليه في الحال أو في كل سنة أو حصونا أو بلادا يسلمها من بلاد أو مما يغلب عليه من بلاد مهادنة إلى غير ذلك من الأمور التي يجري عليها الاتفاق مما لا تحصى كثرة والمدقق في هذه الشروط يستدل على أن المصالحة أو المهادنة إنما هي لفترة زمنية وليس على سبيل الأبدية، ولقد كان المسلمون في عصر الحروب الصليبية التي استغرقت قرنين من الزمان في فلسطين خاصة هكذا فلم يعقدون في حال ضعفهم إلا هدنة قصيرة وفق الشروط الشرعية التي ذكرناها، وفي الإسلام لا يسقط الحق، ولقد اجتهد المسلمة في أن تكون الهدنة الشرعية في كل شيء ومن ثم وضعوا شروطا يلزم الكاتب في كتابه الهدنة مراعاتها وأن يقوم بترتيب قوانينها وأحكام معاقدها ومن ذلك الأمور الآتية : 4 - إن كانت الهدنة من قوي لضعيف أخذ في الاشتداد آنیا بما يدل على علو الكلمة وانبساط القدرة وحصول النصرة واستكمال العدد وظهور الأيد ووفور الجند ومنعة الدولة لا سيما إذا كان القوي مسلما والضعيف كافرا فإنه يجب الازدياد من الأمور التي توقع الخوف والهلع في نفس العدو. وإن كانت الهدنة من ضعيف لقوي أخذ في الملاينة بحسب ما يقتضيه الحال مع إظهار الجلادة وتماسك القوة خصوصا إذا كان القوي المعقود معه الهدنة كافرا ومن أعداء الإسلام، وإن شرط له ما لا عند ضعف المسلمين للضرورة جاز ذلك رغبة في الصلح المأمور به لا عن خور طباع وضعف قوة إذ يقول تعالى : و فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم . 5 - على كاتب الهدنة أن يتحفظ من احتوائها على كل شيء ليس من الإسلام ويحذر كل الحذر من خلل يتطرق إليه من إهمال سيء من الشروط أو ذكر شرط خلل على الإسلام أو ضرر على السلطان أو ذكر لفظ مشترك أو معنى ملتبس يوقع شبهة توجب السبيل إلى التأول، وأن يأخذ المأخذ الواضح الذي لا تتوجه عليه معارضة ولا تتطرق إليه مناقضة ولا يدخله تأويل . 6 - أن تكون الهدنة بعد تشاور وتروية النظر وظهور الخير فيها ومشاورة ذوي الرأي وأهل الحجي وموافقتهم على ذلك .
الجهاد والتحرير من قوات الاحتلال المسيحي الأوروبي
بعد أن أقام الصليبيون ممالكهم الأربع الرها وإنطاكية وبيت المقدس وطرابلس استطاعوا الاستيلاء على مناطق واسعة من بلاد الشام والجزيرة الفراتية، وسرعان ما أصبحت هذه الممالك بعد توسعها وتوطدها، تشكل خطرا كبيرا على البلاد الإسلامية ثم أخذ هذا الخطر يتوسع يوما بعد آخر نتيجة لمواقف القوى الإسلامية غير الموحدة واستغل الصليبيون الظروف التي كانت تواجه العالم الإسلامي بتوسع نطاق نفوذهم والاستحواذ على مصادر الثروة والرخاء. وكانت تواجه الصليبيين في بادئ الأمر، مشكلة أساسية، هي تحديد وضع البلاد التي استحوذوا عليها وطريقة تنظيمها وكيفية بناء دولة غربية على أرض شرقية، تتألف من تلك العناصر المشتتة والمتباينة التي جرفها تيار الدعوة الصليبية من غرب أوروبا، ليلقى بها جميعا في صعيد واحد ولعل الصليبيين تمكنوا في نهاية الأمر من تذليل هذه الصعوبات بفضل المساعدات التي تلقوها من الدولة البيزنطية وبفضل كثرتهم وتفرق وحدة المسلمين من الناحيتين السياسية والعسكرية. لقد كانت البابوية ترمى إلى إقامة حكومات ثيوقراطية في الشرق الإسلامي تجمع بين السلطتين الدينية والزمنية، ولكن قوة الأحداث والمطامع الدنيوية التجارية للأمراء الذين قادوا حشود الصليبيين، جعلتهم يحققون أطماعهم بما أنشأوه من هذه الممالك التي بدأت تتركز فيها السلطة الزمنية، كما تحقق للمدن الإيطالية التجارية التي بذلت مساعداتها للصليبيين، ما كانت تبتغيه من حقوق وامتيازات في الأملاك الصليبية في الشرق الإسلامي.
