لخّصلي

أولا: حدد منطلقك الخبري بشكل دقيق وغاية في الوضوح لأنه منطلق الحلقة ومدار موادها المختلفة.
ثانيا: قم باجتماع عصف ذهني مفتوح مع بقية أعضاء الفريق، وفي هذا الاجتماع يقع تفكيك المعطيات الخبرية وتحديد أهم أبعادها التحليلية.
حدد في نص واضح وعميق منطلقك الخبري وعمقك التحليلي وانتبه جيدا لكل مفردة تستعملها.
راسل جميع من له صلة من قريب أو بعيد بالموضوع لتكون تلك الصياغة مرجعية الحلقة التي يعمل الجميع ضمنها.
قم باجتماعات منفردة مع كل من كلفتهم بمهام ضمن دورهم المعهود في إعداد الحلقة ولا تبخل عليهم بدعمك وتوجيهك وواكب عملهم في مختلف مراحله واجعل التشاور والتنسيق المستمرين ديدنك في كل ذلك.
قم بتجميع المواد التي لها صلة بخبرك ثم غربلها بحثا عن أهم ما فيها من معطيات وزبدة ما تتضمنه من عناصر على علاقة مباشرة بمنطلقك الخبري وعمقك التحليلي.
ومن تلك المواد استخرج معلومات مكثفة استعملها كأساتن ومنطلقات لنقاط نقاش ومادة أولية لصياغة مقدمتك.
راسل فريقك بالملامح التفصيلية للحلقة حال تنتهي من إعدادها وبالتنسيق معهم لأن كثيرا من الملامح إنما هي ثمرة جهودهم، ولتكن هذه المراسلة التفصيلية منطلقا لمرحلة من التجويد تتحول فيها الملاحظات من العام إلى الخاص وتقترب الحلقة من هدفها الأعمق وهو "التناول الجراحي" للزاوية التحليلية.
تَحَرَّ الدقة في المعلومة والتوازن في تركيبة الضيوف وراجع بتمعن مضامين التقرير ونسّق مع المذيع للتوصل إلى أفضل المحاور والأسئلة التي ستُطرح في الحلقة.
صحيح أن للبرنامج الإخباري التلفزيوني فريقه الخاص به، لكن لا تنسَ أن البرنامج برمته جزء من قاعة الأخبار وعامة القناة، وأنك وفريقَك محتاجون يوميا للتعامل مع بقية الأقسام وهو ما يستوجب مهارة في إدارة العلاقة مع تلك الأقسام كي نفهم آلية عملها وطرق الاستفادة القصوى من خدماتها.

إنجاز حلقة من البرنامج الإخباري التلفزيوني يعني رحلة من نقطة بداية إلى نقطة نهاية تمر بمسارين متداخلين فني وتحريري، وهذا يعني أنك مطالب بتحرير مقدمة الحلقة ومراجعة التقرير وتحديد محاور للنقاش، وأنت مطالب أيضا بتجهيز صفحات على المنظومة لها مواصفات فنية معينة من قبيل كتابة "الأساتن" التعريفية والمعلوماتية أو توفير صور ثابتة للعناوين أو تجهيز صور متحركة لمقدمة خبرية أو مادة غرافيكس في بداية الحلقة أو في وسطها.
راجع ثم راجع ثم راجع كل ما قمت به وانتبه لكل الأمور كبيرها وصغيرها، استفد من إشاعة ثقافة الرقابة المتبادلة بين أعضاء الفريق، وإنه لفي غاية الأهمية أن تراجع في آخر مرحلة ما قام به الجميع بعين المشاهد لترى هل أن الحلقة استوفت معايير الإمتاع والمؤانسة أم لا؟ وهل امتلكت مقومات العمق والإيقاع؟.. بعد ذلك تستطيع أن تتجه إلى التنفيذ لتقدّم على الشاشة ما بذل الفريق كل ذلك الوقت والجهد لإعداده.
قد لا يكون المذيع على ذمتك تماما سوى عند تنفيذ الحلقة وقد لا يكون المخرج كذلك، لكن اعلم أنهما ومنتج المقابلات سيرافقونك إلى غرفة التنفيذ وسيبقون معك حتى نهاية الحلقة، فاحرص على وضعهم في صورة آخر التطورات التحريرية والتقنية وانخرط معهم في تنسيق كامل لأن الحلقة لا تنتهي سليمة إلا بهم.
رغم كل ما جهّزته وتحسّبت له ثق وتأكد أن مشاكل ستعترضك لا محالة ذات يوم:

• مذيع تعذر عليه القدوم/ ضيف تخلّف وآخر جاء فقط ليشوش عليك الحلقة/


• مذيع مغرق في نرجسيته أو فريق تشقّه مشاكل بين عناصره..


• تقرير لم يجهز وهو الذي تنطلق منه الحلقة وقد يسبب تأخره مشاكل فنية جمة/

هذه المشاكل وغيرها تحتاج منك جمعا خلاقا بين برودة الدم في إدارتها والحزم والحسم في اتخاذ القرار المناسب بشأنها.. المصاعب والمشاكل والمفاجآت غير السارة جزء لا يتجزأ من تجربة البرامج الإخبارية.. المهم أن ننتبه لها ونحلها بأنسب الطرق.
الانتهاء من تنفيذ الحلقة يقتضي تقويمها والوقوف على ما لها وما عليها وذلك للاستفادة منها فيما سيليها من حلقات، وأحيانا تقتضي الحلقة استدراك ما فيها من أنواع الخلل خاصة الفنية منها.