لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

لم ينشغل الكلاسيك إلا بوضع واحد من الأوضاع المتصورة بالنسبة لمستوى النشاط الاقتصادي وذلك هو وضع العمالة الكاملة لقوى الإنتاج البشرية والمادية. إذ هي تجاهلت الأوضاع الأخرى التي تعرف مستويات للنشاط الاقتصادي أدنى من مستوى العمالة الكاملة. أما كينز فيهدف إلى بناء نظرية عامة تحتوي كل الفروض الممكنة بالنسبة لمستوى النشاط الاقتصادي. باعتبار أن العمالة يمكن أن تتحدد عند مستويات مختلفة ومن بينها مستوى العمالة الكاملة. ومن هنا جاءت تسميته لنظريته بأنها العامة في العمالة والدخل. وقد يكون من المفيد أن نرى من الآن المبدأ الأساسي لنظرية كينز المسمى بمبدأ الطلب الفعال. *أن العمالة الكلية تتوقف على الطلب الكلي (أي على مجموع الطلب على كل أنواع السلع والخدمات). *مع زيادة حجم العمالة يرتفع مستوى الدخل. *مع زيادة الدخل الحقيقي للجماعة يزيد الاستهلاك كذلك، *بما أن الدخل يستخدم في شراء السلع الاستهلاكية والسلع الاستثمارية يتعين، لكي يكون لدينا طلبا كافيا لتحقيق الزيادة في العمالة، أن يزيد الاستثمار زيادة تكون مساوية للفرق بين الدخل وبين الطلب على الاستهلاك. لفهم هذا المبدأ العام يتعين وضعه في إطار نظرية كينز، يتحدد مستوى العمالة (أو الإنتاج أو الدخل)، بتلاقي العرض الكلّي والطلب الكلّي، أو بتلاقي ما يسميه كينز بدالّة العرض الكلي ودالّة الطلب الكلّي. وصفة "كلّي" تعني أن الأمر يتعلق بالاقتصاد القومي في مجموعه، أي لكلّ ما يعرض من ناتج وكل ما يُطلب من ناتج. وإذا ما توقّعوا (والتوقعات تلعب دورا حيويا في النظام النظري لكينز) تحقيق إيرادات في فترة مستقبلة(عندما يبيعون منتجاتهم) يقدمون على الإنفاق على المدخلات المختلفة المستخدمة في عملية الإنتاج وعلى الأخصّ على شراء القوّة العاملة. ومن ثمّ يمكن القول أن ّ كلّ مستوى من مستويات الإيرادات المتوقعة يقابله مستوى من استخدام الموارد، وعليه يكون لدينا نوع من العلاقة المنتظمة بين عدد العمال الذين يرغب المنظمون في تشغيلهم (ع) والإيرادات الكلية التي يتوقعونها. هذه العلاقة تسمّى دالّة العرض الكلّي: وهي تقول لنا أنّ مستوى العمالة يتحدد كدالة للإيرادات المتوقعة وهي دخول يمكن إنفاقها على شراء السلع والخدمات الاستهلاكية والسلع والخدمات الاستثمارية. وعليه يخصص جزء من هذه الدخول بواسطة الأفراد لشراء السلع الاستهلاكية ويسمى الطلب الخاص على الاستهلاك بصفة عامة. كلّما كان حجم العمالة كبيرا كلما زاد الدخل وكلما زاد طلب الأفراد على السلع الاستهلاكية. ويذهب جزء ثالث من الدخول إلى الدولة (إما مباشرة أو عن طريقة الضرائب والاقتراض من الأفراد) تستخدمه في شراء السلع الاستهلاكية والسلع الاستثمارية ويسمى الطلب العام على الاستهلاك والاستثمار. عند كل مستوى للعمالة يمثل مجموع الإنفاق الخاص على الاستهلاك والإنفاق الخاص على الاستثمار والإنفاق العام، وتسمى العلاقة بين الإنفاق الكلي ومستوى العمالة بدالة الطلب