لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

ولد كارل روجرز في عام 1902 في ولاية الينوي بالولايات المتحدة الامريكية وتربى في عائلة صارمة جدا أخلاقيا ودينيا ، فوالدا جدا في نظرتهم الدينية والأخلاقية وهما يؤمنان بان لا شيء يمكن الحصول عليه الا بحب العمل والجدية فيه ، واعتبرا العمل خير وسيلة علاجية للضجر والملل فغرسا في نفس طفلهما كارل حب العمل والمثابرة. فيما كانت علاقاتهم الاجتماعية محدودة للغاية ، ولهذا لم تكن لكارل روجرز حياة اجتماعية خارج حدود البيت ، بانه كان في طفولته خجولا وحساسا وغير اجتماعي ، وشجعه والده على تربية الحيوانات من اجل الربح المادي ، فقام بتربية افراخ الدجاج والحمام وغيرها واخذ يتجول في الغابات فاكتشف نوعا من العث وقام بتربيته ومقارنته بانواع أخرى منه ، واعتقد بان تجاربه هذه علمته الاحترام الواعي للعلم والطرق التي ينبغي ان تستخدم في حل المشكلات (Rogers ، غير انه تحول عن هدفه هذا بعد اقل من سنتين الى دراسة الدين بفعل تأثيرات تنشئته الاجتماعية في عائلته ، واخبر والديه بانه من هذه اللحظة قد حرر نفسه من اسلوبهما في التفكير وانه يجب على الفرد ان يعتمد أساسا على خبرته الشخصية ، والتحق روجرز بكلية المعلمين في جامعة كولومبيا لدراسة علم النفس السريري (العيادي) وعلم النفس التربوي فشغف كثيرا بالمؤلفات والأبحاث النفسية ، واصل دراسته فحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1931 ، وكان في اثناء دراسته الأخيرة هذه يعمل في معهد لارشاد الأطفال حيث كان العلاج فيه يتم وفق الأساليب الفرويدية ثم عمل في مركز اخر مماثل غير ان العلاج النفسي فيه كان يتم باساليب مختلفة ، مما شجعه على تبادل الآراء وحرية المناقشات الفكرية في الارشاد والعلاج النفسي ، واحس روجرز بالتناقض بين الأسلوب الفرويدي في الفكر والتطبيق ، وبين الأسلوب القائم على المنهج الاحصائي الذي درسه في كلية المعلمين على يد عالم النفس المعروف ثورندايك. وعمل روجرز أستاذا لعلم النفس في جامعة اوهايو في عام 1940 ، وبعد سنتين اصدر كتابه المهم في الارشاد والعلاج النفسي (Rogers ، 1942) وأوضح في مؤلفه هذا وجهة نظرة في العلاج النفسي ، بعدها انتقل روجرز ليعمل أستاذا لعلم النفس في جامعة شيكاغو في عام 1945 ، ثم انتقل الى جامعة وسكنس ، خلال الفترة من عام (1957- 1963) التي قضاها كاستاذ لعلم النفس والطب النفسي في جامعة وسكنس ، قاد روجرز مجموعة من الباحثين لاجراء دراسات مستفيضة في الفصام (الشيزوفرينيا) وفي عام 1963 سافر الى كاليفورنيا ليعمل في معهد للدراسات السلوك واضافة الى نشاطاته الاكاديمية هذه كان روجرز يكتب العديد من المقالات والأبحاث والمؤلفات فحصل على جائزة