لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

«أليس من الرائع أن نكون على قيد الحياة في يوم كهذا اليوم؟ إني لأشفق على الناس الذين لم يولدوا بعد لحرمانهم منه طبعا قد تصادفهم أيام طيبة،
«لا شك أنه أفضل بكثير من سلوك الطريق الرئيسي حيث القيظ
عليها كل بنت عندما تقسم تلك الكعكات الثلاث على عشر بنات
اعتادت بنات مدرسة أفونليا الصغيرات على تشاطر الطعام فيما
مع ذلك كان من المؤكد أن تقاسم تلك الكعكات مع عشر بنات لن
يتيح للمرء إلا لذة التذوق ثم عذاب الحرمان.
كان الطريق الذي سلكته أن وديانا إلى المدرسة طريقا لطيفا
واعتبرت أن هذه المسيرات مع ديانا من وإلى المدرسة مسيرات كاملة
العالم أي شيء آخر يمكن أن يوصف بالشاعرية.
ويتابع امتداده صعودًا خلال الأحراج حتى نهاية مزرعة آل كتبيرت،
ومن ثم سلكت الصغيرتان الدرب صعودًا ومرتا تحت قناطر أغصان شجر القيقب المورقة.
حيث تركتا عنده الدرب وتابعتا طريقهما عبر حقل السيد باري مرورا ببركة الصفصاف التي يوجد خلفها وادي البنفسج،
وتقول ديانا إنها لم ترفي حياتها من يضاهيني في اختراع الأسماء الخيالية للأماكن،
غير أني واثقة بقدرتي على ابتكار اسمأكثر شاعرية من مجرد اسم ممر البتولا أي شخص يستطيع التفكير بمثل هذا الاسم.
أجمل الأماكن في العالم يا ماريلا.
كان ممر البتولا سبيلا صغيرًا ضيقًا ومتعرجا يلتف نزولا على طول تلة السيد بيل يغمره النور الذي غربلته ظلال زمردية عديدة يشبه كمالها قلب ماسة.
وبين حين وآخر يمكنك إذا كنت هادئا رؤية أرنب يثب قاطعًا السبيل حادثة جرت ذات مرة من تلك المرات النادرة مع آن وديانا.
وكانت أسطحها الخشبية موسومة بالنقوش وأحرف الأسماء الأولى لثلاثة أجيال من تلاميذ المدرسة،
لسانها خلال ساعات الدوام المدرسي؟
اليوم الأول عادت أن إلى البيت بمزاج حسن.
«أعتقد أني سأحب المدرسة هنا،
اللؤلؤية من مخدة الدبابيس القديمة التي في العلية،
خاتما ؟ و.
واستمر كل شيء يسير بسلاسة إلى ذلك اليوم النضر من شهر أيلول،
طفلتان من أسعد البنات في أفونليا.
أظن أن غيلبرت بلايث سيأتي إلى المدرسة اليوم قالت ديانا.
غيلبرت بلایث؟» قالت أن أليس هذا هو الاسم المكتوب على جدار رواق المدرسة إلى جانب اسم جوليا بيل مع عبارة خذوا علمًا
«بلى» أجابت ديانا وهي تهز رأسها.
اللائق عندما أكون أنا أيضا منمشة».
اعلمي إذن إن غيلبرت بلايث سيكون في نفس صفك منذ الآن»
لا أحرز التفوق إلا على مجموعة من الصبية والبنات لا يتجاوزون التاسعة أو العاشرة من العمر.
أمس عندما قمت لأهجئ كلمة غليان رأيت جوزي باي انتبهي جوزي باي التي كانت الأولى على الصف،
بنات عائلة باي غشاشات في كل شيء،
تسلقتا السياج المؤدي إلى الطريق الرئيسي.
وضعت أمس قارورة لبنها مكان قارورتي في الغدير.
هذا ؟ والآن أنا لا أتكلم معها.
كان السيد فيلبس في مؤخرة قاعة الصف،
«ذاك هو غيلبرت بلايث يجلس تمامًا على طرفك الثاني في المقعد
أرى أن هذا الغيلبرت بلايث ليس على خلق كما ينبغي».
غير أن الأمور لم تبدأ بالتأزم فعلا إلا بعد ظهر ذلك اليوم.
كان السيد فيلبس في مؤخرة القاعة يشرح مسألة جبرية البريسي
وأرجحوا الكرات الموصولة بالخيطان صعودا وهبوطا فوق أسطح
تمطى غيلبرت من مقعده بحيث استطاع تجاوز المسافة التي بين
مقعده ومقعد أن والتقط طرف جديلتها الطويلة الحمراء وحملها علىطول ذراعه،
عندها شزرته أن بنظرة حاقدة
وقد انهارت أحلامها الوضاءة انهيارًا غير قابل للترميم،
«أيها الصبي اللئيم الكريه صاحت بانفعال.
رفعت أن لوحها وهوت به على رأس غيلبرت وصدعته،
صدعت اللوح وليس الرأس،
وكان لهذا المشهد نكهة خاصة هتف الجميع «أوه بابتهاج لا يعدله ابتهاج و شهقت ديانا بينما انفجرت روبي غيليز المشهورة بنوباتها العصبية بالبكاء.
سار السيد فيلبس قدمًا،
فقد كان أمرًا يفوق احتمال طاقتها البشرية أن ترغم على البوح أمام جميع تلاميذ المدرسة بأنها دعيت جزرا،
لم يُعر السيد فيلبس أي انتباه لغيلبرت.
يؤسفني أن أرى تلميذا من تلاميذي بمثل هذا الطبع وبمثل هذه الروح الحقودة قال بنبرة خطابية،
كانت أن تفضل حتما الجلد بالسوط على هذا العقاب الذي ارتعدت منه فرائصها كما لو أنها كانت فعلا تحت تأثير الجلد بالسياط غير أنها أطاعت الأمر بوجه ممتقع متشنج،
طبشورة وكتب على السبورة فوق رأسها
آن شيرلي بنت سيئة الطباع جدا،
الأول الذين لا يستطيعون القراءة من فهم ما كتب.
ولن تنظر إليه بعد اليوم أبدًا،
«أنا متأسف جدا لأنني سخرت من شعرك يا آن» همس معربا عن ندمه.
تجاوزته آن بازدراء بدون نظرة أو دليل على سماعها له.
«أوه كيف يمكنك فعل هذا يا آن؟ قالت ديانا لاهثة عندما وصلتا
لن أسامح غيلبرت بلايث ماحييت قالت أن بحزم.
السيد فيلبس كتب اسمي على السبورة بدون مدة على الألف،
أصبح قلبي صلدًا كالحديد ياديانا.
لم يكن لدى ديانا أدنى فكرة عما قصدته أن لكنها فهمت أنه كان
لأنه بكل بساطة يسخر من جميع البنات بل ويسخر من شعري لأنه فاحم السواد دعاني غرابًا عدة مرات،
أسمعه مطلقا وهو يعتذر عن أي شيء قبل اليوم.
هناك فرق شاسع بين أن تنعتي بالغراب وبين أن تنعتي بالجزر.
«غيلبرت بلايث ألم مشاعري ألما مبرحا ياديانا.
كان من الممكن أن تخمد القضية دون مزيد من الآلام المبرحة،
