لخّصلي

2. الانتباه انتبه الفلاسفة والعلماء منذ القدم إلى أهمية موضوع الانتباه على أنه عنصر هام في عملية بناء المعرفة، ويع د عالم النفس الأمريكي وليام جيمسWilliam James في العصر الحديث) 2481-2121(، أول من اهتم بدراسة عملية الانتباه بطريقة موضوعية، واعتبرها إحدى الظواهر النفسية المهمة في السلوك الإنساني. فكل ما ندركه أو نعرفه أونتذكره ماهو إلا نتاج لعملية الانتباه. الذي أ لف كتاب "الإدراك والتواصل " الذي تض من نظريته، والفكرة الرئيسية في نظرية برودبنت أن العالم يتضمن مثيرات عديدة تفوق الإمكانات الإدراكية المعرفية للإنسان، العوامل المؤثرة فيه، 2. 2. تعريف الانتباه  يؤكد سترنبرغ(Sternberg, 2003) أن الانتباه هو القدرة على التعامل مع كميات محدودة من المعلومات منتقاة من كم هائل من المعلومات التي تزودنا بها الحواس أو الذاكرة. إن الانتباه هو تهيؤ ذهني معرفي انتقائي تجاه موضوع الانتباه.  يشير سيروفE. وكذا الاحتفاظ ببعض المعلومات التي تخضع لمستوى عالي من المعالجة في ذاكرة العمل أو في الوعي. في ضوء هذه التعاريف، يع د الانتباه قدرة تركيز الذهن على موضوع أو مثير محدد، التفكير، اتخاذ القرار، حل المشكلات أي على النشاط الذهني بوجه عام. الرائحة. والداخلية )الفكر La pensée(، ومن تم عمليات الاحتفاظ والاسترجاع . 2. 2. أنواع الانتباه يتم التمييز في علم النفس المعرفي بين العديد من أنواع الانتباه سنركز على ثلاثة منها فقط:
   L’attention sélective الانتباه الانتقائي .  تعريفه: قدرة الاحتفاظ على تركيز الانتباه على موضوع أو مثير معين بالرغم من وجود عناصر مشوشة، نوظف هذا النوع من الانتباه حينما نختار انتقاء ومعالجة معلومة تستجيب لاهتماماتنا مع كبح المعلومات )المشوشة( التي لا صلة لها بالمهمة المراد إنجازها. فحين مشاهدة جزء محدد من صورة ما نركز انتباهنا على ذلك الجزء فقط،
   ـ اختبار البحث البصري: يُطلب من المشارك رؤية مجموعة من العناصر)حروف و أشكال( على الشاشة، المطلوب منه تحديد بأكبر سرعة ممكنة العنصر المستهدف من بين العديد من العناصر المشتتة للانتباه والتي تشبه العنصر الهدف الذي يتم البحث عنه، ـ اختبار ستروب: يتكون من ثلاث بطاقات )زمن إنجاز الاختبار بالنسبة لكل بطاقة هو 89 ثانية( البطاقة 2: قراءة الكلمات، البطاقة 1: تسمية الألوان، ونطلب منه قراءة الكلمات من اليمين إلى اليسار وبأكبر سرعة ممكنة. إذا أخطأ له الحق في تصحيح الخطأ قبل المرور إلى السطر الثاني )قبل التطبيق نوضح له التعليمة من خلال مثال(  نضع البطاقة )ب(أمام المفحوص ونطلب منه تسمية ألوانها من اليمين إلى اليسار وبأكبر سرعة ممكنة )نتبع نفس التعليمات الواردة في اللوحة الأولى  نضع البطاقة )ج( أمام المفحوص ونطلب منه تسمية ألوان الكلمات المكتوبة بلون حبر بدلا من قراءة الكلمات )ضبط التداخل بين قراءة الكلمة وتسمية لون الحبر عبر كبح الكلمة وتسمية لون الحبر( مثلا كلمة أحمر مكتوبة بحبر أخضر، المطلوب قول بأكبر سرعة ممكنة لون حبر الكلمة )أخضر( مع كبح كلمة أحمر. وفي الشرط الثالث تسمية لون حبر كلمات الألوان مثلا كلمة أحمر مكتوبة بحبر أخضر، المطلوب تسمية بأكبر سرعة ممكنة لون حبر الكلمة )أخضر( مع كبح كلمة أحمر . 2. الانتباه الممتد أو المستمرL’attention soutenue
    تعريفه: هو قدرة الحفاظ على مستوى كاف من الفعالية في الانتباه أثناء التعاطي مع مهام ومواقف رتيبة تطول مدتها، وهذا المستوى من التيقظ يسمح بمقاومة هذه الرتابة والحرص على عدم الدخول في شرود الذهن أو السهو .  اختبارات تقييم قدرة الانتباه الممتد: توجد العديد من الاختبارات لتقييم قدرة الانتباه الممتد من بينها: اختبار التركيز واليقظة ـ اختبار التركيز: مهمة البندول لـ La tâche de la pendule MacWorth المطلوب من المشاركين ملاحظة حركات رقاص الساعة الذي يقوم بحركة في كل ثانية، من وقت لآخر يقوم بحركتين في ثانية واحدة أو حركة في ثانيتين، على المشاركين الضغظ على الزر بأكبر سرعة ممكنة للإشارة إلى أن الإبرة لا تتبع الحركات المنتظمة. يوظف الانتباه الموزع في مختلف أنشطة الحياة اليومية مثلا في حالة قيادة السيارة وسماع الراديو في نفس الوقت.
   المطلوب من المشارك الضغط على زر السهم الأيسر عندما يكون الشكلين متطابقين ومن نفس اللون، والضغط على زر السهم الأيمن عندما يكون الشكلين غير متطابقين وليسا من نفس اللون. هناك سيرورتان تسمحان بتفعيل الانتباه: دافعيته، توقعاته(، حل مسألة رياضية.  السيرورات الصاعدة Bottom-up: على عكس السيرورات النازلة، تفرض المثيرات الخارجية نفسها على الفرد أي تجذب بعض المثيرات انتباهه تلقائيا وبشكل غير إرادي، فهي عبارة عن معالجة معرفية توجهها المعطيات والمثيرات التي يتم استقبالها من المحيط )مثل الضجيج العالي، صوت مفاجئ، موسيقى معروفة. العوامل المؤثرة على سيرورة الانتباه توجد العديد من العوامل التي تؤثر على سيرورة الانتباه، فتجعل الفرد ينجذب لمثيرات دون أخرى، 2. عوامل خارجية تتعلق بطبيعة المثير الحس ي المراد الانتباه إليه وتشمل: • شدة المنبه: الأضواء الزاهية، الأصوات العالية، الروائح النفاذة تجذب الانتباه أكثر من الأضواء الخافتة والأصوات والروائح الضعيفة أو الخافتة. فكلما تكرر المنبه جذب انتباه الناس إليه فمناداة الشخص باسمه مرة واحدة قد لا يلفت انتباهه، • تغير المنبه: انقطاع المنبه أو تغيره في الشدة يجذب الانتباه، وكلما كان التغير مفاجئا زاد أثره، فنحن لا نشعر بدقات الساعة في الحجرة، أو كالسيارة التي تسير على صوت معين وفجأة يحدث فيها خلل فيتغير صوت المحرك، فهنا يركز السائق انتباهه إلى هذا الصوت الجديد الذي حدث فجأة. زغلو ل، فهو يجذب الانتباه مثل وجود نقطة بيضاء وسط نقطة سوداء. • حركة المنبه: المنبه المتحرك يجذب الانتباه أكثر من المنبه الساكن أو الثابت، فرسم الدارة الكهربائية على السبورة أقل جذبا للانتباه من بناء دارة ووضع مصباح يثبت مرور التيار منها فعليا. • موضع المنبه: فكلما كان المنبه في موضع سهل الرؤية أو السماع، كلما كان مثيرا للانتباه. • حداثة المنبه: إن المنبهات الحديثة )الجديدة( غير المألوفة، تجذب انتباه الفرد أكثر من المنبهات المألوفة. 