لكونه اكثر علماء النفس المنتجين في الكتابة ، كما انه كان قد انتخب في عام 1946 رئيسا لجمعية علماء النفس الامريكيين. تقوم نظرية روجرز في الارشاد والعلاج النفسي وفي الشخصية على عدد من المبادئ والمفاهيم الأساسية يمكن ايجازها بالاتي : المجال الظواهري : الظواهرية او الظاهراتيه Phenomenology هي أسلوب في علم النفس يركز على الكيفية التي يدرك بها الشخص ويعبر عن ذاته وعالمه (Petvin ، الذي يؤكد على ان الناس يجب ان يفهموا على أساس الكيفية التي ينظرون بها الى انفسهم والعالم المحيط بهم (Rogers ، 1961) وطبقا للمواقف الظواهري الذي طرحه روجرز منذ عام (1947) فان الفرد يدرك perceive العالم بطريقة متفردة ، أي تلك التي يكون الفرد عارفا بها ، وتلك التي لا يكون عارفا بها ، وخاصة بالنسبة للناس الاسوياء هي المدركات الشعورية. هذا يعني ان العالم بالنسبة لروجرز عالم ذاتي ظواهري ، الا ان تأكيده عليها صاغه بالشكل الذي يريد ان يقول فيه بان لكل فرد منا عالمه او واقعه الخاص جدا به ، وانه لا يمكن فهم هذا العالم الخاص بالفرد الا بالقدر الذي يسمح هو لنا بذلك. وخبراته الحاضرة المباشرة منها بشكل خاص التي يكون الفرد واعيا بها ، وبالرغم من ان المجال الظواهري هو أساسا عالم خاص بالفرد فاننا نستطيع يقول روجرز (1947) ان نحاول ادراك هذا العالم كما يبدو للفرد وذلك بالأسلوب العيادي Clinical لنرى بعيني ذلك الفرد المعنى النفسي لعالمه ، وقد علق روجرز في كتاباته اللاحقة (1964) على الظواهرية كاساس في العالم الذي ينبغي ان يفهم الفرد في ضوئها ، او محاولة فهم المجال الظواهري لشخص اخر (الشماع ، واكد على استعمال الأنواع الثلاثة أعلاه في دراسة سلوك الافراد ، اشرنا الى ان المجال الظواهري يعني مجموعة الخبرات او المدركات التي يعرفها الشخص نفسه وتشكل عالمه الذاتي الخاص به ، والخبرة تشكل مفهوما مركزيا في نظرية روجرز ، ورغم وهي ذات أهمية بالغة جدا في تشكيل الشخصية ، ويتكون الشعور وفقا لروجرز ما يمكن ترميزه (تحويله الى رمز) من المدركات والخبرات. واذا ربطنا الخبرة بالمجال الظواهري نستطيع ان نستنتج بان الانسان يستجيب وفقا لطبيعة خبراته التي يحتويها محاله الادراكي الظواهري ، فالواقع عنده هو ما يدركه انه الحقيقه بصرف النظر عن ان هذا الواقع هو حقيقة ام لا ، الذات : ص : 200) ، me , and myself فانا (1) حين يتكلم الفرد لنفسه عن نفسه ، ونفسي myself عندما يتكلم الفرد عن نفسه لشخص اخر وعندما يتكلم الفرد لنفسه فهنا يتكلم (I) عن (me). ان مفهوم الذات له تاريخ طويل في علم النفس واستخدام بطرق مختلفة وقد لاحظ هول ولندزي (1978) ان الذات جرى تعريفها في بعض الحالات على انها اتجاهات الشخص ومشاعره نحو نفسه ، كائن عقلاني بناء : لقد أوضح روجرز وجهة نظره بصراحة بخصوص الانسان ، وهي وجهة نظر تقف بالضد من وجهة نظر فرويد ، فلقد نظر فرويد الى الانسان وكما مر بنا في فصل سابق – على انه كائن غير عقلاني وانه مزيج من الانسان والحيوان لانه يشترك مع الحيوان في نشاطاته السلوكية المتعلقة باشباع حاجاته التي تحفظ له توازنه وحاجاته الى الحفاظ على النوع ، وأعطى فرويد الأهمية الأساسية للدوافع الجنسية ولغريزة العدوان واكد على الوراثة من اجل فهم سلوك الانسان. بناء Constructive وانه يتطور الى الامام في نموه وينطق روجرز من فكرة الفرد هي في جوهرها إيجابية وانه لدينا ميل فطري للنمو ولتحقيق وجودنا وشخصيتنا وكل ما نستطيع ان نكون قادرين عليه ، وانه لشيء طبيعي ومحتوم على الانسان ان ينمو ويتقدم الى الامام ، ويكون واعيا لذاته ويعمل على تسهيل نموه وتحقيقه. ص : 113). واننا طبقا لفرويد – يقول روجرز – غير متربين اجتماعيا وهدامين او مدمرين لذواتنا وللاخرين ويعلق روجرز على ذلك بقوله اننا قد نتصرف على هذه الشاكله أحيانا ولكننا سنكون في هذه الحالة عصابين وليس بشرا متطورين بشكل جيد. ويقول روجرز انه تجري أحيانا مقارنات بين سلوك الحيوانات وسلوك البشر بهدف ابراز أوجه شبه بين الصنفين ، ويعلق على ذلك بقوله انه لاحظ ان الأسود التي ينظر لها على انها حيوانات مفترسة تمتلك خصائص مرغوبة فهي لا تقتل الا عندما تكن جائعة وليس سبب طبيعة تدميرية كما يعتقد البعض ، 1961). وينتبه روجرز الى ان نظرته هذه قد يصفها البعض بانها تفاؤلية بدائية ، نظرية روجرز في الشخصية : لم تكن نظرية روجرز أصلا نظرية في الشخصية ، ص : 335) ، وبدا روجرز من هذه المرحلة فترة الثلاثينات بصياغة بانه يجري تثمينه من قبل والديه فانه سيشعر بالرضا ولا يكون بحاجة الى انكار خبراته اما اذا كان لا يحصل على تقدير إيجابي فيؤدي به ذلك الى الإحباط ، فعندما لا تستحسن الام سلوك ابنها فان الطفل سيدرك ذلك على انه عدم استحسان لجميع جوانب شخصية (ذاته). ومرت هذه المفاهيم والمبادئ بالكثير من التعديلات سواء عن طريق الخبرة المتأنيه في العلاج النفسي او البحوث الكثيرة التي اجراها هو ومساعدوه ونشاطاته وجهوده العلمية في المدارس والصناعة ، ودراساته التي تناولت العلاقة بين الاجناس والحضارات. ولقد تركز اهتمامه في البدء على ثلاثة أمور هي : الكيفية التي يدرك بها الناس عالمهم ، وعملية تغيير السلوك. واذا قارنا نظريته بتوكيدات نظرية التحليل النفسي لفرويد التي اكدت على الدوافع والغرائز واللاشعور وخفض التوتر والطفولة المبكرة ، فان نظرية روجرز تؤكد على المدركات Perceptions والاحاسيس او المشاعر والتقرير الذاتي self – report وتحقيق الذات وعملية التغيير.