مملكة الرها
تبين لنا من قبل أن إمارة الرها كانت من أولى الإمارات التي أسسها بلدوين لي بور في جهات أعالي الجزيرة الفراتية 492هـ/ 1098م، كما أنها من أول الإمارات التي سقطت بيد الجيش الإسلامي عام 539هـ / 1144م. منح السلطان السلجوقي ملكشاة الرها إلى قائد التركي بوران (بزان) سنة 480هـ / 1087م، ونتيجة للنزاع الذي استحكم في تلك الفترة بيت أمراء السلاجقة حول الممتلكات والاقطاعات، فقد تمكن ثوروس Thoros ابن هيثوم وهو زعيم ارمني من الوصول إلى حكم الرها عام 488هـ / 1095م وقد تنازل ثوروس إلى بلدوين لي بور البولوني بحكم الرها عام 492هـ / 1098م لكي لا يكتسحها المسلمون، وهم يعدون جيشا كبيرا لإنقاذ إنطاكية من الخطر الصليبي. وعندما تولى بلدوين حكم الرها، أحسن بضرورة القيام ببعض الأعمال التي تعلى من شأنه في نظر رعاياه الجدد من الأرمن وتضفي إلى حكمه في الرها قسطا من الشرعية والأهمية. لقد قامت سياسة بلدوين لي على أساس الربط بين العناصر المختلفة التي صارت تتألف منها الإمارة وخاصة الصليبيين والأرمن، كما استهدفت سياسته الربط بين العنصرين غير أنه كان حريصا على أن يظل العنصر الأرمني خاضعا خاضعا للعنصر اللاتيني الغربي لذلك جذب بلدوين عددا كبيرا من الصليبيين الغربيين وأغدق عليهم المنح والأموال، فعاش هؤلاء بعيدا عن الاختلاط بالأرمن مما أساء كثيرا إلى شعورهم وكون الصليبيين في الرها طبقة أرستقراطية عسكرية تحكم شعبا من الأرمن يشتغل أفراده بالتجارة والزراعة وسرعان ما استولى الوافدون الجدد من الصليبيين على الضياع الزراعية التابعة للرها خارج أسوارها واضطر من عليها من الفلاحين الأرمن وقد ضرب بلدوين نفسه مثلا لهذا الترابط بزواجه من الأميرة أراد ARDA وهي ابنة أحد زعماء الأرمن إلى العمل في ظل قيود النظم الإقطاعية المعروفة في الغرب الأوروبي، ومن الجدير بالذكر إن بلدوين لي بور البولوني أصبح سيد الرها وحاكمها المطلق واستطاع أماله ووصل إلى أهدافه، بل إنه كان أول أمير من زعماء الحملة الصليبية الأولى، استطاع أن يمكن لنفسه في الشرق ويحقق أطماعه السياسية بتأسيس إمارة لنفسه بحكمها وتعتبر الرها إمارة حاجزة تحمي إنطاكية من المسلمين وهي أكبر منها حيث تمتد على جانبي نهر الفرات من رواندان وعينتاب إلى موضع غير معروف بالجزيرة من القرى المجاورة وهذه المنطقة مثل سروج، وتولى الجند جباية الضرائب والجزية من القرى المجاورة وهذه المنطقة بأكملها اعتبرت إقليم حدود واشتملت على أراضي خصبية ومدن زاهرة وكلفت الضرائب الحكومة الرها موردا ماليا وافرا وكان بلدوين لي بور من الثروة وهو كونت الرها ما يزيد على ثروته بعد أن أصبح ملك بيت المقدس. وأخذت الراوابط الإقطاعية لهذه الإمارة مع مملكة بيت المقدس بالوهن تدريجيا منذ أواخر حكم بلدوين الثاني، وقد فضل أميرها جوسلين أن يكون تابعا مباشرا لإنطاكية بدلا من القدس عام 535هـ / 1140م. لقد أصبحت إمارة الرها أهم مراكز الصليبيين، وذلك بوصفها قاعدة لإحدى إمارتهم الأربع في الشرق الإسلامي، ولقربها من العراق وقوة تحصيناتها، كما أصبحت أمنع معاقلهم فقد أصبحت على جانب كبير من الأهمية في حماية ممتلكات الصليبيين في الشام ضد أي هجوم يأتي من الشرق. ويمثل جوسلين صاحب الرها، مصدر خطر في أنحاء بلاد الشام وديار بكر، وفي عهد ابنة جوسلين الثاني استطاع المسلمون أن يحاصروا هذه الإمارة ويسقطوها فانهارت بذلك دعامة من دعائم المملكة اللاتينية، وأصبح وادي الفرات خالصا للمسلمين وعلى أية حال فأمارة الرها الصليبية لم تدم طويلا بسبب تذبذب الأرمن وموقفهم غير الواضح من الصليبيين والمسلمين على حد سواء، وبسبب أهميتها التجارية لوقوعها على الطريق التجاري الكبير الذي يمتد على نهر الفرات مسرورا بالرقة وإنطاكية ودمشق، وتسابق القوى السياسية في المنطقة للاستحواذ عليها .
مملكة إنطاكية
تعتبر إنطاكية من المدن المهمة فهي وفيرة الثروة اشتهرت مصانعها ما تنتجه من المنسوجات الحريرية والبسط والزجاج والفخار والصابون، وهي المركز الرئيسي للتبادل التجاري بين الدولتين الإسلامية والبيزنطية. وكانن القوافل التجارية القادمة من حلب والجزيرة تجتاز أبواب إنطاكية في طريقها إلى البحر المتوسط. أنشأ هذه الإمارة بوهمند النرمندي الذي أطلق علي الصليبيون لقب (أمير إنطاكية اعترافا منهم بأن الفضل الأول في الاستيلاء على المدينة وانتزاعها من المسلمين إنما يرجع إليه وقد أسسها على الرغم من معارضة رفيقه القائد الصليبي ريموند كونت تولور. وتم ذلك نتيجة الخيانة فيرزو أحد قادة ياغي سيان صاحب إنطاكية من قبل السلاجفة، وكان فيروز أرمنيا اعتنق الإسلام وارتقى إلى وظيفة كبيرة في الحكومة وعلى الرغم من - تظاهره بالولاء لسيده فإنه كان شديد الحقد والبغضاء له، لأنه فرض عليه أخيرا غرامة لاختزانه القمح، فاتفق فيروز مع بوهيمند على خطة معيبة للدخول إلى المدينة واحتلالها وبذلك استطاع أن يؤسس إمارة له. وإنطاكية مدينة قديمة، لها تاريخها الحافل وأهميتها الكبرى في نظر المسيحيين ويكفي أنها كانت ثالث مدن العالم في عصر الإمبراطورية الرومانية، فضلا عن أنها المدينة التي أطلق فيها على إتباع المسيح لأول مرة اسم المسيحيين، وأسس فيها القديس بطرس أول أسقفية له حتى الفتح الإسلامي للمنطقة في القرن السابع وعندئذ فقدت ملتقى الحضارتين اليونانية والعربية. وكان سقوط إنطاكية بيد الصليبيين قد أثار موجة من الذعر في البلدان الإسلامية كما كان له دوي هائل في العالم المسيحي لا يفوقه إلا أثر سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبين ولانها كانت مفتاح بلاد الشام على حد قول المؤرخين، وتميز تاريخ إمارة إنطاكية بالصراع الحاد مع الأباطرة البيزنطيين فأهم ما تعرضت له من خطر خارجي جاء أساسا من قبل بيزنطية، فقد أصبحت قليقية واللاذقية خاضعة للإمبراطور البيزنطي الكسيوس، وكان الارثوذكس داخل إنطاكية يحرصون على أن يشهدوا عودة الحكم البيزنطي إليها. أما علاقتها بمملكة بيت المقدس فكانت تدين لهذه الأخيرة بالتبعية ولكن من الناحية النظرية فقط، نظرا لما كان المملكة بيت المقدس من تأثيرات سياسية ودينية تتيح لها أن تفرض نفوذها على المماليك الصليبية وتعترف لها بالتبعية، كما أن لها الحق في أن تكون وصية عند شغور العروش لهذه المماليك، ومن واجبات ملك بيت المقدس، التوفيق بين إنطاكية والرها كلما وقع الخلاف أو القتال بينهما، أما فيما يتعلق بالتنظيمات الداخلية لإمارة إنطاكية، فقد اتخذت النظام البيزنطي بما اتصف به موظفو المكاتب من كفاية وبما اشتهروا به من أساليب بارعة في جباية الضرائب فلكل من إنطاكية واللاذيقية وجبله، دوق خاص له مطلق السلطة. وورث أمراء إنطاكية النظام البيزنطي أيضا في تقدير الضرائب وجبايتها، ولبيت المال عندهم جهازه الإداري ولا يعتمد في تحصيل الخراج على المحاكم المحلية مثلما كان سائدا في بيت المقدس. وقام أمراء إنطاكية بتوجيه سياستهم كيفما شاءوا دون أن يحفلوا بالمحكمة العليا في بيت المقدس فعقدوا معاهداتهم مع الدول الأجنبية وأتاح ذلك للتجار الجنوبيين أن يعقدوا اتفاقيات تجارية مع صليبي إنطاكية وقدم كثيرا من هؤلاء الجنوبيين بسفنهم وحرصوا على أن يكونون أول من يظفرون بتجارتهم فمنحهم أميرها عهدا يقضي بأن يكون لهم سوق وكنيسة وثلاثون بيتا ومنذئذ صار الجنوبيون يدافعون عن دعاوي أمير إنطاكية فأصبح في وسعه أن يرتكن إلى تأييدهم.