2. العوامل الداخلية المرتبطة بالفرد ومن أهمها: محمد بدر 2111(.  الميول المكتسبة: تؤثر ميول الشخص على ما يجذب انتباهه، فمثلا الطبيب تجذب انتباهه الأمراض وكل المواضيع المتعلقة بمجاله.  الدو افع: الفرد غالبا ما يوجه انتباهه إلى المثيرات التي تشبع دوافعه. فانتباه الشخص لموضوعات معينة في البيئة المحيطة يتحدد من خلال ميوله ودوافعه، فعند سماع أغنية مثلا نجد أن الشخص الذي لديه ميول شعرية ينتبه إلى كلمات الأغنية بينما نجد الشخص الذي يهوى الموسيقى ينتبه إلى لحنها.  السن: تؤثر المرحلة العمرية للفرد على قدرته على الانتباه. 2.2. فنظرا لتعدد النظريات التي اهتمت بالانتباه سنركز في هذا المحور على بعض النظريات المفسرة للانتباه الانتقائي حيث سننطلق في بادئ الأمر من إحدى النماذج الكلاسيكية نموذج برودبنت Broadbent )نظرية مصفاة الانتقاء المبكر(، نموذج تريسمان Treisman )نظرية مصفاة التخفيف( ، ونمودج دوتش ودوتش Deutsh & Deutsh )نظرية الانتقاء المتأخر.
   2.2. نظريات الانتباه الانتقائي  نموذج دونالد برودبنت Donald Broadbent )نظريةالمصفاة الانتقائية:(
   وقد ركز في نموذجه بالأساس على البعد الانتقائي للانتباه، وكان يهدف إلى تحديد ما إذا كان الإنسان قادر على الانتباه لعدة رسائل في نفس الوقت اعتماد تقنية الاستماع المزدوج(، فكان النموذج المقترح من طرف برودبنت كما هو موضح في الخطاطة التالية: Donald Broadbent نظرية مصفاة ا لانتقا
   حيث يُ طلب من المشاركين سماع رسالة صوتية أساسية )مسجلة( في الأذن اليسر ى، وفي نفس الوقت تقدم رسالة ثانوية في الأذن اليمنى، تتمثل المهمة المطلوبة من المشاركين في إعادة الرسالة الأساسية بعد سماعها. o تدخل في البداية المعلومات عبر القنوات الحسية )الأذن اليمنى واليسر ى( بطريقة متوازية، الكل في وقت واحد. o ثم تخز ن المعلومات لمدة وجيزة في السجل الحس ي. تح ل ل المعلومات على أساس خصائصها المادية الفيزيائية( ، إذ يتم انتقاء المعلومات التي لها صلة بالمهمة )الرسالة الأساسية(، وتكمن أهمية مرحلة مصفاة الانتقاء في أنها تحمي المراحل التالية من زيادة تحميل المعلومات. o ت ع بُ ر بعد ذلك المعلومات المنتقاة )الرسالة الأساسية( إلى قناة محدودة السعة تتم فيها عملية التحليل الإدراكي حيث تبدأ في معالجة المعلومات وتحليلها دلاليا، فالمعالجة الدلالية إذن يتم تنفيذها بعد انتقاء المصفاة الرسالة التي تم الانتباه إليها، ثم تصل المعلومات بعد ذلك بشكل واضح للوعي أي للذاكرة اللعاملة لاختيار الاستجابة. رغم أهمية نموذج برودبنت الذي تمت صياغته في شكل مراحل لمعالجة المعلومات، وهو أمر لم يتفق معه العديد من الباحثين أمثال موراي Moray وترسمان Treisman حيث وضحا بأن الأشخاص يعرفون في بعض الأحيان أن أسماءهم تمثل جزءا من الرسالة الثانوية. إلا أن الاختلاف بينهما يكمن في تأكيد ترسمان بأن المعلومات غير المقصودة أو غير ذات صلة بالمهمة يمكن أن تعالج داخل نظام معالجة المعلومات(Onyia, 2008) ، ولا يتم التخلص منها نهائيا كما يذهب برودبنت، فالمعلومات غير المقصودة يحدث لها إضعاف وتخفيف، تمر المعلومات المقصودة إلى قناة محدودة السعة للمعالجة الدلالية . Strayer & Drews, 2007) عملت الباحثة تريسمان )عالمة النفس البريطانية( على إعادة نفس التجربة السابقة التي أجراها برودبنت مع إضافة اسم المشارك في مضمون الرسالة الثانوية، وهذا يعني أن المصفاة الانتقائية تم
   اختراقها، الأمر الذي دفع تريسمان إلى اقتراح نموذج آخر يتماش ى مع النموذج الأول في بنائه العام، لكن يختلف معه في طبيعة المصفاة )مصفاة التخفيف( كما هو موضح في الشكل التالي: يقوم هذا النموذج على فكرة أن الانتباه يخفف من الرسالة الوافدة إلى الجهاز المعرفي ولا يمنعها من المرور بشكل نهائي، ومن تم فالاختلاف بين النظريتين )نظرية برودبنت، ونظرية ترسمان( يكمن في كون النظرية الأولى لا تسمح بمرور أية معلومة لا ينتبه إليها الجهاز المعرفي، أي أنه يسمح بمرورها، ولكن بجودة أقل.  نموذج دوتش ودوتش Deutsh & Deutsh )نظرية الانتقا المتأخر( يدافع الباحثان دوتش ودوتش في نموذجهما عن فكرة أنه لا وجود لانتقاء مبكر للمعلومات، ثم تخضع جميعا لعملية التحليل الإدراكي، وهو انتقاء متأخرا لحسم التنافس بين البدائل الممكنة للاستجابة وكبح الاستجابات غير المتصلة أو غير الملائمة للمهمة، رغم اتفاقها مع برودبنت على أن ا لانتقاء يتم مبكرا، فالنظام يسمح بولوج المعلومات والانتقاء لا يتم إلا في مرحلة متأخرة بعد التحليل الدلالي. 2.2. لا بد أن يعاني الفرد 1 أعراض من الأعراض 1 التي سنأتي على تقديمها لمدة 1 أشهر على الأقل لدرجة لا تتوافق مع المستوى النمائي والتي تؤثر سلبا وبشكل مباشر على أنشطته الاجتماعية والدراسية والمهنية. مثلا إهمال، أو قراءة نص طويل. 1. غالبا ما يبدو غير مصغ عند توجيه الحديث إليه مباشرة. 8. غالبا لا يتبع التعليمات، أو الواجبات المهنية )يبدأ المهام مثلا ولكنه يفقد التركيز بسرعة، كما يتلهى بسهولة.
   صعوبة الحفاظ على الأشياء والمتعلقات الشخصية كتنظيم وثائقه وأغراضه، 7. غالبا ما تضيع منه أغراضا ضرورية لممارسة عمله أو أنشطته )مثلا ا لأدوات المدرسية، والوثائق ، 1. كثير النسيان في الأنشطة اليومية )مثلا الأعمال الروتينية االيومية، للمراهقين وعند البالغين ، والدراسية، 2. غالبا ما يحرك يديه أوقدميه أويتلوى في مقعده . 1. غالبا ما يركض أو يتسلق أي ش يء في وضعيات غير ملائمة )قد يقتصر الأمر عند المراهقين أو البالغين على إحساسات الشعور بالانزعاج(
3. غالبا ما يكون متحفزا أو يتصرف كما لو أنه "مدفوع بمحرك" )لا يرتاح للثبات أ الهدوء في أي ش يء معين لفترة مطولة ، يشعر بعدم الراحة في المطعم،