كان تلاميذ أفونليا غالبًا ما يقضون ساعة فرصة الغداء وهم يلتقطون الصمغ من بستان صنوبر السيد بيل الكائن على التلة بعد المرج الشاسع،
العدو باتجاه مبنى المدرسة،
كانت تزيد ثلاثة أضعاف عن المسافة التي بين منزل السيد رايت وبين
العادة يصلون بعد وصول السيد فيلبس بثلاث دقائق لاهثين متسارعي
كان السيد فيلبس في اليوم التالي يعيش حالة من حالات نوباته
مع ذلك قصد جميع الصبية وبعض البنات بستان الصنوبر كالعادة وفي نيتهم ألا يتجاوز بقاؤهم هناك مدة قصيرة تكفل لهم الحصول على مضغة من الصمغ،
وكالعادة لم يُعدهم إلى عالم الواقع إلا صوت جيمي غلوفر الذي كان قابعا عند قمة شجرة صنوبر قديمة ومهيبة،
فبلغن المدرسة في الوقت المناسب تماما بينما أبطأ عنهن الصبية الذين كان عليهم النزول من على الأشجار أولا أما أن فقد كانت آخر من باشر العدو رغم أنها لم تكن تلتقط الصمغ بل كانت تتجول بسعادة عند نهاية حدود البستان،
وهكذا جرت وكأن عفريتا يستحقها حتى تمكنت من اللحاق بالصبية عند الباب ودخلت المدرسة معهم،
كان نوبة السيد فيلبس الإصلاحية الموجزة قد همدت.
لتنفيذ كلمته فنظر حوله باحثا عن كبش فداء ووجده في شخص أن التي تهالكت على مقعدها لاهثة،
فأسرعت ونزعت ذلك الأكليل من على شعر أن وضغطت على يدها مواسية.
أسمعت ما قلته يا آن؟ سألها السيد فيلبس بحدة.
«نعم يا أستاذ أجابت أن ببطء،
نفذي ما أمرتك به حالا.
بدت أن للحظة وكأنها تنوي العصيان،
الآخرين أثناء طريق العودة من المدرسة إلى البيت بقولها:
لم يسبق لي في حياتي أن رأيت شيئًا مشابها له،
وملطخا ببقع حمراء صغيرة ومخيفة.
كانت هذه هي نهاية كل شيء بالنسبة إلى أن.
كان كيان وجودها كله يستعر بمشاعر العار والغضب والمهانة،
وعندما انكب غيلبرت على حل كسوره الحسابية وكأن روحه كلها منهمكة بالكسور والكسور وحدها التفت التلاميذ إلى واجباتهم ونسوا أمر أن.
مقعده حبة حلوى صغيرة،
وعادت لتستأنف وضعيتها السابقة دون أن تتلطف على غيلبرت بنظرة
اتجهت أن بكبرياء نحو مقعدها بعد انتهاء دوام المدرسة،
كل شيء بترتيب فوق لوحها المصدوع
لماذا تأخذين هذه الأغراض إلى البيت يا آن؟ أرادت ديانا أن تعرف حالما وصلنا إلى الطريق،
«لن أعود إلى المدرسة بعد اليوم» قالت آن.
شهقت ديانا وحدقت بأن لترى إذا كانت تعني ما تقوله.
هل ستدعك ماريلا تبقين في البيت ؟ سألتها.
ماذا سأفعل من دونك ؟ سيجعلني السيد فيلبس أجلس مع تلك البنت
«فكري فقط باللهو الذي ستفوتينه عليك.
وسنلعب الكرة في الأسبوع القادم وأنت لم تلعبي الكرة من قبل صدقيني هي لعبة مثيرة جدا.
وسوف نتعلم أغنية جديدة تتدرب عليها جين أندروز الآن.
ولعك بالقراءة بصوت عال يا آن.
ما كان يمكن أن يؤثر أي شيء بأن كانت قد وطدت عزمها.
إلى المدرسة لتواجه السيد فيلبس مرة ثانية،
كلام فارغ» قالت ماريلا
ليس كلاما فارغا على الإطلاق» قالت أن وهي تطالع ماريلا بعينين
عاتبتين لكن ثابتتين «ألا تفهمين ما حدث يا ماريلا ؟ لقد تعرضت
لاحظت ماريلا ذلك الجموح العنيد وهو يطل عليها من وجه أن الصغير،
ويتملكني الشعور أنها إذا صممت على رأيها فبإمكانها أن تكون عنيدة إلى أبعد حدود العناد ومما استطعت استنباطه من روايتها أعتقد أن السيد فيلبس كان مستبدا في طريقة معالجته للأمور،
وجدت ماريلا السيدة ليند تحيك اللحف بإقبال وحبور كالعادة.
لعلك تعرفين سبب قدومي إليك،
مرت تيلي بولتر من هنا أثناء عودتها إلى البيت من المدرسة،
«لا أدري كيف ينبغي لي التصرف معها،
لم أر في حياتي طفلة بلغ بها الانفعال هذا المبلغ،
لقد كنت أتوقع حدوث المشاكل منذ أن بدأت بالذهاب إلى المدرسة،
وشعرت أن الأمور تجري بسلاسة أفضل من أن تدوم.
«حسنا يا ماريلا ما دمت تسأليني النصيحة» قالت السيدة ليند
بلطافة لأن شيئًا ما كان يروقها بقدر ما يروقها طلب النصيحة منها.
وكما تعلمين طبعا لا نفع من اعترافنا للأطفال بهذه الحقيقة،
كما أنه كان أمس محقاً في معاقبتها لأنها لم تستطع ضبط أعصابها،
إذ كان يجب أن يُعاقب جميع التلاميذ الذين تأخروا كما عوقبت أن هذا ما كان يجب أن يحدث كانت تيلي بولتر ساخطة جدا،
إذن فأنت ترين أنه من المستحسن الآن السماح لها بالبقاء في
البيت» قالت ماريلا بذهول.
ستهدأ خلال أسبوع أو ما يقارب وستكون مستعدة للعودة بناءً على رغبتها هي ثقي بما أقوله لك.
فالله وحده يعلم أية بلية أو مصيبة ستختلق فيما بعد مسببة مشكلة لم يسبق لها مثيل.
هزت السيدة ريتشيل رأسها عدة مرات،
على رأس النظام التعليمي في المقاطعة فإن طريقة تديرها للأمور
عملت ماريلا بنصيحة السيدة ريتشيل ولم تقل كلمة واحدة لأن بخصوص العودة إلى المدرسة،
ولكنها عندما كانت تلتقي غيلبرت بلايث في الطريق أو تصادفه كانت
منه ذرة واحدة حتى جهود ديانا كرسول سلام لم تكن بذات نفع.
حسمت آن رأيها وعزمت على المضي في كراهية غيلبرت بلايث إلى نهاية
وبقدر ما كرهت غيلبرت،
الشغوف الصغير المبالغ في محبته وكراهيته على حد سواء.
«ما الحكاية يا أن؟» سألتها.
» استدارت ماريلا حالا لتخفي وجهها المتقلص الذي كان يحاول مقاومة رغبتها بالضحك ولكن محاولتها لم تنفع،
فانهارت على أقرب كرسي وانفجرت في نوبة من الضحك المجلجل المنبعث من صميم قلبها،
كان يتجاوز الفناء في تلك اللحظة وقف متعجبا.
متى سمع ماريلا تضحك بهذه الطريقة من قبل ؟


