لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (51%)

لقد قامت المدرسة كمؤسسة ثقافية منذ الماضي البعيد وكان من أهم أسباب قيامها
ازدياد حجم الثقافة وتعقدها بدرجة تستلزم قيام مؤسسة متخصصة عن تنظيم المحتوى الثقافي وتقديمه بطريقة مناسبة للأجيال الناشئة وأخذت مسئولية المدرسة تزداد تدريجيًا لعدة أسباب أولها التغيرات المختلفة التي طرأت على الأسرة الحديثة فلقد أصبحت الأم في معظم الأحيان تعمل في المجالات المختلفة فتغيب بذلك عن البيت ساعات طويلة ولا شك في أن غياب الأم عن البيت يحرم الطفل من الرعاية الواجبة.والأمر الثاني الذي يزيد من مسئولية المدرسة هو بقاء الطفل فيه لساعات طويلة ونحن لا نقصد مرحلة معينة من مراحل التعليم ولكننا نقصد بذلك قضاء الطفل سنوات طويلة بالمدرسة ابتداء من المرحلة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الثانوية.كما أن تأثير المؤسسات الثقافية الأخرى على الطفل وفي مقدمتها وسائل الإعلام المختلفة كالإذاعة والتليفزيون والسينما يضاعف من مسئولية المدرسة فتعرض الطفل لتأثيرات هذه المؤسسات قد يؤدي به إلى أنواع معينة من السلوك التي لا يقرها المجتمع وتصبح هنا وظيفة المدرسة هي تقويم سلوك الطفل وتوجيهه إلى المسالك التي يقرها المجتمع.وإذا صح أن التنشئة الاجتماعية عملية متكاملة وإذا صح أن الأسرة تلعب دورًا رئيسًا في بذر الأسس ولى لمرحلة النضج عند الطفل فإن المدرسة أيضا تلعب دورًا جوهريًا في تنشئة الأطفال المسئولية في تربية الصغار حينئذ يبرر دور المدرسة. والمدرسة هي الوسيلة الثانية التي تعمل مع الأسرة للتنشئة الاجتماعية للأطفال وهي وإن كانت وسيلة صناعية أنشاها المجتمع عن قصد لتحقيق أغراض مينة لتنشئة الأطفال فإن دورها لا يقل بحال من الأحوال عن دور الأسرة ربما يفوقها في أحياة
من أجل ذلك تحولت مسئوليات كثيرة ترتبط بالتنشئة الاجتماعية إلى المدرسة التي تقوم بذلك وفقا لفلسفة المجتمع ووفقا لأهدافه التربوية والفكرية.لم تعد وظيفة المدرسة قاصرة على التحصيل الدراسي المعرفي أو الجانب العقلي بالنسبة للناشئة فقط بل اتسعت وظائف المدرسة حتى شملت سلوك التلاميذ واتجاهاتهم وعاداتهم وقيمهم وتعددت وظائف المدرسة ويتضح ذلك مما يلي:
المدرسة وسيلة لنقل التراث الثقافي والمحافظة عليه:
يكاد يكون نقل التراث الثقافي هو الوظيفة الأساسية للمدرسة فعن طريق هذا النقل يضمن المجتمع بقاءه واستمراره واستقراره والمفروض أن تحتوي المناهج الدراسية على التراث الثقافي للمجتمع وأن تقوم بتقديمك هذا التراث بصورة مقبولة ومفهومة والحرص على التراث الفكري والثقافي أمر في غاية الأهمية لأنه ينقل الينا خبرات عظيمة طالما انقضت أعمار الأجيال وجهودها في تحصيلها وهي ثمرات ابداع الأسلاف وحضارتهم ومخترعاتهم وأبحاثهم العلمية واكتشافاتهم.ومما لا شك فيه أن عملية جعل التربية والمجتمع مرتبطان بتنمية الفرد وبناء شخصيته ولا شك أن هذا الاتجاه يلقي بالضرورة لأهمية القصوى للمحافظة على التراث سواء ما يرتبط بالنشاط والتفكير أو ما يرتبط بالآداب والمشاعر والعادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية المحافظة على التراث تقتضي بالضرورة نقل التراث عبر الأجيال وهي في حد ذاتها تقتضي بالضرورة نقل التراث عبر الأجيال وهي في حد ذاتها عملية اجتماعية ضرورية حتى يستمر المجتمع ويكتب له البقاء.ولما كانت سمة العصر بالتغير والتطور في كل الموجودات والكائنات الأمر الذي انعكس على الثقافة الإنسانية فلحقها ما لحق الأشياء وأصبحت متغيرة وزاد كم المعارف
وتشابكت الثقافات الإنسانية المختلفة الأمر الذي جعل مهمة المدرسة صعبة ووضع المدرسة بوصفها وسيطاً تربويا مقصودًا أمام تحديات تفرضها ظروف التغير.لقد اتسع نطاق الخبرات الإنسانية وتشابك نظرا لتراكم التراث الثقافي وتعقده كل ذلك على أثر التطور والتغير الذي لحق بعمليات الاتصال وسهولة الانتقال التي شملت بل دعمت العالم كله هذا التغير الذي حدث وهذه التحولات الكبيرة ألقت على عاتق المدرسة ومسئوليات جسامًا وكان عليها أن تواكب العصر وتساير التقدم بكل أنواعه أشكاله بغية توصيله إلى الناشئين وتفاعلهم به بحسب ظروف العصر وتقدمه.۲)
تنقية التراث من الشوائب والانتقاء منه:
ينبغي على المدرسة ألا تقوم بنقل التراث الثقافي لتلاميذها كما هو قائم لأن هذا التراث به كثير من الشوائب والمعلومات الخاطئة من أجل هذا يجب على المدرسة القيام بتنقية التراث الثقافي واستبعاد الأجزاء الفاسدة من ولا يعني ذلك أننا نقدم التراث الثقافي على أنه يشمل على مجموعة من المثاليات وإنما وظيفة المدرسة أن تشير إلى الأجزاء الفاسدة وتطلب من الأجيال الناشئة تجنبها أو العمل على تغييرها.ومن الملاحظ أن العلوم تمر على عقول أجيال متتابعة من الناس والمجتمعات فلا تبقى على حالها بل تتحمل كثيرا من الشوائب والعواطف الكاذبة والمبالغات الخاطئة والاعتبارات الشخصية أو الاجتماعية في ظروف معينة ويكون الناس فيها أميل إلى الإشاعات وسرعة التصديق فتغير الحقائق وتنحرف العقيدة عند البعض.ومن الملاحظ أن العادات والقيم والأعراف الاجتماعية خليط ضخم من الاتجاهات وكل مجتمع يضم بداخله كميات هائلة من تلك الاتجاهات غير أن المدرسة عليها أن
تختار من بين ذلك ما يتناسب مع تطورات هذا المجتمع وما هو مرغوب من أفراده.ومن هان بات أن المدرسة لا بد أن تتمشى مع الاتجاه الاجتماعي التي تواكب
۲)
تبسيط التراث الثقافي وتطويره
لا شك أن زيادة العلوم وتطورها سواء السياسية منها أو الاجتماعية قد ألقى بالتبعية على المدرسة أن تتولى تبسيط العلوم للناشئة حتى يتمكون من هضمها وبالتالي العمل على الاستفادة منها فالتراث الثقافي معقد ومتشابك بدرجة لا تسمح للمتعلم بالإلمام به كما يوجد واقع الحياة فالتراث الثقافي يشتمل على تطورات كثيرة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفنية والتقدم العلمي ويرتبط بهذا التراث اتجاهات عقلية لا يستطيع الصغار الإلمام بها بأنفسهم من واقع الحياة.فإنما هي
وإذا كانت وظيفة المدرسة تبصير تلاميذها بنواحي القصور أو الضعف في الثقافة ، تساعد بذلك على تطوير التراث الثقافي، ولا شك أن هناك مؤسسات أخرى تشترك في عملية التطوير إلا أن المدرسة بحكم موقعها ووجود المتخصصين فيهـا تستطيع القيام بذلك الدور بنجاح كبير وهي تقصر في حق المجتمع إذا هي قصرت مهمتها على مجرد النقل والتبسيط فلابد لها من أن تساعد في تجديد الثقة.1)
إذا كانت المدرسة تقوم بوظيفتها في نقل التراث الثقافي كما تعمل على تسليم الأفراد الكثير من المقومات الحضارية والثقافية في المجتمع إذا كانت التربية تقوم بهذا الجهد فإن عوامل أخرى كثيرة تعتمد على المدرسة أن تقوم بجهد وتبذل المدرسة قصارى جهدها حتى تواكب المتغيرات الجديدة فيما يتصل بالكثافة السكانية والنمو السريع في التكنولوجيا وفي وسائل الإنتاج على تعددها خصوصا مع الانفجار الهائل في النظم والأجهزة التي تدير حركة الإنتاج والاقتصاد وفي شتى المجالات.ومن هنا باتت المدرسة تبذل قصارى جهدها في عملية التوجيه الثقافي وتوعية المتعلمين بمواكبة العصر وما ينبغي أن يكون في المستقبل ولا شك أن هذه الوظيفة تتطلب جهدًا فنيًا عاليًا حتى يمكنه تكوين الاتجاهات العملية السلمية الخالية من الجمود والتعصب.0)