2. الانتباه
   انتبه الفلاسفة والعلماء منذ القدم إلى أهمية موضوع الانتباه على أنه عنصر هام في عملية بناء المعرفة، ويع د عالم النفس الأمريكي وليام جيمسWilliam James في العصر الحديث) 2481-2121(، أول من اهتم بدراسة عملية الانتباه بطريقة موضوعية، واعتبرها إحدى الظواهر النفسية المهمة في السلوك الإنساني. فكل ما ندركه أو نعرفه أونتذكره ماهو إلا نتاج لعملية الانتباه. لقد كانت البداية الحديثة لدراسة الانتباه سنة 2194 على يد عالم النفس البريطاني دونالد برودبنت Donald Broadbent )2111ـ 2111(، الذي أ لف كتاب "الإدراك والتواصل " الذي تض من نظريته، والفكرة الرئيسية في نظرية برودبنت أن العالم يتضمن مثيرات عديدة تفوق الإمكانات الإدراكية المعرفية للإنسان، ومن ثمة فالإنسان في سبيل مواجهة طوفان المعلومات المتاحة ينتبه إلى البعض بطريقة انتقائية ويتخلص من الأخرى.
   من خلال هذه النبذة المقتضبة، نتساءل عن ماهية لانتباه )تعريفه(، أنواعه، العوامل المؤثرة فيه، السيرورات المفعلة للانتباه ثم النماذج النظرية المفسرة له والاضطرابات التي تصيبه.
   2.2. تعريف الانتباه
    يؤكد سترنبرغ(Sternberg, 2003) أن الانتباه هو القدرة على التعامل مع كميات محدودة من المعلومات منتقاة من كم هائل من المعلومات التي تزودنا بها الحواس أو الذاكرة.
    حسب بونسر وبويز Ponser et Boies، إن الانتباه هو تهيؤ ذهني معرفي انتقائي تجاه موضوع الانتباه.
    يشير سيروفE. Siéroff )1111( إلى أن الانتباه يسمح للفرد بتوجيه أفعاله نحو مواضيع خاصة أو أماكن منتقاة ،وكذا الاحتفاظ ببعض المعلومات التي تخضع لمستوى عالي من المعالجة في ذاكرة العمل أو في الوعي.
   في ضوء هذه التعاريف، يع د الانتباه قدرة تركيز الذهن على موضوع أو مثير محدد، كما أنه عملية تهيئ ذهني، وتكمن أهمية الانتباه في تأثيره العميق على العمليات المعرفية الأخرى كالتذكر، التعلم، التفكير، اتخاذ القرار، حل المشكلات أي على النشاط الذهني بوجه عام. إن فشل الفرد في توجيه انتباهه إلى مثير معين من بين المثيرات الكثيرة المحيطة به يؤدي إلى فشل باقي العمليات الأخرى وبالتالي صدور الاستجابة الخاطئة. يعتبر الانتباه إذن وظيفة معرفية يتمكن من خلالها الفرد الرفع من فعالية الإدراك ، الذاكرة، الذكاء....كما يمثل قاعدة ضرورية للاشتغال المعرفي، فهو العملية التي يوظفها الفرد من جهة لانتقاء المواضيع الخارجية )الصوت، الصور، الرائحة...( والداخلية )الفكر La pensée(، ومن جهة أخرى الاحتفاظ بذلك الموضوع في مستوى معين من الوعي. وإذا ضعف الانتباه ضعفت معه عمليات التسجيل )الاستقبال(، ومن تم عمليات الاحتفاظ والاسترجاع .
   2.2. أنواع الانتباه
   يتم التمييز في علم النفس المعرفي بين العديد من أنواع الانتباه سنركز على ثلاثة منها فقط:

L’attention sélective الانتباه الانتقائي .2
 تعريفه: قدرة الاحتفاظ على تركيز الانتباه على موضوع أو مثير معين بالرغم من وجود عناصر مشوشة، أو تركيز الانتباه على بعد واحد لمثير معين دون الاهتمام بالأبعاد الأخرى. نوظف هذا النوع من الانتباه حينما نختار انتقاء ومعالجة معلومة تستجيب لاهتماماتنا مع كبح المعلومات )المشوشة( التي لا صلة لها بالمهمة المراد إنجازها.
)الانتباه الانتقائي يسمح بمحورة الانتباه على نقطة واحدة دون سواها. فحين مشاهدة جزء محدد من صورة ما نركز انتباهنا على ذلك الجزء فقط، حيث إننا لا نعير اهتمامنا للأجزاء الأخرى(.

 اختبارات تقييم قدرة الانتباه الانقائي وقدرة الكبح: توجد العديد من الاختبارات لتقييم قدرة الانتباه الانتقائي وقدرة الكبح من بينها: اختبار ستروب واختبار البحث البصري.
ـ اختبار البحث البصري: يُطلب من المشارك رؤية مجموعة من العناصر)حروف و أشكال( على الشاشة، المطلوب منه تحديد بأكبر سرعة ممكنة العنصر المستهدف من بين العديد من العناصر المشتتة للانتباه والتي تشبه العنصر الهدف الذي يتم البحث عنه، تكمن المهمة في انتقاء العنصر المستهدف وكبح العناصر المشوشة.
ـ اختبار ستروب: يتكون من ثلاث بطاقات )زمن إنجاز الاختبار بالنسبة لكل بطاقة هو 89 ثانية( البطاقة 2: قراءة الكلمات، البطاقة 1: تسمية الألوان، البطاقة 1: بطاقة التداخل
 نضع البطاقة )أ( أمام المفحوص، ونطلب منه قراءة الكلمات من اليمين إلى اليسار وبأكبر سرعة ممكنة. )يتم تشغيل عداد الوقت الكرونوميتر(، إذا أخطأ له الحق في تصحيح الخطأ قبل المرور إلى السطر الثاني )قبل التطبيق نوضح له التعليمة من خلال مثال(
 نضع البطاقة )ب(أمام المفحوص ونطلب منه تسمية ألوانها من اليمين إلى اليسار وبأكبر سرعة ممكنة )نتبع نفس التعليمات الواردة في اللوحة الأولى
 نضع البطاقة )ج( أمام المفحوص ونطلب منه تسمية ألوان الكلمات المكتوبة بلون حبر بدلا من قراءة الكلمات )ضبط التداخل بين قراءة الكلمة وتسمية لون الحبر عبر كبح الكلمة وتسمية لون الحبر( مثلا كلمة أحمر مكتوبة بحبر أخضر، المطلوب قول بأكبر سرعة ممكنة لون حبر الكلمة )أخضر( مع كبح كلمة أحمر.
يُطلب من المشاركين في الشرط الأ ول قراءة الكلمات وفي الشرط الثاني تسمية الألوان بأكبر سرعة ممكنة، وفي الشرط الثالث تسمية لون حبر كلمات الألوان مثلا كلمة أحمر مكتوبة بحبر أخضر، المطلوب تسمية بأكبر سرعة ممكنة لون حبر الكلمة )أخضر( مع كبح كلمة أحمر .

2. الانتباه الممتد أو المستمرL’attention soutenue
   
    تعريفه: هو قدرة الحفاظ على مستوى كاف من الفعالية في الانتباه أثناء التعاطي مع مهام ومواقف رتيبة تطول مدتها، وهذا المستوى من التيقظ يسمح بمقاومة هذه الرتابة والحرص على عدم الدخول في شرود الذهن أو السهو .
    اختبارات تقييم قدرة الانتباه الممتد: توجد العديد من الاختبارات لتقييم قدرة الانتباه الممتد من بينها: اختبار التركيز واليقظة
   ـ اختبار التركيز: مهمة البندول لـ La tâche de la pendule MacWorth المطلوب من المشاركين ملاحظة حركات رقاص الساعة الذي يقوم بحركة في كل ثانية، من وقت لآخر يقوم بحركتين في ثانية واحدة أو حركة في
   ثانيتين، بعد الملاحظة، على المشاركين الضغظ على الزر بأكبر سرعة ممكنة للإشارة إلى أن الإبرة لا تتبع الحركات المنتظمة.
   L’attention divisée ou partagée الانتباه الموزع .3
    تعريفه: يقصد به القدرة على القيام بمهام مزدوجة أو متعددة بشكل متزامن، وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تستدعي توزيعا للموارد الانتباهية بشكل يجعل تحقيق المهام أمرا ممكنا. يوظف الانتباه الموزع في مختلف أنشطة الحياة اليومية مثلا في حالة قيادة السيارة وسماع الراديو في نفس الوقت.
   