النص الأصلي

ياله من يوم بديع» قالت أن وهي تعب نفسا طويلا. «أليس من الرائع أن نكون على قيد الحياة في يوم كهذا اليوم؟ إني لأشفق على الناس الذين لم يولدوا بعد لحرمانهم منه طبعا قد تصادفهم أيام طيبة، لكنهم لن يعيشوا أبدًا يوما مثله، وما يزيد جماله جمالا هو هذا الدرب اللطيف الذي نسلكه إلى المدرسة، ألا توافقيني الرأي ياديانا ؟»
«لا شك أنه أفضل بكثير من سلوك الطريق الرئيسي حيث القيظ
والغبار. أجابتها ديانا بأسلوب عملي، وهي تسترق النظر إلى سلة طعامها التي توجد فيها ثلاث كعكات توت شهيات دسمات، وتجري في ذهنها عملية حسابية لترى كم عدد القضمات التي يمكن أن تحصل
عليها كل بنت عندما تقسم تلك الكعكات الثلاث على عشر بنات
اعتادت بنات مدرسة أفونليا الصغيرات على تشاطر الطعام فيما
بينهن، وكان أكل بنت واحدة لثلاث كعكات توت، أو تقاسمها مع أعز
رفيقة لديها فقط، كفيلا بوصم تلك البنت إلى أبد الآبدين بعار الشح
مع ذلك كان من المؤكد أن تقاسم تلك الكعكات مع عشر بنات لن
يتيح للمرء إلا لذة التذوق ثم عذاب الحرمان.
كان الطريق الذي سلكته أن وديانا إلى المدرسة طريقا لطيفا
واعتبرت أن هذه المسيرات مع ديانا من وإلى المدرسة مسيرات كاملة
الجمال، يعجز حتى الخيال عن إبداع ما هو أفضل منها، وكانت ترى أنتتبع الطريق الرئيسي خال من الشاعرية، أما سلوك تخوم الصفصاف ووادي البنفسج وممر البتولا فهذا ما يسمى شاعرنا إذا كان في هذا
العالم أي شيء آخر يمكن أن يوصف بالشاعرية.
كان الدرب يشق بستان المرتفعات الخضراء، ويتابع امتداده صعودًا خلال الأحراج حتى نهاية مزرعة آل كتبيرت، وهو في الأساس الطريق الذي تؤخذ عبره الأبقار إلى المراعي الخلفية وإلى حظائرها
الخشبية الشتوية.
غادرت أن البيت وحدها في الصباح، ثم سلكت الدرب نزولا حتى الجدول حيث قابلتها ديانا، ومن ثم سلكت الصغيرتان الدرب صعودًا ومرتا تحت قناطر أغصان شجر القيقب المورقة. «إن أشجار القيقب أشجار اجتماعية، قالت آن، فهي تهمهم وتهمس لك باستمرار.»
وصلت الصغيرتان بعد ذلك إلى الجسر البدائي، حيث تركتا عنده الدرب وتابعتا طريقهما عبر حقل السيد باري مرورا ببركة الصفصاف التي يوجد خلفها وادي البنفسج، ذلك الفج الصغير الواقع بين ظلال حرج السيد أندروز بيل الشاسع. طبعا لا يوجد فيه بنفسج الآن» أخبرت أن ماريلا ذات مرة. لكن ديانا تقول إن هناك الملايين منه في الربيع، أوه يا ماريلا، أتستطيعين تخيله؟ إنه مشهد يحبس أنفاسي. لقد أطلقت عليه اسم وادي البنفسج، وتقول ديانا إنها لم ترفي حياتها من يضاهيني في اختراع الأسماء الخيالية للأماكن، أليس من الجيد أن أكون حاذقة في أمر ما ؟ لكن ديانا هي التي اخترعت اسم ممر البتولا. كانت راغبة في ذلك، فتركتها تفعل. غير أني واثقة بقدرتي على ابتكار اسمأكثر شاعرية من مجرد اسم ممر البتولا أي شخص يستطيع التفكير بمثل هذا الاسم. على كل حال أنا أعتقد أن ممر البتولا هو واحد من
أجمل الأماكن في العالم يا ماريلا.»
كان الناس مثل أن أيضا يعتقدون ذلك عندما يتخطرون فيه. كان ممر البتولا سبيلا صغيرًا ضيقًا ومتعرجا يلتف نزولا على طول تلة السيد بيل يغمره النور الذي غربلته ظلال زمردية عديدة يشبه كمالها قلب ماسة. تحفه أشجار البتولا اليافعة الهفهافة بجذوعها البيضاء وأغصانها اللدنة، وتمتد على طوله شتول السراخس والأزهار النجمية والسوسن البري والعناقيد القرمزية والتوت الأبيض، ويفوح فيه عبير منعش ويؤنسه غناء العصافير ونداء الربح ودمدمتها وضحكها فوق رؤوس الأشجار، وبين حين وآخر يمكنك إذا كنت هادئا رؤية أرنب يثب قاطعًا السبيل حادثة جرت ذات مرة من تلك المرات النادرة مع آن وديانا. وعندما يبلغ الممر أسفل الوادي يصل إلى الطريق الرئيسي ومنه إلى تلة الصنوبر التي يقع بعدها مبنى المدرسة.
كان مبنى مدرسة أفونليا ذا طلاء كلسي أبيض، واطئ الأسيجة عريض النوافذ. أثث بمقاعد مريحة قديمة الطراز وضخمة، يمكن فتحها وإغلاقها، وكانت أسطحها الخشبية موسومة بالنقوش وأحرف الأسماء الأولى لثلاثة أجيال من تلاميذ المدرسة، كان المبنى نائيًا عن الطريق الرئيسي، يحده من الخلف دغل تنوب ظليل، وغدير يضع فيه الأطفال قوارير اللبن في الصباح لحفظها باردة وطازجة إلى أن تحين
ساعة الغداء.عندما باشرت أن الذهاب إلى المدرسة في اليوم الأول من شهر أيلول راقبتها ماريلا وصدرها يعتلج بالوساوس الخفية، كانت أن طفلة غريبة الأطوار، فكيف ستتعايش مع بقية الأطفال؟ وكيف ستتدبر أمر لجم
لسانها خلال ساعات الدوام المدرسي؟
مع ذلك، جرت الأمور بأفضل مما توقعت ماريلا، وفي أمسية ذلك
اليوم الأول عادت أن إلى البيت بمزاج حسن.
«أعتقد أني سأحب المدرسة هنا، أنا أجلس بجوار ديانا، ومقعدنا