الكلي: وهي تقول أن مستوى العمالة يتحدد كدالة للإنفاق الكلي. ويحدد تلاقي هذين المنحيين (منحنى العرض الكلي ع ع ومنحنى الطلب الكلي ط ط) مستوى العمالة الذي يحقق أقصى ربح للمنظمين. ومن ثمّ لا يكون لديهم دافعا إلى تغيير سياستهم في التشغيل. هنا نكون بصدد وضع التوازن العام، ويسمى الطلب الكلي عند نقطة التوازن هذه بالطلب الفعال. ولا يمكن أن يكون مستوى العمالة الذي تحدده نقطة التوازن أعلى من مستوى التشغيل الكامل، أي أعلى من العمالة التي تتحقق باستخدام كل القوة العاملة والقوة المادية الموجودة تحت تصرف المنظمين في الزمن القصير. وإنما ليس هناك في الاقتصاد الرأسمالي ما يحول دون أن يكون مستوى العمالة الذي تحدده نقطة التوازن عند مستوى أقل من مستوى العمالة الكاملة. فإذا ما كان الطلب الفعال غير كاف لتحقيق هذا الوضع الأمثل فمن الممكن أن يتحقق التوازن عند مستوى للعمالة يترك جزاءا من القوة العاملة المتاحة في حالة بطالة عند مستوى الأجور الحقيقية الموجود. هنا يكمن جوهر نظرية كينز. ولا يأتي تحليل كينز بجديد بالنسبة لدالة العرض الكلي كيف يتحدد إذن هذا الطلب الكلي؟ من ناحية أخرى . ينجم عن العمالة خلق دخل كلى (هو دخل الطبقات الاجتماعية المالكة لعناصر الإنتاج). هذا الدخل الكلي يمثل مصدر الطلب الكلي الذي يمكن أن يوجه لشراء السلع الاستهلاكية و السلع الإنتاجية. فإذا افترضنا أن دالة العرض الكلي معطاة, تمثلت الفكرة الأساسية في أن العمالة تتحدد بالطلب الكلي الذي يتحدد بدوره بالإنفاق على الاستهلاك و بحجم الاستثمار. فإذا ما جردنا مؤقتا من الإنفاق العام(إنفاق الدولة) يتكون الطلب الكلي من طلب الأفراد على السلع الاستهلاكية(أي الطلب الخاص على الاستهلاك)وطلب الأفراد على السلع الاستثمارية(أي الطلب الخاص على الاستثمار)لنرى كيف يتحدد كل من هذين الطلبين. *يتوقف طلب الأفراد على الاستهلاك على:مستوى الدخل الذي يحصلون عليه:بصفة عامة كلما زاد الطلب على الاستهلاك وإنما بمعدل يقل عادة عن معدل زيادة الدخل, وذلك لأن الاستهلاك يتوقف كذلك على الميل الحدي للاستهلاك, وهو علاقة تبين القدر من الزيادة في الدخل الذي سيخصص لزيادة الاستهلاك عند كل مستوى من مستويات الدخل. مثل بالإضافة لذلك يعتبر كينز هذا الميل الحدي للاستهلاك مستقرا في الزمن القصير. هذه التوقعات ترتكز على تقديرات الأفراد المستثمرين فيما يخص حالة الأعمال في المستقبل. من وجهة نظر من يتخذ قرارات الاستثمار، *سعر الفائدة، هذه الكفاءة الحدية لرأس المال هي سعر الخصم الذي يجعل القيمة الحالية لسلسلة العائد المتوقع طيلة الحياة المستقبلية للأصل الرأسمالي مساوية لثمن شراء هذا الأصل. وعليه يتحدد الطلب على الاستثمار بنوع من الموازنة التي يقوم بها المستثمرون بين الكفاءة الحدية لرأس المال وسعر الفائدة. وذلك على أساس افتراض ثبات الأثمان (بما فيها الأجور). هذا التلاقي يحقق التوازن الذي يحدد مستوى الناتج والدخل، وإنما ليس بشرط أن يكون التوازن عند مستوى العمالة الكاملة:

  • فقد يتحقق التوازن عند مستوى أدنى من مستوى التشغيل الكامل، كما يظهر على الشكل البياني: هنا يقل مستوى الناتج القومي المتحقق عن المستوى الذي يمكن تحقيقه باستخدام كل القوة العاملة والموارد المادية الموجودة تحت تصرف المجتمع: هذا المستوى أدنى من مستوى العمالة الكاملة. ولا يتحقق مستوى العمالة الكاملة نظرا لعدم كفاية الطلب الكلي الفعال. وكقاعدة عامة يمكن، زيادة الناتج القومي بزيادة الطلب الكلي الفعال دون تغير في المستوى العام للاثمان طالما أن الاقتصاد القومي لم يصل إلى مستوى العمالة الكاملة (ذلك على فرض سيادة المنافسة، كما يوجد افتراض مستوى للتوازن أعلى من مستوى التشغيل الكامل (فرض احتمالي)وذلك عندما يزيد الطلب الكلي النقدي على الطلب اللازم لتحقيق العمالة الكاملة. ويمثل الفرق بين الطلب الكلي و العرض الكلي الذي يتوافق مع مستوى التشغيل الكامل ثغرة تضخمية تنعكس في صورة ارتفاع عام ومستمر في الأثمان. من ذوي الدخول النقدية الثابتة أو تلك التي لا تتوافق الزيادة فيها مع معدل ارتفاع الأثمان كالأجور، لا يستطيع أن يزيد من دخله النقدي أو يتمكن من زيادته وإنما بمعدل أقل من معدل ارتفاع الأثمان، فيقل دخله الحقيقي وينقص من إنفاقه على الاستهلاك. وقد يستمر تناقص الطلب الكلي حتى يتحقق التوازن بين الطلب الكلي والعرض الفعلي عند مستوى العمالة الكاملة. القاعدة إذن هي أنه طالما كان مستوى العمالة أقل من مستوى العمالة الكاملة يكون من الممكن زيادة الناتج القومي(الدخل القومي)بزيادة الطلب الكلي دون ارتفاع الأثمان (على فرض سيادة المنافسة). وعندما يصل مستوى العمالة إلى مستوى العمالة الكاملة تنعكس كل زيادة في الطلب الكلي (النقدي)في ارتفاع في مستوى الأثمان. *في الحالة الثانية يرجع سبب ارتفاع الأثمان إما إلى زيادة في الأجور تتحقق عن طريق مطالبة نقابات العمال بها, ولكي يمكن لهؤلاء المنتجين أن يرفعوا الأثمان لابد أن تكون لهم بعض السيطرة الاحتكارية. خاصة لو تذكرنا تزايد الشكل الاحتكاري للمشروعات (وهو ما جرد منه كينز). وهو وضع بدأ يتغير كيفيا منذ بداية السبعينات حين بدأت الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة تعرف مستويات متدنية للعمالة تاركة نسبة معتبرة من القوة العاملة في حالة بطالة ومن قوى الإنتاج المادية في حالة تعطل جنبا إلى جنب مع معدلات مرتفعة للتضخم. على هذا النحو يتحدد مستوى العمالة في الاقتصاد القومي بتلاقي العرض الكلي و الطلب الكلي. في نظر كينز لا تثير دالة العرض الكلي إلا القليل من الأفكار غير الشائعة باعتبار أن العرض الكلي يتوقف على الشروط المادية للإنتاج.