النص الأصلي

كارل روجرز
حياته :
ولد كارل روجرز في عام 1902 في ولاية الينوي بالولايات المتحدة الامريكية وتربى في عائلة صارمة جدا أخلاقيا ودينيا ، فوالدا جدا في نظرتهم الدينية والأخلاقية وهما يؤمنان بان لا شيء يمكن الحصول عليه الا بحب العمل والجدية فيه ، واعتبرا العمل خير وسيلة علاجية للضجر والملل فغرسا في نفس طفلهما كارل حب العمل والمثابرة.
كان هو الطفل الرابع في عائلة مكونة من ستة افراد ، وكانت الروابط وثيقة فيما بينهم ، فيما كانت علاقاتهم الاجتماعية محدودة للغاية ، ولهذا لم تكن لكارل روجرز حياة اجتماعية خارج حدود البيت ، وقد وصفته زوجته التي عاشت معه مرحلة الطفولة ، بانه كان في طفولته خجولا وحساسا وغير اجتماعي ، يفضل ان يعيش مع الكتب ومع عالم أحلامه (H.E.Rogers ، 1965).
وحدث ان اشترى والده مزرعة في ريف شيكاغو فانهمك كارل روجرز – وكان في الثانية عشرة من عمره بقراءة الكتب الزراعية ، وشجعه والده على تربية الحيوانات من اجل الربح المادي ، فقام بتربية افراخ الدجاج والحمام وغيرها واخذ يتجول في الغابات فاكتشف نوعا من العث وقام بتربيته ومقارنته بانواع أخرى منه ، فتعلم الأساليب التجريبية في العلم وهو في سن مبكرة ، واعتقد بان تجاربه هذه علمته الاحترام الواعي للعلم والطرق التي ينبغي ان تستخدم في حل المشكلات (Rogers ، 1965) ، وقاده اهتمامه هذا الى ان يدخل جامعة وسكنسن لدراسة الزراعة ، غير انه تحول عن هدفه هذا بعد اقل من سنتين الى دراسة الدين بفعل تأثيرات تنشئته الاجتماعية في عائلته ، فالتحق في معهد اللاهوت الوحدوي في نيويورك الذي كان له اتجاه ليبرالي في الدين ، ونتيجة لنشاطه الديني اوفد في زيارة الى الصين وفد طلابي لحضور مؤتمر اتحاد الطلبة المسيحي العالمي ، فاطلع هناك على عقائد دينية مختلفة ، وشهد كيف ان البغضاء كانت شديدة بين الالمان والفرنسين رغم انهم من دين واحد ، فكتب الى اهله من هناك بانه قرر ترك دراسة الدين وانه لا يتفق مع الحركة البروتستانتية التي تؤكد على ان الكتاب المقدس معصوم من الخطأ ، واخبر والديه بانه من هذه اللحظة قد حرر نفسه من اسلوبهما في التفكير وانه يجب على الفرد ان يعتمد أساسا على خبرته الشخصية ، وهي فكرة نجدها تمثل حجر الزاوية في نظريته في الشخصية.
والتحق روجرز بكلية المعلمين في جامعة كولومبيا لدراسة علم النفس السريري (العيادي) وعلم النفس التربوي فشغف كثيرا بالمؤلفات والأبحاث النفسية ، واصل دراسته فحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1931 ، وكان في اثناء دراسته الأخيرة هذه يعمل في معهد لارشاد الأطفال حيث كان العلاج فيه يتم وفق الأساليب الفرويدية ثم عمل في مركز اخر مماثل غير ان العلاج النفسي فيه كان يتم باساليب مختلفة ، مما شجعه على تبادل الآراء وحرية المناقشات الفكرية في الارشاد والعلاج النفسي ، واحس روجرز بالتناقض بين الأسلوب الفرويدي في الفكر والتطبيق ، وبين الأسلوب القائم على المنهج الاحصائي الذي درسه في كلية المعلمين على يد عالم النفس المعروف ثورندايك.
وخلال الفترة (1928- 1940) عمل روجرز في هيئة أساتذة تعنى بدراسة الطفل ، وكان له اهتمام متميز في ذلك ، اذ ان اطروحته للدكتوراه كانت في قياس تكيف الشخصية عند الأطفال.