    اختبارات تقييم قدرة الانتباه الموزع: يتم دراسة وتقييم قدرات الانتباه الموزع باعتماد تقنيات متعددة من بينها تقنية المهمة المزدوجة.
   ـ تقنية المهمة المزدوجة: يُعرض على الشاشة شكلين، المطلوب من المشارك الضغط على زر السهم الأيسر عندما يكون الشكلين متطابقين ومن نفس اللون، والضغط على زر السهم الأيمن عندما يكون الشكلين غير متطابقين وليسا من نفس اللون.
   3.2. السيرورات المفعلة للانتباه
   
   هناك سيرورتان تسمحان بتفعيل الانتباه:
    السيرورات النازلة Top-down: حيث يوجه الانتباه بفعل العوامل المرتبطة بالفرد )معارفه، دافعيته، خبراته، توقعاته(، فهي المعالجة التي تحكمها المفاهيم والمعارف والخبرات في اتجاه موضوعات العالم الخارجي. وبالتالي فتنشيط هذه السيرورات يحصل بفعل إرادي من الفرد من أجل إنجاز مهمة معينة )مثال البحث عن سيارة أج رة في الشارع، حل مسألة رياضية...(.

 السيرورات الصاعدة Bottom-up: على عكس السيرورات النازلة، تفرض المثيرات الخارجية نفسها على الفرد أي تجذب بعض المثيرات انتباهه تلقائيا وبشكل غير إرادي، فهي عبارة عن معالجة معرفية توجهها المعطيات والمثيرات التي يتم استقبالها من المحيط )مثل الضجيج العالي، صوت مفاجئ، موسيقى معروفة...( تتميز هذه السيرورات بالآلية وبالسرعة وتتطلب جهدا قليلا .
2.2. العوامل المؤثرة على سيرورة الانتباه
توجد العديد من العوامل التي تؤثر على سيرورة الانتباه، فتجعل الفرد ينجذب لمثيرات دون أخرى، عوامل يمكن تصنيفها إلى نوعين: عوامل خارجية تتعلق بطبيعة المثير المراد الانتباه إليه، وعوامل داخلية مرتبطة بالفرد.
2. عوامل خارجية تتعلق بطبيعة المثير الحس ي المراد الانتباه إليه وتشمل:
• شدة المنبه: الأضواء الزاهية، الأصوات العالية، الروائح النفاذة تجذب الانتباه أكثر من الأضواء الخافتة والأصوات والروائح الضعيفة أو الخافتة.
• تكرار المنبه )المثير:( تكرار المنبه يثير انتباه الفرد، فكلما تكرر المنبه جذب انتباه الناس إليه فمناداة الشخص باسمه مرة واحدة قد لا يلفت انتباهه، لكن تكرار المناداة يجذب أكثر الانتباه.
• تغير المنبه: انقطاع المنبه أو تغيره في الشدة يجذب الانتباه، وكلما كان التغير مفاجئا زاد أثره، فنحن لا نشعر بدقات الساعة في الحجرة، لكن إن توقفت عن الدق فجأة اتجه انتباهنا إليها، أو كالسيارة التي تسير على صوت معين وفجأة يحدث فيها خلل فيتغير صوت المحرك، فهنا يركز السائق انتباهه إلى هذا الصوت الجديد الذي حدث فجأة.)زغلو ل، 1111(.
• التباين: كل ش يء يختلف اختلافا كبيرا عما يوجد في محيطه، فهو يجذب الانتباه مثل وجود نقطة بيضاء وسط نقطة سوداء.
• حركة المنبه: المنبه المتحرك يجذب الانتباه أكثر من المنبه الساكن أو الثابت، فرسم الدارة الكهربائية على السبورة أقل جذبا للانتباه من بناء دارة ووضع مصباح يثبت مرور التيار منها فعليا.)تعوينات 1111(.
• موضع المنبه: فكلما كان المنبه في موضع سهل الرؤية أو السماع، كلما كان مثيرا للانتباه.
• مصدر المنبه: بينت نتائج الأبحاث التي أجريت في هذا المجال أن المنبهات البصرية أكثر إثارة للانتباه من المنبهات السمعية.
• حداثة المنبه: إن المنبهات الحديثة )الجديدة( غير المألوفة، تجذب انتباه الفرد أكثر من المنبهات المألوفة.

2. العوامل الداخلية المرتبطة بالفرد ومن أهمها:
    الحاجات العضوية: الجائع إذا كان سائرا في الطريق تجذب انتباهه الأطعمة بشكل أكثر من ش يء آخر.
    التهيؤ الذهني: كانتظار قدوم شخص يهمك أمره، فيهيئ الذهن لاستقبال منبهات معينة، فيسترعي انتباهك مثلا أصوات الأقدام أو رنة الجرس )السيد علي، محمد بدر 2111(.
    الميول المكتسبة: تؤثر ميول الشخص على ما يجذب انتباهه، فمثلا الطبيب تجذب انتباهه الأمراض وكل المواضيع المتعلقة بمجاله.
    الدو افع: الفرد غالبا ما يوجه انتباهه إلى المثيرات التي تشبع دوافعه. فانتباه الشخص لموضوعات معينة في البيئة المحيطة يتحدد من خلال ميوله ودوافعه، فعند سماع أغنية مثلا نجد أن الشخص الذي لديه ميول شعرية ينتبه إلى كلمات الأغنية بينما نجد الشخص الذي يهوى الموسيقى ينتبه إلى لحنها.
    السن: تؤثر المرحلة العمرية للفرد على قدرته على الانتباه.
   2.2. النماذج النظرية المفسرة للانتباه
   