مملكة طرابلس
ظهرت مملكة طرابلس على أثر استيلاء الصليبيين على مدينة طرابلس وانتزاعها من الجيش الإسلامي الذي حشدته الدولة الفاطمية للدفاع عنها واستهدف الصليبيون تكوم إمارة صليبية في طرابلس تدين بالتبعية لمملكة بين المقدس، مما جعلهم يكرسون كل قواتهم لإسقاط المدينة. وكانت هذه المدينة تحت حكم فخر الملك أبى علي بن عمار الذي حاول عبثا الاحتفاظ بها عن طريق التقرب من الصليبيين، إذ مثل ريموند الصنجيلي الخطر الأكبر على طرابلس منذ 493هـ / 1099م حتى وفاته عام 499هـ / 1105م، وقد عزم عام 947هـ / 1103م على احتلال طرابلس، فأقام معسكرا في أرياض المدينة وشرع في تشييد قلعة على تل بمسافة ثلاثة أميال من المدينة، وفي السنة التالية اكتمل بناء القلعة التي سميت قلعة الصنجيل ( سان جيل) وقد أضحت طرابلس في حالة حصار، ولكنها ظلت صامدة لقوة استحكاماتها وسيطر ريموند على جميع الطرق المؤدية إليها ولا زال بنو عمار بفضل ثرواتهم الوافرة يسيرون أسطور تجاريا ضخما ويجلبون إلى مدينتهم المون والتجارات من الموانئ المصرية الواقعة إلى الجنوب منهم. ويبدو أن الصليبيين لم يكونوا قادرين على الاستيلاء على مدينة طرابلس لولا المساعدات التي تلقوها من الأساطيل الإيطالية الجنوبية كما مر ذكره من قبل وقد استطاع الصليبيون دخول طرابلس بالغدر والخيانة حيث تسلم بلدوين الأول ملك بيت المقدس المدينة بموجب معاهدة بينه وبين شرف الدولة والي المدينة الفاطمي وعندما دخلها الصليبيون أحرقوا معالم المدينة وكتبتها التي تعتبر من أروع مكتبات العالم حينذاك وحل الدمار بكل ما تحتويه وصار براتراند بن ريموند أميرا على طرابلس واتخذ لقب كونت وأكد تبعيته إلى مملكة بيت المقدس. ومن الجدير بالذكر، أن اهتمام الصليبيين بطرابلس ومحاولاتهم المتكررة للاستيلاء عليها أما جاء نتيجة لكونها من أهم الإمارات التي تفصل القوى الصليبية عن مملكة بيت المقدس وسائر قلاعهم وممتلكاتهم في فلسطين وبفضل ثرواتها ورخائها وموقعها التجاري المتميز حيث ربطت بين نشاط الصليبيين في شمال الشام ونشاطهم في فلسطين، مما أتاح لها أن تلعب دورا مهما في تاريخ الحروب الصليبية في المنطقة.
