لخّصلي

مقدمة:
يعد الطالب الموهوب طالب مميز يتمتع بقدرات عقلية عالية، ويتميز بالاهتمامات الجديدة والفضول لمعرفة وتعلم كل ما هو جديد. وعدم أخذ هذه الفئة بعين الاعتبار والتعرف على احتياجاتها قد ينعكس سلباً عليها. وإن الاستثمار في التنمية البشرية هو أحد أهم الأسباب التي تدفع الدول إلى تطوير وتحقيق متطلبات المواطنة الصالحة والمنتجة في بلدانها. ولذلك فإن الموهوبين هم من أهم نقاط القوة الوطنية في البلاد، لما لهم من تأثير مستقبلي في بناء الوطن وتعزيز تنميته واستقراره.
ولمرحلة المراهقة أهمية خاصة حيث تعتبر من أهم مراحل بناء المجتمع وتطوره. وتمثل هذه الفئة المستقبل الذي لا يمكن التنازل عنه، لأنهم يمتلكون الحيوية والنشاط اللازم لتطور المجتمع. حيث يتمتع الشباب بالمعرفة والقوة للعب دور مهم في مستقبل الدولة وتنميتها، فهم قادة المستقبل من خلال أفكارهم وصحتهم النفسية وقوة شخصيتهم ونضجهم الفكري (صبار،2023، ص.40).
ومن هنا تكمن أهمية امتلاك الموهوبين للشغف و السلوك الاستكشافي، فان ما نمر به اليوم من ظروف جعلت الأفراد يبحثون بشغف عن اجابة للأسئلة التي تحيرهم وتؤرقهم ولتنوع مصادر التعلم أصبح الفرد يواجه كم هائل من المعلومات والمعارف مما يتطلب ان يكون لدى الفرد شغف نحو الاستزادة من هذه المعارف والتعلم ليواكب التطورات وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي من خلال التأكيد على جوانب القوة والايجابية لدى الفرد ويعد الشغف من المواضيع التي تقع في صلب مواضيع علم النفس الايجابي وهو من الاتجاهات الحديثة التي تؤكد على الفرد وتعزيز امكانات الفرد ليكون عنصر فعال في المجتمع ولا يمكن ان يكون كذلك الا اذا كان محباً لنهل العلم والتعلم فعندما نشعر بالمتعة ونتحمل الصعوبات من أجل هدف نسعى له نكون شغوفين فالشغف البداية لتجاوز الجهل فالبعض يكون لديه قوي مما يساعده على تحديد أهدافه ودعم مراكز القوة لديه واستخدام قدراته العقلية مما يساعده على النجاح في حياته (العريفي، 2019،ص. 6).
كما أن دافع سلوك الاستكشاف يعد من أهم الدوافع اللازمة لاستمرار حياة الفرد فهو يمكن الفرد من التعرف على البيئة واستكشاف ما بها من مثيرات وأشياء، ولا شك أن العمل على تنمية مهارات دافع الاستطلاع والاستكشاف من خلال الانصات الدقيق والوعي لأسئلة الفرد تسهم بشكل كبير إلى التعرف على قدرة الفرد على الاستكشاف ويسهم اسهاما كبيرا في دفع مسيرة النمو العقلي لدى الأفراد وكذلك النمو المعرفي والاجتماعي والانفعالي (صديق،2020، ص.1851).
ويكشف الموهوب عن رغبة قوية في التعرف على العالم من حوله وفهمه وذلك من خلال قوة ملاحظته وطرحة التساؤلات التي تبدو غير منسجمة مع مستواه العمري أو الصفي، وتعد جدية الراشدين في الاستجابة لهذه التساؤلات وتقديم المعلومات المناسبة عنصرا مهما في بناء الشخصية الاستكشافية وتقويتها في عملية التعلم واكتساب المعرفة (جروان، 2013، ص. 123)، ويعتبر هذا الدافع له أثر في التعلم والابتكار والصحة النفسية لأنه يمكن المتعلمين من الاستجابة للعناصر الجديدة والغريبة والغامضة على نحو إيجابي ومن إبداء الرغبة في معرفة المزيد عن أنفسهم وبيئتهم ومن المثابرة على البحث والاستكشاف وهي أمور ضرورية لتحسين القدرة على التحصيل (المطارنة 2013، ص .9).
لقد وجدت الباحثة من خلال اطلاعها على بعض البحوث والدراسات النفسية والاجتماعية وفي حدود ما تم حصره لم يتم العثور على دراسة نفسية واحدة تعلن أن هدفها هو دراسة كل من الشغف وعلاقته بالسلوك الاستكشافي لدى عينة من الطلبة الموهوبين في المرحلتين المتوسطة والثانوية ولكن وجدت دراسات تناولت كل من متغيرات الدراسة كل على حدا، فمثلا توجد دراسات تناولت الشغف في علاقته بمتغيرات اخرى مثل متغير الاندماج المعرفي كدراسة حسن (2023)، ومتغير الاحتراق الاكاديمي كدراسة الجراح و الربيع (2020)، ومتغير العوامل الخمسة الكبرى للشخصية كدراسة الضيدان (2020)، ومتغيرات التفاؤل و الرجاء و الاندماج الاكاديمي كدراسة السيد(2020). أما الدراسات التي تناولت السلوك الاستكشافي في علاقته بمتغيرات أخرى مثل متغير التصور الذهني كدراسة مالود وعبيد (2020) ومتغير درجة الانفتاح على الخبرة كدراسة صديق (2020)، ومتغير الانتباه المنقسم كدراسة الاسدي (2018).