يحاذي النافذة، ويمكننا رؤية بحيرة المياه البراقة منها، يوجد الكثير من البنات اللطيفات في المدرسة، وقد أمضينا معا وقتا مسليا ونحن نلهو أثناء ساعة الغداء، لا شئ أجمل من أن يكون هناك وفرة من البنات لألعب معهن، لكني حتمًا أحب ديانا أكثر من أي بنت أخرى وسأظل أحبها إلى الأبد، ما يخجلني كثيرًا هو أني متأخرة في المستوى العلمي عن البقية. فمعظمهم يدرسون كتاب الصف الخامس، وأنا ما زلت أدرس في كتاب الصف الرابع، ما يعزّيني هو أن أحدًا لا يتمتع بما أتمتع به من خيال، وكان من السهل علي اكتشاف هذا. درست اليوم الجغرافيا والتاريخ والإملاء. قال السيد فيلبس إن تهجئتي مزرية وحمل لوحي الذي كان مليئًا بالتصويبات ورفعه عاليا حتى يتمكن الجميع من رؤيته، شعرت بالخزي يا ماريلا ووددت لو أنه كان أكثر مراعاة لشعوري أعطتني روبي غيليز تفاحة، وأعارتني صوفيا سلون بطاقة وردية جميلة مكتوب فيها أيمكن أن أراك في البيت؟، وعلي أن أعيدها لها غدًا، وسمحت لي تيلي بولتر بوضع خاتم الخرز الذي لديهاطيلة ما بعد الظهيرة، أيمكنني يا ماريلا أن أخذ بعضا من تلك الخرزات
اللؤلؤية من مخدة الدبابيس القديمة التي في العلية، لأصنع لنفسي
خاتما ؟ و.. أوه يا ماريلا.
جرت هذه الأحداث قبل ثلاثة أسابيع، واستمر كل شيء يسير بسلاسة إلى ذلك اليوم النضر من شهر أيلول، الذي تهادت فيه أن وديانا بمرح
على طول ممر البتولا.. طفلتان من أسعد البنات في أفونليا.
أظن أن غيلبرت بلايث سيأتي إلى المدرسة اليوم قالت ديانا. «كان يزور أولاد عمومته في بلدة نيوبرنسويك طيلة فصل الصيف ولم
يعد إلا ليلة السبت.
غيلبرت بلایث؟» قالت أن أليس هذا هو الاسم المكتوب على جدار رواق المدرسة إلى جانب اسم جوليا بيل مع عبارة خذوا علمًا
فوقهما ؟
«بلى» أجابت ديانا وهي تهز رأسها. لكني واثقة أنه لا يستلطف
جوليا بيل كثيرًا، سمعته يقول مرة إنه حفظ جدول الضرب بوساطة
نمش وجهها.»
«أوه، لا تحدثيني عن النمش توسلت أن « ليس هذا بالشيء
اللائق عندما أكون أنا أيضا منمشة».
اعلمي إذن إن غيلبرت بلايث سيكون في نفس صفك منذ الآن»
قالت ديانا، وهو دائما الأول على صفه. ورغم بلوغه الرابعة عشرة منالعمر إلا أنه ما يزال في الصف الرابع، لأن والده عاني من مرض شديد قبل أربع سنوات، وكان عليه الذهاب إلى مقاطعة ألبرتا للاستشفاء فرافقه غيلبرت، بقيا هناك ثلاث سنوات، لم يُحصل فيها غيلبرت شيئًا يُذكر من العلم إلى أن عادا. ومنذ الآن يا أن لن يكون من السهل عليك
البقاء الأولى على صفك.»
«يسرني هذا، قالت أن بسرعة. ما كنت أشعر بالفخر حقا وأنا
لا أحرز التفوق إلا على مجموعة من الصبية والبنات لا يتجاوزون التاسعة أو العاشرة من العمر. أمس عندما قمت لأهجئ كلمة غليان رأيت جوزي باي انتبهي جوزي باي التي كانت الأولى على الصف، وهي تسترق النظر إلى كتابها. لم يرها السيد فيلبس، لكن أنا رأيتها، وشزرتها بنظرة ازدراء حتى غدت حمراء كالشمندرة، وفي النهاية لم تحسن
تهجئة الكلمة.»
بنات عائلة باي غشاشات في كل شيء، قالت ديانا بغضب، بينما
تسلقتا السياج المؤدي إلى الطريق الرئيسي. تصوري أن جيرتي باي
وضعت أمس قارورة لبنها مكان قارورتي في الغدير. أيمكنك تصديق
هذا ؟ والآن أنا لا أتكلم معها.»
كان السيد فيلبس في مؤخرة قاعة الصف، يستمع إلى محفوظات
بريسي أندروز، عندما اغتنمت ديانا الفرصة وهمست لأن:
«ذاك هو غيلبرت بلايث يجلس تمامًا على طرفك الثاني في المقعد
الموازي يا أنالتفتت آن، واستطاعت التطلع مليا إلى غيلبرت؛ لأنه كان منهمكا في تثبيت ضفيرة روبي غيليز الذهبية الطويلة بظهر مقعدها الواقع أمام مقعده بوساطة دبوس. كان صبيا طويلا ، ذا شعر بني أجعد، وعينين عسليتين، وفم يفصح عن ابتسامة ماكرة. في تلك اللحظة نهضت روبي غيليز، لتعرض على المعلم مسألتها الحسابية، لكنها تهاوت في مقعدها وهي تطلق زعقة مكبوتة، معتقدة أن شعرها قد اقتلع من جذوره. نظر إليها جميع التلاميذ، واجتلاها السيد فيلبس ممتعضًا، فشرعت بالبكاء. أما غيلبرت فكان في تلك الأثناء قد انتزع الدبوس وأخفاه وانكب يطالع في كتاب التاريخ، بوجه بدا من أكثر الوجوه وداعة في العالم، لكنه عندما خمدت الفوضى، نظر إلى أن بطريقة هزلية تفوق
الوصف.
أرى أن هذا الغيلبرت بلايث ليس على خلق كما ينبغي».
غير أن الأمور لم تبدأ بالتأزم فعلا إلا بعد ظهر ذلك اليوم.
كان السيد فيلبس في مؤخرة القاعة يشرح مسألة جبرية البريسي
أندروز، فاغتنم التلاميذ الفرصة وانغمسوا في الكثير من الأفعال التي
تروقهم. أكلوا التفاح الأخضر، تهامسوا، رسموا رسوما على ألواحهم
وأرجحوا الكرات الموصولة بالخيطان صعودا وهبوطا فوق أسطح
مقاعدهم.
تمطى غيلبرت من مقعده بحيث استطاع تجاوز المسافة التي بين
مقعده ومقعد أن والتقط طرف جديلتها الطويلة الحمراء وحملها علىطول ذراعه، وقال بصوت خفيض حاد
«جزر! جزر!»
عندها شزرته أن بنظرة حاقدة
بل قامت بما هو أكثر من النظر، هبت على قدميها، وقد انهارت أحلامها الوضاءة انهيارًا غير قابل للترميم، حدجت غيلبرت بسخط من عينين سرعان ما تحول الغضب المتأجج فيهما إلى دموع يماثل
سخطها سخط العينين.
«أيها الصبي اللئيم الكريه صاحت بانفعال. «كيف تجرؤ!»
ثم.. طاخ!
