لخّصلي

تعرف فلسفه التربيه على انها التفكير الحاسم في القضايا التربوية التعليميه، اذ تعتبر الفلسفه بالمطلق تفكيرا نظريا
منظم، في الكون والانسان و نقصد بذلك التعمق في التفكير والتأمل، فهي الجهود المعرفيه لتحليل النشاط الانساني بكل
اصنافه، أما التربيه فهي عمليه تكوينيه، لاعداد الفرد وتنميه قدراته من كل الجوانب (الجسديه الروحيه العقليه والعلميه)،
وكل ما هو مهم لتكييفه مع الواقع، و بالتالي تعد فلسفه التربية التحليل والنقد ومناقشه المسائل التربوية التعليميه ومشكلاته
ومن بين القضايا التربوية التعليميه: النظريات التربويه، طرق التعلم، المناهج التربويه ادارة التعليم تخطيط اقتصاديات،
التعليم الإصلاحات التربويه، مسايره العصر وتحولاته العلميه.
تعتبر فلسفه التربيه مخبرا لتحليل، تلك القضايا ومستجداتها على المستوى المحلي و العالمي، الهدف من ذلك الرقي
بالتعليم و التربيه لمواكبه التغيير لصالح الفرد و المجتمع.
و يقصد بالفلسفه ، الحكمه وهذه الاخيره ليست نفعيه أي ما نفهمه في اللغه العاديه بحسن التدبير والقول ولكن المقصود
منها قبل كل شيء التعمق في التفكير، ويعني ذلك أن الفيلسوف هو الشخص الذي يتحرر مما يشده الى الواقع اليومي
وينسلخ من خضم الحياه لينصرف الى التفكير في شؤون الكون والحياة، وفي الانسان ومصيره ،وهدفها من ذلك البحث
عن الحقيقه في كل المجالات.
الفلسفه بصفه عامه عرفت مراحل في التأمل في الحياه ضمن اطر مختلفة عبر الثقافات ، نجد ان التفكير الفلسفي في
اطار الفلسفه اليونانيه وهي الاكثر والاعرق تداولا عند التطرق الى تاريخ الفلسفه و كانت في مراحلها الاولى اسطوريه
وعلى سبيل المثال الفيلسوف طاليس، الحكماء السبع مؤسس نظريه فلسفيه تعتبر الماء اصل الكون وبرزت بعدها في
اليونان دائما في القرن السادس قبل الميلاد إلى ظهور مفكرين فلاسفة، يستخدمون المنطق عند البحث في الظواهر،
لكشف مبادئ الحقائق، و يصطلح عليها بالرياضيات، من خلال استخدام العقل وهذه المرحله التاريخيه تعتبر لدى مؤرخي
هي
المرحلة الفاصلة في كون مواضيع الفلسفه الحاليه، امتداد لها باستخدامها، التحقيق والبحث العميق في
الظواهر المختلفه للحياة واقع يلامس الحقيقه رغم تعقيداتها وبذلك تعد المراحل التاريخيه لتطور الفلسفه الغربيه من المرحله
الفلسفه
السوفسطائيه واللاهوتية، الى مرحله العقلنه والبحث عن الحقيقه، وذلك منذ الفلسفة اليونانيه الى الفلسفه الغربيه بصفه
عامه والاوروبيه بصفه خاصه وبما ان كل العلوم وبدون استثناء، حسب التقسيم الغربي لفتراتها التاريخيه تعد فلسفه التربيه
احدى العلوم التي انتجت من صلب الفلسفة فالتربية والتعليم كموضوع للفلسفه لا تقتصر على تحقيق تلاؤم البيئه بل
تسعى الى تحقيق افضل تلاؤ م ممكن لحاجات الانسان فهي تنمو وتتسع باستمرار و بالتدريج ، بحسب متطلبات
المراحل التي يمر بها، منذ الولاده الى النضجه.
عرفت الفلسفه التربيه عبر المراحل التاريخيه لتطور العلوم نقله يمكن حصرها في اطار التقسيم التاريخي لتطور العلوم
تعرف بالمراحل التاريخيه لنشاة العلوم بصفه عامة، التي تأسست مع الفلسفه في مراحلها القديمه والمراحل انفصال العلوم
عن الفلسفه و تشكل العلوم الحديثه مع عصر النهضة الاوروبيه وتبيعات تطورها عبر التاريخ.
فلسفه التربيه كعلم قائم بذاته تأسس كبقيه العلوم مع ذلك الانفصال المعروف في التاريخ البشري مع بدايه القرن 17
والقرن18 مفهوما علميا باعتباره، التفكير العلمي بالربط بين الظواهر المدروسه والواقع .