وعمل روجرز أستاذا لعلم النفس في جامعة اوهايو في عام 1940 ، وبعد سنتين اصدر كتابه المهم في الارشاد والعلاج النفسي (Rogers ، 1942) وأوضح في مؤلفه هذا وجهة نظرة في العلاج النفسي ، بعدها انتقل روجرز ليعمل أستاذا لعلم النفس في جامعة شيكاغو في عام 1945 ، ثم انتقل الى جامعة وسكنس ، خلال الفترة من عام (1957- 1963) التي قضاها كاستاذ لعلم النفس والطب النفسي في جامعة وسكنس ، قاد روجرز مجموعة من الباحثين لاجراء دراسات مستفيضة في الفصام (الشيزوفرينيا) وفي عام 1963 سافر الى كاليفورنيا ليعمل في معهد للدراسات السلوك
ية فيها.
واضافة الى نشاطاته الاكاديمية هذه كان روجرز يكتب العديد من المقالات والأبحاث والمؤلفات فحصل على جائزة لكونه اكثر علماء النفس المنتجين في الكتابة ، كما انه كان قد انتخب في عام 1946 رئيسا لجمعية علماء النفس الامريكيين.
مفاهيم ومبادئ أساسية :
تقوم نظرية روجرز في الارشاد والعلاج النفسي وفي الشخصية على عدد من المبادئ والمفاهيم الأساسية يمكن ايجازها بالاتي :
المجال الظواهري :
الظواهرية او الظاهراتيه Phenomenology هي أسلوب في علم النفس يركز على الكيفية التي يدرك بها الشخص ويعبر عن ذاته وعالمه (Petvin ، 1980 ، ص : 557).
وعلى هذا المبدأ تقوم نظرية روجرز ، الذي يؤكد على ان الناس يجب ان يفهموا على أساس الكيفية التي ينظرون بها الى انفسهم والعالم المحيط بهم (Rogers ، 1961) وطبقا للمواقف الظواهري الذي طرحه روجرز منذ عام (1947) فان الفرد يدرك perceive العالم بطريقة متفردة ، وتشكل هذه المدركات المجال الظواهري للفرد phenomenal field ، وهذا يعني ان الفرد يستجيب للبيئة كما يدركها هو ، وهذه البيئة قد تتطابق وقد لا تتطابق مع تعاريف التجريبين لها ، او مع الواقع الموضوعي ، والمجال الظواهري للفرد ، طبقا لروجرز يشمل كلا من المدركات الشعورية وغير الشعورية ، أي تلك التي يكون الفرد عارفا بها ، وتلك التي لا يكون عارفا بها ، ولكن المحددات الأكثر أهمية للسلوك ، وخاصة بالنسبة للناس الاسوياء هي المدركات الشعورية.
هذا يعني ان العالم بالنسبة لروجرز عالم ذاتي ظواهري ، وفكرة ان الادراك شيء ذاتي هي فكرة قديمة وليست من مبتكرات روجرز قطعا ، الا ان تأكيده عليها صاغه بالشكل الذي يريد ان يقول فيه بان لكل فرد منا عالمه او واقعه الخاص جدا به ، وانه لا يمكن فهم هذا العالم الخاص بالفرد الا بالقدر الذي يسمح هو لنا بذلك.
ان محتويات هذا العالم الخاص بالفرد هي مجموع خبراته ، وخبراته الحاضرة المباشرة منها بشكل خاص التي يكون الفرد واعيا بها ، وبالرغم من ان المجال الظواهري هو أساسا عالم خاص بالفرد فاننا نستطيع يقول روجرز (1947) ان نحاول ادراك هذا العالم كما يبدو للفرد وذلك بالأسلوب العيادي Clinical لنرى بعيني ذلك الفرد المعنى النفسي لعالمه ، ودلالته كاطار مرجعي له.
وقد علق روجرز في كتاباته اللاحقة (1964) على الظواهرية كاساس في العالم الذي ينبغي ان يفهم الفرد في ضوئها ، وكطريقة تستخدم في تطور نظرية الظاهرة الذاتية ، فميز بين ثلاثة أنواع من المعرفة يحصل عليها الباحث في تقييمه لسلوك الافراد هي : التعرف الشخصي (Interpersonal) ويعني استخدام مهاراتنا للاحساس بما يشعر به الاخرون ، او محاولة فهم المجال الظواهري لشخص اخر (الشماع ، 1981 ، ص : 50).