   إن فهم الانتباه كنشاط ذهني ووظيفة معرفية يستدعي منا استحضار أهم الأعمال والنماذج النظرية المفسرة له، فنظرا لتعدد النظريات التي اهتمت بالانتباه سنركز في هذا المحور على بعض النظريات المفسرة للانتباه الانتقائي حيث سننطلق في بادئ الأمر من إحدى النماذج الكلاسيكية نموذج برودبنت Broadbent )نظرية مصفاة الانتقاء المبكر(، بعد ذلك سننتقل إلى بعض النماذج الأخرى التي حاولت الاستفادة من النموذج السابق وعملت على تطويره، نموذج تريسمان Treisman )نظرية مصفاة التخفيف( ، ونمودج دوتش ودوتش Deutsh & Deutsh )نظرية الانتقاء المتأخر.(
   2.2.2. نظريات الانتباه الانتقائي
    نموذج دونالد برودبنت Donald Broadbent )نظريةالمصفاة الانتقائية:(
   
   أولى الأعمال المهمة فيما يخص الانتباه قادها عالم النفس البريطاني برودبنت، وقد ركز في نموذجه بالأساس على البعد الانتقائي للانتباه، وكان يهدف إلى تحديد ما إذا كان الإنسان قادر على الانتباه لعدة رسائل في نفس الوقت
   )اعتماد تقنية الاستماع المزدوج(، فكان النموذج المقترح من طرف برودبنت كما هو موضح في الخطاطة التالية:

Donald Broadbent نظرية مصفاة ا لانتقا

أجرى برودبنت تجاربه حول الانتباه الانتقائي باعتماد «تقنية الاستماع المزدوج»، حيث يُ طلب من المشاركين سماع رسالة صوتية أساسية )مسجلة( في الأذن اليسر ى، وفي نفس الوقت تقدم رسالة ثانوية في الأذن اليمنى، تتمثل المهمة المطلوبة من المشاركين في إعادة الرسالة الأساسية بعد سماعها.
o تدخل في البداية المعلومات عبر القنوات الحسية )الأذن اليمنى واليسر ى( بطريقة متوازية، الكل في وقت واحد.
o ثم تخز ن المعلومات لمدة وجيزة في السجل الحس ي.
o تنتقل بعد ذلك بشكل متوازي إلى مصفاة انتقائية، تح ل ل المعلومات على أساس خصائصها المادية
)الفيزيائية( ،إذ يتم انتقاء المعلومات التي لها صلة بالمهمة )الرسالة الأساسية(، وتقص ى أو تهمش أو تمنع المعلومات الأخرى غير ذات الصلة بالمهمة )الرسالة الثانوية(. بمعنى أن المصفاة الانتقائية المبكرة تنتقي مثيرات الرسالة الأساسية ولا تسمح بمرور أي معلومة في النظام المعرفي لم ينتبه إليها الشخص. وتكمن أهمية مرحلة مصفاة الانتقاء في أنها تحمي المراحل التالية من زيادة تحميل المعلومات.
o ت ع بُ ر بعد ذلك المعلومات المنتقاة )الرسالة الأساسية( إلى قناة محدودة السعة تتم فيها عملية التحليل الإدراكي حيث تبدأ في معالجة المعلومات وتحليلها دلاليا، فالمعالجة الدلالية إذن يتم تنفيذها بعد انتقاء المصفاة الرسالة التي تم الانتباه إليها، ثم تصل المعلومات بعد ذلك بشكل واضح للوعي أي للذاكرة اللعاملة لاختيار الاستجابة.
رغم أهمية نموذج برودبنت الذي تمت صياغته في شكل مراحل لمعالجة المعلومات، إلا أنه أثيرت حوله مجموعة من الإشكالات: يتمثل أحدها في كون أن أي رسالة لا يمكن أن تشكل موضوع تحليل دلالي إذا لم يتم الانتباه لها في مرحلة

مبكرة من المعالجة، وهو أمر لم يتفق معه العديد من الباحثين أمثال موراي Moray وترسمان Treisman حيث وضحا بأن الأشخاص يعرفون في بعض الأحيان أن أسماءهم تمثل جزءا من الرسالة الثانوية.

 نموذج آن ترسمان Anne Treisman )نظرية مصفاة التخفيف(
تتفق ترسمان مع نظرية بردبنت ،بأن انتقاء المعلومات المتصلة بالمهمة يتم في مرحلة مبكرة، إلا أن الاختلاف بينهما يكمن في تأكيد ترسمان بأن المعلومات غير المقصودة أو غير ذات صلة بالمهمة يمكن أن تعالج داخل نظام معالجة المعلومات(Onyia, 2008) ، ولا يتم التخلص منها نهائيا كما يذهب برودبنت، فالمعلومات غير المقصودة يحدث لها إضعاف وتخفيف، فمصفاة التخفيف تخفف من المعلومات التي لم يتم الانتباه لها بدل التخلص منها، وفي المقابل يتم تركيز الانتباه على المعلومات المقصودة. تمر المعلومات المقصودة إلى قناة محدودة السعة للمعالجة الدلالية .
تبقى المعلومات غير المقصودة متاحة للمعالجة لاحقا ويمكن الوعي بها .(Strayer & Drews, 2007)
عملت الباحثة تريسمان )عالمة النفس البريطانية( على إعادة نفس التجربة السابقة التي أجراها برودبنت مع إضافة اسم المشارك في مضمون الرسالة الثانوية، فلاحظت قدرة المشاركين على إدراك الرسالة الأساسية بشكل جيد، وعدم تذكر مضمون الرسالة الثانوية باستثناء أسمائهم التي ذكرت في الرسالة الثانوية، وهذا يعني أن المصفاة الانتقائية تم

