لخّصلي

‎مقدمة وإشكالية الدراسة

‎حددت منظمة الصحة العالمية الأمراض غير السارية مثل مرض السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية على أنها تهديد كبير للاقتصادات والمجتمعات، حيث تتسبب الأمراض غير السارية في 73% من جميع الوفيات وكان ذلك سنة 2017 (2020 .Cleven et al). ويعزي 28,8 مليون حالة وفاة إلى عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم و ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (2018) The Lancet. عادة ما تتطور الأمراض غير المعدية على فترة زمنية طويلة وتتأثر بالسلوكيات الصحية للفرد ويمكن الوقاية منها عن طريق تقليل عوامل الخطر الأيضية مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن والسمنة وارتفاع السكر في الدم وكذلك عن طريق تقليل عوامل الخطر السلوكية مثل التبغ وتعاطي الكحول والنظام الغذائي الغير صحي وقلة النشاط البدني (forouzanfar et al .2016).

‎وفي إحدى تقارير منظمة الصحة العالمية (2019) يعتبر قلة النشاط البدني أحد عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير

‎السارية والوفاة في جميع أنحاء العالم فعلى الصعيد العالمي يعتبر 1 من 4 غير نشط ، كما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد

‎من خطر الإصابة بأمراض القلب والدماغ والكلى وغيرها من الأمراض ويظهر في 1 من 4 رجال و 1 من 5 نساء حسب إحصائيات العالم 2015 . وأظهرت نتائج المسح الحالي أن 1 من 6 من الذين تتراوح أعمارهم (45) - 64 ) سنة يعانون من
‎ارتفاع ضغط الدم المرتفع ( SBP>140 و DBP>90 مم زئبقي) .

‎كما تزيد السمنة من الاحتمال بالإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية ، ويعاني

‎الأفراد المصابين بالسمنة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بزيادة خطر الإصابة بتضخم البطين الأيسر وهو عامل

‎خطر للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية (2009) Richard Re)، وفي ظل مما جاء أظهرت العديد من الدراسات

‎العلمية والأبحاث فائدة النشاط البدني في الوقاية الأولية من السكري وأمراض القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم بما في

‎ذلك السمنة مثل دراسة كوكس 1997 1997 Cox) والتي أشارت إلى أن التفسير الفسيولوجي لاستخدام النشاط البدني

‎العلاج أمراض القلب قد يكون له علاقة بزيادة وتحسين وظائف الجهاز الدوري دون إحداث ضغوطات على وظائف

‎البطين الأيسر وزيادة نسبة الكوليستيرول الحميد (HDL) وحساسية الأنسولين والتقليل من الدهون وخفض ضغط

‎الدم (ملحم 2011، صفحة (14) ويشير مانسون وزملاؤه 1992 Manson et al) إلى أن النشاط البدني له تأثير واضح

‎في حفض خطورة مرض السكر حيث كشفت نتائج دراسته أن ممارسة النشاط البدني بمعدل خمس مرات أسبوعيا

‎يقلل الإصابة بمرض السكر بنسبة 42% مقارنة مع غير الممارسين للأنشطة ويضيف فرانكلين 1995 Franklin) إلى أن

‎الكثير من الدراسات العلمية أشارت إلى أن النشاط البدني له نفس تأثير الأنسولين على الأفراد المصابين بمرض السكر

‎ويساعدهم في دفع السكر في الدم إلى الخلايا العضلية واستخدامه بكفاءة عالية (ملحم 2011، صفحة (33) في حين

‎أجمع كل من (Battista et al) و (Batacan et al) في دراسة كل واحد منهما أن النشاط البدني فعال في تحسين بعض

‎عوامل خطر الاستقلاب على صحة القلب والأوعية الدموية لدى البالغين الذين يعانون من السمنة خاصة والتقليل من الدهون داخل الكبد ( 2021 .Batacan et al. 2017: Battista et al) ولكن ما يزال السؤال مطروحا ما إذا كانت المستويات العالية من النشاط البدني لها تأثير وقائي أكبر من النشاط البدني المعتدل في تأثيرها على تقليل عوامل خطر مرض السكر وأمراض القلب والسمنة لدى البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم . وهنا أوضح (Sobngwi et al) أن الفائدة الناجمة عن زيادة مستويات النشاط البدني كان اتجاهها دائما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر ومؤشر كتلة الجسم وضغط الدم والتقليل من اضطرابات القلب والأوعية الدموية (2002) .Sobngwi et al). ولكن يبقى انخفاض خطر الأمراض الاستقلابية مرتبط بمستويات النشاط البدني لكل فرد خاصة لدى البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم . ومن هذا المنطلق ارتأينا محاولة إلقاء الضوء على علاقة هذه الأمراض بمستويات النشاط البدني لدى الأفراد المصابون بارتفاع ضغط الدم المرتفع وإبراز فوائد مستويات النشاط البدني ، وتغيير سلوك الأفراد للوصول إلى مجتمع صحي يتمتع

‎أفراده بنمط حياة صحية وسليمة