والتعرف الشخصاني personal أي ان نعرف شيء ما عن الفرد من خلال اطار الدلالة المرجعي الداخلي Internal والتعرف الموضوعي Objecti والذي يعني ان ما نعرفه عن الفرد يجري تدقيقه ومقارنته بملاحظات الأخرى(pervin ، 1980 ، ص : 115).
ويرى روجرز ان المعرفة الظواهرية جزء ضروري ومشروع في علم النفس ، واكد على استعمال الأنواع الثلاثة أعلاه في دراسة سلوك الافراد ، وأشار الى انه لا توجد هناك ما يسمى بطريقة علمية توصلنا باطمئنان الى بر الأمان (Rogers ، 1964 ، ص : 110- 113).
الخبرة :
اشرنا الى ان المجال الظواهري يعني مجموعة الخبرات او المدركات التي يعرفها الشخص نفسه وتشكل عالمه الذاتي الخاص به ، والخبرة تشكل مفهوما مركزيا في نظرية روجرز ، ورغم
انها تدخل ضمن المجال الظواهري الا اننا اثرنا الإشارة الى الخبرة بشكل منفصل لكون ان روجرز يعتبرها هي الموجه لسلوك الفرد ، وهي ذات أهمية بالغة جدا في تشكيل الشخصية ، ولا يوجد في تشكيل الشخصية من وجهة نظر روجرز عامل مهم كعامل الخبرة فهو يقول : " ان الخبرة بالنسبة الي هي السلطة العليا ، ومعيار الصدق هو تجاربي الخاصة " (Rogers ، 1961).
ان خبرات الانسان هي مدركاته الشعورية التي حولها الى صور رمزية ، وهذه المدركات التي تحولت الى صور رمزية او قابلة لان تتحول الى ذلك هي المحددات الجوهرية لسلوك الناس الاسوياء ، وهذه نقطة يختلف بها مع فرويد الذي اكد على الخبرات اللاشعورية رغم ان روجرز لم ينكر دور الخبرات الشعورية.
ويرى روجرز انه قد يحصل تشويه في الترميز ، فتأخذ بعض الخبرات صورا رمزية مشوهة يتصرف الفرد بسببها تصرفا غير مناسب لكنه يحاول عادة التحقق من رموز خبراته بمقابلته بالواقع ، أي انه يجري عليها اختبارا للواقع (Reality Test) ليتأكد من مطابقتها للعالم الخارجي (الشماع ، 1981 ، ص : 49).
فاذا ما حدث خلل ما في الخبرات الشخصية ، أي اذا مر الانسان بخبرة معينة ادت الى سوء الواقع عندها يبدأ الادراك بلتوي ضمن اطار الدلالة الذي يمتلكه ، فيلتوي اطار الدلالة أيضا.
ويرى روجرز ان الفرد يوجد في عالم من الخبرة دائم التغيير هو مركزه ، وان معظم خبراتنا اللاشعورية قادرة على ان تصبح شعورية حين تدعو الحاجة الى ذلك ، ويتكون الشعور وفقا لروجرز ما يمكن ترميزه (تحويله الى رمز) من المدركات والخبرات.
واذا ربطنا الخبرة بالمجال الظواهري نستطيع ان نستنتج بان الانسان يستجيب وفقا لطبيعة خبراته التي يحتويها محاله الادراكي الظواهري ، وان هذا مجال هو " واقع " بالنسبة له ، فالواقع عنده هو ما يدركه انه الحقيقه بصرف النظر عن ان هذا الواقع هو حقيقة ام لا ، وهذا الواقع الذاتي هو الذي يحدد سلوكه وبالتالي فان حسن موقع ممكن لفهم السلوك هو من خلال الاطار المرجعي الداخلي للفرد نفسه.
الذات :
يرى روجرز ان هناك جزءا من المجال الظواهري ينمو تدريجيا ويتمايز ليشكل الذات التي يصفها بانه " نمط منظم من المدركات التي تتضمن تلك الأجزاء من المجال الظواهري التي ينظر الفرد على انها ذات self " (Rogers ، 1959).