رفعت أن لوحها وهوت به على رأس غيلبرت وصدعته، صدعت اللوح وليس الرأس، من منتصفه.
كانت مدرسة أفونليا تستمتع دائما بالمشاهد الانفعالية. وكان لهذا المشهد نكهة خاصة هتف الجميع «أوه بابتهاج لا يعدله ابتهاج و شهقت ديانا بينما انفجرت روبي غيليز المشهورة بنوباتها العصبية بالبكاء. أما تومي سلون فقد أفلت كراته كلها وحدق فاغر الفم
بالمشهد الحي.
سار السيد فيلبس قدمًا، وتوجه نحو أن ثم حط يدا ثقيلة على
كتفها.آن شيرلي، ما معنى هذا ؟ قال بصوت ممتعض.
لم ترد أن بأي جواب. فقد كان أمرًا يفوق احتمال طاقتها البشرية أن ترغم على البوح أمام جميع تلاميذ المدرسة بأنها دعيت جزرا، وكان
غيلبرت هو من رد بجرأة.
«الخطأ خطئي، ياسيد فيلبس. لقد ضايقتها.»
لم يُعر السيد فيلبس أي انتباه لغيلبرت.
يؤسفني أن أرى تلميذا من تلاميذي بمثل هذا الطبع وبمثل هذه الروح الحقودة قال بنبرة خطابية، وكأن مجرد كون المرء تلميذا من تلاميذه، يحتم عليه اجتزاز جميع النزعات الشريرة من نفسه، تلك النزعات التي تعتمل في قلوب البشر الصغار غير الكاملين والمعرضين
للفناء. «آن، اذهبي وقفي عند المنصة أمام السبورة لبقية اليوم.
كانت أن تفضل حتما الجلد بالسوط على هذا العقاب الذي ارتعدت منه فرائصها كما لو أنها كانت فعلا تحت تأثير الجلد بالسياط غير أنها أطاعت الأمر بوجه ممتقع متشنج، بينما تناول السيد فيلبس
طبشورة وكتب على السبورة فوق رأسها
آن شيرلي بنت سيئة الطباع جدا، يجب أن تتعلم أن شيرلي كيف
تضبط نفسها ، » ثم قرأ ما كتبه بصوت عال، حتى يتمكن تلاميذ الصف
الأول الذين لا يستطيعون القراءة من فهم ما كتب.
بقيت أن واقفة في مكانها بقية اليوم، وقد انتصبت فوق رأسها تلكالحكمة المكتوبة. لم تبك ولم تحن رأسها. كان الغضب الذي ما يزال جياشا في قلبها، يساعدها على الصمود وسط كل عذابات إحساسها بالمهانة وواجهت بعينين ممتعضتين ووجنة وردها الانفعال نظرات
ديانا المواسية، وإيماءات تشارلي سلون المعبرة عن سخطه
وابتسامات جوزي باي الكيدية، أما غيلبرت بلايث فلم تنظر إليه أبدا.
ولن تنظر إليه بعد اليوم أبدًا، ولن تتكلم معه بعد اليوم أبدا!!
عندما انتهت المدرسة غادرتها أن شامخة برأسها الأحمر، وحاول غيلبرت بلايث أن يعترضها عند باب الرواق.
«أنا متأسف جدا لأنني سخرت من شعرك يا آن» همس معربا عن ندمه. «صدقا، أنا أسف. فلا تظلي غاضبة إلى الأبد الآن.»
تجاوزته آن بازدراء بدون نظرة أو دليل على سماعها له.
«أوه كيف يمكنك فعل هذا يا آن؟ قالت ديانا لاهثة عندما وصلتا
إلى الطريق، نصف لائمة ونصف معجبة، إذ شعرت أنها لا تملك القدرة
أبدا على مقاومة استعطاف غيلبرت.
لن أسامح غيلبرت بلايث ماحييت قالت أن بحزم. كما أن
السيد فيلبس كتب اسمي على السبورة بدون مدة على الألف، لقد
أصبح قلبي صلدًا كالحديد ياديانا.»
لم يكن لدى ديانا أدنى فكرة عما قصدته أن لكنها فهمت أنه كان
شيئًا رهيبا.
«لا ينبغي لك أن تنزعجي من سخرية غيلبرت من شعرك، قالت ديانا محاولة تطرية الأجواء. لأنه بكل بساطة يسخر من جميع البنات بل ويسخر من شعري لأنه فاحم السواد دعاني غرابًا عدة مرات، ولم
أسمعه مطلقا وهو يعتذر عن أي شيء قبل اليوم.
هناك فرق شاسع بين أن تنعتي بالغراب وبين أن تنعتي بالجزر. قالت أن بكبرياء. «غيلبرت بلايث ألم مشاعري ألما مبرحا ياديانا.»
كان من الممكن أن تخمد القضية دون مزيد من الآلام المبرحة، لو لم يحدث شيء آخر، لكن الأحداث ما إن تبدأ بالحصول حتى تتتابع
جرارا.
كان تلاميذ أفونليا غالبًا ما يقضون ساعة فرصة الغداء وهم يلتقطون الصمغ من بستان صنوبر السيد بيل الكائن على التلة بعد المرج الشاسع، ومن هناك كانوا يستطيعون مراقبة منزل إبين رايت حيث يقيم السيد فيلبس وما إن يرونه خارجا من المنزل حتى يباشروا
العدو باتجاه مبنى المدرسة، ونظرًا لأن المسافة بينهم وبين المدرسة
كانت تزيد ثلاثة أضعاف عن المسافة التي بين منزل السيد رايت وبين
المدرسة، كانوا يبذلون جهودًا خارقة للوصول بسرعة، وكانوا في
العادة يصلون بعد وصول السيد فيلبس بثلاث دقائق لاهثين متسارعي
الأنفاس.
كان السيد فيلبس في اليوم التالي يعيش حالة من حالات نوباته
الإصلاحية، ولذلك أعلن قبل الذهاب إلى الغداء، أنه يتوقع عندعودته رؤية جميع التلاميذ في أماكنهم، ومن يتأخر منهم سيكون عرضة
للعقاب.
مع ذلك قصد جميع الصبية وبعض البنات بستان الصنوبر كالعادة وفي نيتهم ألا يتجاوز بقاؤهم هناك مدة قصيرة تكفل لهم الحصول على مضغة من الصمغ، لكن بستان الصنوبر كان مغريا، وكان الجوز الأصفر الصمغي مضللا، فالتقط الأطفال ما التقطوه وتسكعوا في المكان وشردوا، وكالعادة لم يُعدهم إلى عالم الواقع إلا صوت جيمي غلوفر الذي كان قابعا عند قمة شجرة صنوبر قديمة ومهيبة، وهو
يصيح: «المعلم قادم.»