النص الأصلي

لم ينشغل الكلاسيك إلا بوضع واحد من الأوضاع المتصورة بالنسبة لمستوى النشاط الاقتصادي وذلك هو وضع العمالة الكاملة لقوى الإنتاج البشرية والمادية. ومن هنا قيل أن نظريتهم جزئية، إذ هي تجاهلت الأوضاع الأخرى التي تعرف مستويات للنشاط الاقتصادي أدنى من مستوى العمالة الكاملة. أما كينز فيهدف إلى بناء نظرية عامة تحتوي كل الفروض الممكنة بالنسبة لمستوى النشاط الاقتصادي. باعتبار أن العمالة يمكن أن تتحدد عند مستويات مختلفة ومن بينها مستوى العمالة الكاملة. ومن هنا جاءت تسميته لنظريته بأنها العامة في العمالة والدخل.
وقد يكون من المفيد أن نرى من الآن المبدأ الأساسي لنظرية كينز المسمى بمبدأ الطلب الفعال. ومؤدى هذا المبدأ:
*أن العمالة الكلية تتوقف على الطلب الكلي (أي على مجموع الطلب على كل أنواع السلع والخدمات).
*تنتج البطالة (وتعطل الطاقة المادية) عن عدم كفاية الطلب الكلي .
*مع زيادة حجم العمالة يرتفع مستوى الدخل.
*مع زيادة الدخل الحقيقي للجماعة يزيد الاستهلاك كذلك، وإنما بأقل من الزيادة في الدخل.
*بما أن الدخل يستخدم في شراء السلع الاستهلاكية والسلع الاستثمارية يتعين، لكي يكون لدينا طلبا كافيا لتحقيق الزيادة في العمالة، أن يزيد الاستثمار زيادة تكون مساوية للفرق بين الدخل وبين الطلب على الاستهلاك.
لفهم هذا المبدأ العام يتعين وضعه في إطار نظرية كينز، ونقدمها في مرحلة أولى عن طريق إلقاء نظرة شاملة عليها.
يتحدد مستوى العمالة (أو الإنتاج أو الدخل)، عند كينز، بتلاقي العرض الكلّي والطلب الكلّي، أو بتلاقي ما يسميه كينز بدالّة العرض الكلي ودالّة الطلب الكلّي. وصفة "كلّي" تعني أن الأمر يتعلق بالاقتصاد القومي في مجموعه، أي لكلّ ما يعرض من ناتج وكل ما يُطلب من ناتج.
بالنسبة للعرض الكلّي، ينتج المنظمون (في كل الاقتصاد القومي) من أجل البيع وتحقيق الرّبح النقدي. وإذا ما توقّعوا (والتوقعات تلعب دورا حيويا في النظام النظري لكينز) تحقيق إيرادات في فترة مستقبلة(عندما يبيعون منتجاتهم) يقدمون على الإنفاق على المدخلات المختلفة المستخدمة في عملية الإنتاج وعلى الأخصّ على شراء القوّة العاملة. ومن ثمّ يمكن القول أن ّ كلّ مستوى من مستويات الإيرادات المتوقعة يقابله مستوى من استخدام الموارد، أي من العمالة. وعليه يكون لدينا نوع من العلاقة المنتظمة بين عدد العمال الذين يرغب المنظمون في تشغيلهم (ع) والإيرادات الكلية التي يتوقعونها. هذه العلاقة تسمّى دالّة العرض الكلّي: وهي تقول لنا أنّ مستوى العمالة يتحدد كدالة للإيرادات المتوقعة
بالنسبة للطلب الكلي، إذا كانت الإيرادات المتوقعة تحدد قرارات التشغيل، فإن هذه الأخيرة تؤدي إلى إنتاج سلع وخدمات وتكون مناسبة لخلق تدفقات نقدية تذهب لأصحاب عناصر الإنتاج: تدفقات من الأجور النقدية، وتدفقات من الريع النقدي والفائدة وتدفقات من الأرباح.
هذه التدفقات النقدية تمثل دخول أصحاب عناصر الإنتاج. وهي دخول يمكن إنفاقها على شراء السلع والخدمات الاستهلاكية والسلع والخدمات الاستثمارية. وعليه يخصص جزء من هذه الدخول بواسطة الأفراد لشراء السلع الاستهلاكية ويسمى الطلب الخاص على الاستهلاك بصفة عامة. كلّما كان حجم العمالة كبيرا كلما زاد الدخل وكلما زاد طلب الأفراد على السلع الاستهلاكية. جزء آخر من الدخول يخصصه الأفراد لشراء السلع الاستثمارية ويمثل طلبا خاصا على الاستثمار. ويذهب جزء ثالث من الدخول إلى الدولة (إما مباشرة أو عن طريقة الضرائب والاقتراض من الأفراد) تستخدمه في شراء السلع الاستهلاكية والسلع الاستثمارية ويسمى الطلب العام على الاستهلاك والاستثمار.
عند كل مستوى للعمالة يمثل مجموع الإنفاق الخاص على الاستهلاك والإنفاق الخاص على الاستثمار والإنفاق العام، يمثل مجموع هؤلاء الطلب الكلي. وتسمى العلاقة بين الإنفاق الكلي ومستوى العمالة بدالة الطلب الكلي: وهي تقول أن مستوى العمالة يتحدد كدالة للإنفاق الكلي.
ويحدد تلاقي هذين المنحيين (منحنى العرض الكلي ع ع ومنحنى الطلب الكلي ط ط) مستوى العمالة الذي يحقق أقصى ربح للمنظمين. وهو المستوى الذي تتحقق عنده بالفعل الإيرادات التي توقعها المنظمون، ومن ثمّ لا يكون لديهم دافعا إلى تغيير سياستهم في التشغيل. هنا نكون بصدد وضع التوازن العام، وهو وضع يبين حجم العمالة الفعلية التي تتحقق في لحظة زمنية معينة. ويسمى الطلب الكلي عند نقطة التوازن هذه بالطلب الفعال.