ويعرفها أيضا بانها " الكشتالت التصويري الثابت والمنظم المتألف من مدركات خاصة بضمير المتكلم بصيغة الفاعل والمفعول (I and me) ومدركات علاقاتهما بالاخرين وبمظاهر الحياة المختلفة ، والقيم المرتبطة بهذه المدركات " (Rogers ، 1951 ، ص : 200) ، ويصفها أيضا بان هذا الجزء الجديد المنفصل عن المجال الظواهري يمكن ان تعبر عنه بالكلمات انا ولي ونفسي I , me , and myself فانا (1) حين يتكلم الفرد لنفسه عن نفسه ، ونفسي myself عندما يتكلم الفرد عن نفسه لشخص اخر وعندما يتكلم الفرد لنفسه فهنا يتكلم (I) عن (me).
ان مفهوم الذات له تاريخ طويل في علم النفس واستخدام بطرق مختلفة وقد لاحظ هول ولندزي (1978) ان الذات جرى تعريفها في بعض الحالات على انها اتجاهات الشخص ومشاعره نحو نفسه ، في حين جرى تعريفها في حالات أخرى على انها مجموعة من العمليات النفسية التي تحكم السلوك ، وواضح ان روجرز ينحو منحى الاتجاه الأول في حين يرتبط الاتجاه الثاني بمفهوم فرويد عن الانا.
الانسان ... كائن عقلاني بناء :
لقد أوضح روجرز وجهة نظره بصراحة بخصوص الانسان ، وهي وجهة نظر تقف بالضد من وجهة نظر فرويد ، فلقد نظر فرويد الى الانسان وكما مر بنا في فصل سابق – على انه كائن غير عقلاني وانه مزيج من الانسان والحيوان لانه يشترك مع الحيوان في نشاطاته السلوكية المتعلقة باشباع حاجاته التي تحفظ له توازنه وحاجاته الى الحفاظ على النوع ، وأعطى فرويد الأهمية الأساسية للدوافع الجنسية ولغريزة العدوان واكد على الوراثة من اجل فهم سلوك الانسان.
اما روجرز فكان صريحا على ان يوضح رأيه بصراحة بخصوص الانسان في العديد من كتاباته ، حيث اعتبر الانسان كائنا عقلانيا ، بناء Constructive وانه يتطور الى الامام في نموه وينطق روجرز من فكرة الفرد هي في جوهرها إيجابية وانه لدينا ميل فطري للنمو ولتحقيق وجودنا وشخصيتنا وكل ما نستطيع ان نكون قادرين عليه ، وانه لشيء طبيعي ومحتوم على الانسان ان ينمو ويتقدم الى الامام ، ويكون واعيا لذاته ويعمل على تسهيل نموه وتحقيقه.
وهذا يعني ان روجرز يمتلك منظورا إنسانيا ومتفائلا إزاء الانسان وهو يدين فرويد واتباعه ، حيث يرى انهم " اظرونا بصورة يبدو فيها الشخص من خلال الهو id واللاشعور وكأنه مجرما " (Pervin ، 1980 ، ص : 113).
واننا طبقا لفرويد – يقول روجرز – غير متربين اجتماعيا وهدامين او مدمرين لذواتنا وللاخرين ويعلق روجرز على ذلك بقوله اننا قد نتصرف على هذه الشاكله أحيانا ولكننا سنكون في هذه الحالة عصابين وليس بشرا متطورين بشكل جيد.
ويقول روجرز انه تجري أحيانا مقارنات بين سلوك الحيوانات وسلوك البشر بهدف ابراز أوجه شبه بين الصنفين ، ويعلق على ذلك بقوله انه لاحظ ان الأسود التي ينظر لها على انها حيوانات مفترسة تمتلك خصائص مرغوبة فهي لا تقتل الا عندما تكن جائعة وليس سبب طبيعة تدميرية كما يعتقد البعض ، وانها تنمو من حالة عجز وتقاليد الى حالة من الاعتماد على النفس وتتحرك من حالى تكون فيها متمركزة على ذاتها في فترة الرضاعة الى حالة من التعاون والحماية عندما تكبر ، وان الأسد هو عضو بناء يستحق الثقة من صنف الحيوانات التي ينتمي اليها. (Rogers ، 1961).
وينتبه روجرز الى ان نظرته هذه قد يصفها البعض بانها تفاؤلية بدائية ، ويرد على ذلك بان استنتاجاته هذه متأتيه من خبرة خمس وعشرين سنة قضاها في العلاج النفسي (Rogers ، 1961 ، ص : 27 ).