لم تكن الفتيات فوق الأشجار، وهذا ما أتاح لهن مباشرة العدو دون هدر لحظة واحدة، فبلغن المدرسة في الوقت المناسب تماما بينما أبطأ عنهن الصبية الذين كان عليهم النزول من على الأشجار أولا أما أن فقد كانت آخر من باشر العدو رغم أنها لم تكن تلتقط الصمغ بل كانت تتجول بسعادة عند نهاية حدود البستان، غارقة إلى وسطها بين شتول السراخس تغني لنفسها بعذوبة، وقد توجت شعرها بإكليل من أزهار الأرز، رغم ذلك، كان بإمكان أن أن تعدو كالغزال، وهكذا جرت وكأن عفريتا يستحقها حتى تمكنت من اللحاق بالصبية عند الباب ودخلت المدرسة معهم، تماما عندما كان السيد فيلبس يعلق
قبعته.
كان نوبة السيد فيلبس الإصلاحية الموجزة قد همدت. ولم يكن
يريد إزعاج نفسه بمعاقبة دزينات من التلاميذ، لكنه أحس بضرورةالقيام بعمل ما، لتنفيذ كلمته فنظر حوله باحثا عن كبش فداء ووجده في شخص أن التي تهالكت على مقعدها لاهثة، بينما انحرف إكليل الأزهار الذي نسيت أمره، وعلق على إحدى أذنبها، مضفيا عليها
مظهرا لامباليا.
آن شيرلي، انزعي هذه الأزهار من على شعرك، واجلسي إلى جانب
غيلبرت بلايث.
ضحك بقية الصبية ضحكات مكبوتة، بينما شحب وجه ديانا شفقة على رفيقتها، فأسرعت ونزعت ذلك الأكليل من على شعر أن وضغطت على يدها مواسية. أما أن فبقيت جامدة تحملق بالمعلم
وكأنها تحولت إلى حجر.
أسمعت ما قلته يا آن؟ سألها السيد فيلبس بحدة.
«نعم يا أستاذ أجابت أن ببطء، لكني لم أفترض أنك تقصد ما
قلته حقا.»
أؤكد لك أني أقصد ما قلته أجابها بلهجة ساخرة، استفزت لدى الأطفال موضعا حساسا في نفوسهم، فكرهوها جميعهم خصوصا آن
نفذي ما أمرتك به حالا.»
بدت أن للحظة وكأنها تنوي العصيان، لكنها شعرت أن لا فائدة من
ذلك. فنهضت بغطرسة، وخطت من مقعدها إلى مقعد غيلبرت بلايث
وجلست إلى جانبه، ودفنت وجهها بين ذراعيها فوق سطح المقعد.روبي غيليز التي استطاعت لمح ذلك الوجه بينما كان ينحني، أخبرت
الآخرين أثناء طريق العودة من المدرسة إلى البيت بقولها:
لم يسبق لي في حياتي أن رأيت شيئًا مشابها له، كان ممتقع اللون
وملطخا ببقع حمراء صغيرة ومخيفة.»
كانت هذه هي نهاية كل شيء بالنسبة إلى أن.
كان مؤلما أن تستثنى وحدها بالعقاب من بين دزينات من التلاميذ يماثل ذنبهم ذنبها، وكان إرغامها على الجلوس إلى جانب صبي أكثر إيلاما لكن أن يكون ذلك الصبي غيلبرت بلايث، فهذه إهانة لا تغتفر، وأذى لا يمكن احتماله على الإطلاق، كان كيان وجودها كله يستعر بمشاعر العار والغضب والمهانة، وشعرت أنها لا تستطيع تقبل ما حدث وأن لا
جدوى من محاولة النسيان
في البداية نظر التلاميذ صوبها وتهامسوا وقهقهوا وتواكزوا. لكن أن لم ترفع رأسها أبدا، وعندما انكب غيلبرت على حل كسوره الحسابية وكأن روحه كلها منهمكة بالكسور والكسور وحدها التفت التلاميذ إلى واجباتهم ونسوا أمر أن. وعندما نادى السيد فيلبيس على صف التاريخ، كان يجب أن تنهض أن لكنها لم تتحرك، ولم يفتقدها السيد فيلبس الذي كان قبل مناداته على صف التاريخ يكتب بعض الأبيات الشعرية، ثم استمر بعد ذلك يفكر بقافية استعصت عليه. في وقت من الأوقات، وعندما لم يكن هناك من ينظر، أخرج غيلبرت من درج
مقعده حبة حلوى صغيرة، وردية اللون، وأسقطها تحت ذراع أنالملتفة حول رأسها عندها رفعت أن رأسها التقطت الحلوى بحذر
بين رؤوس أصابعها، ورمتها أرضًا، ثم سحقتها سحقا تحت كعبها.
وعادت لتستأنف وضعيتها السابقة دون أن تتلطف على غيلبرت بنظرة
واحدة.
اتجهت أن بكبرياء نحو مقعدها بعد انتهاء دوام المدرسة، وأفرغته
مما كان فيه الكتب ولوح الكتابة، القلم والحبر والحاسبة، وحزمت
كل شيء بترتيب فوق لوحها المصدوع
لماذا تأخذين هذه الأغراض إلى البيت يا آن؟ أرادت ديانا أن تعرف حالما وصلنا إلى الطريق، إذ لم تجرؤ على طرح هذا السؤال
قبل ذلك.
«لن أعود إلى المدرسة بعد اليوم» قالت آن.
شهقت ديانا وحدقت بأن لترى إذا كانت تعني ما تقوله.
هل ستدعك ماريلا تبقين في البيت ؟ سألتها.
ستفعل هذا، أجابت أن «لن أعود إلى المدرسة بعد اليوم الأواجه
ذلك الرجل من جديد.
«أوه يا آن بدت ديانا وكأنها على وشك البكاء. أعتقد أنك لئيمة.
ماذا سأفعل من دونك ؟ سيجعلني السيد فيلبس أجلس مع تلك البنت
الرهيبة جيرتي باي، أعلم أنه سيفعل، لأنها تجلس وحدها. أرجوك
غيري رأيك يا أن.»«أنا على استعداد للقيام بأي شيء في هذا العالم من أجلك ياديانا.»
قالت أن بحزن. سأقبل أن تمزق أوصالي عضوا عضوا إذا كان ذلك يسعدك، لكني لا أستطيع تلبية ما تطلبينه مني الآن، لذلك أرجوك لا
تفعلي. إنك تخنقين روحي.
«فكري فقط باللهو الذي ستفوتينه عليك. قالت ديانا منتحبة.
سنبني أجمل بيت رأته العين عند الغدير، وسنلعب الكرة في الأسبوع القادم وأنت لم تلعبي الكرة من قبل صدقيني هي لعبة مثيرة جدا. وسوف نتعلم أغنية جديدة تتدرب عليها جين أندروز الآن. وأليس أندروز ستحضر في الأسبوع القادم كتابًا جديدًا، وسنقرؤه بصوت عال، سنقرأ ما يقارب الفصل هناك عند الجدول. وأنت تعرفين مدى
ولعك بالقراءة بصوت عال يا آن.»
ما كان يمكن أن يؤثر أي شيء بأن كانت قد وطدت عزمها. لن تعود
إلى المدرسة لتواجه السيد فيلبس مرة ثانية، وهذا ما قالته لماريلا