مملكة بيت المقدس
تعد مملكة بيت المقدس من أهم المماليك والإمارات الصليبية في الشرق الإسلامي على الإطلاق، فقد ادعت هذه المملكة لنفسها السيادة على إمارات الصليبيين جميعها ورأى ملكها إن من حقه أن يطلب من أمراء الصليبيين إرسال العساكر للانحياز إليه في حملاته. إن المكانة الدينية التي تحتلها بيت المقدس بوصفها مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين فضلا عن كونها من أضخم المعاقل والحصون في عالم العصور الوسطى، إذ اشتهر موقعها بالمتانة والقوة، هذا ما جعل الصليبيين يعقدون مجلسا بكنيسة القديس بطرس في إنطاكية عام 492هـ / 1098م، حيث أجمعوا على استئناف الزحف نحو بيت المقدس، وقد تم لهم ذلك حيث سقطت بأيديهم القدس كما مر ذكره من قبل. لقد كان تأسيس مملكة بيت المقدس عام 494هـ / 1100م يمثل في الواقع أكبر تحد موجه للكنيسة في أوروبا وللعنصر النورماني في إنطاكية ففي الوقت الذي كان الاعتقاد السائد إن إنطاكية يجب أن تكون عاصمة المسيحية اللاتينية في الشرق نظرا لأهميتها، ولكن بدأت مملكة بيت المقدس تحتل مكانة خاصة، إذ استقطبت الصليبيين بتأثير البابوية، فاجتذبت الصليبيين القادمين من الغرب واستقر عدد كبير منهم، وظلت الهجرة مستمرة إليها لتزيد من قوة جيوشها ولتمد من نشاط السكان الأصليين بدماء جديدة، واجتذبت المدن الإيطالية مقابل الحصول على امتيارات بلغت من الضخامة أنها أضعفت موارد المملكة التي أسهمت هذه المدن في قيامها. ومن البداهة القول، أن حكومة بين المقدس الصليبية أموالا طائلة لم يكن الحصول عليها سهلا، فأكثرية مرافق البلاد أضحت رهن احتكارات مدن إيطاليا التجارية، ولم تكن الموارد الإقطاعية بكافية لدعم الجهاز العسكري، كما أن الثروات التي تحصل عليها الدولة من أسلاب المدن المحتلة لم تكن تشكل موردا يعتمد عليه، وكانت في تناقص مستمر. أما الرسوم المالية على الوافدين من الصليبيين الجدد والقوافل التجارية البرية أكثرها رهن بالظروف فهي غير ثابتة ولا محددة في جميع الأحوال، ولذلك فإن الضائقات الاقتصادية التي أحاقت بمملكة بيت المقدس اضطرتها إلى التفتيش عن المال إني وجد، فشاركت الكنائس والأديرة فيما يقدم لها من هبات وراحت تفرض على خزانة رئيس الأساقفة في المدينة أموالا طائلة، ثم احتالت في الحصول على الأموال عن طريق مشاريع الزواج بين العوائل الحاكمة، فقد تزوج الملك بلدوين من الأميرة الأرمنية أرادا ARDA ثم أدليد ADLED أم الأمير روجر الثاني وهما موسرتان فابتلع ثرواتهن. ومن المفيد، الإشارة هنا إلى عامل جديد فيما يتعلق بالسياسات الشرقية بما جرى من تدخل المدن التجارية الإيطالية، حيث لم يتوافر أول الأمر لدى هذه المدن من الثقة ما يحملها على الاشتراك في الحملة الصليبية الأولى، إلا بعد أن أدرك أن الحرب ستكون لصالح الصليبيين، فبادرت بيزا والبندقية وجنوه إلى إرسال أساطيلها إلى الشرق، بعد أن بذلت وعودها بالمساعدة مقابل إقامة منشآت في كل مدينة أسهمت المدن الإيطالية باحتلالها، لأنها كانت تمد الصليبيين بالقوة البحرية التي لولاها لما استطاعوا أن يخضعوا المدن الإسلامية الساحلية خاصة، لقد هيأت سفنهم للصليبيين عن طريق الاتصال بحر بغرب أوروبا، لأن هذا الطريق كان أقل خطر من الطريق البري، غير أن ما طلبته المدن الإيطالية من امتيازات وحصلت عليها فعلا، دل على أن حكومات الصليبيين في الشرق الإسلامي فقدت جانبا كبيرا من مواردها القوية على أن صليبي بيت المقدس كانوا يبذلون كل جهودهم كما يحولون أكبر قدر من التجارة إلى ميناء يافا الصليبي ويشجعون المدن الإيطالية بكل ما استطاعوا على أن يمنعوا التجارة بين المدن الساحلية الإسلامية وبين مصر وعلى أن يجعلوا هذه المدن تعتمد في تجارتها على الصليبيين وذلك في إطار سياستهم الرامية لتحقيق عائدات عاجلة في الثروة والرخاء للمملكة الصليبية ولإظهار فلسطين وكأنها إقليم مندمج في وحدة اقتصادية شاملة بما صار لها من علاقات عبر البحر مع أوروبا. وتسببت المقاومة غير الموحدة من قبل القوى الإسلامية في تعريض الجانب الأكبر من فلسطين، الذي غزاه الصليبيين وبسطوا سيطرتهم عليه إلى الخطر الأمر الذي جعل الصليبيون في بيت المقدس يتجهون صوب الإمارات الصليبية الأخرى مثل إنطاكية والرها وطرابلس واستغلال تبعيتها لها بفرض - مساعدات عسكرية ومالية عليها . وعلى العموم فإقليم فلسطين في مجموعة يعتبر من الأراضي الفقيرة شبه الصحراوية ولا سيما حول بيت المقدس، فلم تقم صناعة كبيرة بمدينة من المدن بل إن ملوك بيت المقدس في ذروة قوتهم لم يبلغوا من الثروة ما حازة کونت طرابلس أو أمير إنطاكيا. والمصدر الأعلى للثروة جاء من الرسوم والضرائب التي تأتي من المنافذ البحرية والبرية، فالأراضي الخصبة بشرق نهر الأردن في منطقة مزاب والجولان لم يكن لها منفذ طبيعي سوى الموانئ الواقعة على ساحل فلسطين، كما أن المتاجر القادمة من سورية إلى مصر سلكت طرق فلسطين. أما القوافل التي تجلب التوابل من جنوب بلاد الغرب فاجتازت في جميع العصور صحراء النقب إلى البحر المتوسط ولضمان الإبقاء على مصدر ثروتهم الأساسي وهو الرسوم لابد من إغلاق سائر المنافذ، ولذا ينبغي على الصليبيين أن يسيطروا على الطرف الممتد من خليج العقبة جنونا إلى جبل حرمون (الثلج) شمالا، بل كان لزاما عليهم أيضا أن تكون لهم السلطة على الطرف الممتد من جبال لبنان إلى نهر الفرات، ومن الجدير بالذكر أن صليبي بيت المقدس اضطروا لعقد اتفاقيات غير متكافئة مع المدن الإيطالية التجارية وقدموا لها تنازلات مهينة ليجدوا لهم غير مصدرا آخر للثروة ففي 494هـ / 1100م رسا بيافا أسطول ضخم للبنادقة