اختراقها، وهذا ما لم تستطع نظرية برودبنت تفسيره، الأمر الذي دفع تريسمان إلى اقتراح نموذج آخر يتماش ى مع النموذج الأول في بنائه العام، لكن يختلف معه في طبيعة المصفاة )مصفاة التخفيف( كما هو موضح في الشكل التالي:
نظرية مصفاة التخفيفAnne Treisman

يقوم هذا النموذج على فكرة أن الانتباه يخفف من الرسالة الوافدة إلى الجهاز المعرفي ولا يمنعها من المرور بشكل نهائي، ومن تم فالاختلاف بين النظريتين )نظرية برودبنت، ونظرية ترسمان( يكمن في كون النظرية الأولى لا تسمح بمرور

أية معلومة لا ينتبه إليها الجهاز المعرفي، أما في نموذج تريسمان فالأمر يتعلق بتخفيف المعلومات غير المهمة والتي لا تتدخل في إنجاز المهمة المطلوبة، أي أنه يسمح بمرورها، ولكن بجودة أقل. وبالتالي فالانتباه هنا يتعامل مع جميع المثيرات ولكن بدرجات متفاوتة.

 نموذج دوتش ودوتش Deutsh & Deutsh )نظرية الانتقا المتأخر(
يدافع الباحثان دوتش ودوتش في نموذجهما عن فكرة أنه لا وجود لانتقاء مبكر للمعلومات، فالرسائل التي يتم استقبالها عبر الحواس تصل إلى السجل الحس ي، ثم تخضع جميعا لعملية التحليل الإدراكي، إذ يتم تجميع أو تصنيف المعلومات أو عزلها حسب أهميتها بالنسبة للمهمة، حيث يتم انتقاء الرسالة المهمة أو الأساسية ليتم ا لاحتفاظ بها في الذاكرة إلى حين إصدار الاستجابة والشكل التالي يوضح هذه المراحل.

كما هو موضح في الشكل تخضع جميع المعلومات التي تستقبلها الحواس سواء المعلومات المقصودة أو غير المقصودة للتحليل الإدراكي بشكل متوازي وتحظى كلها بمعالجة دلالية، وينصب دور الانتباه على انتقاء الاستجابة )الأكثر أهمية(

وهو انتقاء متأخرا لحسم التنافس بين البدائل الممكنة للاستجابة وكبح الاستجابات غير المتصلة أو غير الملائمة للمهمة، يقوم هذا التصور على أن الانتقاء يتم في مرحلة اتخاذ القرار واختيار الاستجابة الملائمة. (Porporino,
)6002
في ضوء ما سبق يمكن القول بأن الاختلاف بين النظريات الثلاث يكمن بالضبط في تموقع وطبيعة مصفاة الانتقاء. حسب نظرية برودبنت يتم انتقاء المعلومات مبكرا، ويحدث الانتقاء بشكل صارم حيث لاتسمح المصفاة بمرور كل المعلومات بل فقط المعلومات المقصودة، وانتقاء المعلومات يسبق التحليل الدلالي. بالنسبة لتريسمان

رغم اتفاقها مع برودبنت على أن ا لانتقاء يتم مبكرا، إلا أنها تختلف معه فيما يخص طبيعة مصفاة الانتقاء، فهي ليست كما اشار برودبنت صارمة، بل إنها خفيفة تسمح للمعلومات بالولوج إلى النظام، إلا أن المعلومات غير المقصودة لا يتم منعها نهائيا كما هو الحال في نموذج برودبنت، بل تعالج مقارنة مع المعل ومات المقصودة بجودة أقل. على خلاف النظريتين السابقتين يتبنى دوتش ودوتش في نظريتهما فكرة تأخر الانتقاء، فالنظام يسمح بولوج المعلومات والانتقاء لا يتم إلا في مرحلة متأخرة بعد التحليل الدلالي.

2.2. اضطرابات الانتباه: اضطراب نقص الانتباه/فرط الحركة حسب DSM5-TR

يعتبر اضطراب نقص أو قصور الانتباه مع أو بدون فرط الحركة Trouble déficit de l’attention avec ou sans )hyperactivité: TDAH) من بين الاضطرابات العصبية النمائية الأكثر تشخيصا في مرحلة الطفولة، فهو يشمل بدون استثناء مختلف الثقافات، ويصيب مابين 1% و21% من الأطفال المتمدرسين في جميع دول العالم بما في ذلك المغرب، وهو يمس الذكور أكثر من الإناث بثلاثة أضعاف، والأطفال أكثر من الراشدين.
ويتمظهر اضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط الحركة حسب الدليل التشخيص ي وا لإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية النسخة المنقحة DSM5-TR في مجموعة من الأعراض.
A. نمط مستمر من عدم الانتباه و/أو ف رط الحركة ـ الاندفاعية يتداخل مع الأداء أو النمو. كما يتظاهر ب) 2( و/أو
:)1(
2. أعراض عدم الانتباهInattention :
لكي يتأكد المختص من وجود اضطراب، لا بد أن يعاني الفرد 1 أعراض من الأعراض 1 التي سنأتي على تقديمها لمدة 1 أشهر على الأقل لدرجة لا تتوافق مع المستوى النمائي والتي تؤثر سلبا وبشكل مباشر على أنشطته الاجتماعية والدراسية والمهنية.
2. غالبا ما لاينتبه للتفاصيل أويرتكب أخطاء دون مبالاة في الواجبات المدرسية، أو أثناء العمل أو في أنشطة أخرى
)مثلا إهمال، أو عدم ملاحظة التفاصيل، العمل غير دقيق.(

1. 
   

   غالبا ما يصعب عليه المحافظة على انتباهه في أداء العمل أو في ممارسة الأنشطة )مثلا يجد صعوبة في الاحتفاظ على التركيز خلال المحاضرات، المحادثات ،أو قراءة نص طويل.(

   
   


2. 
   

   غالبا ما يبدو غير مصغ عند توجيه الحديث إليه مباشرة. )يبدو وكأن عقله في مكان آخر مثلا، حتى عند غياب أي ملهي واضح.(

   
   


3. 
   