تعتبر المدرسة بحق أداة مكملة لأن تربية الناشء تبدأ من احضان أبويه يلقنانه مبادئ اللغة ومفاهيم الحياة الاجتماعية وأساليب التعايش مع البيئة والتفاعل مع ظروف الحياة ويغرسان في قلبه مبادئ الإيمان الصحيح.ويتشرب الأطفال في المدرسة عادات مجتمعهم وقيمة وأخلاقياته ومنها يتعود الطفل البعد عن والديه فترة من الوقت وتكون المدرسة بمثابة البديل عن الأسرة لفترة
موقوتة إذ أنها تحتضن الأطفال وترعاهم وتزودهم بثروة لغوية لا بأس بها كما يتعود
الطفل فيه استخدام هذه اللغة ويتعرف على مفرداتها.وتدرب المدرسة الطفل على المهارات الحركية السلوكية حسب ما تتطلبه مرحلته العمرية ويتناسب مع قدراته ونموه كما توجهه وتشجعه على الانطلاق والتعاون مع أقرانه وتعمل على أن يكون الطفل عضواً جديدًا في مجتمعه.لذلك لابد من إقامة تعاون صريح بين المنزل والمدرسة وأن تخص المدرسة جهازا
لتنسيق الاتصال بالأولياء ومعرفة ما يمكن معرفته من الظروف التي يربى فيها الناشئون في منازلهم وأساليب تربيتهم هناك لتصليح الخاطئ منها وإكمال الصالح أو الأولياء على إصلاح الناشئين وحسن تربيتهم.التعاون مع ليكمل كل من المنزل والمدرسة ما بدأ به الأخر من غرس الإيمان الصحيح والسلوك والقويم ويقوم ما يعرض من انحرافات ومشكلات في حياة الناشئ،1)
المدرسة وسيلة للتجديد والتغير والتطوير
لا ينبغي للمدرسة أن تنعزل عن المجتمع الذي تكون فيه بل ينبغي أن تكون منارة للمجتمع ومركز اشعاع وتوجيه ولكونها مؤسسة اجتماعية صغيرة أو مجتمع مصغر ينبغي أن يساير التطور السريع الذي يلحق بمجال العلم والمعرفة الإنسانية والثقافة والتكنولوجيا كل ذلك بما يتمشى مع العصر وفي حدود طاقات وقدرات الأفراد وتلبية احتياجاتهم.إن من واجب المدرسة أن تساير اتجاهات المجتمع وظروفه وما يستمد فيه من تطور شريطة أن يكون في الاتجاه الصحيح وإلا يتعارض مع العقيدة السمحة وبذلك
تكون رائدة التغير الاجتماعي والمبشرة بالتغير والداعية إليه.والمدرسة الحديثة يقع على عاتقها عبء تكوين التفكير الابتكاري عند التلاميذ
۷)
المحافظة على ايديولوجية وتطور المجتمع
مما لا شك فيه أن ايديولوجية المجتمع وأهمية المحافظة عليها من وظيفة المدرسة الحديثة تقوم بها بل وتتعداها في سبيل تطويرها وتنميتها والمدرسة الحديثة أيضا مطالبة أكثر من اي وقت بأن تعمل على بناء الأفراد المتفهمين لـروح الـعـرص والوعي بالأيديولوجية الجديدة من هنا فالمدرسة الحديثة لابد وأن تتبين دورها هذا ولابد أن تراجع نفسها وتعيد صياغة نشاطاتها في سبيل بناء مجتمع معاصر خال من التعقيدات. (۸) المدرسة أداة تنسيق للجهود التربوية
المدرسة مؤسسة اجتماعية تقوم بالتنسيق والتعاون مع غيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى ذات الأثر التربوي في حياة الفرد ومن هذه المؤسسة المنزل والمسجد والشارع والسوق . الخ وتتمثل مهمة التنسيق في عدم تعارض نشاطات وأدوار كل مؤسسة مع الأخرى وبالتالي يتمكن الطفل من الاستفادة من كل ما تقدمه هذه المؤسسات بصورة لا تعارض فيها وتؤدي بالتالي إلى الوصول إلى الأهداف المنشودة. وكما نعلم أن المؤسسات السابقة تساهم في تربية الأجيال وقد تترك هذه المؤسسات في نفس الناشيء بعض التعارض بين الأفكار والعواطف أو بعض الأخطاء، إن لم تكن صادرة عن هدف وأسس واحدة فمخالفات بعض الصحف وتحيز بعض محطات الإذاعة في اخبارها وغير ذلك لا يتناسب مع الأفكار التربوية السليمة والمعلومات الصحيحة
التي تقدمها المدرسة لذلك كان من واجب المدرسة إما أن تنسق جهود هذه المؤسسات بالتعاون العلمي المباشر معها في ظل الدولة الواحدة، وإما أن تعقد ندوات للطلاب خاصة بانتقاد كل ما يصدر عن هذه المؤسسات والمؤثرات التربوية لنشر الآراء السليمة في منازلهم وبين ذويهم.المدرسة أحق مؤسسة اجتماعية بأن تتولى هذا الضبط عن طريق التنسيق والتصحيح للمعلومات التي يحصل عليها الناشء من المؤسسات المختلفة. كما أن المدرسة تقوم باستقبال الأطفال من بيئات مختلفة منها الحسن وغير الحسن فتقوم المدرسة أيضا بتصحيح السلوك الخاطئ عند الطفل وتعديل غير المناسب ومن ثم توجيهه إلى كيفية تحقيق الغاية المقصودة أو المطلوبة.۹) المدرسة تحقق التوحيد والتجانس والألفة وتحقيق الانسجام الاجتماعي:
يرتاد المدرسة اليوم فئات الطلاب من البيئات المختلفة في الفقر والغنى وفي الحياة والمكانة الاجتماعية وفي مدى التحضر والتمدن وفي مدى التدين والشعور بالمسئولية أو الشعور بالضياع ولو أخذنا مجموعة مدارس قطر لوجدنا اختلاف في العادات واللهجات والمفاهيم عن الحياة ما بين ريف ومدن وما بين ساحل أو صحراء زراعية أو صناعية أو تجارية. الخ، وإذا صح أن هذه المؤثرات يترتب عليها ذبذبة الفرد في مدى ما يصله من هذه الاتجاهات نظرًا لتنازع هذه الهيئات من أجل اجتذاب الفرد للمبادئ التي تعتنقها وتؤمن بها.إذا صح ذلك كله بات على المدرسة أن تحقق التناسق والانسجام بين هذه الاتجاهات جميعها بحيث يمكنها أن تسهم في بناء الفرد الواعي المؤمن بانتمائه لمجتمعه انتماء شموليًا عاما متصلا مدركا لكل ما هو موجود داخل المجتمع. بمعنى أن أحد الأدوار الرئيسية للمدرسة خلق الانسجام بين أبناء المجتمع من مختلف الطبقات فالمدرسية هي المكان الذي يقصد كل أبناء الشعب من الفلاحين
والعمال والموظفين وأصحاب المهن المختلفة ولكل واحد من هؤلاء مفاهيمية واتجاهاته وأساليب سلوكه العامة التي تنسجم مع عموميات الثقافة، كما أن لكل منهم مفاهيمه واتجاهاته وأساليب سلوكه ومهمة المدرسة العمل على التقريب بين طبقات الشعب والقضاء على نزعات التعالي التي قد يجمعها بعض التلاميذ من ناحية أخرى وذلك نتيجة انتمائهم لطبقة معينة.۱۰) المدرسة وسيلة للتعرف على الموهوبين:
تضم المدرسة جماعات وتنظيمات اجتماعية وعددًا من الأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية والثقافية والترويحية وغيرها تحاول المدرسة من خلال هذه الأنشطة التعليمية المختلفة والمتنوعة أن تنفس عن التلاميذ فتكشف عن طاقاتهم ومواهبهم المختلفة المتنوعة وذلك لصالح الفرد من جانبه ولصالح المجتمع من جانب آخر. والمدرسة إذ تتعرف على مواهب التلاميذ وقدراتهم وتكشف عن الموهوبين من التلاميذ فإنها لا تتعرف على هذا الجانب من منظور ذاتي وفردي ولكن من منظور اجتماعي يخدم المجتمع ككل وإن كان هذا يثير الرغبة في التفوق عند بعض الطلاب الأمر الذي يكون مردوده لصالح المجتمع في النهاية.۱۱) المدرسة مركز اشعاع في البيئة:
مدرسة منارة ومركز إشعاع البيئة إذ هي وسيلة فاعلي للخدمة والتعليم والتوجيه والتثقيف والإرشاد وهي حلقة الاتصال بين الدولة والمواطنين، توجه الراشدين منهم في المناسبات الوطنية والمدرسة تساعد على تزكية الشعور بالانتماء والتنبؤ بمشكلات المجتمع والعمل على حل هذه المشكلات ورفع مستوى البيئة الاجتماعية والطبيعية ثقافيًا.كما تساعد المدرسة على التوجيه المهني لتلاميذها والعمل على تحسين الحالة المادية والجوانب الاقتصادية لأهالي المنطقة أو الحي، كما أن مناهج المدرسة ينبغي أن ترتبط بالبيئة وتعبر عنها وتبرزها ما أمكن حتى يقوى في نفوس النشيء والانتماء والولاء وحب الوطن والزود عنه وخدمته والمساهمة في نهضته.۱۲) المدرسة وسيلة للاتصال العالمي