لعقد اتفاق مع مملكة بيت المقدس، وكانت شروط البنادقة تقضي بأن تطلق لهم حرية التجارة في سائر المملكة وأن يكون لهم بكل مدينة في الإمارة كنيسة وسوق وأن يكون لهم ثلث كل مدينة يسهمون في احتلالها وأن تكون لهم مدينة طرابلس التي سوف يؤدون عنها أتاوه للملك وفي مقابل ذلك يبذلون المساعدة للصليبيين، وتقرر أن تبدأ بالعمل الأول وهو الهجوم على المدن الإسلامية واحتلالها وتم الاتفاق على أن تبدأ بالعمل الأول وهو الهجوم على المدن الإسلامية واحتلالها وتم الاتفاق على أن تكون عكا هي الهدف الأساس ثم مهاجمة حيفا بعد ذلك ويمكن القول إن عكا كان الميناء الوحيد المأمون في فلسطين في جميع فصول السنة، ولذلك نشط الإيطاليون والصليبيون للاستيلاء عليه لأغراض تجارية واستراتيجية. ويذهب الأستاذ رنسيمان إلى أن المال والرجال هما أهم ما احتاجته مملكة بيت المقدس في الداخل، فلن يستطيع الملك إقامة مملكته ما لم يتوفر له من الثروة والقوة ما يكفي لضبط إتباعه، وفيما يتعلق بالقوة البشرية فلا يستطيع الحصول عليها إلا بالترحيب بالهجرة وتشجيع المسيحيين الوطنيين على التعاون معه. أما المال فيستطيع الحصول عليه بتشجيع التجارة مع البلاد المجاورة والإفادة من توافر الرغبة في جمع الصدقات من المسيحيين في أوروبا. ربما يسهمون به من أموال وما يجرونه من أحباس على المنشآت الدينية في البلاد المقدسة. كانت الأحباس تجري لصالح الكنيسة والملك ولابد لهذا الأخير أن يكون سيدا على الكنيسة حتى يضمن استخدامها المصلحة المملكة. وعلى الرغم من ادعاء ملك بيت المقدس لنفسه السيادة على الإمارات الأخرى في الشرق الإسلامي، غير إن هذه السيادة لم تظهر إلا حينما كان الملك قويا يستطيع أن يفرض وجوده ولم يحقق ملوك بيت المقدس الأوائل إلا سيادة شخصية على طرابلس، كما إن لهم صلة شخصية بكونتية الرها، وكان الإمارة إنطاكية وضع خاص ومختلف فلم يقرأ أميرها لأحد بالسيادة عليه، وقد تسبب وضع الإمارات الصليبية وموقفها من مملكة بيت المقدس في كثير من المتاعب المالية والعسكرية الأخيرة، وهناك مشكلة أخرى واجهتها مملكة بيت المقدس، تتعلق هذه المشكلة بموقف الطوائف الدينية العسكرية التي قامت في مملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية الأخرى. لقد تفوقت هذه الطوائف على الكنيسة منذ قيامها ونموها المضطرد في كثرة عدد رجالها ووفرة ثروتها حتى غدت أكبر ملاك للأراضي بالشرق الأدنى وازدادت ضياعها بما ظفرت به من المهبات وبما دأبت عليه باستمرار من شراء الأراضي. وقدم المتطوعون من الغرب لينضموا إليهم، ويبدو أن هذه الطوائف سدت حاجة سياسية للأمارات الصليبية، حيث يلاحظ باستمرار قصور بعساكرها. ولكن مساوئ الطوائف الدينية العسكرية الخطيرة هي أنها لك يكن للملك عليها سلطان لأنهم لم يدينوا بالسيادة إلا للبابا وما جاوره من أراضي احتفظوا بها، على أنهم يمثلون ديوان المواريث الحشرية فلا يؤدون ما هو مقرر عليها من خدمات ولم يسمحوا للحائزين على أراضي منهم بأن يؤدوا ضريبة العشر للكنيسة. المقصود بالمواريث الحشرية (Mortmain) وهو ما يؤوا من أملاك وأموال وأمتعة إلى بيت المال، إذ ليس لها مالك أو حائز. ولم يحارب من فرسانهم مع جيوش الملك إلا أنهم حلفاء متطوعون، وحرصت كل طائفة على أن تلتزم بما وضعته من خطة لدبوماسيتها دون أن تحفل بالسياسة الرسمية المملكة بيت المقدس، وأقامت لنفسها أساطيل بحرية صغيرة في الوقت الذي لم يكن للملكة قوة بحرية كافية نظرا لقلة الموانئ الصالحة وافتقارها إلى الأخشاب اللازمة لصناعة السفن وامتلاك كل من إنطاكية وطرابلس أسطولين صغيرين سخرتهما لخدمة أغراضها الدفاعية الخاصة بها. وهكذا كان لا بد المملكة بيت المقدس من التماس مساعدة دولة بحرية لتقف أمام قوة مصر الإسلامية التي كانت تمثل أكبر وأقوى دولة بحرية لتقف أمام قوة مصر الإسلامية التي كانت تمثل أكبر وأقوى دولة بحرية متحدية للوجود الصليبي في المنطقة والمعروف إن الإيطاليين وفرنسي الجنوب كانوا حلفاء للصليبيين في مجال القوة البحرية. استند الحكم في دولة بيت المقدس على الأسس الإقطاعية والقضائية التي احتواها دستورها Assize of Jerusalem الذي وضعت خطوطه الأساسية في عهد الملك كودفري، إذ قسمت البلاد إلى أربع إقطاعات كبرى وهي يافا والكرك والجليل وصيدا وإلى اثنتي عشرة أقطاعية صغرى وكونت كل من القدس وعكا وطبرية إقطاعات خاصة بالملك مباشرة ويمكن لرؤساء الإقطاع بتوعية الكبير والصغير إن يقطعوا أجزاء من أراضيهم
لاتباع جدد حسب تعهدات عسكرية ومالية.
تتألف أجهزة الحكم من المؤسسات التالية :
أولا : المؤسسة الملكية وعلى رأسها الملك وهو القائد العام للجيوش.
ثانيا : المؤسسات القضائية: وتتألف من:
(1) المحكمة العليا: وتمثل أعلى سلطة قضائية برأسها الملك. وأعضاؤها من كبار الإقطاعيين.
(2) المحاكم الصغرى وهي محاكم المدن يرأسها نائب الملك يساعده (12) محلفا يختارهم الرئيس من بين أتباعه اللاتين .
(3) المحاكم المحلية أو الطائفية : وتنظر في قضايا الناس حسب تقاليدهم الدينية وتتألف من خمسة أعضاء اثنان منهم اللاتين والبقية من سكان الطائفة الدينية
(4) المحاكم التجارية الممتازة: خاصة بتجار المدن الإيطالية وتفصل في خصوماتهم حسب قوانين حكوماتهم.
(5) المؤسسة الإدارية وتظهر فيها تدرج المراتب الإدارية .
أما بالنسبة للجيش الصليبي لمملكة بيت المقدس فيعتمد في تكوينه على ما يأتي:
1 - التعهدات الإقطاعية : ومن شروط التبعية العسكرية هي الخدمة العسكرية والاستعداد للقتال في الجيش المركزي لعدد من الأسابيع أو خدمة سنوية وكان أمراء المدن يجهزون عدد معين من الفرسان .