عندما عادت إلى البيت.
كلام فارغ» قالت ماريلا
ليس كلاما فارغا على الإطلاق» قالت أن وهي تطالع ماريلا بعينين
عاتبتين لكن ثابتتين «ألا تفهمين ما حدث يا ماريلا ؟ لقد تعرضت
للإهانة.»
«إهانة.. هراء ستذهبين إلى المدرسة غدًا كالعادة.
«لا، لن أفعل. هزت أن رأسها بهدوء. لن أعود إلى المدرسة يا ماريلا. سأدرس دروسي في البيت وساكون خلوقة، وسأمسك لساني قدر استطاعتي، إذا كان هذا ممكنا، لكني لن أعود إلى المدرسة. تأكدي
من هذا يا ماريلا.»
لاحظت ماريلا ذلك الجموح العنيد وهو يطل عليها من وجه أن الصغير، وعرفت أنها ستعاني من الصعوبات قبل أن تسيطر على
الوضع، لكنها قررت التزام الصمت في ذلك الوقت.
سأذهب لأرى ريتشيل بشأن هذا الموضوع بعد الظهر، فكرت. لا فائدة من التجادل مع أن الآن، فهي هائجة جدا، ويتملكني الشعور أنها إذا صممت على رأيها فبإمكانها أن تكون عنيدة إلى أبعد حدود العناد ومما استطعت استنباطه من روايتها أعتقد أن السيد فيلبس كان مستبدا في طريقة معالجته للأمور، لكن إخبارها بهذا لن يساعد
على حل الأزمة، سأناقش الأمر مع ريتشيل التي لا بد وأن تكون الآن قد
سمعت بما حدث.
وجدت ماريلا السيدة ليند تحيك اللحف بإقبال وحبور كالعادة.
لعلك تعرفين سبب قدومي إليك، قالت بوجه عراه شيء من
الخجل.
أومأت السيدة ريتشيل.
بشأن الجلبة التي أحدثتها أن في المدرسة، على ما أظن أجابت.مرت تيلي بولتر من هنا أثناء عودتها إلى البيت من المدرسة، وروت لي
الحكاية كلها.»
«لا أدري كيف ينبغي لي التصرف معها، قالت ماريلا. فهي تصرح بأنها لن تعود إلى المدرسة. لم أر في حياتي طفلة بلغ بها الانفعال هذا المبلغ، لقد كنت أتوقع حدوث المشاكل منذ أن بدأت بالذهاب إلى المدرسة، وشعرت أن الأمور تجري بسلاسة أفضل من أن تدوم. وهي
الآن ثائرة جدا، فيم تنصحيني ياريتشيل ؟»
«حسنا يا ماريلا ما دمت تسأليني النصيحة» قالت السيدة ليند
بلطافة لأن شيئًا ما كان يروقها بقدر ما يروقها طلب النصيحة منها. سأتراخى معها في البداية لو كنت مكانك أنا على يقين من أن السيد فيلبس مخطئ، لكن، وكما تعلمين طبعا لا نفع من اعترافنا للأطفال بهذه الحقيقة، كما أنه كان أمس محقاً في معاقبتها لأنها لم تستطع ضبط أعصابها، أما اليوم فالوضع مختلف تماما، إذ كان يجب أن يُعاقب جميع التلاميذ الذين تأخروا كما عوقبت أن هذا ما كان يجب أن يحدث كانت تيلي بولتر ساخطة جدا، وهي تناصر أن وتقول إن جميع التلاميذ يناصرون أن أيضًا. يبدو أنها استطاعت أن تكون ذات
شعبية بينهم، بينما كنت أظن أنها لن تتأقلم معهم كثيرا.»
إذن فأنت ترين أنه من المستحسن الآن السماح لها بالبقاء في
البيت» قالت ماريلا بذهول.
نعم هذا ما ينبغي عمله الآن، ولن أقول أمامها كلمة مدرسة مرةثانية إلى أن تقولها هي بنفسها. اعتمدي على هذا يا ماريلا، ستهدأ خلال أسبوع أو ما يقارب وستكون مستعدة للعودة بناءً على رغبتها هي ثقي بما أقوله لك. أما إذا أرغمتها الآن على الذهاب، فالله وحده يعلم أية بلية أو مصيبة ستختلق فيما بعد مسببة مشكلة لم يسبق لها مثيل. كلما قلت الجلبة المثارة حول هذه القضية، كانت النتائج أفضل. وصدقيني هي لن تفوت على نفسها الكثير بعدم ذهابها إلى المدرسة
إذا كان هذا ما تخشينه.
هزت السيدة ريتشيل رأسها عدة مرات، وكأنها تقول إنها لو كانت
على رأس النظام التعليمي في المقاطعة فإن طريقة تديرها للأمور
ستكون أفضل بكثير.
عملت ماريلا بنصيحة السيدة ريتشيل ولم تقل كلمة واحدة لأن بخصوص العودة إلى المدرسة، تعلمت أن دروسها في البيت، وأدت
مهماتها الروتينية، ولعبت مع ديانا في شفق الخريف الأرجواني البارد.
ولكنها عندما كانت تلتقي غيلبرت بلايث في الطريق أو تصادفه كانت
تتجاوزه بازدراء صقيعي، لم يستطع رجاؤه الحار بمصالحتها أن يصهر
منه ذرة واحدة حتى جهود ديانا كرسول سلام لم تكن بذات نفع. لقد
حسمت آن رأيها وعزمت على المضي في كراهية غيلبرت بلايث إلى نهاية
الحياة.
وبقدر ما كرهت غيلبرت، توقعت بديانا، وأحبتها من صميم قلبها
الشغوف الصغير المبالغ في محبته وكراهيته على حد سواء. وذات
مساء، بينما كانت ماريلا عائدة من البستان وهي تحمل سلة منالتفاح، وجدت أن جالسة وحدها في ظل الشفق عند النافذة الغربية
وهي تبكي بحرقة.
«ما الحكاية يا أن؟» سألتها.
يتعلق الأمر بديانا، أجابت أن وهي تنشج بسخاء. «أنا أحب ديانا كثيرا يا ماريلا، ولا أستطيع العيش من دونها.» استدارت ماريلا حالا لتخفي وجهها المتقلص الذي كان يحاول مقاومة رغبتها بالضحك ولكن محاولتها لم تنفع، فانهارت على أقرب كرسي وانفجرت في نوبة من الضحك المجلجل المنبعث من صميم قلبها، حتى إن ماثيو الذي
كان يتجاوز الفناء في تلك اللحظة وقف متعجبا.
متى سمع ماريلا تضحك بهذه الطريقة من قبل ؟
«حسنا يا آن شيرلي» قالت ماريلا حالما استطاعت التفوه بكلمة. إذا كان لا بد لك أن تختلقي المصائب لتبكي عليها، اختلقي مصيبة يمكن أن نعالجها في البيت. أنا أقر أنك صاحبة خيال خصب لا مثيل
له.»