من وسائل المدرسة في تحقيق الاتصال العالمي ما يلي:
أ- الاهتمام بإعداد المعلمين ثقافيًا.ب عدم قصر النظم المدرسية على النواحي المحلية فقط.1) الانعزالية:
أصبحت المدرسة الحديثة اليوم في معزل عن الحياة الاجتماعية، قلما تشعر بحاجات مجتمعها أو بأخطائه فتعالجها . ولتحقيق ذلك. ، يجب على المدرسة أن تشتق مناهجها وكتبها قدراتها ونشاطها من صميم عقيدة الأمة وتاريخها وأهدافها ومتطلباتها وآمالها حتى تخرج جيلاً يحس بمشكلات مجتمعه ويعمل على حلها ويحس بآلام أمته،۲) التلقين والحفظ للمعلومات:
يغلب على طبيعة المدرسة في عصرنا الحالي أسلوب التلقين الذي يعني فرض وجهة نظر معينة على التلاميذ دون السماح لهم في غالب الأحيان بمناقشة وجهات نظر أخرى كما يعني التلقين أيضًا محاولة التركيز على نقل المعارف والتراث كما هو من أجل المحافظة عليه والبقاء له على مر الاجيال والدهور.الحقيقية.۳) التعبئة لثقافة الغرب وفلسفتها :
و تأملنا كثيرا فمعظم الكتب المدرسية والمراجع التي أخذت عنها لوجدناها مترجمة بعضها بالنص وبعضها بالمعنى عن المراجع والثقافات الغربية فتاريخنا ينقله المؤلفون عن مراجع المؤرخين الأجانب وكتب العلوم الطبيعية من فيزياء وكيمياء.الخ، بعد أن وضع أجدادنا أسس البحث العلمي لاكتشافها وبدءوا فعلا في التأليف في مبادئ الطب والفيزياء والجبر وعلم الاجتماع. الخ.قد يكون هذا صحيحًا لو امكن أن تأخذ هذه العلوم دون أن تزعزع عقيدة الناشئين وتؤثر في كيانهم النفسي وتعبث فسادًا وتخريبا في كيان الأمة الاجتماعي. فقد غير هؤلاء الغربيون كل المبادئ التي بنى عليهـا أجدادنـا بـحـثهم وأخذوا بالأساليب المنطقية والتجريدية دون الأسس الدينية والفكرية.هكذا أصبح لهذه العلوم منطلقات علمانية لا تتمشى مع الثقافة الإسلامية التي تقوم على التوحيد ويدافع عنها كل غيور على الإسلام فالعلوم الغربية تنطق من تصور خاطئ للوجود مع الأسس الفكرية الإسلامية.إن حل هذه المشكلة بطرد هذه العلوم وإيصاد الأبواب أمامها وإنماء الحل الذي تطرحه وتدعو إلى الأخذ به هو الاستفادة من العلوم مع مراعاة عدم معارضتها للعقيدة الإسلامية وبناء هذه العلوم على تصور إسلامي ومن منطلقات إسلامية. (٤) انتشار شخصية الناشئ وانفصام وحدتها :
وهذا المنزلق نتيجة عفوية لما قبله وذلك سواء أن العلوم الغربية لم تستطيع الانسلاخ نهائيا من العقيدة الدينية ومن الاعتقاد بوجود الخالق وباليوم الآخر أو اتجهت
إلى العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة والعلم والدين وكان من نتيجة ذلك ترسيخ دعائم الاتجاه العلماني الذي قامت عليه الثقافة الغربية ذلك الترسيخ دعائم الاتجاه الالحادي الذي قامت عليه الثقافة الغربية.ولم تجد التربية الغربية لها موقفا منطقيا من هذا الصراع مع أنها تؤمن في مجال النفس والعمل التربوي بوحدة النفس الإنسانية والوحدة والخبرة التي يقتبسها الناشيء مهما اختلفت وحدة هذه الخبرة ولكنها تنازلت عن هذه الوحدة واستسلمت بهذه الفلسفة الانشطارية التي تقم النفس إلى شقين متنازعين أحدهما يؤمن بالله المهمين الخالق والآخر يؤمن بالطبيعة التي هي في زعمهم مصدر الطاقات والقوى والقوانين.تلك
هي الفلسفة التي تسود معظم المدارس للأقطار الإسلامية اليوم من غير أن نشعر فترى أستاذ الطبيعة أو الجغرافيا مثلاً إذا سأله طالب عن حكمة الخالق في أمر من أمور العلم الذي يقرره يحوله إلى أستاذ الدين بدعوى أ أنه لا علاقة له بالأمور الدينية.إن هذه الفلسفة التي تفصل الدين عن الدولة في المجتمع الواحد والروح عن الجسد في الكائن الحي والعلم عن الأخلاق في الكيان الإنسان الواحد والعقل عن الوجدان فهي فلسفة مزعزعة تدع الناشيء حيران لا كيان له ولا يقين عنده ولا ثقة له في شيء. وعلاج هذه المشكلة يقوم على إعادة تأليف المناهج وكتب لسائر المعارف والعلوم من منطلق إسلامي ولكن بشرط القيام بدورات تربوية إسلامية تدرب المعلمين على تحقيق هذا المنطلق في جميع جوانب التربية والتعليم المدرسي.٦) تقديس الشهادات والامتحانات وجعلها غاية في حد ذاتها :
كانت الإجازة العلمية قديما عند أسلافنا شهادة من عام جليل يشهد بها لأحد طلابه بالقوة على تدريس كتاب معين ويسمح له ويكتب ما يفيد هذا المعنى أجرت فلانا
بتدريس الكتاب الفلاني في العلم الفلاني ولم تكن الإجازة تعطى إلا بعد شعور صحيح يقدرها هذا المدرس الجديد وبعد مرافعته لشيخه مدة كافية ومناقشة لجميع قضايا الكتاب مع فهم واتقان ومعالجة.ويبقى المجاز بعد ذلك على صلة بشيخه وهكذا كانت الشهادة نقطة بداية للدراسة والبحث العلمي أما اليوم فقد أصبح الطالب يقصر همته على نيل الشهادة، فإذا وصل إليها انتهت حياته العلمية ونسى كل شيء وصارت قيمة الشهادة تقدر بمقدار ما تتيح لصاحبها من عمل يدر عليه الأرباح الطائلة في كل جهد ممكن حتى كأنها صك عملية المتخرج يطرق به أبواب الشركات أو الدوائر الحكومية ليحصل على مركز اجتماعي ويستلم راتبها شهريا كبيرا.وقد ظهرت مشكلات هذا الأسلوب في تخريج المتعلمين في أن الشهادة اليوم لم تصبح ذات جدوى في التعيين بوظيفة مهمة وأصبحت الوظائف مرتبطة بفترات الخبرة العلمية وليس بالشهادة نتيجة لانعدام الثقة في الخريجين الجدد وعلى ذلك فقدت الشهادة بريقها ولكن نعالج ذلك لابد أن نغير من أسلوب انظمتها التعليمية ونهتم بالتعليم المهني المطلوب لسوق العمالة وكذلك لابد من تغيير أسلوب التعليم في مدارسنا وجامعتنا ونهتم بالجانب التطبيقي والعملي أكثر من النظري. (٥) تخریج موظفين آليين:
هكذا صارت الجامعات والمدارس تخرج شباب قليلة ثقافتهم سطحيا تفكيرهم لا يملكون من الخبرات العملية شيئًا وكل ما يملكون شهادة حصلوا عليها بطريقة أو بأخرى ونتيجة حصولهم على هذه الشهادة بهذه الطرق أصبحوا لا يؤمنون بالحقائق العلمية لذاتها ولا يستمتعون بنتائجها الفكرية والتطبيقية ومن هنا بعد تخرجهم واستلامهم أعمال ووظائف أصبحوا كالآلة الصماء يتحركون حسب الأوامر المعطاة لهم فاقدين كل قدرة
على الابتكار والإبداع وحلول المشكلات تعترضهم ولا يهمهم سوى استلام الراتب في
نهاية الشهر والسؤال عن العلاوات والترقيات.أيضًا لابد من ايقاظ الوازع الديني والوعي التربوي الإسلامي عند الشباب حتى يشعروا بمسئوليتهم عن عملهم وغرس الثقة في نفوس الشباب والإيمان بالله والاعتقاد بأن الذي يشرف الشباب هو علمه وثقافته وما يتقنه من مهارات وما يقدم من أعمال مخلصا وأن الشهادة هي بداية العلم والبحث وليس نهايته.هذه هي بعض السلبيات التي تعاني منها المدرسة والتي ينبغي معالجتها حتى تستطيع المدرسة الحديثة أن تساير التطور والتقدم الهائل في المعرفة والتكنولوجيا وأن تقوم بوظائفها تجاه الفرد والمجتمع وتحقق صالح الفرد وصالح المجتمع. أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة والبيئة