نظرية روجرز في الشخصية :
لم تكن نظرية روجرز أصلا نظرية في الشخصية ، بل كانت نظرية في العلاج النفسي وفي عملية تغيير السلوك (Pervin ، 1980 ، ص : 108) ، وان جذور نظريته في الشخصية توجد في روج خبرته الشخصية فحين بدا لاول مرة يمارس العلاج النفسي مع الأطفال والكبار في مركز التوجيه في روجستر ، كتب حينذاك انه امتلك مدركات او تصورات محدة بخصوص طبيعة الشخصية (Ryckman ، 1978 ، ص : 335) ، فقبل ذلك كانت أفكاره متساومه مع الأساليب الفرويديه بحكم انه كان يعمل في اثناء دراسته في معهد توجيه الأطفال الذي يعتمد الأساليب الفرويديه في العلاج وبعد ان غادر المعهد هذا وجد ان صياغات فرويد لم تكن عمليه فتخاشى عنها واتخذ بدلا منها توجها جديدا في العلاج ، وبدا روجرز من هذه المرحلة فترة الثلاثينات بصياغة بانه يجري تثمينه من قبل والديه فانه سيشعر بالرضا ولا يكون بحاجة الى انكار خبراته
، اما اذا كان لا يحصل على تقدير إيجابي فيؤدي به ذلك الى الإحباط ، فعندما لا تستحسن الام سلوك ابنها فان الطفل سيدرك ذلك على انه عدم استحسان لجميع جوانب شخصية (ذاته).
مفاهيمه ونظريته في مبادئ وظائف الشخصية ، ومرت هذه المفاهيم والمبادئ بالكثير من التعديلات سواء عن طريق الخبرة المتأنيه في العلاج النفسي او البحوث الكثيرة التي اجراها هو ومساعدوه ونشاطاته وجهوده العلمية في المدارس والصناعة ، ودراساته التي تناولت العلاقة بين الاجناس والحضارات.
ولقد تركز اهتمامه في البدء على ثلاثة أمور هي : الكيفية التي يدرك بها الناس عالمهم ، والكيفية التي يدرك بها الفرد ذاته ، وعملية تغيير السلوك.
واذا قارنا نظريته بتوكيدات نظرية التحليل النفسي لفرويد التي اكدت على الدوافع والغرائز واللاشعور وخفض التوتر والطفولة المبكرة ، فان نظرية روجرز تؤكد على المدركات Perceptions والاحاسيس او المشاعر والتقرير الذاتي self – report وتحقيق الذات وعملية التغيير.
ان هذه المفاهيم ينبغي ان نحملها في الذهن ونحن نتقدم باتجاه فهم نظرية روجرز في الشخصية.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...

اعداد خطة عمل ع...

اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...

خليج العقبة هو ...

خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...

فرضية كفاءة الس...

فرضية كفاءة السوق تعتبر فرضية السوق الكفء او فرضية كفاءة السوق بمثابة الدعامة او العمود الفقري للنظر...

‏@Moamen Azmy -...

‏@Moamen Azmy - مؤمن عزمي:موقع هيلخصلك اي مادة لينك تحويل الفيديو لنص https://notegpt.io/youtube-tra...

انا احبك جداً ت...

انا احبك جداً تناول البحث أهمية الإضاءة الطبيعية كأحد المفاهيم الجوهرية في التصميم المعماري، لما لها...

توفير منزل آمن ...

توفير منزل آمن ونظيف ويدعم الطفل عاطفيًا. التأكد من حصول الأطفال على الرعاية الطبية والتعليمية والن...

Le pêcheur et s...

Le pêcheur et sa femme Il y avait une fois un pêcheur et sa femme, qui habitaient ensemble une cahu...

في التاسع من ما...

في التاسع من مايو/أيار عام 1960، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام التجاري لأول أقر...