لخّصلي

تعيش الدولة الحديثة مرحلة من التطور والإنطلاق فرضها التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور الإجتماعي الذي انعكس على كافة نشاطاتها. وأدى هذا التطور والتقدم إلى اتساع نطاق عمل الدولة، والنمو المطرد في نشاطاتها التي امتدت إلى ميادين وقطاعات متعددة كالصناعة والتجارة والعمل والإسكان والخدمات الأخرى ... ومن هنا وصف الدولة الحديثة بأنها دولة الإدارة (Administrative state) التي تسعى جاهدة من أجل تحقيق رفاهية المواطنين ورخائهم في شتى المجالات. وقد فرض ذلك على الإدارة في الدولة الحديثة أن تكون قوية ومتقدمة لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي أوجدهاالتطور، حتى اصبح من المؤشرات التي تدل على تقدم الدولة مدى تقدم ادارياً، ذلك لأن سر تنمية الدول لم يعد يكمن فى مقدرتها على استخدام ثرواتها، وإنما أيضا فى كيفية : تخدامها المقوى البشرية وحملها على اكتشاف

وتفجير كل الطاقات الخلاقة والمبدعة لديها
وقد أدى التطور السريع الذي تعيشه الإدارة الحديثة، واتساع درمان في ظل دولة الإدارة - إلى ازدياد حاجتها إلى إدارة ديناميكية مرنة، الاول على مواجهة التحديات، وإلى نوع من الأفراد لديهم الفن في ادارة المال الإدارى، ليكونوا قادرين على القيام بواجباتهم بقطنة وروان وكفاءة ) وإخلاص، فازداد الطلب بالتالي على الكفاءات القادرة على نار عملية التنمية، ودفع التنظيم الإداري إلى أعلى درجة ممكنة من الكفاران الإنتاجيةومن هنا أصبحت حاجة الإدارة ملحة - كما يقول «أوردوي تيد (O. Tead) () - إلى أن يكون أولئك الذين يتولون إدارة التنظيمات الإدارية أكثر من مجرد ممارسين للسلطة . وأصبحت التنظيمات الإدارية أحوج إلى ماهو أكثر من أن تُدار (Administered) فهي تحتاج إلى أن تقاد To be led) ، لأن العلاقات الإنسانية السليمة بين القائد ومرؤوسيه أصبحت ألزم لتحقيق استجابة المرؤوسين من الأوامر، وأقوى من الإتصالات الروتينية التي يتبعها المديرون .

إلا أن ندرة الموظفين من ذوي الكفاءات القيادية الذين يصلحون المراكز القيادة، أو الذين يمكن تأهيلهم لهذه المراكز - ليواجهوا المسؤوليات والمهام القيادية الهامة هي التي أدت إلى ظهور مايسمى بالثورة الإدارية للبحث عن طريقها الحصول على المرؤوسين عن الوسائل التى تستطيع القادة الأكفاء، ومحاولة اكتشاف الإعداد وتدريب الصفوة من الإداريين القادرين على رقم ومن هنا اهتمت أغلب الدولة المتقدمة والله برامج تهدف إلى شحذ المهارات الإدارية للموظفين الذي ترى قدرات قيادية، ومحاولة إكمال عدتهم من الخبرة العملية والعلمية بالنظرة الشاملة حتى تتسع آفاقهم في التفكير للنهوض بأعباء المليار الإدارية المعقدة في الدولة الحديثة .

ويرى - بعض كتاب الإدارة أن من الأسباب التي أدنالحاجة للقيادات الإدارية في التنظيمات الإدارية الحديثة: ارتقاء مستوى التعليم والثقافة للعاملين فيها، وضرورة استجابة القائد الإداري لمطالب الجماهير والجماعات الضاغطة التي تفرض ضغوطاً على القادة الإداريين، وما أدى إليه التخصص والتحول نحو التكنوقراطية (Technocracy) - أو مايسمى بتحكم فئة المتخصصين أو الفنيين في الإدارة - من ضرورة اكتساب القائد الإداري للمهارات العلمية والفنية التي تمكنه من قيادة العاملين في فروع التخصص المختلفة ... يضاف إلى ما سبق - من أسباب ما شهدته الإدارات الحكومية في الدول المتقدمة من غلو في التخصص وبيروقراطية في الإجراءات، وما اقتضته ضرورة التغلب على كل العوامل والإجراءات التقليدية التي تعاني منها الأجهزة الإدارية في الدول النامية، والتي تحد من الكفاءة الإدارية لدى القادة الإداريين