النص الأصلي

لقد قامت المدرسة كمؤسسة ثقافية منذ الماضي البعيد وكان من أهم أسباب قيامها
ازدياد حجم الثقافة وتعقدها بدرجة تستلزم قيام مؤسسة متخصصة عن تنظيم المحتوى الثقافي وتقديمه بطريقة مناسبة للأجيال الناشئة وأخذت مسئولية المدرسة تزداد تدريجيًا لعدة أسباب أولها التغيرات المختلفة التي طرأت على الأسرة الحديثة فلقد أصبحت الأم في معظم الأحيان تعمل في المجالات المختلفة فتغيب بذلك عن البيت ساعات طويلة ولا شك في أن غياب الأم عن البيت يحرم الطفل من الرعاية الواجبة.
والأمر الثاني الذي يزيد من مسئولية المدرسة هو بقاء الطفل فيه لساعات طويلة ونحن لا نقصد مرحلة معينة من مراحل التعليم ولكننا نقصد بذلك قضاء الطفل سنوات طويلة بالمدرسة ابتداء من المرحلة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الثانوية.
كما أن تأثير المؤسسات الثقافية الأخرى على الطفل وفي مقدمتها وسائل الإعلام المختلفة كالإذاعة والتليفزيون والسينما يضاعف من مسئولية المدرسة فتعرض الطفل لتأثيرات هذه المؤسسات قد يؤدي به إلى أنواع معينة من السلوك التي لا يقرها المجتمع وتصبح هنا وظيفة المدرسة هي تقويم سلوك الطفل وتوجيهه إلى المسالك التي يقرها المجتمع.
وإذا صح أن التنشئة الاجتماعية عملية متكاملة وإذا صح أن الأسرة تلعب دورًا رئيسًا في بذر الأسس ولى لمرحلة النضج عند الطفل فإن المدرسة أيضا تلعب دورًا جوهريًا في تنشئة الأطفال المسئولية في تربية الصغار حينئذ يبرر دور المدرسة. والمدرسة هي الوسيلة الثانية التي تعمل مع الأسرة للتنشئة الاجتماعية للأطفال وهي وإن كانت وسيلة صناعية أنشاها المجتمع عن قصد لتحقيق أغراض مينة لتنشئة الأطفال فإن دورها لا يقل بحال من الأحوال عن دور الأسرة ربما يفوقها في أحياة
من أجل ذلك تحولت مسئوليات كثيرة ترتبط بالتنشئة الاجتماعية إلى المدرسة التي تقوم بذلك وفقا لفلسفة المجتمع ووفقا لأهدافه التربوية والفكرية.
وظائف المدرسة:
لم تعد وظيفة المدرسة قاصرة على التحصيل الدراسي المعرفي أو الجانب العقلي بالنسبة للناشئة فقط بل اتسعت وظائف المدرسة حتى شملت سلوك التلاميذ واتجاهاتهم وعاداتهم وقيمهم وتعددت وظائف المدرسة ويتضح ذلك مما يلي:
(۱)
المدرسة وسيلة لنقل التراث الثقافي والمحافظة عليه:
يكاد يكون نقل التراث الثقافي هو الوظيفة الأساسية للمدرسة فعن طريق هذا النقل يضمن المجتمع بقاءه واستمراره واستقراره والمفروض أن تحتوي المناهج الدراسية على التراث الثقافي للمجتمع وأن تقوم بتقديمك هذا التراث بصورة مقبولة ومفهومة والحرص على التراث الفكري والثقافي أمر في غاية الأهمية لأنه ينقل الينا خبرات عظيمة طالما انقضت أعمار الأجيال وجهودها في تحصيلها وهي ثمرات ابداع الأسلاف وحضارتهم ومخترعاتهم وأبحاثهم العلمية واكتشافاتهم.
ومما لا شك فيه أن عملية جعل التربية والمجتمع مرتبطان بتنمية الفرد وبناء شخصيته ولا شك أن هذا الاتجاه يلقي بالضرورة لأهمية القصوى للمحافظة على التراث سواء ما يرتبط بالنشاط والتفكير أو ما يرتبط بالآداب والمشاعر والعادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية المحافظة على التراث تقتضي بالضرورة نقل التراث عبر الأجيال وهي في حد ذاتها تقتضي بالضرورة نقل التراث عبر الأجيال وهي في حد ذاتها عملية اجتماعية ضرورية حتى يستمر المجتمع ويكتب له البقاء.
ولما كانت سمة العصر بالتغير والتطور في كل الموجودات والكائنات الأمر الذي انعكس على الثقافة الإنسانية فلحقها ما لحق الأشياء وأصبحت متغيرة وزاد كم المعارف
وتشابكت الثقافات الإنسانية المختلفة الأمر الذي جعل مهمة المدرسة صعبة ووضع المدرسة بوصفها وسيطاً تربويا مقصودًا أمام تحديات تفرضها ظروف التغير.
لقد اتسع نطاق الخبرات الإنسانية وتشابك نظرا لتراكم التراث الثقافي وتعقده كل ذلك على أثر التطور والتغير الذي لحق بعمليات الاتصال وسهولة الانتقال التي شملت بل دعمت العالم كله هذا التغير الذي حدث وهذه التحولات الكبيرة ألقت على عاتق المدرسة ومسئوليات جسامًا وكان عليها أن تواكب العصر وتساير التقدم بكل أنواعه أشكاله بغية توصيله إلى الناشئين وتفاعلهم به بحسب ظروف العصر وتقدمه.
وجميع
(۲)
تنقية التراث من الشوائب والانتقاء منه:
ينبغي على المدرسة ألا تقوم بنقل التراث الثقافي لتلاميذها كما هو قائم لأن هذا التراث به كثير من الشوائب والمعلومات الخاطئة من أجل هذا يجب على المدرسة القيام بتنقية التراث الثقافي واستبعاد الأجزاء الفاسدة من ولا يعني ذلك أننا نقدم التراث الثقافي على أنه يشمل على مجموعة من المثاليات وإنما وظيفة المدرسة أن تشير إلى الأجزاء الفاسدة وتطلب من الأجيال الناشئة تجنبها أو العمل على تغييرها.
ومن الملاحظ أن العلوم تمر على عقول أجيال متتابعة من الناس والمجتمعات فلا تبقى على حالها بل تتحمل كثيرا من الشوائب والعواطف الكاذبة والمبالغات الخاطئة والاعتبارات الشخصية أو الاجتماعية في ظروف معينة ويكون الناس فيها أميل إلى الإشاعات وسرعة التصديق فتغير الحقائق وتنحرف العقيدة عند البعض.
ومن الملاحظ أن العادات والقيم والأعراف الاجتماعية خليط ضخم من الاتجاهات وكل مجتمع يضم بداخله كميات هائلة من تلك الاتجاهات غير أن المدرسة عليها أن
تختار من بين ذلك ما يتناسب مع تطورات هذا المجتمع وما هو مرغوب من أفراده.
ومن هان بات أن المدرسة لا بد أن تتمشى مع الاتجاه الاجتماعي التي تواكب
الحياة الاجتماعية ويعيشها أفراد المجتمع.
(۲)
تبسيط التراث الثقافي وتطويره
لا شك أن زيادة العلوم وتطورها سواء السياسية منها أو الاجتماعية قد ألقى بالتبعية على المدرسة أن تتولى تبسيط العلوم للناشئة حتى يتمكون من هضمها وبالتالي العمل على الاستفادة منها فالتراث الثقافي معقد ومتشابك بدرجة لا تسمح للمتعلم بالإلمام به كما يوجد واقع الحياة فالتراث الثقافي يشتمل على تطورات كثيرة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفنية والتقدم العلمي ويرتبط بهذا التراث اتجاهات عقلية لا يستطيع الصغار الإلمام بها بأنفسهم من واقع الحياة.
ولا يعني تبسيط التراث الثقافي اعطاء التلاميذ معلومات مختصرة غير مفيدة ولكن يعني جعل التراث في صورة يستطيع التلاميذ فهمها واستيعاب جوهرها والاستفادة منها.
فإنما هي
وإذا كانت وظيفة المدرسة تبصير تلاميذها بنواحي القصور أو الضعف في الثقافة ، تساعد بذلك على تطوير التراث الثقافي، ولا شك أن هناك مؤسسات أخرى تشترك في عملية التطوير إلا أن المدرسة بحكم موقعها ووجود المتخصصين فيهـا تستطيع القيام بذلك الدور بنجاح كبير وهي تقصر في حق المجتمع إذا هي قصرت مهمتها على مجرد النقل والتبسيط فلابد لها من أن تساعد في تجديد الثقة.