   غالبا لا يتبع التعليمات، كما لا يتمكن من إنهاء الواجب المدرس ي أو الأعمال الروتينية اليومية، أو الواجبات المهنية )يبدأ المهام مثلا ولكنه يفقد التركيز بسرعة، كما يتلهى بسهولة.(

   
   


4. 
   

   غالبا ما يكون لديه صعوبة في تنظيم المهام والأنشطة )الصعوبة في تدبير المهام المتتابعة التي يستدعي إنجازها عدة مراحل، صعوبة الحفاظ على الأشياء والمتعلقات الشخصية كتنظيم وثائقه وأغراضه، فوضوي، يفتقد لحسن إدارة الوقت، والفشل في الالتزام بالمواعيد( .

   
   


5. 
   

   غالبا ما يتجنب أو يكره أو يتردد في الانخراط في المهام التي يستدعي إنجازها مجهودا ذهنيا متواصلا )كالواجبات المدرسية والمنزلية، مثلا عند المراهقين الأكبر سنا وعند البالغين كتابة تقرير أو ملء أو تحليل مقالة طويلة أو مراجعة طويلة(.

   
   


6. 
   

   غالبا ما تضيع منه أغراضا ضرورية لممارسة عمله أو أنشطته )مثلا ا لأدوات المدرسية، والأقلام ، والكتب، والمحافظ ، والمفاتيح ، والوثائق ، والنظارات، والهواتف النقالة.(

   
   


7. 
   

   غالبا ما يسهل تشتيت انتباهه بمثيرات خارجية )المراهقين، والبالغين ،قد تتضمن أفكارا غير ذي صلة(.

   
   


8. 
   

   كثير النسيان في الأنشطة اليومية )مثلا الأعمال الروتينية االيومية، إنجاز المهام، للمراهقين وعند البالغين ، دفع الفواتير،، المحافظة على المواعيد(.

   
   


9. 
   

   أعراض فرط الحركة والاندفاعيةHyperactivité et impulsivité يتم التعرف على الاضطراب إذا استمرت ستة من الأعراض التي سيتم ذكرها مدة ستة أشهر على الأقل ،لدرجة لا تتوافق مع المستوى النمائي، وأن يؤثر ذلك سلبا وبشكل مباشر على الأنشطة الاجتماعية، والدراسية، والمهنية.

   
   


10. 
    

    غالبا ما يحرك يديه أوقدميه أويتلوى في مقعده .

    
    


11. 
    

    غالبا ما يغادر مقعده في الوضعيات التي تتطلب منه الجلوس )ترك مقعده في القسم، أو في المكتب أو في أماكن العمل الأخرى، أو في الوضعيات التي تتطلب منه أن يكون جالسا(.

    
    


12. 
    

    غالبا ما يركض أو يتسلق أي ش يء في وضعيات غير ملائمة )قد يقتصر الأمر عند المراهقين أو البالغين على إحساسات الشعور بالانزعاج(

    
    


13. 
    

    غالبا ما يجد صعوبة في الاحتفاظ على هدوئه أثناء اللعب أو أثناء الانخراط في النشاطات الترفيهية.

    
    


14. 
    

    غالبا ما يكون متحفزا أو يتصرف كما لو أنه "مدفوع بمحرك" )لا يرتاح للثبات أ الهدوء في أي ش يء معين لفترة مطولة ، يشعر بعدم الراحة في المطعم، أو اجتماع، وقد ينظر إليه الآخرون على أنه غير صبور(.

    
    


15. 
    

    غالبا ما يتحدث بإفراط.

    
    


16. 
    

    غالبا ما يندفع للإجابة قبل اكتمال طرح الأسئلة )مثلا يكمل جمل الآخرين، ولا ينتظر دوره أثناء الحوار.(

    
    


17. 
    

    غالبا ما يجد صعوبة في انتظار دوره )عند الانتظار في الطابور مثلا( .

    
    


18. 
    

    غالبا ما يقاطع حديث الآخرين أو يقحم نفسه في شؤونهم )اقتحام المحادثات، أو الألعاب، أو الأنشطة، يمكن أن يستخدم أشياء الآخرين دون طلب الإذن، بالنسبة للمراهقين والبالغين قد يتدخل أو يستولي على ما يفعله الآخرون(.
    B. وجود بعض أعراض فرط الحركة ـ الاندفاعية أو أعراض عدم الانتباه قبل عمر 21سنوات.

    
    

C. وجود أعراض فرط الحركة ـ الاندفاعية أو أعراض عدم الانتباه في بيئتين أو أكثر )مثلا في المدرسة، والعمل، والمنزل(.
D. يوجد دليل صريح على تداخل الأعراض/أو أو إنقاصها لجودة الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني.
E. لا تحدث الأعراض حصرا في سياق الفصام، أو أي اضطراب ذهاني آخر ولا تفسر بشكل أفضل باضطراب عقلي آخر )مثل اضطراب المزاج، أو اضطراب قلق، أو اضطراب الشخصية.( حدّد فيما إذا كان:
 اضطراب عجز الانتباه/فرط الحركة النمط المشترك: إذا تحقق المعيار A1 )عدم الانتباه( وA2 )فرط الحركة ـ الاندفاعية( لمدة ستة أشهر مضت.
 اضطراب عجز الانتباه/فرط الحركة، سيطرة نمط عدم الانتباه: إذا تحقق المعيارA1 )عدم الانتباه( ولم يتحقق المعيار الثاني A2 )ف رط الحركة ـ الاندفاعية( في الأشهر الستة الماضية، حيث يتم التشخيص بتشتت الانتباه من دون أعراض فرط الحركة.
 اضطراب عجز الانتباه/فرط الحركة، سيطرة نمط فرط الحركة ـ الاندفاعية: إذا تحقق المعيار A2 )فرط الحركة ـ الاندفاعية( ولم يتحقق المعيارA1