2 - الحرس الملكي الخاص : وهو يعتمد على الإقطاعات التابعة للتاج مباشرة مقابل رواتب نوعية أو نقدية .
3 - فرق الفرسان الدينية : أ - فرسان المعبد : Knihts of The Temple
وهي فرق فردية ديرية في الأصل أسسها فرنسي يدعى هيوبايان مع سبعة من زملائه في مدينة القدس، إذ خصص لهم رواقا في المسجد الأقصى في ساحة معبد سليمان بن داود، وتحولت إلى مؤسسة عسكرية دينية. ب - فرسان القديس يوحنا الاسبتارية) وهم أصحاب المستشفيات ويشار لهم في كتب المسلمين بالداوية لاشتغالهم بالتطبيب وقد شكلوا في بادئ الأمر فرقة دينية خيرية ثم تحولت إلى مؤسسة عسكرية دينية ولعبت دورا مهما في الحروب الصليبية. جـ - فرسان التيوتون : وهي فرقة ألمانية يرجع تاريخها إلى عام 585هـ / 1189م أثناء الحصار الصليبي لميناء عكا في الحملة الصليبية الثالثة أسسها بحارة السفن الألمانية التي ساهمت في الحصار، وقد حولوا سفنهم إلى مستشفيات للاعتناء بالمرضى والبرص، ثم كونوا لهم فرقة عسكرية .
4 - أساطيل المدن الإيطالية : اعتمدت عليها مملكة بيت المقدس في احتلالها السواحل لقاء امتيازات اقتصادية تمنحها لها وهم البنادقة والجنوبيون
والبيزيون .
5 - الوافدون المسلحون وكانوا يؤلفون مصدرا عسكريا مؤقتا إذ غالبا ما يشترك هؤلاء في مشاريع مملكة بيت المقدس، وهنالك إلى جانب أجهزة الحكم ومؤسساتها المدنية والعسكرية يمثل بيت المال Secnete وهو الديوان الذي يؤدي له كل ما يستحق للملك من أموال ويصرف المرتبات ويحتفظ بسجل لكل العمليات المالية المرتبطة بالحكومة، ولكن على ما يبدو، إن بيت المال لم يكن إلا إدارة مفككة التنظيم نقلها الصليبيون عن العرب الذين كانوا قد منه أخذوها بدورهم عن البيزنطيين.
الهدنة مع الاستعمار المسيحي
الهدنة في اللغة معناها المصالحة، يقال: هادئه يهادنه مهادئة إذا صالح والاسم الهدنة، وهي إما من هدن بفتح الدال ويهدن بكسرها هدونا إذا سكن، ومنه قولهم: هدنة على دخن أي سكون على غل أو تكون قد سميت بذلك لما يوجد من تأخير الحرب بسببها ويراد منها أيضا ألفاظ أخرى أحدهما - الموادعة، ومعناها المصالحة أيضا، أخذا من قولهم: عليك بالمودوع يريدون بالسكينة والوقار، فتكون راجعة إلى معنى السكون، وإما أخذا من توديع الثوب ونحوه. وهو جعله في صوان يصونه، لأنه بها تحصل الراحة من تعب الحرب ومشاقها وتكاليفها . 1 - من معناها أيضا المسلمة ومعناها أيضا المسالمة ومعناها ظاهر : لأن بوقوعها يسلم كل من أهل الجانبين من الآخر . 2 - المقاضاة، ومعناها المحاكمة مفاعلة من القضاء بمعنى الفصل والحكم. 3 - المواصفة، سميت بذلك لأن الكاتب يصف ما وقع عليه الصلح من الجانبين. وأما في الشرع الإسلامي فالهدنة عبارة عن صلح يقع بين زعيمين في زمن معلوم بشروط مخصوصة، والأصل أن تكون المهادنة بين ملكين أو سلطانين مسلم وكافر أو بين نائبيهما أو بين أحدهما ونائب الآخر، ولقد رتب الفقهاء رحمهم الله باب الهدنة في كتبهم مفصلة واضحة المعاني وهي في الشرع عقد أمام أو نائبه على ترك القتال مدة معلومة لازمة ولا يجور لغيرهما عقد المهادنة لأنه لو جاز ذلك للأحاد لزم تعطيل الجهاد، فعلى هذا لو هادنهم غير الأمام أو نائبه لم يصح، فلو دخل بعضهم بهذا الصلح دار الإسلام كان أمنا لاعتقاده ولا يقر في دار الإسلام بل يرد إلى دار الحرب، ولو مات الأمام أو نائبه بعد العقد لم ينتفض عهده أما رتبتها فإنها متأخرة . عند قوة سلطان المسلمين عن عقد الجزية : لأن في الجزية ما يدل على ضعف المعقود له، وفي الهدنة ما يدل على قوته. أما أصل وضع المهادنة لأهل الكفر فالأصل فيها قوله تعالى: ﴿فَسِيحُوا في الأرض أربعة أشهر ...) [التوبة]، وقوله تعالى: ﴿وَإِن جنحوا للسلم فَاجنَحْ لَهَا ... ﴾ [الأنفال]. وما ثبت في صحيح البخاري من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه عن صلح الحديبية وما انتهت إليه المفاوضات مع قريش التي صدت الرسول والمسلمين عن زيارة الكعبه ما اتفق المسلمون مع قريش على المهادنة المعروفة بصلح الحديبية وهذه نسخة الكتاب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه وأشهد في الكتاب على الصلح رجالا من المسلمين والمشركين والمفهوم من هذا الصلح أنه كان محدودا بعشر سنوات وروي مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة إن النبي ﷺ صالح قريشا على وضع القتال عشر سنين وإنه لم يكن يعني الاختلاط بين الجانبين أو ترك الحرب إلى ما لا نهاية وهو بذلك هدنة مؤقتة أقصاها عشر سنوات إذا التزم الجانبان بشروطها .