ويتم هذا التجديد عن طريق فحص كثير من الألفاظ الثقافية وتحليلها واخضاعها للأسلوب العلمي ويتطلع المجتمع نحو أسلوب حياة يتفق مع تطور العلم والفلسفة الاجتماعية التي يؤمن بها المجتمع ووظيفة المدرسة إذن هي مساعدة المجتمع على أن يسرع بتطوير نظام الحياة فكرًا وقيمًا وسلوكا كما أن وظيفته هي أن تبشر أيضا
بأساليب ثقافية جديدة.
التوجيه الثقافي
(1)
إذا كانت المدرسة تقوم بوظيفتها في نقل التراث الثقافي كما تعمل على تسليم الأفراد الكثير من المقومات الحضارية والثقافية في المجتمع إذا كانت التربية تقوم بهذا الجهد فإن عوامل أخرى كثيرة تعتمد على المدرسة أن تقوم بجهد وتبذل المدرسة قصارى جهدها حتى تواكب المتغيرات الجديدة فيما يتصل بالكثافة السكانية والنمو السريع في التكنولوجيا وفي وسائل الإنتاج على تعددها خصوصا مع الانفجار الهائل في النظم والأجهزة التي تدير حركة الإنتاج والاقتصاد وفي شتى المجالات.
ومن هنا باتت المدرسة تبذل قصارى جهدها في عملية التوجيه الثقافي وتوعية المتعلمين بمواكبة العصر وما ينبغي أن يكون في المستقبل ولا شك أن هذه الوظيفة تتطلب جهدًا فنيًا عاليًا حتى يمكنه تكوين الاتجاهات العملية السلمية الخالية من الجمود والتعصب.
ولابد للمدرسة أن تقوم بتنمية خبرات الناشئة الناجمة عن احتكاكه بالبيئة في المواقف التي تضطره ظروفه إليها بل تكسيه خبرات من تجارب أجيال الإنسانية الماضية التي سبقته من قرون طويلة وخبرات من تجارب الامم الأخرى المعاصرة. المدرسة مكملة لمهام الأسرة:
(0)
تعتبر المدرسة بحق أداة مكملة لأن تربية الناشء تبدأ من احضان أبويه يلقنانه مبادئ اللغة ومفاهيم الحياة الاجتماعية وأساليب التعايش مع البيئة والتفاعل مع ظروف الحياة ويغرسان في قلبه مبادئ الإيمان الصحيح.
ويتشرب الأطفال في المدرسة عادات مجتمعهم وقيمة وأخلاقياته ومنها يتعود الطفل البعد عن والديه فترة من الوقت وتكون المدرسة بمثابة البديل عن الأسرة لفترة
موقوتة إذ أنها تحتضن الأطفال وترعاهم وتزودهم بثروة لغوية لا بأس بها كما يتعود
الطفل فيه استخدام هذه اللغة ويتعرف على مفرداتها.
وتدرب المدرسة الطفل على المهارات الحركية السلوكية حسب ما تتطلبه مرحلته العمرية ويتناسب مع قدراته ونموه كما توجهه وتشجعه على الانطلاق والتعاون مع أقرانه وتعمل على أن يكون الطفل عضواً جديدًا في مجتمعه.
لذلك لابد من إقامة تعاون صريح بين المنزل والمدرسة وأن تخص المدرسة جهازا
لتنسيق الاتصال بالأولياء ومعرفة ما يمكن معرفته من الظروف التي يربى فيها الناشئون في منازلهم وأساليب تربيتهم هناك لتصليح الخاطئ منها وإكمال الصالح أو الأولياء على إصلاح الناشئين وحسن تربيتهم.
التعاون مع ليكمل كل من المنزل والمدرسة ما بدأ به الأخر من غرس الإيمان الصحيح والسلوك والقويم ويقوم ما يعرض من انحرافات ومشكلات في حياة الناشئ، لكي لا يحدث تعارض وتناقض بين أسلوب المنزل التربوي وأسلوب المدرسة.
(1)
المدرسة وسيلة للتجديد والتغير والتطوير
لا ينبغي للمدرسة أن تنعزل عن المجتمع الذي تكون فيه بل ينبغي أن تكون منارة للمجتمع ومركز اشعاع وتوجيه ولكونها مؤسسة اجتماعية صغيرة أو مجتمع مصغر ينبغي أن يساير التطور السريع الذي يلحق بمجال العلم والمعرفة الإنسانية والثقافة والتكنولوجيا كل ذلك بما يتمشى مع العصر وفي حدود طاقات وقدرات الأفراد وتلبية احتياجاتهم.
إن من واجب المدرسة أن تساير اتجاهات المجتمع وظروفه وما يستمد فيه من تطور شريطة أن يكون في الاتجاه الصحيح وإلا يتعارض مع العقيدة السمحة وبذلك
تكون رائدة التغير الاجتماعي والمبشرة بالتغير والداعية إليه.
والمدرسة الحديثة يقع على عاتقها عبء تكوين التفكير الابتكاري عند التلاميذ
وتنمية ذكائهم وسلوكهم بحيث يتمكن الفرد أن يكون مبدعًا خلاقًا ولاشك أن هذه الوظيفة هي إحدى الوسائل التي تواجه المجتمعات التغيرات التي تواجهها في جميع المجالات بحيث تسهم المدرسة في توجيه عمليات التغير على اعتبار المدرسة المكان الذي ينطلق منه الطاقات للأفراد الذين يسهمون في توجيه حركة الحياة داخل المجتمع.
(۷)
المحافظة على ايديولوجية وتطور المجتمع
مما لا شك فيه أن ايديولوجية المجتمع وأهمية المحافظة عليها من وظيفة المدرسة الحديثة تقوم بها بل وتتعداها في سبيل تطويرها وتنميتها والمدرسة الحديثة أيضا مطالبة أكثر من اي وقت بأن تعمل على بناء الأفراد المتفهمين لـروح الـعـرص والوعي بالأيديولوجية الجديدة من هنا فالمدرسة الحديثة لابد وأن تتبين دورها هذا ولابد أن تراجع نفسها وتعيد صياغة نشاطاتها في سبيل بناء مجتمع معاصر خال من التعقيدات. (۸) المدرسة أداة تنسيق للجهود التربوية
المدرسة مؤسسة اجتماعية تقوم بالتنسيق والتعاون مع غيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى ذات الأثر التربوي في حياة الفرد ومن هذه المؤسسة المنزل والمسجد والشارع والسوق ... الخ وتتمثل مهمة التنسيق في عدم تعارض نشاطات وأدوار كل مؤسسة مع الأخرى وبالتالي يتمكن الطفل من الاستفادة من كل ما تقدمه هذه المؤسسات بصورة لا تعارض فيها وتؤدي بالتالي إلى الوصول إلى الأهداف المنشودة. وكما نعلم أن المؤسسات السابقة تساهم في تربية الأجيال وقد تترك هذه المؤسسات في نفس الناشيء بعض التعارض بين الأفكار والعواطف أو بعض الأخطاء، إن لم تكن صادرة عن هدف وأسس واحدة فمخالفات بعض الصحف وتحيز بعض محطات الإذاعة في اخبارها وغير ذلك لا يتناسب مع الأفكار التربوية السليمة والمعلومات الصحيحة
التي تقدمها المدرسة لذلك كان من واجب المدرسة إما أن تنسق جهود هذه المؤسسات بالتعاون العلمي المباشر معها في ظل الدولة الواحدة، وإما أن تعقد ندوات للطلاب خاصة بانتقاد كل ما يصدر عن هذه المؤسسات والمؤثرات التربوية لنشر الآراء السليمة في منازلهم وبين ذويهم.
المدرسة أحق مؤسسة اجتماعية بأن تتولى هذا الضبط عن طريق التنسيق والتصحيح للمعلومات التي يحصل عليها الناشء من المؤسسات المختلفة. كما أن المدرسة تقوم باستقبال الأطفال من بيئات مختلفة منها الحسن وغير الحسن فتقوم المدرسة أيضا بتصحيح السلوك الخاطئ عند الطفل وتعديل غير المناسب ومن ثم توجيهه إلى كيفية تحقيق الغاية المقصودة أو المطلوبة.
(۹) المدرسة تحقق التوحيد والتجانس والألفة وتحقيق الانسجام الاجتماعي:
يرتاد المدرسة اليوم فئات الطلاب من البيئات المختلفة في الفقر والغنى وفي الحياة والمكانة الاجتماعية وفي مدى التحضر والتمدن وفي مدى التدين والشعور بالمسئولية أو الشعور بالضياع ولو أخذنا مجموعة مدارس قطر لوجدنا اختلاف في العادات واللهجات والمفاهيم عن الحياة ما بين ريف ومدن وما بين ساحل أو صحراء زراعية أو صناعية أو تجارية.
وتتعرض المجتمعات الحديثة لمجموعات هائلة من المؤثرات فهناك أسرة والرفاق والاتجاهات الدينية والأحزاب والإعلام.. الخ، وإذا صح أن هذه المؤثرات يترتب عليها ذبذبة الفرد في مدى ما يصله من هذه الاتجاهات نظرًا لتنازع هذه الهيئات من أجل اجتذاب الفرد للمبادئ التي تعتنقها وتؤمن بها.
إذا صح ذلك كله بات على المدرسة أن تحقق التناسق والانسجام بين هذه الاتجاهات جميعها بحيث يمكنها أن تسهم في بناء الفرد الواعي المؤمن بانتمائه لمجتمعه انتماء شموليًا عاما متصلا مدركا لكل ما هو موجود داخل المجتمع. بمعنى أن أحد الأدوار الرئيسية للمدرسة خلق الانسجام بين أبناء المجتمع من مختلف الطبقات فالمدرسية هي المكان الذي يقصد كل أبناء الشعب من الفلاحين
والعمال والموظفين وأصحاب المهن المختلفة ولكل واحد من هؤلاء مفاهيمية واتجاهاته وأساليب سلوكه العامة التي تنسجم مع عموميات الثقافة، كما أن لكل منهم مفاهيمه واتجاهاته وأساليب سلوكه ومهمة المدرسة العمل على التقريب بين طبقات الشعب والقضاء على نزعات التعالي التي قد يجمعها بعض التلاميذ من ناحية أخرى وذلك نتيجة انتمائهم لطبقة معينة.
(۱۰) المدرسة وسيلة للتعرف على الموهوبين:
تضم المدرسة جماعات وتنظيمات اجتماعية وعددًا من الأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية والثقافية والترويحية وغيرها تحاول المدرسة من خلال هذه الأنشطة التعليمية المختلفة والمتنوعة أن تنفس عن التلاميذ فتكشف عن طاقاتهم ومواهبهم المختلفة المتنوعة وذلك لصالح الفرد من جانبه ولصالح المجتمع من جانب آخر. والمدرسة إذ تتعرف على مواهب التلاميذ وقدراتهم وتكشف عن الموهوبين من التلاميذ فإنها لا تتعرف على هذا الجانب من منظور ذاتي وفردي ولكن من منظور اجتماعي يخدم المجتمع ككل وإن كان هذا يثير الرغبة في التفوق عند بعض الطلاب الأمر الذي يكون مردوده لصالح المجتمع في النهاية.
(۱۱) المدرسة مركز اشعاع في البيئة:
مدرسة منارة ومركز إشعاع البيئة إذ هي وسيلة فاعلي للخدمة والتعليم والتوجيه والتثقيف والإرشاد وهي حلقة الاتصال بين الدولة والمواطنين، توجه الراشدين منهم في المناسبات الوطنية والمدرسة تساعد على تزكية الشعور بالانتماء والتنبؤ بمشكلات المجتمع والعمل على حل هذه المشكلات ورفع مستوى البيئة الاجتماعية والطبيعية ثقافيًا.
كما تساعد المدرسة على التوجيه المهني لتلاميذها والعمل على تحسين الحالة المادية والجوانب الاقتصادية لأهالي المنطقة أو الحي، كما أن مناهج المدرسة ينبغي أن ترتبط بالبيئة وتعبر عنها وتبرزها ما أمكن حتى يقوى في نفوس النشيء والانتماء والولاء وحب الوطن والزود عنه وخدمته والمساهمة في نهضته.
(۱۲) المدرسة وسيلة للاتصال العالمي
من وسائل المدرسة في تحقيق الاتصال العالمي ما يلي:
أ- الاهتمام بإعداد المعلمين ثقافيًا.
ب عدم قصر النظم المدرسية على النواحي المحلية فقط.
ج- الإفادة من تجارب الأمم الأخرى في مجال التربية والتعليم وذلك ألا تتعارض هذه التجارب أو هذه الخبرات مع مجتمعه ووظائفه وأهدافه.
بعض سلبيات المدرسة:
(1) الانعزالية:
أصبحت المدرسة الحديثة اليوم في معزل عن الحياة الاجتماعية، قلما تشعر بحاجات مجتمعها أو بأخطائه فتعالجها .
لقد أصبح معظمها يعيش في برجه العاجي وفي عالمه المغلق على نفسه همه إنهاء المناهج وتنظيم الطلاب وتهيئة الجو المدرسي الملائم والسمعة الطيبة والنتائج المدرسية المرجوة ونسبة النجاح المرموقة وتعالت الصيحات من المربين لجعل المدرسة مجتمعا مصغرا ولكن هذا لم يكن كافيا فقد بنيت المدرسة مجتمعا طلابيا لا يمثل مجتمع الكبار ولا يتعاطف معه إلا نادرا وفي حدود دراسة البيئة والتربية الوطنية. ولتحقيق ذلك. ، يجب على المدرسة أن تشتق مناهجها وكتبها قدراتها ونشاطها من صميم عقيدة الأمة وتاريخها وأهدافها ومتطلباتها وآمالها حتى تخرج جيلاً يحس بمشكلات مجتمعه ويعمل على حلها ويحس بآلام أمته، ويربي على السعى إلى نموها يعادي من يعادي أمته وتحيا في نفسه مثلها العليا ومصالحها فيعمل على تحقيقها منذ نشأته ليستمر متعاطفا مع مجتمعه وقضايا أمته مواليا للأمة الإسلامية مخلصا لها طيلة حياته.
(۲) التلقين والحفظ للمعلومات:
يغلب على طبيعة المدرسة في عصرنا الحالي أسلوب التلقين الذي يعني فرض وجهة نظر معينة على التلاميذ دون السماح لهم في غالب الأحيان بمناقشة وجهات نظر أخرى كما يعني التلقين أيضًا محاولة التركيز على نقل المعارف والتراث كما هو من أجل المحافظة عليه والبقاء له على مر الاجيال والدهور.
ومن هنا فلم يكن هناك من هدف للمدرسة الحالية سوى أنها مكان لتلقي مجموعة من العلوم والمعارف وتحفيظ المتعلمين لها دون الاهتمام بالجانب الابتكاري والإبداعي والمعارف العلمية التي تحتاج إلى جهد جهيد من أجل الوصول بها إلى تحقيق أهدافها
الحقيقية.
(۳) التعبئة لثقافة الغرب وفلسفتها :
و تأملنا كثيرا فمعظم الكتب المدرسية والمراجع التي أخذت عنها لوجدناها مترجمة بعضها بالنص وبعضها بالمعنى عن المراجع والثقافات الغربية فتاريخنا ينقله المؤلفون عن مراجع المؤرخين الأجانب وكتب العلوم الطبيعية من فيزياء وكيمياء...الخ، مترجمة عن الأبحاث الطبيعية التي قام بها علماء الغرب وكذلك سائر العلوم الإنسانية وغيرها والقائل أن يقول ماذا يضير المسلم لو أخذ الحكمة من أعدائه ما دام نجاحه إليها وما داموا قد سبقونا إلى اكتشاف هذه العلوم والتوسع فيها، بعد أن وضع أجدادنا أسس البحث العلمي لاكتشافها وبدءوا فعلا في التأليف في مبادئ الطب والفيزياء والجبر وعلم الاجتماع.. الخ.
قد يكون هذا صحيحًا لو امكن أن تأخذ هذه العلوم دون أن تزعزع عقيدة الناشئين وتؤثر في كيانهم النفسي وتعبث فسادًا وتخريبا في كيان الأمة الاجتماعي. فقد غير هؤلاء الغربيون كل المبادئ التي بنى عليهـا أجدادنـا بـحـثهم وأخذوا بالأساليب المنطقية والتجريدية دون الأسس الدينية والفكرية.
هكذا أصبح لهذه العلوم منطلقات علمانية لا تتمشى مع الثقافة الإسلامية التي تقوم على التوحيد ويدافع عنها كل غيور على الإسلام فالعلوم الغربية تنطق من تصور خاطئ للوجود مع الأسس الفكرية الإسلامية.