ولا يمكن أن يكون مستوى العمالة الذي تحدده نقطة التوازن أعلى من مستوى التشغيل الكامل، أي أعلى من العمالة التي تتحقق باستخدام كل القوة العاملة والقوة المادية الموجودة تحت تصرف المنظمين في الزمن القصير. وإنما ليس هناك في الاقتصاد الرأسمالي ما يحول دون أن يكون مستوى العمالة الذي تحدده نقطة التوازن عند مستوى أقل من مستوى العمالة الكاملة. ذلك أن الطلب الفعال الذي يحقق العمالة الكاملة هو حالة خاصة تمثل الوضع الأمثل، فإذا ما كان الطلب الفعال غير كاف لتحقيق هذا الوضع الأمثل فمن الممكن أن يتحقق التوازن عند مستوى للعمالة يترك جزاءا من القوة العاملة المتاحة في حالة بطالة عند مستوى الأجور الحقيقية الموجود. هنا يكمن جوهر نظرية كينز.
ولا يأتي تحليل كينز بجديد بالنسبة لدالة العرض الكلي
*. الجديد نجده في تحليله الخاص بالطلب الفعال الذي يتوقف عليه حجم العمالة ومن ثمّ مستوى الدّخل القومي. كيف يتحدد إذن هذا الطلب الكلي؟
ينجم عن العمالة إنتاج يتمثل في كمية من السلع و الخدمات الاستهلاكية و الإنتاجية . هذا من ناحية . من ناحية أخرى . ينجم عن العمالة خلق دخل كلى (هو دخل الطبقات الاجتماعية المالكة لعناصر الإنتاج).هذا الدخل الكلي يمثل مصدر الطلب الكلي الذي يمكن أن يوجه لشراء السلع الاستهلاكية و السلع الإنتاجية.وعليه يكون الناتج الكلي قيمة متساوية للدخل الكلي الذي يوجه للإنفاق على الاستهلاك و الاستثمار.
فإذا افترضنا أن دالة العرض الكلي معطاة,وهو الفرض الذي يفترضه كينز,تمثلت الفكرة الأساسية في أن العمالة تتحدد بالطلب الكلي الذي يتحدد بدوره بالإنفاق على الاستهلاك و بحجم الاستثمار.فإذا ما جردنا مؤقتا من الإنفاق العام(إنفاق الدولة) يتكون الطلب الكلي من طلب الأفراد على السلع الاستهلاكية(أي الطلب الخاص على الاستهلاك)وطلب الأفراد على السلع الاستثمارية(أي الطلب الخاص على الاستثمار)لنرى كيف يتحدد كل من هذين الطلبين.
*يتوقف طلب الأفراد على الاستهلاك على:مستوى الدخل الذي يحصلون عليه:بصفة عامة كلما زاد الطلب على الاستهلاك وإنما بمعدل يقل عادة عن معدل زيادة الدخل,وذلك لأن الاستهلاك يتوقف كذلك على الميل الحدي للاستهلاك,وهو علاقة تبين القدر من الزيادة في الدخل الذي سيخصص لزيادة الاستهلاك عند كل مستوى من مستويات الدخل.هنا تلزم التفرقة بين الميل المتوسط للاستهلاك، الذي يبين القدر من الدخل، مثل
ويرى كينز أن زيادة الدخل لا تمتص بأكملها لزيادة الإنفاق على الاستهلاك في الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة. أي أن الميل الحدي للاقتصاد في مجموعه يكون دائما أقل من الواحد الصحيح. بالإضافة لذلك يعتبر كينز هذا الميل الحدي للاستهلاك مستقرا في الزمن القصير.
أما بالنسبة لطلب الأفراد على الاستثمار، فتتوقف قرارات الاستثمار على توقعات الربح. هذه التوقعات ترتكز على تقديرات الأفراد المستثمرين فيما يخص حالة الأعمال في المستقبل. وعليه يتميز الطلب على الاستثمار، في ارتكازه على هذه التوقعات الفردية، بأنه طلب غير مستقر. هذا الطلب يتوقف على الدافع للاستثمار. هذا الدافع للاستثمار يتوقف بدوره، من وجهة نظر من يتخذ قرارات الاستثمار، على العلاقة بين:
*سعر الفائدة، الذي يتعين على المستثمر أن يدفعه إذا ما اقترض رأس المال النقدي ليقوم بالاستثمار، وذلك الذي يحصل عليه إذا ما وظف رأسماله النقدي في استثمار يحصل منه على صكوك دائنة. ويعتبر كينز سعر الفائدة ظاهرة نقدية بحتة، ويتحدد عنده بتلاقي الطلب على النقود وعرض النقود.
*وبين ما يسميه كينز بالكفاءة الحدية لرأس المال، التي تعبر عن العلاقة بين مجموع العائد المتوقع من الأصل الرأسمالي طوال حياته المستقبلة وإنما مقيما بقيمته الحالية (أي عند البدء في الاستثمار) وثمن شراء هذا الأصل، أي الثمن الذي يعرض به أو نفقة استبداله. هذه الكفاءة الحدية لرأس المال هي سعر الخصم الذي يجعل القيمة الحالية لسلسلة العائد المتوقع طيلة الحياة المستقبلية للأصل الرأسمالي مساوية لثمن شراء هذا الأصل.
وعليه يتحدد الطلب على الاستثمار بنوع من الموازنة التي يقوم بها المستثمرون بين الكفاءة الحدية لرأس المال وسعر الفائدة.
يتحدد مستوى العمالة إذن بفضل تلاقي العرض الكلي والطلب الكلي. وذلك على أساس افتراض ثبات الأثمان (بما فيها الأجور). هذا التلاقي يحقق التوازن الذي يحدد مستوى الناتج والدخل، وإنما ليس بشرط أن يكون التوازن عند مستوى العمالة الكاملة:



  • فقد يتحقق التوازن عند مستوى أدنى من مستوى التشغيل الكامل، كما يظهر على الشكل البياني:


هنا يقل مستوى الناتج القومي المتحقق عن المستوى الذي يمكن تحقيقه باستخدام كل القوة العاملة والموارد المادية الموجودة تحت تصرف المجتمع: هذا المستوى أدنى من مستوى العمالة الكاملة. ولا يتحقق مستوى العمالة الكاملة نظرا لعدم كفاية الطلب الكلي الفعال. ويظهر الفرق بين الطلب الكلي الفعال المتحقق والعرض الكلي الذي يتوافق مع مستوى التشغيل الكامل في ثغرة انكماشية تنعكس في صورة بطالة للقوة العاملة وتعطّل للطاقة المادية. ولكي يتحقق مستوى التشغيل الكامل يتعين زيادة الطلب الكلي إما بزيادة الاستهلاك(الخاص والعام)، أو بزيادة الاستثمار (الخاص والعام)، أو بزيادتهما معا. وكقاعدة عامة يمكن، وفقا لتحليل كينز، زيادة الناتج القومي بزيادة الطلب الكلي الفعال دون تغير في المستوى العام للاثمان طالما أن الاقتصاد القومي لم يصل إلى مستوى العمالة الكاملة (ذلك على فرض سيادة المنافسة، وقد رأينا أن كينز يجرّد من درجة المنافسة كفرض يقوم عليه نموذجه التحليلي).
كما يوجد افتراض مستوى للتوازن أعلى من مستوى التشغيل الكامل (فرض احتمالي)وذلك عندما يزيد الطلب الكلي النقدي على الطلب اللازم لتحقيق العمالة الكاملة. ويمثل الفرق بين الطلب الكلي و العرض الكلي الذي يتوافق مع مستوى التشغيل الكامل ثغرة تضخمية تنعكس في صورة ارتفاع عام ومستمر في الأثمان.