شروط عقد الهدنة في الإسلام
وهي الشروط الشرعية المعتبرة في صحة العقد بحيث لا يصح عقد الهدنة مع إهمال شيء منها وهي أربعة شروط : الأول: في العاقد ويختلف الحال فيه باختلاف المعقود، فإن كان المعقود عليه إقليم كالهند والروم ونحوهما أو مهادنة الكفار مطلقا فلا يصح العقد فيه إلا من الأمام الأعظم أو من نائبه العام المفوض إليه التحدث في جميع أمور الدولة الإسلامية، الثاني: أن يكون في ذلك مصلحة للمسلمين، بأن يكون في المسلمين ضعف أو في المال قلة أو توقع الإسلام المعقود معهم الهدنة بسبب اختلاطهم بالمسلمين ضعف أو طمع في قبولهم الجزية من غير قتال وإنفاق مال، فإن لم تكن مصلحة فلا يهادنون بل يقاتلون حتى يسلموا أو يقرروا الجزية إن كانوا من أهلها الثالث : إن لا يكون في العقد شرط يأباه الإسلام كما لو شرط أن يترك بأيديهم مال مسلم أو أن يرد عليهم أسير مسلم انفلت منهم أو شرط على المسلمين مال من غير خوف على المسلمين أو شرط رد مسلمة إليهم، فلا يصح العقد مع شيء من ذلك بخلاف ما لو يشرط رد الرجل المسلم أو المرأة الكافرة فإنه لا يمنع صحة المهادنة فإن كان في المسلمين ضعف خارج عن إرادتهم وخيف عليهم جاز التزام المال لهم دفعا للشر كما يجوز فك الأسير المسلم إذا عجزنا عن انتزاعه. الرابع: إن لا تزيد مدة الهدنة عن أربعة أشهر عند قوة المسلمين وأمنعهم ولا يجوز أن تبلغ ستة بحال، وفيما دون وفوق أربعة أشهر قولان للإمام الشافعي رضي الله عنه أصحهما أنه لا يجوز، أما إذا كان في المسلمين ضعف وهناك خوف فإنه تجوز المهادنة إلى عشر سنين فقد هادن رسول الله ﷺ أهل مكة عشر سنين كما رواه أبو داود في سنته، ولا تجوز الزيادة عليها على الصحيح، وفي وجه تجوز الزيادة على ذلك للمصلحة، فلو أطلق المدة فالصحيح من مذهب الشافعي أنها فاسدة غير جائزة وقيل : إن كانت في حال ضعف المسلمين حملت على عشر سنين، وإن كانت في حال القدرة فقد قيل تحمل على الأقل وهو أربعة أشهر وقيل على الأكثر وهو ما يقارب السنة، ولو صرح بالزيادة على ما يجور عقد الهدنة عليه. فإن زاد على أربعة أشهر في حال قوة المسلمين أو على عشر سنين في حال ضعف المسلمين فإن عقد المهادنة يصح فقط في المدة المعتبرة ويبطل في الزائد، فإن احتاج المسلمون إلى زيادة المدة على عشر سنوات جاز لهم عقد عشر سنوات أخرى ثم عشر ثم عشر قبل أن تنقضي المدة الأولى وهذا عند الشافعية بينما ذهب أصحاب الإمام مالك إلى أن مدتها غير محدودة، بل يكون موكولا إلى اجتهاد الإمام ورأيه، والخلاصة لا بد من أن تكون المهادنة معلومة محدودة لأن تركها من غير تقدير يقضي إلى ترك الجهاد بالكلية . والمهادنات المذكورة لا تكون إلا في حالة ما يكون العدو في بلاده أو بأطراف البلاد الإسلامية على الحدود كما قلنا عن بلاد الإسلام وادعى ملكيته لهذا الجزء، بل أنكر حق المسلمين فيها وجار عليهم في العدوان فإن المهادنة أو المصالحة أو الموادعة لا تجوز بإجماع آراء الفقهاء في كافة العصور الإسلامية فإن كان في المسلمين ضعف في مثل هذا الحال فالأجدر بالمسلمين البحث عن أسباب هذا الضعف وتلافيه فإن تعمد ولي أمر المسلمين الإهمال وجب نبذ طاعته ومخالفته والخروج عليه وعزله واستبداله بآخر يقوم بواجب الجهاد من أعداد للقوة والقتال في سبيل الله حتى يدفع عن الإسلام والمسلمين خطر المعتدين، فإن كان ضعف المسلمين لأسباب خارجة عن إرادتهم وظهور قوة عدوهم عليهم جاز لهم المهادنة فقط ولمدة محدودة ومعلومة حتى يزول سبب الضعف وتستجد عوامل القوة قيقومون بقتال عدوهم واستخلاص أرضهم وهذا ما كان عليه المسلمون خلال التاريخ الإسلامي الطويل وخصوصا في فترة الحروب الصليبية، إذ لم تعقد الهدنة الدائمة بين المسلمين وأهل الكفر إلا عندما يكون الأعداء في دار الكفر (بلادهم) ويكون عقد الهدنة معهم وفن شروط فأما أن يدخلوا في الإسلام أو الجزية أو القتال. ومن الدلائل على ذلك أيضا أن عقد الهدنة ينبغي أن يتضمن أمور هامة منها :
1 - أن يشترط المسلمين أو ولي على أمرهم على الطرف الآخر ما لا يحمله إليه في كل سنة أو أن يسلم إليه ما يختاره من حصون وقلاع وأطراف وسواحل مما وقع الاستيلاء عليه من بلاد المسلمين أو أحب انتزاعه أو استضافته من بلاد من يهادونه من ملوك الكفر وأن يبقى من بها من أهلها ويقررهم فيها نساؤهم وأولادهم ومواشيهم وازوادهم وسلاحهم والاتهم دون أن يلتمس عن ذلك أو عن شيء منه ما لا أو يطلب عنه بدلا وما ينخرط في هذا السلك .
2 - أن يشترط عليه عدم التعرض لتجار مملكته والمسافرين من رعيته برا وبحرا بنوع من أنواع الأذية والأضرار في أنفسهم ولا في أموالهم وللمجاورين للبحر عدم ركوب المراكب الحربية التي لا يعتاد التجار ركوب مثلها .
3 - أن يشترط عليه إمضاء ما وقعت عليه المعاقدة، وأن لا يرجع عن ذلك ولا عن شيء منه ولا يؤخر شيئا عن الوقت الذي اتفق عليه .
4 - إن يشترط عليه أنه إذا بقى من مدة الهدنة مدة قريبة مما يحتاج إلى الاستعداد فيه أن يعلمه بما يريده من مهادنة أو غيرها .