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

نهجت الأنظمة ال...

نهجت الأنظمة الدكتاتورية سياسة التوسع لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية، فاصطدمت بمصالح الأنظمة الديمقر...

طاف والدا ليپل ...

طاف والدا ليپل بالسيدة يعقوب أرجاء المنزل، وحين انتهائهما من ذلك غادرت السيدة، تبادل الوالدان نظرات ...

المطلب الأول: ا...

المطلب الأول: الامتياز التجاري تبنت العديد من الاتحادات والجمعيات المتخصصة في مجال الامتياز وضع تعري...

عصر الأنوار (ال...

عصر الأنوار (الفكر الإنجليزي والفكر الفرنسي) تمهيد إشكالي: عرفت أوربا خلال القرنين 17 و18م بروز حركة...

يستطيع المتابع ...

يستطيع المتابع لحركة علم النفس في العالم العربي أن يرصد اتجاها ناميا يدعو إليه بعض المشتغلين بعلم ال...

Nachdem ich Ihr...

Nachdem ich Ihre Anzeige gelesen hatte, griff ich sofort zum Handy und meldete mich bei Ihnen an. Le...

كان الإمبراطور ...

كان الإمبراطور جستنيان الأول أو "العظيم" شخصية تاريخية نادرة. فقد اعتبر نفسه امتداداً لأباطرة روما م...

تعود بدايات علم...

تعود بدايات علم الحركة إلى زمن بعيد على يد الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس (385-322ق م)، فهو أول من أه...

توفي والد يزيد ...

توفي والد يزيد فباعت أمه جميع ما تملك بأربعين دينارا ذهبيا واعطته اياها وارسلته مع قافلة كي يتعلم ال...

ي‍‍جب على المسل...

ي‍‍جب على المسلم أن تكون له هوية خاصة تكون مميزةً له عمن سواه من البشر؛ فلا يتشبه بغير المسلمين ممن ...

أحمد زويل أحمد ...

أحمد زويل أحمد حسن زويل عالم مصري عاش في الولايات المتحدة الأمريكية، وساهم في نشر العديد من الأعمال ...

قصة صندوق أبي ب...

قصة صندوق أبي بقلم خديجة حيدورة 1-هادي طفل في عمر الخامسة، فقد والده، خلال حرب تفوز، كبر خلالها م...