إن حل هذه المشكلة بطرد هذه العلوم وإيصاد الأبواب أمامها وإنماء الحل الذي تطرحه وتدعو إلى الأخذ به هو الاستفادة من العلوم مع مراعاة عدم معارضتها للعقيدة الإسلامية وبناء هذه العلوم على تصور إسلامي ومن منطلقات إسلامية. (٤) انتشار شخصية الناشئ وانفصام وحدتها :
وهذا المنزلق نتيجة عفوية لما قبله وذلك سواء أن العلوم الغربية لم تستطيع الانسلاخ نهائيا من العقيدة الدينية ومن الاعتقاد بوجود الخالق وباليوم الآخر أو اتجهت
إلى العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة والعلم والدين وكان من نتيجة ذلك ترسيخ دعائم الاتجاه العلماني الذي قامت عليه الثقافة الغربية ذلك الترسيخ دعائم الاتجاه الالحادي الذي قامت عليه الثقافة الغربية.
ولم تجد التربية الغربية لها موقفا منطقيا من هذا الصراع مع أنها تؤمن في مجال النفس والعمل التربوي بوحدة النفس الإنسانية والوحدة والخبرة التي يقتبسها الناشيء مهما اختلفت وحدة هذه الخبرة ولكنها تنازلت عن هذه الوحدة واستسلمت بهذه الفلسفة الانشطارية التي تقم النفس إلى شقين متنازعين أحدهما يؤمن بالله المهمين الخالق والآخر يؤمن بالطبيعة التي هي في زعمهم مصدر الطاقات والقوى والقوانين.
تلك
هي الفلسفة التي تسود معظم المدارس للأقطار الإسلامية اليوم من غير أن نشعر فترى أستاذ الطبيعة أو الجغرافيا مثلاً إذا سأله طالب عن حكمة الخالق في أمر من أمور العلم الذي يقرره يحوله إلى أستاذ الدين بدعوى أ أنه لا علاقة له بالأمور الدينية.
إن هذه الفلسفة التي تفصل الدين عن الدولة في المجتمع الواحد والروح عن الجسد في الكائن الحي والعلم عن الأخلاق في الكيان الإنسان الواحد والعقل عن الوجدان فهي فلسفة مزعزعة تدع الناشيء حيران لا كيان له ولا يقين عنده ولا ثقة له في شيء. وعلاج هذه المشكلة يقوم على إعادة تأليف المناهج وكتب لسائر المعارف والعلوم من منطلق إسلامي ولكن بشرط القيام بدورات تربوية إسلامية تدرب المعلمين على تحقيق هذا المنطلق في جميع جوانب التربية والتعليم المدرسي.
(٦) تقديس الشهادات والامتحانات وجعلها غاية في حد ذاتها :
كانت الإجازة العلمية قديما عند أسلافنا شهادة من عام جليل يشهد بها لأحد طلابه بالقوة على تدريس كتاب معين ويسمح له ويكتب ما يفيد هذا المعنى أجرت فلانا
بتدريس الكتاب الفلاني في العلم الفلاني ولم تكن الإجازة تعطى إلا بعد شعور صحيح يقدرها هذا المدرس الجديد وبعد مرافعته لشيخه مدة كافية ومناقشة لجميع قضايا الكتاب مع فهم واتقان ومعالجة.
ويبقى المجاز بعد ذلك على صلة بشيخه وهكذا كانت الشهادة نقطة بداية للدراسة والبحث العلمي أما اليوم فقد أصبح الطالب يقصر همته على نيل الشهادة، فإذا وصل إليها انتهت حياته العلمية ونسى كل شيء وصارت قيمة الشهادة تقدر بمقدار ما تتيح لصاحبها من عمل يدر عليه الأرباح الطائلة في كل جهد ممكن حتى كأنها صك عملية المتخرج يطرق به أبواب الشركات أو الدوائر الحكومية ليحصل على مركز اجتماعي ويستلم راتبها شهريا كبيرا.
وقد ظهرت مشكلات هذا الأسلوب في تخريج المتعلمين في أن الشهادة اليوم لم تصبح ذات جدوى في التعيين بوظيفة مهمة وأصبحت الوظائف مرتبطة بفترات الخبرة العلمية وليس بالشهادة نتيجة لانعدام الثقة في الخريجين الجدد وعلى ذلك فقدت الشهادة بريقها ولكن نعالج ذلك لابد أن نغير من أسلوب انظمتها التعليمية ونهتم بالتعليم المهني المطلوب لسوق العمالة وكذلك لابد من تغيير أسلوب التعليم في مدارسنا وجامعتنا ونهتم بالجانب التطبيقي والعملي أكثر من النظري. (٥) تخریج موظفين آليين:
هكذا صارت الجامعات والمدارس تخرج شباب قليلة ثقافتهم سطحيا تفكيرهم لا يملكون من الخبرات العملية شيئًا وكل ما يملكون شهادة حصلوا عليها بطريقة أو بأخرى ونتيجة حصولهم على هذه الشهادة بهذه الطرق أصبحوا لا يؤمنون بالحقائق العلمية لذاتها ولا يستمتعون بنتائجها الفكرية والتطبيقية ومن هنا بعد تخرجهم واستلامهم أعمال ووظائف أصبحوا كالآلة الصماء يتحركون حسب الأوامر المعطاة لهم فاقدين كل قدرة
على الابتكار والإبداع وحلول المشكلات تعترضهم ولا يهمهم سوى استلام الراتب في
نهاية الشهر والسؤال عن العلاوات والترقيات.
أيضًا لابد من ايقاظ الوازع الديني والوعي التربوي الإسلامي عند الشباب حتى يشعروا بمسئوليتهم عن عملهم وغرس الثقة في نفوس الشباب والإيمان بالله والاعتقاد بأن الذي يشرف الشباب هو علمه وثقافته وما يتقنه من مهارات وما يقدم من أعمال مخلصا وأن الشهادة هي بداية العلم والبحث وليس نهايته.
هذه هي بعض السلبيات التي تعاني منها المدرسة والتي ينبغي معالجتها حتى تستطيع المدرسة الحديثة أن تساير التطور والتقدم الهائل في المعرفة والتكنولوجيا وأن تقوم بوظائفها تجاه الفرد والمجتمع وتحقق صالح الفرد وصالح المجتمع. أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة والبيئة
التعاون بين البيئة والمدرسة أساس كل نهضة ووسيلة كل تقدم وطريقة سليمة تحل المشكلات وعليه يعتمد سجل التلميذ الذي يعكس على صفحاته صورة شاملة لكل أحوال التلميذ المنزلية وذلك يوجب توثيق الصلة المباشرة بين المدرسة وبين الآباء كما أن السجل يعطي الآباء صورة صادقة عن التقدم التربوي للأطفال والتقرير الذي يرسل للآباء وسيلة إلى دفعهم إلى التعاون الصادق مع المدرسة في تنفيذ التوصيات للأشياء الخارجة عن نطاق المدرسة مثل أوقات الفراغ والقيام بالواجبات ورعاية العلاقات العاطفية للأسرة وتتبع أنواع النشاط التي تزاول في أوقات الفراغ.
ولذا كان من واجب المعلم أن يدرس أحوال الطفل المنزلية ومتاعبه واضطراباته لأن الأطفال يحضرون إلى المدرسة مصطحبين معهم مشكلات المنزل لأن الجو العلمي للمنزل ذو أثر بالغ وتأثير فعال في حقل العناية بالجسم والتغذية أو الشجار بين الأبوين لأي سبب الأمر الذي يصيب الطفل بالكآبة مما يؤثر في سلوك الأطفال
وكراهية الطفل وعدم تشجيعه على اللعب وما إلى ذلك ينعكس أثره على اتجاه الطفل وميله للحياة المدرسية وعندما تعطي المدرس على أحوال الطفل في المنزل يمكن تفسير سلوكه تجاه معلمين وزملائه واتصال الأب بالمعلم يمكن من إسداء النصح كما يمكن من تشخيص العيوب ورسم خطة علاج ناجح بالتربية الإسلامية والنشاط الروحي إذ أن على المنزل أن يوقظ في الطفل روح الإسلام وتقويتها في البيت ثم في المدرسة والمدرس عليه الإشراف والتعاون والآباء عليهم أن يكثروا زياراتهم للمدرسة كي يشتركوا مع المعلمين في تدارس مشاكل أطفالهم والتطوع في بعض الخدمات للمدرسة مثل الإسهام في الرحلات والتطوع في بعض الخدمات للمدرسة وتقدم بعض المعلومات للمدرسة والتعاون المخلص.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

