لخّصلي

كانت تبدو وكأنَّ الهدوء يسكنُ جوفها، لعلّ خلفَ ذاك الهدوء حربًا عارمة. في كلِّ يوم تزدادُ ملاحظتي، كنتُ أضعُ فيها قضايا وليست كُتب. لما أشعرُ أنّها تخوضُ حروبًا؟ وحتى مع صديقاتها كنتُ أراها الأكثر هدوءًا، لا أدري أيُّ نوعٍ من الكُتبِ هذا، ولكن حتى الكتاب يبدو هادئًا بصفحاتهِ المتراكمة. عُدتُ أنا وخافقي الذي ينبض فرحًا. وهذه المرة أعددتها مُرّة؛ في بداية الأمر ظننُت ذلك الاسم اسمًا لفتاة، ولكنّ المفاجئة تكمن في أنّه اسمٌ لهرمون!! لكنّها تختلف حتّى في قراءة الكتب! قمتُ بالبحث عن ذلك الشيء الغريب والنتيجةُ كانت: أدرينالين _ذلك الهرمون الذي يُنتَج في الجسم في حالة التعرُّض لمواقف تُهدِّد الحياة، ولكن المرءُ يقعُ على شاكليه، رغم أنّي لا أخوضُ في المواضيع التي تستدعي معلومات طبية كثيرة، للتو شعرتُ أنّها تنتقي الكتبَ بعناية، نعم يحدثُ ذلك أنْ يبحث المرء عن نفسهِ في مكانٍ ما، هل حقًا وجدت نفسها في ذلك الهرمون؟ وأتعجبُ كيف مضى وقتي هكذا في القراءة عن الأدرينالين!

نعم رأيتُ ذلكَ بها...أو ربما أحسستُ بملازمتِهِ إيّاها.
كانت تبدو وكأنَّ الهدوء يسكنُ جوفها،وما أدراني،لعلّ خلفَ ذاك الهدوء حربًا عارمة.
كانتْ بمعزلٍ عن الجميع،في كلِّ صباح أجدُّ ذلك الكوبُ في يدها،لعلها قهوة مُرّة.
تجلسُ بعيدًا عن الأَزَمات،لا أدري أهوَ رُهابٌ أم ماذا؟
في كلِّ يوم تزدادُ ملاحظتي،لماذا كلُّ هذا الغموض؟
حتمًا حقيبتي التي أرتديها،كنتُ أضعُ فيها قضايا وليست كُتب.
لما أشعرُ أنّها تخوضُ حروبًا؟
وحتى مع صديقاتها كنتُ أراها الأكثر هدوءًا،الأكثر حياءً،والأقلُ حديثًا،والأجملُ ابتسامةً.
كانتْ جليسة الكتاب،لا أدري أيُّ نوعٍ من الكُتبِ هذا،ولكن حتى الكتاب يبدو هادئًا بصفحاتهِ المتراكمة.
وربما استطعتُ أنْ أعرف اسمه،وهو كتاب يُدعى (أدرينالين)،فرحتُ حقًا حين وصلتُ إلى نتيجة لقضيةٍ ما.
عُدتُ أنا وخافقي الذي ينبض فرحًا.
جلستُ لأستريح قليلاً،لكن لا وقت للراحة الآن،إنّها قضية!وينبغي أنْ أصلَ إلى نتيجة.
أدرينالين!!حقًا كما توقعت غموضٌ في غموض،حتّى اسمُ الكتاب يبدو غريبًا لبعض الشيء.
أنرتُ المصباح ليلاً،وأحضرتُ القهوة،وهذه المرة أعددتها مُرّة؛لأحلّ القضية!
أدرينالين..أدرينالين..!
في بداية الأمر ظننُت ذلك الاسم اسمًا لفتاة،أو بطلة في القصص التي تُروى لنا،أو ربما طفلة ضائعة.
ولكنّ المفاجئة تكمن في أنّه اسمٌ لهرمون!!
توقعتُ أنَّ اهتماماتُها كباقي الفتيات،يبحثنَ عن الكتب الدرامية نوعًا ما.
لكنّها تختلف حتّى في قراءة الكتب!

قمتُ بالبحث عن ذلك الشيء الغريب والنتيجةُ كانت:
أدرينالين _ذلك الهرمون الذي يُنتَج في الجسم في حالة التعرُّض لمواقف تُهدِّد الحياة، أو عند الإحساس بالخطر، أو الحماس، أو التعرُّض للقلق،أو التوتر والخجل _ !!

أحببتُ هذا حقًا!!
لم أعلم أنّها تكترثُ لقراءة المواضيع الطبيّة،ولكن المرءُ يقعُ على شاكليه،ربما وجدتْ نفسها حائرة في ذلك الكتاب،ضاحكة بخجل،مُتمعنة بحدة.
استمرت أبحاثي عن ذلك الهرمون،رغم أنّي لا أخوضُ في المواضيع التي تستدعي معلومات طبية كثيرة،لكن كونها قضية،فأنا أحتاجها.

للتو شعرتُ أنّها تنتقي الكتبَ بعناية،لتعرف المزيد،أو لتبحثَ عن نفسها بالكُتب،نعم يحدثُ ذلك أنْ يبحث المرء عن نفسهِ في مكانٍ ما،أو ربما في شخصٍ ما،ولكن هل وجدت نفسها في أدرينالين؟!
هل حقًا وجدت نفسها في ذلك الهرمون؟
أتعجب من هذا!
وأتعجبُ كيف مضى وقتي هكذا في القراءة عن الأدرينالين!
سأذهبُ إلى النوم،فغدًا قضيةٌ جديدة.