على فرض أن الاقتصاد مغلق(أي لا يتعامل مع العالم الخارجي) ولا يوجد تحت تصرف الاقتصاد القومي موارد تمكن من تحقيق مستوى التوازن الاحتمالي هذا(الذي يكون عنده الناتج القومي مساويا ل وع).وتنعكس زيادة الطلب النقدي في ارتفاع في مستوى الأثمان يخفض من قيمة النقود ويؤثر على الدخول الحقيقية لمختلف الطبقات والفئات. بعض ذوي الدخول يستطيع زيادة دخوله النقدية، ومن ثمّ زيادة دخله الحقيقي أو على الأقل الإبقاء عليه دون تغيير رغم ارتفاع الأثمان. مثال هؤلاء الفئات الاجتماعية التي تحصل على الأرباح كدخل. البعض الآخر، من ذوي الدخول النقدية الثابتة أو تلك التي لا تتوافق الزيادة فيها مع معدل ارتفاع الأثمان كالأجور، لا يستطيع أن يزيد من دخله النقدي أو يتمكن من زيادته وإنما بمعدل أقل من معدل ارتفاع الأثمان، فيقل دخله الحقيقي وينقص من إنفاقه على الاستهلاك. وقد يستمر تناقص الطلب الكلي حتى يتحقق التوازن بين الطلب الكلي والعرض الفعلي عند مستوى العمالة الكاملة.
القاعدة إذن هي أنه طالما كان مستوى العمالة أقل من مستوى العمالة الكاملة يكون من الممكن زيادة الناتج القومي(الدخل القومي)بزيادة الطلب الكلي دون ارتفاع الأثمان (على فرض سيادة المنافسة).وعندما يصل مستوى العمالة إلى مستوى العمالة الكاملة تنعكس كل زيادة في الطلب الكلي (النقدي)في ارتفاع في مستوى الأثمان.
إلا أنه قد يحدث ارتفاع في الأثمان قبل أن تصل إلى مستوى العمالة الكاملة ويمكن أن يتحقق هذا في نظر كينز في حالتين:
*في الحالة الأولى يعود الارتفاع في الأثمان إلى أن عناصر الإنتاج ليست متجانسة ولا يمثل إحداها بديلا كاملا للعناصر الأخرى.فإذا نقص عرض أحد هذه العناصر (عمال فنيين مثلا)أو أحد السلع.ولم تمثل العناصر الأخرى أو السلع الأخرى بديلا,ارتفع الثمن في فرع من فروع الإنتاج,لوجود هذا الاختناق و نظرا لترابط فروع الإنتاج قد ينتشر ارتفاع الثمن من فرع إلى آخر إلى أن يعم الاقتصاد القومي.في هذه الحالة يحدث التضخم مع وجود البطالة و الطاقة المادية المعطلة.
*في الحالة الثانية يرجع سبب ارتفاع الأثمان إما إلى زيادة في الأجور تتحقق عن طريق مطالبة نقابات العمال بها,سرعان ما تنتشر من فرع لآخر.وإما إلى انتهاز المنتجين فرصة زيادة الطلب النقدي على بعض السلع لرفع الأثمان رفعا سرعان ما يعم الاقتصاد القومي.ولكي يمكن لهؤلاء المنتجين أن يرفعوا الأثمان لابد أن تكون لهم بعض السيطرة الاحتكارية.
في هاتين الحالتين نجد الظاهرة التضخمية موجودة جنبا إلى جنب مع بطالة جزء من القوة العاملة وتعطل جزء من الطاقة الإنتاجية المادية.و الظاهر أن مقصود كينز أن مستوى العمالة في هاتين الحالتين لا يكون أدنى بكثير من مستوى العمالة الكاملة.