أن زيادة حدة ام...

أن زيادة حدة املنارسة بني املؤسسات أدى هبا فىل استغالل كل الوسائل اليت من شأهنا أن تكسبها ميزة تنارس...

بحث عن ترشيد ال...

بحث عن ترشيد الاستهلاك للماء والكهرباء، يقصد به استخدام الماء والكهرباء بشكل جيد ومثالي لكي نتجنب ال...

مساهمات كون في ...

مساهمات كون في الانضباط قدم كون مساهمتين مهمتين في الخطاب حول الانضباط في الفصول الدراسية المساهمة ا...

تلفّتَ حوله باح...

تلفّتَ حوله باحثا عن الطَّير، لأنه كان سيرتاح لرفقته ،ولكنَّ الطَّير كان قد مضى إلى حاله. وفكّرَ الر...

Our business of...

Our business offers products and services aimed at reducing the traffic caused by the tools used in ...

تبدو الحياة مسط...

تبدو الحياة مسطحة وغير مثيرة لطالب أفونليا بعد حفلة عيد الميلاد. تقدم سريعا بعد بضعة أسابيع حتى تبلغ...

ولد الشاه اسماع...

ولد الشاه اسماعيل مؤسس الدولة الصفوية في ٢٥ رجب عام ٨٩٢هـ ١٤٨٦م وكان في الرابعة عشرة من عمره عندما خ...

To confirm a di...

To confirm a diagnosis of visceral leishmaniasis in this patient, the following laboratory researche...

Macy tiptoed th...

Macy tiptoed through the cabin, as quiet as a mouse. She did not want to wake anyone up. She silentl...

التعريف التسويق...

التعريف التسويقي للثقافة يعرف Kotler الثقافة على أنها مجموعة القيم الرئيسية والمعتقدات والرغبات وال...

الفن الروماني ،...

الفن الروماني ، بطبعه ، ميال إلى البساطة ، وتوفير سبل العيش السوية دون اللجوء إلى الكماليات إلا في ...

لا شك أن الهوات...

لا شك أن الهواتف الذكية قد أصبحت جزءا من حياتنا ، فلا يمكن لأي إنسان يعيش في هذا العصر أن يستغني عنه...