5 - إن يشترط عليه أنه إذا انقضى أمد الهدنة على أحد من الطائفتين وهو في بلاد الآخرين أن يكون له الأمن حتى يلحق مأمنه .
6 - أن يشترط ما لا يحمله إليه في الحال أو في كل سنة أو حصونا أو بلادا يسلمها من بلاد أو مما يغلب عليه من بلاد مهادنة إلى غير ذلك من الأمور التي يجري عليها الاتفاق مما لا تحصى كثرة والمدقق في هذه الشروط يستدل على أن المصالحة أو المهادنة إنما هي لفترة زمنية وليس على سبيل الأبدية، ولقد كان المسلمون في عصر الحروب الصليبية التي استغرقت قرنين من الزمان في فلسطين خاصة هكذا فلم يعقدون في حال ضعفهم إلا هدنة قصيرة وفق الشروط الشرعية التي ذكرناها، وإذا نقض العدو شرطا من شروطها عاد المسلمون لقتاله وتأديبه، والمصالحة على سبيل الأبدية أو الدائمة معناها تسليم بسقوط حق المسلمين في الجزء المتصالح عليه، وفي الإسلام لا يسقط الحق، ويبقى مع مرور الزمن الحق حقا إلى يوم القيامة والمطالبة به واجبة والسكوت عنه إثم ديني كبير. ولقد اجتهد المسلمة في أن تكون الهدنة الشرعية في كل شيء ومن ثم وضعوا شروطا يلزم الكاتب في كتابه الهدنة مراعاتها وأن يقوم بترتيب قوانينها وأحكام معاقدها ومن ذلك الأمور الآتية :
1 - أن يكتب الهدنة فيما يناسب الملك الذي تجري الهدنة بينه وبين ملكه أو سلطانه .
2 - أن يأتي في ابتدائها ببراعة الاستهلال أما بذكر تحسين موقع الصلح والندب إليه ويمن عاقبته أو بذكر السلطان أو الرئيس أو الخليفة الذي تصدر عنه الهدنة أو السلطانين المتهادنين أو الأمر الذي ترتب عليه الصلح.
3 - أن يأتي بعد التصدير بمقدمة يذكر فيها السبب الذي أوجب الهدنة ودعا إلى قبول الموادعة .
4 - إن كانت الهدنة من قوي لضعيف أخذ في الاشتداد آنیا بما يدل على علو الكلمة وانبساط القدرة وحصول النصرة واستكمال العدد وظهور الأيد ووفور الجند ومنعة الدولة لا سيما إذا كان القوي مسلما والضعيف كافرا فإنه يجب الازدياد من الأمور التي توقع الخوف والهلع في نفس العدو. وذكر ما للإسلام من العزة وما توالى له من النصرة، وإن كانت الهدنة من ضعيف لقوي أخذ في الملاينة بحسب ما يقتضيه الحال مع إظهار الجلادة وتماسك القوة خصوصا إذا كان القوي المعقود معه الهدنة كافرا ومن أعداء الإسلام، وإن شرط له ما لا عند ضعف المسلمين للضرورة جاز ذلك رغبة في الصلح المأمور به لا عن خور طباع وضعف قوة إذ يقول تعالى :
و فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ... ﴾ [محمد].
5 - على كاتب الهدنة أن يتحفظ من احتوائها على كل شيء ليس من الإسلام ويحذر كل الحذر من خلل يتطرق إليه من إهمال سيء من الشروط أو ذكر شرط خلل على الإسلام أو ضرر على السلطان أو ذكر لفظ مشترك أو معنى ملتبس يوقع شبهة توجب السبيل إلى التأول، وأن يأخذ المأخذ الواضح الذي لا تتوجه عليه معارضة ولا تتطرق إليه مناقضة ولا يدخله تأويل .
6 - أن تكون الهدنة بعد تشاور وتروية النظر وظهور الخير فيها ومشاورة ذوي الرأي وأهل الحجي وموافقتهم على ذلك .
7 - أن يبين مدة الهدنة، فقد تقدم أن الصحيح من مذهب الإمام الشافعي أنه إذا لم تبين المدة في مهادنة الكفار وأعداء الإسلام فإن الهدنة فاسدة وغير جائزة البتة. وقد جرت العادة أن يحسبوها مدة سنين شمسية فيحرر حسابها بالسنة القمرية ويذكر سنين وأشهرا وأياما حتى يستوفي السنين الشمسية المهادن عليها، أما في حالة عقد الصلح بين المسلمين فإنه لا يشترط ذلك بل ربما قالوا : إن ذلك صار لازما للأبد بحكم أنهم مسلمون .
8 - الإشهاد على الاتفاق من المتعاقدين بذلك سواء كان ذلك الرؤساء أو نوابهم والرسل الذين قاموا بإبرام الهدنة، وهنا تؤكد على أن في التاريخ الإسلامي الصحيح في كافة العهود والدول الإسلامية، كانت المهادنات أو الموادعات أو ما يعبر عنه بالصلح المؤقت كان وفق الشروط المشروعة في الإسلام، وسوف نرى من خلال كتاب جهاد المسلمين في الحروب الصليبية التطبيق العملي لهذه الشروط وسوف تتبين أن المسلمين كانوا يعقدون الهدنة للضرورة ووفق أحكام الشريعة الإسلامية كما إن المسلمين كانوا خلال الهدنة المعقودة مع أعداء الإسلام يعملون على جمع الصف وتقوية جيوشهم والاستعداد للقتال إذا انتهت مدة المهادنة أو في حالة نقض الطرف الآخر لشرط من شروطها ومن ثم كان لتنظيم المسلمين شؤون حياتهم
وفق الشريعة الإسلامية عظيم الأثر في النصر على عدوهم استجابة لقوله تعالى : و ... وكان حقا علينا نصر المؤمنين (17) ﴾ [الروم) .
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...
أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...
أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...
[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...
ad يترقب المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بدء تفعيل التأشيرة الخليجية الموحدة بعد مرور أكثر من ع...
Bullying is a repeated aggressive behavior that involves an imbalance of power between the bully and...
فاللغة العربية ليست فقط لغة المسلمين، ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال...
1-تعتبر أسرة محمد آل علي الإبداع والإبتكار هي أول نقطة في الإنطلاق إلى التحسين في شتى المجالات حيث ق...
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...