وهذا الوضع أصبح يمثل الوضع الغالب في الاقتصاديات الرأسمالية منذ الحرب العالمية الثانية, خاصة لو تذكرنا تزايد الشكل الاحتكاري للمشروعات (وهو ما جرد منه كينز). وهو وضع بدأ يتغير كيفيا منذ بداية السبعينات حين بدأت الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة تعرف مستويات متدنية للعمالة تاركة نسبة معتبرة من القوة العاملة في حالة بطالة ومن قوى الإنتاج المادية في حالة تعطل جنبا إلى جنب مع معدلات مرتفعة للتضخم. وتفسير مثل هذا الوضع لا يمكن أن يصح لو اقتصرنا على أداء الاقتصاد الرأسمالي في الزمن القصير و إنما تلزم دراسة كل حركة الاقتصاد الرأسمالي في فترات زمنية طويلة جدا للتعرف على الاتجاه العام لهذه الحركة و ما يتخللها من تقلبات في الزمن القصير.
على هذا النحو يتحدد مستوى العمالة في الاقتصاد القومي بتلاقي العرض الكلي و الطلب الكلي. عند نقطة التوازن, وهي ليست بالمحتم النقطة التي تمثل العمالة الكاملة.في نظر كينز لا تثير دالة العرض الكلي إلا القليل من الأفكار غير الشائعة باعتبار أن العرض الكلي يتوقف على الشروط المادية للإنتاج. وعليه تتركز مساهمة كينز في دراسة دالة الطلب الكلي يقدم عنها مفاهيم جديدة سرعان ما تنتشر لتحتل مكانا خاصا في الفكر الاقتصادي الأكاديمي في المجتمعات الغربية, وكذلك كأفكار تهدي السياسة الاقتصادية للدولة الرأسمالية في هذه المجتمعات, الأمر الذي يستلزم منا أن نرى هذه المفاهيم بشيء من التفضيل.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

المقدّمة الحمد...

المقدّمة الحمد لله مُتِمِّ النِّعمِ على عباده، يعيدُ فضلَه عليهم كما يبديه لهم، وينشر لهم رحمته، وي...

Hello! You can ...

Hello! You can learn about Orthodoxy from several reliable sources: 1. **YouTube channels** such as...

قد تحذف شركة جو...

قد تحذف شركة جوجل روابطنا الجديدة من محرك البحث, احتفظ في الرابط على جهازك وتابع صفحة فيس بوك الجديد...

اقتراح اعتماد ح...

اقتراح اعتماد حاويات نفايات ذكية ومستدامة بمحطات الترامواي يمثّل اعتماد حاويات نفايات ذكية ومقسّمة ...

يخطط ويشرف على ...

يخطط ويشرف على وضع البرامج والأنشطة المناسبة للطلاب يقيم هذه البرامج ويحدد جوانب القوم ويدعمها ويحد ...

بهذا الخلق وغير...

بهذا الخلق وغيره عرف الشيخ ابن باز رحمة الله عليه فلا يكاد يعلم في زمنه أحد أسخى ولا أجود ولا أكرم م...

قمت في صبيحة ال...

قمت في صبيحة السبت يوم 10 ديسمبر 2022 بزيارة الى متحف البحرين الوطني مع أساتذة فضلاء وكرام الأستاذ ا...

أفاد تقرير صحفي...

أفاد تقرير صحفي إيطالي، اليوم الأربعاء، بأن مانشستر يونايتد يكثف مفاوضاته للتعاقد مع النيجيري، فيكتو...

الدرس النفوذ ال...

الدرس النفوذ العالمي الو . م . أ : مقدمة تتميز الوسم ألمكانة متميزة في العالم فهي قوة عظمى . - فما ه...

ينقسم االسم من ...

ينقسم االسم من حيث العدد بدوره إلى ثالثة اقسام معروفة وهي على الترتيب: المفرد، المثنى، الجمع . * ال...

يُعد العقل البش...

يُعد العقل البشري نظامًا طبيعيًا معقدًا، يتميّز بالوعي، والإدراك، والقدرة على التعلّم والإبداع. أما ...

My typical work...

My typical workday is structured to balance productivity and focus.Around midday, I take a short bre...